کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن

الجزء الأول

الفصل الأول في فضل القرآن الكريم و تلاوته، و تعلمه، و تعليمه الفصل الثاني في كيفية التلاوة لكتاب الله تعالى، و ما يكره منها، و ما يحرم، و اختلاف الناس في ذلك الفصل الثالث في تحذير أهل القرآن و العلم من الرياء، و غيره الفصل الرابع في ذكر ما ينبغي لصاحب القرآن أن يلزم نفسه به، و لا يغفل عنه الفصل الخامس في ما جاء في إعراب القرآن، و تعليمه، و الحث عليه، و ثواب من قرأ القرآن معربا الفصل السادس فيما جاء في فضل تفسير القرآن، و أهله الفصل السابع في بيان مبدأ التفسير، و وضعه الفصل التاسع في بيان ما جاء في حامل القرآن، و من هو، و فيمن عاداه الفصل العاشر في بيان ما يلزم قارى‏ء القرآن، و حامله من تعظيم القرآن و حرمته الفصل الحادي عشر في بيان الكتاب بالسنة الفصل الثاني عشر في بيان كيفية التعلم، و الفقه لكتاب الله، و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم. و ما جاء أنه يسهل على من تقدم العمل به، دون حفظه الفصل الثالث عشر في معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم:«إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه» الفصل الرابع عشر في ذكر جمع القرآن، و سبب كتب عثمان المصاحف، و إحراقه ما سواه، و ذكر من حفظ القرآن من الصحابة - رضي الله عنهم - في زمن النبي صلى الله عليه و سلم الفصل السادس عشر في عدد آي القرآن، و كلماته، و حروفه الفصل السابع عشر في أجزائه، و أحزابه، و أرباعه، و أنصافه، و أثلاثه، و أسباعه الفصل الثامن عشر في تعشيره و تخميسه، و الكتابة في فواتح السور، أو خواتمها، و وضع النقط في منتهى الآية، و غير ذلك الفصل التاسع عشر في بيان أول من وضع النقط، و الشكل، و الشدة، و المدة، و الهمزة، و علامة الغنة في المصاحف، و أول من وضع النحو، و جعل الإعراب فيها الفصل العشرون في تفصيل حروف القرآن، كم فيه من الحروف الفلانية الفصل الحادي و العشرون في بيان معنى القرآن، و معنى السورة، و الكلمة، و الحرف الفصل الثاني و العشرون في بيان معنى النسخ الذي هو فرد من أفراد تنزيل الوحي، و أقسامه، و شرائطه، و الرد على من أنكره، و بيان معنى الناسخ، و المنسوخ، و غير ذلك الفصل الثالث و العشرون في تقسيم السور باعتبار الناسخ، و المنسوخ الفصل الرابع و العشرون في ذكر جملة الإعراض عن المشركين المنسوخ بآية السيف. الفصل الخامس و العشرون في بيان قواعد أصولية لأسباب النزول الفصل السادس و العشرون في التنبيه على أحاديث وضعت في فضائل سور القرآن، و غيره، لا التفات لما وضعه الواضعون، و اختلقه المختلقون من الأحاديث الكاذبة، و الأخبار الباطلة في فضل سور القرآن، و غير ذلك من فضائل الأعمال، و قد ارتكبها جماعة كثيرة اختلفت أغرا الفصل السابع و العشرون في بيان ما جاء من الحجة، في الرد على من طعن في القرآن، و خالف مصحف عثمان بالزيادة، و النقصان الفصل الثامن و العشرون في بيان هل ورد في القرآن كلمات خارجة عن لغات العرب، أم لا؟ الفصل التاسع و العشرون في بيان بعض نكات في إعجاز القرآن، و شرائط المعجزة، و حقيقتها الفصل الثلاثون في تقسيم المعجزات الفهرس مقدمة مقدمة في مبادى‏ء فن التفسير

سورة البقرة

فائدة:

المجلد التاسع

استهلال:

تابع إلى سورة الأنعام:

[سورة الأنعام(6): الآيات 145 الى 153]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

سورة الأعراف

المناسبة: و مناسبة ذكرها بعد سورة الأنعام الناسخ و المنسوخ:

[سورة الأعراف(7): الآيات 1 الى 18]

[سورة الأعراف(7): الآيات 31 الى 43]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: التكرار في قوله: يا بني آدم و منها: المجاز المرسل في قوله: عند كل مسجد و منها: الجناس المغاير بين و لا تسرفوا و بين المسرفين و منها: الطباق بين ظهر و بطن في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الظرفية المجازية في قوله: ادخلوا في أمم و منها: عطف العام على الخاص في قوله: و الإثم و منها: عطف الخاص على العام؛ لمزيد الاعتناء به و منها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: سلطانا و منها: التفصيل بعد الإجمال في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الطباق بين لا يستأخرون.. و لا يستقدمون و منها: الاعتراض في قوله: لا نكلف نفسا إلا وسعها و منها: التهكم في قوله: فذوقوا العذاب و منها: الكناية في قوله: لا تفتح لهم أبواب السماء و منها: تعليق الممكن بالمستحيل إفادة لاستحالته في قوله: و منها: المجاز المرسل في قوله: و منها: الإتيان باسم الإشارة البعيدة في قوله: أن تلكم الجنة و منها: الاستعارة في قوله: لهم من جهنم مهاد و من فوقهم غواش و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع

[سورة الأعراف(7): الآيات 44 الى 58]

المناسبة الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: المقابلة في قوله: و نادى أصحاب الجنة أصحاب النار و منها: المشاكلة في قوله: ما وعد ربكم و منها: التعبير بالماضي عما في المستقبل، في قوله: و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: فأذن مؤذن و منها: الاستعارة التصريحية في قوله: حرمهما و منها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: و منها: الالتفات في قوله: سقناه لبلد ميت و منها: التتميم في قوله: و البلد الطيب... و منها: تخصيص خروج النبات الطيب بقوله: و منها: الكناية في قوله: بإذن ربه و منها: الطباق بين قوله: و البلد الطيب و قوله: و الذي خبث و منها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: كذلك نخرج الموتى و منها: إيجاز القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر و منها: الاكتفاء في قوله: يغشي الليل النهار و منها: التكرار في قوله: و نادى و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: من شفعاء فيشفعوا لنا و منها: الجناس المماثل في قوله: فاليوم ننساهم كما نسوا و منها: الاستفهام التوبيخي في مواضع و منها: الإنكاري في قوله: هل ينظرون إلا تأويله و منها: الإضافة للتشريف في قوله: رسل ربنا و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع و منها: القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر

[سورة الأعراف(7): الآيات 59 الى 74]

المناسبة الإعراب

المجلد العاشر

تتمة سورة الأعراف

خاتمة في خلاصة ما اشتملت عليه هذه السورة من الموضوعات شعر الفهرس

المجلد السادس عشر

سورة الإسراء

شعر الفهرس

المجلد الرابع و العشرون

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن


صفحه قبل

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 375

بعذابك، و عافنا قبل ذلك». و عن ابن‏ «1» عمر أنها ثمان؛ منها أربعة عذاب؛ و هي القاصف و العاصف و الصرصر و العقيم، و منها أربعة رحمة؛ و هي الناشرات و المبشرات و المرسلات و النازعات. اه.

بُشْراً - بسكون الشين- مخفف بشرا بضمتين واحدها بشير بمعنى مبشرة، كغدر جمع غدير، نشرا بسكون الشين مع النون مخفف نشرا بضمتين، جمع نشور بمعنى منشورة غير مطوية، كرسول يجمع على رسل، و الرحمة هنا المطر.

حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ‏ ؛ أي: رفعت يقال: أقل‏ «2» الشي‏ء حمله و رفعه من غير مشقة، و منه إقلال البطن عن الفخذ في الركوع و السجود، و منه القلة؛ لأن البعير يحملها من غير مشقة، و أصله من القلة، فكأن المقل يرى ما يرفعه قليلا، و استقل به أقله. و في «المصباح»: كل شي‏ء حملته، فقد أقللته. و السحاب: الغيم، واحده سحابة، و السحاب‏ «3» اسم جنس جمعي تصح مراعاة لفظه و مراعاة معناه، فالثاني في قوله: ثِقالًا و الأول في قوله: سُقْناهُ‏ ، و الثقال منه: المشبعة ببخار الماء و سُقْناهُ‏ سيرناه، و قال أبو حيان: و السوق حمل الشي‏ء بعنف.

لِبَلَدٍ مَيِّتٍ‏ و في «المصباح»: البلد: يذكر و يؤنث، و الجمع بلدان، و البلدة البلد، و جمعها بلاد مثل كلبة و كلاب. اه. و قال المراغي: و البلد «4» و البلدة الموضع من الأرض عامرا كان أو خلاء، و بلد ميت أرض لا نبات فيها و لا مرعى. و في «القاموس»: و البلد و البلدة: مكة، و كل قطعة من الأرض متحيزة عامرة أو غير عامرة، و التراب و البلد القبر و المقبرة و الدار و الأثر الخ. اه.

مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ‏ واحدها: ثمرة، و الثمرة: واحدة الثمر، و هو الحمل‏

(1) الفتوحات.

(2) البحر المحيط.

(3) الفتوحات.

(4) المراغي.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 376

الذي تخرجه الشجرة سواء أكل أو لا، فيقال: ثمر الأراك و ثمر النخل و العنب.

إِلَّا نَكِداً و النكد: كل شي‏ء خرج إلى طالبه بتعسر يقال: رجل نكد- بفتح الكاف و كسرها- و ناقة نكداء خفيفة الدر صعبة الحلب. و في «المصباح»:

نكد نكدا- من باب تعب- فهو نكد تعسر، و نكد العيش نكدا اشتد و عسر. اه.

و في «القاموس»: نكد عيشهم- كفرح- اشتد و عسر، و البئر قل ماؤها، و نكد زيد حاجة عمرو- كنصر- منعه إياها، و نكد فلانا منعه ما سأله، أو لم يعطه إلا أوله اه. و نكد الرجل‏ «1» : سئل إلحافا و أخجل، قال الشاعر:

و أعط ما أعطيته طيّبا

لا خير في المنكود و النّاكد

كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ‏ و التصريف: تبديل الشي‏ء من حال إلى حال، و منه تصريف الرياح.

البلاغة

و قد تضمنت هذه الآيات ضروبا من البلاغة و الفصاحة و البيان و البديع:

فمنها: المقابلة في قوله: وَ نادى‏ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ

لأنه قابل الجمع بالجمع، و القاعدة: أن الجمع إذا قوبل بالجمع يوزع الفرد على الفرد، فكل فريق من أهل الجنة ينادي من كان يعرفه من الكفار في دار الدنيا.

و منها: المشاكلة في قوله: ما وَعَدَ رَبُّكُمْ‏

لأنه عبر عن الوعيد بالوعد لمشاكلة ما قبله.

و منها: التعبير بالماضي عما في المستقبل، في قوله: وَ نادى‏

إشعارا بتحقق وقوعه؛ لأن النداء إنما يكون في الآخرة.

و منها: جناس الاشتقاق في قوله: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ‏

. و فيه أيضا الإبهام إفادة

(1) البحر المحيط.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 377

للتهويل و التعظيم.

و منها: الاستعارة التصريحية في قوله: حَرَّمَهُما

؛ لأنه استعار التحريم للمنع لانقطاع التكليف حينئذ، و في قوله: لِبَلَدٍ مَيِّتٍ‏ ؛ لأنه شبه البلد المجدب الذي لا نبات فيه بالجسد الذي لا روح فيه بجامع عدم الانتفاع في كل على طريق الاستعارة التصريحية.

