کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن

الجزء الأول

الفصل الأول في فضل القرآن الكريم و تلاوته، و تعلمه، و تعليمه الفصل الثاني في كيفية التلاوة لكتاب الله تعالى، و ما يكره منها، و ما يحرم، و اختلاف الناس في ذلك الفصل الثالث في تحذير أهل القرآن و العلم من الرياء، و غيره الفصل الرابع في ذكر ما ينبغي لصاحب القرآن أن يلزم نفسه به، و لا يغفل عنه الفصل الخامس في ما جاء في إعراب القرآن، و تعليمه، و الحث عليه، و ثواب من قرأ القرآن معربا الفصل السادس فيما جاء في فضل تفسير القرآن، و أهله الفصل السابع في بيان مبدأ التفسير، و وضعه الفصل التاسع في بيان ما جاء في حامل القرآن، و من هو، و فيمن عاداه الفصل العاشر في بيان ما يلزم قارى‏ء القرآن، و حامله من تعظيم القرآن و حرمته الفصل الحادي عشر في بيان الكتاب بالسنة الفصل الثاني عشر في بيان كيفية التعلم، و الفقه لكتاب الله، و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم. و ما جاء أنه يسهل على من تقدم العمل به، دون حفظه الفصل الثالث عشر في معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم:«إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه» الفصل الرابع عشر في ذكر جمع القرآن، و سبب كتب عثمان المصاحف، و إحراقه ما سواه، و ذكر من حفظ القرآن من الصحابة - رضي الله عنهم - في زمن النبي صلى الله عليه و سلم الفصل السادس عشر في عدد آي القرآن، و كلماته، و حروفه الفصل السابع عشر في أجزائه، و أحزابه، و أرباعه، و أنصافه، و أثلاثه، و أسباعه الفصل الثامن عشر في تعشيره و تخميسه، و الكتابة في فواتح السور، أو خواتمها، و وضع النقط في منتهى الآية، و غير ذلك الفصل التاسع عشر في بيان أول من وضع النقط، و الشكل، و الشدة، و المدة، و الهمزة، و علامة الغنة في المصاحف، و أول من وضع النحو، و جعل الإعراب فيها الفصل العشرون في تفصيل حروف القرآن، كم فيه من الحروف الفلانية الفصل الحادي و العشرون في بيان معنى القرآن، و معنى السورة، و الكلمة، و الحرف الفصل الثاني و العشرون في بيان معنى النسخ الذي هو فرد من أفراد تنزيل الوحي، و أقسامه، و شرائطه، و الرد على من أنكره، و بيان معنى الناسخ، و المنسوخ، و غير ذلك الفصل الثالث و العشرون في تقسيم السور باعتبار الناسخ، و المنسوخ الفصل الرابع و العشرون في ذكر جملة الإعراض عن المشركين المنسوخ بآية السيف. الفصل الخامس و العشرون في بيان قواعد أصولية لأسباب النزول الفصل السادس و العشرون في التنبيه على أحاديث وضعت في فضائل سور القرآن، و غيره، لا التفات لما وضعه الواضعون، و اختلقه المختلقون من الأحاديث الكاذبة، و الأخبار الباطلة في فضل سور القرآن، و غير ذلك من فضائل الأعمال، و قد ارتكبها جماعة كثيرة اختلفت أغرا الفصل السابع و العشرون في بيان ما جاء من الحجة، في الرد على من طعن في القرآن، و خالف مصحف عثمان بالزيادة، و النقصان الفصل الثامن و العشرون في بيان هل ورد في القرآن كلمات خارجة عن لغات العرب، أم لا؟ الفصل التاسع و العشرون في بيان بعض نكات في إعجاز القرآن، و شرائط المعجزة، و حقيقتها الفصل الثلاثون في تقسيم المعجزات الفهرس مقدمة مقدمة في مبادى‏ء فن التفسير

سورة البقرة

فائدة:

المجلد التاسع

استهلال:

تابع إلى سورة الأنعام:

[سورة الأنعام(6): الآيات 145 الى 153]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

سورة الأعراف

المناسبة: و مناسبة ذكرها بعد سورة الأنعام الناسخ و المنسوخ:

[سورة الأعراف(7): الآيات 1 الى 18]

[سورة الأعراف(7): الآيات 31 الى 43]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: التكرار في قوله: يا بني آدم و منها: المجاز المرسل في قوله: عند كل مسجد و منها: الجناس المغاير بين و لا تسرفوا و بين المسرفين و منها: الطباق بين ظهر و بطن في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الظرفية المجازية في قوله: ادخلوا في أمم و منها: عطف العام على الخاص في قوله: و الإثم و منها: عطف الخاص على العام؛ لمزيد الاعتناء به و منها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: سلطانا و منها: التفصيل بعد الإجمال في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الطباق بين لا يستأخرون.. و لا يستقدمون و منها: الاعتراض في قوله: لا نكلف نفسا إلا وسعها و منها: التهكم في قوله: فذوقوا العذاب و منها: الكناية في قوله: لا تفتح لهم أبواب السماء و منها: تعليق الممكن بالمستحيل إفادة لاستحالته في قوله: و منها: المجاز المرسل في قوله: و منها: الإتيان باسم الإشارة البعيدة في قوله: أن تلكم الجنة و منها: الاستعارة في قوله: لهم من جهنم مهاد و من فوقهم غواش و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع

[سورة الأعراف(7): الآيات 44 الى 58]

المناسبة الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: المقابلة في قوله: و نادى أصحاب الجنة أصحاب النار و منها: المشاكلة في قوله: ما وعد ربكم و منها: التعبير بالماضي عما في المستقبل، في قوله: و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: فأذن مؤذن و منها: الاستعارة التصريحية في قوله: حرمهما و منها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: و منها: الالتفات في قوله: سقناه لبلد ميت و منها: التتميم في قوله: و البلد الطيب... و منها: تخصيص خروج النبات الطيب بقوله: و منها: الكناية في قوله: بإذن ربه و منها: الطباق بين قوله: و البلد الطيب و قوله: و الذي خبث و منها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: كذلك نخرج الموتى و منها: إيجاز القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر و منها: الاكتفاء في قوله: يغشي الليل النهار و منها: التكرار في قوله: و نادى و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: من شفعاء فيشفعوا لنا و منها: الجناس المماثل في قوله: فاليوم ننساهم كما نسوا و منها: الاستفهام التوبيخي في مواضع و منها: الإنكاري في قوله: هل ينظرون إلا تأويله و منها: الإضافة للتشريف في قوله: رسل ربنا و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع و منها: القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر

[سورة الأعراف(7): الآيات 59 الى 74]

المناسبة الإعراب

المجلد العاشر

تتمة سورة الأعراف

خاتمة في خلاصة ما اشتملت عليه هذه السورة من الموضوعات شعر الفهرس

المجلد السادس عشر

سورة الإسراء

شعر الفهرس

المجلد الرابع و العشرون

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن


صفحه قبل

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 396

إضافة ناقَةُ إلى‏ اللَّهَ‏ تعالى تشريف لها و تكريم كما يقال: بيت اللّه و روح اللّه.

و وجه كونها معجزة له خارقة للعادة أنها خرجت من صخرة في الجبل، و كونها لا من ذكر و لا من أنثى، و كان خلقها من غير حمل و لا تدريج؛ لأنه خلقت في ساعة، و خرجت من الصخرة، و قيل: لأنها كان لها شرب يوم و لجميع قبيلة ثمود شرب يوم، و هذه من المعجزة أيضا؛ لأن ناقة تشرب ما تشربه قبيلة معجزة، و كانوا يحلبونها في يوم شربها قدر ما يكفيهم جميعهم، و يقوم لهم مقام الماء، و هذا أيضا معجزة. و قيل: إن سائر الوحوش و الحيوانات كانت تمتنع من شرب الماء في يوم نوبتها، و تشرب في يوم نوبة ثمود، و هذا أيضا معجزة، و إنما أضافها إلى اللّه؛ لأن اللّه تعالى خلقها من غير واسطة ذكر و أنثى. و قيل: لأنها لم يملكها أحد إلا اللّه تعالى. و قيل: لأنها كانت حجة اللّه على قوم صالح، و إنما استشهد صالح على صحة نبوته بالناقة؛ لأنهم سألوه إياها آية دالة على صدق دعوته، و صحة نبوته.

