کتابخانه تفاسیر
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج10، ص: 218
المحذوفة جملة إنشائية لا محل لها من الإعراب.
وَ الَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ 170.
وَ الَّذِينَ : (الواو): عاطفة. الَّذِينَ : مبتدأ، يُمَسِّكُونَ : فعل و فاعل، و الجملة صلة الموصول، بِالْكِتابِ : متعلق به، وَ أَقامُوا الصَّلاةَ : فعل و فاعل و مفعول، و الجملة معطوفة على جملة يمسكون، إِنَّا : حرف نصب و اسمه، لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ : فعل و مفعول و مضاف إليه، و فاعله ضمير يعود على اللّه، و جملة (إن) في محل الرفع خبر المبتدأ، و الرابط محذوف، تقديره:
لا نضيع أجر المصلحين منهم، و الجملة من المبتدأ و الخبر مستأنفة.
وَ إِذْ الواو: استئنافية أو عاطفة، إِذْ : ظرف لما مضى من الزمان، متعلق بمحذوف معطوف على قوله: وَ سْئَلْهُمْ تقديره: و اسئلهم عن القرية و اذكر إذ نتقنا الجبل أو مستأنفة استئنافا نحويا، نَتَقْنَا الْجَبَلَ : فعل و فاعل و مفعول، و الجملة في محل الجر مضاف إليه، فَوْقَهُمْ : ظرف و مضاف إليه، متعلق ب نَتَقْنَا ، كَأَنَّهُ : حرف نصب و اسمه، ظُلَّةٌ : خبره، و جملة (كأن) في محل النصب حال من الْجَبَلَ تقديره: حالة كونه مشابها بظلة، وَ ظَنُّوا :
فعل و فاعل، و الجملة في محل الجر معطوفة على نَتَقْنَا أو في محل النصب حال من الْجَبَلَ ، و لكنه على تقدير: قد، أَنَّهُ حرف نصب و اسمه واقِعٌ خبره. بِهِمْ : جار و مجرور، متعلق ب واقِعٌ و جملة (أن) في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي ظن تقديره: و ظنوا وقوعه بهم، خُذُوا ما : فعل و فاعل و مفعول، و الجملة في محل النصب مقول لقول محذوف حال من فاعل نَتَقْنَا تقديره: و إذ نتقنا الجبل فوقهم حالة كوننا قائلين لهم: خذو ما آتيناكم أو معطوف على نَتَقْنَا تقديره: و قلنا لهم، آتَيْناكُمْ : فعل و فاعل و مفعول أول، و المفعول الثاني محذوف؛ لأن آتى بمعنى أعطى تقديره: ما آتيناكموه، و الجملة
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج10، ص: 219
صلة ل ما أو صفة لها، بِقُوَّةٍ : جار و مجرور حال من واو خُذُوا ؛ أي:
خذوا حالة كونكم ملتبسين بقوة، وَ اذْكُرُوا ما : فعل و فاعل و مفعول معطوف على خُذُوا ، فِيهِ : جار و مجرور صلة ل ما أو صفة لها، لَعَلَّكُمْ (لعل): حرف ترج و تعليل بمعنى، كي و الكاف اسمها، و جملة تَتَّقُونَ :
خبرها، و جملة (لعل) مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها.
وَ إِذْ الواو: استئنافية، إِذْ : ظرف لما مضى من الزمان، متعلق بمحذوف تقديره: و اذكر قصة إذ أخذ ربك، و الجملة مستأنفة أو معطوفة على القصص التي قبلها، أَخَذَ رَبُّكَ : فعل و فاعل، و الجملة في محل الجر مضاف إليه ل إِذْ ، مِنْ بَنِي آدَمَ : جار و مجرور و مضاف إليه، متعلق ب أَخَذَ ، مِنْ ظُهُورِهِمْ : جار و مجرور و مضاف إليه، بدل من الجار و المجرور قبله، بدل بعض من كل، ذُرِّيَّتَهُمْ : مفعول به و مضاف إليه وَ أَشْهَدَهُمْ : فعل و مفعول، و فاعله ضمير يعود على رَبُّكَ ، و الجملة في محل الجر معطوفة على جملة أَخَذَ ، عَلى أَنْفُسِهِمْ : متعلق ب (أشهد).
أَ لَسْتُ (الهمزة): للاستفهام التقريري، لَسْتُ : فعل ناقص و اسمه، بِرَبِّكُمْ : خبره، (و الباء): صلة، و الجملة مقول لقول محذوف معطوف على أَخَذَ تقديره: و قال ألست بربكم قالُوا : فعل و فاعل، و الجملة مستأنفة.
