کتابخانه تفاسیر
اعراب القرآن و بيانه
الجزء الأول
(2) سورة البقرة مدنية و هي مائتان و ست و ثمانون آية
(3) سورة آل عمران مدنية و آياتها مائتان
الجزء الثاني
(4) سورة النساء مدنية و آياتها ست و سبعون و مائة
(5) سورة المائدة
الجزء الثالث
(6) سورة الأنعام مكية و آياتها خمس و ستون و مائة
(7) سورة الأعراف
(8) سورة الأنفال مدنية و آياتها خمس و سبعون
الجزء الرابع
(9) سورة التوبة مدنية إلا الآيتين الأخيرتين
(11) سورة هود مكية و آياتها ثلاث و عشرون و مائه
[سورة هود(11): آية 44]
البلاغة:
الجزء الخامس
(16) سورة النحل مكية و آياتها ثمان و عشرون و مائة
(17) سورة الإسراء مكية و آياتها إحدى عشرة و مائة
(18) سورة الكهف مكية و آياتها عشر و مائة
الجزء السادس
تتمة سورة الكهف
(19) سورة مريم مكية و آياتها ثمان و تسعون
(20) سورة طه مكية و آياتها خمس و ثلاثون و مائة
(21) سورة الأنبياء مكية و آياتها اثنتا عشرة و مائة
(22) سورة الحج مدنية و آياتها ثمان و سبعون
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
اعراب القرآن و بيانه، ج1، ص: 219
محل جزم جواب الشرط و جملة فعل الشرط و جوابه في محل رفع خبر من (وَ مَنْ تَطَوَّعَ) الواو عاطفة و من اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ و تطوع فعل ماض في محل جزم فعل الشرط و فاعله مستتر تقديره هو (خَيْراً) صفة لمصدر محذوف فهو مفعول مطلق أي يتطوع تطوعا خيرا. و لك أن تعربه منصوبا بنزع الخافض أي بخير، و اختار سيبويه أن يعرب حالا من المصدر المقدر معرفة، و لو لم يكن سيبويه قائله لخطّأته (فَإِنَّ اللَّهَ) الفاء رابطة لجواب الشرط و إن و اسمها (شاكِرٌ عَلِيمٌ) خبر ان لإن و جملة فإن اللّه في محل جزم جواب الشرط و فعل الشرط و جوابه خبر من.
[سورة البقرة (2): الآيات 159 الى 160]
الاعراب:
(إِنَّ الَّذِينَ) إن و اسمها (يَكْتُمُونَ) فعل مضارع مرفوع و الواو فاعل، و الجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة الموصول، و جملة إن و ما في حيّزها مستأنفة مسوقة لبيان حكم من كتم شيئا من أحكام الدين بصورة عامة، و قد نزلت في حقّ اليهود الذين يجمجمون حبا للجدل و المكابرة، و خصوص السبب لا يمنع من عموم الحكم (ما) مفعول يكتمون (أَنْزَلْنا) فعل و فاعل و العائد محذوف أي أنزلناه، و الجملة
اعراب القرآن و بيانه، ج1، ص: 220
لا محل لها لأنها صلة الموصول (مِنَ الْبَيِّناتِ) الجار و المجرور متعلقان بمحذوف حال، أي حالة كونها مبينة شاهدة بالحقائق. و قد ألمعت الآية الى محاولة اليهود إخفاء بعض الآيات الدّالة على نبوة محمد صلى اللّه عليه و سلم أو التي تصوّر عيوبهم و آثامهم التي يرتكبونها (وَ الْهُدى) عطف على البينات (مِنْ بَعْدِ) الجار و المجرور متعلقان بيكتمون (ما بَيَّنَّاهُ) ما مصدرية و بيناه فعل و فاعل و مفعول. و المصدر المؤول في محل جر بالاضافة أي من بعد تبيانه (لِلنَّاسِ) الجار و المجرور متعلقان ببيناه (فِي الْكِتابِ) الجار و المجرور متعلقان ببيناه أيضا. و تعلق جار بفعل واحد عند اختلاف المعنى و اللفظ جائز.
و لك أن تعلق «في الكتاب» بمحذوف حال من المفعول به أي كائنا في الكتاب (أُولئِكَ) اسم الاشارة مبتدأ (يَلْعَنُهُمُ) فعل مضارع و الهاء مفعوله (اللَّهُ) فاعله و الجملة الفعلية خبر اسم الاشارة (وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) عطف على الجملة السابقة، و جملة الاشارة الاسمية في محل رفع خبر إن (إِلَّا) أداة استثناء (الَّذِينَ) مستثنى من المفعول به أي الهاء في يلعنهم (تابُوا) فعل و فاعل و الجملة لا محل لها لأنها صلة (وَ أَصْلَحُوا وَ بَيَّنُوا) عطف على تابوا (فَأُولئِكَ) الفاء رابطة، لأن في الموصول رائحة الشرط، و اسم الاشارة مبتدأ (أَتُوبُ) فعل مضارع و فاعله مستتر تقديره أنا، و جملة أتوب خبر اسم الاشارة و جملة الاشارة استئنافية (عَلَيْهِمْ) متعلقان بأتوب (وَ أَنَا) الواو عاطفة و أنا مبتدأ (التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) خبر ان لأنا و الجملة معطوفة.
البلاغة:
1- التكرير في ذكر اللعن، و الغاية منه التأكيد في الذم.
2- الالتفات في قوله «يلعنهم اللّه» و كان السياق يقتضي بأن
اعراب القرآن و بيانه، ج1، ص: 221
يقول نلعنهم، و لكنه التفت الى الغائب للدلالة على إظهار السخط عليهم، و ليكون الكلام أوغل في إنزال اللعن عليهم، و إلحاق الطرد بهم.
[سورة البقرة (2): الآيات 161 الى 163]
الاعراب:
(إِنَّ الَّذِينَ) إن و اسمها (كَفَرُوا) فعل و فاعل و الجملة صلة الموصول لا محل لها (وَ ماتُوا) الواو عاطفة، و جملة ماتوا عطف على جملة كفروا (وَ هُمْ) الواو حالية و هم مبتدأ (كُفَّارٌ) خبر «هم» و الجملة في محل نصب على الحال (أُولئِكَ) اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ (عَلَيْهِمْ) الجار و المجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم (لَعْنَةُ اللَّهِ) مبتدأ مؤخر (وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ) عطف على اللّه، و الجملة الاسمية خبر أولئك و جملة أولئك و ما في حيزها خبر إن و جملة ان و ما في حيزها مستأنفة مسوقة لبيان مصير القسم الثاني من الكاتبين، و قد بيّن مصير من تاب في الاستثناء (أَجْمَعِينَ) تأكيد (خالِدِينَ) حال من الضمير في عليهم (فِيها) الجار و المجرور متعلقان بخالدين، و الضمير يعود على النار التي أضمرت للتخويف و التهويل. و يجوز أن يعود على اللعنة مجازا، و العلاقة المحلية (لا يُخَفَّفُ) لا نافية و يخفف فعل مضارع مبني للمجهول (عَنْهُمُ) جار و مجرور متعلقان
اعراب القرآن و بيانه، ج1، ص: 222
بيخفف (الْعَذابُ) نائب فاعل، و الجملة الفعلية في محل نصب حال ثانية للذين كفروا من الضمير المستكنّ في خالدين فهي حال متداخلة (وَ لا) الواو عاطفة و لا نافية (هُمْ) مبتدأ (يُنْظَرُونَ) فعل مضارع مبني للمجهول و الواو نائب فاعل، أي لا يمهلون و لا يؤجلون، و الجملة الفعلية خبر «هم» و الجملة الاسمية عطف على جملة لا يخفف (وَ إِلهُكُمْ) الواو استئنافية و ما بعدها جملة مستأنفة لا محل لها مسوقة للرد على كفار قريش الذين قالوا: يا محمد صف لنا ربك، و إلهكم مبتدأ (إِلهٌ) خبر (واحِدٌ) صفة لإله (لا) نافية للجنس (إِلهٌ) اسمها مبني على الفتح في محل نصب (إِلَّا) أداة حصر (هُوَ) بدل من محل لا و اسمها لأن محلها الرفع على الابتداء، أو بدل من الضمير المستكنّ في الخبر المحذوف. و سيأتي مزيد من أقوال النحاة و المفسرين في إعراب كلمة الشهادة ترويضا للذهن (الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) خبر ان لمبتدأ محذوف تقديره هو.
الفوائد:
خاض علماء النحو و المفسرون كثيرا في اعراب «لا إله إلا اللّه» و هي كلمة الشهادة و اتفقوا على أن خبر لا محذوف أي لنا، أو في الوجود، أو نحو ذلك. و سنورد لك خلاصة مفيدة لما قالوه لأهميته:
الزمخشري:
صنف جزءا لطيفا في إعراب كلمة الشهادة، فبعد أن أورد ما اتفقوا عليه من حذف خبر لا قال: «هكذا قالوا، و الصواب أنه كلام تام و لا حذف، و أن الأصل: اللّه إله مبتدأ و خبر، كما تقول: زيد
اعراب القرآن و بيانه، ج1، ص: 223
منطلق، ثم جيء بأداة الحصر و قدّم الخبر على الاسم و ركب مع لا كما ركب المبتدأ معها في نحو لا رجل في الدار، و يكون «اللّه» مبتدأ مؤخرا و «و إله» خبرا مقدما، و على هذا تخريج نظائره نحو:
لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا عليّ».
الزمخشري أيضا:
و قال الزمخشري في المفصّل بصدد كلامه عن خبر لا النافية للجنس: «و قد يحذفه الحجازيون كثيرا فيقولون: لا أهل و لا مال و لا بأس و لا فتى إلا عليّ و لا سيف إلا ذو الفقار، و منه كلمة الشهادة، و معناها: لا إله في الوجود إلا اللّه، و بنو تميم لا يثبتونه في كلامهم أصلا».
ابن يعيش:
و قال شارح المفصّل موفق الدين بن يعيش: «اعلم أنهم يحذفون خبر لا من: لا رجل و لا غلام و لا حول و لا قوة و في كلمة الشهادة نحو: لا إله إلا اللّه، و المعنى: لا رجل و لا غلام و لا حول و لا قوة لنا، و كذلك لا إله في الوجود إلّا اللّه، و لا أهل لك و لا مال لك و لا بأس عليك، و لا فتى في الوجود إلا عليّ و لا سيف في الوجود إلا ذو الفقار، فالخبر الجار مع المجرور و هو محذوف، و لا يصح أن يكون الخبر «اللّه» في قولك لا إله إلا اللّه، و ذلك لأمرين:
آ- انه معرفة و «لا» لا تعمل في معرفة.
ب- أن اسم «لا» هنا عام و قولك إلا اللّه خاص، و الخاص لا يكون خبرا عن العام.
اعراب القرآن و بيانه، ج1، ص: 224
و نظيره: الحيوان انسان، فانه ممتنع لأن في الحيوان ما ليس بانسان، و قولك: الإنسان حيوان، جائز لأن الإنسان حيوان حقيقة و ليس في الإنسان ما ليس بحيوان، و يجوز اظهار الخبر نحو:
لا رجل أفضل منك و لا أحد خير منك، هذا مذهب أهل الحجاز و أما بنو تميم فلا يجيزون تقديم خبر «لا» البتة و يقولون: هو من الأصول المرفوضة، و يتأوّلون ما ورد من ذلك، فيقولون في قولهم:
لا رجل أفضل منك: ان «أفضل» نعت لرجل على الموضع، و كذلك «خير منك» نعت لأحد على الموضع.
البدر الدماميني:
و تعقّب البدر الدّماميني الزّمخشريّ في حاشيته على المغني فقال: «و لا يخفى ضعف هذا القول، يعني قول الزمخشري، و انه يلزم منه ان الخبر يبنى مع لا، و لا يبنى معها إلا المبتدأ. ثم لو كان كذلك لم يجز نصب الاسم العظيم و قد جوزوه».
الصلاح الصفدي:
و أورد الصلاح الصفديّ في الغيث المسجم بحثا طريفا قال فيه: «و من حذف الخبر قولك: لا إله إلا اللّه، «فإله» اسمها و الخبر محذوف قدّره النحاة في الوجود أو لنا، هكذا أعربوه».
الرازي:
و أورد الامام فخر الدين الرازي إشكالا على إعراب الصفدي فقال: هذا النفي عام متفرّق و تقييده بالوجود تخصيص له، و لنا أكثر
اعراب القرآن و بيانه، ج1، ص: 225
تخصيصا. و إذا كان كذلك لم يبق النفي عاما، و حينئذ لا يكون هذا القول إقرارا بالوحدانية على الإطلاق.
الصلاح الصفدي أيضا:
و أجاب الصلاح الصفدي بقوله: «إنّا لا نسلّم تقييده بالوجود إذا كان تخصيصا لا يبقى على العموم المراد من النفي، لأن المراد نفي الآلهة في الخارج إلا اللّه تعالى، على معنى أن نفي وجودها مستلزم لنفي ذاتها، كأنه قال: لا إله يوجد إلا اللّه. و على هذا يبقى النفي عاما بالمعنى المراد منه».
السّمين:
و قال الشهاب الحلبي المعروف بالسمين: «قوله: إلا هو رفع على أنه بدل من اسم لا على المحل، إذ محله الرفع على الابتداء أو هو بدل من لا و ما عملت فيه، لأنها و ما بعدها في محل رفع بالابتداء».
أبو حيّان:
و مضى السمين يقول: و استشكل أبو حيّان كونه بدلا من إله، لأنه لا يمكن تكرير العامل، لا تقول: لا رجل إلا زيد و الذي يظهر لي أنه ليس بدلا من إله، و لا من رجل في قولك لا رجل إلا زيد، إنما هو بدل من الضمير المستكنّ في الخبر المحذوف. فإذا قلنا: