کتابخانه تفاسیر
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج1، ص: 52
ضَلَّ، «1» و كلّ ظلم شرك، سواء كان معصية بالأفعال أو انحرافا في الاعتقاد كما فيما حكاه عن الشيطان لمّا قضي الأمر إذ يقول: إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ، «2» و قال سبحانه: أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ* وَ أَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ* وَ لَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً. «3» فإذا كان كلّ ضلال في علم أو عمل شركا فمستقيم الصراط الذي هو صراط غير الضالّين ما لا يقع فيه شرك عمل أو علم ألبتّة، و هو التوحيد علما و عملا؛ إذ لا ثالث لهما، و ماذا بعد الحقّ إلّا الضلال، فهو طريق مأمون فيه من الضلال فينطبق على قوله سبحانه: الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ. «4» و في هذه الآية تثبيت للأمن و وعد بالاهتداء، و سيجيء سرّه إن شاء اللّه.
ثمّ إنّه عرّف هؤلاء الذين أنعم عليهم في قوله سبحانه: وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً، «5» و قد وصف هذا الإيمان و الإطاعة بقوله قبل الآية: فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً* وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَ لَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّ تَثْبِيتاً، «6»
(1). النساء (4): 116.
(2). إبراهيم (14): 22.
(3). يس (36): 60- 62.
(4). الأنعام (6): 82.
(5). النساء (4): 69.
(6). النساء (4): 65- 66.
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج1، ص: 53
فوصفهم بالثبات التامّ قولا و فعلا و ظاهرا و باطنا على العبوديّة، فلا يشذّ منهم شاذّ من هذه الجهة، و مع ذلك جعلهم في تبعهم وصفّ بعد صفّهم لمكان «مع» و لمكان قوله: وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً، «1» و كما يشعر به قوله في محلّ آخر:
وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ، «2» و هذا هو الإلحاق في الآخرة لمكان قوله: عِنْدَ رَبِّهِمْ «3» و لَهُمْ أَجْرُهُمْ، «4» فهؤلاء و هم أصحاب الصراط المستقيم أعلى قدرا و أقرب منزلة من هؤلاء المؤمنين الذين أخلصوا قلوبهم و أعمالهم من الظلم و الشرك، يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ، «5» و إذا تدبّرت قوله سبحانه:
فَلا وَ رَبِّكَ، «6» و تعريفه أصحاب الصراط المستقيم بقوله: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ أيقنت أنّ هناك نحوا آخر من الشرك لم يخلص عنه المؤمنون الخالصون و شأنهم هذا الشأن، و إنّما يختصّ به أصحاب الصراط المستقيم، فتدبّر.
و بالجملة، فمآل قوله: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، إلى التوحيد علما و عملا.
و أمّا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ فالصراط هو الواضح من الطريق، من سرطت سرطا إذا بلعت بلعا، كأنّه يبلع السالكين فيه فلا يدعهم و لا يدفعهم عن بطنه،
(1). النساء (4): 69.
(2). الحديد (57): 19.
(3). الحديد (57): 19.
(4). الحديد (57): 19.
(5). المجادلة (58): 11.
(6). النساء (4): 65.
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج1، ص: 54
و المستقيم على ما يظهر من اللغة غير ما اصطلح عليه أرباب علوم الرياضة من المستقيم، بل هو الذي لا يتغيّر أمره و لا يختلف شأنه، فمستقيم الصراط ما لا يتخلّف في هدايته و إيصاله سالكيه إلى غايته و مقصدهم، قال سبحانه: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ اعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَ فَضْلٍ وَ يَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً، «1» و قال سبحانه: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ* وَ هذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ، «2» و قال سبحانه: قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ* إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ «3» أي هذه سنّتي و طريقتي لا تختلف و لا تتخلّف، فهو يجري مجرى قوله: وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا «4» و وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا. «5»
و عن قرب الإسناد عن الرضا- عليه السلام-: قال: «جفّ القلم بحقيقة الكتاب [من اللّه] بالسعادة لمن آمن و اتّقى، و الشقاوة من اللّه لمن كذّب و عصى». «6»
و عن تفسير القمّي و توحيد الصدوق عن النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- ما في معناه. «7»
(1). النساء (4): 175.
