کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن

الجزء الأول

الفصل الأول في فضل القرآن الكريم و تلاوته، و تعلمه، و تعليمه الفصل الثاني في كيفية التلاوة لكتاب الله تعالى، و ما يكره منها، و ما يحرم، و اختلاف الناس في ذلك الفصل الثالث في تحذير أهل القرآن و العلم من الرياء، و غيره الفصل الرابع في ذكر ما ينبغي لصاحب القرآن أن يلزم نفسه به، و لا يغفل عنه الفصل الخامس في ما جاء في إعراب القرآن، و تعليمه، و الحث عليه، و ثواب من قرأ القرآن معربا الفصل السادس فيما جاء في فضل تفسير القرآن، و أهله الفصل السابع في بيان مبدأ التفسير، و وضعه الفصل التاسع في بيان ما جاء في حامل القرآن، و من هو، و فيمن عاداه الفصل العاشر في بيان ما يلزم قارى‏ء القرآن، و حامله من تعظيم القرآن و حرمته الفصل الحادي عشر في بيان الكتاب بالسنة الفصل الثاني عشر في بيان كيفية التعلم، و الفقه لكتاب الله، و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم. و ما جاء أنه يسهل على من تقدم العمل به، دون حفظه الفصل الثالث عشر في معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم:«إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه» الفصل الرابع عشر في ذكر جمع القرآن، و سبب كتب عثمان المصاحف، و إحراقه ما سواه، و ذكر من حفظ القرآن من الصحابة - رضي الله عنهم - في زمن النبي صلى الله عليه و سلم الفصل السادس عشر في عدد آي القرآن، و كلماته، و حروفه الفصل السابع عشر في أجزائه، و أحزابه، و أرباعه، و أنصافه، و أثلاثه، و أسباعه الفصل الثامن عشر في تعشيره و تخميسه، و الكتابة في فواتح السور، أو خواتمها، و وضع النقط في منتهى الآية، و غير ذلك الفصل التاسع عشر في بيان أول من وضع النقط، و الشكل، و الشدة، و المدة، و الهمزة، و علامة الغنة في المصاحف، و أول من وضع النحو، و جعل الإعراب فيها الفصل العشرون في تفصيل حروف القرآن، كم فيه من الحروف الفلانية الفصل الحادي و العشرون في بيان معنى القرآن، و معنى السورة، و الكلمة، و الحرف الفصل الثاني و العشرون في بيان معنى النسخ الذي هو فرد من أفراد تنزيل الوحي، و أقسامه، و شرائطه، و الرد على من أنكره، و بيان معنى الناسخ، و المنسوخ، و غير ذلك الفصل الثالث و العشرون في تقسيم السور باعتبار الناسخ، و المنسوخ الفصل الرابع و العشرون في ذكر جملة الإعراض عن المشركين المنسوخ بآية السيف. الفصل الخامس و العشرون في بيان قواعد أصولية لأسباب النزول الفصل السادس و العشرون في التنبيه على أحاديث وضعت في فضائل سور القرآن، و غيره، لا التفات لما وضعه الواضعون، و اختلقه المختلقون من الأحاديث الكاذبة، و الأخبار الباطلة في فضل سور القرآن، و غير ذلك من فضائل الأعمال، و قد ارتكبها جماعة كثيرة اختلفت أغرا الفصل السابع و العشرون في بيان ما جاء من الحجة، في الرد على من طعن في القرآن، و خالف مصحف عثمان بالزيادة، و النقصان الفصل الثامن و العشرون في بيان هل ورد في القرآن كلمات خارجة عن لغات العرب، أم لا؟ الفصل التاسع و العشرون في بيان بعض نكات في إعجاز القرآن، و شرائط المعجزة، و حقيقتها الفصل الثلاثون في تقسيم المعجزات الفهرس مقدمة مقدمة في مبادى‏ء فن التفسير

سورة البقرة

فائدة:

المجلد التاسع

استهلال:

تابع إلى سورة الأنعام:

[سورة الأنعام(6): الآيات 145 الى 153]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

