کتابخانه تفاسیر
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج1، ص: 19
الآية 127 209
الآيات 128- 129 218
الآيات 130- 132 222
الآيات 133- 134 235
الآية 135 236
الآيات 136- 137 238
الآيات 138- 141 240
الآية 142 242
الآية 143 244
الآيات 144- 145 252
الآيات 146- 147 255
الآيات 148- 151 257
الآية 152 263
الآيات 153- 154 267
الآيات 155- 157 272
الآية 158 285
الآيات 159- 162 287
الآيات 163- 164 290
الآيات 165- 172 293
الآية 173 298
الآيات 174- 176 300
الآية 177 302
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج1، ص: 20
الآيات 178- 179 304
الآيات 180- 182 307
الآيات 183- 184 311
الآية 185 315
الآيات 186- 187 322
الآيات 188- 189 339
الآيات 190- 194 342
الآيات 195- 196 344
الآيات 197- 199 349
فهرس مصادر التحقيق 351
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج1، ص: 21
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مقدمة التحقيق
تعريف بالمؤلّف:
إنّ الشمس غنيّة عن التعريف و الصباح يزري بضوء المصباح، فإنّ صيت المؤلّف قد طار في أرجاء الدنيا، و هو فيلسوف الشرق بلا منازع، بل فيلسوف الشرق و الغرب في تأريخنا المعاصر.
هو العالم العارف المحقّق المدقّق و الجامع الكامل السيّد محمّد حسين بن السيّد محمّد، الذي يعود نسبه من طرف الأب إلى الإمام الحسن المجتبى- عليه السلام- و من طرف الأمّ إلى أخيه الإمام الحسين- عليه السلام- و من هنا نراه- قدّس سرّه- يكتب في بعض توقيعاته: «السيّد محمّد حسين الحسني الحسيني الطباطبائي».
ولد- رضوان اللّه تعالى عليه- سنة 1321 ه. ق وسط عائلة معروفة بالتقوى و الزهد و العلم، و في سنّ السادسة عشرة من عمره انصرف لدراسة العلوم الدينيّة، ثمّ بعد سبع سنوات من الدرس الدؤوب قصد موضع عشّاق العلم و مهوى قلوب الطلّاب أعني الحوزة العلميّة في النجف الأشرف للانتهال من عبيرها العذب الثرّ ليكمل هناك تحصيلاته العالية، و بقي هناك عشر سنوات حضر فيها دروس الفقه و الاصول عند فطاحل العلم و مفاخر الحوزة
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج1، ص: 22
أمثال الشيخ محمّد حسين الغروي الأصفهاني و السيّد أبي الحسن الأصفهاني و الشيخ النائيني و الحكيم بادكوبه، كما أنّه في الوقت نفسه بذل جهدا وافرا في دراسة الفلسفة و الكلام و الأخلاق و الرياضيّات و الرجال.
ثمّ عاد إلى مسقط رأسه «تبريز» لسوء الظروف المعيشيّة التي كان يمرّ بها، و بقي فيها ما يقارب العشر سنوات، ثمّ بعد ذلك غادرها إلى المدينة الثانية للعلم آنذاك أعني الحوزة العلميّة في مدينة قم المقدّسة، و لم يكن للفلسفة و ما أشبهها رواج في هذه الحوزة، و لذا نرى شيخنا العلّامة- أعلى اللّه مقامه- قد اهتمّ اهتماما بالغا و ركّز على التدريس و التأليف في هذا المجال و مجال التفسير.
ميزاته:
هناك ميزات عديدة اجتمعت في سيّدنا- المترجم- لا تجتمع إلّا في القلائل على مرّ العصور، ممّن حباهم اللّه و اختصّهم بعطائه و رحمته:
منها: تشعّب العلوم و الأبواب التي طرقها المؤلّف، رغم تفاوتها الشاسع؛ فبينما تراه يغوص في بحر العقليّات بكلّ ما فيه من العمق و التعقيد بمجالاته من المنطق و الفلسفة و الكلام و العرفان و الرياضيّات و الهيئة، تراه و بنفس القدرة و الجدارة و القوّة يلج باب النقليّات بمجالاته من الفقه و السيرة و التفسير و السّنن، و العلوم الأدبيّة من اللغة و النحو و الصرف و ما أشبه ممّا تحتاج إلى مهارة من نوع آخر، كما أنّه أبدع في علم الأصول الذي تبرز فيه جنبتا العلوم النقليّة و العقليّة معا.
و منها: انطباع كلّ مجال ورده بطابع الإتقان و الإحكام لكلّ جوانبه دون
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج1، ص: 23
أن يترك فيه ثغرة إلّا و يشبعها بحثا و تحقيقا.
و منها: اتّصافه بصفة التجديد، فتراه لا يمرّ بمطلب دونما إضافة و إبداع، يثري بها بحثه.
