کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن

المجلد الأول

الفهرس

سورة البقرة - 1 -

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 4] [سورة البقرة(2): الآيات 16 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 22 الى 17] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 25] [سورة البقرة(2): الآيات 29 الى 26] [سورة البقرة(2): الآيات 33 الى 30] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): الآيات 37 الى 35] [سورة البقرة(2): الآيات 39 الى 38] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 84] [سورة البقرة(2): الآيات 85 الى 88] [سورة البقرة(2): الآيات 89 الى 92] [سورة البقرة(2): الآيات 93 الى 101] [سورة البقرة(2): الآيات 102 الى 105] [سورة البقرة(2): الآيات 106 الى 108] [سورة البقرة(2): الآيات 109 الى 114] [سورة البقرة(2): آية 115] [سورة البقرة(2): الآيات 116 الى 123] [سورة البقرة(2): آية 124] [سورة البقرة(2): آية 125] [سورة البقرة(2): آية 126] [سورة البقرة(2): آية 127] [سورة البقرة(2): الآيات 128 الى 129] [سورة البقرة(2): الآيات 130 الى 132] [سورة البقرة(2): الآيات 133 الى 134] [سورة البقرة(2): آية 135] [سورة البقرة(2): الآيات 136 الى 137] [سورة البقرة(2): الآيات 138 الى 141] [سورة البقرة(2): آية 142] [سورة البقرة(2): آية 143] [سورة البقرة(2): الآيات 144 الى 145] [سورة البقرة(2): الآيات 146 الى 147] [سورة البقرة(2): الآيات 148 الى 151] [سورة البقرة(2): آية 152] [سورة البقرة(2): الآيات 153 الى 154] [سورة البقرة(2): الآيات 155 الى 157] [سورة البقرة(2): آية 158] [سورة البقرة(2): الآيات 159 الى 162] [سورة البقرة(2): الآيات 163 الى 164] [سورة البقرة(2): الآيات 165 الى 172] [سورة البقرة(2): آية 173] [سورة البقرة(2): الآيات 174 الى 176] [سورة البقرة(2): آية 177] [سورة البقرة(2): الآيات 178 الى 179] [سورة البقرة(2): الآيات 180 الى 182] [سورة البقرة(2): الآيات 183 الى 184] [سورة البقرة(2): آية 185] [سورة البقرة(2): الآيات 186 الى 187] [سورة البقرة(2): الآيات 188 الى 189] [سورة البقرة(2): الآيات 190 الى 194] [سورة البقرة(2): الآيات 195 الى 196] [سورة البقرة(2): الآيات 197 الى 199]
فهرس مصادر التحقيق

المجلد الثانى

الفهرس

تتمة سورة البقرة - 2 -

[سورة البقرة(2): الآيات 200 الى 203] [سورة البقرة(2): الآيات 204 الى 207] [سورة البقرة(2): الآيات 208 الى 209] [سورة البقرة(2): الآيات 210 الى 212] [سورة البقرة(2): الآيات 213 الى 214] [سورة البقرة(2): الآيات 215 الى 217] [سورة البقرة(2): الآيات 218 الى 220] [سورة البقرة(2): الآيات 221 الى 222] [سورة البقرة(2): الآيات 223 الى 225] [سورة البقرة(2): الآيات 226 الى 228] [سورة البقرة(2): الآيات 229 الى 232] [سورة البقرة(2): آية 233] [سورة البقرة(2): الآيات 234 الى 237] [سورة البقرة(2): الآيات 238 الى 242] [سورة البقرة(2): الآيات 243 الى 244] [سورة البقرة(2): آية 245] [سورة البقرة(2): الآيات 246 الى 250] [سورة البقرة(2): الآيات 251 الى 252] [سورة البقرة(2): الآيات 253 الى 254] [سورة البقرة(2): الآيات 255 الى 256] [سورة البقرة(2): آية 257] [سورة البقرة(2): الآيات 258 الى 259] [سورة البقرة(2): آية 260] [سورة البقرة(2): الآيات 261 الى 266] [سورة البقرة(2): الآيات 267 الى 272] [سورة البقرة(2): الآيات 273 الى 274] [سورة البقرة(2): آية 275] [سورة البقرة(2): الآيات 276 الى 281] [سورة البقرة(2): الآيات 282 الى 284] [سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286]

