کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الوسيط

الجزء الأول

تقديم

تفسير سورة البقرة

تفسير سورة آل عمران

تفسير سورة النساء

تفسير سورة المائدة

تفسير سورة الأنعام

تفسير سورة الأعراف

تفسير سورة الأنفال

تفسير سورة التوبة

الجزء الثاني

تفسير سورة يونس

تفسير سورة هود

تفسير سورة يوسف

تفسير سورة النحل

تفسير سورة الإسراء

تفسير سورة الكهف

تفسير سورة مريم

تفسير سورة طه

تفسير سورة الأنبياء

تفسير سورة الحج

تفسير سورة المؤمنون

تفسير سورة النور

تفسير سورة الفرقان

تفسير سورة الشعراء

الجزء الثالث

تفسير سورة القصص

تفسير سورة العنكبوت

تفسير سورة الأحزاب

تفسير الوسيط


صفحه قبل

تفسير الوسيط، ج‏1، ص: 399

إن هؤلاء المنافقين لجهلهم و قلّة علمهم و سوء تقديرهم يفعلون ما يفعل المخادع، حيث يظهرون الإيمان و يبطنون الكفر، كما قال تعالى: يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا [البقرة: 2/ 9] و لم يدروا أن اللّه تعالى مطّلع على أعمالهم و سرائرهم و نيّاتهم الخبيثة، فيعاقبهم عقابا أليما شديدا لأن اللّه لا يخادع؛ لأنه سبحانه العالم بالسّر و أخفى، و المراد بقوله تعالى: وَ هُوَ خادِعُهُمْ‏ أي مجازيهم على خداعهم؛ لأن الجزاء من جنس العمل، و اللّه يستدرجهم في ضلالهم و طغيانهم، و يخذلهم و يبعدهم عن الحق و الهداية و النور؛ لأنهم آثروا الانحراف و الابتعاد عن جادة الاستقامة، فاستحقوا العقاب و التعذيب، و الطرد و الإبعاد عن رحمة اللّه تعالى.

و من عيوب المنافقين: سيطرة الكسل و الخمول على نفوسهم، فتراهم متباطئين متثاقلين في القيام بأشرف الأعمال و أفضلها: و هي الصلاة التي تقرّبهم إلى اللّه، و تهذّب نفوسهم، و تبعدهم عن الفواحش و المخازي و المنكرات.

و إذا كانت ظواهرهم فاسدة، فكذلك بواطنهم و قلوبهم و نواياهم فاسدة أيضا، فهم لا يخلصون في أعمالهم، و يراءون الناس في أفعالهم، و يستخفون من الناس، و اللّه معهم، لذا فإنهم يتخلفون كثيرا عن الصلاة التي لا يرون فيها غالبا كصلاة العشاء و صلاة الصبح، كما

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيما يرويه أحمد: «أثقل الصلاة على المنافقين: صلاة العشاء، و صلاة الفجر، و لو يعلمون ما فيهما لأتوهما و لو حبوا».

و إذا قاموا إلى الصلاة خشية من الناس، لا يذكرون اللّه إلا قليلا، فلا خشية في صلاتهم، و لا يدرون ما يقولون، بل هم في صلاتهم ساهون لاهون عابثون، قلوبهم مقفرة من الإيمان، و ألسنتهم لا تتحرك بذكر اللّه إلا قليلا، فإذا لم يرهم أحد لم يصلّوا. و هم ضعاف الشخصية، مذبذبون، مضطربون دائما، مترددون بين الإيمان و الكفر، فليسوا مع المؤمنين حقيقة، و لا مع الكافرين حقيقة، بل ظواهرهم مع‏

تفسير الوسيط، ج‏1، ص: 400

المؤمنين، و بواطنهم مع الكافرين، و يميلون مع الطرف الأقوى، فإن رأوا الكفار أقوياء مالوا إليهم و تعاطفوا معهم، و تواطؤوا معهم ضدّ المؤمنين، و إن رأوا المؤمنين أقوياء، تظاهروا بالانضمام إليهم، للمنفعة المادية، و المساهمة في الغنائم الحربية، و الاستفادة من مظاهر الدنيا و زخارفها.

