کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن

المجلد الأول

الفهرس

سورة البقرة - 1 -

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 4] [سورة البقرة(2): الآيات 16 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 22 الى 17] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 25] [سورة البقرة(2): الآيات 29 الى 26] [سورة البقرة(2): الآيات 33 الى 30] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): الآيات 37 الى 35] [سورة البقرة(2): الآيات 39 الى 38] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 84] [سورة البقرة(2): الآيات 85 الى 88] [سورة البقرة(2): الآيات 89 الى 92] [سورة البقرة(2): الآيات 93 الى 101] [سورة البقرة(2): الآيات 102 الى 105] [سورة البقرة(2): الآيات 106 الى 108] [سورة البقرة(2): الآيات 109 الى 114] [سورة البقرة(2): آية 115] [سورة البقرة(2): الآيات 116 الى 123] [سورة البقرة(2): آية 124] [سورة البقرة(2): آية 125] [سورة البقرة(2): آية 126] [سورة البقرة(2): آية 127] [سورة البقرة(2): الآيات 128 الى 129] [سورة البقرة(2): الآيات 130 الى 132] [سورة البقرة(2): الآيات 133 الى 134] [سورة البقرة(2): آية 135] [سورة البقرة(2): الآيات 136 الى 137] [سورة البقرة(2): الآيات 138 الى 141] [سورة البقرة(2): آية 142] [سورة البقرة(2): آية 143] [سورة البقرة(2): الآيات 144 الى 145] [سورة البقرة(2): الآيات 146 الى 147] [سورة البقرة(2): الآيات 148 الى 151] [سورة البقرة(2): آية 152] [سورة البقرة(2): الآيات 153 الى 154] [سورة البقرة(2): الآيات 155 الى 157] [سورة البقرة(2): آية 158] [سورة البقرة(2): الآيات 159 الى 162] [سورة البقرة(2): الآيات 163 الى 164] [سورة البقرة(2): الآيات 165 الى 172] [سورة البقرة(2): آية 173] [سورة البقرة(2): الآيات 174 الى 176] [سورة البقرة(2): آية 177] [سورة البقرة(2): الآيات 178 الى 179] [سورة البقرة(2): الآيات 180 الى 182] [سورة البقرة(2): الآيات 183 الى 184] [سورة البقرة(2): آية 185] [سورة البقرة(2): الآيات 186 الى 187] [سورة البقرة(2): الآيات 188 الى 189] [سورة البقرة(2): الآيات 190 الى 194] [سورة البقرة(2): الآيات 195 الى 196] [سورة البقرة(2): الآيات 197 الى 199]
فهرس مصادر التحقيق

المجلد الثانى

الفهرس

تتمة سورة البقرة - 2 -

[سورة البقرة(2): الآيات 200 الى 203] [سورة البقرة(2): الآيات 204 الى 207] [سورة البقرة(2): الآيات 208 الى 209] [سورة البقرة(2): الآيات 210 الى 212] [سورة البقرة(2): الآيات 213 الى 214] [سورة البقرة(2): الآيات 215 الى 217] [سورة البقرة(2): الآيات 218 الى 220] [سورة البقرة(2): الآيات 221 الى 222] [سورة البقرة(2): الآيات 223 الى 225] [سورة البقرة(2): الآيات 226 الى 228] [سورة البقرة(2): الآيات 229 الى 232] [سورة البقرة(2): آية 233] [سورة البقرة(2): الآيات 234 الى 237] [سورة البقرة(2): الآيات 238 الى 242] [سورة البقرة(2): الآيات 243 الى 244] [سورة البقرة(2): آية 245] [سورة البقرة(2): الآيات 246 الى 250] [سورة البقرة(2): الآيات 251 الى 252] [سورة البقرة(2): الآيات 253 الى 254] [سورة البقرة(2): الآيات 255 الى 256] [سورة البقرة(2): آية 257] [سورة البقرة(2): الآيات 258 الى 259] [سورة البقرة(2): آية 260] [سورة البقرة(2): الآيات 261 الى 266] [سورة البقرة(2): الآيات 267 الى 272] [سورة البقرة(2): الآيات 273 الى 274] [سورة البقرة(2): آية 275] [سورة البقرة(2): الآيات 276 الى 281] [سورة البقرة(2): الآيات 282 الى 284] [سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286]

سورة آل عمران

فهرس مصادر التحقيق

المجلد الثالث

الفهرس فهرس مصادر التحقيق

المجلد الرابع

الفهرس

سورة الأعراف

[سورة الأعراف(7): الآيات 9 الى 1] [سورة الأعراف(7): الآيات 21 الى 10] [سورة الأعراف(7): الآيات 25 الى 22] [سورة الأعراف(7): الآيات 32 الى 26] [سورة الأعراف(7): الآيات 36 الى 33] [سورة الأعراف(7): الآيات 42 الى 37] [سورة الأعراف(7): الآيات 53 الى 43] [سورة الأعراف(7): الآيات 58 الى 54] [سورة الأعراف(7): الآيات 69 الى 59] [سورة الأعراف(7): الآيات 72 الى 70] [سورة الأعراف(7): الآيات 81 الى 73] [سورة الأعراف(7): الآيات 84 الى 82] [سورة الأعراف(7): الآيات 91 الى 85] [سورة الأعراف(7): الآيات 102 الى 92] [سورة الأعراف(7): الآيات 119 الى 103] [سورة الأعراف(7): الآيات 126 الى 120] [سورة الأعراف(7): الآيات 135 الى 127] [سورة الأعراف(7): الآيات 137 الى 136] [سورة الأعراف(7): الآيات 144 الى 138] [سورة الأعراف(7): الآيات 147 الى 145] [سورة الأعراف(7): الآيات 154 الى 148] [سورة الأعراف(7): الآيات 158 الى 155] [سورة الأعراف(7): الآيات 160 الى 159] [سورة الأعراف(7): الآيات 168 الى 161] [سورة الأعراف(7): الآيات 171 الى 169] [سورة الأعراف(7): الآيات 174 الى 172] [سورة الأعراف(7): الآيات 180 الى 175] [سورة الأعراف(7): الآيات 188 الى 181] [سورة الأعراف(7): الآيات 198 الى 189] [سورة الأعراف(7): الآيات 206 الى 199]
فهرس مصادر التحقيق

المجلد الخامس

الفهرس فهرس مصادر التحقيق

المجلد السادس

الفهرس

فهارس

فهرس الآيات الإستشهادية

سورة آل عمران سورة إبراهيم سورة الأحزاب سورة الأحقاف سورة الإخلاص سورة الإسراء سورة الأعراف سورة الأعلى سورة الأنبياء سورة الإنسان سورة الإنشقاق سورة الأنعام سورة الأنفال سورة الإنفطار سورة البروج سورة البقرة سورة البينة سورة التحريم سورة التغابن سورة التكاثر سورة التكوير سورة التوبة سورة الجاثية سورة الجمعة سورة الجن سورة الحاقة سورة الحج سورة الحجر سورة الحجرات سورة الحديد سورة الحشر سورة الدخان سورة الذاريات سورة الرحمن سورة الرعد سورة الروم سورة الزخرف سورة الزلزلة سورة الزمر سورة سبأ سورة السجدة سورة الشعراء سورة الشورى سورة ص سورة الصافات سورة الصف سورة الطارق سورة الطور سورة الطور سورة طه سورة العاديات سورة عبس سورة العلق سورة العنكبوت سورة غافر سورة الفاتحة سورة فاطر سورة الفتح سورة الفجر سورة الفرقان سورة فصلت سورة ق سورة القارعة سورة القدر سورة القصص سورة القلم سورة القمر سورة القيامة سورة الكهف سورة لقمان سورة المؤمنون سورة المائدة سورة المجادلة سورة المدثر سورة المدثر سورة مريم سورة المزمل سورة المطففين سورة المعارج سورة الملك سورة الممتحنة سورة المنافقون سورة النازعات سورة الناس سورة النبأ سورة النجم سورة النحل سورة النساء سورة النمل سورة نوح سورة النور سورة الواقعة سورة هود سورة يس سورة يوسف سورة يونس
فهرس الأحاديث و روايات

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن


صفحه قبل

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏5، ص: 176

اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ. «1»

أقول: و هذا المعنى مرويّ عنهم مستفيضا. «2»

و في الكافي عن الصادق- عليه السلام- في الآية قال- عليه السلام-:

هم الأئمّة. «3»

أقول: يريد- عليه السلام- تفسير المؤمنين، و الرواية بذلك مستفيضة أيضا.