سورة آل عمران

فهرس مصادر التحقيق

المجلد الثالث

الفهرس فهرس مصادر التحقيق

المجلد الرابع

الفهرس

سورة الأعراف

[سورة الأعراف(7): الآيات 9 الى 1] [سورة الأعراف(7): الآيات 21 الى 10] [سورة الأعراف(7): الآيات 25 الى 22] [سورة الأعراف(7): الآيات 32 الى 26] [سورة الأعراف(7): الآيات 36 الى 33] [سورة الأعراف(7): الآيات 42 الى 37] [سورة الأعراف(7): الآيات 53 الى 43] [سورة الأعراف(7): الآيات 58 الى 54] [سورة الأعراف(7): الآيات 69 الى 59] [سورة الأعراف(7): الآيات 72 الى 70] [سورة الأعراف(7): الآيات 81 الى 73] [سورة الأعراف(7): الآيات 84 الى 82] [سورة الأعراف(7): الآيات 91 الى 85] [سورة الأعراف(7): الآيات 102 الى 92] [سورة الأعراف(7): الآيات 119 الى 103] [سورة الأعراف(7): الآيات 126 الى 120] [سورة الأعراف(7): الآيات 135 الى 127] [سورة الأعراف(7): الآيات 137 الى 136] [سورة الأعراف(7): الآيات 144 الى 138] [سورة الأعراف(7): الآيات 147 الى 145] [سورة الأعراف(7): الآيات 154 الى 148] [سورة الأعراف(7): الآيات 158 الى 155] [سورة الأعراف(7): الآيات 160 الى 159] [سورة الأعراف(7): الآيات 168 الى 161] [سورة الأعراف(7): الآيات 171 الى 169] [سورة الأعراف(7): الآيات 174 الى 172] [سورة الأعراف(7): الآيات 180 الى 175] [سورة الأعراف(7): الآيات 188 الى 181] [سورة الأعراف(7): الآيات 198 الى 189] [سورة الأعراف(7): الآيات 206 الى 199]
فهرس مصادر التحقيق

المجلد الخامس

الفهرس فهرس مصادر التحقيق

المجلد السادس

الفهرس

فهارس

فهرس الآيات الإستشهادية

سورة آل عمران سورة إبراهيم سورة الأحزاب سورة الأحقاف سورة الإخلاص سورة الإسراء سورة الأعراف سورة الأعلى سورة الأنبياء سورة الإنسان سورة الإنشقاق سورة الأنعام سورة الأنفال سورة الإنفطار سورة البروج سورة البقرة سورة البينة سورة التحريم سورة التغابن سورة التكاثر سورة التكوير سورة التوبة سورة الجاثية سورة الجمعة سورة الجن سورة الحاقة سورة الحج سورة الحجر سورة الحجرات سورة الحديد سورة الحشر سورة الدخان سورة الذاريات سورة الرحمن سورة الرعد سورة الروم سورة الزخرف سورة الزلزلة سورة الزمر سورة سبأ سورة السجدة سورة الشعراء سورة الشورى سورة ص سورة الصافات سورة الصف سورة الطارق سورة الطور سورة الطور سورة طه سورة العاديات سورة عبس سورة العلق سورة العنكبوت سورة غافر سورة الفاتحة سورة فاطر سورة الفتح سورة الفجر سورة الفرقان سورة فصلت سورة ق سورة القارعة سورة القدر سورة القصص سورة القلم سورة القمر سورة القيامة سورة الكهف سورة لقمان سورة المؤمنون سورة المائدة سورة المجادلة سورة المدثر سورة المدثر سورة مريم سورة المزمل سورة المطففين سورة المعارج سورة الملك سورة الممتحنة سورة المنافقون سورة النازعات سورة الناس سورة النبأ سورة النجم سورة النحل سورة النساء سورة النمل سورة نوح سورة النور سورة الواقعة سورة هود سورة يس سورة يوسف سورة يونس
فهرس الأحاديث و روايات

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن


صفحه قبل

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏6، ص: 22

و في تفسير القمّي: عن الباقر- عليه السلام-: و كان يعقوب إسرائيل اللّه، أي خالصة اللّه، ابن إسحاق نبي اللّه، ابن إبراهيم خليل اللّه. «1»

قوله سبحانه: إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ‏

كأنّ تكرار الرؤية، و هي من الرؤيا في النوم، للدلالة على انتقال نفسه في رؤياه إلى جهتين: جهة اجتماعهم، وجهة سجدتهم له.

و في تفسير القمّي: عن الباقر- عليه السلام- تأويل هذه الرؤيا: أنّه سيملك مصر و يدخل عليه أبواه و إخوته؛ أمّا الشمس فإنّها أمّ يوسف «راحيل» و القمر:

«يعقوب»، و أمّا الأحد عشر كوكبا فإخوته، فلمّا دخلوا عليه سجدوا شكرا للّه وحده حين نظروا إليه، و كان ذلك السجود للّه تعالى. «2»

أقول: و في بعض الروايات أنّ أمّ يوسف كانت قد ماتت، و أنّ الداخلة عليه مع يعقوب و بنيه كانت خالته دون أمّه، «3» و سيأتي الكلام في سجدتهم له في قوله- سبحانه-: وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً. «4»

و في الخصال: عن جابر بن عبد اللّه، قال: أتى النبيّ [- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-] رجل من اليهود يقال له: بستان اليهودي، فقال: يا محمّد أخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف [- عليه السلام-] أنّها ساجدة فما أسماءهن‏ «5» فلم يجبه نبيّ اللّه [- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-] يومئذ في شي‏ء، قال فنزل‏

(1). تفسير القمّي 1: 368.

