کتابخانه تفاسیر
تفسير القرآن الكريم، ج1، ص: 473
تقدم الولاية على النبوة و الرسالة.
و سر الولاية هو كون حقيقة الشيء و تمامه و كماله أولى بذلك الشيء من نفسه في شيئية ذلك الشيء. و تمامه و كماله الذي هو غايته هو بعينه علّته و مبدئه.
فتصير منزلة الولاية سرّا منزلة تمام الشيء و كماله منه و على [هذا] تتقدّم الولاية بالوجوه الثلاثة من التقدّم. و هي بالشدة و بالعلية و بالأولوية فأحسن التأمل (*).
(87) ص 97 س 3 قوله: و رسوله- هذا منه في عدم تفرقته هاهنا بين النبوة و الرسالة على خلاف ما أومأنا إليه. و لكل وجهة (*).
(88) ص 97 س 14 قوله: و قيل الواو للحال- فعلى الحاليّة لا يجرى نكات التقديم و التأخير و لا يحتاج إليها بما هي نكاتهما فلا تغفل (*).
(89) ص 98 س 4 قوله: يحتمل أن يكون على سبيل التهكّم- أي على سبيل الاستهزاء. كما يقال: تهكّم به. أي تهزّء به. و الحمل علي اشتداد الغضب كأنه بعيد هاهنا.
و يمكن الجمع بين الاستهزاء و اشتداد الغضب (*).
(91) ص 98 س 5 قوله: هوادي الوحش- في اللغة هوادي الخيل قوادمها و أعناقها. أي: قوادمها التي يتقدمها، تقدم الهادي للشيء عليه في السير و السلوك إلى الصلاح و الخير. كما هو شأن قادم الخيل و الوحش في هدايتها على وجه ألطف و إرشادها على وجه الصلاح و السداد (*).
(90) ص 98 س 4 قوله: و قوله تعالى- إلى قوله- على سبيل التهكّم- جملة معترضة لدفع الاعتراض. و قوله: و منه الهدية- إلى قوله- لمقدماتها: استشهاد منه لقوله: «الهداية لغة الإرشاد بلطف». و الهديّة المعروفة أيضا إنما هي فتح باب الملاطفة بين الهادي و المهدي إليه (*).
(92) ص 99 س 15 قوله: و ليس فيه تحصيل للحاصل- له وجوه من التوجيه و لكن الوجه الوجيه هو كون هذا الدعاء كشفا عن الاستدعاء الفطري الذي جبلت
تفسير القرآن الكريم، ج1، ص: 474
الأشياء أعيانها عليه في حال ثبوتها في العلم قبل وجودها في العين من جهة إجابة الحق الذي يجيب المضطر إذا دعاه. و ذلك الاستدعاء في صقع من الأزل هو الباعث في وجه من الاستبصار على اجابته تعالى لأعيان الأشياء فيما سألته سبحانه من إعطائه جلّ شأنه كلّ شيء حقه.
و المراد من الحكم هاهنا أعم من التكويني و التشريعي المعروفين. و الكل من اللّه تعالى تكوين و تنزيل من عنده. فحكم في حق كل و فيما بينهم على ما هم عليه و لما هم عليه. فالعدل منه و من لديه و عدله هو فضله و رحمته و لكن كانوا أنفسهم يظلمون حيث ظلموا. فلا تغفل (**).
(93) ص 99 س 16 قوله: و منها ان نفس الدعاء- فمنها إظهارا لمحبة حكم الحقّ و للمعرفة بحسن العدل و قبح الظلم ذاتا و اعترافا بالاستواء الرحماني و ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ [67/ 3] «بهر كس هر چه بايد داد داده» و بأن التفاوت المشاهد في خلقه بالقرب و البعد منه تعالى إنما هو من قبل قابليّاتهم و استعداداتهم الذاتية التي هم عليها لما هم عليه. بمعنى انهم لو كانوا متقرّرين من عند أنفسهم و متحصّلين بأنفسهم و لأنفسهم كانوا على ما هم عليه. و من هنا قال تعالى: وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [50/ 29] إلى غير ذلك من الوجوه الموجّهة.
