کتابخانه تفاسیر
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج1، ص: 47
فقلت: يا أبا هريرة! إنّا أحيانا نكون وراء الإمام، فغمز ذراعي و قال: اقرأ بها في نفسك يا فارسيّ، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «قال اللّه تبارك و تعالى»:
(قسمت الصلاة بيني و بين عبدي) الحديث، أخرجه مسلم.
و قال ابن عبد البرّ: «1» الصحيح من القول: إلغاء تلك الركعة التي لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب، و يأتي بركعة بدلا منها، كمن أسقط سجدة سهوا، و هو اختيار ابن القاسم. و قال الحسن البصري: و أكثر أهل البصرة. و المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي المدني: إذا قرأ بأمّ القرآن مرّة واحدة في الصلاة أجزأه، و لم يكن عليه إعادة؛ لأنّها صلاة قد قرأ فيها بأمّ القرآن، و هي تامّة؛ لقوله صلّى اللّه عليه و سلّم:
«لا صلاة لمن لم يقرأ بأمّ القرآن»، و هذا قد قرأ بها. قلت: و يحتمل لا صلاة لمن لم يقرأ بها في كلّ ركعة، و هو الصحيح، و يحتمل لا صلاة لمن لم يقرأ بها في أكثر عدد الركعات، و هذا هو سبب الخلاف. و قال أبو حنيفة و الثوريّ، و الأوزاعي: إن تركها عامدا في صلاته كلّها، و قرأ غيرها أجزأه، على اختلاف عن الأوزاعي في ذلك. و قال أبو يوسف، و محمد بن الحسن: أقلّه ثلاث آيات.
وجه تسميتها:
سمّيت بفاتحة الكتاب: إمّا لافتتاح المصاحف، و التعليم، و قراءة القرآن، و الصلاة بها؛ و إمّا لأنّ الحمد فاتحة كلّ كلام؛ و إمّا لأنها أوّل سورة نزلت؛ و إمّا لأنّها أوّل ما كتبت في اللوح المحفوظ؛ و إمّا لأنّها فاتحة أبواب المقاصد في الدنيا و أبواب الجنان في العقبى، و قيل: غير ذلك.
و هذه السورة الكريمة كلّها محكم، لا ناسخ فيها و لا منسوخ.
و اللّه أعلم
(1) القرطبي.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج1، ص: 48
قال اللّه سبحانه و تعالى:
[سورة الفاتحة (1): الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)
التفسير و أوجه القراءة
استدراك في بحث البسملة: و الباء «1» في بِسْمِ اللَّهِ : حرف خافض يخفض ما بعده، مثل: من و عن، و المتعلق به مضمر محذوف؛ لدلالة الكلام عليه، تقديره: أبدأ باسم اللّه أو باسم اللّه أبدأ أو أقرأ. و إنما طوّلت الباء في بِسْمِ اللَّهِ ، و أسقطت الألف؛ طلبا للخفة، و قيل: لمّا أسقطوا الألف عوضوا طولها عن الألف المحذوفة، و أثبتت الألف في قوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ، و قوله: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ؛ لقلّة استعماله. و قيل: إنّما طوّلوا الباء؛ لأنّهم أرادوا أن يستفتحوا كتاب اللّه بحرف معظم. و قيل: الباء حرف منخفض الصورة، فلمّا اتصل باسم اللّه ارتفع و استعلى، و قيل: إنّ عمر بن عبد العزيز كان يقول لكتّابه: طوّلوا الباء من بِسْمِ اللَّهِ و أظهروا السين، و دوّروا الميم؛ تعظيما لكتاب اللّه تعالى.
و الاسم: هو المسمى عينه، و ذاته، قال اللّه تعالى: إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى ، ثمّ نادى الاسم فقال: يا يَحْيى ، و قال: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ ، و تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ، و هذا القول ليس بقوي. و الصحيح المختار: أنّ الاسم غير المسمى، و غير التسمية، فالاسم: ما تعرف به ذات الشيء، و ذلك؛ لأنّ الاسم هو الأصوات المقطّعة، و الحروف المؤلّفة على ذات ذلك الشيء، فثبت بهذا أنّ الاسم غير المسمى، و أيضا: قد تكون الأسماء كثيرة، و المسمّى واحد، كقوله
(1) الخازن.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج1، ص: 49
تعالى: وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ، و قد يكون الاسم واحدا، و المسمّيات به كثيرة، كالأسماء المشتركة، و ذلك يوجب المغايرة، و أيضا فقوله: فَادْعُوهُ بِها أمر أن يدعى اللّه تعالى بأسمائه، فالاسم آلة الدعاء، و المدعو هو اللّه تعالى، فالمغايرة حاصلة بين ذات المدعو، و بين اللفظ المدعو به.
