کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن

الجزء الأول

الفصل الأول في فضل القرآن الكريم و تلاوته، و تعلمه، و تعليمه الفصل الثاني في كيفية التلاوة لكتاب الله تعالى، و ما يكره منها، و ما يحرم، و اختلاف الناس في ذلك الفصل الثالث في تحذير أهل القرآن و العلم من الرياء، و غيره الفصل الرابع في ذكر ما ينبغي لصاحب القرآن أن يلزم نفسه به، و لا يغفل عنه الفصل الخامس في ما جاء في إعراب القرآن، و تعليمه، و الحث عليه، و ثواب من قرأ القرآن معربا الفصل السادس فيما جاء في فضل تفسير القرآن، و أهله الفصل السابع في بيان مبدأ التفسير، و وضعه الفصل التاسع في بيان ما جاء في حامل القرآن، و من هو، و فيمن عاداه الفصل العاشر في بيان ما يلزم قارى‏ء القرآن، و حامله من تعظيم القرآن و حرمته الفصل الحادي عشر في بيان الكتاب بالسنة الفصل الثاني عشر في بيان كيفية التعلم، و الفقه لكتاب الله، و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم. و ما جاء أنه يسهل على من تقدم العمل به، دون حفظه الفصل الثالث عشر في معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم:«إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه» الفصل الرابع عشر في ذكر جمع القرآن، و سبب كتب عثمان المصاحف، و إحراقه ما سواه، و ذكر من حفظ القرآن من الصحابة - رضي الله عنهم - في زمن النبي صلى الله عليه و سلم الفصل السادس عشر في عدد آي القرآن، و كلماته، و حروفه الفصل السابع عشر في أجزائه، و أحزابه، و أرباعه، و أنصافه، و أثلاثه، و أسباعه الفصل الثامن عشر في تعشيره و تخميسه، و الكتابة في فواتح السور، أو خواتمها، و وضع النقط في منتهى الآية، و غير ذلك الفصل التاسع عشر في بيان أول من وضع النقط، و الشكل، و الشدة، و المدة، و الهمزة، و علامة الغنة في المصاحف، و أول من وضع النحو، و جعل الإعراب فيها الفصل العشرون في تفصيل حروف القرآن، كم فيه من الحروف الفلانية الفصل الحادي و العشرون في بيان معنى القرآن، و معنى السورة، و الكلمة، و الحرف الفصل الثاني و العشرون في بيان معنى النسخ الذي هو فرد من أفراد تنزيل الوحي، و أقسامه، و شرائطه، و الرد على من أنكره، و بيان معنى الناسخ، و المنسوخ، و غير ذلك الفصل الثالث و العشرون في تقسيم السور باعتبار الناسخ، و المنسوخ الفصل الرابع و العشرون في ذكر جملة الإعراض عن المشركين المنسوخ بآية السيف. الفصل الخامس و العشرون في بيان قواعد أصولية لأسباب النزول الفصل السادس و العشرون في التنبيه على أحاديث وضعت في فضائل سور القرآن، و غيره، لا التفات لما وضعه الواضعون، و اختلقه المختلقون من الأحاديث الكاذبة، و الأخبار الباطلة في فضل سور القرآن، و غير ذلك من فضائل الأعمال، و قد ارتكبها جماعة كثيرة اختلفت أغرا الفصل السابع و العشرون في بيان ما جاء من الحجة، في الرد على من طعن في القرآن، و خالف مصحف عثمان بالزيادة، و النقصان الفصل الثامن و العشرون في بيان هل ورد في القرآن كلمات خارجة عن لغات العرب، أم لا؟ الفصل التاسع و العشرون في بيان بعض نكات في إعجاز القرآن، و شرائط المعجزة، و حقيقتها الفصل الثلاثون في تقسيم المعجزات الفهرس مقدمة مقدمة في مبادى‏ء فن التفسير

سورة البقرة

فائدة:

المجلد التاسع

استهلال:

تابع إلى سورة الأنعام:

[سورة الأنعام(6): الآيات 145 الى 153]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

سورة الأعراف

المناسبة: و مناسبة ذكرها بعد سورة الأنعام الناسخ و المنسوخ:

[سورة الأعراف(7): الآيات 1 الى 18]

