کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن

المجلد الأول

الفهرس

سورة البقرة - 1 -

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 4] [سورة البقرة(2): الآيات 16 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 22 الى 17] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 25] [سورة البقرة(2): الآيات 29 الى 26] [سورة البقرة(2): الآيات 33 الى 30] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): الآيات 37 الى 35] [سورة البقرة(2): الآيات 39 الى 38] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 84] [سورة البقرة(2): الآيات 85 الى 88] [سورة البقرة(2): الآيات 89 الى 92] [سورة البقرة(2): الآيات 93 الى 101] [سورة البقرة(2): الآيات 102 الى 105] [سورة البقرة(2): الآيات 106 الى 108] [سورة البقرة(2): الآيات 109 الى 114] [سورة البقرة(2): آية 115] [سورة البقرة(2): الآيات 116 الى 123] [سورة البقرة(2): آية 124] [سورة البقرة(2): آية 125] [سورة البقرة(2): آية 126] [سورة البقرة(2): آية 127] [سورة البقرة(2): الآيات 128 الى 129] [سورة البقرة(2): الآيات 130 الى 132] [سورة البقرة(2): الآيات 133 الى 134] [سورة البقرة(2): آية 135] [سورة البقرة(2): الآيات 136 الى 137] [سورة البقرة(2): الآيات 138 الى 141] [سورة البقرة(2): آية 142] [سورة البقرة(2): آية 143] [سورة البقرة(2): الآيات 144 الى 145] [سورة البقرة(2): الآيات 146 الى 147] [سورة البقرة(2): الآيات 148 الى 151] [سورة البقرة(2): آية 152] [سورة البقرة(2): الآيات 153 الى 154] [سورة البقرة(2): الآيات 155 الى 157] [سورة البقرة(2): آية 158] [سورة البقرة(2): الآيات 159 الى 162] [سورة البقرة(2): الآيات 163 الى 164] [سورة البقرة(2): الآيات 165 الى 172] [سورة البقرة(2): آية 173] [سورة البقرة(2): الآيات 174 الى 176] [سورة البقرة(2): آية 177] [سورة البقرة(2): الآيات 178 الى 179] [سورة البقرة(2): الآيات 180 الى 182] [سورة البقرة(2): الآيات 183 الى 184] [سورة البقرة(2): آية 185] [سورة البقرة(2): الآيات 186 الى 187] [سورة البقرة(2): الآيات 188 الى 189] [سورة البقرة(2): الآيات 190 الى 194] [سورة البقرة(2): الآيات 195 الى 196] [سورة البقرة(2): الآيات 197 الى 199]
فهرس مصادر التحقيق

المجلد الثانى

الفهرس

تتمة سورة البقرة - 2 -

[سورة البقرة(2): الآيات 200 الى 203] [سورة البقرة(2): الآيات 204 الى 207] [سورة البقرة(2): الآيات 208 الى 209] [سورة البقرة(2): الآيات 210 الى 212] [سورة البقرة(2): الآيات 213 الى 214] [سورة البقرة(2): الآيات 215 الى 217] [سورة البقرة(2): الآيات 218 الى 220] [سورة البقرة(2): الآيات 221 الى 222] [سورة البقرة(2): الآيات 223 الى 225] [سورة البقرة(2): الآيات 226 الى 228] [سورة البقرة(2): الآيات 229 الى 232] [سورة البقرة(2): آية 233] [سورة البقرة(2): الآيات 234 الى 237] [سورة البقرة(2): الآيات 238 الى 242] [سورة البقرة(2): الآيات 243 الى 244] [سورة البقرة(2): آية 245] [سورة البقرة(2): الآيات 246 الى 250] [سورة البقرة(2): الآيات 251 الى 252] [سورة البقرة(2): الآيات 253 الى 254] [سورة البقرة(2): الآيات 255 الى 256] [سورة البقرة(2): آية 257] [سورة البقرة(2): الآيات 258 الى 259] [سورة البقرة(2): آية 260] [سورة البقرة(2): الآيات 261 الى 266] [سورة البقرة(2): الآيات 267 الى 272] [سورة البقرة(2): الآيات 273 الى 274] [سورة البقرة(2): آية 275] [سورة البقرة(2): الآيات 276 الى 281] [سورة البقرة(2): الآيات 282 الى 284] [سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286]

سورة آل عمران

فهرس مصادر التحقيق

المجلد الثالث

الفهرس فهرس مصادر التحقيق

المجلد الرابع

الفهرس

سورة الأعراف

[سورة الأعراف(7): الآيات 9 الى 1] [سورة الأعراف(7): الآيات 21 الى 10] [سورة الأعراف(7): الآيات 25 الى 22] [سورة الأعراف(7): الآيات 32 الى 26] [سورة الأعراف(7): الآيات 36 الى 33] [سورة الأعراف(7): الآيات 42 الى 37] [سورة الأعراف(7): الآيات 53 الى 43] [سورة الأعراف(7): الآيات 58 الى 54] [سورة الأعراف(7): الآيات 69 الى 59] [سورة الأعراف(7): الآيات 72 الى 70] [سورة الأعراف(7): الآيات 81 الى 73] [سورة الأعراف(7): الآيات 84 الى 82] [سورة الأعراف(7): الآيات 91 الى 85] [سورة الأعراف(7): الآيات 102 الى 92] [سورة الأعراف(7): الآيات 119 الى 103] [سورة الأعراف(7): الآيات 126 الى 120] [سورة الأعراف(7): الآيات 135 الى 127] [سورة الأعراف(7): الآيات 137 الى 136] [سورة الأعراف(7): الآيات 144 الى 138] [سورة الأعراف(7): الآيات 147 الى 145] [سورة الأعراف(7): الآيات 154 الى 148] [سورة الأعراف(7): الآيات 158 الى 155] [سورة الأعراف(7): الآيات 160 الى 159] [سورة الأعراف(7): الآيات 168 الى 161] [سورة الأعراف(7): الآيات 171 الى 169] [سورة الأعراف(7): الآيات 174 الى 172] [سورة الأعراف(7): الآيات 180 الى 175] [سورة الأعراف(7): الآيات 188 الى 181] [سورة الأعراف(7): الآيات 198 الى 189] [سورة الأعراف(7): الآيات 206 الى 199]
فهرس مصادر التحقيق

المجلد الخامس

الفهرس فهرس مصادر التحقيق

المجلد السادس

الفهرس

فهارس

فهرس الآيات الإستشهادية

سورة آل عمران سورة إبراهيم سورة الأحزاب سورة الأحقاف سورة الإخلاص سورة الإسراء سورة الأعراف سورة الأعلى سورة الأنبياء سورة الإنسان سورة الإنشقاق سورة الأنعام سورة الأنفال سورة الإنفطار سورة البروج سورة البقرة سورة البينة سورة التحريم سورة التغابن سورة التكاثر سورة التكوير سورة التوبة سورة الجاثية سورة الجمعة سورة الجن سورة الحاقة سورة الحج سورة الحجر سورة الحجرات سورة الحديد سورة الحشر سورة الدخان سورة الذاريات سورة الرحمن سورة الرعد سورة الروم سورة الزخرف سورة الزلزلة سورة الزمر سورة سبأ سورة السجدة سورة الشعراء سورة الشورى سورة ص سورة الصافات سورة الصف سورة الطارق سورة الطور سورة الطور سورة طه سورة العاديات سورة عبس سورة العلق سورة العنكبوت سورة غافر سورة الفاتحة سورة فاطر سورة الفتح سورة الفجر سورة الفرقان سورة فصلت سورة ق سورة القارعة سورة القدر سورة القصص سورة القلم سورة القمر سورة القيامة سورة الكهف سورة لقمان سورة المؤمنون سورة المائدة سورة المجادلة سورة المدثر سورة المدثر سورة مريم سورة المزمل سورة المطففين سورة المعارج سورة الملك سورة الممتحنة سورة المنافقون سورة النازعات سورة الناس سورة النبأ سورة النجم سورة النحل سورة النساء سورة النمل سورة نوح سورة النور سورة الواقعة سورة هود سورة يس سورة يوسف سورة يونس
فهرس الأحاديث و روايات