(2). الأنعام (6): 125 و 126.
(3). الحجر (15): 41 و 42.
(4). الأحزاب (33): 62.
(5). الفتح (48): 23.
(6). قرب الإسناد: 156.
(7). تفسير القمّي 1: 215؛ و لم نجده في التوحيد.
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج1، ص: 55
ف الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ* هو الطريق الواضح المؤدّي إلى المطلوب ألبتّة.
و أمّا كونه أقرب الطرق لكون الخطّ المستقيم أقصر الخطوط الموصلة بين نقطتين فكلام شعريّ في هذا المقام و إن كان برهانيّا أو متلقّى بالقبول في مقام آخر.
نعم، بيّن سبحانه كون صراطه المستقيم أقرب الطرق إليه ببيان آخر سبقت الإشارة إليه.
و اعلم أنّه سبحانه على أنّه نصب في كلامه لنفسه صراطا و سبيلا و كرّر ذكر صراط اللّه و سبيل اللّه، لم يعدّ لنفسه أزيد من صراط واحد مستقيم، و عدّ لنفسه سبلا كثيرة، فقال تعالى: وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا، «1» و لم ينسب الصراط المستقيم إلى غيره من خلقه غير ما في هذه الآية صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، و نسب السبيل إلى غيره، فقال عزّ من قائل: قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ، «2» و قال تعالى: سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ، «3» و قال تعالى: سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ. «4»
و يعلم من ذلك أنّ السبيل غير الصراط المستقيم، و أنّه يختلف باختلاف أصناف المتعبّدين، دون الصراط المستقيم كما يشير إليه قوله سبحانه: قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَ كِتابٌ مُبِينٌ* يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَ يَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، «5» فجعل اتّباع رضوانه
(1). العنكبوت (29): 69.
(2). يوسف (12): 108.
(3). لقمان (31): 15.
(4). النساء (4): 115.
(5). المائدة (5): 15 و 16.
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج1، ص: 56
مقدّمة للهداية إلى سبل السلام، ثمّ أضاف إليه الإخراج من الظلمات إلى النور و جعل المجموع كالمقدّمة للهداية إلى صراط مستقيم، و التنكير فيه للتفخيم، و قال أيضا: وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ، «1» فمن الشرك و هو ضلال ما يوجد في المؤمنين، و لهم سبيل إلى ربّهم، فقد يجتمع الضلال مع سبيلهم، لكنّه لا يجتمع مع الصراط المستقيم. فظهر أنّ مثل الصراط المستقيم بالنسبة إلى السبيل مثل الروح بالنسبة إلى البدن، فكما أنّ للبدن أطوارا في مدّة حياته هو عند كلّ طور غيره عند طور آخر، كالصبا و الطفوليّة و الرهوق و الشباب و الكهولة و الشيب و الهرم، لكنّ الروح هي الروح، و البدن يمكن أن يطرأ عليه طورا تنافي ما تحبّه و تقتضيه الروح إذا خلّيت و نفسها، بخلاف الروح فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها، «2» و البدن مع ذلك هو الروح، أعني الإنسان، فكذلك السبيل إلى اللّه سبحانه هو الصراط المستقيم، غير أنّ السبيل كسبيل المؤمنين و سبيل المتّقين أو غير ذلك من سبل اللّه سبحانه ربما وصل إليه آفة من خارج أو نقص و لن تصل إلى الصراط المستقيم.
كما عرفت أنّ الإيمان ربما يجتمع مع الشرك و الظلم، و هو سبيل، و لا يجتمع مع شيء من ذلك الصراط المستقيم، فللسبيل مراتب كثيرة بعضها فوق بعض من جهة خلوصه و شوبه و قربه و بعده، و الجميع على الصراط المستقيم، أو هي هو.
قال سبحانه: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ، «3» و الأخبار في درجات الإيمان و الكفر كثيرة مستفيضة.
(1). يوسف (12): 106.
(2). الروم (30): 30.
(3). المجادلة (58): 11.
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج1، ص: 57
ثمّ إنّه سبحانه قال- و هو في هذا المعنى-: أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً وَ مِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَ الْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَ أَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ، «1» يبيّن أنّ هذه طريقته و سنّته في الخلقة يمزج الحقّ الباطن بالباطل الظاهر، و الحقائق بالأوهام لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا، «2» و إنّ هذه طريقته أيضا في ضرب الأمثال و بيان الأوصاف كما قال: وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ. «3»
و هاتان الآيتان في مساق ما ورد في الحديث المشهور بين الفريقين عن النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: نحن معاشر الأنبياء نكلّم الناس على قدر عقولهم. «4»
و أنت خبير بأنّ مثل هذا الكلام إنّما يساق لبيان الكيفيّة دون الكمّيّة، أي أنّه سبحانه في كلامه أو بلسان أنبيائه إنّما يلقي المعارف و العلوم إلى الناس بعد لبسها و صبغها بكيفيّة تلائم كيفيّة فهمهم، لا بالتبعيض بأن يلقي بعضا و يكفّ عن بعض كالمدرّس في مقدار ما يقرأه و يعلّمه تلاميذه، و هو سبحانه مع ذلك قد كلّم الناس بكلّ بيان متصوّر من برهان أو جدل أو خطابة.
و من هنا يعلم:
أوّلا: أنّ لهذه المعارف مرتبة في حقيقتها لا تنال بالعقل و الفكر، بل لو نيلت
(1). الرعد (13): 17.
(2). الكهف (18): 7.
(3). العنكبوت (29): 43.
(4). المحاسن 1: 195، الحديث: 17؛ مشكاة الأنوار: 251؛ شرح نهج البلاغة 18: الحديث: 186.
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج1، ص: 58
فإنّما تنال بإدراك دون الإدراك العقلي و علم غير العلم الفكري.
و ثانيا: أنّ هذه الحقائق ليست خارجة مغايرة لهذه الظواهر الملقاة من البيانات المتعارفة و الأمثال المضروبة، بل مثلها فيها كمثل الروح في الأجساد أو كرسول يرسله الملك إلى طوائف مختلفة من رعيّته و يأمره أن يتلبّس بكلّ طائفة منهم بلباس لا ينكرونه، و يتّسم بهيئة و سمة يعرفونها، و الرسول واحد، كمجرى قوله سبحانه: وَ لَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَ لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ، «1» و قد قال سبحانه: إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ* وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ، «2» يريد سبحانه أنّ للقرآن مرتبة اخرى في محلّ آخر لا تنال بهذه الأفهام و العقول، ثمّ قال تعالى: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ* لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ «3» فأثبت مسّه و نيله للمطهّرين، و هو في مرتبة أرفع من أن ينال بالعقل و الفكر، و قد عدّ سبحانه كلّ ظلم و شرك من الرجس، فهؤلاء المطهّرون رجال أزال اللّه عن قلوبهم رجس الشرك و الريب، و عن أفعالهم رجس الظلم و المعصية و طهّرهم تطهيرا، كما أنزل في أهل بيت نبيّه قوله سبحانه: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً، «4» و هؤلاء رجال آتاهم اللّه من علم الأشياء بحقائقها و حقائق ما يكلّم به الناس و يخاطبهم نيلا وراء نيل العقل، و نحوا غير نحوه، فنظروا إلى الأشياء على ما هي عليه من المملوكيّة للّه و الفقر إلى اللّه و القيام باللّه بكشف
(1). الأنعام (6): 9.
(2). الزخرف (43): 3 و 4.
(3). الواقعة (56): 77- 79.