کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن

الجزء الأول

الفصل الأول في فضل القرآن الكريم و تلاوته، و تعلمه، و تعليمه الفصل الثاني في كيفية التلاوة لكتاب الله تعالى، و ما يكره منها، و ما يحرم، و اختلاف الناس في ذلك الفصل الثالث في تحذير أهل القرآن و العلم من الرياء، و غيره الفصل الرابع في ذكر ما ينبغي لصاحب القرآن أن يلزم نفسه به، و لا يغفل عنه الفصل الخامس في ما جاء في إعراب القرآن، و تعليمه، و الحث عليه، و ثواب من قرأ القرآن معربا الفصل السادس فيما جاء في فضل تفسير القرآن، و أهله الفصل السابع في بيان مبدأ التفسير، و وضعه الفصل التاسع في بيان ما جاء في حامل القرآن، و من هو، و فيمن عاداه الفصل العاشر في بيان ما يلزم قارى‏ء القرآن، و حامله من تعظيم القرآن و حرمته الفصل الحادي عشر في بيان الكتاب بالسنة الفصل الثاني عشر في بيان كيفية التعلم، و الفقه لكتاب الله، و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم. و ما جاء أنه يسهل على من تقدم العمل به، دون حفظه الفصل الثالث عشر في معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم:«إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه» الفصل الرابع عشر في ذكر جمع القرآن، و سبب كتب عثمان المصاحف، و إحراقه ما سواه، و ذكر من حفظ القرآن من الصحابة - رضي الله عنهم - في زمن النبي صلى الله عليه و سلم الفصل السادس عشر في عدد آي القرآن، و كلماته، و حروفه الفصل السابع عشر في أجزائه، و أحزابه، و أرباعه، و أنصافه، و أثلاثه، و أسباعه الفصل الثامن عشر في تعشيره و تخميسه، و الكتابة في فواتح السور، أو خواتمها، و وضع النقط في منتهى الآية، و غير ذلك الفصل التاسع عشر في بيان أول من وضع النقط، و الشكل، و الشدة، و المدة، و الهمزة، و علامة الغنة في المصاحف، و أول من وضع النحو، و جعل الإعراب فيها الفصل العشرون في تفصيل حروف القرآن، كم فيه من الحروف الفلانية الفصل الحادي و العشرون في بيان معنى القرآن، و معنى السورة، و الكلمة، و الحرف الفصل الثاني و العشرون في بيان معنى النسخ الذي هو فرد من أفراد تنزيل الوحي، و أقسامه، و شرائطه، و الرد على من أنكره، و بيان معنى الناسخ، و المنسوخ، و غير ذلك الفصل الثالث و العشرون في تقسيم السور باعتبار الناسخ، و المنسوخ الفصل الرابع و العشرون في ذكر جملة الإعراض عن المشركين المنسوخ بآية السيف. الفصل الخامس و العشرون في بيان قواعد أصولية لأسباب النزول الفصل السادس و العشرون في التنبيه على أحاديث وضعت في فضائل سور القرآن، و غيره، لا التفات لما وضعه الواضعون، و اختلقه المختلقون من الأحاديث الكاذبة، و الأخبار الباطلة في فضل سور القرآن، و غير ذلك من فضائل الأعمال، و قد ارتكبها جماعة كثيرة اختلفت أغرا الفصل السابع و العشرون في بيان ما جاء من الحجة، في الرد على من طعن في القرآن، و خالف مصحف عثمان بالزيادة، و النقصان الفصل الثامن و العشرون في بيان هل ورد في القرآن كلمات خارجة عن لغات العرب، أم لا؟ الفصل التاسع و العشرون في بيان بعض نكات في إعجاز القرآن، و شرائط المعجزة، و حقيقتها الفصل الثلاثون في تقسيم المعجزات الفهرس مقدمة مقدمة في مبادى‏ء فن التفسير

سورة البقرة

فائدة:

المجلد التاسع

استهلال:

تابع إلى سورة الأنعام:

[سورة الأنعام(6): الآيات 145 الى 153]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

سورة الأعراف

المناسبة: و مناسبة ذكرها بعد سورة الأنعام الناسخ و المنسوخ:

[سورة الأعراف(7): الآيات 1 الى 18]