[سورة الأعراف(7): الآيات 31 الى 43]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: التكرار في قوله: يا بني آدم و منها: المجاز المرسل في قوله: عند كل مسجد و منها: الجناس المغاير بين و لا تسرفوا و بين المسرفين و منها: الطباق بين ظهر و بطن في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الظرفية المجازية في قوله: ادخلوا في أمم و منها: عطف العام على الخاص في قوله: و الإثم و منها: عطف الخاص على العام؛ لمزيد الاعتناء به و منها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: سلطانا و منها: التفصيل بعد الإجمال في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الطباق بين لا يستأخرون.. و لا يستقدمون و منها: الاعتراض في قوله: لا نكلف نفسا إلا وسعها و منها: التهكم في قوله: فذوقوا العذاب و منها: الكناية في قوله: لا تفتح لهم أبواب السماء و منها: تعليق الممكن بالمستحيل إفادة لاستحالته في قوله: و منها: المجاز المرسل في قوله: و منها: الإتيان باسم الإشارة البعيدة في قوله: أن تلكم الجنة و منها: الاستعارة في قوله: لهم من جهنم مهاد و من فوقهم غواش و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع

[سورة الأعراف(7): الآيات 44 الى 58]

المناسبة الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: المقابلة في قوله: و نادى أصحاب الجنة أصحاب النار و منها: المشاكلة في قوله: ما وعد ربكم و منها: التعبير بالماضي عما في المستقبل، في قوله: و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: فأذن مؤذن و منها: الاستعارة التصريحية في قوله: حرمهما و منها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: و منها: الالتفات في قوله: سقناه لبلد ميت و منها: التتميم في قوله: و البلد الطيب... و منها: تخصيص خروج النبات الطيب بقوله: و منها: الكناية في قوله: بإذن ربه و منها: الطباق بين قوله: و البلد الطيب و قوله: و الذي خبث و منها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: كذلك نخرج الموتى و منها: إيجاز القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر و منها: الاكتفاء في قوله: يغشي الليل النهار و منها: التكرار في قوله: و نادى و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: من شفعاء فيشفعوا لنا و منها: الجناس المماثل في قوله: فاليوم ننساهم كما نسوا و منها: الاستفهام التوبيخي في مواضع و منها: الإنكاري في قوله: هل ينظرون إلا تأويله و منها: الإضافة للتشريف في قوله: رسل ربنا و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع و منها: القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر

[سورة الأعراف(7): الآيات 59 الى 74]

المناسبة الإعراب

المجلد العاشر

تتمة سورة الأعراف

خاتمة في خلاصة ما اشتملت عليه هذه السورة من الموضوعات شعر الفهرس

المجلد السادس عشر

سورة الإسراء

شعر الفهرس

المجلد الرابع و العشرون

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن


صفحه قبل

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 201

المحذوف؛ إذ الأصل: بثلاثة رجال نسابات.

و قال أبو عليّ: اجتمع هنا أمران كل منهما يوجب التأنيث، فلما اجتمعا قوي التأنيث:

أحدهما: أن الأمثال في المعنى حسنات، فجاز التأنيث.

و الآخر: أن المضاف إلى المؤنث قد يؤنث و إن كان مذكرا. اه.

قِيَماً - بكسر «1» القاف و فتح الياء- على قراءة ابن عامر و عاصم و الأخوين كما مر على أنه مصدر نعت به، و كان قياسه قوما بالواو كعوض؛ لأنه من قام يقوم، فأعل لإعلال فعله. و قرى‏ء: قيما- بتشديد الياء- على وزن فيّعل كسيد من ساد يسود، و هو أبلغ من المستقيم باعتبار الزنة، و المستقيم أبلغ منه باعتبار الصيغة.

حَنِيفاً الأصل‏ «2» في الحنيف: المائل عن الضلالة إلى الاستقامة، و العرب تسمي كل من اختتن أو حج حنيفا تنبيها على أنه على دين إبراهيم. اه «خازن». و في «القاموس»: الحنيف كأمير: الصحيح الميل إلى الإسلام الثابت عليه، و كل من حج، أو كان على دين إبراهيم عليه السلام. و تحنف إذا عمل عمل الحنيفية، أو اختتن، أو اعتزل عبادة الأوثان، و احتنف إليه: مال. اه. و في «المختار»: الحنيف المسلم، و تحنف الرجل إذا عمل عمل الحنيفية، و يقال احتنف؛ أي: اعتزل الأصنام و تعبد اه.

وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ أصل‏ «3» الوزر الحمل الثقيل، و منه قوله تعالى: وَ وَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) و هو هنا الذنب كما في قوله: وَ هُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى‏ ظُهُورِهِمْ‏ . قال الأخفش: يقال: وزر يوزر كوجل يوجل، و وزر يزر كوعد يعد وزرا، و يجوز فيه إزرا بقلب الواو همزة، يقال: وزره يزره؛ أي: حمله يحمله.

