کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير القرآن الكريم-شبر

المقدمة (1) +(سورة الفاتحة) + سبع آيات +(7) + مكية (2) +(سورة البقرة) + مائتان و سبع و ثمانون آية +(287) + مدنية (3) + سورة آل عمران + مائتا آية +(200) + مدنية

(4) + سورة النساء + مائة و ست و سبعون آية +(176) + مدنية

(5) + سورة المائدة + مائة و عشرون آية +(120) + مدنية (6) + سورة الأنعام + مائة و خمس و ستون آية +(165) + مكية (7) + سورة الأعراف + مائتان و ست آيات +(206) + مكية (8) + سورة الأنفال + ست و سبعون آية +(76) + مدنية (9) + سورة التوبة + مائة و تسع و عشرون آية +(129) + مدنية (10) + سورة يونس + مائة و تسع آيات +(109) + مكية (11) + سورة هود + مائة و ثلاث و عشرون آية +(123) + مكية (12) + سورة يوسف + مائة و إحدى عشر آية +(111) + مكية (13) + سورة الرعد + ثلاث و أربعون آية +(43) + مكية أو مدينة (14) + سورة إبراهيم + اثنتان و خمسون آية +(52) + مكية (15) + سورة الحجر + تسع و تسعون آية +(99) + مكية (16) + سورة النحل + مائة و ثمان و عشرون آية +(128) + مكية (17) + سورة الإسراء + مائة و إحدى عشر آيات +(111) + مكية (18) + سورة الكهف + مائة و عشرة آيات +(110) + مكية (19) + سورة مريم + ثمان و تسعون آية +(98) + مكية (20) + سورة طه + مائة و خمسة و ثلاثون آية +(135) + مكية (21) + سورة الأنبياء + مائة و اثنتي عشرة آية +(112) + مكية (22) + سورة الحج + ثمان و سبعون آية +(78) + مكية (23) + سورة المؤمنون + مائة و تسع عشرة آية +(119) + مكية (24) + سورة النور + أربع و ستون آية +(64) + مدنية (25) + سورة الفرقان + سبع و سبعون آية +(77) + مكية
(28) + سورة القصص + ثمان و ثمانون آية +(88) + مكية 29) + سورة العنكبوت + تسع و ستون آية +(69) + مكية و قيل إلا عشرا من أولها (30) + سورة الروم + ستون أو تسع و خمسون آية +(59 - 60) + مكية (31) + سورة لقمان + ثلاث أو أربع و ثلاثون آية +(33 - 34) + مكية (32) + سورة السجدة + تسع و عشرون آية +(29 - 30) + مكية (33) + سورة الأحزاب + ثلاث و سبعون آية +(73) + مدنية (34) + سورة سبإ + أربع أو خمس و خمسون آية +(54 - 55) + مكية (35) + سورة الملائكة + خمس أو ست و أربعون آية +(45 - 46) + مكية (36) + سورة يس + اثنتان أو ثلاث و ثمانون آية +(82 - 83) + مكية (37) + سورة الصافات + مائة و إحدى أو اثنتان و ثمانون آية +(181 - 182) + مكية (38) + سورة - ص + ست أو ثمان و ثمانون آية +(86 - 88) + مكية (39) + سورة الزمر + اثنتان أو خمس و سبعون آية +(72 - 75) + مكية (40) + سورة المؤمن + خمسة و ثمانون آية +(85) + مكية (41) + سورة فصلت + ثلاث أو أربع و خمسون آية +(53 - 54) + مكية (42) + سورة الشورى + ثلاث و خمسون آية +(53) + مكية (43) + سورة الزخرف + تسع و ثمانون آية +(89) + مكية (44) + سورة الدخان + سبع أو تسع و خمسون آية +(57 - 59) + مكية (45) + سورة الجاثية + ست و سبع أو ثلاثون آية +(36 - 37) + مكية (46) + سورة الأحقاف + أربع أو خمس و ثلاثون آية +(34 - 35) + مكية (47) + سورة محمد و تسمى سورة القتال + ثمان أو تسع و ثلاثون آية +(38 - 39) + مكية (48) + سورة الفتح + تسع و عشرون آية +(29) + مدنية (49) + سورة الحجرات + ثماني عشر آية +(18) + مدنية (50) + سورة ق + خمس و أربعون آية +(45) + مكية (51) + سورة الذاريات + ستون آية +(60) + مكية (52) + سورة الطور + ثمان أو تسع و أربعون آية +(48 - 49) + مكية (53) + سورة النجم + اثنتان و ستون آية +(62) + مكية (54) + سورة القمر + خمس و خمسون آية +(55) + مكية (55) + سورة الرحمن + ست أو سبع أو ثمان و سبعون آية +(76 - 77 - 78) + مكية (56) + سورة الواقعة + ست أو تسع و تسعون آية +(96) + مكية (57) + سورة الحديد + ثمان أو تسع و عشرون آية +(28 - 29) + مدنية (58) + سورة المجادلة + إحدى أو اثنتان و عشرون آية +(21 - 22) + مدنية (59) + سورة الحشر + أربع و عشرون آية +(24) + مدنية (60) + سورة الممتحنة + ثلاث عشرة آية +(13) + مدنية (61) + سورة الصف + أربع عشرة آية +(14) + مدنية أو مكية (62) + سورة الجمعة + إحدى عشر آية +(11) + مدنية (63) + سورة المنافقين + إحدى عشرة آية +(11) + مدنية (64) + سورة التغابن + ثماني عشرة آية +(18) + مدنية أو مكية (65) + سورة الطلاق + إحدى أو اثنتي عشرة آية +(12) + مدنية (66) + سورة التحريم + اثنتي عشرة آية +(12) + مدنية (67) + سورة الملك + ثلاثون آية +(30) + مكية (68) + سورة القلم + اثنتان و خمسون آية +(52) + مكية (69) + سورة الحاقة + إحدى أو اثنتان و خمسون آية +(51 - 52) + مكية (70) + سورة المعارج + أربع و أربعون آية +(44) + مكية (71) + سورة نوح + ثمان أو تسع و عشرون أو ثلاثون آية +(28 - 29 - 30) + مكية (72) + سورة الجن + ثماني و عشرون آية +(28) + مكية (73) + سورة المزمل + تسع عشرة أو عشرون آية +(19 - 20) + مكية (74) + سورة المدثر + خمس أو ست و خمسون آية +(55 - 56) + مكية (75) + سورة القيامة + أربعون أو تسع و ثلاثون آية +(39 - 40) + مكية (76) + سورة الإنسان + إحدى و ثلاثون آية +(31) + مدنية (77) + سورة المرسلات + خمسون آية +(50) + مكية (78) + سورة النبإ + إحدى و أربعون آية +(41) + مكية (79) + سورة النازعات + خمس أو ست و أربعون آية +(45 - 46) + مكية (80) + سورة عبس + إحدى أو اثنتان و أربعون آية +(41 - 42) + مكية (81) + سورة التكوير + تسع و عشرون آية +(29) + مكية (82) + سورة الانفطار + تسع عشرة آية +(19) + مكية (83) + سورة التطفيف + ست و ثلاثون آية +(36) + مكية أو مبعضة (84) + سورة الانشقاق + ثلاث أو خمس و عشرون آية +(23 - 25) + مكية (85) + سورة البروج + اثنتان و عشرون آية +(22) + مكية (86) + سورة الطارق + سبع عشرة آية +(17) + مكية (87) + سورة الأعلى + تسع عشرة آية +(19) + مكية (88) + سورة الغاشية + ست و عشرون آية +(26) + مكية (89) + سورة الفجر + تسع و عشرون أو ثلاثون أو اثنتان و ثلاثون آية +(29 - 30 - 32) + مكية (90) + سورة البلد + عشرون آية +(20) + مكية (91) + سورة الشمس + خمس عشرة أو ست عشرة آية +(15 - 16) + مكية (92) + سورة الليل + إحدى و عشرون آية +(21) + مكية (93) + سورة الضحى + إحدى عشرة آية +(11) + مكية (94) + سورة الانشراح + ثماني آيات +(8) + مكية (95) + سورة التين + ثماني آيات +(8) + مختلف فيها (96) + سورة العلق + ثماني عشرة أو تسع عشرة أو عشرون آية +(18 - 19 - 20) + مكية (97) + سورة القدر + خمس آيات أو ست +(5 - 6) + مكية أو مدنية (98) + سورة البينة + ثماني آيات أو تسع +(8 - 9) + مدنية (99) + سورة الزلزلة + ثماني آيات أو تسع +(8 - 9) + مدنية أو مكية (100) + سورة العاديات + إحدى عشرة آية +(11) + مدنية أو مكية (101) + سورة القارعة + ثماني آيات أو إحدى عشرة آية +(8 - 11) + مكية (102) + سورة التكاثر + ثماني آيات +(8) + مدنية أو مكية (103) + سورة العصر + ثلاث آيات +(3) + مكية (104) + سورة الهمزة + تسع آيات +(9) + مكية (105) + سورة الفيل + خمس آيات +(5) + مكية (106) + سورة قريش + أربع أو خمس آيات +(4 - 5) + مكية (107) + سورة الماعون + ست أو سبع آيات +(6 - 7) + (108) + سورة الكوثر + ثلاث آيات +(3) + مكية أو مدنية (109) + سورة الكافرون + ست آيات +(6) + مكية أو مدنية (110) + سورة النصر + ثلاث آيات +(3) + مكية (111) + سورة تبت + خمس آيات +(5) + مكية (112) + سورة الإخلاص + أو أربع أو خمس آيات +(4 - 5) + مكية أو مدنية (113) + سورة الفلق + خمس آيات +(5) + مدنية أو مكية (114) + سورة الناس + ست آيات +(6) + مدنية أو مكية