(94) ص 99 س 20 21 قوله: انه كتاب اللّه- إنّ كتاب الكل الذي هو امّ الكتاب لهو النفس الكلّية التي هي مرتبة العلوية العلياء. و هي الصراط المستقيم الكلي العام الشامل للصراط التكويني و التشريعي. و التكويني منه هو صراط التوحيد الفطري الذي فطرت عليه كلّية الأشياء. و أما الصراط التشريعي فهو المعروف من الشرع المعروف، سواء كان من الشرايع السابقة، أو من الشريعة الجامعة الختميّة. و كتاب كل نفس تكوينيا و تشريعيا عرضا هو لوح وجود تلك النفس- فافهم (**).
تفسير القرآن الكريم، ج1، ص: 475
(95) ص 100 س 5 قوله: و أنوارنا- فيه سر كون الصراط الذي نسلكه في السلوك إلى الحق هو أشعة أنوار أئمتنا عليهم السلام و قادتنا سرّا و علنا. فإن لهم عليهم السلام فينا تصرّفان: تصرف إعدادي هو إرائة الطريق الموصل إلى الحق و هو ظهري، و تصرف ايجابي هو ايصالنا إلى الحق بقدر قابليتنا و استطاعتنا و متابعتنا لهم عليهم السلام. و هذا هو سري و باطني فبعين الباطن يتقلب صاحبنا عليه السّلام في يومنا هذا بين ظهرانينا و إن غاب عنا و عن ظاهر عيننا. و ذلك التقلب الحضوري هو مصدوقة قوله تعالى: فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [2/ 115] و فيه حل و عقد و (كذا) أسرار الغيبة من وجه (**).
(96) ص 100 س 6 قوله: و الاولى حمل الآية- أي الحمل على روح معنى الصراط الذي هو حقيقة الحقائق في ماهيّة الصراط و هي حقيقة العلوية العلياء المسماة بامّ الكتاب. ينبجس من نورها سائر الكتب السماويّة من الكلية و الجزئية التي منزلتها من امّ الكتاب منزلة أشعّة النور منه وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ [37/ 83] و هذا هو الصراط المستقيم، فاستقم كما أمرت (**).
(97) ص 100 س 6 قوله: ليكون أجمع و أشبه- بل مآل الكل واحد عند أهل العلم- فلا تغفل (*).
(98) ص 101 س 16 قوله: عالم الخلق و الفعل- أي الفعل بمعنى التكوين، المقابل للإبداع.
(99) ص 103 س 8 قوله: و ما في عالم من العوالم- و بعبارة اخرى إن كل ما يتمثّل و يتجسّم و يظهر من حال شيء هاهنا في وقت من الأوقات الزمانيّة فقد تروّح و تحقق و ظهر بعينها هنا لك قبل هذا الوقت بأربعة آلاف سنة مثلا. و يتروّح و يتحقّق و يظهر بعينها هنالك بعد هذا الوقت بأربعة آلاف سنة. و البعد و القبل هنا لك واحد لمكان المعية الجمعية التي هي شأن عالم الأمر، فضلا عن السرمد. و من هاهنا قال بعض العارفين حين سمع قوله تعالى: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ [55/ 29] أي:
تفسير القرآن الكريم، ج1، ص: 476
شأن يبديه، لا شأن يبتديه. و الحاصل «صورتى در زير دارد آنچه در بالاستى». و بالعكس (**).
فمن لا ذوق له من هذا المشرب الصافي لا يتمكّن من نيل المراد من قوله:
«و ما في عالم من العوالم العلويّة مرّ عليه إلّا و هو بصدد التعويق» (*).
(100) ص 103 س 8 قوله: و هو بصدد التعويق- سرّ ذلك يبتني على التوافق و التطابق بين أحوال هنالك العالم العلوي، و بين أحوال هاهنا العالم السفلي. بل الأحوال العلوية هي بعينها الأحوال السفلية. و التفاوت بينهما إنّما هو في المنظر الذي هو مشهد شهود الأشياء و رؤية أحوالنا. (أحوالها-) (**).
(101) ص 104 س 20 قوله: لسان العبودية- فالأول ناظر إلى توحيد الفعل و الإنعام، و الثاني و هو الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إلى توحيد الصفات. و الثالث و هو مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إلى توحيد الذات. لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (**).
(102) ص 106 س 5 قوله: جسده بيديه- اى اللتين هما العقل الكلي و النفس الكلية (**).
