کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن

الجزء الأول

الفصل الأول في فضل القرآن الكريم و تلاوته، و تعلمه، و تعليمه الفصل الثاني في كيفية التلاوة لكتاب الله تعالى، و ما يكره منها، و ما يحرم، و اختلاف الناس في ذلك الفصل الثالث في تحذير أهل القرآن و العلم من الرياء، و غيره الفصل الرابع في ذكر ما ينبغي لصاحب القرآن أن يلزم نفسه به، و لا يغفل عنه الفصل الخامس في ما جاء في إعراب القرآن، و تعليمه، و الحث عليه، و ثواب من قرأ القرآن معربا الفصل السادس فيما جاء في فضل تفسير القرآن، و أهله الفصل السابع في بيان مبدأ التفسير، و وضعه الفصل التاسع في بيان ما جاء في حامل القرآن، و من هو، و فيمن عاداه الفصل العاشر في بيان ما يلزم قارى‏ء القرآن، و حامله من تعظيم القرآن و حرمته الفصل الحادي عشر في بيان الكتاب بالسنة الفصل الثاني عشر في بيان كيفية التعلم، و الفقه لكتاب الله، و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم. و ما جاء أنه يسهل على من تقدم العمل به، دون حفظه الفصل الثالث عشر في معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم:«إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه» الفصل الرابع عشر في ذكر جمع القرآن، و سبب كتب عثمان المصاحف، و إحراقه ما سواه، و ذكر من حفظ القرآن من الصحابة - رضي الله عنهم - في زمن النبي صلى الله عليه و سلم الفصل السادس عشر في عدد آي القرآن، و كلماته، و حروفه الفصل السابع عشر في أجزائه، و أحزابه، و أرباعه، و أنصافه، و أثلاثه، و أسباعه الفصل الثامن عشر في تعشيره و تخميسه، و الكتابة في فواتح السور، أو خواتمها، و وضع النقط في منتهى الآية، و غير ذلك الفصل التاسع عشر في بيان أول من وضع النقط، و الشكل، و الشدة، و المدة، و الهمزة، و علامة الغنة في المصاحف، و أول من وضع النحو، و جعل الإعراب فيها الفصل العشرون في تفصيل حروف القرآن، كم فيه من الحروف الفلانية الفصل الحادي و العشرون في بيان معنى القرآن، و معنى السورة، و الكلمة، و الحرف الفصل الثاني و العشرون في بيان معنى النسخ الذي هو فرد من أفراد تنزيل الوحي، و أقسامه، و شرائطه، و الرد على من أنكره، و بيان معنى الناسخ، و المنسوخ، و غير ذلك الفصل الثالث و العشرون في تقسيم السور باعتبار الناسخ، و المنسوخ الفصل الرابع و العشرون في ذكر جملة الإعراض عن المشركين المنسوخ بآية السيف. الفصل الخامس و العشرون في بيان قواعد أصولية لأسباب النزول الفصل السادس و العشرون في التنبيه على أحاديث وضعت في فضائل سور القرآن، و غيره، لا التفات لما وضعه الواضعون، و اختلقه المختلقون من الأحاديث الكاذبة، و الأخبار الباطلة في فضل سور القرآن، و غير ذلك من فضائل الأعمال، و قد ارتكبها جماعة كثيرة اختلفت أغرا الفصل السابع و العشرون في بيان ما جاء من الحجة، في الرد على من طعن في القرآن، و خالف مصحف عثمان بالزيادة، و النقصان الفصل الثامن و العشرون في بيان هل ورد في القرآن كلمات خارجة عن لغات العرب، أم لا؟ الفصل التاسع و العشرون في بيان بعض نكات في إعجاز القرآن، و شرائط المعجزة، و حقيقتها الفصل الثلاثون في تقسيم المعجزات الفهرس مقدمة مقدمة في مبادى‏ء فن التفسير

سورة البقرة

فائدة:

المجلد التاسع

استهلال:

تابع إلى سورة الأنعام:

[سورة الأنعام(6): الآيات 145 الى 153]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

سورة الأعراف

المناسبة: و مناسبة ذكرها بعد سورة الأنعام الناسخ و المنسوخ:

[سورة الأعراف(7): الآيات 1 الى 18]

[سورة الأعراف(7): الآيات 31 الى 43]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: التكرار في قوله: يا بني آدم و منها: المجاز المرسل في قوله: عند كل مسجد و منها: الجناس المغاير بين و لا تسرفوا و بين المسرفين و منها: الطباق بين ظهر و بطن في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الظرفية المجازية في قوله: ادخلوا في أمم و منها: عطف العام على الخاص في قوله: و الإثم و منها: عطف الخاص على العام؛ لمزيد الاعتناء به و منها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: سلطانا و منها: التفصيل بعد الإجمال في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الطباق بين لا يستأخرون.. و لا يستقدمون و منها: الاعتراض في قوله: لا نكلف نفسا إلا وسعها و منها: التهكم في قوله: فذوقوا العذاب و منها: الكناية في قوله: لا تفتح لهم أبواب السماء و منها: تعليق الممكن بالمستحيل إفادة لاستحالته في قوله: و منها: المجاز المرسل في قوله: و منها: الإتيان باسم الإشارة البعيدة في قوله: أن تلكم الجنة و منها: الاستعارة في قوله: لهم من جهنم مهاد و من فوقهم غواش و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع

[سورة الأعراف(7): الآيات 44 الى 58]

المناسبة الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: المقابلة في قوله: و نادى أصحاب الجنة أصحاب النار و منها: المشاكلة في قوله: ما وعد ربكم و منها: التعبير بالماضي عما في المستقبل، في قوله: و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: فأذن مؤذن و منها: الاستعارة التصريحية في قوله: حرمهما و منها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: و منها: الالتفات في قوله: سقناه لبلد ميت و منها: التتميم في قوله: و البلد الطيب... و منها: تخصيص خروج النبات الطيب بقوله: و منها: الكناية في قوله: بإذن ربه و منها: الطباق بين قوله: و البلد الطيب و قوله: و الذي خبث و منها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: كذلك نخرج الموتى و منها: إيجاز القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر و منها: الاكتفاء في قوله: يغشي الليل النهار و منها: التكرار في قوله: و نادى و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: من شفعاء فيشفعوا لنا و منها: الجناس المماثل في قوله: فاليوم ننساهم كما نسوا و منها: الاستفهام التوبيخي في مواضع و منها: الإنكاري في قوله: هل ينظرون إلا تأويله و منها: الإضافة للتشريف في قوله: رسل ربنا و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع و منها: القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر

[سورة الأعراف(7): الآيات 59 الى 74]

المناسبة الإعراب

المجلد العاشر

تتمة سورة الأعراف

خاتمة في خلاصة ما اشتملت عليه هذه السورة من الموضوعات شعر الفهرس

المجلد السادس عشر

سورة الإسراء

شعر الفهرس

المجلد الرابع و العشرون

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن


صفحه قبل

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 411

وَ أَنْصَحُ لَكُمْ‏ يقال‏ «1» : نصحته و نصحت له كما يقال شكرته و شكرت له، و النصح: إرادة الخير لغيره كما يريده لنفسه. و قيل: النصح: تحري قول أو فعل فيه صلاح للغير. و قيل: حقيقة النصح تعريف وجه المصلحة مع خلوص النية من شوائب المكر.

و المعنى:

أنه قال: أبلغكم جميع تكاليف اللّه و شرائعه، و أرشدكم إلى الوجه الأصلح و الأصوب لكم، و أدعوكم إلى ما دعاني إليه، و أحب لكم ما أحب لنفسي. قال بعضهم: و الفرق بين إبلاغ الرسالة و بين النصيحة هو أن تبليغ الرسالة أن يعرفهم جميع أوامر اللّه و نواهيه، و جميع أنواع التكاليف التي أوجبها عليهم، و أما النصيحة فهي أن يرغبهم في قبول تلك الأوامر و النواهي و العبادات، و يحذرهم عذابه إن عصوه.

ذِكْرٌ و الذكر: الموعظة. عَلى‏ رَجُلٍ‏ ؛ أي: على لسانه‏ مِنْكُمْ‏ ؛ أي:

من جنسكم‏ فِي الْفُلْكِ‏ و في «المختار»: الفلك السفينة واحد و جمع تذكر و تؤنث قال تعالى: فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ‏ فأفرد و ذكر، و قال: وَ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ‏ فأنث، و يحتمل الإفراد و الجمع، و قال: حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَ جَرَيْنَ بِهِمْ‏ فجمع و كأنه يذهب‏ «2» بها إذا كانت واحدة إلى المركب فتذكر، و إلى السفينة فتؤنث. اه.

عَمِينَ‏ عن فهم الحق‏ «3» جمع عم صفة مشبهة لكن تصرف فيه بحذف لامه كقاض إذا جمع، فأصله عميين بيائين: الأولى مكسورة، و الثانية ساكنة حذفت الأولى تخفيفا على حد قول ابن مالك:

و احذف من المقصور في جمع على‏

حدّ المثنّى ما به تكمّلا

و في «السمين» و يقال: عم إذا كان أعمى البصير غير عارف بأموره،

(1) الفتوحات.

(2) أي فكأنه يلاحظ فيها معنى المركب فتذكر، أو معنى السفينة فتؤنث اه مؤلفه.

(3) الفتوحات.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 412

و أعمى؛ أي: في البصرة و هذا قول الليث. كما قال زهير:

و أعلم علم اليوم و الأمس قبله‏

و لكنّني عن علم ما في غد عمي‏

و قيل: عم و أعمى بمعنى كخضر و أخضر. و قال بعضهم: عم فيه دلالة على ثبوت الصفة و استقرارها كفرح و ضيق، و لو أريد الحدوث .. لقيل عام كما يقال: فارح و ضائق. و قد قرى‏ء: قوما عامين حكاها الزمخشري. اه.

أَخاهُمْ هُوداً الأخ هنا: هو الأخ في النسب، و تقول العرب في أخوة الجنس: يا أخا العرب. فِي سَفاهَةٍ و السفاهة: خفة العقل و الحمق.

فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ‏ و الآلاء «1» : جمع إلي- بكسر الهمزة و سكون اللام- كحمل و أحمال، أو جمع ألي- بضم الهمزة و سكون اللام- كقفل و أقفال، أو جمع إلى- بكسر الهمزة و فتح اللام- كضلع و أضلاع و عنب و أعناب، أو جمع ألى- بفتحهما- كقفا و أقفاء اه «سمين». و الإلى على جميع أوجهها النعمة، و أما إلى الذي هو من حروف الجر .. فلا يجمع؛ لأنها حرف، و الحرف لا يجمع.

لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ‏ هو «2» مصدر محذوف الزوائد، و أصل هذا المصدر:

الإيجاد من قولك: أوجدته إيجادا إذا أفردته، فحذفت الهمزة و الألف، و هما الزائدان.

قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَ غَضَبٌ‏ و الرجس‏ «3» : العذاب من الأرجاس الذي هو الاضطراب، و الغضب: إرادة الانتقام.

أَ تُجادِلُونَنِي‏ المجادلة: المماراة و المخاصمة، و السلطان الحجة و الدليل، و الدابر الآخر، و يراد به الاستئصال؛ أي: أهلكناهم جميعا.

وَ إِلى‏ ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً و أخوة صالح لهم أخوة في النسب كأخوة هود لقومه، كما تقدم في مبحث التفسير، و البينة: المعجزة الظاهرة الدلالة.

وَ اذْكُرُوا ؛ أي: تذكروا.

(1) الفتوحات.

(2) العكبري.

(3) أبو السعود.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 413

وَ بَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ‏ ؛ أي: أنزلكم فيها، و جعلها مباءة لكم، و المباءة في الأصل أعطان الإبل، و الأرض: المراد بها: أرض الحجر بين الحجاز و الشام إلى وادي القرى.

وَ تَنْحِتُونَ‏ و النّحت: نجر الشي‏ء الصلب اه «أبو السعود». و في «القاموس»: نحته ينحته- كيضربه و ينصره و يعلمه- براه، و نحت السفر البعير أنضاه، و فلانا صرعه، و النحاتة البراية، و المنحت ما ينحت به اه. و العيث و العثي: الفساد.

البلاغة

و قد تضمنت هذه الآيات ضروبا من البلاغة و الفصاحة و البيان و البديع:

فمنها: التكرار في قوله: يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ‏

، و في قوله: أَ وَ عَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ‏ ، و في قوله: قالَ الْمَلَأُ ، و في قوله:

أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي‏ ، و في قوله: وَ اذْكُرُوا ، و في قوله: فَأَنْجَيْناهُ وَ الَّذِينَ مَعَهُ‏ ، و في قوله: سَفاهَةٍ .

و منها: المبالغة «1» بجعل الضلال ظرفا له حيث قالوا:

إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ‏ و زادوا في المبالغة حيث صدروا الجملة ب (إن) و زادوا في خبرها اللام.

و منها: التعميم في قوله: لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ لأنها أعم من الضلال‏

، و ذلك لأن ضلالة دالة على واحدة غير معينة، و نفي فرد غير معين نفي عام. و فيه أيضا المبالغة في الرد عليهم؛ لأنه نفى أن تلتبس به ضلالة واحدة فضلا عن أن يحيط به الضلال، و لو قال: لست ضالا لم يؤد هذا المؤدى.

و منها: الإضافة في قوله: يا قَوْمِ‏

استمالة لقلوبهم إلى الحق.

و منها: الاستعطاف‏ «2» و التحضيض على تحصيل التقوى في قوله: أَ فَلا تَتَّقُونَ‏

(1) الفتوحات.

(2) البحر المحيط.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 414

و منها: الإضافة لتشريف المضاف إليه في قوله: ناقَةُ اللَّهِ‏

و فِي أَرْضِ اللَّهِ‏ كالإضافة في بيت اللّه و روح اللّه.

و منها: الرجوع في قوله: لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ

، و في قوله: لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ : و هو العود إلى الكلام السابق بالنقض و الإبطال.

و منها: جناس الاشتقاق في قوله: فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ‏

، و في قوله: فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها .

و منها: المجاز العقلي في قوله: أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ‏

لأن إسناد المجي‏ء إلى الذكر مجاز.

و منها: المجاز بالحذف في قوله: رَجُلٍ مِنْكُمْ‏ ؛ أي:

على لسان رجل منكم.

و منها: الاستفهام الإنكاري التوبيخي في مواضع كقوله: أَ وَ عَجِبْتُمْ‏

مثلا.

و منها: الكناية في قوله: وَ قَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا

لأنه كناية لطيفة عن استئصالهم جميعا بالهلاك.

و منها: التنكير في قوله: وَ لا تَمَسُّوها بِسُوءٍ

إفادة للتقليل و التنكير؛ أي:

لا تمسوها بأدنى سوء.

و منها: الإتيان بحرف الترجي في قوله: وَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ‏ للتنبيه‏

«1» على عزة المطلب، و أن التقوى غير موجبة للرحمة، بل هي منوطة بفضل اللّه تعالى، و أن المتقي ينبغي له أن لا يعتمد على تقواه، و لا يأمن عذاب اللّه تعالى، كما مر.

و منها: الطباق في قوله:

تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُوراً وَ تَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً بين لفظي الجبال و السهول.

و منها: الاستعارة في قوله: وَ الَّذِينَ مَعَهُ‏

لأن المعية «2» مجاز عن‏

(1) الفتوحات.

(2) شهاب.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 415

المتابعة، و في قوله: وَ لا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‏ لأن‏ «1» المس و الأخذ هنا استعارة.

و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع‏

. و اللّه سبحانه تعالى أعلم‏

(1) البحر المحيط.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 416

قال اللّه سبحانه جلّ و علا:

[سورة الأعراف (7): الآيات 75 الى 87]

قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (76) فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَ عَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَ قالُوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَ قالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَ نَصَحْتُ لَكُمْ وَ لكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)

وَ لُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَ تَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) وَ ما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنْجَيْناهُ وَ أَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (83) وَ أَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84)

وَ إِلى‏ مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَ الْمِيزانَ وَ لا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) وَ لا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَ اذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) وَ إِنْ كانَ طائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَ طائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنا وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ (87)

. التفسير و أوجه القراءة

قوله تعالى: قالَ الْمَلَأُ و الأشراف‏ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا ؛ أي: تكبروا عن الإيمان باللّه تعالى و بصالح‏ مِنْ قَوْمِهِ‏ ؛ أي: من قوم صالح. قرأ «1» ابن عامر: و قال الملأ- بواو عطف-. و قرأ الجمهور: قالَ‏ بغير واو-.

لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا منهم؛ أي: للمساكين الذين استضعفهم المستكبرون‏

(1) البحر المحيط.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏9، ص: 417

و استذلوهم، و عدوهم أراذل، و قوله: لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ‏ بدل من الموصول بإعادة الجار بدل كل من كل إن قلنا: إن ضمير مِنْهُمْ‏ عائد إلى قومه؛ أي: قالوا للمؤمنين الذين استضعفوهم بطريق الاستهزاء و السخرية، أو بدل بعض من كل إن قلنا: إن الضمير عائد إلى الذين استضعفوا؛ لأن في المستضعفين من ليس بمؤمن، و مقول القول قوله: أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ‏ إلينا و إليكم‏ مِنْ رَبِّهِ‏ ؛ أي: لا تعلمون ذلك، و الاستفهام فيه‏ «1» للإنكار قالُوا ؛ أي: قال المستضعفون جوابا عن سؤال المستكبرين‏ إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ‏ صالح‏ مُؤْمِنُونَ‏ ؛ أي: نحن مصدقون بما جاء به صالح من ربه، أجابوهم‏ «2» بأنهم مؤمنون برسالته مع كون سؤال المستكبرين لهم إنما هو عن العلم منهم هل تعلمون برسالته أم لا مسارعة إلى إظهار ما لهم من الإيمان، و تنبيها على أن كونه مرسلا أمر واضح مكشوف لا يحتاج إلى السؤال عنه، فأجاب المستكبرون تمردا و عنادا بقولهم: إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ‏ ؛ أي: إنا بالذي صدقتم به من نبوة صالح منكرون و جاحدون.

و عبارة المراغي هنا: قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ... الخ.

قد «3» جرت سنة اللّه أن يكون الفقراء المستضعفون أسرع الناس إلى إجابة دعوة الأنبياء و الرسل، و إلى كل دعوة لإصلاح، فإنه لا يثقل عليهم أن يكونوا تابعين لغيرهم، و أن يكفر بها أكابر القوم و أغنياؤهم المترفون إذ يشق عليهم أن يكونوا مرؤوسين لسواهم، كما يصعب عليهم الامتناع عن الإسراف في الشهوات، و الوقوف عند حدود الاعتدال. و على هذا السنن سار الملأ من قوم صالح إذ قالوا للمؤمنين منهم: أتعلمون أن صالحا رسول من عند اللّه، و مرادهم بهذا:

التهكم و الاستهزاء بهم.

قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ‏ ؛ أي: إنا بما أرسل به صالح من‏

(1) زاد المسير.

(2) الشوكاني.

صفحه بعد