کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن

المجلد الأول

الفهرس

سورة البقرة - 1 -

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 4] [سورة البقرة(2): الآيات 16 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 22 الى 17] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 25] [سورة البقرة(2): الآيات 29 الى 26] [سورة البقرة(2): الآيات 33 الى 30] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): الآيات 37 الى 35] [سورة البقرة(2): الآيات 39 الى 38] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 84] [سورة البقرة(2): الآيات 85 الى 88] [سورة البقرة(2): الآيات 89 الى 92] [سورة البقرة(2): الآيات 93 الى 101] [سورة البقرة(2): الآيات 102 الى 105] [سورة البقرة(2): الآيات 106 الى 108] [سورة البقرة(2): الآيات 109 الى 114] [سورة البقرة(2): آية 115] [سورة البقرة(2): الآيات 116 الى 123] [سورة البقرة(2): آية 124] [سورة البقرة(2): آية 125] [سورة البقرة(2): آية 126] [سورة البقرة(2): آية 127] [سورة البقرة(2): الآيات 128 الى 129] [سورة البقرة(2): الآيات 130 الى 132] [سورة البقرة(2): الآيات 133 الى 134] [سورة البقرة(2): آية 135] [سورة البقرة(2): الآيات 136 الى 137] [سورة البقرة(2): الآيات 138 الى 141] [سورة البقرة(2): آية 142] [سورة البقرة(2): آية 143] [سورة البقرة(2): الآيات 144 الى 145] [سورة البقرة(2): الآيات 146 الى 147] [سورة البقرة(2): الآيات 148 الى 151] [سورة البقرة(2): آية 152] [سورة البقرة(2): الآيات 153 الى 154] [سورة البقرة(2): الآيات 155 الى 157] [سورة البقرة(2): آية 158] [سورة البقرة(2): الآيات 159 الى 162] [سورة البقرة(2): الآيات 163 الى 164] [سورة البقرة(2): الآيات 165 الى 172] [سورة البقرة(2): آية 173] [سورة البقرة(2): الآيات 174 الى 176] [سورة البقرة(2): آية 177] [سورة البقرة(2): الآيات 178 الى 179] [سورة البقرة(2): الآيات 180 الى 182] [سورة البقرة(2): الآيات 183 الى 184] [سورة البقرة(2): آية 185] [سورة البقرة(2): الآيات 186 الى 187] [سورة البقرة(2): الآيات 188 الى 189] [سورة البقرة(2): الآيات 190 الى 194] [سورة البقرة(2): الآيات 195 الى 196] [سورة البقرة(2): الآيات 197 الى 199]
فهرس مصادر التحقيق

المجلد الثانى

الفهرس

تتمة سورة البقرة - 2 -

[سورة البقرة(2): الآيات 200 الى 203] [سورة البقرة(2): الآيات 204 الى 207] [سورة البقرة(2): الآيات 208 الى 209] [سورة البقرة(2): الآيات 210 الى 212] [سورة البقرة(2): الآيات 213 الى 214] [سورة البقرة(2): الآيات 215 الى 217] [سورة البقرة(2): الآيات 218 الى 220] [سورة البقرة(2): الآيات 221 الى 222] [سورة البقرة(2): الآيات 223 الى 225] [سورة البقرة(2): الآيات 226 الى 228] [سورة البقرة(2): الآيات 229 الى 232] [سورة البقرة(2): آية 233] [سورة البقرة(2): الآيات 234 الى 237] [سورة البقرة(2): الآيات 238 الى 242] [سورة البقرة(2): الآيات 243 الى 244] [سورة البقرة(2): آية 245] [سورة البقرة(2): الآيات 246 الى 250] [سورة البقرة(2): الآيات 251 الى 252] [سورة البقرة(2): الآيات 253 الى 254] [سورة البقرة(2): الآيات 255 الى 256] [سورة البقرة(2): آية 257] [سورة البقرة(2): الآيات 258 الى 259] [سورة البقرة(2): آية 260] [سورة البقرة(2): الآيات 261 الى 266] [سورة البقرة(2): الآيات 267 الى 272] [سورة البقرة(2): الآيات 273 الى 274] [سورة البقرة(2): آية 275] [سورة البقرة(2): الآيات 276 الى 281] [سورة البقرة(2): الآيات 282 الى 284] [سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286]

