کتابخانه تفاسیر
اعراب القرآن و بيانه
الجزء الأول
(2) سورة البقرة مدنية و هي مائتان و ست و ثمانون آية
(3) سورة آل عمران مدنية و آياتها مائتان
الجزء الثاني
(4) سورة النساء مدنية و آياتها ست و سبعون و مائة
(5) سورة المائدة
الجزء الثالث
(6) سورة الأنعام مكية و آياتها خمس و ستون و مائة
(7) سورة الأعراف
(8) سورة الأنفال مدنية و آياتها خمس و سبعون
الجزء الرابع
(9) سورة التوبة مدنية إلا الآيتين الأخيرتين
(11) سورة هود مكية و آياتها ثلاث و عشرون و مائه
[سورة هود(11): آية 44]
البلاغة:
الجزء الخامس
(16) سورة النحل مكية و آياتها ثمان و عشرون و مائة
(17) سورة الإسراء مكية و آياتها إحدى عشرة و مائة
(18) سورة الكهف مكية و آياتها عشر و مائة
الجزء السادس
تتمة سورة الكهف
(19) سورة مريم مكية و آياتها ثمان و تسعون
(20) سورة طه مكية و آياتها خمس و ثلاثون و مائة
(21) سورة الأنبياء مكية و آياتها اثنتا عشرة و مائة
(22) سورة الحج مدنية و آياتها ثمان و سبعون
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
اعراب القرآن و بيانه، ج1، ص: 5
الجزء الأول
مقدمة
أما بعد حمد اللّه على آلائه، و الصلاة و السلام على خاتمة رسله و أنبيائه، فهذا كتاب «اعراب القرآن و بيانه»، أتيح له أن يظهر بعد أن طال احتجابه، و كثر طلابه، و لعله أول كتاب جمع البيان فأوعى، و رسم لشداة الآداب السبيل الأقوم و الأسنى، و لست أدل به لأنه عن أئمة البيان مقتبس، و فيه لمن رام البيان نعم الملتمس، و لن أتحدث عنه فهو أولى بالحديث عن نفسه،
و المسك ما قد شف عنه ذاته
لا ما غدا ينعته بائعه
و قد جعلته بعدد أجزاء القرآن الكريم، ليسهل تناوله فلا يحتاج مقتنيه الى كتاب في الاعراب و البيان، و قد قطعت جهيزة قول كلّ خطيب بعد الآن.
محيي الدين الدرويش جمادى الاولى 1400 حمص نيسان 1980
اعراب القرآن و بيانه، ج1، ص: 7
أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم
اللغة:
(أعوذ): أعتصم و أمتنع (الشيطان): إمّا أن يكون على وزن فعلان من شاط يشيط بقلب ابن آدم أي مال به و أهلكه، و إمّا أن يكون على وزن فيعال من شطن أي بعد كأنه بعد عن الخير أو بعد غوره في الشّر. (الرجيم): فعيل بمعنى مفعول و المرجوم في اللّغة:
المطرود الملعون أو فعيل بمعنى فاعل أي يرجم غيره بالإغواء و التضليل و إلقاء النفس في المتالف.
الاعراب:
(أعوذ) فعل مضارع مرفوع و هو فعل معتل أجوف لأن عين الفعل و او و الأصل أعوذ على وزن أفعل فاستثقلت الضمة على الواو فنقلت الى العين فصارت أعوذ و هذه علّة ما كان من هذا الباب و فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا. (بالله): جار و مجرور متعلقان بأعوذ (من الشيطان) جار و مجرور متعلقان بأعوذ أيضا و من لابتداء الغاية كما أن إلى لمنتهى الغاية فإذا قلت: لزيد من الحائط إلى الحائط فقد بيّنت به طرفي ماله، و إذا قال الرجل: لزيد عليّ من واحد الى عشرة فجائز أن يكون عليه ثمانية إذا أخرجت الحدّين و جائز أن يكون عليه عشرة إذا ادخلت الحدّين معا، و جائز أن يكون عليه تسعة إذا أدخلت حدّا و أخرجت حدّا. (الرجيم) نعت حقيقي للشيطان و جملة الاستعاذة ابتدائية لا محل لها من الاعراب.
اعراب القرآن و بيانه، ج1، ص: 8
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(1) سورة الفاتحة مكّيّة و هي سبع آيات
[سورة الفاتحة (1): الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)
اللغة:
(اسم) اختلف علماء اللغة في اشتقاق الاسم فذهب البصريّون إلى أنه من السّموّ و هو العلوّ و ذهب الكوفيون إلى أنه مشتق من السّمة و هي العلامة و كلاهما صحيح من جهة المعنى و فيه خسس لغات:
اسم بكسر الهمزة، و اسم بضمها، و سم بكسر السين، و سم بضمها، و سمى بوزن هدى، هذا و الاسم هو واحد الأسماء العشرة التي بنوا أوائلها على السكون فإذا نطقوا بها مبتدئين زادوا همزة تفاديا للابتداء بالسّاكن لسلامة لغتهم من كل لكنة و إذا وقعت في درج الكلام لم تفتقر إلى شيء.