و مثل هؤلاء، هل ينتظرون هداية و توفيقا من اللّه تعالى؟ إنهم بانحراف سلوكهم، و انغماسهم في مستنقع الضلالة، لن يتعرضوا لفضل اللّه و رحمته، و كانوا أجدر بالضلال، و الخذلان و البعد عن توفيق اللّه، و من يصرفه اللّه عن الهداية، بسبب أعماله و شذوذه و انحرافه، فلن تجد له طريقا إلى الخير و السّداد و الرشاد.

إن هذه الآيات تحذير للمؤمنين من الاتّصاف بأخلاق المنافقين، و جاءت الوصايا النّبوية تؤيّد هذا التحذير،

قال ابن مسعود- فيما رواه الطبراني في الكبير-: «لا يكونن أحدكم إمّعة، تقول: إنما أنا مع الناس، إن اهتدوا اهتديت، و إن ضلّوا ضللت، ألا ليوطنن أحدكم نفسه، ألا إن كفر الناس أن لا يكفر».

التّحذير من موالاة المنافقين‏

الإيمان عصمة و منعة و قوة، و المؤمنون أجدر الناس بأن يتحصنوا بحصن الاعتزاز بإيمانهم، و الاعتماد على ربّهم، و البعد عن ذوبان الشخصية، و الاختلاط بالمنافقين و الانهزاميين؛ لأن في ذلك تضييعا لوجودهم و اهتزازا لكيانهم، و صهرا لقيمهم و عقائدهم و أخلاقهم.

و جاءت التحذيرات القرآنية الكثيرة من موالاة المنافقين و الكافرين و مناصرتهم من أجل الحفاظ على كرامة المؤمنين و توفير العزّة و القوة لهم، قال اللّه تعالى:

[سورة النساء (4): الآيات 144 الى 147]

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَ تُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً مُبِيناً (144) إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ لَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَ أَصْلَحُوا وَ اعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَ أَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (146) ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَ آمَنْتُمْ وَ كانَ اللَّهُ شاكِراً عَلِيماً (147)

تفسير الوسيط، ج‏1، ص: 401

«1» «2» «3» .

[النساء: 4/ 144- 147].

لقد حذّر اللّه المؤمنين في هذه الآيات من أن يفعلوا فعل المنافقين، و أن يوالوا الكافرين و المعادين، أي لا تتخذوهم نصراء و أعوانا تصادقونهم و تصاحبونهم، و تصافونهم، و تسرّون إليهم بالمودة، و تفشون إليهم بأسراركم و أموركم الذاتية، تبغون من ذلك الاعتزاز بهم، و لله العزّة و لرسوله و للمؤمنين، و هذا ليس من أخلاق المؤمنين، و إنما هو من أخلاق المنافقين.

أ تريدون بهذه المصانعة و المداراة و المجاملة أن تجعلوا لله على أعمالكم حجة بيّنة في استحقاق العذاب، إذا اتخذتم المنافقين أولياء و أعوانا؟! إن هذا التّملق لا يصدر إلا من منافق، و المنافقون لسوء أعمالهم، و فساد عقائدهم و أرواحهم و نيّاتهم، يكونون يوم القيامة في الدرك الأسفل من النار، و النار سبع دركات سفلية، و الجنة درجات علوية بعضها أعلى من بعض، و المنافقون في الطبقة السفلى من النار. و لن تجد لهم ناصرا أبدا ينصرهم و ينقذهم من العذاب أو يخففه عنهم، فهو عذاب أبدي دائم.

و المؤمنون العارفون المخلصون بعيدون عن موالاة الكافرين، و أما المنافقون فلم يهملهم القرآن، و إنما فتح أمامهم باب الأمل و طريق الإصلاح، و ذلك بالتوبة من النّفاق بشروط أربعة ذكرتها الآية في قوله تعالى: إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَ أَصْلَحُوا وَ اعْتَصَمُوا بِاللَّهِ* وَ أَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ‏ أي لا بدّ من الندم على الفعل السابق، و الاجتهاد في‏

(1) أصدقاء و أنصارا.

(2) حجة ظاهرة في العذاب.

(3) الطبقة السفلى.

تفسير الوسيط، ج‏1، ص: 402

صالح الأعمال التي تغسل أدران النفاق، و الاعتصام بالله، أي الثقة به و التمسك بكتابه و الاهتداء بهدي نبيّه المصطفى، صلوات اللّه و سلامه عليه، و الشرط الرابع هو إخلاص الدين و العمل لله، بأن يدعوه الإنسان وحده، و يتجه إليه اتّجاها خالصا، لا يستمدّ العون من غيره، و لا يلجأ لأحد سواه في كشف الضّر، و جلب النفع، كما قال اللّه تعالى محددا شعار الإخلاص: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ .

هذه شروط قبول توبة المنافق، أما الكافر فشرط توبته فقط هو الانتهاء عن الكفر، كما قال اللّه تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ‏ [الأنفال: 8/ 38]. و المنافق: هو من أظهر الإيمان و أبطن الكفر، و الكافر: من أعلن الكفر صراحة.

هؤلاء التائبون هم مع المؤمنين، أي أصحاب المؤمنين و رفاقهم في الدنيا و الآخرة، و في زمرتهم و لهم ثوابهم يوم القيامة.

و سوف يعطي اللّه المؤمنين أجرا عظيما لا يعرف قدره، فيشاركونهم فيه، كما قال اللّه تعالى: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (17) [السّجدة: 32/ 17].

ثم أبان اللّه تعالى سبب تعذيب المنافقين و الكفار: و هو كفرهم بأنعم اللّه، فقال سبحانه مستفهما استفهاما إنكاريّا: ماذا يريد اللّه بعذابكم أيها الناس؟ إنه يعذبكم لا من أجل الانتقام و الثأر، و لا من أجل دفع ضرّ و جلب خير له؛ لأن اللّه غني عن كل الناس، و هو الذي لا يجوز عليه شي‏ء من ذلك، لتنزهه عن كل صفات النقص، و هو الذي لا يثأر و لا يريد الشّر لعباده، و لكنه أيضا عادل حكيم، لا يسوي بين الصالح و الطالح، و المؤمن و الكافر، فمن شكر نعم اللّه تعالى، و أدّى حقوق اللّه‏

تفسير الوسيط، ج‏1، ص: 403

و واجباته، و آمن بالله ربّا واحدا لا شريك له، شكر اللّه له صنعه و أثابه ثوابا عظيما، و اللّه شاكر، يجازي من شكر، عليم بخلقه، لا يخفى عليه شي‏ء، قال اللّه سبحانه: وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ (7) [إبراهيم: 14/ 7].

الجهر بالسوء

إن عفّة اللسان و طيب القول و الكلام هو من شأن الإنسان القوي المؤمن، فلا يكون المؤمن طعّانا و لا لعّانا سبّابا، و لا يؤذي غيره بفحش القول، و خبث الكلام، و كلما ضبط الإنسان لسانه و أمسك عن النطق، كما كان حكيما عاقلا، فلا يندم يوما على فلتات لسانه، و لا يحتاج إلى الاعتذار من غيره، و يظل كريما على الناس، مهيبا ذا وقار و احترام، و محبة و تقدير من الآخرين. و كم من عثرة لسان و تكلم بكلمة قبيحة فاحشة أعقبت ندما طويلا، و ولّدت أحقادا و بغضاء و خصومات و منازعات.

و كان من أهم مقاصد الدين و شريعة اللّه حمل الناس على التكلم بالكلمة الطيبة، و تجنّب التّفوه بالكلمة الخبيثة. قال اللّه تعالى:

[سورة النساء (4): الآيات 148 الى 149]

لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَ كانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً (148) إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً (149)

[النساء: 4/ 148- 149].

سبب نزول هاتين الآيتين: ما قاله مجاهد- فيما أخرجه هنّاد بن السّري-:

أنزلت آية لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ‏ في رجل أضاف رجلا بالمدينة، فأساء قراه، فتحوّل عنه، فجعل يثني عليه بما أولاه، فرخّص له أن يثني عليه بما أولاه، أي نزلت هذه الآية رخصة في أن يشكو.

تفسير الوسيط، ج‏1، ص: 404

و المعنى: يعاقب اللّه تعالى المجاهر بسوء القول، أي بذكر عيوب الناس و تعداد سيئاتهم؛ لأنه يؤدي إلى إثارة العداوة، و الكراهة و البغضاء، و يزرع الأحقاد، و يسي‏ء أيضا إلى السامعين، فيجرّئهم على اقتراف المنكر، و تقليد المسي‏ء، و يوقعهم في الإثم؛ لأن سماع السّوء كعمل السّوء.

و كذلك الإسرار بسوء القول محرّم و معاقب عليه أيضا كالجهر بالقبيح، إلا أن الآية نصّت على حالة الجهر؛ لأن ضرره أشد، و فحشه أكبر، و فساده أعم و أخطر، قال اللّه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (19) [النّور: 24/ 19].

ثم استثنى اللّه تعالى حالة يجوز فيها إعلان السوء من القول: و هي حالة الشكوى المحقة من ظلم الظالم أمام حاكم أو قاض أو غيرهما ممن يرجى منه رفع الظلامة و إغاثة المظلوم، و مساعدته في إزالة الظلم، و الشكوى على الظالم أمر جائز شرعا، إذ لا يحبّ اللّه لعباده أن يسكتوا على الظلم، أو أن يخضعوا لصنوف الأذى و الضيم، أو أن يقبلوا المهانة، و يسكتوا على مضض على الذّل و التّحقير. روى الإمام أحمد حديثا: «إن لصاحب الحق مقالا». و الشكوى حينئذ تكون من قبيل ارتكاب أخفّ الضّررين، و دفع أعظم الشّرّين.

و كل من حالتي جواز الجهر بالسوء من القول، و عدم الجواز، في ظل رقابة دقيقة من اللّه تعالى، فهو سبحانه سميع لكل ما يقال، مطّلع على البواعث و النّيات المؤدية للأقوال، عليم بكل ما يصدر عن المخلوقات من أفعال و تصرّفات، فيثيب اللّه المحق، و يعاقب المبطل، و يعين على دفع الظلم، و يجازي كل ظالم على ظلمه.

و لا مانع أيضا من العفو عن المسي‏ء، و التّرفع عن المؤذي، بل إن العفو أفضل عند اللّه من الجزاء، و مرغب فيه شرعا، ليظهر ميدان الإحسان و يتعلم الناس أن من‏

تفسير الوسيط، ج‏1، ص: 405

أحسن إلى غيره و لم يقابله بإساءته، فهو أرفع درجة عند اللّه و عند خلقه، لذا ذكرت الآية الثانية: أن إبداء الخير من قول أو فعل، أو إخفاءه، أو العفو عمن أساء، يجازي اللّه تعالى عليه خيرا، بل يرغّب فيه، فالله تعالى يحبّ فعل الخير، و يعفو عن السّيئات، و هذا وعد كريم من اللّه بإثابة العافين عن الناس، و المحسنين إليهم؛ لأن اللّه سبحانه قادر تمام القدرة على معاقبة المسي‏ء في الدنيا و الآخرة، لكن يظل للعفو مكانته، و ما أجمل الجمع في نهاية الآية بين العفو و المقدرة في قوله سبحانه: فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً و هو إرشاد إلى أن القدرة على العقاب لا تمنع العفو و المغفرة، و يكون التّخلق بأخلاق اللّه تعالى أمرا حسنا مرغّبا فيه، ففي العفو خير و بركة و إحسان.

ضابط الكفر و الإيمان‏

الكفر و الإيمان أمران متعارضان لا يجتمعان عند إنسان، فإما أن يكون الإنسان مؤمنا أو غير مؤمن؛ لأن الإيمان لا يتجزأ، و ليس هناك أنصاف حلول في قضايا الإيمان و ترك الإيمان، فكل من آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و بالقدر خيره و شرّه، فهو مؤمن، و كل من كفر و جحد بأحد هذه الأركان أو العناصر السّتة، فهو كافر غير مؤمن و لا يقبل من أحد بعد هذا: الادّعاء بأنه مؤمن إذا افتقد ركنا من هذه الأركان، و عليه أن يسلم قلبه للّه تعالى، فيقرّ بوجوده و وحدانيته، و يصدق بجميع الملائكة و الكتب الإلهية المنزلة و الرّسل و الأنبياء الكرام جميعهم، و من آمن ببعض هؤلاء و كفر بالبعض الآخر، فهو غير مؤمن في ميزان الدين الإلهي و العدل الرّباني.

قال اللّه تعالى مبيّنا ضابط الإيمان و الكفر صراحة:

[سورة النساء (4): الآيات 150 الى 152]

صفحه بعد