و منها: اتّخاذه للتخصّص شعارا في بحوثه رغم كثرتها و تفاوتها و عمقها، و التخصّص مرتبة أعلى من الاطّلاع الواسع كما لا يخفى.
و منها: الوضوح في كلّ مفردة من مفردات بحثه، بل إنّه ليتعجّب الناظر في كتاباته من قدرته الفائقة على اكتشاف الارتباط القائم بين المسائل المتشتّتة و من ثمّ الاستفادة من ذلك الارتباط في تنضيج العلم.
و بالجملة: كانت هذه الخصائص و الصفات ظواهر لا تنفكّ عن بحوثه و تأليفاته.
و منها: تميّزه- بالإضافة الى ما تقدّم- بتسلّطه على التنظير و إعطاء النظريّة مع نقد نظريّات الآخرين و تفنيدها.
و هذه الميزة هي الأصعب؛ إذ ليس كلّ من استطاع أن يحوي ما تقدّم قادرا على ذلك.
و منها: جمعه بين جوانب الغزارة في العلم، و الانهماك في التطبيق، و الإخلاص في العمل، و الشفّافيّة في الخلق، فهو الرجل الكامل الذي كلّما وضعت يدك على جانب و خصلة لم تر غير ما هو الأفضل و الأعلى و الأرقى في بابه.
و منها: صفة القدرة على عدم صبغ كتاباته في كلّ مجال يخوض فيه بصبغة مجال آخر، فرغم كونه الفيلسوف الأكبر لم يحاول أن يبدي على تأليفاته- غير المربوطة بالفلسفة- صبغة فلسفيّة، فهو- قدّس سرّه- في كلّ فنّ يلبس اللباس الذي يقتضيه ذلك الفنّ لا غير دونما تأثّر.
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج1، ص: 24
آثاره:
1- هذا التفسير الذي بين يدك؛
2- الميزان في تفسير القرآن؛
3- بداية الحكمة؛
4- نهاية الحكمة؛
5- اصول الفلسفة و المنهج الواقعي؛
6- الشيعة في الإسلام؛
7- سنن النبيّ؛
8- القرآن في الإسلام، و الذي ترجم إلى عدّة لغات.
و عشرات الرسائل و الكتب الاخرى، لا يسع المجال لتفصيلها.
وفاته:
و في سنة 1402 ه ق فجعت الامّة و تيتّم العلم و أهله برحيل مفكّرها و عظيمها إلى الملكوت و جنان الخلد و الراحة الأبديّة، و ذلك في صباح يوم الأحد في الثامن عشر من شهر محرّم الحرام، و دفن في مدينة قم المقدسة بجوار السيّدة الجليلة فاطمة المعصومة- عليها السلام- فسلام عليه يوم ولد، و يوم أصبح مفخرة للعلم، و يوم انتقل إلى جوار ربّه، و يوم يبعث حيّا.
تعريف بالكتاب:
ليس من شكّ في أنّ من جملة المهمّات الصعبة أن يقوم الباحث بعمليّة التوفيق بين الآيات بظواهرها و حسب ما يعطيه مفادها، و بين الروايات
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج1، ص: 25
الواردة في تفسيرها على كثرتها و ما يتراءى من الاختلاف الشاسع في مضامينها.
و صعوبة هذه العمليّة تنشأ من الحاجة إلى الاضطلاع في محاور عديدة:
منها: الإحاطة الشاملة و العميقة في المعارف القرآنيّة.
و منها: المعرفة الكاملة باللسان المفسّر لتلك الآيات، أعني الروايات الواردة عن المعصومين- عليهم السلام-.
و منها: القدرة على تطبيق ما يوصل إليه أحدهما على ما يستفاد من الآخر.
و لذلك نرى الكثير من المفسّرين يتحاشى عن عمليّة الجمع و التوفيق بينهما، إمّا بإهمال هذا الجانب رأسا، أو محاولا سرد الروايات التفسيريّة دونما تعليق، أو مقتصرا على شيء يسير من التوضيح و التوفيق دونما دخول في العمق أو حلّ جذري للمسألة.
و الكتاب الماثل بين يديك- عزيزنا القارئ- يعبّر عن عمل جريء و نتاج فكري رائع صبّه مؤلّفه العلّامة الطباطبائي- قدّس سرّه- على هذا المحور- أعني عمليّة الجمع و التوفيق بين الآيات و المرويّات- بطريقة فريدة من نوعها؛ فكان يستنطق الآيات و يستخرج منها مفهوما متكاملا، ثمّ يغوص في الروايات و يستخرج منها مفادا رائعا، ثمّ يلاقح بينهما- في عمليّة معقّدة- للتوصّل إلى نظريّة موحّدة فذّة، يتلاشى فيها كلّ ما كان يتخيّل و يتراءى من الاختلاف و التهافت، و لا يرى هناك غير الانسجام و الالتئام.