و أجيب عن قوله تعالى: إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى بأنّ المراد: ذات الشخص المعبّر عنه بيحيى، لا نفس الاسم. و أجيب عن قوله تعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ و تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ : بأنّ معنى هذه الألفاظ: يقتضي إضافة الاسم إلى اللّه تعالى، و إضافة الشيء إلى نفسه محال. و قيل: كما يجب تنزيه ذاته تعالى عن النقص فكذلك يجب تنزيه أسمائه.
و كون الاسم غير التسمية، هو أنّ التسمية: عبارة عن تعيين اللفظ المعيّن؛ لتعريف ذات الشيء، و الاسم عبارة عن تلك اللفظة المعينة، و الفرق ظاهر مما ذكرنا. و اختلفوا في اشتقاق الاسم كما مرّ، فقال البصريون: من السموّ، و هو العلوّ، فاسم الشيء ما علاه حتى ظهر به، و علا عليه، فكأنه علا على معناه، و صار علما له. و قال الكوفيون: من السمة، و هي العلامة، فكأنّه علامة لمسمّاه.
و حجة البصريين: لو كان الاسم اشتقاقه من السمة؛ لكان تصغيره و سيما، و جمعه أو ساما، و أجمعوا على أنّ تصغيره سميّ، و جمعه أسماء، و آسام.
اللَّهِ : هو اسم «1» خاص للّه تعالى، تفرّد به البارىء سبحانه و تعالى، ليس بمشتقّ، و لا يشركه فيه أحد، و هو الصحيح المختار. دليله قوله تعالى: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا . و قيل: هو مشتق من أله يأله إلاهة من باب فتح، مثل: عبد الرجل يعبد عبادة. دليله قوله تعالى: وَ يَذَرَكَ وَ آلِهَتَكَ ؛ أي: و عبادتك على قراءة قرّاء كسر الهمزة. و معناه: المستحق للعبادة دون غيره. و قيل: من الوله، و هو الفزع؛ لأن الخلق يولهون إليه؛ أي: يفزعون إليه في حوائجهم. قال بعضهم:
و لهت إليكم في بلايا تنوبني
فألفيتكم فيها كرائم محتد
(1) الخازن.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج1، ص: 50
و قيل: أصله أله، يقال: ألهت إلى فلان، أي: سكنت إليه، فكأنّ الخلق يسكنون إليه و يطمئنّون بذكره. و قيل: أصله ولاه، فأبدلت الواو همزة، سمّي بذلك؛ لأنّ كلّ مخلوق و اله نحوه: إمّا بالتحيّر، أو بالإرادة، و من هذا قيل: اللّه محبوب كلّ الأشياء، يدلّ عليه قوله تعالى: وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ .
و من خصائص هذا الاسم: أنّك إذا حذفت منه شيئا، بقي الباقي يدّل عليه، فإن حذفت الألف بقي للّه، و إن حذفت اللام، و أثبتّ الألف بقي إله، و إن حذفتهما بقي له، و إن حذفت الألف و اللامين معا، بقي هو، و الواو عوض عن الضمّة.
و ذهب بعضهم إلى أنّ هذا الاسم هو الاسم الأعظم؛ لأنّه يدّل على الذات، و باقي الأسماء تدلّ على الصفات.
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال ابن عباس: هما اسمان رقيقان، أحدهما أرقّ من الآخر. و قيل: هما بمعنى؛ مثل: ندمان و نديم، و معناهما: ذو الرحمة، و إنما جمع بينهما؛ للتأكيد. و قيل: ذكر أحدهما بعد الآخر؛ تطميعا لقلوب الراغبين إليه. و قيل: الرحمن فيه معنى العموم، و الرحيم فيه معنى الخصوص. فالرحمن:
بمعنى الرزاق في الدنيا، و هو على العموم لكافة الخلق المؤمن و الكافر، و الرحيم:
بمعنى الغفور الكافي للمؤمنين في الآخرة، فهو على الخصوص؛ و لذلك قيل:
رحمن الدنيا، و رحيم الآخرة، و رحمة اللّه؛ إرادة الخير و الإحسان لأهله. و قيل:
هي ترك عقوبة من يستحق العقاب، و إسداء الخير و الإحسان إلى من لا يستحق، فهو على الأول صفة ذات، و على الثاني صفة فعل. و قيل: الرحمن بكشف الكروب، و الرحيم بغفر الذنوب. و قيل: الرحمن بتبيين الطريق، و الرحيم بالعصمة و التوفيق، و اللّه سبحانه و تعالى أعلم بحقائق أسمائه. اه. من الخازن.
الْحَمْدُ لِلَّهِ ؛ أي: جنس الحمد، و الثناء الحسن مستحقّ للّه سبحانه و تعالى وحده، فلا يستحق لغيره؛ لأنّه الفاعل المختار. و الأولى «1» من
(1) عمدة التفاسير.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج1، ص: 51
الاحتمالات التسعة، الجارية في جملة الحمدلة؛ أن تكون (أل) جنسية، و اللام للاستحقاق كما في حلّنا؛ لأنّه يلزم من استحقاق الجنس استحقاق الإفراد؛ أي:
جنس الحمد مستحقّ للّه سبحانه؛ و ذلك لأنّ (أل) في الْحَمْدُ : إمّا جنسيّة؛ أي:
جنس الحمد، أو استغراقية؛ أي: كلّ الحمد بأنواعه، أو للعهد؛ أي: الحمد المعهود، و هو حمد اللّه لنفسه، و حمد عباده له، و اللام في لِلَّهِ : إما للاستحقاق، أو للملك، أو للاختصاص، فهذه ثلاثة في الثلاثة الأولى بتسعة. و قال النسفي:
الْحَمْدُ لِلَّهِ لفظه خبر، كأنّه سبحانه يخبر «1» ، أنّ المستحقّ للحمد هو اللّه تعالى، و معناه الأمر؛ أي: قولوا: الحمد للّه، و فيه تعليم الخلق كيف يحمدونه.
و الْحَمْدُ لغة «2» : هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري، سواء كان في مقابلة نعمة أم لا.
و عرفا: فعل يدلّ على تعظيم المنعم بسبب كونه منعما، سواء كان قولا باللسان؛ بأن يثني عليه به، أو اعتقادا بالجنان، بأن يعتقد اتصافه بصفات الكمال، أو عملا و خدمة بالأعضاء، و الأركان؛ بأن يجهد نفسه في طاعته، فمورد العرفي؛ أي: محلّه عامّ، و متعلّقه؛ أي: سببه الباعث عليه، و هو النعمة خاصّ، و الشكر: مقابلة النعمة قولا، و عملا، و اعتقادا، قال بعضهم:
و ما كان شكري وافيا بنوالكم
و لكنني حاولت في الجهد مذهبا
أفادتكم النعماء منّي ثلاثة
يدي و لساني و الضمير المحجّبا
يعني: أنّ الشكر هو الاعتراف بالفضل، إزاء نعمة صدرت من المشكور، بالقلب، أو باللسان، أو باليد، أو غيرها من الأعضاء، كما في البيت: يريد الشاعر أنّ يدي، و لساني، و قلبي لكم فليس في القلب إلّا نصحكم و محبتكم، و لا في اللسان، إلّا الثناء عليكم و مدحكم، و لا في اليد، و سائر الجوارح، و الأعضاء؛ إلّا مكافأتكم و خدمتكم.
(1) النسفي.
(2) البيضاوي.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج1، ص: 52
و المدح: هو الثناء على الجميل مطلقا. تقول: حمدت زيدا على علمه، و كرمه، و لا تقول: حمدته على حسنه، بل مدحته. و قيل: هما أخوان. و الشكر أعمّ منهما من وجه، و أخصّ من آخر. و قيل: الحمد باللسان قولا، و الشكر بالأركان فعلا، و الذمّ نقيض الحمد، و الكفران نقيض الشكر، و الثناء يستعمل في المدح، و الذّم على السواء، فيقال: أثنى للّه عليه شرّا كما يقال: أثنى عليه خيرا.