و في البصائر عن الباقر- عليه السلام- قال: إنّ الأعمال تعرض على نبيّكم كلّ عشيّة الخميس، فليستحيي أحدكم أن يعرض على نبيّه العمل القبيح. «4»

و في البصائر أيضا عن حفص عن غير واحد، قال: تعرض أعمال العباد «5» يوم الخميس على رسول اللّه و على الأئمّة. «6»

و في أمالي الشيخ مسندا عن الباقر- عليه السلام- قال: قال رسول اللّه و هو في نفر من أصحابه: إنّ مقامي بين أظهركم خير لكم من مفارقتي، و إنّ مفارقتي إيّاكم خير لكم، فقام إليه جابر بن عبد اللّه الأنصارى، فقال: يا رسول اللّه، أمّا مقامك بين أظهرنا فهو خير لنا فكيف يكون مفارقتك إيّانا خيرا لنا؟

(1). تفسير العيّاشي 2: 109، الحديث: 123؛ تفسير الصافي 3: 460؛ البرهان في تفسير القرآن 4: 540، الحديث: 1؛ معاني الاخبار: 392، الحديث: 37.

(2). تفسير العياشي 2: 108، الحديث: 11- 127.

(3). الكافي 1: 219، الحديث: 2؛ البرهان في تفسير القرآن 4: 541، الحديث: 2؛ تفسير الصافي 3: 460؛ تفسير العياشي 1: 109، الحديث: 125.

(4). بصائر الدرجات: 426، الحديث: 14؛ تفسير الصافي 3: 461؛ البرهان في تفسير القرآن 4: 543، الحديث: 12؛ تفسير القمي 1: 304.

(5). في المصدر:- «العباد»

(6). بصائر الدرجات: 426، الحديث: 16؛ البرهان في تفسير القرآن 4: 543، الحديث: 14.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏5، ص: 177

فقال: أمّا مقامي بين أظهركم خير لكم، لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ، «1» يعني يعذّبهم بالسيف.

فأمّا مفارقتي إيّاكم فهو خير لكم لأنّ أعمالكم تعرض عليّ كلّ اثنين و خميس، فما كان حسنا حمدت اللّه تعالى عليه، و ما كان من سيّ‏ء استغفرت لكم. «2»

و في الكافي مسندا عن جميل قال: روى لي غير واحد من أصحابنا، قال: لا تتكلّموا في الإمام، فإنّ الإمام يسمع الكلام و هو في بطن امّه، فإذا وضعته كتب الملك بين عينيه: وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، «3» فإذا وقع بالأمر وضع‏ «4» له في كلّ بلدة منار من نور «5» ينظر منه إلى أعمال العباد. «6»

و في الكافي أيضا عن محمّد بن عيسى بن عبيد قال: كنت أنا و ابن فضّال جلوسا، إذ أقبل يونس فقال: دخلت على أبي الحسن الرضا- عليه السلام- فقلت له: جعلت فداك، قد أكثر الناس في العمود، قال: فقال لي: يا يونس، ما تراه؟ «7» عمودا من حديد يرفع لصاحبك؟ قال: قلت: ما أدري، قال: لكنّه ملك موكّل بكلّ بلدة يرفع به أعمال تلك البلدة، قال: فقام ابن فضّال، فقبّل رأسه و قال: رحمك اللّه يا أبا محمّد لا تزال تجي‏ء بالحديث الحقّ الذي يفرّج اللّه به عنّا. «8»

(1). الأنفال (8): 33.

(2). الأمالي، الطوسي: 408، الحديث: 65؛ البرهان في تفسير القرآن 4: 546، الحديث: 25.

(3). الأنعام (6): 115.

(4). في المصدر: «رفع»

(5). في المصدر:- «من نور»

(6). الكافي 1: 388، الحديث: 6؛ البرهان في تفسير القرآن 4: 542، الحديث: 8.

(7). في المصدر:+ «أتراه»

(8). الكافي 1: 388، الحديث: 7؛ البرهان في تفسير القرآن 4: 542، الحديث: 9.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏5، ص: 178

قوله سبحانه: وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ‏

الإرجاء: التأخير.