بَلى : حرف جواب لإثبات النفي المذكور قبلها، قائمة مقام الجواب المحذوف تقديره: بلى أنت ربنا، و الجملة المحذوفة في محل النصب مقول قالُوا .
فائدة: بَلى حرف جواب تفيد إثبات النفي المذكور قبلها؛ لأنّها لا يجاب بها إلا النفي، سواء كان مقرونا بالاستفهام التقريري كما هنا، أو مجردا، و أما نعم .. فحرف جواب لتصديق ما قبلها، قال ابن عباس: لو قالوا: نعم ..
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج10، ص: 220
لكفروا؛ لأنّ نعم لتقرير ما قبلها، مثبتا كان أو منفيا، فكأنهم أقروا أنّه ليس بربهم، و إلى ذلك أشار علي الأجهوري رحمه اللّه بقوله:
بلى حرف جواب لكنّه
يصير إثباتا كذا قرّروا
نعم لتقرير الّذي قبلها
إثباتا أو نفيا كذا حرّروا
شَهِدْنا : فعل و فاعل، و الجملة في محل النصب مقول قالُوا إن قلنا إنّه من كلام الذر، أو مقول لقول محذوف، إن قلنا إنّه من كلام الملائكة تقديره:
قالت الملائكة: شهدنا على قبولهم الميثاق أَنْ تَقُولُوا : ناصب و فعل و فاعل يَوْمَ الْقِيامَةِ : ظرف متعلق به، و الجملة الفعلية في تأويل مصدر مجرور بإضافة المصدر المقدر إليه، المعلل لفعل محذوف تقديره: فعلنا الأخذ بالميثاق كراهية قولكم يوم القيامة، و الجملة المحذوفة مستأنفة. إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ مقول محكي ل تَقُولُوا و إن شئت قلت: إِنَّا : حرف نصب و اسمه، كُنَّا : فعل ناقص و اسمه، عَنْ هذا : متعلق ب غافِلِينَ ، غافِلِينَ : خبر (كان)، و جملة (كان) في محل الرفع خبر (إن)، و جملة (إن) في محل النصب مقول تَقُولُوا .
أَوْ تَقُولُوا معطوف على تَقُولُوا الأول إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا إلى آخر الآية:
مقول تَقُولُوا : و إن شئت قلت: إِنَّما : أداة حصر و نفي، أَشْرَكَ آباؤُنا : فعل و فاعل مِنْ قَبْلُ : جار و مجرور، متعلق ب أَشْرَكَ ، و الجملة الفعلية في محل النصب مقول تَقُولُوا ، وَ كُنَّا : فعل ناقص و اسمه ذُرِّيَّةً : خبره مِنْ بَعْدِهِمْ : جار و مجرور، صفة لذرية تقديره: كائنة من بعدهم أَ فَتُهْلِكُنا .
(الهمزة): للاستفهام الاستعطافي الإنكاري داخلة على محذوف تقديره:
أتؤاخذنا، و (الفاء): عاطفة على ذلك المحذوف، (تهلكنا): فعل و مفعول، و فاعله ضمير يعود على الرب، بِما : جار و مجرور متعلق به فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ :
فعل و فاعل صلة لما أوصفه لها و العائد أو الرابط محذوف تقديره بما فعله
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج10، ص: 221
الْمُبْطِلُونَ ، و جملة (تهلكنا): معطوفة على الجملة المحذوفة الداخلة عليها الهمزة كما قدرناه آنفا، و الجملة المحذوفة في محل النصب مقول تَقُولُوا .
وَ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ .
وَ كَذلِكَ . الواو: استئنافية كَذلِكَ : جار و مجرور صفة لمصدر محذوف تقديره: و تفصيلا مثل ذلك التفصيل المذكور هنا نُفَصِّلُ الْآياتِ : فعل و مفعول، و الفاعل ضمير يعود على اللّه، و التقدير: و نفصل الآيات اللاحقة تفصيلا مثل تفصيلنا الآيات السابقة ليتدبروها وَ لَعَلَّهُمْ . الواو: عاطفة، (لعل): حرف ترج و تعليل، و (الهاء): اسمها، و جملة يَرْجِعُونَ : في محل الرفع خبرها، و جملة (لعل) معطوفة على جملة محذوفة معللة للفعل السابق، و التقدير: و نفصل الآيات مثل ذلك ليتدبروها، و لعلهم يرجعون إلى طاعة اللّه سبحانه و تعالى؛ أي:
و لرجاء رجوعهم إلى طاعة اللّه عما هم عليه من الإشراك.
