کتابخانه تفاسیر
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج4، ص: 145
[سورة الأنعام (6): الآيات 135 الى 128]
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج4، ص: 146
قوله: قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ
استكثار الجند ضم الآحاد إليه بحيث يجعله كثيرا، أي قد صرتم كثيرا بانضمام كثير من الإنس إليكم.
قوله: وَ كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً
في تفسير القمّي: قال: قال: نولّي كلّ من يولّي أوليائهم فيكونون معهم يوم القيامة «1» .
و في الكافي: عن الباقر- عليه السلام- قال: «ما انتصر اللّه من ظالم إلّا بظالم، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: وَ كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً » «2» .
قوله: يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَ لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ
في العيون: في خبر الشامي سأل أمير المؤمنين- عليه السلام-: هل بعث اللّه نبيا إلى الجن؟ قال: «نعم، بعث إليهم نبيا يقال له: يوسف، فدعاهم إلى اللّه فقتلوه» «3» .
أقول: و ظاهر الآية تحقق البعث في كلّ من القبيلين و إن تأوّل بعضهم الآية ببعض الوجوه البعيدة.
قوله: اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ
المكانة: التمكّن و الإستطاعة و الحال التي أنت عليها، أي اعملوا و أنتم على
(1). تفسير القمّي 1: 215.
(2). الكافي 2: 334، الحديث: 19.
(3). عيون أخبار الرضا- عليه السلام- 1: 242، الحديث: 1.
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج4، ص: 147
حالكم التي أنتم عليها من الكفر و الجحود و الظلم و قوله: إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
كان الظاهر أن يقال: لا يفلح الكافرون، لكنّه بدّل إلى ما يشعر بالعلّية، فإنّ الكافر إنّما لا يفلح لظلمه.
*
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج4، ص: 148
[سورة الأنعام (6): الآيات 141 الى 126]
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج4، ص: 149
[سورة الأنعام (6): الآيات 142 الى 150]
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج4، ص: 150
قوله: وَ جَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَ الْأَنْعامِ
روى: أنّهم كانوا يعيّنون شيئا من حرث و نتاج للّه و يصرفونه إلى الضيفان و المساكين و شيئا منهما لآلهتهم و ينفقونها لسدنتها و يذبحون عندها، ثم إن رأوا ما عيّنوا للّه أزكى بدّلوه بما لآلهتهم، و إن رأوا ما لآلهتهم أزكى تركوه لها حبّا لآلهتهم، و اعتلّوا لذلك بأن اللّه غني.
في المجمع: عن أهل البيت كان إذا اختلط ما جعل للأصنام بما جعل للّه ردّده، و إذا اختلط ما جعل للّه بما جعل للأصنام تركوه و قالوا: [إنّ] اللّه غني و إذا انخرق الماء من الذي للّه في الذي للأصنام لم يسدّوه، و إذا انخرق من الذي للأصنام في الذي للّه سدّوه و قالوا: إنّ اللّه غني «1» .
أقول: و قوله: مِمَّا ذَرَأَ فيه من التنبيه على جهالتهم حيث أنّ الخلق للّه و هم يجعلون له نصيبا و لما يزعمونه شريكا فضل نصيب عليه كما قيل.
قوله سبحانه: وَ كَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
في تفسير القمّي: قال: قال: يعني أسلافهم زيّنوا لهم قتل أولادهم «2» .
أقول: و المراد باسلافهم سدنة الآلهة و مسموعوا الكلمة من سلفهم عدّوا شركائهم للّه سبحانه، لإطاعتهم لهم، و الدليل على أن ليس المراد بالشركاء الآلهة قوله: لِيُرْدُوهُمْ وَ لِيَلْبِسُوا ، و الإرداء الإهلاك.
قوله سبحانه: هذِهِ أَنْعامٌ وَ حَرْثٌ حِجْرٌ
(1). مجمع البيان 4: 370.
(2). تفسير القمّي 1: 217.
تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج4، ص: 151
في تفسير القمّي قال: قال: الحجر المحرّم «1» .
أقول: فهو فعل بمعنى المفعول أي الممنوع.
قوله: لا يَطْعَمُها إِلَّا مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ .
تفسير لقولهم حجر.
و في تفسير القمّي في الآية قال: فكانوا يحرمونها على قوم «2» .
قوله سبحانه: وَ أَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها
و هي البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحام على ما قيل.
قوله: وَ قالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ
في تفسير القمّي: قال: فكانوا يحرّمون الجنين الذي يخرجونه من بطون الأنعام يحرمونه على النساء، فإذا كان ميتة أكله الرجال و النساء، فحكى اللّه قولهم لرسول اللّه، فقال: وَ قالُوا ما فِي بُطُونِ «3» الآية.
قوله: خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَ مُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا
يمكن أن يستفاد من السياق- حيث لم يقل لرجالنا و لنساءنا و غير ذلك- أنّ هذا الحكم كان عندهم من قبيل حق الخالصة على ما قيل، إمّا بإعتبار كون الموصول جمعا في المعنى أو التاء للمبالغة كراوية الشعر أو هو مصدر كالعافية.
(1). تفسير القمّي 1: 217.
(2). تفسير القمّي 1: 217.