سورة آل عمران

فهرس مصادر التحقيق

المجلد الثالث

الفهرس فهرس مصادر التحقيق

المجلد الرابع

الفهرس

سورة الأعراف

[سورة الأعراف(7): الآيات 9 الى 1] [سورة الأعراف(7): الآيات 21 الى 10] [سورة الأعراف(7): الآيات 25 الى 22] [سورة الأعراف(7): الآيات 32 الى 26] [سورة الأعراف(7): الآيات 36 الى 33] [سورة الأعراف(7): الآيات 42 الى 37] [سورة الأعراف(7): الآيات 53 الى 43] [سورة الأعراف(7): الآيات 58 الى 54] [سورة الأعراف(7): الآيات 69 الى 59] [سورة الأعراف(7): الآيات 72 الى 70] [سورة الأعراف(7): الآيات 81 الى 73] [سورة الأعراف(7): الآيات 84 الى 82] [سورة الأعراف(7): الآيات 91 الى 85] [سورة الأعراف(7): الآيات 102 الى 92] [سورة الأعراف(7): الآيات 119 الى 103] [سورة الأعراف(7): الآيات 126 الى 120] [سورة الأعراف(7): الآيات 135 الى 127] [سورة الأعراف(7): الآيات 137 الى 136] [سورة الأعراف(7): الآيات 144 الى 138] [سورة الأعراف(7): الآيات 147 الى 145] [سورة الأعراف(7): الآيات 154 الى 148] [سورة الأعراف(7): الآيات 158 الى 155] [سورة الأعراف(7): الآيات 160 الى 159] [سورة الأعراف(7): الآيات 168 الى 161] [سورة الأعراف(7): الآيات 171 الى 169] [سورة الأعراف(7): الآيات 174 الى 172] [سورة الأعراف(7): الآيات 180 الى 175] [سورة الأعراف(7): الآيات 188 الى 181] [سورة الأعراف(7): الآيات 198 الى 189] [سورة الأعراف(7): الآيات 206 الى 199]
فهرس مصادر التحقيق

المجلد الخامس

الفهرس فهرس مصادر التحقيق

المجلد السادس

الفهرس

فهارس

فهرس الآيات الإستشهادية

سورة آل عمران سورة إبراهيم سورة الأحزاب سورة الأحقاف سورة الإخلاص سورة الإسراء سورة الأعراف سورة الأعلى سورة الأنبياء سورة الإنسان سورة الإنشقاق سورة الأنعام سورة الأنفال سورة الإنفطار سورة البروج سورة البقرة سورة البينة سورة التحريم سورة التغابن سورة التكاثر سورة التكوير سورة التوبة سورة الجاثية سورة الجمعة سورة الجن سورة الحاقة سورة الحج سورة الحجر سورة الحجرات سورة الحديد سورة الحشر سورة الدخان سورة الذاريات سورة الرحمن سورة الرعد سورة الروم سورة الزخرف سورة الزلزلة سورة الزمر سورة سبأ سورة السجدة سورة الشعراء سورة الشورى سورة ص سورة الصافات سورة الصف سورة الطارق سورة الطور سورة الطور سورة طه سورة العاديات سورة عبس سورة العلق سورة العنكبوت سورة غافر سورة الفاتحة سورة فاطر سورة الفتح سورة الفجر سورة الفرقان سورة فصلت سورة ق سورة القارعة سورة القدر سورة القصص سورة القلم سورة القمر سورة القيامة سورة الكهف سورة لقمان سورة المؤمنون سورة المائدة سورة المجادلة سورة المدثر سورة المدثر سورة مريم سورة المزمل سورة المطففين سورة المعارج سورة الملك سورة الممتحنة سورة المنافقون سورة النازعات سورة الناس سورة النبأ سورة النجم سورة النحل سورة النساء سورة النمل سورة نوح سورة النور سورة الواقعة سورة هود سورة يس سورة يوسف سورة يونس
فهرس الأحاديث و روايات

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن


صفحه قبل

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏2، ص: 291

النبّاش، و كان ينبش القبور، فنبش قبر واحدة من بنات الأنصار فأخرجها و نزع أكفانها، و كانت بيضاء جميلة، فسوّل له الشيطان حتّى زنى بها ثمّ ندم، فجاء إلى النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- فردّه- صلّى اللّه عليه و آله- ثمّ اعتزل الناس و تعبّد في بعض جبال المدينة حتّى قبل اللّه توبته و نزلت الآيات. «1»

أقول: و هو مفصّل قد لخّصناه.

قوله سبحانه: فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ‏

الفاحشة من الذنب: ما فيه فحش و قبح كالزنا، فالظلم المذكور غيره، و الجميع ذنب، لقوله: فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ‏ .

قوله سبحانه: وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى‏ ما فَعَلُوا

في تفسير العيّاشي عن الباقر- عليه السلام- في الآية، قال: «الإصرار: أن يذنب المذنب‏ «2» فلا يستغفر اللّه و لا يحدّث نفسه بتوبة، فذلك الإصرار». «3»

و روي عن النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: «ما أصرّ من استغفر، و إن عاد في اليوم سبعين مرّة». «4»

(1). الأمالي للصدوق: 42- 46، المجلس الحادي عشر، الحديث: 3؛ البرهان في تفسير القرآن 2: 497- 500؛ تفسير الصافي 2: 119- 122.

(2). في المصدر: «العبد»

(3). تفسير العيّاشي 1: 198، الحديث: 144.

(4). جامع الأخبار: 57؛ مستدرك الوسائل 12: 122، الحديث: 13685 نقلا عن تفسير أبي الفتوح 12: 138، الحديث: 13717؛ نقلا عن لبّ اللباب للقطب الراوندي؛ بحار الأنوار 90: 282؛ الكشف و البيان 3: 169.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏2، ص: 292

أقول: و هذا المعنى مستفاد من المقابلة في الآية، و قد مرّ ما يقرب عنهما في سورة البقرة عند قوله: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ‏ . «1»

و في الكافي عن الصادق- عليه السلام-: «لا صغيرة مع الإصرار، و لا كبيرة مع الإستغفار». «2»

و في تفسير العيّاشي، عن الصادق- عليه السلام- في حديث قال: «و في كتاب اللّه نجاة من الردى، و بصيرة من العمى، [و دليل إلى الهدى‏] و شفاء لما في الصدور فيما أمركم اللّه به من الإستغفار و التوبة، قال اللّه: وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَ مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى‏ ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ‏ ، و قال: وَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً ، «3» فهذا ما أمر اللّه به من الاستغفار و اشترط معه التوبة و الإقلاع عمّا حرّم اللّه، فإنّه يقول: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ‏ ، «4» و بهذه الآية يستدلّ [على‏] «5» أنّ الإستغفار لا يرفعه إلى اللّه إلّا العمل الصالح و التوبة. «6»

أقول: و قد استفاد عدم العود و الإقلاع بعد التوبة من نفي الإصرار و أنّ قبول التوبة يحتاج إلى صالح العمل بعدها.

(1). البقرة (2): 222.

(2). الكافي 2: 288، الحديث: 1.

(3). النساء (4): 110.

(4). فاطر (35): 10.

(5). في المصدر: «و هذه الآية تدل على»

(6). تفسير العيّاشي 1: 198، الحديث: 143.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏2، ص: 293

قوله سبحانه: أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ

في المجالس عن الصادق- عليه السلام-: لمّا نزلت هذه الآية صعد إبليس جبلا [بمكة يقال له ثور] فصرخ بأعلى صوته بعفاريته، فاجتمعوا إليه فقالوا: يا سيّدنا، لماذا دعوتنا؟ قال: نزلت هذه الآية، فمن لها؟ فقام عفريت من الشياطين فقال: أنا لها بكذا و كذا، قال: لست لها، فقام آخر فقال مثل ذلك، فقال: لست لها، فقال الوسواس الخنّاس: أنا لها، قال: بماذا؟ قال: أعدهم و امنّيهم حتّى يواقعوا الخطيئة، فإذا واقعوها «1» أنسيتهم الإستغفار، فقال: أنت لها، فوكّله بها إلى يوم القيامة. «2»

(1). في المصدر: «واقعوا الخطيئة»

(2). الأمالي للصدوق: 465، المجلس الحادي و السبعون، الحديث: 5؛ تفسير الصافي 2:

119.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏2، ص: 294

[سورة آل‏عمران (3): الآيات 139 الى 148]

وَ لا تَهِنُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَ تِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَ لِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَ لِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَمْحَقَ الْكافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَ يَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَ لَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)

وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‏ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَ ما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلاً وَ مَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ مَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَ سَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَ ما كانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ إِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (147) فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَ حُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏2، ص: 295

قوله سبحانه: وَ لِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا

هذا هو العلم الفعلي الذي هو عين الفعل، و قد مرّ. و أمّا العلم السابق على الإيجاد فليس مناطا لثواب أو عقاب، و ما قيل: إنّ المراد بالعلم الرؤية، فكلام خال عن التحصيل.

قوله سبحانه: وَ يَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ

ظاهره كون «من» تبعيضيّة، و يحتمل كونها نشويّة، و الشهداء هي الأيّام.