تفسير القرآن الكريم شبر


صفحه قبل

تفسير القرآن الكريم، ص: 38

المقدمة

(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

الحمد لله الذي أنزل القرآن+ الكريم و الفرقان الحكيم على النبي+ الحليم الذي هو على خلق عظيم و جعله الدليل على خير سبيل و كتابا فيه تفصيل و بيان و تحصيل، ظاهره أنيق و باطنه عميق لا تحصى عجائبه و لا تبلى غرائبه و الصلاة على من أرسل حجة للعالمين و كان نبيا و آدم+ بين الماء و الطين و آله بحار العلوم و الحقائق و كنوز المعارف و الدقائق الذين أوتوا علم الكتاب تأويلا و تفسيرا و أذهب الله عنهم الرجس أهل البيت+ و طهرهم تطهيرا (أما بعد) فيقول المذنب الجاني و الأسير الفاني أفقر الخلق إلى ربه الغني خ عبد الله (شبر) بن محمد رضا الحسيني خ رضي الله عنهما و أرضاهما و جعل الجنة مأواهما و مثواهما: هذه كلمات شريفة و تحقيقات منيفة و بيانات شافية و إشارات وافية تتعلق ببعض مشكلات الآيات القرآنية و غرائب الفقرات الفرقانية و نتحرى غالبا ما ورد عن خزان أسرار الوحي و التنزيل و معادن جواهر العلم و التأويل الذين نزل في بيوتهم جبرائيل+ بأوجز إشارة و ألطف عبارة و فيما يتعلق بالألفاظ و الأغراض و النكات البيانية تفسير وجيز فإنه ألطف التفاسير بيانا و أحسنها تبيانا مع وجازة اللفظ و كثرة المعنى و الله المستعان و عليه التكلان.

