کتابخانه تفاسیر
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج1، ص: 25
و كما وقع الخلاف في إثباتها، وقع الخلاف في الجهر بها في الصلاة، و قد أخرج النسائي في «سننه»، و ابن خزيمة و ابن حبان في «صحيحيهما»، و الحاكم في «المستدرك»، عن أبي هريرة: (أنّه صلّى فجهر في قراءته بالبسملة، و قال بعد أن فرغ: إنّي لأشبهكم صلاة برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم)، و صحّحه الدارقطني، و الخطيب، و البيهقي، و غيرهم.
و روى أبو داود، و الترمذي، عن ابن عباس: (أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، كان يفتح الصلاة ببسم اللّه الرحمن الرحيم)، قال الترمذي: و ليس إسناده بذاك، و قد أخرجه الحاكم في المستدرك، عن ابن عباس بلفظ، كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، يجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم، ثم قال: صحيح.
و أخرج البخاريّ في صحيحه، عن أنس، أنّه سئل عن قراءة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: (كانت قراءته مدّا، ثمّ قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يمدّ بِسْمِ اللَّهِ ، و يمدّ الرَّحْمنِ ، و يمدّ الرَّحِيمِ .
و أخرج أحمد في «المسند»، و أبو داود في «السنن»، و ابن خزيمة في «صحيحه»، و الحاكم في «مستدركه» عن أمّ سلمة أنّها قالت: (كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقطّع قراءته بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)، و قال الدارقطني: إسناده صحيح. و احتجّ من قال: بأنّه لا يجهر بالبسملة في الصلاة، بما في «صحيح مسلم» عن عائشة قالت: (كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، يفتتح الصلاة بالتكبير، و القراءة بالحمد للّه رب العالمين).
و في «الصحيحين»، عن أنس قال: (صليت خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبي بكر، و عمر، و عثمان، فكانوا يستفتحون بالحمد للّه ربّ العالمين)، و لمسلم لا يذكرون بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ في أوّل قراءة، و لا في آخرها.
و أخرج أهل السنن نحوه، عن عبد اللّه بن مغفّل، و إلى هذا ذهب الخلفاء الأربعة، و جماعة من الصحابة.
و أحاديث الترك و إن كانت أصحّ، و لكن الإثبات أرجح مع كونه خارجا من
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج1، ص: 26
مخرج صحيح، فالأخذ به أولى، و لا سيّما مع إمكان تأويل الترك، و هذا يقتضي الإثبات الذاتي، أعني: كونها قرآنا، و الوصفي أعني: الجهر بها عند الجهر بقراءة ما يفتتح بها من السور في الصلاة. انتهى من الشوكاني.
و البحث الثاني في فضلها:
و ورد في فضلها أحاديث.
منها: ما أخرجه سعيد بن منصور في سننه، و ابن خزيمة في كتاب البسملة، و البيهقي، عن ابن عباس قال: (استرق الشيطان من الناس، أعظم آية من القرآن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ).
و أخرج نحوه أبو عبيد، و ابن مردويه، و البيهقي في شعب الإيمان عنه أيضا.
و أخرج الدارقطني بسند ضعيف، عن ابن عمر أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «كان جبريل إذا جاءني بالوحي، أوّل ما يلقي عليّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
و أخرج ابن أبي حاتم في «تفسيره»، و الحاكم في «المستدرك»، و صحّحه، و البيهقي في «شعب الإيمان»، عن ابن عباس أنّ عثمان بن عفّان، سأل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ؟ فقال: «هو اسم من أسماء اللّه تعالى، و ما بينه و بين اسم اللّه الأكبر، إلّا كما بين سواد العين و بياضها من القرب».
و منها: ما أخرجه ابن مردويه، و الثعلبيّ، عن جابر قال: (لمّا نزلت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هرب الغيم إلى المشرق، و سكنت الريح، و هاج البحر، و أصغت البهائم بآذانها، و رجمت الشياطين من السماء، و حلف اللّه بعزّته، و جلاله أن لا تسمّى على شيء، إلّا بارك اللّه فيه).
و منها: ما أخرجه أبو نعيم، و الديلمي، عن عائشة قالت: لمّا نزلت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ضجّت الجبال، حتى سمع أهل مكة دويّها، فقالوا: سحر محمد الجبال، فبعث اللّه دخانا، حتى أظلّ على أهل مكة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «من قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ موقنا، سبّحت معه الجبال، إلّا أنّه لا يسمع ذلك منها».
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج1، ص: 27
و منها: ما أخرجه الديلميّ، عن ابن مسعود قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «من قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتب اللّه له بكلّ حرف أربعة آلاف حسنة، و محا عنه أربعة آلاف سيئة، و رفع له أربعة آلاف درجة».
و منها: ما أخرجه الخطيب في الجامع، عن أبي جعفر، محمد بن عليّ قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مفتاح كلّ كتاب. اه. من «الشوكاني».
و منها: ما أخرجه ابن العربي بسنده، عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: باللّه العظيم، لقد حدّثني محمد المصطفى، و قال: «باللّه العظيم، لقد حدّثني جبريل»، و قال: باللّه العظيم، لقد حدّثني إسرافيل، و قال: قال اللّه تعالى: يا إسرافيل! بعزّتي، و جلالي، وجودي، و كرمي، من قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، متصلة بفاتحة الكتاب مرّة واحدة؛ فاشهدوا أنّي غفرت له، و قبلت منه الحسنات، و تجاوزت عنه السيئات، و لا أحرق لسانه في النار، و أجيره من عذاب القبر و عذاب النار و الفزع الأكبر، و يلقاني قبل الأنبياء، و الأولياء أجمعين. اه. من المناوي على «الجامع الصغير».
و هذه الأحاديث ينبغي البحث عن أسانيدها، و الكلام عليها، بما يتبيّن به حكمها بعد البحث عنها إن شاء اللّه تعالى. و قد شرعت التسمية في مواطن كثيرة قد بينها الشارع.
منها: عند الوضوء، و عند الذبح، و عند الأكل، و الشرب، و عند الجماع، و غير ذلك.
و هذا كلّه مما يدلّ على فضلها، و مما ورد في فضلها أيضا.
حديث: «من رفع قرطاسا من الأرض مكتوبا عليه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إجلالا له و لاسمه عن أن يدنّس، كان عند اللّه من الصديقين، و خفّف عن والديه و إن كانا مشركين».
و مما ورد في فضلها:
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج1، ص: 28
ما روي عن ابن مسعود قال: (من أراد أن ينجيه اللّه من الزبانية التسعة عشر؛ فليقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ؛ ليجعل اللّه له بكلّ حرف منها جنّة من كلّ واحد منهم، فالبسملة تسعة عشر حرفا على عدد ملائكة أهل النار، الذين قال اللّه فيهم: عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ ، و هم يقولون في كلّ أفعالهم: بِسْمِ اللَّهِ ... إلخ. فمن هنالك قوتهم.
و البحث الثالث في تفسيرها و معناها:
و الأحسن أن يقدر متعلّق الباء هنا (قولوا): لأنّ هذا المقام مقام تعليم، و هذا كلام صادر عن حضرة الربّ تعالى. اه. «جمل». و قال الطبري: إنّ اللّه سبحانه و تعالى، أدّب نبيه محمدا صلّى اللّه عليه و سلّم، بتعليمه ذكر أسمائه الحسنى أمام جميع أفعاله، و جعل ذلك لجميع خلقه سنّة يستنّون بها، و سبيلا يتّبعونه عليها. اه.
فمعنى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ؛ أي: اقرأ يا محمد أنت و أمّتك كتابي، حالة كونكم متبركين باسم اللّه الواجب الوجود، المستحقّ لجميع المحامد.
الرَّحْمنِ ؛ أي: كثير الرحمة لعباده بجلائل النعم، كنعمتي الإيجاد و الإيمان.
الرَّحِيمِ ؛ أي: كثير الرحمة لعباده بدقائقها، كالزيادة في الجمال، و العلم، و قوّة السمع، و حدّة البصر. و قال البيضاوي: و الرحمن الرحيم: اسمان بنيا للمبالغة، كالغضبان من غضب، و العليم من علم. و الرحمة في اللغة: رقّة القلب، و انعطاف يقتضي التفضّل و الإحسان، و منه: الرحم لانعطافها على ما فيه.
و الحكمة في تخصيص التسمية بهذه الأسماء الثلاثة؛ ليعلم العارف أنّ المستحق لأن يستعان به في جميع الأمور، هو المعبود الحقيقي الذي هو مولي النعم كلها عاجلها، و آجلها، جليلها، و حقيرها، فيتوجه بشراشره إلى جناب القدس، و يتمسّك بحبل التوفيق، و يشغل سرّه بذكره و الاستغناء به عن غيره. اه. منه.
و البحث الرابع في حكم الجهر بها و الإسرار:
إذا ثبت بما تقدم من الأدّلة؛ أنّ البسملة آية من (الفاتحة)، و من غيرها من
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج1، ص: 29
السور، حيث كتبت، كان حكمها في الجهر، و الإسرار حكم (الفاتحة)، فيجهر بها مع (الفاتحة) في الصلاة الجهريّة، و يسرّ بها مع الفاتحة في الصلاة السريّة.
و ممن قال بالجهر بالبسملة من الصحابة: أبو هريرة، و ابن عباس، و ابن عمر، و ابن الزبير، و من التابعين فمن بعدهم: سعيد بن جبير، و أبو قلابة، و الزهري، و عكرمة، و عطاء، و طاوس، و مجاهد، و عليّ بن الحسين، و سالم بن عبد اللّه، و محمد بن كعب القرظي، و ابن سيرين، و ابن المنكدر، و نافع مولى ابن عمر، و زيد بن أسلم، و مكحول، و عمر بن عبد العزيز، و عمرو بن دينار، و مسلم بن خالد، و إليه ذهب الشافعي، و هو أحد قولي ابن وهب صاحب مالك، و يحكى أيضا عن ابن المبارك، و أبي ثور. و ممن ذهب إلى الإسرار بها من الصحابة: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و ابن مسعود، و عمار بن ياسر، و ابن مغفّل، و غيرهم، و من التابعين فمن بعدهم: الحسن، و الشعبي، و إبراهيم النخعي، و قتادة، و الأعمش، و الثوري، و إليه ذهب مالك، و أبو حنيفة، و أحمد، و غيرهم.
و أما حجة من قال بالجهر: فقد روى جماعة من الصحابة منهم: أبو هريرة، و ابن عباس، و أنس، و علي بن أبي طالب، و سمرة بن جندب، و أمّ سلمة أنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، جهر بالبسملة، فمنهم من صرّح بذلك، و منهم من فهم ذلك من عبارته.
و لم يرد في صريح الإسرار بها، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلّا روايتان:
إحداهما: ضعيفة، و هي رواية عبد اللّه بن مغفّل.
و الأخرى: عن أنس، و هي في «الصحيح»، و هي معلّلة بما أوجب سقوط الاحتجاج بها.
و روى نعيم بن عبد اللّه المجمر قال: صلّيت وراء أبي هريرة فقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، ثمّ قرأ بأمّ القرآن، و ذكر الحديث. و فيه ثم يقول إذا سلّم: (إنّي لأشبهكم صلاة برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم)، أخرجه النسائي، و ابن خزيمة في صحيحه. و قال: أما الجهر ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم، فقد ثبت و صحّ عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج1، ص: 30
و روى الدارقطني بسنده، عن أبي هريرة. عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: (كان إذا قرأ و هو يؤمّ الناس، افتتح ببسم اللّه الرحمن الرحيم)، و ذكر الحديث. قال الدارقطني:
إسناده كلّهم ثقات. و عن ابن عباس- رضي اللّه عنهما- قال: (كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، يجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم)، أخرجه الدارقطني، و قال: ليس في رواته مجروح.
و أخرجه الحاكم، أبو عبد اللّه، و قال: إسناده صحيح، و ليس له علّة. و في رواية عن ابن عباس قال: (كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، يفتتح الصلاة ببسم اللّه الرحمن الرحيم)، أخرجه الدارقطني، و قال: صحيح ليس في إسناده مجروح. و أخرجه الترمذي و قال: ليس إسناده بذاك. قال الشيخ أبو شامة؛ أي: لا يماثل إسناده ما في الصحيح، و لكن إذا انضمّ إلى ما تقدم من الأدلة، رجح على ما في الصحيح.
و عن أنس قال: (كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، يجهر بالقراءة ببسم اللّه الرحمن الرحيم)، أخرجه الدارقطني و قال: إسناده صحيح. و فيه عن محمد بن أبي السريّ العسقلاني قال: صلّيت خلف المعتمر بن سليمان، ما لا أحصي صلاة الصبح، و صلاة المغرب، فكان يجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم، قبل فاتحة الكتاب، و بعدها، و سمعت المعتمر يقول: ما ألوي أن أقتدي، بصلاة أنس بن مالك، و قال أنس بن مالك: (ما ألوي أن أقتدي، بصلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم)، أخرجه الدارقطني و قال: كلهم ثقات. و أخرجه الحاكم، أبو عبد اللّه، و قال: رواة هذا الحديث عن آخرهم كلّهم ثقات.
قلت: و في الباب أحاديث و أدلّة و إيرادات و أجوبة من الجانبين يطول ذكرها، و في هذا القدر كفاية، و باللّه التوفيق. اه. من «الخازن».
البحث الخامس في مفرداتها، و تصاريفها:
فمنه البحث في الباء: فإن قلت «1» : ما الحكمة و السر في أنّ اللّه تعالى جعل افتتاح كتابه بحرف الباء، و اختارها على سائر الحروف لا سيّما على
(1) روح البيان.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج1، ص: 31
الألف، فإنّه أسقط الألف من الاسم و أثبت مكانه الباء في بِسْمِ ؟.
فالجواب: إنّ الحكمة في افتتاح اللّه بالباء عشرة معان:
أحدها: أنّ في الألف ترفّعا و تكبّرا و تطاولا، و في الباء انكسارا و تواضعا و تساقطا، فمن تواضع للّه رفعه اللّه.
و ثانيها: أنّ الباء مخصوصة بالإلصاق بخلاف أكثر الحروف خصوصا الألف من حروف القطع.
و ثالثها: أنّ الباء مكسورة أبدا، فلمّا كانت فيها كسرة، و انكسار في الصورة، و المعنى: وجدت شرف العندية من اللّه تعالى، كما قال تعالى: (أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي).
و رابعها: أنّ في الباء تساقطا و تكسّرا في الظاهر، و لكن رفعة درجة، و علوّ همة في الحقيقة، و هي من صفات الصدّيقين، و في الألف ضدّها. أمّا رفعة درجتها: فبأنّها أعطيت نقطة، و ليست للألف هذه الدرجة. و أمّا علوّ الهمة: فإنه لمّا عرضت عليها النقط ما قبلت إلّا واحدة؛ ليكون حالها كحال محبّ لا يقبل إلّا محبوبا واحدا.
و خامسها: أنّ في الباء صدقا في طلب قربة الحق؛ لأنها لما وجدت درجة حصول النقطة وضعتها تحت قدمها، و ما تفاخرت بها، و لا يناقضه الجيم، و الياء؛ لأنّ نقطتها في وضع الحروف ليست تحتهما؛ بل في وسطهما، و إنّما موضع النقط تحتهما عند اتصالهما بحرف آخر؛ لئلا يشتبها بالخاء، و التاء، بخلاف الباء؛ فإنّ نقطتها موضوعة تحتها سواء كانت مفردة، أو متصلة بحرف آخر.
سادسها: أنّ الألف حرف علّة بخلاف الباء.