کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 414

و كفى بمغفرته أمانا من عذابه و سخطه .. هذه هي المغفرة و الرحمة و الدرجة عند اللّه، من نال واحدة فهو في عليين، فكيف بمن نالها مجتمعة؟!.

اللهم اني أسألك يسيرا من رحمتك و مغفرتك، و أنت تعلم ان بي فاقة اليه .. و ما ذا يكون لو مننت و جبرت مسكنتي؟! أ تخشى نفاد مغفرتك، و كنوز رحمتك؟. أم ما ذا يا مولاي؟! ألا إني مذنب .. أجل، و لكن ألا تعلم بأني أعلم ان لا ملجأ لي منك إلا اليك، و انه يسرني أن تعفو عني و تصفح .. اللهم إن كنت كاذبا فيما قلت فعاملني بما أنا أهله، و ان كنت صادقا فيه فعاملني بما أنت أهله.

علي و أبو بكر:

قال الرازي بالنص الحرفي:

«قالت الشيعة: دلت هذه الآية (وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً) على ان علي بن أبي طالب أفضل من أبي بكر، و ذلك لأن عليا أكثر جهادا، فالقدر الذي فيه التفاوت كان أبو بكر من القاعدين فيه، و علي من القائمين، و إذا كان كذلك وجب أن يكون علي أفضل منه لقوله تعالى:

(وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً) .

ثم ردّ الرازي على الشيعة بقوله- أيضا بالنص الحرفي-: «فيقال لهم:

ان مباشرة علي لقتل الكفار كانت من مباشرة الرسول لذلك، فيلزمكم بحكم هذه الآية أن يكون علي أفضل من محمد (ص)، و هذا لا يقوله عاقل، فإن قلتم:

ان مجاهدة الرسول مع الكفار كانت أعظم من مجاهدة علي معهم، لأن الرسول كان يجاهد الكفار بتقرير الدلائل و البينات و ازالة الشبهات و الضلالات، و هذا الجهاد أكمل من ذلك الجهاد، فنقول: فاقبلوا منا مثله في حق أبي بكر».

و هذه غفوة من فيلسوف المفسرين .. و لا أقول هفوة. أولا: ان كل من قاس محمدا (ص) بواحد من صحابته في تقرير الدلائل و البينات فقد خرج عن الإسلام من حيث يريد، أو لا يريد .. اللهم إلا لشبهة علقت بذهنه .. ذلك ان محمدا يقرر الدلائل و البينات بوحي من اللّه- كما سنشير- و صحابته يقررونها

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 415

بتعلم منه .. فالمقام الأول للّه وحده، و لا شريك معه، و المقام الثاني لمحمد وحده، و لا أحد معه، و الإيمان بهما معا في رتبة واحدة، من حيث ان كلا من الإيمان باللّه و الإيمان برسوله ركن مقوّم للإسلام، و لا يتحقق بأحدهما، دون الآخر، و عليه تكون الخلافة و الصحبة و الجهاد، و نحوه فرعا عن الإيمان بالنبوة، و النبوة أصل، و الفرع لا يقاس بالأصل.

ثانيا: ان المعنى الظاهر من لفظ المجاهدين في آية: (وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ) هو الجهاد بالسيف، لا بغيره باعتراف الرازي في تفسيره .. و لكنه ذهل عما قال، و ناقض نفسه بنفسه .. و لندع ظاهر الآية، و جميع التفاسير، و نرجع الى من نزل القرآن على قلبه، و نسأله: أي الناس أفضل؟ و نستمع لما يجيب ..

و قد روى مسلم في صحيحه: ان رجلا سأل رسول اللّه (ص): أي الناس أفضل؟ فقال: «رجل جاهد في سبيل اللّه بنفسه و ماله» .. و كلنا يعلم (ان عليا أكثر جهادا) على حد تعبير الرازي فيكون أفضل الناس، ما عدا النبي (ص)، حيث لا شي‏ء فوق مقام النبوة الا مقام الألوهية- كما بينا- و أيضا كلنا يعلم بالبداهة ان الجهاد بالنفس أفضل و أعظم من الجهاد بالمال، لأن المال يبذل في سبيلها، و هي لا تبذل في سبيله.

ثالثا: ان الرسول الأعظم (ص)- كما قدمنا- لم يقرر الدلائل و البينات، و لم يزح الشبهات و الضلالات من عنده، بل اللّه سبحانه كان يلقنها لمحمد (ص)، و محمد يبلغها بالحرف: «قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ - 79 يس» ..

«قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ‏ - 34 يونس» .. «قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَ ادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ‏ - 38 يونس» ..

«قُلْ أَ فَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَ لا ضَرًّا - 16 الرعد» ..

الى عشرات الآيات .. و غريب ان يذهل الرازي عنها بعد ان أطال في شرحها و تفسيرها.

