کتابخانه تفاسیر
تفسير المعين
الجزء الأول
سورة البقرة
سورة آل عمران
سورة النساء
سورة المائدة
سورة الانعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة التوبة
سورة يونس
سورة هود
سورة يوسف
الجزء الثاني
سورة الرعد
سورة ابراهيم
سورة الحجر
سورة النحل
سورة الإسراء
سورة الكهف
سورة مريم
سورة طه
سورة الأنبياء
سورة الحج
سورة المؤمنون
سورة النور
سورة الفرقان
سورة الشعراء
سورة النمل
سورة القصص
سورة العنكبوت
سورة الروم
سورة لقمان
سورة السجدة
سورة الأحزاب
سورة سبأ
سورة فاطر
سورة يس
سورة الصافات
سورة ص
الجزء الثالث
سورة الزمر
سورة غافر
سورة فصلت
سورة الشورى
سورة الزخرف
سورة الدخان
سورة الجاثية
سورة الأحقاف
سورة محمد
سورة الفتح
سورة الذاريات
سورة النجم
سورة الرحمن
سورة الواقعة
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة القلم
تفسير المعين، ج1، ص: 15
الأخبار المخصّصة، إنّما يرتفع بذلك، و فهم أسرار القرآن، يبتنى على ذلك، و إن نظر أهل البصيرة، إنّما يكون على الحقائق الكلّيّة دون الأفراد الجزئيّة، فما ورد في بعض الأخبار من التخصيص، فانّما ورد للتنبيه على المنزل فيه، أو الإشارة إلى أحد بطون معانيه، أو غير ذلك و ذلك بحسب فهم المخاطب على سبيل الاستئناس، إذ كان كلامهم مع النّاس على قدر عقول النّاس.
و قد عمّم مولانا الصّادق- عليه السّلام- الآية الّتي وردت في صلة رحم آل محمّد- عليهم السّلام- صلة كلّ رحم، ثمّ
قال: و لا تكوننّ ممّن يقول في الشّيء أنّه في شيء واحد. (انتهى).
كيف! و لو كان المقصود من القرآن مقصورا على أفراد خاصة، و مواضع «1» مخصوصة، لكان القرآن قليل الفائدة، يسير الجدوى و العائدة، حاشاه عن ذلك، فانّه بحر لا ينزف، ظاهره أنيق، و باطنه عميق، لا تحصى عجائبه، و لا تبلى غرائبه، كما ورد.
و قد تبيّن بهذا، معنى التأويل. فانّه يرجع إلى إرادة بعض أفراد المعنى العام، و هو ما بطن عن أفهام العوام، و يقابل بالتنزيل.
أقول: قد وردت أخبار جمّة عنهم- عليهم السّلام- في تأويل كثير من الآيات بهم و بشيعتهم و بعدوّهم، و أنا اكتفيت بهذه التّحقيقات، عن إيراد تلك التأويلات، في ذيل الآيات.
جعل اللّه لقلوبنا ذكاء عند عجائب كتابه الّتي لا تنقضي، و لذاذة عند ترديده، و عبرة عند ترجيعه، و نفعا بيّنا عند استفهامه، بمنّه و إنعامه «2» .
(1) ت: موارد.
(2) هذه الفقرة مأخوذة من دعاء الصادق- عليه السّلام- عند قراءة القرآن المرويّة في الكافي، كتاب الدعاء و أوردها المصنف في خاتمة التفسير هذا.
تفسير المعين، ج1، ص: 17
سورة الفاتحة «1»
سبع آيات و هي مكيّة و قيل مدنية
[سورة الفاتحة (1): آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)
«أعوذ»: م؛
أمتنع.
«باللّه السّميع»: م؛
لكلّ المسموعات.
«العليم»: م؛
بكلّ شيء.
«من الشّيطان»: م؛
البعيد من كلّ خير.
«الرّجيم»: م؛
المرجوم باللعن، المطرود من بقاع الخير.
« بِسْمِ اللَّهِ »: م؛
أي: أستعين على أموري كلّها باللّه الّذي لا تحقّ
(1)
في تفسير العيّاشيّ: عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: انّ أمّ الكتاب أفضل سورة أنزلها اللّه في كتابه، و هي شفاء من كلّ داء، إلّا السّام؛ يعني الموت.