ثم ذكر ما يترتب على كونها آية من أنه لا ينبغي التعرض لها، فقال:

فَذَرُوها ؛ أي: فاتركوها حالة كونها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ‏ ؛ أي: في الحجر؛ أي: إن الأرض أرض اللّه، و الناقة ناقة اللّه، فاتركوها تأكل ما تأكل في أرض ربها، و ليس لكم أن تحولوا بينها و بين أرض ربها، فليست الأرض لكم و لا ما فيها من النبات من إنباتكم، و كانت الناقة مع ولدها ترعى الشجر و تشرب الماء ترد غبا، فإذا كان يومها وضعت رأسها في البئر، فما ترفعه حتى تشرب كل ما فيها، ثم تفجج فيحلبون ما شاؤوا حتى تمتلى‏ء أوانيهم، فيشربون و يدخرون. و قرأ أبو جعفر في رواية: تأكل- بالرفع- و هو في محل حال حينئذ.

وَ لا تَمَسُّوها ؛ أي: و لا تقربوها بِسُوءٍ ؛ أي: بضرر من عقر و ضرب مثلا؛ أي: لا تضربوها و لا تعقروها و لا تطردوها و لا تقربوها بشي‏ء من أنواع الأذى، و لا تتعرضوا لها بوجه من الوجوه التي تسوؤها و تضرها في نفسها، و لا في أكلها إكراما لآية اللّه تعالى: فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‏ بسبب أذاها؛ أي: فإنكم‏

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 397

إن فعلتم ذلك أخذكم عذاب أليم؛ أي: إذا لم تتركوا مسها بشي‏ء من السوء أخذكم عذاب أليم، أي: شديد الألم. و قد وصف العذاب في سورة هود بالقريب، و هو يقع بعد ثلاثة أيام من مسهم إياها بالسوء، و كذلك كان، و جاء في سورة القمر: وَ نَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) و جاء تفسير هذا في سورة الشعراء: هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَ لَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ‏ ؛ أي: إن الماء الذي كانوا يشربون منه قسمة بينهم و بين الناقة؛ إذ كان ماء قليلا، فكانوا يشربونه يوما و تشرب هي يوما، و قد روي عن ابن عباس: أنهم كانوا يستعيضون عن الماء يوم شربها بلبنها.

ثم ذكرهم بنعم اللّه عليهم، و بوجوب شكرها بعبادته تعالى وحده، فقال:

وَ اذْكُرُوا ؛ أي: و تذكروا يا قومي نعم اللّه عليكم، و إحسانه إليكم‏ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ ؛ أي: جعلكم خلفاء في الأرض عن عاد في الحضارة و العمران و القوة و البأس‏ وَ بَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ‏ ؛ أي: أنزلكم و أسكنكم منازلهم في الأرض حالة كونكم‏ تَتَّخِذُونَ‏ ؛ أي: تعملون و تصنعون‏ مِنْ سُهُولِها ؛ أي: من سهول الأرض- جمع سهل- و السهل من الأرض: اللين، و هو غير الجبل؛ أي: تصنعون و تأخذون من سهول الأرض و ترابها قُصُوراً ؛ أي: مادة قصور كالطين و اللبن و الآجر، و المعنى: تتخذون من سهولها قصورا زاهية و دورا عالية بما ألهمكم اللّه من حذق في الصناعة، فجعلكم تضربون اللبن و تحرقونه آجرا- الطوب المحرق- و تستعملون الجص، و تجيدون هندسة البناء و دقة النجارة وَ تَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً ؛ أي: تنقبون من الجبال بيوتا؛ إذ علمكم صناعة النحت، و آتاكم القوة و الجلد. روي أنهم كانوا يسكنون الجبال في الشتاء لما في البيوت المنحوتة من القوة، فلا تؤثر فيها الأمطار و العواصف، و يسكنون السهول في باقي الفصول للزراعة و العمل. و قال الشوكاني: وَ تَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً ؛ أي: تتخذون في الجبال التي هي صخور بيوتا تسكنون فيها، و قد كانوا لقوتهم و صلابة أبدانهم ينحتون الجبال، فيتخذون فيها كهوفا يسكنون فيها؛ لأن الأبنية و السقوف لطول أعمارهم كانت تفنى قبل فناء أعمارهم. اه.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 398

و الخلاصة:

تبنون قصورا عالية، و بيوتا رفيعة للصيف بما تعملون من سهول الأرض من الطين و اللبن و الآجر و الجبس، و تنقبون في الجبال بيوتا للشتاء، و ذلك لطول أعمارهم، فإن السقوف و الأبنية تتهدم قبل انقضاء أعمارهم، فكان عمر واحد منهم ثلاث مئة سنة إلى ألف سنة كقوم هود. قال‏ «1» وهب: كان الرجل يبني البنيان، فتمر عليه مئة سنة، فيخرب، ثم يجدده، فتمر عليه مئة سنة، فيخرب، ثم يجدده، فتمر عليه مئة سنة، فيخرب، فأضجرهم ذلك، فاتخذوا الجبال بيوتا. و سميت القصور قصورا؛ لقصور الفقراء عن تحصيلها و حبسهم عن نيلها. فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ‏ ؛ أي: تذكروا نعم اللّه تعالى عليكم بالشكر عليها، فإنكم متنعمون مترفون‏ وَ لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ‏ قال قتادة «2» : معناه و لا تسيروا في الأرض مفسدين و مكثرين فيها الفساد، و العثو: أشد الفساد. و قيل:

أراد به عقر الناقة، و قيل: هو على ظاهره، فيدخل فيه النهي عن جميع أنواع الفساد، و المعنى على هذا: و لا تعملوا في الأرض شيئا من أنواع الفساد،

و المعنى:

و تذكروا هذه النعم العظام، و اشكروها له بتوحيده، و إفراده بالعبادة، و لا تتصرفوا فيها تصرف كفران و جحود بفعل ما لا يرضي اللّه الذي خلقها لكم بالكفر، و العثي في الأرض بالفساد.

و قرأ الحسن‏ «3» : و تنحَتون- بفتح الحاء- و زاد الزمخشري أنه قرأ:

و تنحاتون- بإشباع الفتحة-. و قرأ ابن مصرف بالياء من أسفل و كسر الحاء.

و قرأ أبو مالك بالياء من أسفل و فتح الحاء، و من قرأ بالياء فهو التفات، و قرأ الأعمش: تِعثوا- بكسر التاء- لقولهم: أنت تعلم و هي لغة.

قصة الناقة

و روي: أن هذه الناقة هي آية مقترحة لقوم صالح لما حذرهم و أنذرهم سألوه آية، فقال: أية آية تريدون؟ قالوا: تخرج معنا إلى عيدنا في يوم معلوم لهم من السنة، فتدعو إلهك، و ندعو آلهتنا، فإن استجيب لك اتبعناك، و إن استجيب‏

(1) البحر المحيط.

(2) الخازن.

(3) البحر المحيط.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 399

لنا اتبعتنا. قال صالح: نعم. فخرج معهم، فدعوا أوثانهم و سألوها الإجابة، فلم تجبهم، ثم قال سيدهم- جندع بن عمرو بن جواس، و أشار إلى صخرة منفردة من ناحية الجبل يقال لها: الكاثبة- أخرج لنا من هذه الصخرة ناقة مخترجة جوفاء و براء عشراء، و المخترجة: ما شاكلت البخت من الإبل، فأخذ صالح عليه السلام مواثيقهم لئن فعلت ذلك لتؤمنن و لتصدقن قالوا: نعم. فصلى ركعتين، و دعا ربه، فتمخضت الصخرة تمخض النتوج بولدها، ثم تحركت، فانصدعت عن ناقة كما وصفوا، لا يعلم ما بين جنبيها إلا اللّه عظما، و هم ينظرون، ثم نتجت سقبا مثلها في العظم، فآمن به جندع و رهط من قومه، و أراد أشراف ثمود أن يؤمنوا، فنهاهم ذؤاب بن عمرو بن لبيد، و الحباب صاحبا أوثانهم، و ريان ابن كاهنهم، و كانوا من أشراف ثمود، و هذه الناقة و سقبها مشهور قصتهما عند جاهلية العرب. قال أبو موسى الأشعري: أتيت أرض ثمود، فذرعت صدر الناقة، فوجدته ستين ذراعا.

الإعراب‏

لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى‏ قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) .

لَقَدْ (اللام): موطئة للقسم المحذوف. (قد): حرف تحقيق‏ أَرْسَلْنا نُوحاً : فعل و فاعل و مفعول، و الجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب، و جملة القسم المحذوف مستأنفة. إِلى‏ قَوْمِهِ‏ : جار و مجرور و مضاف إليه متعلق ب أَرْسَلْنا . فَقالَ‏ : (الفاء): حرف عطف و تفريع، (قال): فعل ماض، و فاعله ضمير يعود على (نوح)، و الجملة معطوفة مفرعة على جملة أَرْسَلْنا .

يا قَوْمِ‏ إلى آخر الآية مقول محكي ل (قال)، و إن شئت قلت: يا : حرف نداء، قَوْمِ‏ : منادى مضاف، و جملة النداء في محل النصب مقول (قال).

اعْبُدُوا اللَّهَ‏ : فعل و فاعل و مفعول، و الجملة في محل النصب مقول (قال) على كونها جواب النداء. ما نافية. لَكُمْ‏ : جار و مجرور خبر مقدم. مِنْ‏ زائدة. يَشْكُرُونَ‏ : مبتدأ مؤخر. إِلهٍ‏ : صفة ل إِلهٍ‏ تابع لمحله، و التقدير: ما

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 400

إله غير اللّه كائن لكم، و الجملة في محل النصب مقول (قال) على كونها مسوقة لتعليل العبادة، أو للأمر بها كما في «أبي السعود» إِنِّي‏ : (إن): حرف نصب، و (الياء): اسمها. أَخافُ‏ : فعل مضارع، و فاعله ضمير يعود على (نوح). عَلَيْكُمْ‏ : متعلق ب أَخافُ‏ . عَذابَ يَوْمٍ‏ : مفعول به و مضاف إليه.

عَظِيمٍ‏ صفة ل (اللّه)، و جملة أَخافُ‏ في محل الرفع خبر (إن)، و جملة (إن) في محل النصب مقول (قال) معللة للعبادة ببيان الصارف عن تركها إثر تعليلها ببيان الداعي إليها. ذكره «أبو السعود».

قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (60) .

قالَ الْمَلَأُ : فعل و فاعل، و الجملة مستأنفة. مِنْ قَوْمِهِ‏ : جار و مجرور و مضاف إليه حال من‏ الْمَلَأُ . إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ‏ مقول محكي ل قالَ‏ ، و إن شئت قلت: إِنَّا : (إن): حرف نصب. (نا): ضمير المتكلمين في محل النصب اسمها. لَنَراكَ‏ : (اللام): حرف ابتداء، (نراك): فعل و مفعول أول، و فاعله ضمير يعود على المتكلمين. فِي ضَلالٍ‏ :

جار و مجرور في محل النصب على كونه مفعولا ثانيا ل (رأى)؛ لأن (رأى) هنا من أفعال القلوب. مُبِينٍ‏ : صفة ضَلالٍ‏ ، و جملة (رأى): في محل الرفع خبر (إن)، و جملة (إن) في محل النصب مقول (قال).

قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَ لكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (61) .

قالَ‏ فعل ماض، و فاعله ضمير يعود على (نوح)، و الجملة مستأنفة.

يا قَوْمِ‏ إلى قوله: فَكَذَّبُوهُ‏ مقول محكي ل قالَ‏ ، و إن شئت قلت: يا :

حرف نداء. قَوْمِ‏ : منادى مضاف، و جملة النداء في محل النصب مقول‏ قالَ‏ . لَيْسَ‏ : فعل ماض ناقص. بِي‏ : جار و مجرور خبر ل لَيْسَ‏ مقدم على اسمها. ضَلالَةٌ : اسمها مؤخر، و جملة لَيْسَ‏ في محل النصب مقول على كونها جواب النداء. وَ لكِنِّي‏ : (الواو): عاطفة، (لكن): حرف استدراك، و (النون): للوقاية، و (الياء): اسمها. رَسُولٌ‏ : خبرها. مِنْ رَبِ‏

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 401

الْعالَمِينَ‏ : جار و مجرور صفة ل رَسُولٌ‏ ، و جملة (لكن) في محل النصب مقول‏ قالَ‏ على كونها استدراكا على ما قبلها.

أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَ أَنْصَحُ لَكُمْ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (62) .

أُبَلِّغُكُمْ‏ : فعل و مفعول أول. رِسالاتِ رَبِّي‏ : مفعول ثان و مضاف إليه، و فاعله ضمير يعود على (نوح). وَ أَنْصَحُ‏ فعل مضارع مرفوع و الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره آنا يعود على نوح‏ لَكُمْ‏ : جار و مجرور متعلق به، و الجملة في محل النصب معطوفة على جملة أُبَلِّغُكُمْ‏ . وَ أَعْلَمُ‏ : فعل مضارع، و فاعله ضمير يعود على نوح، و الجملة معطوفة على جملة أُبَلِّغُكُمْ‏ . مِنَ اللَّهِ‏ :

جار و مجرور متعلق ب أَعْلَمُ‏ ، أو حال من‏ ما الموصولة المذكورة بعده، أو من عائده المحذوف؛ لأن علم هنا بمعنى عرف، فيتعدى إلى مفعول واحد.

ما : موصولة، أو موصوفة في محل النصب مفعول علم. لا تَعْلَمُونَ‏ : فعل و فاعل، و الجملة صلة ل ما ، أو صفة لها، و العائد أو الرابط محذوف تقديره:

ما لا تعلمونه.

أَ وَ عَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى‏ رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَ لِتَتَّقُوا وَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ‏ .

أَ وَ (الهمزة): للاستفهام الإنكاري داخلة على محذوف، و (الواو):

عاطفة على ذلك المحذوف، عَجِبْتُمْ‏ : فعل و فاعل، و الجملة معطوفة على محذوف تقديره: أكذبتم و عجبتم، و الجملة المحذوفة مع ما عطف عليها في محل النصب مقول‏ قالَ‏ . أَنْ‏ : مصدرية. جاءَكُمْ‏ : فعل و مفعول في محل النصب ب أَنْ‏ المصدرية. ذِكْرٌ : فاعل ل (جاء). مِنْ رَبِّكُمْ‏ : صفة ل ذِكْرٌ ، أو متعلق ب (جاء)، و جملة (جاء) في تأويل مصدر منصوب ب عَجِبْتُمْ‏ تقديره: أو عجبتم مجي‏ء ذكر من ربكم. عَلى‏ رَجُلٍ‏ : جار و مجرور إما متعلق ب (جاء)؛ لأنه بمعنى نزل، أو حال من الضمير المستكن في الجار و المجرور قبله؛ أي: ذكر كائن من ربكم حال كونه نازلا على رجل منكم.

(مّنكم): جار و مجرور صفة ل رَجُلٍ‏ . لِيُنْذِرَكُمْ‏ : (اللام): حرف جر و تعليل. (ينذركم): فعل و مفعول منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام كي،

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 402

و فاعله ضمير يعود على‏ رَجُلٍ‏ ، و الجملة في تأويل مصدر مجرور بلام كي، الجار و المجرور متعلق ب (جاء)، و التقدير: أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لإنذاره إياكم. وَ لِتَتَّقُوا : (الواو): عاطفة. لِتَتَّقُوا : فعل و فاعل منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام كي، و الجملة في تأويل مصدر مجرور باللام تقديره: و لاتقاءكم عذاب اللّه، الجار و المجرور معطوف على الجار و المجرور قبله على كونه متعلقا ب (جاء). وَ لَعَلَّكُمْ‏ : ناصب و اسمه، و جملة تُرْحَمُونَ‏ في محل الرفع خبر (لعل)، و جملة (لعل) في محل الجر بلام التعليل المقدرة معطوفة على جملة لِيُنْذِرَكُمْ‏ ؛ لأنها علة ثالثة؛ أي: جاءكم لإنذاركم، و لاتقائكم عذاب اللّه، و لرجائكم رحمة اللّه تعالى.

فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ وَ الَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَ أَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ (64) .

فَكَذَّبُوهُ‏ (الفاء): فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا عرفت ما قال لهم نوح و ما قالوا له، و أردت بيان عاقبة أمره و أمرهم ..

فأقول لك: (كذبوه): فعل و فاعل و مفعول، و الجملة في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، و جملة إذا المقدرة مستأنفة. فَأَنْجَيْناهُ‏ : (الفاء): عاطفة، (أنجيناه): فعل و فاعل و مفعول معطوف على (كذبوه). وَ الَّذِينَ‏ : اسم موصول في محل النصب معطوف على الضمير في (أنجيناه). مَعَهُ‏ : ظرف و مضاف إليه صلة الموصول. فِي الْفُلْكِ‏ : جار و مجرور متعلق ب (أنجيناه)، أو متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الظرف قبله. وَ أَغْرَقْنَا الَّذِينَ‏ : فعل و فاعل و مفعول معطوف على (أنجيناه). كَذَّبُوا : فعل و فاعل صلة الموصول.

بِآياتِنا : متعلق ب (كذّبوا). إِنَّهُمْ‏ : (إن): حرف نصب، و (الهاء):

اسمها. كانُوا : فعل ناقص و اسمه. قَوْماً : خبرها. عَمِينَ‏ : صفة ل قَوْماً منصوب بالياء، و جملة (كان) في محل الرفع خبر (إن)، و جملة (إن) مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها أعني: أغرقنا.

صفحه بعد