و منها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله:

فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا و في «زاده»: فشبه‏ «1» معاملته تعالى مع الكفار بمعاملة من نسي عبده من الخير، و لم يلتفت إليه و شبه عدم إخطارهم لقاء اللّه ببالهم، و عدم مبالاتهم به بحال من عرف شيئا و نسيه، و كثر مثل هذه الاستعارات في القرآن؛ لأن تعليم المعاني التي في عالم الغيب لا يمكن أن يعبر عنها إلا بما يماثلها من عالم الشهادة. اه. و في قوله: وَ غَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا ؛ لأنه شبه شغلهم بالدنيا بالطمع في طول العمر، و حسن العيش بغرور من يخدع في البيع مثلا، بجامع عدم الوصول إلى المقصود في الكل، و في قوله: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ‏ ؛ لأنه شبه لحوق‏ «2» وعيده لهم، و عدم فرارهم منه بانتظار الشي‏ء و ترقبه، فعبر عنه بالانتظار.

و منها: الالتفات في قوله: سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ‏

؛ لأنه التفت عن الغيبة في قوله: وَ هُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ‏ إلى التكلم في قوله: فَسُقْناهُ‏ .

و منها: التتميم في قوله: وَ الْبَلَدُ الطَّيِّبُ ...

الخ؛ لأنه لما قال أولا:

فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ‏ تمم هذا المعنى ببيان كيفية ما يخرج من النبات من الأرض الكريمة و السبخة.

و منها: تخصيص خروج النبات الطيب بقوله:

بِإِذْنِ رَبِّهِ‏ على سبيل‏

(1) الفتوحات.

(2) الفتوحات.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 378

المدح و التشريف، و إن كان كل من النباتين يخرج بإذن اللّه تعالى.

و منها: الكناية في قوله: بِإِذْنِ رَبِّهِ‏

؛ أي: بمشيئته؛ لأنه كناية عن كثرة النبات و حسنه و غزارة نفعه، لأنه أوقعه في مقابلة قوله: وَ الَّذِي خَبُثَ‏ .

و منها: الطباق بين قوله: وَ الْبَلَدُ الطَّيِّبُ‏ و قوله: وَ الَّذِي خَبُثَ‏

. و منها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى‏

؛ لأنه شبه قيام الموتى من قبورهم بإخراج النبات من الأرض، فذكرت الأداة، و لم يذكر وجه الشبه، و هو مطلق الإخراج من العدم.

و منها: إيجاز القصر في قوله: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ

و هو جمع الألفاظ القليلة للمعاني الكثيرة، فالآية مع قلة ألفاظها جمعت معاني كثيرة استوعبت جميع الأشياء و الشؤون على وجه الاستقصاء حتى قال ابن عمر: من بقي له شي‏ء ..

فليطلبه، و هذا الأسلوب البليغ يسمى إيجاز قصر.

و منها: الاكتفاء في قوله: يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ

و هو حذف أحد المتقابلين لعلمه من الآخر؛ لأن فيه محذوفا تقديره: و يغشي النهار الليل، و ذكره في آية أخرى، فقال: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَ يُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ‏ .

و منها: التكرار في قوله: وَ نادى‏ وَ نادى‏

، و في قوله: تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ‏ .

