کتابخانه تفاسیر
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج10، ص: 109
فَانْتَقَمْنا (الفاء): عاطفة على محذوف تقديره: فنكثوا عهودهم فانتقمنا منهم، (انتقمنا): فعل و فاعل، و الجملة معطوفة على الجملة المحذوفة، مِنْهُمْ : متعلق ب (انتقمنا)، فَأَغْرَقْناهُمْ (الفاء): تفسيرية عاطفة، (أغرقناهم): فعل و فاعل و مفعول، و الجملة معطوفة على جملة (انتقمنا)، مفسرة لها لأنّ الإغراق عين الانتقام، فِي الْيَمِ متعلق ب (أغرقنا)، بِأَنَّهُمْ :
الباء حرف جر و سبب، (أن): حرف نصب و (الهاء): اسمها، كَذَّبُوا :
فعل و فاعل، بِآياتِنا : متعلق به، وَ كانُوا : فعل ناقص و اسمه، غافِلِينَ : خبر كان، عَنْها : متعلق ب غافِلِينَ ، و جملة كانُوا : معطوفة على جملة كَذَّبُوا ، على كونها خبرا ل (أن)، و جملة كَذَّبُوا : في محل الرفع خبر أنّ، و جملة أنّ في تأويل مصدر مجرور بالباء تقديره: فأغرقناهم بسبب تكذيبهم بآياتنا، و غفلتهم عنها، الجار و المجرور متعلق ب (أغرقنا).
وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ : فعل و فاعل و مفعول أول، و الجملة مستأنفة أو معطوفة على جملة (أغرقنا) الَّذِينَ : صفة ل الْقَوْمَ ، كانُوا : فعل ناقص و اسمه يُسْتَضْعَفُونَ : فعل و نائب فاعل، و الجملة الفعلية في محل النصب خبر كان صلة الموصول مَشارِقَ الْأَرْضِ : مفعول ثان ل أَوْرَثْنَا ، وَ مَغارِبَهَا : معطوف على مَشارِقَ الْأَرْضِ ، الَّتِي : صفة للمشارق و المغارب كما أشرنا إليه في مبحث التفسير بارَكْنا : فعل و فاعل فِيها : متعلق به، و الجملة صلة الموصول وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ : فعل و فاعل و مضاف إليه الْحُسْنى : صفة ل كَلِمَتُ رَبِّكَ ، و الجملة معطوفة على جملة أَوْرَثْنَا ، عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ :
جار و مجرور و مضاف إليه، متعلق ب تَمَّتْ ، بِما صَبَرُوا الباء حرف جر، (ما): مصدرية، صَبَرُوا : فعل و فاعل، و الجملة في تأويل مصدر مجرور بالباء، و الجار و المجرور متعلق ب تَمَّتْ تقديره: و تمت عليهم كلمت ربك بسبب صبرهم على إذاية فرعون.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج10، ص: 110
وَ دَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَ قَوْمُهُ وَ ما كانُوا يَعْرِشُونَ .
وَ دَمَّرْنا : فعل و فاعل معطوف على جملة قوله: وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ ، و لكن الواو لا تقتضي ترتيبا فلا يقال: إن التدمير قبل تمام النعمة، ما :
موصولة أو موصوفة في محل النصب مفعول دَمَّرْنا ، كانَ : فعل ماض ناقص، يَصْنَعُ فعل مضارع مرفوع بالضم و الفاعل تقرير هو فِرْعَوْنُ : اسم كان مؤخر، وَ قَوْمُهُ : معطوف عليه، و جملة يَصْنَعُ : خبر كان، و جملة كانَ صلة ل ما أو صفة لها، و العائد أو الرابط محذوف تقديره: ما كان فرعون و قومه يصنعونه، وَ ما الواو: عاطفة، ما : معطوفة على ما الأولى على كونها مفعول دَمَّرْنا ، كانُوا : فعل ناقص، و اسمه، و جملة يَعْرِشُونَ : خبر كان، و جملة (كان): صلة ل ما ، أو صفة لها، و العائد أو الرابط محذوف تقديره و ما كانوا يعرشون.