[سورة الأعراف(7): الآيات 31 الى 43]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: التكرار في قوله: يا بني آدم و منها: المجاز المرسل في قوله: عند كل مسجد و منها: الجناس المغاير بين و لا تسرفوا و بين المسرفين و منها: الطباق بين ظهر و بطن في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الظرفية المجازية في قوله: ادخلوا في أمم و منها: عطف العام على الخاص في قوله: و الإثم و منها: عطف الخاص على العام؛ لمزيد الاعتناء به و منها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: سلطانا و منها: التفصيل بعد الإجمال في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الطباق بين لا يستأخرون.. و لا يستقدمون و منها: الاعتراض في قوله: لا نكلف نفسا إلا وسعها و منها: التهكم في قوله: فذوقوا العذاب و منها: الكناية في قوله: لا تفتح لهم أبواب السماء و منها: تعليق الممكن بالمستحيل إفادة لاستحالته في قوله: و منها: المجاز المرسل في قوله: و منها: الإتيان باسم الإشارة البعيدة في قوله: أن تلكم الجنة و منها: الاستعارة في قوله: لهم من جهنم مهاد و من فوقهم غواش و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع

[سورة الأعراف(7): الآيات 44 الى 58]

المناسبة الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: المقابلة في قوله: و نادى أصحاب الجنة أصحاب النار و منها: المشاكلة في قوله: ما وعد ربكم و منها: التعبير بالماضي عما في المستقبل، في قوله: و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: فأذن مؤذن و منها: الاستعارة التصريحية في قوله: حرمهما و منها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: و منها: الالتفات في قوله: سقناه لبلد ميت و منها: التتميم في قوله: و البلد الطيب... و منها: تخصيص خروج النبات الطيب بقوله: و منها: الكناية في قوله: بإذن ربه و منها: الطباق بين قوله: و البلد الطيب و قوله: و الذي خبث و منها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: كذلك نخرج الموتى و منها: إيجاز القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر و منها: الاكتفاء في قوله: يغشي الليل النهار و منها: التكرار في قوله: و نادى و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: من شفعاء فيشفعوا لنا و منها: الجناس المماثل في قوله: فاليوم ننساهم كما نسوا و منها: الاستفهام التوبيخي في مواضع و منها: الإنكاري في قوله: هل ينظرون إلا تأويله و منها: الإضافة للتشريف في قوله: رسل ربنا و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع و منها: القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر

[سورة الأعراف(7): الآيات 59 الى 74]

المناسبة الإعراب

المجلد العاشر

تتمة سورة الأعراف

خاتمة في خلاصة ما اشتملت عليه هذه السورة من الموضوعات شعر الفهرس

المجلد السادس عشر

سورة الإسراء

شعر الفهرس

المجلد الرابع و العشرون

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن


صفحه قبل

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 279

تتحرك، و لم تحمل على متحرك جاز الإبدال كهذه الآية الكريمة.

مِنْ سَوْآتِهِما جمع سوءة، و السوءة ما يسوء الإنسان أن يراه غيره من أمر شائن، و عمل قبيح، و إذا أضيفت إلى الإنسان أريد بها عورته الفاحشة؛ لأنه يسوءه ظهورها بمقتضى الحياء الفطري. مِنَ الْخالِدِينَ‏ ؛ أي: من الذين لا يموتون أبدا.

وَ قاسَمَهُما ؛ أي: أقسم و حلف لهما، و في «السمين» المفاعلة هنا يحتمل أن تكون على بابها. فقال الزمخشري: كأنه قال لهما: أقسم لكما إني لمن الناصحين، فقالا له: أتقسم باللّه أنت إنك لمن الناصحين لنا، فجعل ذلك مقاسمة بينهم، أو أقسم لهما بالنصيحة، و أقسما له بقبولها، أو أخرج قسم إبليس على وزن المفاعلة؛ لأنه اجتهد فيها اجتهاد المقاسم. و قال ابن عطية:

و قاسمهما؛ أي: حلف لهما، و هي مفاعلة؛ إذ قبول المحلوف له، و إقباله على معنى اليمين، و تقديره: كالقسم و إن كان بادى‏ء الرأي يعطي أنها من واحد، و يحتمل أن يكون فاعل بمعنى أفعل كباعدته و أبعدته، و ذلك أن الحلف لما كان من إبليس دونهما كان فاعل بمعنى أصل الفعل. انتهى.

لَمِنَ النَّاصِحِينَ‏ جمع ناصح اسم فاعل من نصح، و نصح يتعدى لواحد؛ تارة بنفسه، و تارة بحرف الجر، و مثله شكر و كال و وزن، و هل الأصل التعدي بحرف الجر، أو التعدي بنفسه، أو كل منهما أصل؟ الراجح الثالث، و زعم بعضهم أن المفعول في هذه الأفعال محذوف، و أن المجرور باللام هو الثاني، فإذا قلت: نصحت لزيد، فالتقدير: نصحت لزيد الرأي، و كذلك شكرت له صنيعه، و كلت له طعامه، و وزنت له متاعه، فهذا مذهب رابع، و قال الفراء:

العرب لا تكاد تقول: نصحتك إنما يقولون: نصحت لك، و أنصح لك، و قد يجوز نصحتك، اه «سمين». و النصيحة: هي إرادة الخير للغير، و إظهاره له.

فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ يقال: دلى الشي‏ء تدلية- كزكى تزكية- إذا أرسله، و أنزله من أعلى إلى أسفل رويدا رويدا، و قال الأزهري: و أصله أن الرجل العطشان يتدلى في البئر ليأخذ الماء، فلا يجد فيها ماء، فوضعت التدلية موضع الطمع فيما لا فائدة فيه. و الغرور: إظهار النصح مع إبطان الغش، و قيل: حطهما من منزلة

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 280

الطاعة إلى حالة المعصية؛ لأن التدلي لا يكون إلا من علو إلى سفل.

و معنى الآية «1» : أن إبليس لعنه اللّه غر آدم باليمين الكاذبة، و كان آدم عليه السلام يظن أن أحدا لا يحلف باللّه كاذبا، و إبليس أول من حلف باللّه كاذبا، فلما حلف إبليس ظن آدم أنه صادق فاغتر به، و الغرور: مصدر حذف فاعله و مفعوله، و التقدير بغروره إياهما.

وَ طَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما ؛ أي: شرعا و أخذا يلزقان عليهما؛ أي: على القبل و الدبر؛ أي: جعل كل منهما يستر عورتيه. يخصفان؛ أي‏ «2» : يرقعان و يلزقان ورقة فوق ورقة، من قولهم: خصف الإسكافي النعل إذا وضع عليها مثلها. و في «المختار»: طفق يفعل كذا؛ أي: جعل يفعل كذا، و بابه طرب، و بعضهم يقول:

هو من باب جلس. اه. و في «المصباح»: خصف الرجل نعله خصفا- من باب ضرب- فهو خصاف، و هو فيه كرقع الثوب.

قالَ فِيها تَحْيَوْنَ‏ من حيي‏ «3» من باب رضي، فتحيون أصله تحييون بوزن ترضيون، تحركت الياء الثانية و انفتح ما قبلها، فقلبت ألفا، ثم حذفت لالتقاء الساكنين، فوزنه تفعون بحذف لام الكلمة.

وَ رِيشاً وَ لِباسُ التَّقْوى‏ الريش: لباس‏ «4» الحاجة و الزينة، و لباس التقوى ما يلبس من الدروع و الجواشن و المغافر و غيرها مما يتقى به في الحرب.

و في «الفتوحات»: و الريش فيه قولان:

أحدهما: أنه اسم لهذا الشي‏ء المعروف.

و الثاني: أنه مصدر يقال: راشه يرشه ريشا إذا جعل فيه الريش، فينبغي أن يكون الريش مشتركا بين المصدر و العين، و هذا هو التحقيق.

و قرى‏ء: و رياشا و فيه تأويلان‏ «5» :

(1) الفتوحات.

(2) المراغي.

(3) الفتوحات.

(4) المراغي.

(5) الفتوحات.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 281

أحدهما: و به قال الزمخشري: أنه جمع ريش كشعب و شعاب.

و الثاني: أنه مصدر أيضا، فيكون ريش و رياش مصدرين لراشه اللّه ريشا و رياشا؛ أي: أنعم عليه. و قال الزجاج: هما اللباس، فعلى هذا هما اسمان للشي‏ء الملبوس كما قالوا: لبس و لباس.

لا يَفْتِنَنَّكُمُ‏ الفتنة: الابتلاء و الاختبار من قولهم: فتن الصائغ الذهب، أو الفضة إذا عرضهما على النار ليعرف الزيف من النضار.

وَ قَبِيلُهُ‏ و القبيل: الجماعة يكونون من ثلاثة فصاعدا من جماعة شتى، هذا قول أبي عبيد، و القبيلة: الجماعة من أب واحد، فليست القبيلة تأنيث القبيل لهذه المغايرة اه «سمين». و في «المصباح»: و القبيل: الجماعة ثلاثة فصاعدا من قوم شتى، و الجمع قبل بضمتين، و القبيلة لغة فيه، و قبائل الرأس القطع المتصل بعضها ببعض، و بها سميت قبائل العرب، الواحدة قبيلة، و هم بنو أب واحد. اه.

وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً الفاحشة «1» : الفعلة المتناهية في القبح، و المراد بها هنا طواف أهل الجاهلية عراة كما ولدتهم أمهاتهم، و يقولون لا نطوف بيت ربنا في ثياب عصيناه بها.

بِالْقِسْطِ و القسط الاعتدال في جميع الأمور، و هو الوسط بين الإفراط و التفريط.

وَ أَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ‏ و إقامة الشي‏ء: إعطاؤه حقه، و توفيته شروطه كإقامة الصلاة، و إقامة الوزن بالقسط، و الوجه قد يطلق على العضو المعروف من الإنسان كما في قوله: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ‏ و قد يطلق على توجه القلب و صحة القصد كما في قوله: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً . فَرِيقاً هَدى‏ :

و في «القاموس»: و الفرقة- بالكسر- الطائفة من الناس، و الجمع فرق، و الفريق كأمير أكثر منها، و الجمع أفرقاء و أفرقة و فروق. اه.

(1) المراغي.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 282

البلاغة

و قد تضمنت هذه الآيات ضروبا من البلاغة و الفصاحة و البيان و البديع:

فمنها: الإيجاز بالحذف في قوله: وَ يا آدَمُ‏

؛ أي: و قلنا يا آدم، و في قوله: فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما ؛ أي: فكلا منها؛ أي: من ثمارها حيث شئتما.

و منها: المبالغة في النهي عن الأكل في قوله:

وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ ؛ لأنه عبر عن النهي من الأكل بالنهي عن القربان مبالغة.

و منها: التأكيد في قوله: اسْكُنْ أَنْتَ‏

و في قوله: وَ قاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ‏ أكد الخبر بالقسم و ب (إن) و باللام و بإسمية الجملة؛ لدفع شبهة الكذب، و هو من الضرب الذي يسمى إنكاريا؛ لأن السامع متردد.

و منها: تخصيص الخطاب بآدم‏ «1» ، في قوله:

وَ يا آدَمُ اسْكُنْ‏ للإيذان بأصالته في تلقي الوحي، و تعاطي المأمور به، و تعميمه في قوله: فَكُلا ، و قوله: وَ لا تَقْرَبا للإيذان بتساويهما في مباشرة المأمور به، و تجنب المنهى عنه.

و منها: المجاز المرسل، في قوله:

فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ لأنه مجاز عن الأكل من إطلاق المسبب و إرادة السبب.

و منها: الاستفهام التقريري في قوله: أَ لَمْ أَنْهَكُما

و هو «2» حمل المخاطب على الإقرار بما علم عنده ثبوته أو نفيه. و المعنى‏ «3» : أقر بذلك على حد أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) .

و منها: الاستعارة التصريحية في قوله: وَ رِيشاً

شبه لباس الزينة بريش الطائر بجامع الزينة في كل؛ لأن الريش زينة الطائر، كما أن اللباس زينة الأدميين، فاستعير اسم المشبه به للمشبه على طريقة الاستعارة التصريحية.

و منها: التشبيه في قوله:

وَ لا تَقْرَبا لأنه من إضافة المشبه به إلى المشبه، فهو من قبيل إضافة لجين الماء، و قال الشوكاني‏ «4» : و مثل هذه الاستعارة كثير

(1) الفتوحات.

(2) الصاوي.