سورة الأعراف

المناسبة: و مناسبة ذكرها بعد سورة الأنعام الناسخ و المنسوخ:

[سورة الأعراف(7): الآيات 1 الى 18]

[سورة الأعراف(7): الآيات 31 الى 43]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: التكرار في قوله: يا بني آدم و منها: المجاز المرسل في قوله: عند كل مسجد و منها: الجناس المغاير بين و لا تسرفوا و بين المسرفين و منها: الطباق بين ظهر و بطن في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الظرفية المجازية في قوله: ادخلوا في أمم و منها: عطف العام على الخاص في قوله: و الإثم و منها: عطف الخاص على العام؛ لمزيد الاعتناء به و منها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: سلطانا و منها: التفصيل بعد الإجمال في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الطباق بين لا يستأخرون.. و لا يستقدمون و منها: الاعتراض في قوله: لا نكلف نفسا إلا وسعها و منها: التهكم في قوله: فذوقوا العذاب و منها: الكناية في قوله: لا تفتح لهم أبواب السماء و منها: تعليق الممكن بالمستحيل إفادة لاستحالته في قوله: و منها: المجاز المرسل في قوله: و منها: الإتيان باسم الإشارة البعيدة في قوله: أن تلكم الجنة و منها: الاستعارة في قوله: لهم من جهنم مهاد و من فوقهم غواش و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع

[سورة الأعراف(7): الآيات 44 الى 58]

المناسبة الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: المقابلة في قوله: و نادى أصحاب الجنة أصحاب النار و منها: المشاكلة في قوله: ما وعد ربكم و منها: التعبير بالماضي عما في المستقبل، في قوله: و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: فأذن مؤذن و منها: الاستعارة التصريحية في قوله: حرمهما و منها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: و منها: الالتفات في قوله: سقناه لبلد ميت و منها: التتميم في قوله: و البلد الطيب... و منها: تخصيص خروج النبات الطيب بقوله: و منها: الكناية في قوله: بإذن ربه و منها: الطباق بين قوله: و البلد الطيب و قوله: و الذي خبث و منها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: كذلك نخرج الموتى و منها: إيجاز القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر و منها: الاكتفاء في قوله: يغشي الليل النهار و منها: التكرار في قوله: و نادى و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: من شفعاء فيشفعوا لنا و منها: الجناس المماثل في قوله: فاليوم ننساهم كما نسوا و منها: الاستفهام التوبيخي في مواضع و منها: الإنكاري في قوله: هل ينظرون إلا تأويله و منها: الإضافة للتشريف في قوله: رسل ربنا و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع و منها: القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر

[سورة الأعراف(7): الآيات 59 الى 74]

المناسبة الإعراب

المجلد العاشر

تتمة سورة الأعراف

خاتمة في خلاصة ما اشتملت عليه هذه السورة من الموضوعات شعر الفهرس

المجلد السادس عشر

سورة الإسراء

شعر الفهرس

المجلد الرابع و العشرون

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن


صفحه قبل

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏16، ص: 181

حاصب، و منه قول الفرذدق:

مستقبلين جبال الشّام تضربنا

بحاصب كنديف القطن منثور

تارَةً أُخْرى‏ بمعنى مرّة، و كرّة فهو مصدر، و يجمع على تيرة، و تارات، و ألفها يحتمل أن تكون عن واو أو عن ياء ا ه سمين‏ قاصِفاً و القاصف: الرّيح تقصف الشّجر و تكسره يقال: قصفه يقصفه من باب ضرب يضرب و قيل: القاصف الريح التي لها قصيف، و هو الصوت الشديد، كأنها تتقصف؛ أي: تتكسّر، و قيل: التي لا تمرّ بشي‏ء إلّا قصفته. تَبِيعاً التّبيع- كأمير-: المطالب قال الشماخ: يصف عقابا:

تلوذ ثعالب الشّرقين منها

كما لاذ الغريم من التّبيع‏

أي: تهرب منها ثعالب الشرقين- بمعنى المشرقين- كما هرب، و التجأ الغريم؛ أي: المدين من التبيع؛ أي: الدّائن المطالب.

البلاغة

و قد تضمنت هذه الآيات ضروبا من البلاغة، و أنواعا من الفصاحة و البيان و البديع:

فمنها: الإضافة للتشريف في قوله: وَ قُلْ لِعِبادِي‏ ؛ لأن المراد بهم المؤمنون.

و منها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: إِنَّ الشَّيْطانَ‏ ؛ لأنّ مقتضى السّياق أن يقال: إنه.

و منها: الاعتراض بقوله: إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ... إلى آخر الآية بين قوله: الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏ ، و قوله: رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ‏ لأن قوله: رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ‏ بيان ل الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏ .

و منها: الطباق بين‏ يَرْحَمْكُمْ‏ و يُعَذِّبْكُمْ‏ .

و منها: التخصيص في قوله: وَ آتَيْنا داوُدَ زَبُوراً بعد التعميم في قوله:

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏16، ص: 182

وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى‏ بَعْضٍ‏ ردا على اليهود، حيث زعموا أنه لا نبي بعد موسى، و لا كتاب بعد التوراة.

و منها: الإيجاز بالحذف في قوله: وَ لا تَحْوِيلًا ؛ أي: و لا تحويل الضرّ عنكم إلى غيركم، لدلالة ما قبله عليه.

و منها: المقابلة اللّطيفة بين الجملتين‏ وَ يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ‏ ، و يخافون عذابه.

و منها: الإظهار في قوله: إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ‏ للتهويل، و كان مقتضى المقام أن يقال: إنه لتقدم المرجع.

و منها: الإسناد المجازي في قوله: وَ ما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ ... الخ؛ لأنّ المنع هنا مجاز عن الترك؛ لأنه محال في حقه تعالى؛ لأنه سبحانه لا يمنعه مانع عن إرادته، فكأنه قال: و ما كان سبب ترك الإرسال بالآيات إلّا تكذيب الأولين.

و منها: المجاز العقليّ في قوله: وَ آتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً لأنه لما كانت الناقة سببا في إبصار الحق، و الهدى نسب إليها الإبصار، ففيه مجاز عقليّ علاقته السببية.

و منها: الاستعارة التصريحية في قوله: وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ‏ حيث شبه الرؤية البصريّة بالرؤيا الحملية، لما فيها من الخوارق التي هي بالمنام أليق في مجاري العادات، فاستعار لها لفظ الرؤيا الّتي هي حقيقة في الحلمية على طريقة الاستعارة التّصريحية الأصلية.

و منها: الجناس المغاير بين لفظي‏ الرُّؤْيَا و أَرَيْناكَ‏ .

و منها: الإسناد المجازيّ في قوله: الْمَلْعُونَةَ لأنّ المعنى: الملعون طاعمها.

و منها: المجاز المرسل في استعمال الرؤية بمعنى الإخبار في قوله:

أَ رَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَ‏ لأنها سببه، فالعلاقة فيها السببية.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏16، ص: 183

و منها: الاستعارة التمثيلية في قوله: وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ‏ حيث مثل حال الشيطان في تسلطه على من يغويه بالفارس الذي يصيح بجنده للهجوم على الأعداء لاستئصالهم.

و منها: الالتفات عن الخطاب إلى الغيبة في قوله: وَ ما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً ، و كان مقتضى الظاهر أن يقال: و ما تعدهم إلا غرورا، و لكنه عدل عن ذلك تهوينا لأمره، و استصغارا لأمر الغرور الذي يعدهم به.

و منها: المجاز العقلي في نسبة الغرور، إلى الوعد على حد قوله: نهاره صائم، و ليله قائم.

و منها: التذييل في قوله: إِنَّهُ كانَ بِكُمْ رَحِيماً ؛ لأنه كالتعليل لما سبق من تسيير السفن، و تسخيرها في البحر.

و منها: الاستفهام الإنكاري في قوله: أَ أَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً ، و في قوله: أَ فَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ .

و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع.