وَ جاوَزْنا : فعل و فاعل، و الجملة مستأنفة، بِبَنِي إِسْرائِيلَ : متعلق ب جاوَزْنا ، الْبَحْرَ منصوب على الظرفية المكانية متعلق ب جاوَزْنا ، فَأَتَوْا :
فعل و فاعل، و الجملة معطوفة على جملة جاوَزْنا . عَلى قَوْمٍ : متعلق ب (أتوا)، و جملة يَعْكُفُونَ في محل الجر صفة ل قَوْمٍ ، عَلى أَصْنامٍ : متعلق ب يَعْكُفُونَ ، لَهُمْ : صفة ل أَصْنامٍ ، قالُوا : فعل و فاعل، و الجملة جواب لما المحذوفة تقديرها: فلما رأوهم و أصنامهم قالوا: يا موسى ... إلى قوله: قالَ : مقول محكي ل قالُوا و إن شئت قلت: يا مُوسَى : منادى مفرد العلم، و جملة النداء مقول: قالُوا اجْعَلْ : فعل أمر، و فاعله ضمير يوعد على مُوسَى و الجملة في محل النصب مقول قالُوا . على كونها جواب النداء، لَنا : جار و مجرور متعلق ب اجْعَلْ ، إِلهاً : مفعول به ل اجْعَلْ ؛ لأنه بمعنى اصنع فتعدى إلى مفعول واحد، كَما : (الكاف): حرف جر، (ما): مصدرية لَهُمْ آلِهَةٌ : مبتدأ و خبر، و الجملة صلة (ما): المصدرية، و حسن ذلك كون الظرف مقدرا بالفعل.
كما ذكره أبو البقاء. الجار و المجرور صفة ل إِلهاً تقديره: إلها كائنا كالآلهة التي
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج10، ص: 111
استقرت لهم، قالَ : فعل ماض، و فاعله ضمير يعود على مُوسَى ، و الجملة مستأنفة إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ : مقول محكي ل قالَ و إن شئت قلت: إِنَّكُمْ (إن) حرف نصب و الكاف اسمها، قَوْمٍ : خبرها، و جملة تَجْهَلُونَ : صفة ل قَوْمٍ ، و جملة إن في محل النصب مقول قالَ .
إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ وَ باطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ .
إِنَ حرف نصب هؤُلاءِ في محل النصب اسمها، مُتَبَّرٌ : خبرها، و لكنه خبر سببي، و جملة إنّ في محل النصب مقول قالَ . ما هُمْ فِيهِ ، ما : موصولة في محل الرفع نائب فاعل ل مُتَبَّرٌ : لأنه اسم مفعول يعمل عمل الفعل المغير لاعتماده على المخبر عنه، هُمْ : مبتدأ فِيهِ : جار و مجرور خبر المبتدأ، و الجملة الاسمية صلة ما الموصولة وَ باطِلٌ : معطوف على مُتَبَّرٌ ، ما : موصولة في محل الرفع فاعل، باطِلٌ ، كانُوا : فعل ناقص و اسمه، و جملة يَعْمَلُونَ : خبر كان، و جملة كان صلة ما الموصولة.
قالَ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً وَ هُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ 140.
قالَ : فعل ماض، و فاعله ضمير يعود على مُوسَى ، و الجملة مستأنفة أَ غَيْرَ اللَّهِ : (الهمزة): للاستفهام الإنكاري حقها أن تدخل على الفعل المذكور بعده، غَيْرَ اللَّهِ : مفعول به ل أَبْغِيكُمْ مقدم عليه أصله: أأبغي غير اللّه لكم إلها؟ فلمّا قدم غير حذف الجار، و اتصل الكاف بالفعل .. فصار، أبغيكم، إِلهاً : تمييز ل غَيْرَ منصوب به، أو منصوب على الحال وَ هُوَ الواو: واو الحال، هو: مبتدأ، و جملة فَضَّلَكُمْ : خبره، و الجملة الاسمية في محل النصب إما حال من الجلالة، أو من ضمير المخاطبين، أو مستأنفة، عَلَى الْعالَمِينَ : متعلق ب (فضل).
وَ إِذْ (الواو): استئنافية، إِذْ : ظرف لما مضى من الزمان في محل النصب على الظرفية مبنية على السكون، و الظرف متعلق بمحذوف، تقديره:
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج10، ص: 112
و اذكروا إذا أنجيناكم، و الجملة المحذوفة مستأنفة، أَنْجَيْناكُمْ : فعل و فاعل و مفعول، و الجملة في محل الجر مضاف إليه ل إِذْ ، مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ : جار و مجرور و مضاف إليه، متعلق ب أَنْجَيْناكُمْ ، يَسُومُونَكُمْ : فعل و فاعل و مفعول أول، سُوءَ الْعَذابِ : مفعول ثان، و مضاف إليه، و الجملة الفعلية في محل النصب حال من آلِ فِرْعَوْنَ ، يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ : فعل و فاعل و مفعول، و الجملة في محل النصب بدل من جملة يَسُومُونَكُمْ على كونها حالا من آلِ فِرْعَوْنَ ، و جملة قوله: وَ يَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ ، معطوفة على جملة يُقَتِّلُونَ على كونها بدلا من يَسُومُونَكُمْ ، وَ فِي ذلِكُمْ : جار و مجرور خبر مقدم بَلاءٌ : مبتدأ مؤخر، مِنْ رَبِّكُمْ : صفة أولى ل بَلاءٌ ، عَظِيمٌ : صفة ثانية له، و الجملة الاسمية مستأنفة.
التصريف و مفردات اللغة
وَ لَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ كثر استعمال الأخذ في العذاب كقوله: وَ كَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَ هِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) ، و آلَ فِرْعَوْنَ قومه و خاصته و أعوانه في أمور الدولة، و هم الملأ من قومه، و لا يستعمل هذا اللفظ إلا فيمن يختص بالإنسان بقرابة قريبة، كما قال عزّ اسمه. وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ أو بموالاة و متابعة في الرأي، كما قال: أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ .
بِالسِّنِينَ : جمع سنة، و هي بمعنى الحول، و لكن أكثر ما تستعمل في الحول الذي فيه الجدب، كما هنا بدليل نقص الثمرات، و أصل سنة سنهة، فلامها هاء لقولهم: عاملته مسانهة، و قيل لامها واو لقولهم: سنيوة، و في لفظ سنين لغتان:
أشهرهما: إجراؤه مجرى جمع المذكر السالم فيرفع بالواو و ينصب و يجر بالياء، و تحذف نونه للإضافة، كما في الحديث الصحيح «اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف».
و اللغة الثانية: أن يجعل الإعراب على النون، و لكن مع الياء خاصة، نقل هذه اللغة أبو زيد و الفراء.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج10، ص: 113
فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ : و المراد بالحسنة هنا الخصب و الرخاء، و بالسيئة:
ما يسؤهم من جدب و جائحة، أو مصيبة في الأبدان و الأرزاق يَطَّيَّرُوا بِمُوسى ؛ أي: يتشاءموا، و سر «1» إطلاق التطير على التشاؤم أن العرب كانت تتوقع الخير و الشر مما تراه من حركة الطير، فإذا طارت من جهة اليمين .. تيمنت بها، و رجت الخير و البركة، و إذا طارت من جهة الشمال .. تشاءمت و توقعت الشر، و سمي الطائر الأول السانح، و الثاني البارح، و سموا الشؤم طيرا و طائرا، و التشاؤم تطيرا.
و أصل «2» يَطَّيَّرُوا : يتطيروا فأدغمت التاء في الطاء لمقاربتها لها في المخرج، و قيل أصل التطير: أن يفرق المال و يطير بين القوم، فيطير لكل واحد حظه و ما يخصه، ثم أطلق على الحظ و النصيب السيء بالغلبة، و في «الخازن»:
قال ابن عباس «3» : طائرهم ما قضي لهم و قدر عليهم من عند اللّه تعالى، و في رواية عنه: شؤمهم عند اللّه، و معناه أنّ ما جاءهم بكفرهم باللّه تعالى، و قيل الشؤم العظيم هو الذي لهم عند اللّه تعالى من عذاب النار. انتهى.
و في «المصباح»: طائر الإنسان عمله الذي يقلده، و تطير من الشيء و اطّير منه، و الاسم الطيرة، و زان عنبة أو هي التشاؤم. اه و فيه أيضا: الشؤم الشر، و رجل مشؤوم غير مبارك، و تشاءم القوم به مثل تطيروا به.
الطُّوفانَ الطوفان لغة: ما طاف بالشيء و غشيه، و غلب في طوفان الماء سواء كان من السماء أو من الأرض، و فيه قولان، أحدهما: أنّه جمع طوفانه؛ أي: هو اسم جنس كقمح و قمحة، و شعير و شعيرة، و قيل: بل هو مصدر كالنقصان و الرجحان. و هذا قول المبرد مع آخرين، و الأول قول الأخفش، قال: هو فعلان من الطواف؛ لأنه يطوف حتى يعم، و واحدته في القياس طوفانة، و الطوفان الماء الكثير. قاله الليث، اه «سمين» الْجَرادَ جمع جرادة، الذكر و الأنثى فيه سواء، يقال: جرادة ذكر و جرادة أنثى، كنملة و حمامة، قال أهل اللغة: و هو مشتق من
(1) المراغي.
(2) الفتوحات.
(3) الخازن.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج10، ص: 114
الجراد، قالوا: و الاشتقاق «1» في أسماء الأجناس قليل جدا، يقال: أرض جرداء؛ أي: ملساء، و ثوب أجرد إذا ذهب وبره. اه «سمين» وَ الْقُمَّلَ قيل: هو القردان، و قيل: دواب تشبهها أصغر منها، و قيل: هو السوس الذي يخرج من الحنطة، و قيل: هو نوع من الجراد و أصغر منه، و قيل: الحمنان الواحدة حمنانة نوع من القردان، و قيل: هو القمل المعروف الذي يكون في بدن الإنسان و ثيابه، و يؤيد هذا المعنى قراءة الحسن: وَ الْقُمَّلَ بفتح القاف و سكون الميم كما مر.
وَ الضَّفادِعَ جمع ضفدع بوزن درهم، و يجوز كسر داله، فيصير بزنة زبرج، و الضفدع مؤنث و ليس بمذكر، فعلى هذا يفرق بين مذكره و مؤنثه بالوصف فيقال:
ضفدع ذكر، و ضفدع أنثى، كما قلنا ذلك في الملتبس بتاء التأنيث نحو: حمامة و جرادة و قملة اه «سمين».
و في «القاموس» «2» الضفدع كزبرج و جعفر و جندب و درهم، و هذا أقل و مردود، الواحدة بهاء، و الجمع ضفادع و ضفادي اه وَ الدَّمَ هو الرعاف، و قيل هو دم كان يحدث في مياه المصريين. وَ لَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ ، الرِّجْزُ «3» :
العذاب الذي يضطرب له الناس في شؤونهم و معايشهم، و ذلك شامل نقمة و جائحة أنزلها اللّه تعالى على قوم فرعون، كالخمس التي ذكرت قبل. بِما عَهِدَ عِنْدَكَ و العهد النبوة و الرسالة كما مر إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ و النكث لغة نقض ما غزل أو ما فتل من الحبال، ثم استعمل في الحنث في العهود و المواثيق، و أصله «4» من نكث الصوف ليغزله. ثانيا، فاستعير لنقض العهد بعد إحكامه و إبرامه.
وَ كانُوا عَنْها غافِلِينَ و في «القاموس»: غفل عنه غفولا إذا تركه وسها عنه اه و في «المصباح» و قد تستعمل الغفلة في ترك الشيء إهمالا و إعراضا اه فِي الْيَمِ ، الْيَمِ : البحر في اللغة المصرية الموافقة للغة العربية في كثير من مفرداتها، مما يدل على أن أصل الأمتين واحد وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ و تمام الشيء وصوله إلى آخر حده، و كلمة اللّه هي وعده لبني إسرائيل بإهلاك عدوهم
(1) الفتوحات.
(2) القاموس.
(3) المراغي.
(4) زاده.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج10، ص: 115
و استخلافهم في الأرض وَ دَمَّرْنا و التدمير إدخال الهلاك على السالم و الخراب على العامر وَ ما كانُوا يَعْرِشُونَ و العرش رفع المباني و السقائف للنبات و الشجر المتسلق، كعرائش العنب و منه عرش الملك.
وَ جاوَزْنا و في «الخازن» يقال: جاز الوادي و جاوزه إذا قطعه و خلفه وراء ظهره اه، و جاز الشيء و جاوزه و تجاوزه بمعنى؛ أي: عداه و انتقل عنه، و جاوز هنا بمعنى جاز، ففاعل بمعنى فعل يَعْكُفُونَ و العكوف على الشيء الإقبال عليه و ملازمته تعظيما له يقال: عكف يعكف بضم الكاف و كسرها من بابي قعد و ضرب.
مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ و التبتر الإهلاك و التدمير، يقال: تبره إذا أهلكه و دمره، و التبار الهلاك، و منه التبر و هو كسارة الذهب لتهالك الناس عليه، و قيل: التبتير التكسير و التحطيم، و منه التبر؛ لأنّه كسارة الذهب اه «سمين» وَ باطِلٌ ؛ أي:
هالك و زائل لا بقاء له، أَ غَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً يقال بغى و ابتغاه إذا طلبه.
البلاغة
و قد تضمنت هذه الآيات أنواعا من البلاغة و الفصاحة و البيان و البديع:
فمنها: الجناس المماثل في، قوله: أَ تَذَرُ مُوسى وَ يَذَرَكَ وَ آلِهَتَكَ ، و الجناس المغاير في قوله: يَطَّيَّرُوا و في قوله: أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ .
و منها: التكرار في قوله: وَ لَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ و قوله: لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ و قوله: فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ .
و منها: الطباق بين قوله: سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ و قوله: وَ نَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ و بين قوله: مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا و قوله: وَ مِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا و بين قوله: أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ و قوله: وَ يَسْتَخْلِفَكُمْ و بين قوله: فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ و قوله: وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ و بين قوله: يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ و قوله وَ يَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ .
و منها: الإسناد المجازي في قوله: فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ و قوله: وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ و منها الوصل في قوله: وَ الْجَرادَ وَ الْقُمَّلَ وَ الضَّفادِعَ وَ الدَّمَ .
و منها: الاستفهام الإنكاري التعجبي في قوله: أَ تَذَرُ مُوسى ، و في قوله: