کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن

المجلد الأول

الفهرس

سورة البقرة - 1 -

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 4] [سورة البقرة(2): الآيات 16 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 22 الى 17] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 25] [سورة البقرة(2): الآيات 29 الى 26] [سورة البقرة(2): الآيات 33 الى 30] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): الآيات 37 الى 35] [سورة البقرة(2): الآيات 39 الى 38] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 84] [سورة البقرة(2): الآيات 85 الى 88] [سورة البقرة(2): الآيات 89 الى 92] [سورة البقرة(2): الآيات 93 الى 101] [سورة البقرة(2): الآيات 102 الى 105] [سورة البقرة(2): الآيات 106 الى 108] [سورة البقرة(2): الآيات 109 الى 114] [سورة البقرة(2): آية 115] [سورة البقرة(2): الآيات 116 الى 123] [سورة البقرة(2): آية 124] [سورة البقرة(2): آية 125] [سورة البقرة(2): آية 126] [سورة البقرة(2): آية 127] [سورة البقرة(2): الآيات 128 الى 129] [سورة البقرة(2): الآيات 130 الى 132] [سورة البقرة(2): الآيات 133 الى 134] [سورة البقرة(2): آية 135] [سورة البقرة(2): الآيات 136 الى 137] [سورة البقرة(2): الآيات 138 الى 141] [سورة البقرة(2): آية 142] [سورة البقرة(2): آية 143] [سورة البقرة(2): الآيات 144 الى 145] [سورة البقرة(2): الآيات 146 الى 147] [سورة البقرة(2): الآيات 148 الى 151] [سورة البقرة(2): آية 152] [سورة البقرة(2): الآيات 153 الى 154] [سورة البقرة(2): الآيات 155 الى 157] [سورة البقرة(2): آية 158] [سورة البقرة(2): الآيات 159 الى 162] [سورة البقرة(2): الآيات 163 الى 164] [سورة البقرة(2): الآيات 165 الى 172] [سورة البقرة(2): آية 173] [سورة البقرة(2): الآيات 174 الى 176] [سورة البقرة(2): آية 177] [سورة البقرة(2): الآيات 178 الى 179] [سورة البقرة(2): الآيات 180 الى 182] [سورة البقرة(2): الآيات 183 الى 184] [سورة البقرة(2): آية 185] [سورة البقرة(2): الآيات 186 الى 187] [سورة البقرة(2): الآيات 188 الى 189] [سورة البقرة(2): الآيات 190 الى 194] [سورة البقرة(2): الآيات 195 الى 196] [سورة البقرة(2): الآيات 197 الى 199]
فهرس مصادر التحقيق

المجلد الثانى

الفهرس

تتمة سورة البقرة - 2 -

[سورة البقرة(2): الآيات 200 الى 203] [سورة البقرة(2): الآيات 204 الى 207] [سورة البقرة(2): الآيات 208 الى 209] [سورة البقرة(2): الآيات 210 الى 212] [سورة البقرة(2): الآيات 213 الى 214] [سورة البقرة(2): الآيات 215 الى 217] [سورة البقرة(2): الآيات 218 الى 220] [سورة البقرة(2): الآيات 221 الى 222] [سورة البقرة(2): الآيات 223 الى 225] [سورة البقرة(2): الآيات 226 الى 228] [سورة البقرة(2): الآيات 229 الى 232] [سورة البقرة(2): آية 233] [سورة البقرة(2): الآيات 234 الى 237] [سورة البقرة(2): الآيات 238 الى 242] [سورة البقرة(2): الآيات 243 الى 244] [سورة البقرة(2): آية 245] [سورة البقرة(2): الآيات 246 الى 250] [سورة البقرة(2): الآيات 251 الى 252] [سورة البقرة(2): الآيات 253 الى 254] [سورة البقرة(2): الآيات 255 الى 256] [سورة البقرة(2): آية 257] [سورة البقرة(2): الآيات 258 الى 259] [سورة البقرة(2): آية 260] [سورة البقرة(2): الآيات 261 الى 266] [سورة البقرة(2): الآيات 267 الى 272] [سورة البقرة(2): الآيات 273 الى 274] [سورة البقرة(2): آية 275] [سورة البقرة(2): الآيات 276 الى 281] [سورة البقرة(2): الآيات 282 الى 284] [سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286]

سورة آل عمران

فهرس مصادر التحقيق

المجلد الثالث

الفهرس فهرس مصادر التحقيق

المجلد الرابع

الفهرس

سورة الأعراف

[سورة الأعراف(7): الآيات 9 الى 1] [سورة الأعراف(7): الآيات 21 الى 10] [سورة الأعراف(7): الآيات 25 الى 22] [سورة الأعراف(7): الآيات 32 الى 26] [سورة الأعراف(7): الآيات 36 الى 33] [سورة الأعراف(7): الآيات 42 الى 37] [سورة الأعراف(7): الآيات 53 الى 43] [سورة الأعراف(7): الآيات 58 الى 54] [سورة الأعراف(7): الآيات 69 الى 59] [سورة الأعراف(7): الآيات 72 الى 70] [سورة الأعراف(7): الآيات 81 الى 73] [سورة الأعراف(7): الآيات 84 الى 82] [سورة الأعراف(7): الآيات 91 الى 85] [سورة الأعراف(7): الآيات 102 الى 92] [سورة الأعراف(7): الآيات 119 الى 103] [سورة الأعراف(7): الآيات 126 الى 120] [سورة الأعراف(7): الآيات 135 الى 127] [سورة الأعراف(7): الآيات 137 الى 136] [سورة الأعراف(7): الآيات 144 الى 138] [سورة الأعراف(7): الآيات 147 الى 145] [سورة الأعراف(7): الآيات 154 الى 148] [سورة الأعراف(7): الآيات 158 الى 155] [سورة الأعراف(7): الآيات 160 الى 159] [سورة الأعراف(7): الآيات 168 الى 161] [سورة الأعراف(7): الآيات 171 الى 169] [سورة الأعراف(7): الآيات 174 الى 172] [سورة الأعراف(7): الآيات 180 الى 175] [سورة الأعراف(7): الآيات 188 الى 181] [سورة الأعراف(7): الآيات 198 الى 189] [سورة الأعراف(7): الآيات 206 الى 199]
فهرس مصادر التحقيق

المجلد الخامس

الفهرس فهرس مصادر التحقيق

المجلد السادس

الفهرس

فهارس

فهرس الآيات الإستشهادية

سورة آل عمران سورة إبراهيم سورة الأحزاب سورة الأحقاف سورة الإخلاص سورة الإسراء سورة الأعراف سورة الأعلى سورة الأنبياء سورة الإنسان سورة الإنشقاق سورة الأنعام سورة الأنفال سورة الإنفطار سورة البروج سورة البقرة سورة البينة سورة التحريم سورة التغابن سورة التكاثر سورة التكوير سورة التوبة سورة الجاثية سورة الجمعة سورة الجن سورة الحاقة سورة الحج سورة الحجر سورة الحجرات سورة الحديد سورة الحشر سورة الدخان سورة الذاريات سورة الرحمن سورة الرعد سورة الروم سورة الزخرف سورة الزلزلة سورة الزمر سورة سبأ سورة السجدة سورة الشعراء سورة الشورى سورة ص سورة الصافات سورة الصف سورة الطارق سورة الطور سورة الطور سورة طه سورة العاديات سورة عبس سورة العلق سورة العنكبوت سورة غافر سورة الفاتحة سورة فاطر سورة الفتح سورة الفجر سورة الفرقان سورة فصلت سورة ق سورة القارعة سورة القدر سورة القصص سورة القلم سورة القمر سورة القيامة سورة الكهف سورة لقمان سورة المؤمنون سورة المائدة سورة المجادلة سورة المدثر سورة المدثر سورة مريم سورة المزمل سورة المطففين سورة المعارج سورة الملك سورة الممتحنة سورة المنافقون سورة النازعات سورة الناس سورة النبأ سورة النجم سورة النحل سورة النساء سورة النمل سورة نوح سورة النور سورة الواقعة سورة هود سورة يس سورة يوسف سورة يونس
فهرس الأحاديث و روايات

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن


صفحه قبل

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏6، ص: 67

و المعلوليّة، لا يرضي فطرة إلّا أن يثبت لموجودات هذا العالم علّة توجبها، فربّما رأى أنّ الموجودات تنقسم إلى أنواع مختلفة غير متماثلة، فيظنّ فيما يثبت أنّ لكلّ نوع منها ربّا، فيأخذ بعبادة ما يستعظمه منها، كما أنّه منشأ عبادة الأصنام، غير أنّ الفطرة الصافية تكذّب ذلك، فإنّ العالم على تشتّت أجزائه، و تفرّق موجوداته؛ بقياس بعضها إلى بعض يندرج تحت نظام واحد كلّي، تركّب على مادّة واحدة، و العلّة التي يستند إليه العالم يجب أن لا تتأثر عن شي‏ء دونه، و لا تكون مغلوبة مقهورة عن بعض أجزائه، و كلّ ربّ من الأرباب المتفرقة التي أثبتوها إنّما يغلب و يقهر ما هو تحت سيطرة ربوبيّته، و أمّا ما دون ذلك فهو مقهور له منفعل عنه، فله- لا محالة- علّة فوقه، فالعلّية المطلقة لا تصلح إلّا لعلّة واحدة قاهرة لكلّ شي‏ء دونها، و هو اللّه الواحد القهّار، فما ذكره- عليه السلام- بقوله:

أَ أَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ برهان تامّ، و إنّما وصف الأرباب بالتفرّق، و وصف اللّه- سبحانه- بالقهر، و جمع الأرباب و وحّد اللّه- سبحانه-؛ للإشارة إلى وجود منافات بين الربوبيّة و بين التعدّد، و ذلك للزوم المقهوريّة على ذلك الفرض.

قوله سبحانه: ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً

إذ ليس لها سلطان على شي‏ء من أنفسها و ما أنزل اللّه سبحانه لها مِنْ سُلْطانٍ‏ فلم يبق لكم من معبود إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها فقط، فلا حقيقة لها إلّا في الوهم فقط.

قوله سبحانه: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ‏

لأنّه- سبحانه- ينتهي إليه وجود كلّ شي‏ء، فلو كان في العالم حكم فهو له، و من‏

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏6، ص: 68

حكمه في العبادة أنّه‏ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ‏ إمّا تكوينا، فأمره الفطري الذي أودعه في فطرة الناس، و إمّا تشريعا، فبلسان أنبيائه و رسله.

قوله سبحانه: ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ‏

و القيّم: هو القائم بالأمر الغير المزايل عن تدّبيره، و على هذا فالقيّم من الدين:

هو الذي لا يناقض بعض أجزائه بعضا لرجوع الجميع إلى أصل واحد غير مختلف كالتوحيد، و لا يناقض المجموع ما عليه حقيقة الأمر لاتّكائه على الفطرة التي فطر اللّه الخلق عليها، و الفطرة متّكأة على حقيقة الخلقة و عين الخارج و لا معنى للخبط و الخطاء فيها، فقد جمع الدين كلّه في كلمة واحدة و هو قوله: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ‏ فللعالم إلها لا يجوز أن يدان و يخضع الّا بما حكم به، و لكن‏ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ‏ ذلك لإخلادهم إلى الأرض و توغّلهم في مشتهيات الحياة الدنيا، قال تعالى: فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَ لَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا* ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ. «1»

و قال تعالى: أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى‏ عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلى‏ سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى‏ بَصَرِهِ غِشاوَةً. «2»

فهؤلاء من جملة الناس عالمون و غير عالمين، عالمون بفطرتهم و جاهلون بإعراضهم عنها و اشتغالهم بما لا يدوم لهم و لا ينفعهم.

قوله سبحانه: أَمَّا أَحَدُكُما

و هو الذي رأى أنّه يعصر خمرا بقرينة قوله تعالى: فَيَسْقِي. و كذلك الآخر

(1). النجم (53): 29- 30.

(2). الجاثية (45): 23.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏6، ص: 69

هو الآخر بقرينة الْآخَرُ.

قوله سبحانه: قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي‏

قيل: لمّا قال يوسف- عليه السلام- للآخر: أنت يقتلك الملك و يصلبك و تأكل الطير من دماغك، جحد الرجل، فقال: إنّي لم أر ذلك، فقال يوسف: قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ.

أقول: و هو وجيه؛ لدلالة قوله: قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ‏ على سبق إنكار ما، و الفتوى و الفتيا: القول عن نظر و رأي.

قوله سبحانه: فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ‏

الضمير راجع إلى صاحب السقي الذي ظنّ أنّه ناج منهما، و الدليل على ذلك قوله تعالى بعد عدّة آيات: وَ قالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَ ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ. «1»

و في بعض الروايات ما يدلّ على أنّ الناسي ذكر ربّه هو يوسف، و هو مردود بتصريحه- سبحانه-: أنّ يوسف من المخلصين، و أنّ الشيطان لا سبيل له إلى المخلصين.

قوله سبحانه: بِضْعَ سِنِينَ‏

البضع من كنايات العدد، يطلق على ما بين الثلث إلى السبع، و في تفسير العياشي عن الصادق- عليه السلام- قال: سبع سنين. «2»

(1). يوسف (12): 45.

(2). تفسير العياشي 2: 178، الحديث: 30؛ بحار الأنوار 12: 303، الحديث: 105.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏6، ص: 70

[سورة يوسف (12): الآيات 43 الى 57]

وَ قالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى‏ سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَ سَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَ أُخَرَ يابِساتٍ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (43) قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ وَ ما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ (44) وَ قالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَ ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَ سَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَ أُخَرَ يابِساتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ (47)

ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَ فِيهِ يَعْصِرُونَ (49) وَ قالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جاءَهُ الرَّسُولُ قالَ ارْجِعْ إِلى‏ رَبِّكَ فَسْئَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قالَ ما خَطْبُكُنَّ إِذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَ أَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ (52)

وَ ما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) وَ قالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قالَ اجْعَلْنِي عَلى‏ خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَ كَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَ لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ (57)

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏6، ص: 71

قوله سبحانه: سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ‏ «1»

قوله سبحانه: وَ سَبْعَ سُنْبُلاتٍ‏

في تفسيري العياشي و المجمع: عن الصادق- عليه السلام- أنّه قرء و سبع سنابل. «2»

قوله سبحانه: أَضْغاثُ أَحْلامٍ‏

خبر مبتدأ محذوف، أي هذه أضغاث أحلام، و الأضغاث؛ جمع: ضغث- بالكسر فالسكون- و هو ما جمع من أخلاط النبات و حزم.

و الأحلام؛ جمع: حلم؛ بمعنى الرؤيا و ربّما خصّ بالرؤيا الباطلة، و لعلّه المراد باللفظ هاهنا بدليل قوله تعالى: وَ ما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ.

و إن كان المراد مطلق الرؤيا فاللام للعهد الذكري، أي و ما نحن بتأويل هذا النوع من الأحلام،- و هو أضغاث الأحلام- بعالمين.

(1). في الأصل بياض.

(2). تفسير العياشي 2: 179؛ مجمع البيان 5: 406.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏6، ص: 72

و بالجملة؛ المراد بأضغاث الأحلام الرؤيا المشوّشة التي اجتمعت أجزائها من جهات شتّى من غير ارتباط صحيح بينها حتّى يمكن للمعبّر الانتقال إلى تأويله.

قوله سبحانه: وَ قالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما

أي من صاحبي السجن و هو ساقي الملك، و قوله: وَ ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أي تذكّر ما كان نسيه من مقالة يوسف في السجن، بعد أمّة من الزمان، و الأمّة: هي الجماعة، و الزمان: المراد الزمان الطويل.

و في تفسير القمّي: عن عليّ- عليه السلام- بَعْدَ أُمَّةٍ أي: بعد وقت، و قوله تعالى: أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ، أي إلى من عنده علم بتأويله. «1»

قوله سبحانه: يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ‏

حكاية القول: أي فأرسلوه إلى يوسف، فأتاه فقال: يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ.

و قوله سبحانه: لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ‏

يدلّ على انتشار خبر الرؤيا بين الناس، و انتظارهم لانكشاف تأويله.

قوله سبحانه: تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً

أي على عادتكم المعهودة، أو جدّا و جهدا، و إنّما ذكر- عليه السلام- ما يجب أن يفعلوه عقيب هذه الرؤيا، لدفع ما يستقبلهم من مصائب القحط و الجدب، ليعلم الملك مكانته من الرأي السديد، و يعلم ضمنا تأويل الرؤيا، فيخرجه من‏

(1). تفسير القمّي 1: 374؛ و قريب منه في مجمع البيان 5: 410.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏6، ص: 73

السجن ليستفيد من ثاقب نظره، و ينتفع من سديد رأيه في تدبير الملك.

قوله سبحانه: ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَ‏

في تفسير المجمع: عن الصادق- عليه السلام- إنّه قرأ ما قرّبتم لهنّ. «1»

و في تفسير القمّي: عنه- عليه السلام-: إنّه أنزل ما قرّبتم لهنّ. «2»

قوله سبحانه: فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ‏

من الغيث بمعنى المطر، أي يمطرون و يتخلّصون من الجدب.

و قوله سبحانه: وَ فِيهِ يَعْصِرُونَ‏

بالبناء للفاعل، أي: يعصرون، ما يعصر من الثمار و الحبوب و الزروع، و بالبناء للمفعول من عصره إذا أنجاه، أي: ينجون، أو بمعنى يمطرون.

و في تفسير القمّي: عن الصادق- عليه السلام-: إنّه قرأ رجل على أمير المؤمنين- عليه السلام- ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَ فِيهِ يَعْصِرُونَ، يعني بالبناء للفاعل، فقال- عليه السلام-: ويحك و أيّ شي‏ء يعصرون، يعصرون الخمر؟ قال الرجل: يا أمير المؤمنين كيف أقرؤها؟ فقال، إنّما أنزلت: عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَ فِيهِ يَعْصِرُونَ، أي يمطرون بعد المجاعة، و الدليل على ذلك قوله تعالى: وَ أَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً «3» . «4»

(1). مجمع البيان 1: 406.

(2). تفسير القمّي 1: 374.

(3). النبأ (78): 14.

صفحه بعد