و اللّه سبحانه و تعالى أعلم‏

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏16، ص: 184

قال اللّه سبحانه جلّ و علا:

[سورة الإسراء (17): الآيات 70 الى 91]

وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَ فَضَّلْناهُمْ عَلى‏ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً (70) يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَ لا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71) وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى‏ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى‏ وَ أَضَلُّ سَبِيلاً (72) وَ إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَ إِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَ لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74)

إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَ ضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً (75) وَ إِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَ إِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً (76) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَ لا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً (77) أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى‏ غَسَقِ اللَّيْلِ وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً (78) وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى‏ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً (79)

وَ قُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً (80) وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (81) وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَساراً (82) وَ إِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَ نَأى‏ بِجانِبِهِ وَ إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً (83) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى‏ شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى‏ سَبِيلاً (84)

وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) وَ لَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلاً (86) إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً (87) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى‏ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (88) وَ لَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى‏ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (89)

وَ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَ عِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً (91)

المناسبة

قوله: وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ ... الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها «1» : أنّ اللّه سبحانه و تعالى لما ذكر ما امتنّ به عليهم من إزجاء الفلك في البحر، و من‏

(1) البحر المحيط.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏16، ص: 185

تنجيتهم من الغرق ... تمم ذكر المنّة بذكر تكرمتهم، و رزقهم، و تفضيلهم. أو يقال: لما هددهم بما هدد به من الخسف، و الغرق، و أنهم كافرو نعمته .. ذكر ما أنعم به عليهم، ليتذكّروا فيشكروا نعمه و يقلعوا عما كانوا فيه من الكفر، و يطيعوه تعالى، و في ذكر النّعم و تعدادها هز لشكرها؛ أي: حثّ على شكرها.

قوله تعالى: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ... الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنّ اللّه سبحانه و تعالى‏ «1» ، لما ذكر أحوال بني آدم في الدنيا، و ذكر أنه أكرمهم على كثير من خلقه، و فضّلهم عليهم تفضيلا .. فصّل في هذه الآيات تفاوت أحوالهم في الآخرة مع شرح أحوال السعداء، ثم أردفه ما يجري مجرى تحذير السعداء من الاغترار بوساوس أرباب الضّلال، و الانخداع بكلامهم المشتمل على المكر، و التلبيس ثمّ قفى على ذلك ببيان أنّ سنّته قد جرت بأن الأمم التي تلجى‏ء رسلها إلى الخروج من أرضها، لا بدّ أن يصيبها الوبال و النكال.

قوله تعالى: وَ إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ ... الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها:

أنه تعالى لمّا عدد نعمه على بني آدم، ثمّ ذكر حالهم في الآخرة من إيتاء الكتاب باليمين لأهل السعادة، و من عمى أهل الشقاوة .. أتبع ذلك بما يهم به الأشقياء في الدنيا من المكر و الخداع، و التلبيس على سيّد أهل السعادة المقطوع له بالعصمة، ذكره في «البحر».

قوله تعالى: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ... الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها «2» : أن اللّه سبحانه و تعالى لما ذكر كيدهم للرسول صلى اللّه عليه و سلم و ما كانوا يرومون به .. أمره اللّه سبحانه و تعالى أن يقبل على شأنه من عبادة ربه، و أن لا يشغل قلبه بهم، و كان قد تقدّم القول في الإلهيات، و المعاد، و النبوات، فأردف ذلك بالأمر بأشرف العبادات و الطاعات بعد الإيمان، و هي الصلاة.

(1) المراغي.

(2) البحر المحيط.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏16، ص: 186

و عبارة المراغي هنا: مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنّ اللّه سبحانه و تعالى لمّا ذكر «1» كيد الكفّار و استفزازهم لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليخرجوه من أرضه، و سلّاه بما سلّاه به .. أمره بالإقبال على ربّه بعبادته، لينصره عليهم، و لا يبالي بسعيهم، و لا يلتفت إليهم، فإنه سبحانه يدفع مكرهم، و شرّهم، و يجعل يده فوق أيديهم، و دينه عاليا على أديانهم، ثمّ وعده بما يغبطه عليه الخلق أجمعون من المقام المحمود، ثمّ بيّن أن ما أنزل عليه من كتاب ربه فيه الشفاء للقلوب من الأدواء النفسية، و الأمراض الاعتقادية، كما أنه يزيد الكافرين خسارة و ضلالا، لأنه كلّما نزلت عليه آية ازدادوا بها كفرا و عتوا.

قوله تعالى: وَ إِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَ نَأى‏ بِجانِبِهِ ... الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن اللّه سبحانه و تعالى لما ذكر تنويع ما أنزل من القرآن شفاء و رحمة للمؤمن، و بزيادة خسار للظالم .. عرّض بما أنعم به، و ما حواه من لطائف الشرائع على الإنسان، و مع ذلك أعرض عنه، و بعّد بجانبه عنه اشمئزازا له، و تكبرا عن قرب سماعه، و تبديلا مكان شكر الإنعام كفره.

قوله تعالى: وَ لَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ... الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنّ اللّه سبحانه و تعالى لما «2» امتنّ على نبيه بما أنزل عليه من الكتاب، و ذكر أنه شفاء للناس، و أنه ثبته عليه حين كادوا يفتنونه عنه، ثمّ أردفه بمسألة الروح اعتراضا، لأنّ اليهود و المشركين اشتغلوا بها عن تدبر الكتاب و الانتفاع به، و سألوا تعنتا عن شي‏ء لم يأذن اللّه بالعلم به لعباده .. امتنّ عليه ببقاء ذلك الكتاب، و حذّره من فتنة الضالين، و إرجاف المرجفين، و هو المعصوم من الفتنة، فإنّه لو شاء لأذهب ما بقلبه منه، و لكن رحمة بالناس تركه في الصدور، و في هذا تحذير عظيم للهداة و العلماء، و هم غير معصومين من الفتنة بأن يباعد بينهم و بين هدي الدين بمظاهرتهم للرؤساء، و العامة، و تركهم العمل به اتباعا لأهوائهم، و استبقاء لودهم، و حفظا لزعامتهم على الناس.

(1) المراغي.

(2) المراغي.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏16، ص: 187

ثم ذكر أنّ القرآن وحي يوحى فلا يستطيع الجن و الإنس أن يأتوا بمثله، و لو كان بعضهم لبعض معينا، و قد اشتمل على الحكم و الأحكام، و الآداب التي يحتاج إليها البشر في معاشهم، و معادهم، و كثير من الناس جحدوا فضله عتوا و كبرا.

قوله تعالى: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ ... الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنّ اللّه سبحانه و تعالى لما ذكر «1» إنعامه على نبيه صلى اللّه عليه و سلم بالنبوة، و بإنزال وحيه عليه .. ذكر ما منحه تعالى من الدليل على نبوته الباقي بقاء الدهر، و هو القرآن الذي عجز العالم عن الإتيان بمثله، و أنّه من أكبر النعم عليه، و الفضل الذي أبقى له ذكرا إلى آخر الدهر، و رفع له قدرا به في الدنيا و الآخرة.

قوله تعالى: وَ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ...

الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنّ اللّه سبحانه و تعالى، لما «2» أقام الدليل على إعجاز القرآن، و لزمتهم الحجة، و غلبوا على أمرهم .. أخذوا يراوغون، و يقترحون الآيات، و يتعثرون في أذيال الحيرة، فطلبوا آية من آيات ست، فإن جاءهم بآية منها، آمنوا به و صدّقوا برسالته.

أسباب النزول‏

قوله تعالى: وَ إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ ... الآيات، سبب نزولها «3» : ما أخرجه ابن مردويه، و ابن أبي حاتم، من طريق إسحاق عن محمد ابن أبي محمد عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: خرج أميّة بن خلف، و أبو جهل بن هشام، و رجال من قريش، فأتوا رسول الله صلى اللّه عليه و سلم فقالوا: يا محمد، تعالى تمسّح بآلهتنا، و ندخل معك في دينك، و كان يحب إسلام قومه، فرقّ لهم، فأنزل اللّه عز و جل قوله: وَ إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ‏ إلى قوله: نَصِيراً .

(1) البحر المحيط.

(2) المراغي.

صفحه بعد