(2). تفسير القمّي 1: 368.

(3). تفسير العيّاشي 2: 197، الحديث: 83.

(4). يوسف (12): 100.

(5). في المصدر: «ما أسماؤها»

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏6، ص: 23

جبرئيل [- عليه السلام-] فأخبر النبيّ بأسمائها، قال: فبعث رسول اللّه إلى بستان، فلمّا أن جاءه قال: النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- هل أنت تسلم إن أخبرتك بأسمائها؟ قال: نعم، فقال له النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-:

جربان، و الطارق، و الذيّال، و ذو الكتفين، «1» و قابس، و وثّاب، و عمودان، و الفيلق، و المصبح، و الضروح، و ذو القروع، و الضياء و النور، رآها في أفق السماء ساجدة له، فلما قصّها يوسف [- عليه السلام-] على يعقوب [- عليه السلام-] قال يعقوب: هذا أمر متشتّت يجمعه اللّه من بعد، فقال بستان: و اللّه! أنّ هذه لأسماؤه، «2» ثمّ أسلم.

أقول: و رواه القمّي و العيّاشي في تفسيريهما و فيه: أنّ الضياء و النور هما الشمس و القمر. «3»

و في تفسير القمّي: عن الباقر- عليه السلام-: كان له أحد عشر أخا، و كان له من أمّه أخ واحد يسمّى بنيامين، قال: فرأى يوسف هذه الرؤيا و له تسع سنين فقصّها على أبيه، فقال: يا بني‏ لا تَقْصُصْ. «4»

قوله سبحانه: وَ كَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ‏

قد مرّ معنى الاجتباء و تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ‏ هو تعبير الرؤيا بإرجاعه إلى الأصل؛ فإنّ النوم أحاديث النفس، إمّا ملكيّة و إمّا شيطانيّة، و يمكن أن يكون‏

(1). في المصدر: «ذو الكنفان».

(2). الخصال 2: 531، الحديث: 2.

(3). تفسير القمّي 1: 368؛ تفسير العيّاشي 2: 170، الحديث: 8.

(4). تفسير القمّي 1: 369.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏6، ص: 24

المراد بالأحاديث مطلق أحاديث النفس و خطوراتها أعمّ من النوم و اليقظة، و تأويلها هو الانتقال إلى ما يرتبط بها من الحوادث؛ فإنّ عامّة الحوادث مرتبطة بعضها ببعض.

و قوله سبحانه: وَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ‏

النعمة هي الولاية، و قد مرّ بيانها، و إتمام النعمة على الجميع مع اختلافهم فيها لا ضير فيه؛ لكونها حقيقة مشكّكة مختلفة المراتب، و قوله [تعالى‏]: عَلَيْكَ وَ عَلى‏ آلِ يَعْقُوبَ‏ في التفرقة بين يوسف و بين آل يعقوب، و هو منهم دلالة على اختلاف شأنهم، كما تفيده الرؤيا في الساجديّة و المسجوديّة، و المراد من آل يعقوب؛ هو يعقوب و زوجته و بنوه.

*

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏6، ص: 25

[سورة يوسف (12): الآيات 7 الى 21]

لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَ إِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَ أَخُوهُ أَحَبُّ إِلى‏ أَبِينا مِنَّا وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَ تَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ (9) قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَ أَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (10) قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى‏ يُوسُفَ وَ إِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ (11)

أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَ يَلْعَبْ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (12) قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَ أَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَ أَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ (13) قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَ أَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ (15) وَ جاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ (16)

قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَ تَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَ ما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَ لَوْ كُنَّا صادِقِينَ (17) وَ جاؤُ عَلى‏ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى‏ ما تَصِفُونَ (18) وَ جاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ فَأَدْلى‏ دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى‏ هذا غُلامٌ وَ أَسَرُّوهُ بِضاعَةً وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ (19) وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ وَ كانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) وَ قالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى‏ أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَ كَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَ لِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَ اللَّهُ غالِبٌ عَلى‏ أَمْرِهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏6، ص: 26

قوله سبحانه: لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ‏

محلّ هذه الآية من قوله سبحانه: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ‏ «1» إلى أن: إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ، «2» محلّ التخصيص بعد التعميم، و التفضيل بعد الإجمال، فإنّ شرح فعالهم أحد أركان هذه القصّة و فصولها المهمّة.