التصريف و مفردات اللغة
وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ ، الْقَرْيَةِ ، هي أيلة، و قيل: مدين، و قيل:
طبرية، و العرب تسمى المدينة قرية: حاضِرَةَ الْبَحْرِ ؛ أي: قريبة منه على شاطئه. إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ ؛ أي: يتجاوزون حكم اللّه بالصيد المحرم عليهم فيه.
حِيتانُهُمْ سمكهم جمع حوت، قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، كنون و نينان لفظا و معنى. يَوْمَ سَبْتِهِمْ ؛ أي: تعظيمهم للسبت، و هو مصدر سبت اليهود تسبت، من باب ضرب، إذا عظمت السبت بترك العمل فيه، و التفرغ فيه للعبادة، و قيل: إنه اسم لليوم، و الإضافة لاختصاصهم بأحكام فيه. ذكره أبو السعود.
و في «المصباح» و سبت اليهود انقطاعهم عن المعيشة و الاكتساب، و هو مصدر، يقال: سبتوا سبتا، من باب ضرب إذا قاموا بذلك، و أسبتوا بالألف لغة اه.
شُرَّعاً : جمع شارع كراكع و ركع، من شرع عليه إذا دنا و أشرف؛
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج10، ص: 222
أي: ظاهرة على وجه الماء نَبْلُوهُمْ نختبرهم أُمَّةٌ مِنْهُمْ ؛ أي: جماعة منهم مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ و المعذرة بوزن المغفرة، اسم مصدر لعذر يعذر عذرا، من باب ضرب، و هي بمعنى العذر، و هو التنصل من الذنب، فمعنى معذرة إلى ربكم، قياما و إظهارا بعذر أنفسنا إلى اللّه تعالى فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ ؛ أي:
تركوه ترك الناس، و أعرضوا عنه إعراضا تاما عَنِ السُّوءِ و السوء العمل الذي تسوء عاقبته بَئِيسٍ و البئيس الشديد، من البأس و هو الشدة، أو من البؤس و هو المكروه، أو الفقر، فهو فعيل من بؤس يبؤس بأسا و بؤسا إذا اشتد. فَلَمَّا عَتَوْا العتو الإباء و العصيان خاسِئِينَ ؛ أي: أذلاء صاغرين.
وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ قال سيبويه: أذن أعلم، و أذن نادى و صاح للإعلام و منه فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ و مثله تأذن لَيَبْعَثَنَ ليسلطن يَسُومُهُمْ يذيقهم و يوليهم وَ قَطَّعْناهُمْ فرقناهم أُمَماً ؛ أي: جماعات دُونَ ذلِكَ ؛ أي: منحطون عنهم وَ بَلَوْناهُمْ امتحانهم بِالْحَسَناتِ وَ السَّيِّئاتِ الحسنات النعم، و السيئات النقم فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ و الخلف بسكون اللام يستعمل في الأشرار، و بالتحريك في الأخيار يقال: خلف سوء بسكون اللام، و خلف صدق بفتحها اه «الخازن»، و في «البيضاوي»: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ ؛ أي: بدل سوء، و هو مصدر نعت به، و لذلك يقع على الواحد و الجمع، و قيل: هو جمع و هو شائع في البشر، و الخلف بالفتح في الخير. انتهى. و في «السمين» و الخلف بفتح اللام و بإسكانها هل هما بمعنى واحد؛ أي: يطلق كل منهما على القرن الذي يخلف غيره، صالحا كان أو طالحا أو أن الساكن اللام في الطالح، و مفتوحها في الصالح خلاف مشهور بين اللغويين، قال الفراء: يقال للقرن خلف: يعني ساكنا، و لمن استخلفته خلف يعني متحرك اللام. اه عَرَضَ هذَا الْأَدْنى و العرض بالتحريك متاع الدنيا و حطامها، و الْأَدْنى : الشيء القريب الزوال، و المراد به هنا الدنيا.
وَ دَرَسُوا ما فِيهِ ؛ أي: قرؤوا فهم ذاكرون له وَ الَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ ؛ أي:
يتمسكون به و يعملون.
