کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تبيين القرآن

الخطبة كلمة الناشر المقدمة 1: سورة الفاتحة 2: سورة البقرة 3: سورة آل عمران 4: سورة النساء 5: سورة المائدة 6: سورة الأنعام 7: سورة الأعراف 8: سورة الأنفال 9: سورة التوبة 10: سورة يونس 11: سورة هود 12: سورة يوسف 13: سورة الرعد 14: سورة إبراهيم 15: سورة الحجر 16: سورة النحل 17: سورة الإسراء 18: سورة الكهف 19: سورة مريم 20: سورة طه 21: سورة الأنبياء 22: سورة الحج 23: سورة(المؤمنون) 24: سورة النور 25: سورة الفرقان 26: سورة الشعراء 27: سورة النمل 28: سورة القصص 29: سورة العنكبوت 30: سورة الروم 31: سورة لقمان 32: سورة السجدة 33: سورة الأحزاب 34: سورة سبأ 35: سورة فاطر 36: سورة يس 37: سورة الصافات 38: سورة ص 39: سورة الزمر 40: سورة غافر 41: سورة فصلت 42: سورة الشورى 43: سورة الزخرف 44: سورة الدخان 45: سورة الجاثية 46: سورة الأحقاف 47: سورة محمد صلى الله عليه و آله و سلم 48: سورة الفتح 49: سورة الحجرات 50: سورة ق 51: سورة الذاريات 52: سورة الطور 53: سورة النجم 54: سورة القمر 55: سورة الرحمن 56: سورة الواقعة 57: سورة الحديد 58: سورة المجادلة 59: سورة الحشر 60: سورة الممتحنة 61: سورة الصف 62: سورة الجمعة 63: سورة(المنافقون) 64: سورة التغابن 65: سورة الطلاق 66: سورة التحريم 67: سورة الملك 68: سورة القلم 69: سورة الحاقة 70: سورة المعارج 71: سورة نوح 72: سورة الجن 73: سورة المزمل 74: سورة المدثر 75: سورة القيامة 76: سورة الإنسان(الدهر) 77: سورة المرسلات 78: سورة النبأ 79: سورة النازعات 80: سورة عبس 81: سورة التكوير 82: سورة الانفطار 83: سورة المطففين 84: سورة الانشقاق 85: سورة البروج 86: سورة الطارق 87: سورة الأعلى 88: سورة الغاشية 89: سورة الفجر 90: سورة البلد 91: سورة الشمس 92: سورة الليل 93: سورة الضحى 94: سورة الشرح 95: سورة التين 96: سورة العلق 97: سورة القدر 98: سورة البينة 99: سورة الزلزلة 100: سورة العاديات 101: سورة القارعة 102: سورة التكاثر 103: سورة العصر 104: سورة الهمزة 105: سورة الفيل 106: سورة قريش 107: سورة الماعون 108: سورة الكوثر 109: سورة الكافرون 110: سورة النصر 111: سورة المسد 112: سورة الإخلاص 113: سورة الفلق 114: سورة الناس دعا ختم القران الفهرس

تبيين القرآن


صفحه قبل

تبيين القرآن، ص: 376

[44] أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ‏ أكثر هؤلاء الكفار يَسْمَعُونَ‏ الحق سماع تفهم‏ أَوْ يَعْقِلُونَ‏ يستعملون عقولهم و يتدبرون‏ أَنَ‏ ما هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا إذ الأنعام إذا عرفت مصالحها اتبعته، و هؤلاء يعرفون الحق و يعاندونه.

[45] أَ لَمْ تَرَ إِلى‏ رَبِّكَ‏ أي إلى قدرته تعالى‏ كَيْفَ مَدَّ بسط الظِّلَ‏ فإن للأشياء ظلا عند ظهور الشمس في السماء و هو نعمة كبيرة وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً لا يتحرك، لكنه يضرّ بمصالح الناس‏ ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ‏ على الظل‏ دَلِيلًا إذ لو لا الشمس ما كان يعرف معنى للظل.

[46] ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا أزلنا الظلّ بإيقاع شعاع الشمس مكانه‏ قَبْضاً يَسِيراً قليلا قليلا.