(103) ص 106 س 5 قوله: و اختار لعبده الأسماء- من الأسماء الكمالية للموجود بما هو موجود (**).
(104) ص 106 س 11 قوله: و له في كلّ عالم- فيكون كل عالم و حضرة و محل وديعة من ودائعه و مخزن مكنوز من مكنوزات سرائره خدمة له. و الحاصل هو ما قيل و للّه درّ قائل- في مديحه صلّى اللّه عليه و آله
سر خيل توئى و جمله خيلند
مقصود توئى جمله طفيلند
و الحاصل انه لما كان نوعا جامعا لجوامع كمالات جميع الأنواع في العالم الكبير فيأخذ في نزوله و صعوده عند كل مرتبة و مقام و منزلة يمرّ عليه ما هو كمال صاحب تلك المرتبة من جماله و جلاله. و ينصبغ في كل مقام بحكمه و يتجوهر بخاصيته الى أن ينتهى سيره و سلوكه إقبالا و إدبارا فلا يبقي شيء أو شويء (كذا) من كمالات الوجود بما هو موجود و وجود إلا و يجمعه و يختزنه في خزانة وجوده التي هي خزينة خزائنه سبحانه (**).
تفسير القرآن الكريم، ج1، ص: 477
(105) ص 106 س 12 قوله: و التسوية- أي الأمر و الخلق و غير ذلك من وجوه معاني اليدين المقدستين و كلتا يديه يمين (**).
(106) ص 106 س 14 قوله: بين يديه- أي خمر طينته بيديه (*).
(107) ص 107 س 14 قوله: بيمينه- و الظاهر إن المراد من اليمين هو روح القدس الأدنى عموما، و روح القدس الأعلى خصوصا و اختصاصا بالخليفة الختمية.
و عند ذلك المسح يظهر نور من ناصية الخليفة يرى به سواء السبيل. و هو خير هاد له و دليل.
و الروح القدس الأعلى هو حقيقة حقائق الأشياء كلّها و هو شمس الضحى و الحقيقة المحمدية البيضاء و بهاء اللّه سبحانه و تعالى و هو العقل الأول في لسان الحكماء و القلم الأعلى في ألسنة الشرائع الفصحاء و روح القدس الأدنى هي الدرّة الصفراء. و بدر الدجى ذات اللّه العليا، شجرة طوبى، جنة المأوى، منزلة العلوية العليا، و هي النفس الكلية الإلهية و اللوح المحفوظ و ام الكتاب يقرأ منهما سائر الأنبياء. و قد يراد من روح القدس جبرئيل. و المراد هاهنا هو ما ذكرنا (**).
(108) ص 108 س 1 قوله: فقال خلق جنة الخلد- أي جنة المأوى و ذلك لأن كل تلك الأشياء الأربعة بتفاوت ما بين منزلة التورية و بين الثلاثة الباقية يكون من مراتب الإنسانية الكاملة التي هي حكمة اللّه البالغة و من مقاماتها الجامعة لكمالات سائر الأشياء. و جنة المأوى و شجرة طوبى إنما هما النفس الكلية الإلهية اللاهوتية التي هي مرتبة العلوية المسماة بذات اللّه العليا و باللوح المحفوظ و بامّ الكتاب (**).
(110) ص 108 س 19 قوله: إتماما- لأن استكمالات سائر نفوس الآدمية بما هي آدمية تكون من تتمة استكمالات النفس الكلية الختميّة المحمدية و الآلية الآدمية و من مراتبهما- سابقة كانت في الزمان أو لا حقه (**).
(109) ص 108 س 18 قوله: آثار تلك المعاني- لأن هذه الآثار الطبيعية الحسّية هي فروع اصول الدواعي، الداعية الباعثة على صدور هذه الآثار. كما
قال صلّى اللّه عليه و آله:
تفسير القرآن الكريم، ج1، ص: 478
«إنّما الأعمال بالنّيات»
لأن الأعمال الظاهرة إن هي إلا عنوانات الدواعي و الصفات الباطنة (**).
(111) ص 109 س 3 قوله: قوله سبحانه يحبهم و يحبونه- كلمة «هم» 45 روحا و لفظة «آدم» أيضا 45 روحا. و التفاوت في الجسد لا ينافي الاتحاد روحا و معنى.
و آدم الحقيقي هو الإنسان الكامل. و لا سيّما جامع الجوامع (**).
(112) ص 109 س 6 قوله: عند قوله: أ لست- السؤال من ناحية الكون المقدسة و الإجابة من ناحية الماهية. و الكون أمر و دعوة و طلب و سؤال. و الماهية امتثال و اجابة و قبول و انفعال. و لقد يعكس الأمر حيث ينسب الطلب و السؤال و الاستدعاء و الافتقار إلى الماهيّة، و الإجابة و الإعطاء و الإفاضة إلى الكون. و كلمة «كن» جامعة بين الطورين من جهة واحدة. كما هو مختصّ التضايف و المضايفة (**).
(113) ص 109 س 7 قوله: أو مجازفة- لمكان الغالي و المقصّر في جانبي التنزيه و التشبيه، و هو سبحانه خارج عن الحدّين- حدّ الابطال و حدّ التشبيه- و من الطرف الوسطى مسلك التقليد. فإن مسلك التقليد البحت من دون بصيرة لو كان على وجه الاستقامة لهو الأسلم من المسالك الخارجة (الأسلم لمسالك الحاجة- ن) عن حد التوسط. التي عبر عنها هاهنا بالمجازفة. و أما مسلك أهل التوحيد الذين هم أهل اللّه و آله. فهو الصراط الذي أدقّ من الشعر و أحدّ من السيف (**).
(114) ص 109 س 9 قوله: تلطّفت لأوليائك- البلاء للولاء. نحمده على بلائه لأن بلائه لأوليائه. و الأولياء لما سمعوا قالوا «بلى» من ناحية الابتلاء المقدسة.
قوله: «أ لست بربكم» و هي ناحية الجلال الذي يذهب بالأشياء إلى المحو و الفناء و ذلك الابتلاء هو الابتلاء الذي ينتهي مسلكه بسالكه إلى الفقر الذي هو فخر خاتم الأنبياء. و هو مسلك الفقراء (**).
(115) ص 109 س 10 قوله: فلا جرم- و التجلي الذاتي في حق الأولياء مستور فيه التجلي الجمالي و بالعكس في حق الأعداء فإن رحمته في حقهم مستور فيه
تفسير القرآن الكريم، ج1، ص: 479
غضبه (**).
(116) ص 109 س 11 قوله: أو الواقفون- الواقف هو الذي يتوقّف في أثناء الطريق لتوهّمه الوصول بالمقصد. و الواصل إلى الغاية هو الخاتم صلى اللّه عليه و آله (**).
(117) ص 109 س 11 قوله: أو مردودون- هم أتباع الجهل الذي أعرض عن الرجوع بالامتثال للأمر الإدباري و أخلد إلى النزول على خلاف العقل الذي امتثل بكلا الأمرين: الأمر بالإقبال إلى الدنيا، و الأمر بالإدبار عنها و الإقبال إليه تعالى (**).
(118) ص 109 س 14 قوله: اللّه يجتبى من يشاء- بون بعيد بين العبد المجتبى من بدؤ الأمر إلى آخره، و بين المنيب المعرض عن الصراط و المنحرف أولا.
ثم استقام بالإنابة و التوبة و صار سالكا على الاستقامة (*).
(120) ص 110 س 7 قوله: لا يشعر بذلك إلا أهل اللّه-
قال قبلة العارفين أمير- المؤمنين عليه السّلام: «تجلّي للأوهام بها، و امتنع بها عنها» (**).
(119) ص 110 س 6 قوله: فيتنوّع الخواطر فيها- أي الصور الخيالية التي هي تجلّيات العقل الوهمي. العقل المضاف المتجوهر بالإضافات التي هي تقييدات العقل بالحسّ و المحسوس. فإذا أخذت التقييدات بما هي تقييدات و اعتبرت خروج القيود عن نفس التقييدات يحصل حينئذ العقل المضاف المقيد المسمّى بالوهم. و إذا أخذت صار حسّا و محسوسا هذا.
(121) ص 110 س 9 قوله: فهو الظاهر- أي بارتفاع بينونة العزلة مع وجود بينونة الصفة. فاحتفظ بهذا. و محصّله ان فيضه المقدس هو عين كل شيء و ذلك الفيض هو المراد من التجلي هاهنا. و هو الرحمة الواسعة (**).