خَلائِفَ الْأَرْضِ‏ الخلائف جمع خليفة كصحيفة و صحائف، فهذا من قبيل قول ابن مالك:

(1) البيضاوي.

(2) الفتوحات.

(3) الشوكاني بزيادة.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 202

و المد زيد ثالثا في الواحد

همزا يرى في مثل كالقلائد

و الخليف: هو من يخلف من كان قبله في مكان أو عمل أو ملك. و في «القرطبي»: و الخلائف جميع خليفة ككرائم جمع كريمة، و كل من جاء بعد من مضى؛ فهو خليفة اه. و في «المصباح»: و الخليفة: أصله خليف بغير هاء؛ لأنه بمعنى الفاعل دخلته الهاء للمبالغة كعلامة و نسابة، و يكون وصفا للرجل خاصة، و يقال: خليفة آخر بالتذكير، و منهم من يقول: خليفة أخرى بالتأنيث، و يجمع باعتبار أصله على خلفاء مثل شرفاء، و باعتبار اللفظ على خلائف اه.

لِيَبْلُوَكُمْ‏ و الابتلاء الاختبار و الامتحان، يقال: بلا يبلو بلاء و بلوى من باب عدا، يقال: بلاه بلوى و بلاء جربه و اختبره، و بلاه اللّه يبلوه بلاء- بالمد- إذا اختبره، و هو يكون بالخير و الشر، اه «مختار».

البلاغة

و قد تضمنت هذه الآيات ضروبا من البلاغة و الفصاحة و البيان و البديع:

فمنها: التكرار

في قوله تعالى: أَنْ تَقُولُوا ، أَوْ تَقُولُوا و في: وَ هُدىً وَ رَحْمَةٌ و في: يَصْدِفُونَ‏ و في: يَأْتِيَ‏ و في: جاءَ .

و منها: الجناس المماثل‏

في قوله تعالى: لَكُنَّا أَهْدى‏ وَ هُدىً‏ و في قوله: وَ صَدَفَ‏ و يَصْدِفُونَ‏ .

و منها: الجناس المغاير

في قوله: وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ .

و منها: الطباق‏

بين قوله: بِالْحَسَنَةِ و قوله: بِالسَّيِّئَةِ ، و بين: وَ مَحْيايَ وَ مَماتِي‏ .

و منها: الاستعارة التصريحية التبعية

في قوله: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ‏ استعار التفريق الذي هو حقيقة في الأجسام لاختلافهم في الآراء، ثم اشتق منه فرقوا بمعنى: اختلفوا على طريق الاستعارة التصريحية التبعية، و في قوله: هَدانِي رَبِّي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ لأن الصراط حقيقة في الطريق الحسي استعارة للدين.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 203

و منها: التعريض‏

في قوله: وَ ما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ‏ لأنه عرض بشركهم.

و منها: عطف العام على الخاص‏

، في قوله: خَلَقَ‏ إذا فسرنا النسك بالعبادة الشاملة للصلاة.

و منها: الاستفهام الإنكاري في عدة مواضع‏

كقوله: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللَّهِ‏ و قوله: أَ غَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا .

و منها: التهديد و الوعيد

في قوله: قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ‏ ، و فيه أيضا الجناس المغاير.

و منها: ما هو المعروف باللف عند البيانيين‏

في قوله: لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ‏ و أصل الكلام فيه يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا لم تكن مؤمنة قبل إيمانها بعد، و لا نفسا لم تكسب في إيمانها خيرا قبل ما تكسبه من الخير بعد، إلا أنه لفّ الكلامين، فجعلهما كلاما واحدا بلاغة و إعجازا و اختصارا، أفاده صاحب «الانتصاف» حاشية «الكشاف».

و منها: الاستعارة اللطيفة

في قوله: وِزْرَ أُخْرى‏ لأنه ليس هناك في الحقيقة أحمال على الظهور، و إنما هي أثقال الآثام و الذنوب. ذكره الشريف الرضي.

و منها: الحصر

في قوله: إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ‏ .

و منها: الإظهار في مقام الإضمار

في قوله: سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا و حق العبارة يصدفون عنها لتسجيل شناعة و قباحة طغيانهم.

و منها: زيادة التأكيد باللام‏

، في قوله: وَ إِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ‏ ترجيحا لجانب الغفران على سرعة العقاب.

و عبارة «الفتوحات» هنا: باللام في الجملة الثانية فقط، و قال في الأعراف باللام المؤكدة في الجملتين؛ لأن ما هنا وقع بعد قوله: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ ...