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن


صفحه قبل

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏2، ص: 284

أقول: و روي مثله عن ابن سنان، عن أبيه، عنه عليه السلام، «1» و ربما قضى نحو اختلاف الروايتين بأنّ مراده- عليه السلام-: التنزيل، أعني: المراد دون القراءة اللفظيّة.

قوله سبحانه: وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‏

لفظ «عند» يفيد الحضور، و قرب مظروفه ممّا اضيف إليه، و ما عدا ذلك من الخصوصيّات المكانيّة و الزمانيّة و غير ذلك خصوصيّات طارئة بحسب اختلاف المصاديق، كقولنا: فلان عند الأمير، و قولنا: سيعطيك عند مجيئه، و قول العالم:

عندي أنّ المسألة الفلانيّة كذلك، إلى غير ذلك. و يجمع الجميع معنى الحضور.

و إذ كان اللّه سبحانه يفيض عنه الوجود و هو خالق كلّ شي‏ء، فلا يعقل أن يحتجب عنه شي‏ء، أو أن يحتجب هو عن شي‏ء إلّا بالغفلة مع انحفاظ أصل الحضور، فلازم الأوّل أن يكون كلّ شي‏ء عنده، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى‏ عَلَيْهِ شَيْ‏ءٌ ، «2» و لازم الثاني حضوره عند كلّ شي‏ء، كما قال: وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ‏ ، «3» و بدّل «عند» ب: «مع» بلحاظ المضاف إليه و ظهور جسمانيّته.

نعم، اعتبار معنى الغفلة ينفي العنديّة الثانية و هو المصحّح لصدق «عند» في غيره تعالى من غير أن يصدق عليه عنديّته، و يجري عليه حكمه، كما قال تعالى: ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ ما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ‏ «4» مع أنّ كلّ ما عندنا فهو عنده سبحانه.

(1). تفسير العيّاشي 1: 196، الحديث: 134.

(2). آل عمران (3): 5.

(3). الحديد (57): 4.

(4). النحل (16): 96.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏2، ص: 285

و يمتاز العنديّة المنسوبة إليه تعالى عن العنديّة المنسوبة إلى غيره بالأحكام، و إن كانت الحقيقة تدور مدار ما ذكرناه أوّلا، قال سبحانه: بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ‏ ، «1» و قال: لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ‏ ، «2» و قال: فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ ، «3» و قال: وَ عِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ . «4» و قال تعالى:

مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ‏ ، «5» و قال: فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ‏ ، «6» و قال: هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ‏ ، «7» إلى غير ذلك.

و على هذا- أعني الإمتياز بالحكم- يؤول الأمر إلى اعتبار الإستقلال الظاهري في الأسباب و الفقر الذاتي فيها المستند إلى الغنى الذاتي عنده تعالى، فكلّ حكم يرجع عند التحليل إلى الأعدام و النقائص، فهو عند غيره تعالى، و ما يرجع إلى الكمال و البهاء فهو عنده تعالى بالذات، و عند غيره بالعرض فيما يصحّ فيه اعتبارهما معا، فافهم ذلك.

و ممّا بالذات: قوله تعالى: وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ‏ ، و منهما معا: قوله: وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ‏ . «8»

و ظاهر أنّ ما بالعرض من المعنى يصحّ فيه الإيجاب و السلب معا باعتبارين،

(1). آل عمران (3): 169.

(2). الزمر (39): 34.

(3). فصّلت (41): 38.

(4). ق (50): 4.

(5). البقرة (2): 140.

(6). النساء (4): 81.

(7). الأنعام (6): 148.

(8). التحريم (66): 4.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏2، ص: 286

و بذلك يتمّ الحصر الذي هو في معناهما.

قوله سبحانه: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ

إذ كان كلّ شي‏ء له سبحانه بحقيقة الملك، فلا يملك غيره تعالى، من نبيّ أو غيره شيئا بحسب الذات إلّا ما ملّكه إيّاه، و قد قال: قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ‏ ، «1» و قال:

أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ «2» فلا ينافي ذلك ما جعله سبحانه للنبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- أو لبعض عباده من الأمر. «3»

(1). آل عمران (3): 154.

(2). الأعراف (7): 54.

(3). و في الاختصاص المفيد عن الباقر- عليه السلام- في قوله: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ قال: إنّ رسول اللّه حرص أن يكون عليّ وليّ الامر من بعده فذاك الذي عني اللّه: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ و كيف لا يكون له من الأمر شيى‏ء و قد فوّض اللّه اليه، فقال: ما أحلّ النبيّ فهو حلال و ما حرّم النبيّ فهو حرام، الحديث. [الاختصاص: 322] و هو مبني على تفسير «لك من الأمر» بما بالذات و ما بالغير، على أنّ الرواية ضعيفة السند بابن سنان و غيره. و عن طرق العامة: أن عتبة بن أبي وقّاص شجّه صلى اللّه عليه و آله يوم أحد و كسر رباعيّته فجعل يمسح الدم عن وجهه و هو يقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيّهم بالدم فنزلت، و أعلمه أنّ كثيرا منهم ليؤمنون، [منه- رحمه اللّه-].

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏2، ص: 287

[سورة آل‏عمران (3): الآيات 130 الى 138]

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَ اتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (131) وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) وَ سارِعُوا إِلى‏ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)

وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَ مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى‏ ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (136) قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَ هُدىً وَ مَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138)

قوله سبحانه: وَ سارِعُوا إِلى‏ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ‏

في المجمع، عن أمير المؤمنين- عليه السلام-: «إلى أداء الفرائض». «1»

(1). مجمع البيان 2: 390؛ تفسير الصافي 2: 116.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏2، ص: 288

أقول: وجه ذلك أنّه تعالى إنّما فرّع المغفرة في كلامه على أداء الفرائض، بخلاف دخول الجنّة، فتتبّع.

قوله سبحانه: وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ‏

في المجمع عن النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- أنّه سئل: إذا كانت الجنّة عرضها السماوات و الأرض، «1» فأين تكون النار؟ [فجوابه: أنه روي أنّ النبي- صلّى اللّه عليه و آله- سئل عن ذلك،] فقال- صلّى اللّه عليه و آله-: «سبحان اللّه، إذا جاء النهار فأين الليل»؟ «2»

أقول: الليل: هو الظلمة الحاصلة في الأرض- مثلا- من فقدان مسامتة الشمس و هو ظلّ مخروطيّ قاعدته أقلّ من سطح نصف كرة الأرض على ما بيّن في المناظر، و يدور على الأرض دائما بحسب الحسّ، و إن كان بحسب الحقيقة عدما للضوء الشمسي، و النسبة بينهما نسبة العدم و الملكة.

و قوله: «إذا جاء النهار فأين الليل؟» لا ينفي ذلك، كيف! و القرآن يثبته، و ضرورة الحسّ تشهد به، و إنّما مصبّ كلامه- صلّى اللّه عليه و آله- و وجهه عدم المزاحمة بينهما مع الإستيعاب كما سيتّضح، و الشبهة و إن لم يكن لها وقع بحسب الاصول البرهانيّة، لكنّ الذي يمسّ المقام حلّها بحسب ما يستفاد من كلامه تعالى على ما يلائم الغرض من الكتاب.

بيان ذلك أنّ المبعوث المحشور في الآخرة و إن كان هو الإنسان نفسه الذي في الدنيا، لكنّ الذي يعطيه كلامه تعالى أنّ النشأتين مختلفتان بحسب النظام‏

(1). في المصدر: «كعرض السماء و الأرض»

(2). مجمع البيان 2: 391؛ تفسير الصافي 2: 116.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏2، ص: 289

فيختلفان بالضرورة بحسب السنخ و الأحكام، فالأرض لها نظام مادّي و مبادئ أحكامها الجسمانيّات على ما أودع اللّه فيها من الأحكام، و الحياة الدنيا و هي حياة الإنسان في الأرض ذو نظام مادّي يربطه بالإنسان الإرادة و المشيّة.

و أمّا الحياة الآخرة فنظامها نظام المشيّة، قال سبحانه: لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ‏ ، «1» و قال: وَ فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ‏ ، «2» هذا في السعداء.

و قال سبحانه و تعالى: وَ هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ‏ ، «3» و قال: أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي‏ ، «4» إلى غير ذلك.

فالنشأة الاخرى يدور نظامها مدار الإرادة و المشيّة و حصول الإنسان على ما يشاؤه أو لا يشاؤه، و الفارق بين السعادة و الشقاء هناك أنّ للسعيد ما يشاؤه و للشقيّ ما يكرهه و لا يشاؤه، و لذلك لم يكن هناك تزاحم لا في حياة السعيد و سعادته، و لا بين حياته و حياة الشقيّ؛ إذ النسبة بينهما كنسبة العدم و الملكة، كما قال سبحانه: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَ ظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ‏ ، «5» فالنسبة بينهما نسبة الليل و النهار، فلا تزاحم هناك فيما فيه التزاحم هاهنا في نظام السعادة و نظام الشقاء بعكسه.

و من هنا يظهر معنى ما عن ابن شهر آشوب في المناقب، قال: في تفسير يوسف القطّان، عن وكيع، عن الثوري، عن السدّي قال: كنت عند عمر بن‏

(1). النحل (16): 31.

(2). الزخرف (43): 71.

(3). الزخرف (43): 75.

(4). العنكبوت (29): 23.

(5). الحديد (57): 13.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏2، ص: 290

الخطّاب، إذ أقبل عليه كعب بن الأشرف و مالك بن الصيف‏ «1» و حيّ بن أخطب، فقال: إنّ في كتابكم‏ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ‏ ، إذا كانت سعة جنّة واحدة كسبع سماوات و سبع أرضين، فالجنان كلّها يوم القيامة أين تكون؟ فقال عمر: لا أدري‏ «2» فبينما هم في ذلك إذ دخل عليّ- عليه السلام- فقال: «في أيّ شي‏ء أنتم»؟ فألقى‏ «3» اليهوديّ المسألة عليه، «4» فقال لهم: خبّروني: أنّ النهار إذا أقبل الليل أين يكون؟ [و الليل إذا أقبل النهار أين يكون؟] فقالوا له: في علم اللّه تعالى [يكون‏]، فقال عليّ- عليه السلام-: «كذلك الجنان تكون في علم اللّه تعالى»، فجاء عليّ إلى النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- و أخبره بذلك، فنزل:

فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ‏ . «5» «6»

أقول: معنى إحالتهم الأمر إلى علم اللّه دعوى عدم الدليل على انحصار و عاء الموجودات فيما يناله الحسّ من الوعاء و لا أحكامها فيما ندركه من الأحكام حتّى يقع التزاحم و التدافع، فإحالته- عليه السلام- عدم تزاحم الجنان من حيث الوعاء مرجعه إلى ذلك، و يرجع بالآخرة إلى ما قدّمناه، كما لا يخفى.

قوله سبحانه: وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً

في المجالس عن عبد الرحمن بن غنم الدوسي: أنّ الآيات نزلت في بهلول‏

(1). في المصدر: «الصيفي»

(2). في المصدر: «لا أعلم»

(3). في المصدر: «فألتفت»

(4). في المصدر: «و ذكر المسألة»

(5). النحل (16): 43.

صفحه بعد