کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن

الجزء الأول

الفصل الأول في فضل القرآن الكريم و تلاوته، و تعلمه، و تعليمه الفصل الثاني في كيفية التلاوة لكتاب الله تعالى، و ما يكره منها، و ما يحرم، و اختلاف الناس في ذلك الفصل الثالث في تحذير أهل القرآن و العلم من الرياء، و غيره الفصل الرابع في ذكر ما ينبغي لصاحب القرآن أن يلزم نفسه به، و لا يغفل عنه الفصل الخامس في ما جاء في إعراب القرآن، و تعليمه، و الحث عليه، و ثواب من قرأ القرآن معربا الفصل السادس فيما جاء في فضل تفسير القرآن، و أهله الفصل السابع في بيان مبدأ التفسير، و وضعه الفصل التاسع في بيان ما جاء في حامل القرآن، و من هو، و فيمن عاداه الفصل العاشر في بيان ما يلزم قارى‏ء القرآن، و حامله من تعظيم القرآن و حرمته الفصل الحادي عشر في بيان الكتاب بالسنة الفصل الثاني عشر في بيان كيفية التعلم، و الفقه لكتاب الله، و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم. و ما جاء أنه يسهل على من تقدم العمل به، دون حفظه الفصل الثالث عشر في معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم:«إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه» الفصل الرابع عشر في ذكر جمع القرآن، و سبب كتب عثمان المصاحف، و إحراقه ما سواه، و ذكر من حفظ القرآن من الصحابة - رضي الله عنهم - في زمن النبي صلى الله عليه و سلم الفصل السادس عشر في عدد آي القرآن، و كلماته، و حروفه الفصل السابع عشر في أجزائه، و أحزابه، و أرباعه، و أنصافه، و أثلاثه، و أسباعه الفصل الثامن عشر في تعشيره و تخميسه، و الكتابة في فواتح السور، أو خواتمها، و وضع النقط في منتهى الآية، و غير ذلك الفصل التاسع عشر في بيان أول من وضع النقط، و الشكل، و الشدة، و المدة، و الهمزة، و علامة الغنة في المصاحف، و أول من وضع النحو، و جعل الإعراب فيها الفصل العشرون في تفصيل حروف القرآن، كم فيه من الحروف الفلانية الفصل الحادي و العشرون في بيان معنى القرآن، و معنى السورة، و الكلمة، و الحرف الفصل الثاني و العشرون في بيان معنى النسخ الذي هو فرد من أفراد تنزيل الوحي، و أقسامه، و شرائطه، و الرد على من أنكره، و بيان معنى الناسخ، و المنسوخ، و غير ذلك الفصل الثالث و العشرون في تقسيم السور باعتبار الناسخ، و المنسوخ الفصل الرابع و العشرون في ذكر جملة الإعراض عن المشركين المنسوخ بآية السيف. الفصل الخامس و العشرون في بيان قواعد أصولية لأسباب النزول الفصل السادس و العشرون في التنبيه على أحاديث وضعت في فضائل سور القرآن، و غيره، لا التفات لما وضعه الواضعون، و اختلقه المختلقون من الأحاديث الكاذبة، و الأخبار الباطلة في فضل سور القرآن، و غير ذلك من فضائل الأعمال، و قد ارتكبها جماعة كثيرة اختلفت أغرا الفصل السابع و العشرون في بيان ما جاء من الحجة، في الرد على من طعن في القرآن، و خالف مصحف عثمان بالزيادة، و النقصان الفصل الثامن و العشرون في بيان هل ورد في القرآن كلمات خارجة عن لغات العرب، أم لا؟ الفصل التاسع و العشرون في بيان بعض نكات في إعجاز القرآن، و شرائط المعجزة، و حقيقتها الفصل الثلاثون في تقسيم المعجزات الفهرس مقدمة مقدمة في مبادى‏ء فن التفسير

سورة البقرة

فائدة:

المجلد التاسع

استهلال:

تابع إلى سورة الأنعام:

[سورة الأنعام(6): الآيات 145 الى 153]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

سورة الأعراف

المناسبة: و مناسبة ذكرها بعد سورة الأنعام الناسخ و المنسوخ:

[سورة الأعراف(7): الآيات 1 الى 18]

[سورة الأعراف(7): الآيات 31 الى 43]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: التكرار في قوله: يا بني آدم و منها: المجاز المرسل في قوله: عند كل مسجد و منها: الجناس المغاير بين و لا تسرفوا و بين المسرفين و منها: الطباق بين ظهر و بطن في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الظرفية المجازية في قوله: ادخلوا في أمم و منها: عطف العام على الخاص في قوله: و الإثم و منها: عطف الخاص على العام؛ لمزيد الاعتناء به و منها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: سلطانا و منها: التفصيل بعد الإجمال في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الطباق بين لا يستأخرون.. و لا يستقدمون و منها: الاعتراض في قوله: لا نكلف نفسا إلا وسعها و منها: التهكم في قوله: فذوقوا العذاب و منها: الكناية في قوله: لا تفتح لهم أبواب السماء و منها: تعليق الممكن بالمستحيل إفادة لاستحالته في قوله: و منها: المجاز المرسل في قوله: و منها: الإتيان باسم الإشارة البعيدة في قوله: أن تلكم الجنة و منها: الاستعارة في قوله: لهم من جهنم مهاد و من فوقهم غواش و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع

[سورة الأعراف(7): الآيات 44 الى 58]

المناسبة الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: المقابلة في قوله: و نادى أصحاب الجنة أصحاب النار و منها: المشاكلة في قوله: ما وعد ربكم و منها: التعبير بالماضي عما في المستقبل، في قوله: و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: فأذن مؤذن و منها: الاستعارة التصريحية في قوله: حرمهما و منها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: و منها: الالتفات في قوله: سقناه لبلد ميت و منها: التتميم في قوله: و البلد الطيب... و منها: تخصيص خروج النبات الطيب بقوله: و منها: الكناية في قوله: بإذن ربه و منها: الطباق بين قوله: و البلد الطيب و قوله: و الذي خبث و منها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: كذلك نخرج الموتى و منها: إيجاز القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر و منها: الاكتفاء في قوله: يغشي الليل النهار و منها: التكرار في قوله: و نادى و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: من شفعاء فيشفعوا لنا و منها: الجناس المماثل في قوله: فاليوم ننساهم كما نسوا و منها: الاستفهام التوبيخي في مواضع و منها: الإنكاري في قوله: هل ينظرون إلا تأويله و منها: الإضافة للتشريف في قوله: رسل ربنا و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع و منها: القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر

[سورة الأعراف(7): الآيات 59 الى 74]

المناسبة الإعراب

المجلد العاشر

تتمة سورة الأعراف

خاتمة في خلاصة ما اشتملت عليه هذه السورة من الموضوعات شعر الفهرس

المجلد السادس عشر

سورة الإسراء

شعر الفهرس

المجلد الرابع و العشرون

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن


صفحه قبل

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏10، ص: 109

فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ كانُوا عَنْها غافِلِينَ‏ .

فَانْتَقَمْنا (الفاء): عاطفة على محذوف تقديره: فنكثوا عهودهم فانتقمنا منهم، (انتقمنا): فعل و فاعل، و الجملة معطوفة على الجملة المحذوفة، مِنْهُمْ‏ : متعلق ب (انتقمنا)، فَأَغْرَقْناهُمْ‏ (الفاء): تفسيرية عاطفة، (أغرقناهم): فعل و فاعل و مفعول، و الجملة معطوفة على جملة (انتقمنا)، مفسرة لها لأنّ الإغراق عين الانتقام، فِي الْيَمِ‏ متعلق ب (أغرقنا)، بِأَنَّهُمْ‏ :