و الأعجب الأغرب قوله: «فاقبلوا منا مثله- أي مثل ما قبلتم من محمد- في حق أبي بكر». كلا، و ألف كلا، لا نحن و لا أي مسلم يقبل منك و من غيرك أن يكون لأبي بكر مثل ما كان لمحمد (ص) (في تقرير الدلائل‏

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 416

و البينات و ازالة الشبهات و الضلالات) و الا كان أبو بكر نبيا ينزل الوحي عليه من اللّه .. استغفره و أعوذ به .. هذا، الى أن منزلة علي من العلم لا تدانيها منزلة واحد من الصحابة على الإطلاق، و كفى شاهدا على ذلك ما تواتر عن الرسول الأعظم «أنا مدينة العلم و علي بابها». و قد حفظ التراث الاسلامي من علم علي ما لم يحفظه لأبي بكر، و لا لغيره من الصحابة.

[سورة النساء (4): الآيات 97 الى 100]

إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ ساءَتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَ كانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُوراً (99) وَ مَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَ سَعَةً وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (100)

اللغة:

توفى الشي‏ء أخذه وافيا تاما، و المراد به هنا قبض الأرواح عند الموت.

و راغمت الرجل إذا فعلت ما يكره. و اشتقاقه من الرغام، و هو التراب، يقال‏

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 417

رغم أنفه، لأن الأنف يكنى به عن العزة، و التراب يكنى به عن الذلة، لأن الناس تدوسه بأقدامها. فإذا أضفت إحدى الكلمتين الى الأخرى كانتا كناية عن ذل صاحب الأنف.

الاعراب:

الذين اسم ان، و جملة قالوا فيم خبر. و توفاهم يجوز اعتبارها فعلا ماضيا إذا أبقيتها كما هي، و لم تقدر تاء محذوفة، و يجوز اعتبارها مضارعا على معنى تتوفاهم. و ظالمي أنفسهم حال من ضمير تتوفاهم. و فيم (ما) للاستفهام، حذفت منها الألف، و المجرور، متعلق بمحذوف خبرا لكنتم، أي كنتم في أي شي‏ء. و أولئك مبتدأ أول، و مأواهم مبتدأ ثان، و جهنم خبر المبتدأ الثاني، و هو و خبره خبر المبتدأ الأول. و مصيرا تمييز. و نصب المستضعفين على الاستثناء المنقطع من أولئك، لعدم دخولهم في أهل جهنم. و سبيلا منصوب بنزع الخافض، أي لا يهتدون الى سبيل، أو مفعول، لأن لا يهتدون تتضمن معنى لا يعرفون.

و مهاجرا حال من الضمير في يخرج.

المعنى:

كان للمسلمين في عهد الرسول (ص) هجرتان من مكة: إحداهما الى الحبشة، و كانت لخمس سنين من مبعثه، و الثانية الى المدينة، و كانت بعد ثماني سنين من الأولى، و من الصحابة من هاجر الهجرتين، كجعفر بن أبي طالب الذي ختم حياته بالشهادة بعد أن قطعت يداه، فأكرمه اللّه عنهما بجناحين يطير بهما في الجنة، و من أجلهما سمي الطيار.

أما سبب الهجرة فهو الابتعاد عن الوقوع في التهلكة، و اللجوء الى مكان الأمن، و تدبير الخطة للجهاد المنظم، و مصارعة الباطل و صرعه .. و بالهجرة و فضلها انتصر الإسلام على أعدائه، و لولاها لانطفأت شعلته، و تحول الى رماد

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 418

تذروه الرياح، و من هنا كانت الهجرة حينذاك هي الفضيلة العظمى، و المنقبة الأولى التي لا يدانيها شي‏ء.

هاجر النبي (ص) من مكة الى المدينة، و أمر المسلمين بالهجرة اليها.

فاستجاب له كثيرون، و تخلف آخرون تمسكا بأموالهم و مصالحهم، لأن المشركين كانوا لا يدعون مهاجرا يحمل معه شيئا من ماله، و يشددون عليه بالأذى، و يمنعونه من اقامة دينه، و هو عاجز عن الدفاع و المقاومة، و لكنه كان قادرا على الخلاص و التحرر من الاضطهاد، و اقامة الدين على أكمل الوجوه بالهجرة من دار الحرب على المسلمين الى دار الإسلام و الأمان، الى المدينة، حيث النبي و الصحابة .. لذلك وبخ اللّه سبحانه الذين آثروا البقاء في دار الكفر و الحرب على الدين و أهله، وبخهم و أنبهم بلسان ملائكة الموت قائلا:

(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) بترك الجهاد و الهجرة الى دار الإسلام، و الرضا بالبقاء في دار الكفر و الاذلال و الإخلال بواجبات الدين، و تكثير الكافرين و تقليل المؤمنين‏ (قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ) أي قال ملائكة الموت للذين تركوا الهجرة: في أي شي‏ء كنتم؟ .. و ليس هذا سؤالا في واقعه، و انما هو تأنيب و تبكيت، و بديهة ان التأنيب يكون على شي‏ء واقع و معلوم، و هو هنا تخلفهم عن إخوانهم المهاجرين الذين أطاعوا الرسول في تنفيذ خطته لتحطيم الشرك و إعلاء كلمة اللّه.

و ان سأل سائل: هل كان هذا التوبيخ من ملائكة الموت للمتخلفين حين الاحتضار و قبل الموت، أم بعده؟.