(1)+ (سورة الفاتحة)+ سبع آيات+ (7)+ مكية

و قيل نزلت ثانيا بالمدينة+ و تسمى فاتحة الكتاب+ لأنها مفتتحة و أم الكتاب لاشتمالها على جمل معانيه و الحمد لله لذكره فيها و السبع المثاني لأنها سبع آيات اتفاقا لكنهم بين عاد للبسملة دون‏ «أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ» و عاكس، و تثنى في الفريضة أو الإنزال‏

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» آية من الفاتحة+ و من كل سورة بإجماعنا و نصوصنا و الباء للاستعانة أو المصاحبة و الاسم من السمو أو من السمة و لم يقل بالله لأن التبرك باسمه و ليعم كل أسمائه (و الله) أصله إله حذفت الهمزة و عوضت عنها أداة التعريف و هو علم شخصي للذات المقدس الجامع لكل كمال و «الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» صفتان مشبهتان من رحم بالكسر و وصف تعالى بهما باعتبار غايتهما و الرحمن أبلغ لاقتضاء زيادة المباني زيادة المعاني أما باعتبار الكم لكثرة أفراد المرحومين و قلتها و عليه حمل يا رحمن الدنيا لشمول المؤمن و الكافر و رحيم الآخرة للاختصاص بالمؤمن أو باعتبار الكيف و عليه حمل يا رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمهما لجسامة نعم الآخرة كلها بخلاف نعم الدنيا، و إنما قدم الرحمن و مقتضى الترقي العكس لصيرورته بالاختصاص كالواسطة بين العلم و الوصف فناسب توسيطه بينهما أو لأن الملحوظة في مقام التعظيم جلائل النعم و غيرها كالتتمة فقدم و أردف بالرحيم للتعميم تنبيها على أن جلائلها و دقائقها منه تعالى و خص البسملة بهذه الأسماء إعلاما بأن الحقيق بأن يستعان به في مجامع الأمور و هو المعبود الحقيقي البالغ في الرحمة غايتها المولى للنعم كلها «الْحَمْدُ لِلَّهِ» على ما أنعم علينا «رَبِّ الْعالَمِينَ» مالك الجماعات من كل مخلوق و خالقهم و سائق أرزاقهم إليهم و مدبر أمورهم و حافظهم و العالم كالطبائع ما يعلم به الصانع من الجواهر و الأعراض و إنما جمع و التعريف الاستغراقي يفيد الشمول للدلالة على أن للعالم أجناس مختلفة الحقائق كعالم الأرواح و عالم الأفلاك و عالم العناصر و نحوها و ربوبيته تعالى شاملة لها و جمع بالواو و النون لما فيه من معنى‏

تفسير القرآن الكريم، ص: 39

الوصفية من الدلالة على العلم فغلب العقلاء و اختص بهم‏ «الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» كرر تأكيدا و اهتماما و بيانا لعلة تخصيص الحمد به تعالى‏ «مالِكِ» «1» «يَوْمِ الدِّينِ» أي الجزاء أو الحساب و قرأ ملك كما عن خ أهل البيت ع خ و سوغ وصف المعرفة به قصد معنى المضي‏ء تنزيلا لمحقق الوقوع منزلة ما وقع أو قصد الاستمرار الثبوتي أي ملك الأمر كله في ذلك اليوم أو له الملك بكسر الميم فيه فإضافته حقيقية و كذا إضافة ملك إذ لا مفعول للصفة المشبهة و تخصيص اليوم بالإضافة مع أنه مالك و ملك جميع الأشياء في كل الأوقات لتعظيم اليوم‏ «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» قدم المعمول للحصر و لتقدمه تعالى في الوجود و للإشعار بأن العابد و المستعين ينبغي أن يكون نظرهما بالذات إلى الحق و كرر الضمير للتنصيص على تخصيص كل منهما به تعالى و لبسط الكلام مع المحبوب و لعل تقديم العبادة لتوافق الفواضل و لأن تقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة أدعى إلى الإجابة و لمناسبة تقديم مطلوبه تعالى من العباد على مطلوبهم و لأن المتكلم لما نسب العبادة إلى نفسه كان كالمعتد بما يصدر منه فعقبه بأنها أيضا لا تتم إلا بمعونة الله تعالى و الضمير المستكن في الفعلين للقارى‏ء و أثره على المفرد و المقام مقام تحقير لدخول الحفظة أو حاضري الجماعة أو كل موجود أو كل عضو من أعضائه‏ «وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ» و إيذانا بحقارة نفسه عن عرض العبادة و طلب المعونة منفردا بدون الانضمام إلى جماعة تشاركه كما يصنع في عرض الهدايا و رفع الحوائج إلى الملوك و احترازا عن الكذب لو انفرد في ادعائه و حسن الالتفات هنا أن إظهار مزايا المحمود يحسن عند غيره بخلاف العبادة و نحوها فإنه ينبغي كتمانها عن غير المعبود فناسب الخطاب و لأنه أقرب إلى الإخلاص و الإشارة إلى‏

قوله ع* اعبد الله كأنك تراه‏

و الله تعالى لغاية ظهوره كأنه حاضر مشاهد «اهْدِنَا الصِّراطَ «2» الْمُسْتَقِيمَ» أدم لنا توفيقك الذي أطعناك به قبل حتى نطيعك بعد و الهداية و الرشاد و التثبت و الصراط، الجادة و المستقيم المستوي أي طريق الحق و هو ملة الإسلام‏ «صِراطَ «3» الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ» «4» بالتوفيق لدينك و طاعتك من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا «غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ» «5» ) من اليهود+ الذين قال الله فيهم‏ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ 60 «وَ لَا الضَّالِّينَ» النصارى+ الذين قال الله فيهم‏ «قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا كَثِيراً» و صح وقوع غير صفة للمعرفة إجراء للموصول مجرى النكرة إذ لم يقصد به معين معهود أو يجعل غير معرفة لأنه أضيف إلى ما له ضد و حد و إنما دخلت" لا" في‏ «وَ لَا الضَّالِّينَ» لما في غيره من معنى النفي و إنما صرح بإسناد النعمة إليه تعالى على طريق الخطاب دون الغضب و الضلال تأدبا و إشارة إلى تأسيس مباني الرحمة و إن الغضب كأنه صادر عن غيره تعالى و لحسن التصريح بالوعد و التعريض بالوعيد كما في قوله‏ «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ» دون لأعذبنكم إشارة إلى أن العذاب و الانتقام و نحوها عبارة عن أعمالهم تكون وبالا عليهم.

(1). ملك.

(2). السراط.

(3). سراط و قرى‏ء صراط من أنعمت.

(4). عليهم بضم الهاء.

(5). عليهم بضم الهاء عليهم و بكسر الهاء و ضم الميم بعدها واو الجماعة و حيث وقع و كذا نظائره من ميمات الجمع نحو أنذرتهم و رزقكم و عليكم.

تفسير القرآن الكريم، ص: 40

(2)+ (سورة البقرة)+ مائتان و سبع و ثمانون آية+ (287)+ مدنية

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»

«الم» قيل هي أسماء للسور و قيل مختصرة من كلمات ف «الم» معناه أنا الله أعلم قيل: إشارة إلى مدة و آجال بحساب الجمل و قيل مقسم بها و قيل أسماء للقرآن+ و قيل أسماء الله تعالى و قيل سر الله و قيل من المتشابة «ذلِكَ الْكِتابُ» أي القرآن+ الذي افتتح بالم هو الكتاب الذي أخبرت به موسى+ و من بعده من الأنبياء و هم أخبروا بني إسرائيل+ «لا رَيْبَ» لا شك‏ «فِيهِ» «1» لظهوره عندهم‏ «هُدىً» بيان من الضلالة «لِلْمُتَّقِينَ» الذين يتقون الموبقات و تسليط السفه على أنفسهم و هدى خبر محذوف أو خبر ثان لذلك و التوصيف به للمبالغة و التنكير للتعظيم و اختصاصه بالمتقين لأنهم المهتدون به أو المراد زيادته و ثباته لهم ك اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ «الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ‏ «2» بِالْغَيْبِ» بما غاب عن حواسهم من معرفة الصانع و صفاته و النبوة و قيام القائم+ و الرجعة و البعث و الحساب و الجنة و النار «وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ» بإتمام ركوعها و سجودها و حفظ مواقيتها و حدودها و صيانتها عما يفسدها أو ينقصها «وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ» من الأموال و القوى و الأبدان و الجاه و العلم‏ «يُنْفِقُونَ وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ‏ «3» بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» من القرآن+ و الشريعة «وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ» من التوراة+ و الإنجيل+ و الزبور+ و صحف إبراهيم+ و سائر كتب الله المنزلة «وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ» و في تقديم الظرف و بناء يوقنون على هم تعريض بغيرهم من أهل الكتاب‏ «أُولئِكَ عَلى‏ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ» من بيان و صواب و علم بما أمرهم به‏ «وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» الناجون مما منه يوجلون الفائزون بما يؤملون و تكرير أولئك يفيد اختصاصهم و تميزهم عن غيرهم بكل واحدة من المزيتين و أدخل العاطف لاختلاف الجملتين مفهوما قيل نبه تعالى على اختصاص المتقين بذكر اسم الإشارة المفيد للعلية مع الإيجاز و تكريره و تعريف المفلحين و ضم الفصل إعلاما بفضلهم و حثا على لزوم نهجهم و إرادة الكامل من الهدى و الفلاح توهن تمسك الوعيدية به في دوام عذاب الفاسق‏ «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا» بالله و بما آمن به هؤلاء المؤمنون‏ «سَواءٌ عَلَيْهِمْ‏ «4» أَ أَنْذَرْتَهُمْ» أ أخوفتهم‏ «أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ» «5» أخبر تعالى عن علمه فيهم‏ «خَتَمَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ عَلى‏ سَمْعِهِمْ وَ عَلى‏ أَبْصارِهِمْ» وسمها بسمة يعرفها من يشاء من ملائكته و أوليائه إذا نظروا إليها بأنهم لا يؤمنون و

عن خ الرضا ع خ* الختم هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم كما قال تعالى‏ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ‏

و على أبصارهم‏ «غِشاوَةٌ» غطاء أقول: و يمكن أن يكون تهكما حكاية لقولهم: قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَ فِي آذانِنا وَقْرٌ، وَ مِنْ بَيْنِنا وَ بَيْنِكَ حِجابٌ‏

(1). فيهى حيث وقع و كذا نظائره مما كان قبل هاء الضمير ياء ساكنة نحو إليه، و لديه و إذا كان الساكن غير الياء وصل بواو نحو منه و عنه إلا إذا كان بعدهما ساكنا نحو عَلَيْهُ اللَّهَ‏ .

(2). يؤمنون.

(3). يؤمنون.

(4). عليهم بضم الهاء

(5). يؤمنون.

تفسير القرآن الكريم، ص: 41

أو في الآخرة و التعبير بالماضى لتحققه و يشهد له قوله‏ وَ نَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى‏ وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَ بُكْماً وَ صُمًّا و كرر الجار ليكون أدل على شدة الختم و أفرد السمع لأمن اللبس أو لمح أصله المصدر أو بتقدير حواس سمعهم أو لمناسبة لوحدة المدرك كالجمع لتكثره‏ «وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ» أي في الآخرة العذاب المعد للكافرين‏

«وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ» نزلت في الذين زادوا على كفرهم النفاق و تكرير الباء لادعاء الإيمان بكل على الأصالة «وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ» «1» نفي و تكذيب لما ادعوه و عدل عما آمنوا المطابق لقولهم‏ «آمَنَّا» للمبالغة لأن إخراجهم عن جملة المؤمنين أبلغ من نفي إيمانهم في الماضي و لذا أكد النفي بالباء «يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا» يعاملونهم معاملة المخادع‏ «وَ ما يَخْدَعُونَ» «2» ما يضرون بتلك الخديعة «إِلَّا أَنْفُسَهُمْ» رجوع وبال ذلك عليهم دنيا و آخرة «وَ ما يَشْعُرُونَ» أن الأمر كذلك و أن الله يطلع نبيه على نفاقهم و كفرهم‏ «فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ» نفاق أو شك أو كفر و غل أو جبن‏ «فَزادَهُمُ اللَّهُ، مَرَضاً» بإعلاء شأن نبيه‏ «وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ» مؤلم‏ «بِما كانُوا يَكْذِبُونَ» «3» بالتخفيف أي بسبب كذبهم بقولهم آمنا بالله و بالتشديد أي لتكذيبهم الرسول+ و لفظ كان للاستمرار «وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ» بإظهار النفاق لعباد الله المستضعفين فتشوشوا عليهم دينهم‏ «قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ» لأنا لا نعتقد دينا فنرضى محمدا+ في الظاهر فنعتق أنفسنا من رقة في الباطن‏ «أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ» بما يفعلون في أمور أنفسهم لأن الله يعرف نبيه نفاقهم فهو يلعنهم و يأمر المسلمين بلعنهم‏ «وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ» بذلك مع ظهوره‏ «وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ» كسلمان+ و المقداد+ و أبي ذر+ و عمار+ «قالُوا أَ نُؤْمِنُ‏ «4» كَما آمَنَ السُّفَهاءُ» المذلون أنفسهم لمحمد+ حتى إذا اضمحل أمرهم أهلكهم أعداؤه‏ «أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ» الأخفاء العقول و الأراذل إذ عرفوا بالنفاق عند الفريقين‏ «وَ لكِنْ لا يَعْلَمُونَ» أن الأمر كذلك و أن الله يطلع نبيه على أسرارهم‏ «وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا» صدر القصة بيان لمذهبهم و هذه بيان لصنعهم مع المؤمنين و الكفار فلا تكرير «وَ إِذا خَلَوْا إِلى‏ شَياطِينِهِمْ» أخدانهم من المنافقين المشاركين لهم في تكذيب الرسول+ «قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ» أي في الدين و الاعتقاد كما كنا و خاطبوهم بالاسمية تحقيقا لثباتهم على دينهم و أكد ب" أن" اعتناء بشأنه و رواجه منهم و المؤمنين بالفعلية إخبارا بإحداث الإيمان و لم يعتنوا به و لم يتوقعوا رواجه‏ «إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ» «5» بالمؤمنين‏ «اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ‏ «6» بِهِمْ» يجازيهم جزاء من يستهزى‏ء به أما في الدنيا فبإجراء أحكام الإسلام عليهم و أما في الآخرة فبأن يفتح لهم و هم في النار بابا إلى الجنة فيسرعون نحوه فإذا صاروا إليه سد عليهم‏ «وَ يَمُدُّهُمْ» يمهلهم‏ «فِي طُغْيانِهِمْ»

(1). بمومنين.

(2). يخدعون بضم الياء و كسر الدال.

(3). يكذبون بضم الياء و فتح الكاف و تشديد الذال بالكسر

(4). أ نومن.

(5). مستهزون‏

(6). يستهزى.

تفسير القرآن الكريم، ص: 42

في التعدي عن حدهم‏ «يَعْمَهُونَ» يتحيرون و العمة عمى القلب‏

«أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ» التي اختاروها «بِالْهُدى‏» الذي فطروا عليه‏ «فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ» ما ربحوا في تجارتهم‏ «وَ ما كانُوا مُهْتَدِينَ» إلى الحق و الصواب إذ أضاعوا رأس مالهم باستبدالهم الضلالة و لا ربح لمن ضيع رأس المال‏ «مَثَلُهُمْ» حالهم العجيبة «كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً» ليبصر بها ما حوله‏ «فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ» بإرسال ريح أو مطر أطفأها و ذلك لأنهم أبصروا بظاهر الإيمان الحق و أعطوا أحكام المسلمين فلما أضاء إيمانهم الظاهر ما حولهم أماتهم الله و صاروا في ظلمات عذاب الآخرة «وَ تَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ» بأن منعهم المعاونة و اللطف و خلى بينهم و بين اختيارهم و إسناد الإذهاب إليه تعالى لأنه المسبب للإطفاء و عدي بالباء لإفادتها الاستصحاب و عدل عن الضوء الموافق لأضائت إلى النور للمبالغة إذ لو قيل ذهب بضوئهم لأوهم الذهاب بالزيادة و بقاء ما يسمى نورا «صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ» يعني في الآخرة و في الدنيا عما يتعلق بالآخرة «فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ» عن الضلالة إلى الهدى‏ «أَوْ كَصَيِّبٍ» أو مثل ما خوطبوا به من الحق و الهدى كمثل مطر إذ به حياة القلوب كما أن بالمطر حياة الأرض‏ «مِنَ السَّماءِ» من العلاء «فِيهِ ظُلُماتٌ» مثل الشبهات و المصيبات المتعلقة به‏ «وَ رَعْدٌ» مثل للتخويف و الوعيد «وَ بَرْقٌ» مثل الآيات الباهرة «يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ» لئلا يخلع الرعد أفئدتهم أو ينزل البرق بالصاعقة فيموتوا و المنافقون كانوا يخافون أن يعثر النبي+ على كفرهم و نفاقهم فيستأصلهم فإذا سمعوا منه لعنا أو وعيدا لمن نكث البيعة جعلوا أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا فتتغير ألوانهم فيعرف المؤمنون إنهم المعنيون بذلك‏ «وَ اللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ» مقتدر عليهم لا يفوتونه‏ «يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ» يذهب بها هذا مثل قوم ابتلوا ببرق فنظروا إلى نفس البرق لم يغضوا عنه أبصارهم لتسلم من تلألؤه و لم ينظروا إلى الطريق الذي يريدون أن يتخلصوا فيه بضوء البرق فهؤلاء المنافقون يكاد ما في القرآن+ من الآيات المحكمة التي يشاهدونها ثم ينكرونها يبطل عليهم كلما يعرفونه‏ «كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ» «1» في مطرح ضوئه‏ «وَ إِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا» وقفوا و تحيروا فهؤلاء المنافقون إذا رأوا ما يحبون في دنياهم فرحوا بإظهار طاعتهم و إذا رأوا ما يكرهون فيها وقفوا «وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ» حتى لا يتهيأ لهم الاحتراز من أن يقف على كفرهم‏ «إِنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ» لا يعجزه شي‏ء و قيل التمثيل إما مركب تشبيه‏ «2» لحال المنافقين من الشدة و الدهشة بحال من أخذه المطر في ليل مظلم مع رعد عاصف و برق خاطف و خوف من الصواعق أو مفرق تشبيه‏ «3» لذواتهم بذوي الصيب و إيمانهم المشوب بالكفر بصيب فيه ظلمات و رعد و برق فإنه و إن كان رحمة في نفسه لكنه عاد نقمة في هذه الصورة و نفاقهم حذرا مما يطرق به غيرهم‏

(1). فيهى.

(2). تشبيها ظاهرا

صفحه بعد