و اعلم أنّ اللّه- سبحانه- بيّن هذه القصّة في أربعة فصول:

فالأوّل: يبيّن فيه ظلم إخوته و إلقائه في الجبّ، و شرائهم إيّاه من السيّارة، إلى أن حلّ في بيت عزيز مصر، و ختمه بقوله: وَ كَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَ لِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ.

و الفصل الثاني: يبيّن فيه حاله في بيت العزيز، و ما جرى له مع إمرأته حتّى وقع في السجن، و مكثه فيه، حتّى خرج منه، و ختمه بقوله: وَ كَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ. «3»

و الفصل الثالث: يبيّن فيه جعله على خزائن الأرض، و ما جرى له مع إخوته‏

(1). يوسف (12): 3.

(2). يوسف (12): 3.

(3). يوسف (12): 4.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏6، ص: 27

حتّى أظهره عليهم، و ختمه بقوله: قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا. «1»

و الفصل الرابع: يبيّن فيه لحوق أبويه و إخوته به و ختمه بقوله: قالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ‏ - إلى قوله-: وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ. «2»

قوله سبحانه: إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَ أَخُوهُ‏

إضافته إلى يوسف- مع كون إخيه أخا الجميع- يؤيّد ما ورد من الروايات: أنّ يوسف و بنيامين كانا من أم واحدة.

و قوله تعالى: وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ

أي جماعة أقوياء، أحقّ بأن يحبّنا أبونا و يقدّمنا عليهما، إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ‏ لعدوله عن الصواب و تفضيله إيّاهما علينا، و هذا ليس كفرا منهم؛ لأنّهم إنّما نسبوا أباهم إلى الضلال في السيرة و الفعال دون القول و الاعتقاد، كما يدلّ عليه قولهم: وَ تَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ، و هذا القول الذي أسرّوه بينهم، و ما قالوه لأبيهم؛ ليختلسوا بذلك يوسف من يده بمنزلة الشورى منهم، ثمّ القطع و الإقدام بما قطعوا به، و الذي تدلّ عليه الآيات على خصوصيّات:

منها: أنّ بني يعقوب ما خلا يوسف و أخيه بنيامين كانوا أشدّاء أقوياء أولي بأس و قوّة، قوّاما على بيت يعقوب و غنمه، و كان يوسف و أخوه صغيرين لا يقومان بشي‏ء، غير أنّ يعقوب كان شديد الحبّ لهما و خاصّة ليوسف، فكان لازما لنفسه يقوم بأمره وحده، لا يأمن عليه أحدا منهم في شأنه، و لا يكله إليهم‏

(1). يوسف (12): 91.

(2). يوسف (12): 100- 101.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏6، ص: 28

في شي‏ء، معتزلا به دونهم، حتّى أودع ذلك حقدا في قلوبهم، و حسدا في نفوسهم، و لا يعبأ بذلك يعقوب، و لا يلوي في حبّه على شي‏ء، كما يدلّ عليه قولهم: يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى‏ يُوسُفَ وَ إِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ* أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً فلم يجبهم يعقوب في أوّل قولهم، و لم يكذّبهم في قولهم: لا تَأْمَنَّا عَلى‏ يُوسُفَ، و لم يصدّقهم في قولهم: وَ إِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ، و لا تكلم في ذلك حتّى بتورية و تعمية، و إنّما قال لهم: إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَ أَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَ أَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ.

و بالجملة؛ حتّى أدّى ذلك إلى أن اشتدّ غيظهم و ... «1» إلى أن غضّوا عن الأخوّة، و نسوا ناموس الفطرة، من الشفقة و الرأفة و الرحمة، و همّوا بإفنائه و إعفاء أثره، و إنسائه عن قلب أبيهم، فأسرّوا في أمره بينهم، و شاوروا لتحصيل الرأي في أمره، و بادى‏ء رأيهم أن يقتلوه، حتّى أشار بعضهم إلى أن يلقوه في غيابت الجبّ حتّى يلتقطه بعض السيّارة، و يذهب به إلى أقاصي الأرض، و يموت بذلك ذكره، و يذهب نسيّا منسيّا.

ثمّ احتالوا أن يأخذوه من أبيهم يوما، ليرتاح يوما بالتنزّه و اللعب و المرح، فكلّموا أباهم فيه، و لم يزالوا به حتّى أرضوه، و ذهبوا به و ألقوه في غيابت الجبّ، لأحد أمرين: فإمّا أن يموت فيستريحوا منه، و إمّا أن يلتقطه بعض السيّارة، و لو كانوا يبالون موته و أرادوا أن يأخذه بعض السيّارة و يذهب به لشروه أو سلّموه لهم من غير أن يلقوه في الجبّ، ثمّ إنّهم جاءوا إلى أبيهم و أخبروه أنّ الذئب أكله، و أروه قميصه ملطّخا بالدم، و انقضى اليوم و هم‏

صفحه بعد