أجبناه: ان علم هذا عند ربي، و قد سكت عنه، فنسكت نحن أيضا عما سكت اللّه عنه، قال رسول اللّه (ص): «ان اللّه سكت عن أشياء لم يسكت عنها نسيانا فلا تتكلفوها».

(قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ) . هذا اعتذار و اعتلال من المتخلفين، و معناه ان المتخلفين أجابوا الملائكة الذين أنبوهم على التقصير في أمر الدين، أجابوهم: كنا عاجزين في دار الشرك عن القيام بواجبات الدين، لأن المشركين اضطهدونا، و منعونا من ممارسة ما نعتقد، فرد الملائكة هذا الاعتذار

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 419

و (قالُوا - لهم مبكتين-: أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها) . أي كنتم قادرين على الهجرة الى دار الإسلام، حيث تتخلصون من الذل، و تقيمون الدين في حرية، كما فعل غيركم من المسلمين .. و ان دل هذا الحوار على شي‏ء فإنما يدل على ان اللّه سبحانه لا يعذب أحدا الا بعد إتمام الحجة .. بل الا بعد تراكم الحجج عليه، بحيث لا يدع للمذنب ملجأ الا مغفرته تعالى و رحمته التي وسعت كل شي‏ء .. اللهم و أنا شي‏ء فلتسعني رحمتك.

(فَأُولئِكَ‏ - أي المتخلفون- مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ ساءَتْ مَصِيراً إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ‏ - الذين- لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا) .

بعد أن هدد سبحانه و توعد المتخلفين استثنى منهم المعذورين لمرض أو عدم النفقة، و أسقط عنهم تكليف الهجرة، لأن اللّه لا يكلف نفسا الا وسعها.

و تسأل: ان استثناء الرجال و النساء المعذورين له وجه معلوم .. فما الوجه لاستثناء الولدان، مع العلم بأنهم ليسوا من أهل التكليف؟.

و أجيب عن هذا السؤال بأن المراد بالولدان هنا العبيد و الإماء .. أما نحن فنجيب بأن كثيرا من الولدان يستطيعون الهجرة بخاصة المراهقين، بل ان بعضهم أقدر عليها من الكبار، و من أجل هذا قد يتوهم متوهم ان الهجرة تجب على من قدر منهم، فدفع اللّه هذا التوهم، و بيّن ان الهجرة تجب على كل قادر إلا إذا كان من الولدان.

الفقهاء و وجوب الهجرة:

و قد استدل الفقهاء بهذه الآية على ان المسلم لا يجوز له أن يقيم في بلد الكفر إذا تعذر عليه اقامة الدين فيه، حتى و لو كان وطنه، و له فيه أملاك و مصالح.

و لا موضوع اليوم لهذا الحكم، لأن لكل انسان في كل بلد أن يعبد اللّه بالشكل الذي يريد، فإذا ترك فهو وحده المسئول.

و تسأل، إذا علم ان إقامته في بلد غير مسلم تؤدي به الى ترك الفريضة ..

لا لأن أحدا يمنعه عنها، بل لضعف الدافع عليها، و وجود الصارف عنها، كالملاهي و نحوها: فهل تجوز له الاقامة في هذا البلد؟.

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 420

الجواب: إذا علم علما يقينيا ان الذهاب الى أي مكان كان بلدا أو مجلسا أو سوقا يوقعه حتما في ترك الواجب، أو فعل الحرام وجب عليه الاحجام عنه، و إذا كان مقيما فيه وجب عليه الرحيل عنه، لأن السبب التام الذي يستلزم حتما الحرام فهو حرام .. قال تعالى: «فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى‏ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‏ - 68 الانعام». و قال الإمام أمير المؤمنين (ع): «و الهجرة قائمة على حدها الأول» أي لم يزل حكمها الوجوب على من يتعذر عليه القيام بأحكام دينه إلا في بلد مسلم. أما قول النبي (ص): «لا هجرة بعد الفتح» فان المراد به الهجرة من مكة، و تدل عليه لفظة الفتح.

(وَ مَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَ سَعَةً) . ان الأرزاق لا تنحصر بالأوطان، و الهجرة لا تستوجب الحرمان، فبلاد اللّه واسعة، و رزقه أوسع، و نعمه في كل بلد لا تعد و لا تحصى .. و ان كثيرا من الفقراء قد جمعوا من مهاجرهم أموالا لم يحلموا بجزء منها، و هم في أوطانهم .. و لو ان المتخلفين هاجروا لوجدوا من الرزق و العزة ما يرغمون به أنوف المشركين الذين أذاقوهم ألوانا من الذل و الاضطهاد .. و لكن المتخلفين رفضوا الهجرة، و تحملوا الهوان و الاذلال من أعداء دينهم، لا لشي‏ء الا لأن الشيطان وعدهم الفقر، ان هاجروا، فركنوا الى وعده، و آثروه على مغفرة اللّه و فضله:

«الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَ يَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَ اللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَ فَضْلًا وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ‏ - 268 البقرة».

صفحه بعد