قوله سبحانه: وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ‏

وجه تذييل الآية به دون العلم و العزّة و الحكمة و نحو ذلك، لتأكيد الغايات المذكورة في قوله: وَ لِيَعْلَمَ‏ ، و أنّ جعل اليوم للكافرين على المؤمنين ليس لحبّ منه لهم، بل لما ذكر من الغايات.

قوله سبحانه: وَ لِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَمْحَقَ الْكافِرِينَ‏

التمحيص: الإمتحان و الإبتلاء من قولك: محّصت الذهب بالنار، إذا خلّصتها من ما يشوبه، و محق الشي‏ء: فناؤه شيئا فشيئا، ففيه مقابلة حسنة و إشارة إلى أنّ الإمتحانات الإلهيّة تسوق المؤمن إلى الخلوص و الصفاء، و الكافر إلى البوار و الهلاك، قال اللّه تعالى: إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ . «1»

(1). الزمر (39): 15.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏2، ص: 296

قوله سبحانه: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ

في تفسير العيّاشي عن الصادق- عليه السلام- في الآية قال: «إنّ اللّه هو أعلم بما هو مكوّنه قبل أن يكوّنه و هم ذرّ، و علم من يجاهد ممّن لا يجاهد، كما علم أنّه يميت خلقه قبل أن يميتهم، و لم يرهم موتهم و هم أحياء». «1»

أقول: إشارة إلى ما مرّ، و أنّه فرق بين العلم قبل الإيجاد و العلم الفعلي الذي هو الفعل، و أنّ المراد ليس هو العلم قبل الإيجاد.

قوله سبحانه: وَ لَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ‏

في تفسير القمّي، عن الصادق- عليه السلام- في الآية: «إنّ المؤمنين لمّا أخبرهم اللّه تعالى بالذي فعل بشهدائهم يوم بدر في منازلهم في الجنّة، رغبوا في ذلك فقالوا: اللهمّ أرنا قتالا «2» نستشهد فيه، فأراهم اللّه يوم احد إيّاه، فلم يثبتوا إلّا من شاء اللّه منهم، فذلك قوله: وَ لَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ‏ . «3»

قوله سبحانه: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ‏

إنكار لما وقع منهم من الإنهزام و لم يثبت له صلّى اللّه عليه و آله إلّا الرسالة ليتحقّقوا أن ليس له في أمر اللّه إلّا الوساطة المحضة، و قد قيّد ذلك بقوله: قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ‏ فهو رسول يجري عليه ما جرى على سائر رسل اللّه من الموت و القتل و غير ذلك، فلا يحقّ لمؤمن و هو يعلم هذا أن لا يدافع عن دين اللّه‏

(1). تفسير العيّاشي 1: 199، الحديث: 147؛ البرهان في تفسير القرآن 2: 504.

(2). في المصدر: «القتال»

(3). تفسير القمي 1: 119؛ البرهان في تفسير القرآن 2: 506.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏2، ص: 297

في حال و ينقلب على عقبيه، و فيه إشعار أنّ اللّه سبحانه لم يقبل و لم يرتض ما اعتذر به المنهزمون بعد ما تراجعوا إلى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- حين رجوعه إلى المدينة أنّهم إنّما انهزموا لمّا سمعوا قتل رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-، و أنّ ذلك كان منهم ارتدادا و انقلابا على أعقابهم؛ إذ كان قيام الدين على ساقه يومئذ يدور مدار ثباتهم، فسمّى ذلك منهم انقلابا على الأعقاب أوّلا، و إرادة لثواب الدنيا ثانيا، و زلّة باستزلال الشيطان ثالثا، و خبثا رابعا؛ إذ يقول:

ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى‏ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ‏ . «1»

ثمّ سمّى سبحانه الثبات ممّن ثبت منهم ك «عليّ»- عليه السلام- و أبي دجانة شكرا، إذ قال في آخر الآية: وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ‏ ، ثمّ في الآية التالية وَ سَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ‏ و هو ظاهر بعد ما كان انهزام المنهزمين كفرانا لما أنعم اللّه عليهم من الدين، كما يقول في ذيل الآيات: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ‏ ، «2» و لقد سمّاه شكرا إذ يقول: وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ‏ ، «3» فهو الثبات.

في تفسير القمّي قال عليه السلام: إنّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- خرج يوم احد و عهد العاهد به على تلك الحال، فجعل الرجل يقول لمن لقيه: إنّ رسول اللّه قد قتل النجاء، «4» فلمّا رجعوا إلى المدينة أنزل اللّه: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ‏ إلى قوله: انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ‏ يقول:

(1). آل عمران (3): 179.

(2). آل عمران (3): 164.

(3). آل عمران (3): 123.

صفحه بعد