کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 29

الجزء الأوّل في سورة الحمد و سورة البقرة

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 31

الفاتحة

(بسم اللّه الرّحمن الرّحيم)

[سورة الفاتحة (1): الآيات 1 الى 7]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)

اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لا الضَّالِّينَ (7)

النزول:

اختلفوا في مكان نزولها، فقيل: في مكة المكرمة. و قيل: بل في المدينة.

و قال ثالث: نزلت مرتين: في مكة أولا، و في المدينة ثانية تأكيدا لأهميتها، و مبالغة في تشريفها. و أكثر المفسرين على انها نزلت في مكة.

و هذا الخلاف عقيم لا فائدة له، لأن هذه السورة الكريمة لا تحتوي على آية يختلف معناها باختلاف النزول.

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 32

الأسماء:

ذكروا لها أسماء عديدة، أشهرها:

1- الفاتحة، لأنها أول سورة في كتابة المصاحف، و لوجوب قراءتها في أول الصلاة .. هذا الى ان التعليم على وجه العموم كان يفتتح أول ما يفتتح بها ايام زمان.

2- الحمد، لأنه أول لفظها.

3- أمّ الكتاب، و أمّ القرآن، لأنها متقدمة على غيرها من السور، و لو كتابة .. تقدم الأم على أبنائها، و لأنها اشتملت على أصلين: ذكر الربوبية و العبودية، و عليهما ترتكز تعاليم القرآن.

4- السبع المثاني، لأنها سبع آيات، و بقراءتها يثنى في الصلاة، أو لأنها جمعت بين ذكر الربوبية و العبودية.

و منهما يكن، فان التسمية تصح لأدنى شبه.

[سورة الفاتحة (1): آية 2]

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2)

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ :

هذه الجملة إخبار بمعنى الإنشاء، لأن المتكلم قصد احداث الحمد للّه، لا الأخبار عن ثبوت الحمد للّه .. و هي تلقين و تعليم من اللّه لعباده: كيف يحمدونه أي قولوا يا عبادي: الحمد للّه.

و معنى الحمد للّه الثناء عليه سبحانه بقصد التعظيم و التبجيل على كل حال، حتى على الضراء، قال أمير المؤمنين (ع) في بعض خطب النهج: «نحمده على آلائه، كما نحمده على بلائه».

و محمد و أحمد و محمود و حامد و حميد و حمدان أسماء مأخوذة من الحمد .. و قد يأتي الحمد وصفا للشي‏ء الذي ترضى عنه، قال تعالى: «عَسى‏ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً - الاسراء 79» .. و قالوا: حمد السوق من ربح .. و عند الصباح يحمد القوم السرى.

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 33

و لفظ الرب يطلق على السيد و المالك، و كل من المعنيين يصح ارادته هنا، و لكن معنى الخالق هو المتبادر من لفظ هذه الآية الكريمة.

و العالمين جمع عالم بفتح اللام، و العالم يطلق على نوع خاص من الكائنات، فيقال: عالم الجماد، و عالم النبات، و عالم الحيوان، و عالم الإنسان، و لا يطلق لفظ عالم على المفرد، لأنه اسم للجمع .. و المراد بالعالمين هنا كل ما عدا اللّه سبحانه، فيعم جميع الكائنات .. و قد يطلق على جميع أصناف الناس، كقوله:

«هُدىً لِلْعالَمِينَ‏ - آل عمران 96» .. و إذا صح جمع العالمين بالياء نصبا و جرا فينبغي أن يصح جمعه بالواو رفعا، فيقال: العالمون .. و قال أبو حيان الأندلسي في تفسير البحر المحيط: انه شاذ.

و معنى رب العالمين خالق كل شي‏ء و مدبره، و لفظ رب بدل كل من لفظ الجلالة، و يشعر بالعلية، أي اني أحمد اللّه، لأنه رب العالمين.

[سورة الفاتحة (1): آية 3]

الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3)

الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ :

مر الكلام عن لفظ الرحمن و الرحيم في فصل البسملة.

و من أقوال أمير المؤمنين (ع) في وصف اللّه جل و عز قوله: «لا يشغله غضب عن رحمة، و لا تلهيه رحمة عن عقاب» .. و الذي فهمته من هاتين الجملتين ان غضب اللّه على العاصين، و عقابهم غدا- لا يمنعه عن رحمتهم في هذه الحياة التي يتمتعون بنعيمها، و يتقلبون في ملذاتها، و ان رحمته غدا للمؤمنين لا تدفع عنهم البلاء و الأسواء في هذه الحياة.

[سورة الفاتحة (1): آية 4]

مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)

مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ :

للفظ الدين معان شتى، منها المكافأة و الجزاء، مثل كما «تدين تدان».

و هذا المعنى يناسب المقام، حيث تجازى في ذاك اليوم كل نفس بما كسبت ..

و قرئ‏ «مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» بالألف، كما تقول: فلان مالك هذا البستان بمعنى الاختصاص .. و قرئ «ملك يوم الدين» بكسر اللام، كما تقول:

ملك اليونان بمعنى الحكم و السلطة، و القراءتان متواترتان، و الأولى أكثر استعمالا.

و المعنى المنساق إلى الذهن واحد على كلتا القراءتين، و هو ان كل شي‏ء بيد اللّه وحده اليوم و غدا، فهو رب العالمين، و رب يوم الدين، و الغرض التخويف من المعصية، و الترغيب في الطاعة.

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 34

و على القراءة الأولى يكون «مالك» وصفا، و على القراءة الثانية يكون «ملك» بدلا.

و في نهج البلاغة: إنّا لا نملك مع اللّه شيئا، و لا نملك الا ما ملّكنا، فمتى ملّكنا ما هو أملك به منا كلّفنا، و متى أخذه منا وضع تكليفه عنا.

[سورة الفاتحة (1): آية 5]

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ :

إياك ضمير منفصل، و محله النصب مفعولا للفعل الذي بعده، و قدم للحصر و الاختصاص .. و المعنى نعبدك، و لا نعبد سواك، و نستعين بك، لا بغيرك، و خاطب العبد ربه بضمير المفرد إخلاصا في التوحيد، و تنزيها عن الشريك، و من أجل هذا لا يخاطب الواحد القهار بصيغة الجمع .. أما ضمير نحن في نعبد و نستعين فللمتكلم و من معه، لا للتعظيم.

و تتحقق العبادة بالصوم و الصلاة، و الحج و الزكاة لوجه اللّه تعالى، و أيضا تتحقق بكل عمل انساني يسد حاجة من حاجات الناس، فلقد جاء في الحديث:

«أهل المعروف بالدنيا أهل معروف في الآخرة .. خير الناس أنفع الناس للناس».

و ليس معنى‏ «إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» ان اللّه أهل للعبادة و كفى، بل تدل الآية أيضا على ان الإنسان مخلوق كريم حرره اللّه من العبودية و الخضوع إطلاقا إلا للحق الذي يعلو على كل شي‏ء، و لا يعلو عليه شي‏ء .. و بديهة ان الحرية التي لا يحدها الحق تنعكس الى فوضى .. و مما قرأته في هذا الباب قول جان بول سارتر: «ان التحرر الحقيقي ان يلتزم الإنسان بوضع نفسه و حريته في خدمة الآخرين» «1» .

صفحه بعد