کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن

المجلد الأول

الفهرس

سورة البقرة - 1 -

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 4] [سورة البقرة(2): الآيات 16 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 22 الى 17] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 25] [سورة البقرة(2): الآيات 29 الى 26] [سورة البقرة(2): الآيات 33 الى 30] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): الآيات 37 الى 35] [سورة البقرة(2): الآيات 39 الى 38] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 84] [سورة البقرة(2): الآيات 85 الى 88] [سورة البقرة(2): الآيات 89 الى 92] [سورة البقرة(2): الآيات 93 الى 101] [سورة البقرة(2): الآيات 102 الى 105] [سورة البقرة(2): الآيات 106 الى 108] [سورة البقرة(2): الآيات 109 الى 114] [سورة البقرة(2): آية 115] [سورة البقرة(2): الآيات 116 الى 123] [سورة البقرة(2): آية 124] [سورة البقرة(2): آية 125] [سورة البقرة(2): آية 126] [سورة البقرة(2): آية 127] [سورة البقرة(2): الآيات 128 الى 129] [سورة البقرة(2): الآيات 130 الى 132] [سورة البقرة(2): الآيات 133 الى 134] [سورة البقرة(2): آية 135] [سورة البقرة(2): الآيات 136 الى 137] [سورة البقرة(2): الآيات 138 الى 141] [سورة البقرة(2): آية 142] [سورة البقرة(2): آية 143] [سورة البقرة(2): الآيات 144 الى 145] [سورة البقرة(2): الآيات 146 الى 147] [سورة البقرة(2): الآيات 148 الى 151] [سورة البقرة(2): آية 152] [سورة البقرة(2): الآيات 153 الى 154] [سورة البقرة(2): الآيات 155 الى 157] [سورة البقرة(2): آية 158] [سورة البقرة(2): الآيات 159 الى 162] [سورة البقرة(2): الآيات 163 الى 164] [سورة البقرة(2): الآيات 165 الى 172] [سورة البقرة(2): آية 173] [سورة البقرة(2): الآيات 174 الى 176] [سورة البقرة(2): آية 177] [سورة البقرة(2): الآيات 178 الى 179] [سورة البقرة(2): الآيات 180 الى 182] [سورة البقرة(2): الآيات 183 الى 184] [سورة البقرة(2): آية 185] [سورة البقرة(2): الآيات 186 الى 187] [سورة البقرة(2): الآيات 188 الى 189] [سورة البقرة(2): الآيات 190 الى 194] [سورة البقرة(2): الآيات 195 الى 196] [سورة البقرة(2): الآيات 197 الى 199]
فهرس مصادر التحقيق

المجلد الثانى

الفهرس

تتمة سورة البقرة - 2 -

[سورة البقرة(2): الآيات 200 الى 203] [سورة البقرة(2): الآيات 204 الى 207] [سورة البقرة(2): الآيات 208 الى 209] [سورة البقرة(2): الآيات 210 الى 212] [سورة البقرة(2): الآيات 213 الى 214] [سورة البقرة(2): الآيات 215 الى 217] [سورة البقرة(2): الآيات 218 الى 220] [سورة البقرة(2): الآيات 221 الى 222] [سورة البقرة(2): الآيات 223 الى 225] [سورة البقرة(2): الآيات 226 الى 228] [سورة البقرة(2): الآيات 229 الى 232] [سورة البقرة(2): آية 233] [سورة البقرة(2): الآيات 234 الى 237] [سورة البقرة(2): الآيات 238 الى 242] [سورة البقرة(2): الآيات 243 الى 244] [سورة البقرة(2): آية 245] [سورة البقرة(2): الآيات 246 الى 250] [سورة البقرة(2): الآيات 251 الى 252] [سورة البقرة(2): الآيات 253 الى 254] [سورة البقرة(2): الآيات 255 الى 256] [سورة البقرة(2): آية 257] [سورة البقرة(2): الآيات 258 الى 259] [سورة البقرة(2): آية 260] [سورة البقرة(2): الآيات 261 الى 266] [سورة البقرة(2): الآيات 267 الى 272] [سورة البقرة(2): الآيات 273 الى 274] [سورة البقرة(2): آية 275] [سورة البقرة(2): الآيات 276 الى 281] [سورة البقرة(2): الآيات 282 الى 284] [سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286]

سورة آل عمران

فهرس مصادر التحقيق

المجلد الثالث

الفهرس فهرس مصادر التحقيق

المجلد الرابع

الفهرس

سورة الأعراف

[سورة الأعراف(7): الآيات 9 الى 1] [سورة الأعراف(7): الآيات 21 الى 10] [سورة الأعراف(7): الآيات 25 الى 22] [سورة الأعراف(7): الآيات 32 الى 26] [سورة الأعراف(7): الآيات 36 الى 33] [سورة الأعراف(7): الآيات 42 الى 37] [سورة الأعراف(7): الآيات 53 الى 43] [سورة الأعراف(7): الآيات 58 الى 54] [سورة الأعراف(7): الآيات 69 الى 59] [سورة الأعراف(7): الآيات 72 الى 70] [سورة الأعراف(7): الآيات 81 الى 73] [سورة الأعراف(7): الآيات 84 الى 82] [سورة الأعراف(7): الآيات 91 الى 85] [سورة الأعراف(7): الآيات 102 الى 92] [سورة الأعراف(7): الآيات 119 الى 103] [سورة الأعراف(7): الآيات 126 الى 120] [سورة الأعراف(7): الآيات 135 الى 127] [سورة الأعراف(7): الآيات 137 الى 136] [سورة الأعراف(7): الآيات 144 الى 138] [سورة الأعراف(7): الآيات 147 الى 145] [سورة الأعراف(7): الآيات 154 الى 148] [سورة الأعراف(7): الآيات 158 الى 155] [سورة الأعراف(7): الآيات 160 الى 159] [سورة الأعراف(7): الآيات 168 الى 161] [سورة الأعراف(7): الآيات 171 الى 169] [سورة الأعراف(7): الآيات 174 الى 172] [سورة الأعراف(7): الآيات 180 الى 175] [سورة الأعراف(7): الآيات 188 الى 181] [سورة الأعراف(7): الآيات 198 الى 189] [سورة الأعراف(7): الآيات 206 الى 199]
فهرس مصادر التحقيق

المجلد الخامس

الفهرس فهرس مصادر التحقيق

المجلد السادس

الفهرس

فهارس

فهرس الآيات الإستشهادية

سورة آل عمران سورة إبراهيم سورة الأحزاب سورة الأحقاف سورة الإخلاص سورة الإسراء سورة الأعراف سورة الأعلى سورة الأنبياء سورة الإنسان سورة الإنشقاق سورة الأنعام سورة الأنفال سورة الإنفطار سورة البروج سورة البقرة سورة البينة سورة التحريم سورة التغابن سورة التكاثر سورة التكوير سورة التوبة سورة الجاثية سورة الجمعة سورة الجن سورة الحاقة سورة الحج سورة الحجر سورة الحجرات سورة الحديد سورة الحشر سورة الدخان سورة الذاريات سورة الرحمن سورة الرعد سورة الروم سورة الزخرف سورة الزلزلة سورة الزمر سورة سبأ سورة السجدة سورة الشعراء سورة الشورى سورة ص سورة الصافات سورة الصف سورة الطارق سورة الطور سورة الطور سورة طه سورة العاديات سورة عبس سورة العلق سورة العنكبوت سورة غافر سورة الفاتحة سورة فاطر سورة الفتح سورة الفجر سورة الفرقان سورة فصلت سورة ق سورة القارعة سورة القدر سورة القصص سورة القلم سورة القمر سورة القيامة سورة الكهف سورة لقمان سورة المؤمنون سورة المائدة سورة المجادلة سورة المدثر سورة المدثر سورة مريم سورة المزمل سورة المطففين سورة المعارج سورة الملك سورة الممتحنة سورة المنافقون سورة النازعات سورة الناس سورة النبأ سورة النجم سورة النحل سورة النساء سورة النمل سورة نوح سورة النور سورة الواقعة سورة هود سورة يس سورة يوسف سورة يونس
فهرس الأحاديث و روايات

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن


صفحه قبل

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 312

إلى تشريح معنى الكتابة، و كذلك قوله: وَ عَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ شرح لمعنى الكتابة و أنّها توجب لهم الفدية.

و عليه يتفرّع قوله: فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً و هو أصل الفدية من الذين يطيقون الصيام‏ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ.

فقوله: فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً و قوله: فَمَنْ تَطَوَّعَ‏ تفريعان على قوله:

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ.

و بذلك يتّضح أنّ قوله: أَنْ تَصُومُوا عود إلى بدء الكلام من خطاب المؤمنين بالصيام المكتوب، و ليس خطابا لمن كان منهم مريضا أو على سفر، هذا.

و إذا نزّل المعنى هذه المنزلة، وقع الكلام موقعه اللائق به، و تبيّنت مزايا الجمل الواقعة في هذه الآيات الثلاث في أحوالها، و هي ثماني عشرة جملة، و ظهر الاستغناء عن التعسّفات الواقعة في بعض التفاسير، و اتّضحت صحّة مضامين الروايات الواردة فيها عنهم- عليهم السّلام-.

ففي تفسير العيّاشي عن الصادق- عليه السلام- في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ، قال: «هي للمؤمنين خاصّة». «1»

و عن جميل قال: «سألت الصادق- عليه السلام- عن قول اللّه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ‏ قال: فقال: هذه كلّها يجمع الضّلال و المنافقين و كلّ من أقرّ بالدعوة الظاهرة». «2»

أقول: و ستجي‏ء الروايات في معنى قوله: فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً.

(1). تفسير العياشي 1: 78، الحديث: 174.

(2). المصدر السابق: الحديث: 175.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 313

و ربّما استفيد تخيير المريض و المسافر- بين الصوم و القضاء بالإفطار- من قوله سبحانه: وَ أَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ‏ عقيب قوله: فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً.

و قد عرفت أنّ الكلام عود إلى بدو الخطاب، و أنّ الآيتين ليستا في مقام شرح الحكم. على أنّ لازم ذلك أفضليّة الصوم، و يأبى عن ذلك سياق قوله تعالى بعده: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ‏ «1» من غير تعرّض به، و هو ظاهر عند العارف بأساليب الكلام.

و في الفقيه عن حفص قال: «سمعت أبا عبد اللّه- عليه السلام- يقول: إنّ شهر رمضان لم يفرض اللّه صيامه على أحد من الامم قبلنا، فقلت له: فقول اللّه- عزّ و جلّ-: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ؟ قال: إنّما فرض اللّه- عزّ و جلّ- صيام شهر رمضان على الأنبياء دون الامم، ففضّل اللّه به هذه الامّة و جعل صيامه فرضا على رسول اللّه و على امّته». «2»

أقول: و ما يقال: إنّ الرواية مخالفة للكتاب؛ إذ ظاهر قوله: عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ‏ بظاهره يأبى أن يكون المراد به الأنبياء فقط.

ربّما يجاب عنه: بأنّ الآية تدلّ على اشتراك الذين من قبلنا معنا في أصل الصيام، و لم يصرّح بشهر رمضان بالخصوص، فمن الجائز أن يكون الصيام- المكتوب على من قبلنا من سائر الامم- صياما في غير شهر رمضان، و إن كان المكتوب على الأنبياء صيام شهر رمضان.

و في تفسير القمّي قال: قال- عليه السلام-: «أوّل ما فرض اللّه الصوم لم‏

(1). البقرة (2): 185.

(2). من لا يحضره الفقيه 2: 99، الحديث: 1844.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 314

يفرضه اللّه في شهر رمضان، قال: و قال العالم: فرض اللّه شهر رمضان على الأنبياء و لم يفرضه على الامم، فلمّا بعث اللّه نبيّه خصّه بفضل شهر رمضان هو و امّته، و كان الصوم قبل أن ينزل شهر رمضان يصوم الناس أيّاما». «1»

(1). تفسير القمّي 1: 65.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 315

[سورة البقرة (2): آية 185]

شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى‏ وَ الْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَ مَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى‏ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى‏ ما هَداكُمْ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)

قوله سبحانه: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ...

في الكافي عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللّه- عليه السلام- قال: «سألته عن قول اللّه- عزّ و جلّ-: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‏ و إنّما انزل في عشرين سنة بين أوّله و آخره! فقال أبو عبد اللّه- عليه السلام-: نزّل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثمّ نزّل في طول عشرين سنة، ثم قال: قال النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-: نزلت صحف إبراهيم- عليه السلام- في أوّل ليلة من شهر رمضان، و انزلت التوراة لستّ مضين من شهر رمضان، و انزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، و انزل الزبور لثمان عشرة خلون من شهر رمضان، و انزل القرآن في ثلاث و عشرين من شهر رمضان». «1»

(1). الكافي 2: 628، الحديث: 6.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 316

أقول: الروايات في هذين المعنيين كثيرة مع اختلاف يسير فيها «1» ؛ كليلة الثلاث بدل الاولى و أربع و عشرين بدل الثلاث و عشرين في الصحف و القرآن، و ذلك ممّا رواه الفريقان. و سيأتي معنى نزول القرآن دفعة واحدة و نجوما.

و في الكافي عمّن سأل الصادق- عليه السلام- عن القرآن و الفرقان، هما شيئان أو شي‏ء واحد؟ فقال: «القرآن جملة الكتاب، و الفرقان الحكم الواجب العمل به». «2»

و في الجوامع عنه- عليه السلام-: «الفرقان كلّ آية محكمة في الكتاب». «3»

و في تفسيري القمّي و العيّاشي عنه- عليه السلام-: «الفرقان هو كلّ أمر محكم، و الكتاب هو جملة القرآن الذي يصدّق فيه‏ «4» من كان قبله من الأنبياء». «5»

أقول: و اللفظ يساعد ذلك.

و قد ورد في بعض الروايات أنّ «رمضان» اسم من أسماء اللّه، فلا يقال:

«جاء رمضان و ذهب رمضان» بل «شهر رمضان».

و هو خبر واحد غريب في بابه، و الأخبار الواردة في عدّ أسمائه تعالى خالية عنه، و ليس من قبيل ما ورد أنّ «أنين المريض من أسماء اللّه تعالى». على أنّ لفظ «رمضان»- من غير تصدير ب «شهر» و بصيغة التثنية- مستعمل كثيرا في الروايات؛ بحيث يبعد استناد التجريد إلى الراوي.

(1). تفسير العياشي 1: 80، الحديث: 184.

(2). الكافي 2: 630، الحديث: 11.

(3). جوامع الجامع 1: 264.

(4). في المصدر: «يصدقه»

(5). تفسير القمي 1: 96؛ تفسير العياشي 1: 162، الحديث: 1.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 317

قوله سبحانه: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ‏

نصب الشهر على الظرفيّة.

و في تفسير العيّاشي عن الصباح بن سيابة قال: «قلت لأبي عبد اللّه- عليه السلام-: إنّ ابن أبي يعفور أمرني أن أسألك عن مسائل، فقال: و ما هي؟ قال:

يقول لك: إذا دخل شهر رمضان و أنا في منزلي ألي أن اسافر؟ قال: إنّ اللّه يقول:

فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ‏ فمن دخل عليه شهر رمضان و هو في أهله فليس له أن يسافر؛ إلّا لحجّ، أو عمرة، أو في طلب مال يخاف تلفه». «1»

أقول: و هو استفادة لطيفة لحكم استحبابي بالأخذ بالإطلاق.

قوله سبحانه: وَ مَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى‏ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ

في الكافي عن عليّ بن الحسين- عليه السلام- قال: «فأمّا صوم السفر و المرض فإنّ العامّة قد اختلفت في ذلك: فقال قوم: يصوم، و قال آخرون: لا يصوم، و قال قوم: إن شاء صام و إن شاء أفطر، و أمّا نحن فنقول: يفطر في الحالين جميعا، فإن صام في السفر أو حال المرض فعليه القضاء؛ فإنّ اللّه- عزّ و جلّ- يقول: وَ مَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى‏ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ». «2»

أقول: و رواه العيّاشي أيضا. «3»

و في تفسير العيّاشي عن الباقر- عليه السلام- في قوله: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ‏ قال- عليه السلام-: «ما أبينها لمن عقلها! قال: من شهد

(1). تفسير العيّاشي 1: 80، الحديث: 186.

(2). الكافي 4: 86، الحديث: 1.

(3). تفسير العياشي 1: 82، الحديث: 192.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 318

رمضان فليصمه، و من سافر فيه فليفطر «1» ».

أقول: و أخبار أهل البيت- في تعيّن الإفطار على المريض و المسافر- أكثر من أن تحصى، و مذهبهم ذلك.

و في تفسيره أيضا عن أبي بصير قال: «سألته عن قول اللّه: وَ عَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ‏ «2» قال- عليه السلام-: الشيخ الكبير الذي لا يستطيع، و المريض». «3»

و فيه عن الباقر- عليه السلام- في الآية، قال: «الشيخ الكبير و الذي يأخذه العطاش». «4»

و فيه عن الصادق- عليه السلام- في الآية، قال- عليه السلام-: «امرأة تخاف على ولدها، و الشيخ الكبير». «5»

أقول: و الروايات فيه كثيرة عنهم- عليهم السلام-. «6»

و العطاش مرض العطش، و قوله: يُطِيقُونَهُ‏ يشهد أنّ المراد بهذا الموضوع غير المسافر من المعذورين.

قوله سبحانه: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ - إلى قوله-: تَشْكُرُونَ‏

ظاهر السياق أنّ قوله: يُرِيدُ اللَّهُ‏ تعليل لإفطار المريض و غيره من‏

(1). تفسير العياشي 1: 81، الحديث: 187.

(2). البقرة (2): 184.

(3). تفسير العياشي 1: 78، الحديث: 177.

(4). تفسير العياشي 1: 78، الحديث: 176.

(5). تفسير العياشي 1: 79، الحديث: 180.

صفحه بعد