و
في الكافيّ: عن الصّادق- عليه السّلام-: لو قرئت الحمد على ميّت سبعين مرّة ثمّ ردّت فيه الرّوح ما كان عجبا.
و
في رواية: انّها من كنوز العرش.
و
في المجمع في رواية: من قرأها معتقدا لموالاة محمّد و آله، منقادا لأمرها، مؤمنا بظاهرهما و باطنهما، أعطاه اللّه- عزّ و جلّ- بكلّ حرف منها حسنة، كلّ واحدة منها أفضل له من الدّنيا بما فيها، من أصناف أموالها و خيراتها.
و من استمع إلى قارئ يقرأها كان له قدر ما للقارئ. فليستكثر أحدكم في هذا الخير المعرض
تفسير المعين، ج1، ص: 18
العبادة إلّا له، و اللّه هو الّذي يتألّه «1» إليه كلّ مخلوق عند الحوائج و الشّدائد، إذا انقطع الرّجاء من كلّ من دونه. و يأتي له معنى آخر في الإخلاص.
م؛
أي: أسم نفسي بسمة من سمات اللّه، و هي العبادة.
« الرَّحْمنِ »: م؛
بجميع خلقه.
« الرَّحِيمِ [1] »: م
؛ بالمؤمنين خاصّة.
ن؛ الرّحمة من اللّه؛ إيصال الخير، و دفع الشّر.
[سورة الفاتحة (1): آية 2]
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2)
« الْحَمْدُ لِلَّهِ »: م؛
على ما أنعم به علينا.
ن؛ الحمد: ذكر كمال كلّ ذي علم.
له، فانّه غنيمة لا يذهبنّ أوّله فيبقى في قلوبكم الحسرة.
و
في تفسير الإمام عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: قال اللّه- عزّ و جلّ-: قسمت فاتحة الكتاب بيني و بين عبدي، فنصفها لي، و نصفها لعبدي، و لعبدي ما سأل. إذا قال العبد:
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، قال اللّه- جلّ جلاله-: بدأ عبدي باسمي، و حقّ عليّ ان أتمّم له أموره، و أبارك له في أحواله. فإذا قال: الحمد للّه ربّ العالمين، قال- جلّ جلاله-: حمدني عبدي، و علم انّ النّعم الّتي له من عندي، فانّ البلايا الّتي اندفعت عنه فبتطولي أشهدكم انّي أضيف له إلى نعم الدّنيا نعم الآخرة، و أدفع عنه بلايا الآخرة، كما دفعت عنه بلايا الدّنيا، و إذا قال: الرّحمن الرّحيم، قال اللّه- جلّ جلاله-: شهد لي بانّي الرّحمن الرّحيم، أشهدكم لأوفّرنّ من نعمتي حظّه، و لأجزلنّ من عطائي نصيبه. فإذا قال: مالك يوم الدّين، قال اللّه تعالى: أشهدكم كما شهد بأنّي أنا الملك يوم الدّين، لأسهلنّ يوم الحساب حسابه، و لأتقبّلنّ حسناته، و لأتجاوزنّ عن سيّئاته، فإذا قال العبد: إيّاك نعبد، قال اللّه- عزّ و جلّ-: صدق عبدي إيّاي يعبد أشهدكم لأثيبنّه على عبادته ثوابا يغبطه كلّ من خالفه في عبادته لي، فإذا قال: و إيّاك نستعين، قال اللّه تعالى: بي استعان، و إليّ التجأ، أشهدكم لأعيننّه علي، و لأغيثنّه في شدائده، و لآخذنّ بيده، يوم نوائبه، فإذا قال: اهدنا الصّراط المستقيم إلى آخر السّورة، قال اللّه- جلّ جلاله-: هذا لعبدي، و لعبدي ما سأل، فقد استجبت لعبدي، و أعطيته ما أمّل، و آمنته ممّا منه و جل.
منه- هامش م.
(1) ج: يباله. ش: تتأله.
تفسير المعين، ج1، ص: 19
« رَبِّ الْعالَمِينَ [2] »: ع؛ مالك الجماعات من كلّ مخلوق، و خالقهم، و سائق أرزاقهم إليهم، و مدبّر أمورهم، و حافظهم.
ن؛ العالم: ما يعلم به الخالق من المحدثات.
[سورة الفاتحة (1): الآيات 3 الى 6]
« الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [3] »:
الرّحمة تنقسم إلى ذاتية، عامة: إفاضة الوجود. و خاصّة: تخصيص بعض العبيد، للتقرّب إليه. و هما المرتّبتان على اسم اللّه و وصفية عامّة إفاضة ما يليق من الأغراض؛ و خاصّة ما يتفضّل به البعض على البعض.
و هما المرتّبتان على اسم الرّبّ.
« مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [4] »: م؛
القادر على إقامته، و القاضي فيه بالحقّ. و الدّين: الحساب.
ع؛ و قرئ ملك يوم الدّين.
« إِيَّاكَ نَعْبُدُ »: م؛
نطيع مخلصين موحّدين مع التّذلّل و الخشوع.
م؛
لا نريد منك غيرك.
« وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [5] » م؛
على طاعتك و عبادتك.
« اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ [6] »: م؛
أرشدنا للزوم الطّريق المؤدي إلى محبّتك و المبلّغ إلى جنّتك. «1»
ع؛ و قرئ: صراط المستقيم؛ ع؛ يعني: عليّا- عليه السّلام-.
(1) هذا و ما بعده من المجمع منه- هامش. م.
تفسير المعين، ج1، ص: 20
[سورة الفاتحة (1): آية 7]
صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لا الضَّالِّينَ (7)
« صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ »: ع؛ بالتوفيق لدينك و طاعتك، و هم النّبيّون و الصّدّيقون و الشّهداء و الصّالحون.
ع؛ و قرئ: صراط من أنعمت. «1» « غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ »: ع؛ هم اليهود و النّصارى، و كلّ من كفر باللّه م؛
من المعاندين الكافرين المستخفّين به و بأمره و نهيه «2»
، ن؛ و يشمل كلّ متعمّد للمعاصي.
« وَ لَا الضَّالِّينَ [7] »: ع؛ هم النّصارى و من لا يعرف الإمام، و كلّ من كفر باللّه م؛
من الّذين ضلّوا عن سبيله من غير معرفة «3» ،
ن؛ و يشمل كلّ مخطئ في عصيانه.
ع؛ و قرئ: و غير الضّالّين «4» .
(1) من المجمع منه- هامش. م.
(2) من الكافي منه- هامش. م.
(3) من الكافي منه- هامش. م، ج.
(4) من المجمع منه- هامش. م.
تفسير المعين، ج1، ص: 21
سورة البقرة «1»
مائتان و ستّ و ثمانون آية و هي مدنية
[سورة البقرة (2): الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
« الم [1] »: ع؛ هو من حروف اسم اللّه الأعظم المقطّع في القرآن، يؤلّفه النّبيّ أو الإمام، فإذا دعابة أجيب، و إذا عدّ أخبر بما يغيب.
« ذلِكَ الْكِتابُ »: م؛
يعني: القرآن الّذي افتتح بالم، هو ذلك الكتاب الّذي أخبر به موسى و من بعده من الأنبياء، و هم أخبروا بني إسرائيل انّي سأنزله عليك، يا محمّد!
« لا رَيْبَ فِيهِ »: م؛
لظهوره عندهم.
« هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [2] »: [م؛
بيان من الضلالة لهم.
] «2» فانّهم المنتفعون به.
« الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ »: ع؛ بما غاب عن حواسّهم من توحيد اللّه، و نبوّة الأنبياء، و قيام القائم، و الرّجعة، و اليوم الآخر، و سائر مالا يعرف
(1)
في ثواب الأعمال عن الصّادق عليه السّلام من قرأ سورة البقرة و آل عمران جاءتا يوم القيامة تظلانه على رأسه مثل الغمامتين أو مثل الضّبابتين أي المظلتين منه-
هامش. م.