الباء حرف جر و سبب، (أن): حرف نصب و (الهاء): اسمها، كَذَّبُوا :

فعل و فاعل، بِآياتِنا : متعلق به، وَ كانُوا : فعل ناقص و اسمه، غافِلِينَ‏ : خبر كان، عَنْها : متعلق ب غافِلِينَ‏ ، و جملة كانُوا : معطوفة على جملة كَذَّبُوا ، على كونها خبرا ل (أن)، و جملة كَذَّبُوا : في محل الرفع خبر أنّ، و جملة أنّ في تأويل مصدر مجرور بالباء تقديره: فأغرقناهم بسبب تكذيبهم بآياتنا، و غفلتهم عنها، الجار و المجرور متعلق ب (أغرقنا).

وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى‏ عَلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا .

وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ‏ : فعل و فاعل و مفعول أول، و الجملة مستأنفة أو معطوفة على جملة (أغرقنا) الَّذِينَ‏ : صفة ل الْقَوْمَ‏ ، كانُوا : فعل ناقص و اسمه‏ يُسْتَضْعَفُونَ‏ : فعل و نائب فاعل، و الجملة الفعلية في محل النصب خبر كان صلة الموصول‏ مَشارِقَ الْأَرْضِ‏ : مفعول ثان ل أَوْرَثْنَا ، وَ مَغارِبَهَا : معطوف على‏ مَشارِقَ الْأَرْضِ‏ ، الَّتِي‏ : صفة للمشارق و المغارب كما أشرنا إليه في مبحث التفسير بارَكْنا : فعل و فاعل‏ فِيها : متعلق به، و الجملة صلة الموصول‏ وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ‏ : فعل و فاعل و مضاف إليه‏ الْحُسْنى‏ : صفة ل كَلِمَتُ رَبِّكَ‏ ، و الجملة معطوفة على جملة أَوْرَثْنَا ، عَلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ‏ :

جار و مجرور و مضاف إليه، متعلق ب تَمَّتْ‏ ، بِما صَبَرُوا الباء حرف جر، (ما): مصدرية، صَبَرُوا : فعل و فاعل، و الجملة في تأويل مصدر مجرور بالباء، و الجار و المجرور متعلق ب تَمَّتْ‏ تقديره: و تمت عليهم كلمت ربك بسبب صبرهم على إذاية فرعون.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏10، ص: 110

وَ دَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَ قَوْمُهُ وَ ما كانُوا يَعْرِشُونَ‏ .

وَ دَمَّرْنا : فعل و فاعل معطوف على جملة قوله: وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ‏ ، و لكن الواو لا تقتضي ترتيبا فلا يقال: إن التدمير قبل تمام النعمة، ما :

موصولة أو موصوفة في محل النصب مفعول‏ دَمَّرْنا ، كانَ‏ : فعل ماض ناقص، يَصْنَعُ‏ فعل مضارع مرفوع بالضم و الفاعل تقرير هو فِرْعَوْنُ‏ : اسم كان مؤخر، وَ قَوْمُهُ‏ : معطوف عليه، و جملة يَصْنَعُ‏ : خبر كان، و جملة كانَ‏ صلة ل ما أو صفة لها، و العائد أو الرابط محذوف تقديره: ما كان فرعون و قومه يصنعونه، وَ ما الواو: عاطفة، ما : معطوفة على‏ ما الأولى على كونها مفعول‏ دَمَّرْنا ، كانُوا : فعل ناقص، و اسمه، و جملة يَعْرِشُونَ‏ : خبر كان، و جملة (كان): صلة ل ما ، أو صفة لها، و العائد أو الرابط محذوف تقديره و ما كانوا يعرشون.

وَ جاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى‏ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى‏ أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ‏ 138.

وَ جاوَزْنا : فعل و فاعل، و الجملة مستأنفة، بِبَنِي إِسْرائِيلَ‏ : متعلق ب جاوَزْنا ، الْبَحْرَ منصوب على الظرفية المكانية متعلق ب جاوَزْنا ، فَأَتَوْا :

فعل و فاعل، و الجملة معطوفة على جملة جاوَزْنا . عَلى‏ قَوْمٍ‏ : متعلق ب (أتوا)، و جملة يَعْكُفُونَ‏ في محل الجر صفة ل قَوْمٍ‏ ، عَلى‏ أَصْنامٍ‏ : متعلق ب يَعْكُفُونَ‏ ، لَهُمْ‏ : صفة ل أَصْنامٍ‏ ، قالُوا : فعل و فاعل، و الجملة جواب لما المحذوفة تقديرها: فلما رأوهم و أصنامهم قالوا: يا موسى ... إلى قوله: قالَ‏ : مقول محكي ل قالُوا و إن شئت قلت: يا مُوسَى‏ : منادى مفرد العلم، و جملة النداء مقول: قالُوا اجْعَلْ‏ : فعل أمر، و فاعله ضمير يوعد على‏ مُوسَى‏ و الجملة في محل النصب مقول‏ قالُوا . على كونها جواب النداء، لَنا : جار و مجرور متعلق ب اجْعَلْ‏ ، إِلهاً : مفعول به ل اجْعَلْ‏ ؛ لأنه بمعنى اصنع فتعدى إلى مفعول واحد، كَما : (الكاف): حرف جر، (ما): مصدرية لَهُمْ آلِهَةٌ : مبتدأ و خبر، و الجملة صلة (ما): المصدرية، و حسن ذلك كون الظرف مقدرا بالفعل.

كما ذكره أبو البقاء. الجار و المجرور صفة ل إِلهاً تقديره: إلها كائنا كالآلهة التي‏

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏10، ص: 111

استقرت لهم، قالَ‏ : فعل ماض، و فاعله ضمير يعود على‏ مُوسَى‏ ، و الجملة مستأنفة إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ‏ : مقول محكي ل قالَ‏ و إن شئت قلت: إِنَّكُمْ‏ (إن) حرف نصب و الكاف اسمها، قَوْمٍ‏ : خبرها، و جملة تَجْهَلُونَ‏ : صفة ل قَوْمٍ‏ ، و جملة إن في محل النصب مقول‏ قالَ‏ .

إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ وَ باطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ‏ .

إِنَ‏ حرف نصب‏ هؤُلاءِ في محل النصب اسمها، مُتَبَّرٌ : خبرها، و لكنه خبر سببي، و جملة إنّ في محل النصب مقول‏ قالَ‏ . ما هُمْ فِيهِ‏ ، ما : موصولة في محل الرفع نائب فاعل ل مُتَبَّرٌ : لأنه اسم مفعول يعمل عمل الفعل المغير لاعتماده على المخبر عنه، هُمْ‏ : مبتدأ فِيهِ‏ : جار و مجرور خبر المبتدأ، و الجملة الاسمية صلة ما الموصولة وَ باطِلٌ‏ : معطوف على‏ مُتَبَّرٌ ، ما : موصولة في محل الرفع فاعل، باطِلٌ‏ ، كانُوا : فعل ناقص و اسمه، و جملة يَعْمَلُونَ‏ : خبر كان، و جملة كان صلة ما الموصولة.

قالَ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً وَ هُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ‏ 140.

قالَ‏ : فعل ماض، و فاعله ضمير يعود على‏ مُوسَى‏ ، و الجملة مستأنفة أَ غَيْرَ اللَّهِ‏ : (الهمزة): للاستفهام الإنكاري حقها أن تدخل على الفعل المذكور بعده، غَيْرَ اللَّهِ‏ : مفعول به ل أَبْغِيكُمْ‏ مقدم عليه أصله: أأبغي غير اللّه لكم إلها؟ فلمّا قدم غير حذف الجار، و اتصل الكاف بالفعل .. فصار، أبغيكم، إِلهاً : تمييز ل غَيْرَ منصوب به، أو منصوب على الحال‏ وَ هُوَ الواو: واو الحال، هو: مبتدأ، و جملة فَضَّلَكُمْ‏ : خبره، و الجملة الاسمية في محل النصب إما حال من الجلالة، أو من ضمير المخاطبين، أو مستأنفة، عَلَى الْعالَمِينَ‏ : متعلق ب (فضل).

وَ إِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ وَ يَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَ فِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ‏ 141.

وَ إِذْ (الواو): استئنافية، إِذْ : ظرف لما مضى من الزمان في محل النصب على الظرفية مبنية على السكون، و الظرف متعلق بمحذوف، تقديره:

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏10، ص: 112

و اذكروا إذا أنجيناكم، و الجملة المحذوفة مستأنفة، أَنْجَيْناكُمْ‏ : فعل و فاعل و مفعول، و الجملة في محل الجر مضاف إليه ل إِذْ ، مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ‏ : جار و مجرور و مضاف إليه، متعلق ب أَنْجَيْناكُمْ‏ ، يَسُومُونَكُمْ‏ : فعل و فاعل و مفعول أول، سُوءَ الْعَذابِ‏ : مفعول ثان، و مضاف إليه، و الجملة الفعلية في محل النصب حال من‏ آلِ فِرْعَوْنَ‏ ، يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ‏ : فعل و فاعل و مفعول، و الجملة في محل النصب بدل من جملة يَسُومُونَكُمْ‏ على كونها حالا من‏ آلِ فِرْعَوْنَ‏ ، و جملة قوله: وَ يَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ‏ ، معطوفة على جملة يُقَتِّلُونَ‏ على كونها بدلا من‏ يَسُومُونَكُمْ‏ ، وَ فِي ذلِكُمْ‏ : جار و مجرور خبر مقدم‏ بَلاءٌ : مبتدأ مؤخر، مِنْ رَبِّكُمْ‏ : صفة أولى ل بَلاءٌ ، عَظِيمٌ‏ : صفة ثانية له، و الجملة الاسمية مستأنفة.

التصريف و مفردات اللغة

وَ لَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ‏ كثر استعمال الأخذ في العذاب كقوله: وَ كَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى‏ وَ هِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) ، و آلَ فِرْعَوْنَ‏ قومه و خاصته و أعوانه في أمور الدولة، و هم الملأ من قومه، و لا يستعمل هذا اللفظ إلا فيمن يختص بالإنسان بقرابة قريبة، كما قال عزّ اسمه. وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ‏ أو بموالاة و متابعة في الرأي، كما قال: أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ‏ .

بِالسِّنِينَ‏ : جمع سنة، و هي بمعنى الحول، و لكن أكثر ما تستعمل في الحول الذي فيه الجدب، كما هنا بدليل نقص الثمرات، و أصل سنة سنهة، فلامها هاء لقولهم: عاملته مسانهة، و قيل لامها واو لقولهم: سنيوة، و في لفظ سنين لغتان:

أشهرهما: إجراؤه مجرى جمع المذكر السالم فيرفع بالواو و ينصب و يجر بالياء، و تحذف نونه للإضافة، كما في الحديث الصحيح «اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف».

و اللغة الثانية: أن يجعل الإعراب على النون، و لكن مع الياء خاصة، نقل هذه اللغة أبو زيد و الفراء.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏10، ص: 113

فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ : و المراد بالحسنة هنا الخصب و الرخاء، و بالسيئة:

ما يسؤهم من جدب و جائحة، أو مصيبة في الأبدان و الأرزاق‏ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى‏ ؛ أي: يتشاءموا، و سر «1» إطلاق التطير على التشاؤم أن العرب كانت تتوقع الخير و الشر مما تراه من حركة الطير، فإذا طارت من جهة اليمين .. تيمنت بها، و رجت الخير و البركة، و إذا طارت من جهة الشمال .. تشاءمت و توقعت الشر، و سمي الطائر الأول السانح، و الثاني البارح، و سموا الشؤم طيرا و طائرا، و التشاؤم تطيرا.

و أصل‏ «2» يَطَّيَّرُوا : يتطيروا فأدغمت التاء في الطاء لمقاربتها لها في المخرج، و قيل أصل التطير: أن يفرق المال و يطير بين القوم، فيطير لكل واحد حظه و ما يخصه، ثم أطلق على الحظ و النصيب السي‏ء بالغلبة، و في «الخازن»:

قال ابن عباس‏ «3» : طائرهم ما قضي لهم و قدر عليهم من عند اللّه تعالى، و في رواية عنه: شؤمهم عند اللّه، و معناه أنّ ما جاءهم بكفرهم باللّه تعالى، و قيل الشؤم العظيم هو الذي لهم عند اللّه تعالى من عذاب النار. انتهى.

و في «المصباح»: طائر الإنسان عمله الذي يقلده، و تطير من الشي‏ء و اطّير منه، و الاسم الطيرة، و زان عنبة أو هي التشاؤم. اه و فيه أيضا: الشؤم الشر، و رجل مشؤوم غير مبارك، و تشاءم القوم به مثل تطيروا به.

الطُّوفانَ‏ الطوفان لغة: ما طاف بالشي‏ء و غشيه، و غلب في طوفان الماء سواء كان من السماء أو من الأرض، و فيه قولان، أحدهما: أنّه جمع طوفانه؛ أي: هو اسم جنس كقمح و قمحة، و شعير و شعيرة، و قيل: بل هو مصدر كالنقصان و الرجحان. و هذا قول المبرد مع آخرين، و الأول قول الأخفش، قال: هو فعلان من الطواف؛ لأنه يطوف حتى يعم، و واحدته في القياس طوفانة، و الطوفان الماء الكثير. قاله الليث، اه «سمين» الْجَرادَ جمع جرادة، الذكر و الأنثى فيه سواء، يقال: جرادة ذكر و جرادة أنثى، كنملة و حمامة، قال أهل اللغة: و هو مشتق من‏

(1) المراغي.

(2) الفتوحات.

(3) الخازن.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏10، ص: 114

الجراد، قالوا: و الاشتقاق‏ «1» في أسماء الأجناس قليل جدا، يقال: أرض جرداء؛ أي: ملساء، و ثوب أجرد إذا ذهب وبره. اه «سمين» وَ الْقُمَّلَ‏ قيل: هو القردان، و قيل: دواب تشبهها أصغر منها، و قيل: هو السوس الذي يخرج من الحنطة، و قيل: هو نوع من الجراد و أصغر منه، و قيل: الحمنان الواحدة حمنانة نوع من القردان، و قيل: هو القمل المعروف الذي يكون في بدن الإنسان و ثيابه، و يؤيد هذا المعنى قراءة الحسن: وَ الْقُمَّلَ‏ بفتح القاف و سكون الميم كما مر.

وَ الضَّفادِعَ‏ جمع ضفدع بوزن درهم، و يجوز كسر داله، فيصير بزنة زبرج، و الضفدع مؤنث و ليس بمذكر، فعلى هذا يفرق بين مذكره و مؤنثه بالوصف فيقال:

ضفدع ذكر، و ضفدع أنثى، كما قلنا ذلك في الملتبس بتاء التأنيث نحو: حمامة و جرادة و قملة اه «سمين».

و في «القاموس» «2» الضفدع كزبرج و جعفر و جندب و درهم، و هذا أقل و مردود، الواحدة بهاء، و الجمع ضفادع و ضفادي اه وَ الدَّمَ‏ هو الرعاف، و قيل هو دم كان يحدث في مياه المصريين. وَ لَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ ، الرِّجْزُ «3» :

العذاب الذي يضطرب له الناس في شؤونهم و معايشهم، و ذلك شامل نقمة و جائحة أنزلها اللّه تعالى على قوم فرعون، كالخمس التي ذكرت قبل. بِما عَهِدَ عِنْدَكَ‏ و العهد النبوة و الرسالة كما مر إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ‏ و النكث لغة نقض ما غزل أو ما فتل من الحبال، ثم استعمل في الحنث في العهود و المواثيق، و أصله‏ «4» من نكث الصوف ليغزله. ثانيا، فاستعير لنقض العهد بعد إحكامه و إبرامه.

وَ كانُوا عَنْها غافِلِينَ‏ و في «القاموس»: غفل عنه غفولا إذا تركه وسها عنه اه و في «المصباح» و قد تستعمل الغفلة في ترك الشي‏ء إهمالا و إعراضا اه فِي الْيَمِ‏ ، الْيَمِ‏ : البحر في اللغة المصرية الموافقة للغة العربية في كثير من مفرداتها، مما يدل على أن أصل الأمتين واحد وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ‏ و تمام الشي‏ء وصوله إلى آخر حده، و كلمة اللّه هي وعده لبني إسرائيل بإهلاك عدوهم‏

(1) الفتوحات.

(2) القاموس.

(3) المراغي.

(4) زاده.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏10، ص: 115

و استخلافهم في الأرض‏ وَ دَمَّرْنا و التدمير إدخال الهلاك على السالم و الخراب على العامر وَ ما كانُوا يَعْرِشُونَ‏ و العرش رفع المباني و السقائف للنبات و الشجر المتسلق، كعرائش العنب و منه عرش الملك.

وَ جاوَزْنا و في «الخازن» يقال: جاز الوادي و جاوزه إذا قطعه و خلفه وراء ظهره اه، و جاز الشي‏ء و جاوزه و تجاوزه بمعنى؛ أي: عداه و انتقل عنه، و جاوز هنا بمعنى جاز، ففاعل بمعنى فعل‏ يَعْكُفُونَ‏ و العكوف على الشي‏ء الإقبال عليه و ملازمته تعظيما له يقال: عكف يعكف بضم الكاف و كسرها من بابي قعد و ضرب.

مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ‏ و التبتر الإهلاك و التدمير، يقال: تبره إذا أهلكه و دمره، و التبار الهلاك، و منه التبر و هو كسارة الذهب لتهالك الناس عليه، و قيل: التبتير التكسير و التحطيم، و منه التبر؛ لأنّه كسارة الذهب اه «سمين» وَ باطِلٌ‏ ؛ أي:

هالك و زائل لا بقاء له، أَ غَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً يقال بغى و ابتغاه إذا طلبه.

البلاغة

و قد تضمنت هذه الآيات أنواعا من البلاغة و الفصاحة و البيان و البديع:

فمنها: الجناس المماثل في، قوله: أَ تَذَرُ مُوسى‏ وَ يَذَرَكَ وَ آلِهَتَكَ‏ ، و الجناس المغاير في قوله: يَطَّيَّرُوا و في قوله: أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ‏ .

و منها: التكرار في قوله: وَ لَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ و قوله: لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ و قوله: فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ .

و منها: الطباق بين قوله: سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ‏ و قوله: وَ نَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ‏ و بين قوله: مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا و قوله: وَ مِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا و بين قوله: أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ‏ و قوله: وَ يَسْتَخْلِفَكُمْ‏ و بين قوله: فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ و قوله: وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ و بين قوله: يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ‏ و قوله‏ وَ يَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ‏ .

و منها: الإسناد المجازي في قوله: فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ و قوله: وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ و منها الوصل في قوله: وَ الْجَرادَ وَ الْقُمَّلَ وَ الضَّفادِعَ وَ الدَّمَ‏ .

و منها: الاستفهام الإنكاري التعجبي في قوله: أَ تَذَرُ مُوسى‏ ، و في قوله:

صفحه بعد