الخ، و بعد قوله: وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ‏ فأتى باللام المؤكدة في الجملة الثانية فقط ترجيحا للغفران على سرعة العقاب، و ما هناك وقع بعد قوله: وَ أَخَذْنَا الَّذِينَ‏

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 204

ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ‏ و قوله: كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ‏ فأتى باللام في الجملة الأولى لمناسبة ما قبلها، و في الثانية تبعا للام في الأولى، اه «كرخي».

و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع‏ «1» .

و اللّه سبحانه و تعالى أعلم‏

(1) إلى هنا تم تفسير سورة الأنعام بمنه و كرمه و توفيقه في تاريخ: 19/ 1/ 1410 ه.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 205

سورة الأعراف‏

و هي مكية كلها إلا خمس آيات، أو ثماني آيات؛ فهي مدنية. و روي‏ «1» عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنها مكية إلا خمس آيات أولها: وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ‏ إلى قوله: وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ‏ و به قال قتادة. و قال مقاتل:

ثمان آيات في سورة الأعراف مدنية أولها: وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ إلى قول:

وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ‏ .

و عدد آياتها مئتان و ست آيات أو خمس، و عدد كلماتها ثلاثة آلاف و ثلاث مئة و خمس و عشرون كلمة، و عدد حروفها أربعة عشر ألف حرف و عشرة أحرف؛ و هي أطول السور المكية، و سميت هذه السورة بالأعراف؛ لذكر لفظ الأعراف فيها من باب تسمية الشي‏ء بجزئه.

و قد روي‏ «2» : أنها نزلت قبل سورة الأنعام، و أنها نزلت مثلها دفعة واحدة، لكن سورة الأنعام أجمع لما اشتركت فيه السورتان؛ و هو أصول العقائد و كليات الدين التي قدمنا القول فيها.

المناسبة: و مناسبة ذكرها بعد سورة الأنعام‏

؛ لأن هذه‏ «3» كالشرح و البيان لما أوجز في سورة الأنعام، و لا سيما عموم بعثة النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قصص الرسل قبله، و أحوال أقوامهم، و قد اشتملت سورة الأنعام على بيان الخلق كما قال: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ‏ و على بيان القرون كما قال: كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ‏ و على ذكر المرسلين و تعداد الكثير منهم، و جاءت هذه مفصلة لذلك، فبسطت فيها قصة آدم، و فصلت قصص المرسلين و أممهم، و كيفية هلاكهم أكمل تفصيل.

(1) الخازن.

(2) المراغي.

(3) المراغي.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 206

الناسخ و المنسوخ:

و قال أبو عبد اللّه محمد بن حزم في كتابه «الناسخ و المنسوخ»: سورة الأعراف كلها محكمة إلا آيتين:

أولاهما: قوله تعالى: وَ ذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ‏ الآية (180).

نسخت بآية السيف.

ثانيتهما: قوله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ (199) الآية (199). و هذه الآية من عجيب المنسوخ؛ لأن أولها منسوخ، و آخرها منسوخ، و أوسطها محكم قوله: خُذِ الْعَفْوَ يعني: الفضل من أموالهم‏ «1» و الأمر بالمعروف محكم، و تفسيره معروف، و قوله: وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ‏ : منسوخ بآية السيف انتهى.

و اللّه سبحانه و تعالى أعلم‏

(1) البحر المحيط.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 207

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم‏

[سورة الأعراف (7): الآيات 1 الى 18]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

المص (1) كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَ ذِكْرى‏ لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَ لا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (3) وَ كَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ (4)

فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلاَّ أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (5) فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَ لَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَ ما كُنَّا غائِبِينَ (7) وَ الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ (9)

وَ لَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَ جَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (10) وَ لَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قالَ ما مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قالَ فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قالَ أَنْظِرْنِي إِلى‏ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14)

قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ (17) قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)

. المناسبة

مناسبة أول هذه السورة لآخر السورة السابقة: أن اللّه سبحانه و تعالى لما ذكر «1» في السورة السابقة وَ هذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ‏ و استطرد منه لما بعده إلى قوله في آخر السورة: وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ‏ و ذكر ابتلاءهم فيما آتاهم، و ذلك لا يكون إلا بالتكاليف الشرعية .. ذكر ما يكون به التكاليف و هو الكتاب الإلهي بقوله: المص (1) كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ‏ و ذكر الأمر باتباعه بقوله:

اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ‏ كما أمر به في قوله: وَ هذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ‏ و هذا وجه المناسبة بين آخر الأولى و أول الثانية. و أما وجه المناسبة بين جملة

صفحه بعد