(الله) علم لا يطلق إلا على المعبود بحقّ خاص لا يشركه فيه غيره و هو مرتجل غير مشتق عند الأكثرين و اليه ذهب سيبويه في أحد قوليه فلا يجوز حذف الألف و اللام منه و قيل: هو مشتق و إليه ذهب سيبويه أيضا و لهم في اشتقاقه قولان:
آ- ان أصله إلاه على وزن فعال من قولهم: أله الرّجل يأله إلاهة أي عبد عبادة ثم حذفوا الهمزة تخفيفا لكثرة وروده و استعماله ثم أدخلت الألف و اللام للتعظيم و دفع الشّيوع الذي ذهبوا إليه من تسمية أصنامهم و ما يعبدونه آلهة من دون اللّه.
ب- أن أصله لاه ثم أدخلت الألف و اللام عليه و اشتقاقه من لاه يليه إذا تستر كأنّه، سبحانه، يسمّى بذلك لاستتاره و احتجابه عن إدراك الأبصار و ما أجمل قول الشريف الرّضي الشاعر:
اعراب القرآن و بيانه، ج1، ص: 9
«تاهت العقلاء في ذاته تعالى و صفاته، لاحتجابها بأنوار العظمة.
و تحيّروا أيضا في لفظ الجلالة كأنه انعكس إليه من تلك الأنوار أشعة بهرت أعين المستبصرين، فاختلفوا: أ سريانيّ هو أم عربي؟ اسم أو صفة؟ مشتقّ و ممّ اشتقاقه؟ و ما أصله؟ أو غير مشتق؟ علم أو غير علم؟». (الرَّحْمنِ) : صيغة فعلان في اللغة تدل على وصف فعليّ فيه معنى المبالغة للصفات الطارئة كعطشان و غرثان. (الرَّحِيمِ) صيغة فعيل تدل على وصف فعليّ فيه معنى المبالغة للصفات الدائمة الثابتة و لهذا لا يستغنى بأحد الوصفين عن الآخر.
الاعراب:
(بِسْمِ) جار و مجرور متعلقان بمحذوف و الباء هنا للاستعانة أو للالصاق، و تقدير المحذوف أبتديء فالجار و المجرور في محل نصب مفعول به مقدم أو ابتدائي فالجار و المجرور متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف و كلاهما جيد و (اللَّهِ) مضاف اليه و (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) صفتان للّه تعالى و جملة البسملة ابتدائية لا محلّ لها من الاعراب.
البلاغة:
في البسملة طائفة من فنون البلاغة:
آ- الأولى في متعلق بسم اللّه أن يكون فعلا مضارعا لأنه الأصل في العمل و التمسّك بالأصل أولى و لأنه يفيد التجدّد الاستمراري و إنما حذف لكثرة دوران المتعلق به على الألسنة و إذا كان المتعلق به اسما فإنه يفيد الديمومة و الثبوت كأنما الابتداء باسم اللّه حتم دائم في كل ما نمارسه من عمل و نردده من قول.
اعراب القرآن و بيانه، ج1، ص: 10
ب- الإيجاز بإضافة العام إلى الخاص و يسمى إيجاز قصر.
ح- إذا جعلنا الباء للاستعانة فيكون في الكلام استعارة مكنية تبعية لتشبيهها بارتباط يصل بين المستعين و المستعان به و إذا جعلنا الباء للالصاق فيكون في الكلام مجاز علاقته المحلية نحو مررت بزيد أي يمكان يقرب منه لا يزيد نفسه.
الفوائد:
في البسملة فوائد لا يجوز الجهل بها و منها:
آ- اعلم أن البسملة آية من سورة الحمد و آية من أوائل كل سورة عند الشافعي و ليست آية في كل ذلك عند مالك و عند أبي حنيفة و أحمد بن حنبل هي آية من أول الفاتحة و ليست آية في غير ذلك، و الاحتجاج لذلك مبسوط في كتب الفقه و التفسير فارجع إليها.
ب- لم يوصف بالرحمن في العربية بالألف و اللام إلا اللّه تعالى، و قد نعتت العرب مسيلمة الكذاب به مضافا فقالوا: رحمان اليمامة.
قال شاعر منهم يمدح مسيلمة:
سموت بالمجد يا ابن الأكرمين أبا
و أنت غيث الورى لا زلت رحمانا
ح- تكتب بسم اللّه بغير ألف في البسملة خاصة استغناء عنها بباء الاستعانة بخلاف قوله تعالى: «اقرأ باسم ربك الذي خلق».
د- تحذف الألف من الرحمن لدخول الألف و اللام عليها.
اعراب القرآن و بيانه، ج1، ص: 11
ه- يقال لمن قال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ : مبسمل و هو ضرب من النحت اللغوي و قد ورد ذلك في شعر لعمر بن أبي ربيعة:
لقد بسملت ليلى غداة لقيتها
فيا حبذا ذاك الحبيب المبسمل
و مثل بسمل حوقل إذا قال: لا حول و لا قوة إلا باللّه و هيلل إذا قال: لا إله إلا اللّه و سبحل إذا قال: سبحان اللّه و حمدل إذا قال: الحمد للّه و حيصل و حيعل إذا قال: حي على الصلاة و حي على الفلاح و جعفل إذا قال: جعلت فداك.