و في «المختار» أمسك بالشيء و تمسك و استمسك به، كله بمعنى اعتصم به و كذا مسك به تمسيكا. اه.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج10، ص: 223
و في «المصباح» مسكت بالشيء مسكا، من باب ضرب، و تمسكت و امتسكت بمعنى أخذت به و تعلقت و اعتصمت، و أمسكته بيدي إمساكا قبضته باليد، و أمسكت عن الأمر: كففت عنه. اه. وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ ؛ أي: رفعناه، كما روى عن ابن عباس أو زلزلناه، و هو مرفوع يقال: نتق السقاء إذا هزه و نفضه ليخرج منه الزبد، أو اقتلعناه، كما هو رأي كثير من العلماء، و في «الفتوحات»:
(و النتق) اختلفت فيه عبارات أهل اللغة، فقال أبو عبيدة: هو قلع الشيء من موضعه و الرمي به، و منه نتق ما في الجراب إذا نفضه فرمى ما فيه، و امرأة ناتق و منتاق إذا كانت كثيرة الولادة، و في الحديث: «عليكم بزواج الأبكار فإنهم أنتق أرحاما و أطيب أفواها و أرضى باليسير» و قيل: النتق الجذب بشدة، و منه نتقت السقاء إذا جذبته بشدة لتقلع الزبدة من فمه، و قال الفراء: هو الرفع، و قال ابن قتيبة: هو الزعزعة و به فسر مجاهد، و كل هذه معان متقاربة، و قد عرفت أن فَوْقَهُمْ يجوز أن يكون منصوبا بنتق؛ لأنّه بمعنى رفع و قلع اه «سمين»، و نتق من باب نصر كما في «المختار».
كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ و الظلة كل ما أظلك من سقف بيت، أو سماء، أو جناح طائر، و الجمع ظلل و ظلال مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ و الظهور جمع ظهر، و هو ما فيه العمود الفقري لهيكل الإنسان الذي هو قوام بنيته فيصح أن يعبر به عن جملة الجسد ذُرِّيَّتَهُمْ و الذرية سلالة الإنسان من الذكور و الإناث، شَهِدْنا و الشهادة تارة قولية كما قال: قالُوا شَهِدْنا عَلى أَنْفُسِنا ... الآية و تارة تكون حالية، كما قال: ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ؛ أي: حالهم شاهدة عليهم بذلك، لا أنهم قائلون ذلك.
البلاغة
و قد تضمنت هذه الآيات أنواعا من البلاغة، و ضروبا من الفصاحة و البيان و البديع.
فمنها: التكرار في قوله: اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ و في قوله: إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ يَوْمَ سَبْتِهِمْ .
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج10، ص: 224
و منها: المجاز المرسل في قوله: وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ ؛ أي: عن أهل القرية لما فيه من إطلاق المحل و إرادة الحال.
و منها: الجناس المغاير في قوله: يَوْمَ سَبْتِهِمْ ، وَ يَوْمَ لا يَسْبِتُونَ .
و في قوله: أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً .
و منها: المقابلة في قوله: مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَ مِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ ، و في قوله: بِالْحَسَناتِ وَ السَّيِّئاتِ .
و منها: جمع المؤكدات في قوله: إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَ إِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ إشعارا بسرعة إيقاع العذاب بهم، و ترجية لمن آمن منهم في غفرانه و رحمته.
و منها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ ؛ لأنه استعار النسيان للشرك، فاشتق من النسيان بمعنى الشرك نسوا، بمعنى تركوا، بجامع الإعراض في كل على طريقة الاستعارة التصريحية التبعية.
و منها: المقابلة في قوله: أَنْجَيْنَا وَ أَخَذْنَا .
و منها: الإضافة في قوله: حِيتانُهُمْ : لاختصاصهم بأحكام فيها.
و منها: الاستعارة التصريحية في قوله: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ؛ لأنّه استعار الأخذ للإخراج، فاشتق منه أخذ بمعنى أخرج، و إيثار «1» الأخذ على الإخراج للاعتناء بشأن المأخوذ، لما فيه من الإنباء عن اختيار الاصطفاء، و هو السبب في إسناده إلى الرب بطريق الالتفات مع ما فيه من التمهيد للاستفهام الآتي.
و منها: إضافة رَبُّكَ إلى ضميره صلى اللّه عليه و سلّم للتشريف.
و منها: الالتفات في لفظ رَبُّكَ من التكلم إلى الغيبة؛ لأن مقتضى السياق أن يقال: و إذا أخذنا، كما قال أولا: و إذ نتقنا الجبل فوقهم، و النكتة