[47] وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً ساترا بظلامه كما يستر اللباس‏ وَ النَّوْمَ سُباتاً قاطعا للعمل لأجل الراحة وَ جَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً بعثا للناس من النوم.

[48] وَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً مبشرات‏ بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ‏ أي المطر، فإن الريح تبشر بالمطر وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً طاهرا مطهرا.

[49] لِنُحْيِيَ‏ بالنبات‏ بِهِ‏ بالمطر بَلْدَةً أرضا مَيْتاً و التذكير باعتبار البلد إذ التاء في بلدة لإفراد الجنس لا التأنيث‏ وَ نُسْقِيَهُ‏ أي و لنسقي من ذلك الماء أنعاما و أناسا مِمَّا خَلَقْنا بعض خلقنا أَنْعاماً بدل (مما) وَ أَناسِيَ‏ جمع إنسان‏ كَثِيراً .

[50] وَ لَقَدْ صَرَّفْناهُ‏ أي المطر، نقلناه من هنا إلى هناك‏ بَيْنَهُمْ‏ بين بلادهم‏ لِيَذَّكَّرُوا ليتفكروا فيعرفوا كمال قدرة الله‏ فَأَبى‏ امتنع‏ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً جحودا لنعم الله.

[51] وَ لَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً نبيا ينذر أهلها، و خففنا عليك الدعوة، لكن المصلحة أن تكون- يا محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- نبيّا لكل البشر.

[52] فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ‏ بعد أن علمت الحق‏ وَ جاهِدْهُمْ بِهِ‏ بالقرآن‏ جِهاداً كَبِيراً بكل قواك و إمكاناتك.

[53] وَ هُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ‏ جعلهما متلاصقين، فإن المياه العذبة تحت الأرض و المياه المالحة في البحار متلاصقان و مع ذلك لا يختلط أحدهما بالآخر بسبب الحواجز الأرضية هذا أحد البحرين‏ عَذْبٌ‏ حلو فُراتٌ‏ بالغ العذوبة وَ هذا مِلْحٌ‏ مالح‏ أُجاجٌ‏ شديد الملوحة وَ جَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً حاجزا من قدرته تعالى‏ وَ حِجْراً مَحْجُوراً أي حراما محرما أن يفسد المالح العذب.

[54] وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ النطفة بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً الأولاد الذكور للنسب‏ وَ صِهْراً البنات للصهر وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً حيث خلق من الماء الواحد رجالا و نساء.

[55] وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ‏ غير الله‏ ما أي الأصنام‏ لا يَنْفَعُهُمْ وَ لا يَضُرُّهُمْ وَ كانَ الْكافِرُ عَلى‏ رَبِّهِ ظَهِيراً يظاهر الشيطان و يعاونه على مخالفة أوامر الله.

تبيين القرآن، ص: 377

[56] وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً بالثواب‏ وَ نَذِيراً مخوفا من العقاب.

[57] قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ‏ على تبليغ الرسالة مِنْ أَجْرٍ إِلَّا فعل‏ مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى‏ ثواب‏ رَبِّهِ‏ و جزائه‏ سَبِيلًا فإن فعل ذلك الإنسان هو الأجر الذي أبغيه و أطلبه.

[58] وَ تَوَكَّلْ‏ فوّض أمرك‏ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ‏ و هو الله، أمّا سائر الأحياء فيموتون‏ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِهِ‏ نزهه تعالى حامدا له‏ وَ كَفى‏ بِهِ‏ بالله‏ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً فيجازيهم على ذنوبهم و هذا إلفات لهم حتى لا يذنبوا.

[59] الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ‏ أي بقدر ستة أيام من أيام الدنيا ثُمَّ اسْتَوى‏ توجه‏ عَلَى الْعَرْشِ‏ عرش الملك، أو الموضع المخلوق الخاص، و هذا من باب التشبيه كما أن الملك يصرف نظره بعد بناء المدينة إلى عرشه ثم يتوجه لإدارة شؤون البلاد الرَّحْمنُ‏ مبتدأ فَسْئَلْ بِهِ‏ بالرحمن‏ خَبِيراً كأنك إذا سألته فقد سألت بسببه شخصا عالما، نحو: اشرب به عسلا يعني: إذا شربته فقد شربت بسببه عسلا، و هذا لإفادة علمه تعالى بكل شي‏ء فهو الخالق و هو المدبر و هو العالم.

[60] وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ‏ للكفار: اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَ مَا الرَّحْمنُ‏ أي أيّ شي‏ء الرحمن، فإنهم كانوا يكرهون هذا اللفظ، جهلا و سفها أَ نَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا بالسجود له، و الاستفهام للإنكار وَ زادَهُمْ‏ كلامك‏ نُفُوراً تنفرا و ابتعادا عن الحق.

[61] تَبارَكَ‏ دام و ثبت‏ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً للكواكب‏ وَ جَعَلَ فِيها في السماء سِراجاً مصباحا و هو الشمس‏ وَ قَمَراً مُنِيراً ذا نور.

[62] وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ خِلْفَةً يخلف أحدهما الآخر و يقوم مقامه‏ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ يتذكر، فإن الكون مذكر بالله تعالى‏ أَوْ أَرادَ شُكُوراً شكر الله على هذه النعم.

[63] وَ عِبادُ الرَّحْمنِ‏ هم‏ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً مشيا هيّنا بدون تكبّر، بل بسكينة و تواضع‏ وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ‏ تكلموا معهم‏ قالُوا للجاهلين‏ سَلاماً أي كلاما سلميّا فلا يقابلونهم بالكلام السيئ.

[64] وَ الَّذِينَ‏ عطف على (الذين) يَبِيتُونَ‏ يقضون الليل، و التخصيص بالليل لأنه محل الفراغ للعبادة و هو أبعد من الرياء لِرَبِّهِمْ سُجَّداً ساجدين‏ وَ قِياماً قائمين في الصلاة.

[65] وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ‏ ادفع‏ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً غرامة، أو لازما للإنسان لا ينفك منه.

[66] إِنَّها جهنم‏ ساءَتْ مُسْتَقَرًّا محل استقرار وَ مُقاماً محل بقاء و إقامة.

[67] وَ الَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا لم يتجاوزوا الحد في الإنفاق‏ وَ لَمْ يَقْتُرُوا لم يضيقوا بأن لم يعطوا المقدار الكافي‏ وَ كانَ‏ إنفاقهم‏ بَيْنَ ذلِكَ‏ الإسراف و الإقتار قَواماً وسطا.

تبيين القرآن، ص: 378

[68] وَ الَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَ لا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ‏ قتلها إِلَّا بِالْحَقِ‏ كالقصاص و ما أشبه‏ وَ لا يَزْنُونَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ‏ الشرك أو القتل أو الزنا يَلْقَ‏ يلاقي‏ أَثاماً عصيانا كبيرا.

[69] يُضاعَفْ‏ يشتد لَهُ الْعَذابُ‏ لأنه أكثر جرما من سائر الجرائم الصغيرة يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ‏ في العذاب حال كونه‏ مُهاناً ذليلا.

[70] إِلَّا مَنْ تابَ‏ عن تلك المعاصي‏ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ‏ بأن يمحوا السيئات و يكتب مكانها الحسنات التي أتوا بها من الإيمان و العمل الصالح‏ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً .

[71] وَ مَنْ تابَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ‏ يرجع‏ إِلَى اللَّهِ مَتاباً مرجعا حسنا.

[72] وَ الَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ لا يقيمون شهادة باطلة وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ أي بالساقط من القول و الفعل‏ مَرُّوا كِراماً متخذين موقف الإنسان الشريف من ذلك اللغو، فإن كان المقام مقام النهي نهوا و إن كان مقام الإعراض أعرضوا و هكذا.

[73] وَ الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ‏ كالقرآن و العبر لَمْ يَخِرُّوا لم يقيموا عَلَيْها صُمًّا كالأصم الذي لا يسمع‏ وَ عُمْياناً كالأعمى الذي لا يبصر، بل استفادوا من سماع المواعظ و من رؤية العبر.

[74] وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّيَّاتِنا أولادنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ‏ أي صلحاء تستقر بهم الأعين فرحا و حبورا، فإن الخائف و المحزون تتقلب عينه هنا و هناك ليجد ملجأ يزيل به همه بخلاف المطمئن الفرح‏ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً يقتدون بنا في أمر الدين.

[75] أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ غرف الجنة المشرفة عليها بِما صَبَرُوا أي بسبب صبرهم‏ وَ يُلَقَّوْنَ فِيها تتلقاهم الملائكة في الغرفة تَحِيَّةً من (حيّاك الله) أي أحياك حياة طيبة «1» وَ سَلاماً سلامة من الآفات.

[76] خالِدِينَ فِيها دائمين في تلك الغرفة و النعمة حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً مقابل (ساءت مستقرا و مقاما).

[77] قُلْ ما يَعْبَؤُا لا يكترث‏ بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ‏ بأن تدعوه‏ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ‏ رسوله و دينه، و لذا فلستم بموضع مبالاته و اكتراثه‏ فَسَوْفَ يَكُونُ‏ جزاء تكذيبكم‏ لِزاماً ملازما لكم.

(1) التحية: التلقي بالكرامة في المخاطبة.

تبيين القرآن، ص: 379

26: سورة الشعراء

مكية آياتها مائتان و سبع و عشرون‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

[1] طسم‏ رمز بين الله و الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

[2] تِلْكَ‏ هذه الآيات المذكورة في هذه السورة آياتُ الْكِتابِ‏ القرآن‏ الْمُبِينِ‏ الواضح.

[3] لَعَلَّكَ‏ يا رسول الله‏ باخِعٌ‏ هالك‏ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ‏ أي من أجل عدم إيمانهم، و المعنى: لا تغتم لعدم إيمانهم.

[4] إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً علامة تجبرهم على الإيمان‏ فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ‏ منقادين، و ذكر الأعناق لأنه موضع الخضوع.

[5] وَ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ موعظة و إرشاد مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ‏ مجدد تنزيله‏ إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ‏ جددوا إعراضا.

[6] فَقَدْ كَذَّبُوا بالذكر فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا أخبار ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ‏ فيعلمون أنه كان حقا، حيث يأخذهم جزاء تكذيبهم.

[7] أَ وَ لَمْ يَرَوْا ألا ينظرون‏ إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ‏ صنف من أصناف النبات‏ كَرِيمٍ‏ ذي فوائد هي محل تكريم الإنسان له.

[8] إِنَّ فِي ذلِكَ‏ الذي رأوه من إنبات النبات‏ لَآيَةً على الله تعالى‏ وَ ما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ‏ .

[9] وَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الغالب‏ الرَّحِيمُ‏ و برحمته يمهلهم.

[10] وَ اذكر إِذْ زمان‏ نادى‏ رَبُّكَ مُوسى‏ أَنِ ائْتِ‏ اذهب إلى‏ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ‏ .

[11] قَوْمَ فِرْعَوْنَ‏ بدل‏ أَ لا يَتَّقُونَ‏ الكفر و العصيان، و الاستفهام للإنكار.

[12] قالَ‏ موسى عليه السّلام: رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ‏ يكذبوني.

[13] وَ يَضِيقُ صَدْرِي‏ بتكذيبهم لي‏ وَ لا يَنْطَلِقُ لِسانِي‏ لست أفصح الكلام كما ينبغي‏ فَأَرْسِلْ‏ ملائكتك‏ إِلى‏ أخي‏ هارُونَ‏ ليكون معينا لي.

[14] وَ لَهُمْ‏ لآل فرعون‏ عَلَيَّ ذَنْبٌ‏ في اعتقادهم حيث قتلت أحدهم‏ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ‏ يقتلوني قصاصا.

[15] قالَ‏ الله، بعد أن حلّ عقدة لسانه و جعل أخاه نبيا يعضده: كَلَّا لا يقتلونك‏ فَاذْهَبا يا موسى و هارون‏ بِآياتِنا حججنا و براهيننا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ‏ أسمع كلامكما و كلامهم.

[16] فَأْتِيا اذهبا إلى‏ فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ .

[17] أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ‏ دعهم يذهبون معنا إلى الشام، فجاءا إليه و قالا له.

[18] قالَ‏ فرعون: أَ لَمْ نُرَبِّكَ‏ يا موسى تربية فِينا في منازلنا وَلِيداً طفلا وَ لَبِثْتَ‏ بقيت‏ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ‏ سنوات من عمرك حتى صرت شابا.

[19] وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ‏ من قتل القبطي‏ وَ أَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ‏ بنعمتي التي أسبغتها عليك حيث قتلت أحد أتباعي.

تبيين القرآن، ص: 380

[20] قالَ‏ موسى عليه السّلام: فَعَلْتُها فعلت الفعلة، أي القتل‏ إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضَّالِّينَ‏ عن طريقك، أي لم أكن اعترف بطريقتكم، و لست كافرا بنعمتك كما زعمت.

[21] فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ‏ أن تقتلوني قصاصا للقبطي‏ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً سلطة و حكومة وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ‏ نبيا.

[22] وَ تِلْكَ‏ التربية نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَ‏ أي هذه ليست نعمة و إنما هي خلاف النعمة أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ‏ اتخذتهم عبيدا تقتل أولادهم مما ألجأت أمي إلى أن تقذفني في النيل.

[23] قالَ فِرْعَوْنُ وَ ما رَبُّ الْعالَمِينَ‏ ما هو حقيقته.

[24] قالَ‏ موسى عليه السّلام: هو رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ‏ بشي‏ء، فهذا أولى الأشياء باليقين.

[25] قالَ‏ فرعون‏ لِمَنْ حَوْلَهُ أَ لا تَسْتَمِعُونَ‏ جواب موسى عليه السّلام، أنا أسأله عن حقيقة إلهه، و هو يجيبني عن آثاره.

[26] قالَ رَبُّكُمْ وَ رَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ‏ فهو خالقكم أجمعين.

[27] قالَ‏ فرعون غيظا و بهتا من جواب موسى عليه السّلام:

إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ‏ لأنه يقول أشياء لا حقيقة لها حسب زعمه.

[28] قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ ما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ‏ أي إن استعملتم عقلكم لعلمتم ذلك.

[29] قالَ‏ فرعون، بعد أن عجز عن الجواب: لَئِنِ اتَّخَذْتَ‏ يا موسى‏ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ‏ أحبسك في السجن.

[30] قالَ‏ موسى عليه السّلام: أَ تفعل ذلك‏ وَ لَوْ جِئْتُكَ بِشَيْ‏ءٍ بمعجزة مُبِينٍ‏ واضح.

[31] قالَ‏ فرعون: فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ‏ في دعواك.

[32] فَأَلْقى‏ عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ‏ حية مُبِينٌ‏ ظاهر.

[33] وَ نَزَعَ يَدَهُ‏ أخرج يده من جيبه‏ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ بياضا منيرا لِلنَّاظِرِينَ‏ لمن ينظر.

[34] قالَ‏ فرعون‏ لِلْمَلَإِ الأشراف‏ حَوْلَهُ إِنَّ هذا موسى عليه السّلام‏ لَساحِرٌ عَلِيمٌ‏ خبير بفنون السحر.

[35] يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ‏ فإنه إذا تسلط اضطرت الهيئة الحاكمة إلى الفرار بِسِحْرِهِ فَما ذا تَأْمُرُونَ‏ في دفعه.

[36] قالُوا أَرْجِهْ وَ أَخاهُ‏ أي أخّر أمرهما وَ ابْعَثْ‏ أرسل‏ فِي الْمَدائِنِ‏ في البلاد حاشِرِينَ‏ أشخاصا جامعين للسحرة.

[37] يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ‏ حاذق في السحر.

[38] فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ‏ وقت‏ يَوْمٍ مَعْلُومٍ‏ معيّن.

[39] وَ قِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ‏ حث للناس على الاجتماع ليشاهدوا مقابلة موسى عليه السّلام للسحرة.

تبيين القرآن، ص: 381

[40] لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ أي نبقى على ديننا القديم‏ إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ‏ على موسى و هارون عليهما السّلام.

[41] فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَ إِنَّ لَنا لَأَجْراً أي هل تعطينا جزاء إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ‏ إن تغلبنا على موسى عليه السّلام.

[42] قالَ‏ فرعون: نَعَمْ‏ أعطيكم الأجر وَ إِنَّكُمْ إِذاً إذا غلبتم‏ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ‏ أقرّبكم إلى بلاطي.

[43] قالَ لَهُمْ مُوسى‏ أَلْقُوا ما أَنْتُمْ‏ أيها السحرة مُلْقُونَ‏ من أنواع السحر.

[44] فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ‏ جمع حبل‏ وَ عِصِيَّهُمْ‏ جمع عصا، و هي التي أظهروها في أعين الناس كأنها حيّات‏ وَ قالُوا أي السحرة: قسما بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ‏ .

[45] فَأَلْقى‏ مُوسى‏ عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ‏ تبلع بسرعة ما يَأْفِكُونَ‏ ما أظهروه في أعين الناس حيات، من الإفك بمعنى الكذب.

[46] فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ‏ ألقاهم ما بهرهم من الحق حتى لم يتمالكوا أنفسهم أن أذعنوا و سجدوا لله.

[47- 49] قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ رَبِّ مُوسى‏ وَ هارُونَ. قالَ‏ فرعون: هل‏ آمَنْتُمْ لَهُ‏ لرب موسى عليه السّلام‏ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ‏ لأنه كان يزعم أنه لا يجوز لأحد الإيمان إلا بإذنه‏ إِنَّهُ‏ موسى عليه السّلام‏ لَكَبِيرُكُمُ‏ رئيسكم‏ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ‏ وبال عملكم، و تآمركم مع موسى عليه السّلام، فإن فرعون أظهر أن موسى عليه السّلام و السحرة تآمروا على ذلك‏ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ‏ اليد اليمنى و الرجل اليسرى‏ وَ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ‏ شنقا على المشانق.

[50] قالُوا لا ضَيْرَ لا ضرر علينا في ذلك‏ إِنَّا إِلى‏ رَبِّنا إلى ثوابه‏ مُنْقَلِبُونَ‏ راجعون.

[51- 52] إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا كفرنا و ذنوبنا أَنْ‏ لأن، أي في قبال‏ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ‏ المصدقين بإله موسى عليه السّلام. وَ أَوْحَيْنا إِلى‏ مُوسى‏ أَنْ أَسْرِ أخرج ليلا بِعِبادِي‏ بني إسرائيل‏ إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ‏ أي يتبعكم فرعون، و لذا أخرج بهم ليلا.

[53] فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ‏ حين أخبر بأنهم خرجوا عن مصر فِي الْمَدائِنِ‏ التي كانت تابعة له‏ حاشِرِينَ‏ جامعين للناس ليقولوا لهم عن لسان فرعون:

[54] إِنَّ هؤُلاءِ موسى عليه السّلام و بني إسرائيل‏ لَشِرْذِمَةٌ جماعة قَلِيلُونَ‏ .

[55] وَ إِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ‏ فاعلون ما أغضبنا.

[56] وَ إِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ‏ في حذر من هؤلاء حتى لا يفسدوا، و كان هذا الكلام من فرعون لأجل توقي البلاد من موسى عليه السّلام و قد أعلنه قبل أن يخرج لتعقيب موسى عليه السّلام.

[57] فَأَخْرَجْناهُمْ‏ فرعون و ملأه‏ مِنْ جَنَّاتٍ‏ بساتين مصر وَ عُيُونٍ‏ عيون مياهها جارية.

[58] وَ كُنُوزٍ أموالهم المكنوزة وَ مَقامٍ كَرِيمٍ‏ منازل حسنة كانت لهم.

[59] كَذلِكَ‏ هكذا وَ أَوْرَثْناها تلك النعم‏ بَنِي إِسْرائِيلَ‏ حيث إن موسى عليه السّلام بعد أن غرق فرعون أرسل جماعة من بني إسرائيل لحكومة مصر.

[60] فَأَتْبَعُوهُمْ‏ أتبع فرعون و جنوده موسى عليه السلام و من معه‏ مُشْرِقِينَ‏ وقت دخولهم في شروق الشمس.

تبيين القرآن، ص: 382

[61] فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ‏ رأى جمع موسى عليه السّلام و جمع فرعون أحدهما الآخر قالَ أَصْحابُ مُوسى‏ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ‏ يدركنا فرعون الآن، قالوا ذلك خائفين.

[62] قالَ‏ موسى عليه السّلام: كَلَّا لا يدركوننا إِنَّ مَعِي رَبِّي‏ بالنصرة و الخلاص‏ سَيَهْدِينِ‏ يهديني إلى طريق الخلاص.

[63] فَأَوْحَيْنا إِلى‏ مُوسى‏ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ البحر الأحمر الذي كان أمامهم، فضربه‏ فَانْفَلَقَ‏ أي انشق اثني عشر مسلكا فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ‏ كل قطعة من ماء البحر كَالطَّوْدِ الجبل‏ الْعَظِيمِ‏ فدخلوا في البحر يسلكون الطرق.

[64] وَ أَزْلَفْنا قربنا إلى البحر ثَمَ‏ هناك‏ الْآخَرِينَ‏ فرعون و جنوده حتى دخلوا البحر.

[65] وَ أَنْجَيْنا مُوسى‏ وَ مَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ‏ بأن خرجوا من البحر، و فرعون و جنوده و صلوا إلى وسطه.

[66] ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ‏ بإطباق ماء البحر عليهم.

[67] إِنَّ فِي ذلِكَ‏ نجاة موسى عليه السّلام و هلاك فرعون‏ لَآيَةً لمعجزة كبيرة وَ ما كانَ أَكْثَرُهُمْ‏ أكثر بني إسرائيل‏ مُؤْمِنِينَ‏ مع رؤية هذه الآية.

[68] وَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ في سلطانه‏ الرَّحِيمُ‏ بعباده، و لذا لا يعاجلهم بالعقوبة.

[69] وَ اتْلُ‏ اقرأ عَلَيْهِمْ‏ على الناس‏ نَبَأَ خبر إِبْراهِيمَ‏ عليه السّلام.

[70] إِذْ قالَ لِأَبِيهِ‏ عمه آزر وَ قَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ‏ استفهام إنكار.

[71] قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُ‏ ندوم‏ لَها عاكِفِينَ‏ مقيمين على عبادتها.

[72] قالَ‏ إبراهيم عليه السّلام: هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ‏ أي يسمعون كلامكم‏ إِذْ تَدْعُونَ‏ حين تدعون الأصنام.

[73- 74] أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قالُوا أي الكفّار: بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ‏ يعبدون الأصنام، و نحن تبع لهم.

[75] قالَ‏ إبراهيم عليه السّلام: أَ فَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ‏ .

[76] أَنْتُمْ وَ آباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ‏ فإن الباطل لا ينقلب حقا بتقادم عهده.

[77] فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي‏ أي عدو للإنسان حيث يسبب هلاكه و عقابه‏ إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ‏ فإنه المعبود الحق الذي لا يضر الإنسان إذا عبده، بل ينفعه.

[78] الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ‏ يهديني، يرشدني إلى مصالحي.

[79] وَ الَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَ يَسْقِينِ‏ يسقيني، فإنه خلق الماء و الغذاء.

[80] وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ‏ يشفيني، الشفاء بيده و إنما الطبيب وسيلة.

[81] وَ الَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ‏ يحييني في الآخرة للحساب.

[82] وَ الَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي‏ ترك الأولى، فإن أعمال الأنبياء عليهم السّلام الضرورية كالأكل و الشرب و ما أشبه يعدونها خطايا لمعرفتهم بالله معرفة تامة فيرون قصور أنفسهم أمام جلاله، كما إذا اضطر الإنسان لمد رجله أمام الملك فإنه يعده خطأ و إن كانت الضرورة ساقته إلى ذلك‏ يَوْمَ الدِّينِ‏ يوم الجزاء.

صفحه بعد