و منها: جناس الاشتقاق في قوله: مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا

. و منها: الجناس المماثل في قوله: فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا

. و منها: الاستفهام التوبيخي في مواضع‏

. و منها: الإنكاري في قوله: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ‏

. و منها: الإضافة للتشريف في قوله: رُسُلُ رَبِّنا

.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 379

و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع‏

. و منها: القصر في قوله: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ

. و اللّه سبحانه و تعالى أعلم‏

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 380

قال اللّه سبحانه جلّ و علا:

[سورة الأعراف (7): الآيات 59 الى 74]

لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى‏ قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (60) قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَ لكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَ أَنْصَحُ لَكُمْ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (62) أَ وَ عَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى‏ رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَ لِتَتَّقُوا وَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63)

فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ وَ الَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَ أَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ (64) وَ إِلى‏ عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَ فَلا تَتَّقُونَ (65) قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ وَ إِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ (66) قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَ لكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَ أَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ (68)

أَ وَ عَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى‏ رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَ اذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَ زادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) قالُوا أَ جِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَ نَذَرَ ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَ غَضَبٌ أَ تُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَ آباؤُكُمْ ما نَزَّلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71) فَأَنْجَيْناهُ وَ الَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَ قَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ ما كانُوا مُؤْمِنِينَ (72) وَ إِلى‏ ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَ لا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (73)

وَ اذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ وَ بَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُوراً وَ تَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَ لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74)

. المناسبة

قوله تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى‏ قَوْمِهِ ... الآيات، مناسبة «1» هذه الآية

(1) البحر المحيط.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 381

لما قبلها: أن اللّه سبحانه و تعالى، لما ذكر في هذه السورة مبدأ الخلق الإنساني، و هو آدم عليه السلام، و قص من أخباره ما قص، و استطرد من ذلك إلى المعاد و مصير أهل السعادة إلى الجنة، و أهل الشقاوة إلى النار، و أمره تعالى بترك الذين اتخذوا دينهم لعبا و لهوا، و كان من بعث إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أولا غير مستجيبين له و لا مصدقين لما جاء به عن اللّه سبحانه و تعالى .. قص تعالى عليه أحوال الرسل الذين كانوا قبله، و أحوال من بعثوا إليه على سبيل التسلية له صلى اللّه عليه و سلم، و التأسي بهم، فبدأ بنوح عليه السلام إذ هو آدم الأصغر، و أول رسول بعث إلى من في الأرض، و أمته أدوم تكذيبا له و أقل استجابة.

و عبارة المراغي هنا: أنه سبحانه و تعالى لما ذكر «1» مبدأ الإنسان و معاده، و أن مرده إلى اللّه في يوم تجازى فيه كل نفس بما كسبت .. أردف ذلك بذكر قصص الأنبياء مع أممهم، و إعراضهم عن دعوتهم؛ ليبين للرسول أن الإعراض عن قبول دعوة الأنبياء ليس ببدء في قومك، بل سبق به أقوام كثيرون، و في ذلك تسلية له صلى اللّه عليه و سلم إلى ما فيه من التنبيه إلى أن اللّه تعالى لا يهمل أمر المبطلين، بل يمهلهم، و تكون العاقبة للمتقين، و من العظة و الاعتبار بما حل بمن قبلهم من النكال و الوبال كما قال: لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ‏ .

و في «الخازن»: و اعلم أن‏ «2» اللّه تبارك و تعالى لما ذكر في الآيات المتقدمة دلائل آثار قدرته، و غرائب خلقه و صنعته الدالة على توحيده و ربوبيته، و أقام الدلالة القاطعة على صحة البعث بعد الموت .. أتبع ذلك بقصص الأنبياء عليهم الصلاة و السلام، و ما جرى لهم مع أممهم، و في ذلك تسلية للنبي صلى اللّه عليه و سلم؛ لأنه لم يكن الإعراض عن قبول الحق من قومه فقط، بل قد أعرض عنه سائر الأمم الخالية، و القرون الماضية، و فيه تنبيه على أن عاقبة أولئك الذين كذبوا الرسل كانت إلى الخسار و الهلاك في الدنيا، و في الآخرة إلى العذاب العظيم، فمن كذب بمحمد صلى اللّه عليه و سلم من قومه .. كانت عاقبته مثل أولئك الذين خلوا من قبله من‏

(1) المراغي.

صفحه بعد