و رفعه بالابتداء، و خبره لِلَّهِ ، و أصله النصب، و قد قرىء به؛ لأنّه من المصادر التي تنصب بأفعال مضمرة أقيمت مقامها، لا تكاد تستعمل معها، كسقيا لك، و رعيا لك. و إنّما عدل عنه إلى الرفع؛ ليدلّ على عموم الحمد، و ثباته دون تجدده، و حدوثه، و لهذا أجمع «1» عليها القرّاء السبعة. و قراءة النصب تحتاج إلى عامل مقدر من مادة الحمد، و اللام عليها؛ للتبيين، تقديره: أحمد للّه، أو حمدت للّه، فيتخصّص الحمد؛ بتخصيص فاعله، و أشعر بالتجدد و الحدوث، و اللام متعلّقة بالعامل المحذوف: ك: لام سقيا لك، و قدر بعضهم عاملا للنصب فعلا غير مشتق من الحمد؛ أي: أقول الحمد للّه، أو إلزموا الحمد للّه، كما حذفوا من نحو:
اللهم و ضبعا و ذئبا، و الأول هو الصحيح؛ لدلالة اللفظ عليه، و قرىء الْحَمْدُ لِلَّهِ «2» باتباع الدال اللام، و بالعكس تنزيلا لهما، من حيث إنهما يستعملان معا منزلة كلمة واحدة. قال الشيخ داود القيصري «3» : الحمد قوليّ، و فعليّ، و حاليّ، أمّا القولي: فحمد اللسان، و ثناؤه عليه بما أثنى به الحق على نفسه، على لسان أنبيائه عليهم السلام، و أمّا الفعليّ: فهو الإتيان بالأعمال البدنية من العبادات، و الخيرات؛ ابتغاء لوجه اللّه تعالى، و توجها إلى جنابه الكريم؛ لأنّ الحمد كما يجب على الإنسان باللسان، كذلك يجب عليه بحسب كلّ عضو، بل على كلّ عضو، كالشكر، و عند كلّ حال من الأحوال، كما قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم «الحمد للّه على كلّ حال»، و ذلك لا يمكن، إلّا باستعمال كلّ عضو فيما خلق لأجله، على الوجه
(1) البحر المحيط.
(2) البيضاوي.
(3) روح البيان.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج1، ص: 53
المشروع؛ عبادة للحق تعالى و انقيادا لأمره، لا طلبا لحظوظ النفس، و مرضاتها.
و أما الحاليّ: فهو الذي يكون بحسب الروح، و القلب، كالاتصاف بالكمالات العلمية، و العملية، و التخلّق بالأخلاق الإلهية؛ لأنّ الناس مأمورون بالتخلّق بأخلاق اللّه تعالى، بلسان الأنبياء عليهم السلام؛ لتصير الكمالات ملكة نفوسهم و ذواتهم.
و ورد في الأثر «1» : (الحمد رأس الشكر ما شكر اللّه عبد لم يحمده). و قد جعله رأس الشكر؛ لأنّ ذكر النعمة باللسان، و الثناء على من أسداها، يشهرها بين الناس، و يجعل صاحبها القدوة المؤتسى به، أمّا الشكر بالقلب: فهو خفيّ قلّ من يعرفه، و كذلك الشكر بالجوارح مبهم لا يستبين لكثير من الناس.
لِلَّهِ اللّه «2» : علم على المعبود بحقّ، المستجمع لجميع صفات الكمال، عربي، مرتجل، جامد، أي: غير مشتقّ، و هو الصحيح. و عند الزمخشري: أنّه اسم جنس صار علما بالغلبة من أله بمعنى: تحيّر. و الإله: هو المعبود سواء بحقّ، أم بباطل، ثمّ غلب في عرف الشرع على المعبود بحقّ، و هو الذات الواجب الوجود. اه. كرخي.
و قد ورد في فضل الْحَمْدُ أحاديث «3» :
منها: ما أخرجه أحمد، و النسائي، و الحاكم، و صححه، و البخاري في «الأدب المفرد» عن الأسود بن سريع قال: قلت: يا رسول اللّه! ألا أنشدك محامد حمدت بها ربّي تبارك و تعالى؟ فقال: «أما إنّ ربّك يحبّ الحمد».
و أخرج الترمذي و حسّنه، و النسائي، و ابن ماجه، و ابن حبان، و البيهقي عن جابر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «أفضل الذكر لا إله إلا اللّه، و أفضل الدعاء الحمد للّه».
و أخرج ابن ماجه، و البيهقي بسند حسن عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «ما
(1) المراغي.
(2) الفتوحات.