في الكافي و تفسير العيّاشي عن الباقر- عليه السلام-، و في تفسير القمّي عن الصادق- عليه السلام- في هذه الآية: قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة و جعفرا و أشباههما من المؤمنين، ثمّ إنّهم دخلوا في الإسلام فوحّدوا اللّه و تركوا الشرك و لم يعرفوا الإيمان بقلوبهم، فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنّة، و لم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال إمّا يعذّبهم و إمّا يتوب عليهم. «1»

أقول: و يظهر من الرواية أنّ الملاك في وجوب الجنّة و النار الإيمان و الجحود، و هو كذلك كما عرفت في محلّه.

و في تفسير العيّاشي عن الباقر- عليه السلام- في قوله: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ، «2» قوم اجترحوا ذنوبا مثل قتل حمزة و جعفر الطيّار ثمّ تابوا، ثمّ قال:

و من قتل مؤمنا لم يوفّق للتوبة إلّا أنّ اللّه لا يقطع طمع العباد فيه و رجائهم منه. «3»

أقول: و هذا لا ينافي ما مرّ أنّ‏ عَسَى‏ من اللّه سبحانه واجب، فإنّ شمول التوبة و المغفرة لبعض الجماعة واجب، و هو مصحّح للرجاء بالنسبة إلى كلّ واحد واحد، فافهم.

(1). الكافي 2: 407، الحديث: 1؛ تفسير العيّاشي 2: 111، الحديث: 132؛ تفسير القمّي 1: 304؛ تفسير الصافي 3: 462؛ البرهان في تفسير القرآن 4: 549، الحديث: 1.

(2). التوبة (9): 102.

(3). تفسير العيّاشي 2: 105، الحديث: 106.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏5، ص: 179

[سورة التوبة (9): الآيات 107 الى 110]

وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَ كُفْراً وَ تَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى‏ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (107) لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى‏ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى‏ تَقْوى‏ مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى‏ شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110)

قوله سبحانه: وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً

قرئ بالواو، فهو عطف لسائر قصص المنافقين المذكورة قبلها، و قرئ بإسقاط الواو لكونها قصّة مستقلّة كما قيل.

و المصادر الأربعة أعني قوله سبحانه: ضِراراً وَ كُفْراً وَ تَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِرْصاداً، مفعولات مطلقة تدلّ على نوع الفعل و هو الاتّخاذ،

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏5، ص: 180

فالمعنى: إنّهم أخذوا مسجدا ليضارّوا عدّة من المؤمنين اتّخذوا مسجدا، و قد كفروا بهذا الاتّخاذ لما نووا في ذلك و ليفرّقوا جماعة المؤمنين بنقض وحدتهم و اجتماع أنفسهم و أنفاسهم، و لينتظروا من حارب اللّه و رسوله من قبل.

و قد روى جمع من المفسّرين: أنّ قوما من الأنصار و هم بنو عمرو بن عوف بنوا مسجد قبا بالمدينة، و أتاه النبيّ- صلى اللّه عليه و آله- و صلّى فيه فحسدتهم إخوتهم بنو غنم بن عوف نفاقا و قالوا: نبني مسجدا و نرسل إلى رسول اللّه فيأتيه و يصلّي فيه، و يصلّي فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام، و كانوا يقصدونه خارج المدينة ليكون مكانا يجتمع فيه المنافقون لبعض شأنهم و إنفاذ مقاصدهم في إفساد الأمر على رسول اللّه و إلقاء الخلاف بين المسلمين.

و قد وعدهم أبو عامر الراهب أن سيقوّيهم و ينصرهم بمن يجلب إليه من جنود قيصر من بلاد الروم، فبنوا مسجدا بجنب مسجد قبا و قالوا للنبيّ: بنينا مسجدا لذي العلّة و الحاجة و الليلة الممطرة و الشاتية و نحن نحبّ أن تأتيه و تصلّي فيه و تدعو لنا بالبركة.

و كان- صلى اللّه عليه و آله- عازما للخروج إلى تبوك، فقال- صلى اللّه عليه و آله-:

إنّي على جناح سفر و حال شغل و إذا قدمنا إن شاء اللّه تعالى صلّينا فيه.