(3) الصاوي.

(4) فتح القدير.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 283

الوقوع في كلام العرب، و منه قوله:

إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى‏

تقلب عريانا، و إن كان كاسيا

و مثله قوله:

تغط بأثواب السخاء فإنني‏

أرى كل عيب و السخاء غطاؤه‏

و منها: الالتفات في قوله: لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ‏

و كان‏ «1» مقتضى الظاهر لعلكم تذكرون، و نكتته دفع الثقل في الكلام.

و منها: الطباق في قوله: قالَ فِيها تَحْيَوْنَ وَ فِيها تَمُوتُونَ‏

؛ لأن بين الجملتين طباقا، و هو من المحسنات البديعية.

و منها: المقابلة في قوله: فَرِيقاً هَدى‏ وَ فَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ

. و منها: الإسناد المجازي في قوله: يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما

؛ لأنه أسند النزع إليه لتسببه فيه.

و منها: حكاية الحال الماضية، في قوله: يَنْزِعُ‏

: عبر «2» بلفظ المضارع و على أنه حكاية حال؛ لأنها قد وقعت و انقضت.

و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع‏

. و اللّه سبحانه و تعالى أعلم‏

(1) الصاوي.

(2) الفتوحات.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 284

قال اللّه سبحانه جلّ و علا:

[سورة الأعراف (7): الآيات 31 الى 43]

يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا وَ لا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ وَ الْإِثْمَ وَ الْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ أَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (33) وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ (34) يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي فَمَنِ اتَّقى‏ وَ أَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ (35)

وَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ اسْتَكْبَرُوا عَنْها أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (36) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏ عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَ شَهِدُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ (37) قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَ لكِنْ لا تَعْلَمُونَ (38) وَ قالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ اسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)

لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَ مِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ وَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (42) وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَ نُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)

. المناسبة

قوله تعالى: يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ... الآية، مناسبة «1»

(1) المراغي.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 285

هذه الآية لما قبلها: أن اللّه سبحانه و تعالى لما أمر عباده في الآية السالفة بالعدل في كل الأمور، و اتباع الوسط منها .. طلب إلينا أن نأخذ بالزينة في كل مجتمع للعبادة، فلنستعمل الثياب الحسنة في الصلاة و الطواف و نحو ذلك، كما أباح لنا أن نأكل و نشرب مما خلق اللّه، بشرط أن لا نسرف في شي‏ء من ذلك.

قوله تعالى: قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ... الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن اللّه سبحانه و تعالى لما أنكر في الآية السالفة على المشركين و غيرهم من أرباب الملل الأخرى تحريم زينة اللّه التي أخرجها لعباده و الطيبات من الرزق .. ذكر هنا أصول المحرمات التي حرمها على عباده لضررها، و جميعها من الأعمال الكسبية، لا من المواهب الخلقية؛ ليستبين للناس أن اللّه لم يحرم على عباده إلا ما هو ضار لهم.

قوله تعالى: وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ... الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن اللّه سبحانه و تعالى لما بين جماع المحرمات على بني آدم لما فيها من المفاسد و المضار للأفراد و المجتمع إثر بيان المباحات من الزينة و الطيبات من الرزق بشرط عدم الإسراف فيها .. ذكر هنا حال الأمم في قبول هذه الأصول، أو ردها، و السير على منهاجها بعد قبولها، أو الزيغ عنها.

قوله تعالى: يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي ...

الآيتين، مناسبة هاتين الآيتين لما قبلها «1» : أن اللّه سبحانه و تعالى لما ذكر أن لكل أمة أجلا لا تعدوه .. حكى هنا ما خاطب به كل أمة على لسان رسولها، و بينه لها من أصول الدين الذي شرعه لهدايتها، و تكميل فطرتها، و أرشدها إلى أنها إن كانت مطيعة تتقي اللّه فيما تأتي و تذر، و تصلح أعمالها، فلا يحصل لها في الآخرة خوف و لا حزن، و إن هي تمردت و استكبرت، و كذبت الرسل كانت عاقبتها النار، و بئس القرار.

قوله تعالى: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏ عَلَى اللَّهِ كَذِباً ... الآيات، مناسبة هذه‏

صفحه بعد