کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن

الجزء الأول

الفصل الأول في فضل القرآن الكريم و تلاوته، و تعلمه، و تعليمه الفصل الثاني في كيفية التلاوة لكتاب الله تعالى، و ما يكره منها، و ما يحرم، و اختلاف الناس في ذلك الفصل الثالث في تحذير أهل القرآن و العلم من الرياء، و غيره الفصل الرابع في ذكر ما ينبغي لصاحب القرآن أن يلزم نفسه به، و لا يغفل عنه الفصل الخامس في ما جاء في إعراب القرآن، و تعليمه، و الحث عليه، و ثواب من قرأ القرآن معربا الفصل السادس فيما جاء في فضل تفسير القرآن، و أهله الفصل السابع في بيان مبدأ التفسير، و وضعه الفصل التاسع في بيان ما جاء في حامل القرآن، و من هو، و فيمن عاداه الفصل العاشر في بيان ما يلزم قارى‏ء القرآن، و حامله من تعظيم القرآن و حرمته الفصل الحادي عشر في بيان الكتاب بالسنة الفصل الثاني عشر في بيان كيفية التعلم، و الفقه لكتاب الله، و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم. و ما جاء أنه يسهل على من تقدم العمل به، دون حفظه الفصل الثالث عشر في معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم:«إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه» الفصل الرابع عشر في ذكر جمع القرآن، و سبب كتب عثمان المصاحف، و إحراقه ما سواه، و ذكر من حفظ القرآن من الصحابة - رضي الله عنهم - في زمن النبي صلى الله عليه و سلم الفصل السادس عشر في عدد آي القرآن، و كلماته، و حروفه الفصل السابع عشر في أجزائه، و أحزابه، و أرباعه، و أنصافه، و أثلاثه، و أسباعه الفصل الثامن عشر في تعشيره و تخميسه، و الكتابة في فواتح السور، أو خواتمها، و وضع النقط في منتهى الآية، و غير ذلك الفصل التاسع عشر في بيان أول من وضع النقط، و الشكل، و الشدة، و المدة، و الهمزة، و علامة الغنة في المصاحف، و أول من وضع النحو، و جعل الإعراب فيها الفصل العشرون في تفصيل حروف القرآن، كم فيه من الحروف الفلانية الفصل الحادي و العشرون في بيان معنى القرآن، و معنى السورة، و الكلمة، و الحرف الفصل الثاني و العشرون في بيان معنى النسخ الذي هو فرد من أفراد تنزيل الوحي، و أقسامه، و شرائطه، و الرد على من أنكره، و بيان معنى الناسخ، و المنسوخ، و غير ذلك الفصل الثالث و العشرون في تقسيم السور باعتبار الناسخ، و المنسوخ الفصل الرابع و العشرون في ذكر جملة الإعراض عن المشركين المنسوخ بآية السيف. الفصل الخامس و العشرون في بيان قواعد أصولية لأسباب النزول الفصل السادس و العشرون في التنبيه على أحاديث وضعت في فضائل سور القرآن، و غيره، لا التفات لما وضعه الواضعون، و اختلقه المختلقون من الأحاديث الكاذبة، و الأخبار الباطلة في فضل سور القرآن، و غير ذلك من فضائل الأعمال، و قد ارتكبها جماعة كثيرة اختلفت أغرا الفصل السابع و العشرون في بيان ما جاء من الحجة، في الرد على من طعن في القرآن، و خالف مصحف عثمان بالزيادة، و النقصان الفصل الثامن و العشرون في بيان هل ورد في القرآن كلمات خارجة عن لغات العرب، أم لا؟ الفصل التاسع و العشرون في بيان بعض نكات في إعجاز القرآن، و شرائط المعجزة، و حقيقتها الفصل الثلاثون في تقسيم المعجزات الفهرس مقدمة مقدمة في مبادى‏ء فن التفسير

سورة البقرة

فائدة:

المجلد التاسع

استهلال:

تابع إلى سورة الأنعام:

[سورة الأنعام(6): الآيات 145 الى 153]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

سورة الأعراف

المناسبة: و مناسبة ذكرها بعد سورة الأنعام الناسخ و المنسوخ:

[سورة الأعراف(7): الآيات 1 الى 18]

[سورة الأعراف(7): الآيات 31 الى 43]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: التكرار في قوله: يا بني آدم و منها: المجاز المرسل في قوله: عند كل مسجد و منها: الجناس المغاير بين و لا تسرفوا و بين المسرفين و منها: الطباق بين ظهر و بطن في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الظرفية المجازية في قوله: ادخلوا في أمم و منها: عطف العام على الخاص في قوله: و الإثم و منها: عطف الخاص على العام؛ لمزيد الاعتناء به و منها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: سلطانا و منها: التفصيل بعد الإجمال في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الطباق بين لا يستأخرون.. و لا يستقدمون و منها: الاعتراض في قوله: لا نكلف نفسا إلا وسعها و منها: التهكم في قوله: فذوقوا العذاب و منها: الكناية في قوله: لا تفتح لهم أبواب السماء و منها: تعليق الممكن بالمستحيل إفادة لاستحالته في قوله: و منها: المجاز المرسل في قوله: و منها: الإتيان باسم الإشارة البعيدة في قوله: أن تلكم الجنة و منها: الاستعارة في قوله: لهم من جهنم مهاد و من فوقهم غواش و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع

[سورة الأعراف(7): الآيات 44 الى 58]

المناسبة الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: المقابلة في قوله: و نادى أصحاب الجنة أصحاب النار و منها: المشاكلة في قوله: ما وعد ربكم و منها: التعبير بالماضي عما في المستقبل، في قوله: و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: فأذن مؤذن و منها: الاستعارة التصريحية في قوله: حرمهما و منها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: و منها: الالتفات في قوله: سقناه لبلد ميت و منها: التتميم في قوله: و البلد الطيب... و منها: تخصيص خروج النبات الطيب بقوله: و منها: الكناية في قوله: بإذن ربه و منها: الطباق بين قوله: و البلد الطيب و قوله: و الذي خبث و منها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: كذلك نخرج الموتى و منها: إيجاز القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر و منها: الاكتفاء في قوله: يغشي الليل النهار و منها: التكرار في قوله: و نادى و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: من شفعاء فيشفعوا لنا و منها: الجناس المماثل في قوله: فاليوم ننساهم كما نسوا و منها: الاستفهام التوبيخي في مواضع و منها: الإنكاري في قوله: هل ينظرون إلا تأويله و منها: الإضافة للتشريف في قوله: رسل ربنا و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع و منها: القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر

[سورة الأعراف(7): الآيات 59 الى 74]

المناسبة الإعراب

المجلد العاشر

تتمة سورة الأعراف

خاتمة في خلاصة ما اشتملت عليه هذه السورة من الموضوعات شعر الفهرس

المجلد السادس عشر

سورة الإسراء

شعر الفهرس

المجلد الرابع و العشرون

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن


صفحه قبل

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏10، ص: 218

المحذوفة جملة إنشائية لا محل لها من الإعراب.

وَ الَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ‏ 170.

وَ الَّذِينَ‏ : (الواو): عاطفة. الَّذِينَ‏ : مبتدأ، يُمَسِّكُونَ‏ : فعل و فاعل، و الجملة صلة الموصول، بِالْكِتابِ‏ : متعلق به، وَ أَقامُوا الصَّلاةَ : فعل و فاعل و مفعول، و الجملة معطوفة على جملة يمسكون، إِنَّا : حرف نصب و اسمه، لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ‏ : فعل و مفعول و مضاف إليه، و فاعله ضمير يعود على اللّه، و جملة (إن) في محل الرفع خبر المبتدأ، و الرابط محذوف، تقديره:

لا نضيع أجر المصلحين منهم، و الجملة من المبتدأ و الخبر مستأنفة.

* وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَ ظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَ اذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‏ 171.

وَ إِذْ الواو: استئنافية أو عاطفة، إِذْ : ظرف لما مضى من الزمان، متعلق بمحذوف معطوف على قوله: وَ سْئَلْهُمْ‏ تقديره: و اسئلهم عن القرية و اذكر إذ نتقنا الجبل أو مستأنفة استئنافا نحويا، نَتَقْنَا الْجَبَلَ‏ : فعل و فاعل و مفعول، و الجملة في محل الجر مضاف إليه، فَوْقَهُمْ‏ : ظرف و مضاف إليه، متعلق ب نَتَقْنَا ، كَأَنَّهُ‏ : حرف نصب و اسمه، ظُلَّةٌ : خبره، و جملة (كأن) في محل النصب حال من‏ الْجَبَلَ‏ تقديره: حالة كونه مشابها بظلة، وَ ظَنُّوا :

فعل و فاعل، و الجملة في محل الجر معطوفة على‏ نَتَقْنَا أو في محل النصب حال من‏ الْجَبَلَ‏ ، و لكنه على تقدير: قد، أَنَّهُ‏ حرف نصب و اسمه‏ واقِعٌ‏ خبره. بِهِمْ‏ : جار و مجرور، متعلق ب واقِعٌ‏ و جملة (أن) في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي ظن تقديره: و ظنوا وقوعه بهم، خُذُوا ما : فعل و فاعل و مفعول، و الجملة في محل النصب مقول لقول محذوف حال من فاعل‏ نَتَقْنَا تقديره: و إذ نتقنا الجبل فوقهم حالة كوننا قائلين لهم: خذو ما آتيناكم أو معطوف على‏ نَتَقْنَا تقديره: و قلنا لهم، آتَيْناكُمْ‏ : فعل و فاعل و مفعول أول، و المفعول الثاني محذوف؛ لأن آتى بمعنى أعطى تقديره: ما آتيناكموه، و الجملة

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏10، ص: 219

صلة ل ما أو صفة لها، بِقُوَّةٍ : جار و مجرور حال من واو خُذُوا ؛ أي:

خذوا حالة كونكم ملتبسين بقوة، وَ اذْكُرُوا ما : فعل و فاعل و مفعول معطوف على‏ خُذُوا ، فِيهِ‏ : جار و مجرور صلة ل ما أو صفة لها، لَعَلَّكُمْ‏ (لعل): حرف ترج و تعليل بمعنى، كي و الكاف اسمها، و جملة تَتَّقُونَ‏ :

خبرها، و جملة (لعل) مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها.

وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ‏ .

وَ إِذْ الواو: استئنافية، إِذْ : ظرف لما مضى من الزمان، متعلق بمحذوف تقديره: و اذكر قصة إذ أخذ ربك، و الجملة مستأنفة أو معطوفة على القصص التي قبلها، أَخَذَ رَبُّكَ‏ : فعل و فاعل، و الجملة في محل الجر مضاف إليه ل إِذْ ، مِنْ بَنِي آدَمَ‏ : جار و مجرور و مضاف إليه، متعلق ب أَخَذَ ، مِنْ ظُهُورِهِمْ‏ : جار و مجرور و مضاف إليه، بدل من الجار و المجرور قبله، بدل بعض من كل، ذُرِّيَّتَهُمْ‏ : مفعول به و مضاف إليه‏ وَ أَشْهَدَهُمْ‏ : فعل و مفعول، و فاعله ضمير يعود على‏ رَبُّكَ‏ ، و الجملة في محل الجر معطوفة على جملة أَخَذَ ، عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ‏ : متعلق ب (أشهد).

أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‏ شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ‏ .

أَ لَسْتُ‏ (الهمزة): للاستفهام التقريري، لَسْتُ‏ : فعل ناقص و اسمه، بِرَبِّكُمْ‏ : خبره، (و الباء): صلة، و الجملة مقول لقول محذوف معطوف على‏ أَخَذَ تقديره: و قال ألست بربكم‏ قالُوا : فعل و فاعل، و الجملة مستأنفة.

بَلى‏ : حرف جواب لإثبات النفي المذكور قبلها، قائمة مقام الجواب المحذوف تقديره: بلى أنت ربنا، و الجملة المحذوفة في محل النصب مقول‏ قالُوا .

فائدة: بَلى‏ حرف جواب تفيد إثبات النفي المذكور قبلها؛ لأنّها لا يجاب بها إلا النفي، سواء كان مقرونا بالاستفهام التقريري كما هنا، أو مجردا، و أما نعم .. فحرف جواب لتصديق ما قبلها، قال ابن عباس: لو قالوا: نعم ..

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏10، ص: 220

لكفروا؛ لأنّ نعم لتقرير ما قبلها، مثبتا كان أو منفيا، فكأنهم أقروا أنّه ليس بربهم، و إلى ذلك أشار علي الأجهوري رحمه اللّه بقوله:

بلى حرف جواب لكنّه‏

يصير إثباتا كذا قرّروا

نعم لتقرير الّذي قبلها

إثباتا أو نفيا كذا حرّروا

شَهِدْنا : فعل و فاعل، و الجملة في محل النصب مقول‏ قالُوا إن قلنا إنّه من كلام الذر، أو مقول لقول محذوف، إن قلنا إنّه من كلام الملائكة تقديره:

قالت الملائكة: شهدنا على قبولهم الميثاق‏ أَنْ تَقُولُوا : ناصب و فعل و فاعل‏ يَوْمَ الْقِيامَةِ : ظرف متعلق به، و الجملة الفعلية في تأويل مصدر مجرور بإضافة المصدر المقدر إليه، المعلل لفعل محذوف تقديره: فعلنا الأخذ بالميثاق كراهية قولكم يوم القيامة، و الجملة المحذوفة مستأنفة. إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ‏ مقول محكي ل تَقُولُوا و إن شئت قلت: إِنَّا : حرف نصب و اسمه، كُنَّا : فعل ناقص و اسمه، عَنْ هذا : متعلق ب غافِلِينَ‏ ، غافِلِينَ‏ : خبر (كان)، و جملة (كان) في محل الرفع خبر (إن)، و جملة (إن) في محل النصب مقول‏ تَقُولُوا .

أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَ كُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَ فَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ‏ .

أَوْ تَقُولُوا معطوف على‏ تَقُولُوا الأول‏ إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا إلى آخر الآية:

مقول‏ تَقُولُوا : و إن شئت قلت: إِنَّما : أداة حصر و نفي، أَشْرَكَ آباؤُنا : فعل و فاعل‏ مِنْ قَبْلُ‏ : جار و مجرور، متعلق ب أَشْرَكَ‏ ، و الجملة الفعلية في محل النصب مقول‏ تَقُولُوا ، وَ كُنَّا : فعل ناقص و اسمه‏ ذُرِّيَّةً : خبره‏ مِنْ بَعْدِهِمْ‏ : جار و مجرور، صفة لذرية تقديره: كائنة من بعدهم‏ أَ فَتُهْلِكُنا .

(الهمزة): للاستفهام الاستعطافي الإنكاري داخلة على محذوف تقديره:

أتؤاخذنا، و (الفاء): عاطفة على ذلك المحذوف، (تهلكنا): فعل و مفعول، و فاعله ضمير يعود على الرب، بِما : جار و مجرور متعلق به‏ فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ‏ :

فعل و فاعل صلة لما أوصفه لها و العائد أو الرابط محذوف تقديره بما فعله‏

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏10، ص: 221

الْمُبْطِلُونَ‏ ، و جملة (تهلكنا): معطوفة على الجملة المحذوفة الداخلة عليها الهمزة كما قدرناه آنفا، و الجملة المحذوفة في محل النصب مقول‏ تَقُولُوا .

وَ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ‏ .

وَ كَذلِكَ‏ . الواو: استئنافية كَذلِكَ‏ : جار و مجرور صفة لمصدر محذوف تقديره: و تفصيلا مثل ذلك التفصيل المذكور هنا نُفَصِّلُ الْآياتِ‏ : فعل و مفعول، و الفاعل ضمير يعود على اللّه، و التقدير: و نفصل الآيات اللاحقة تفصيلا مثل تفصيلنا الآيات السابقة ليتدبروها وَ لَعَلَّهُمْ‏ . الواو: عاطفة، (لعل): حرف ترج و تعليل، و (الهاء): اسمها، و جملة يَرْجِعُونَ‏ : في محل الرفع خبرها، و جملة (لعل) معطوفة على جملة محذوفة معللة للفعل السابق، و التقدير: و نفصل الآيات مثل ذلك ليتدبروها، و لعلهم يرجعون إلى طاعة اللّه سبحانه و تعالى؛ أي:

و لرجاء رجوعهم إلى طاعة اللّه عما هم عليه من الإشراك.

التصريف و مفردات اللغة

وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ ، الْقَرْيَةِ ، هي أيلة، و قيل: مدين، و قيل:

طبرية، و العرب تسمى المدينة قرية: حاضِرَةَ الْبَحْرِ ؛ أي: قريبة منه على شاطئه. إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ‏ ؛ أي: يتجاوزون حكم اللّه بالصيد المحرم عليهم فيه.

حِيتانُهُمْ‏ سمكهم جمع حوت، قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، كنون و نينان لفظا و معنى. يَوْمَ سَبْتِهِمْ‏ ؛ أي: تعظيمهم للسبت، و هو مصدر سبت اليهود تسبت، من باب ضرب، إذا عظمت السبت بترك العمل فيه، و التفرغ فيه للعبادة، و قيل: إنه اسم لليوم، و الإضافة لاختصاصهم بأحكام فيه. ذكره أبو السعود.

و في «المصباح» و سبت اليهود انقطاعهم عن المعيشة و الاكتساب، و هو مصدر، يقال: سبتوا سبتا، من باب ضرب إذا قاموا بذلك، و أسبتوا بالألف لغة اه.

شُرَّعاً : جمع شارع كراكع و ركع، من شرع عليه إذا دنا و أشرف؛

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏10، ص: 222

أي: ظاهرة على وجه الماء نَبْلُوهُمْ‏ نختبرهم‏ أُمَّةٌ مِنْهُمْ‏ ؛ أي: جماعة منهم‏ مَعْذِرَةً إِلى‏ رَبِّكُمْ‏ و المعذرة بوزن المغفرة، اسم مصدر لعذر يعذر عذرا، من باب ضرب، و هي بمعنى العذر، و هو التنصل من الذنب، فمعنى معذرة إلى ربكم، قياما و إظهارا بعذر أنفسنا إلى اللّه تعالى‏ فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ‏ ؛ أي:

تركوه ترك الناس، و أعرضوا عنه إعراضا تاما عَنِ السُّوءِ و السوء العمل الذي تسوء عاقبته‏ بَئِيسٍ‏ و البئيس الشديد، من البأس و هو الشدة، أو من البؤس و هو المكروه، أو الفقر، فهو فعيل من بؤس يبؤس بأسا و بؤسا إذا اشتد. فَلَمَّا عَتَوْا العتو الإباء و العصيان‏ خاسِئِينَ‏ ؛ أي: أذلاء صاغرين.

وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ‏ قال سيبويه: أذن أعلم، و أذن نادى و صاح للإعلام و منه‏ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ‏ و مثله تأذن‏ لَيَبْعَثَنَ‏ ليسلطن‏ يَسُومُهُمْ‏ يذيقهم و يوليهم‏ وَ قَطَّعْناهُمْ‏ فرقناهم‏ أُمَماً ؛ أي: جماعات‏ دُونَ ذلِكَ‏ ؛ أي: منحطون عنهم‏ وَ بَلَوْناهُمْ‏ امتحانهم‏ بِالْحَسَناتِ وَ السَّيِّئاتِ‏ الحسنات النعم، و السيئات النقم‏ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ‏ و الخلف بسكون اللام يستعمل في الأشرار، و بالتحريك في الأخيار يقال: خلف سوء بسكون اللام، و خلف صدق بفتحها اه «الخازن»، و في «البيضاوي»: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ‏ ؛ أي: بدل سوء، و هو مصدر نعت به، و لذلك يقع على الواحد و الجمع، و قيل: هو جمع و هو شائع في البشر، و الخلف بالفتح في الخير. انتهى. و في «السمين» و الخلف بفتح اللام و بإسكانها هل هما بمعنى واحد؛ أي: يطلق كل منهما على القرن الذي يخلف غيره، صالحا كان أو طالحا أو أن الساكن اللام في الطالح، و مفتوحها في الصالح خلاف مشهور بين اللغويين، قال الفراء: يقال للقرن خلف: يعني ساكنا، و لمن استخلفته خلف يعني متحرك اللام. اه عَرَضَ هذَا الْأَدْنى‏ و العرض بالتحريك متاع الدنيا و حطامها، و الْأَدْنى‏ : الشي‏ء القريب الزوال، و المراد به هنا الدنيا.

وَ دَرَسُوا ما فِيهِ‏ ؛ أي: قرؤوا فهم ذاكرون له‏ وَ الَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ‏ ؛ أي:

يتمسكون به و يعملون.

و في «المختار» أمسك بالشي‏ء و تمسك و استمسك به، كله بمعنى اعتصم به و كذا مسك به تمسيكا. اه.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏10، ص: 223

و في «المصباح» مسكت بالشي‏ء مسكا، من باب ضرب، و تمسكت و امتسكت بمعنى أخذت به و تعلقت و اعتصمت، و أمسكته بيدي إمساكا قبضته باليد، و أمسكت عن الأمر: كففت عنه. اه. وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ‏ ؛ أي: رفعناه، كما روى عن ابن عباس أو زلزلناه، و هو مرفوع يقال: نتق السقاء إذا هزه و نفضه ليخرج منه الزبد، أو اقتلعناه، كما هو رأي كثير من العلماء، و في «الفتوحات»:

(و النتق) اختلفت فيه عبارات أهل اللغة، فقال أبو عبيدة: هو قلع الشي‏ء من موضعه و الرمي به، و منه نتق ما في الجراب إذا نفضه فرمى ما فيه، و امرأة ناتق و منتاق إذا كانت كثيرة الولادة، و في الحديث: «عليكم بزواج الأبكار فإنهم أنتق أرحاما و أطيب أفواها و أرضى باليسير» و قيل: النتق الجذب بشدة، و منه نتقت السقاء إذا جذبته بشدة لتقلع الزبدة من فمه، و قال الفراء: هو الرفع، و قال ابن قتيبة: هو الزعزعة و به فسر مجاهد، و كل هذه معان متقاربة، و قد عرفت أن‏ فَوْقَهُمْ‏ يجوز أن يكون منصوبا بنتق؛ لأنّه بمعنى رفع و قلع اه «سمين»، و نتق من باب نصر كما في «المختار».

كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ و الظلة كل ما أظلك من سقف بيت، أو سماء، أو جناح طائر، و الجمع ظلل و ظلال‏ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ‏ و الظهور جمع ظهر، و هو ما فيه العمود الفقري لهيكل الإنسان الذي هو قوام بنيته فيصح أن يعبر به عن جملة الجسد ذُرِّيَّتَهُمْ‏ و الذرية سلالة الإنسان من الذكور و الإناث، شَهِدْنا و الشهادة تارة قولية كما قال: قالُوا شَهِدْنا عَلى‏ أَنْفُسِنا ... الآية و تارة تكون حالية، كما قال: ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ؛ أي: حالهم شاهدة عليهم بذلك، لا أنهم قائلون ذلك.

البلاغة

و قد تضمنت هذه الآيات أنواعا من البلاغة، و ضروبا من الفصاحة و البيان و البديع.

فمنها: التكرار في قوله: اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ و في قوله: إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ‏ يَوْمَ سَبْتِهِمْ‏ .

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏10، ص: 224

و منها: المجاز المرسل في قوله: وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ ؛ أي: عن أهل القرية لما فيه من إطلاق المحل و إرادة الحال.

و منها: الجناس المغاير في قوله: يَوْمَ سَبْتِهِمْ‏ ، وَ يَوْمَ لا يَسْبِتُونَ‏ .

و في قوله: أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً .

و منها: المقابلة في قوله: مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ‏ وَ مِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ‏ ، و في قوله: بِالْحَسَناتِ‏ وَ السَّيِّئاتِ‏ .

و منها: جمع المؤكدات في قوله: إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَ إِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ‏ إشعارا بسرعة إيقاع العذاب بهم، و ترجية لمن آمن منهم في غفرانه و رحمته.

و منها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ‏ ؛ لأنه استعار النسيان للشرك، فاشتق من النسيان بمعنى الشرك نسوا، بمعنى تركوا، بجامع الإعراض في كل على طريقة الاستعارة التصريحية التبعية.

و منها: المقابلة في قوله: أَنْجَيْنَا وَ أَخَذْنَا .

و منها: الإضافة في قوله: حِيتانُهُمْ‏ : لاختصاصهم بأحكام فيها.

و منها: الاستعارة التصريحية في قوله: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ‏ ؛ لأنّه استعار الأخذ للإخراج، فاشتق منه أخذ بمعنى أخرج، و إيثار «1» الأخذ على الإخراج للاعتناء بشأن المأخوذ، لما فيه من الإنباء عن اختيار الاصطفاء، و هو السبب في إسناده إلى الرب بطريق الالتفات مع ما فيه من التمهيد للاستفهام الآتي.

و منها: إضافة رَبُّكَ‏ إلى ضميره صلى اللّه عليه و سلّم للتشريف.

و منها: الالتفات في لفظ رَبُّكَ‏ من التكلم إلى الغيبة؛ لأن مقتضى السياق أن يقال: و إذا أخذنا، كما قال أولا: و إذ نتقنا الجبل فوقهم، و النكتة

صفحه بعد