و لمّا قفل من غزوة تبوك سألوه إتيان المسجد فنزلت الآيات عليه، فدعا بمالك بن الدخشم و معن بن عديّ و نفر معهم، فقال لهم: انطلقوا إلى هذا المسجد فاهدموه و أحرقوه ففعل، و أمر أن يتّخذ مكانه كناسة تلقى فيها الجيف و القمامة. «1»

(1). جوامع الجامع 2: 84؛ جامع البيان 11: 18؛ الكشف و البيان 5: 92؛ تفسير ابن كثير 2:

353؛ الكشاف 2: 309؛ تفسير القرطبي 8: 253؛ الدر المنثور 3: 276؛ تفسير القمي 1: 305؛ مجمع البيان 5: 108؛ تفسير الصافي 3: 463؛ البرهان في تفسير القرآن 4: 552.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏5، ص: 181

قوله: وَ إِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ‏

الإرصاد هو الانتظار و الإعداد.

و قوله: لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ‏

هو أبو عامر الراهب.

في الجوامع: إنّه كان قد ترهّب في الجاهليّة و لبس المسوح، و لمّا قدم النبيّ- صلى اللّه عليه و آله- المدينة حسده و حزّب عليه الأحزاب، ثمّ هرب بعد فتح مكّة و خرج إلى الروم و تنصّر، و كان هؤلاء يتوقّعون رجوعه إليهم، و أعدّوا هذا المسجد ليصلّي فيه و يظهر على رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله-، «1» و أنّه كان يقاتل رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله- في غزواته إلى أن هرب إلى الشام ليأتي من قيصر بجنود يحارب بهم رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله- و مات بقنسرين وجدا. «2»

و روى بعض المفسّرين من العامّة: أنّه الذي سمّاه رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله- الفاسق، و قد تنصّر في الجاهليّة و ترهّب و طلب العلم، فلمّا هاجر رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله- عاداه لأنّه زالت رئاسته، و قال: لا أجد قوما يقاتلونك إلّا قاتلتك معهم، و لم يزل يقاتله إلى يوم حنين، فلمّا انهزمت الهوازن خرج إلى الشام و أرسل إلى المنافقين أن استعدّوا بما استطعتم من قوّة و سلاح، و ابنوا لي مسجدا فإنّي ذاهب إلى قيصر و آت من عنده بجند، فأخرج محمّدا و أصحابه، فبنوا مسجد الضرار و كانوا ينتظرون قدومه، فمات بأرض الشام. «3»

(1). جوامع الجامع 2: 84.

(2). تفسير الصافي 3: 463.

(3). الكشف و البيان 5: 93؛ جامع البيان 11: 20.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏5، ص: 182

أقول: فالقصّة تشهد كظاهر سياق الآية أنّ قوله: مِنْ قَبْلُ‏ متعلّق بقوله:

حارَبَ، لا بقوله: اتَّخَذُوا، كما ذكره بعضهم. «1»

قوله: لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً

نهى عن الصلاة فيه بطريق آكد، و هذه الجملة يمكن أن تكون خبرا لقوله:

وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا لو كان مبتدءا، و يمكن أن يكون قوله: وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا، مبتدءا لخبر مقدّر، أي: و منهم‏ وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا، و يمكن أن يكون منصوبا بالاختصاص.

قوله: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى‏

في الكافي و تفسير العيّاشي عن الصادق- عليه السلام-: يعني مسجد قبا. «2»

و في رواية العيّاشي: و أمّا قوله: أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ‏ قال- عليه السلام-:

يعني من مسجد النفاق. «3»

قوله: فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا

في تفسير العيّاشي عن الصادق- عليه السلام-: هو الاستنجاء بالماء. «4»

و في المجمع عن الباقر و الصادق- عليهما السلام-: يحبّون أن يتطهّروا بالماء عن الغائط و البول. «5»

(1). جوامع الجامع 2: 85.

(2). الكافي 3: 296، الحديث: 2؛ تفسير العيّاشي 2: 111، الحديث: 136.

(3). تفسير العيّاشي: نفس المصدر؛ تفسير الصافي 3: 467.

(4). تفسير العيّاشي 2: 112، الحديث: 137.

صفحه بعد