کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن

الجزء الأول

الفصل الأول في فضل القرآن الكريم و تلاوته، و تعلمه، و تعليمه الفصل الثاني في كيفية التلاوة لكتاب الله تعالى، و ما يكره منها، و ما يحرم، و اختلاف الناس في ذلك الفصل الثالث في تحذير أهل القرآن و العلم من الرياء، و غيره الفصل الرابع في ذكر ما ينبغي لصاحب القرآن أن يلزم نفسه به، و لا يغفل عنه الفصل الخامس في ما جاء في إعراب القرآن، و تعليمه، و الحث عليه، و ثواب من قرأ القرآن معربا الفصل السادس فيما جاء في فضل تفسير القرآن، و أهله الفصل السابع في بيان مبدأ التفسير، و وضعه الفصل التاسع في بيان ما جاء في حامل القرآن، و من هو، و فيمن عاداه الفصل العاشر في بيان ما يلزم قارى‏ء القرآن، و حامله من تعظيم القرآن و حرمته الفصل الحادي عشر في بيان الكتاب بالسنة الفصل الثاني عشر في بيان كيفية التعلم، و الفقه لكتاب الله، و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم. و ما جاء أنه يسهل على من تقدم العمل به، دون حفظه الفصل الثالث عشر في معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم:«إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه» الفصل الرابع عشر في ذكر جمع القرآن، و سبب كتب عثمان المصاحف، و إحراقه ما سواه، و ذكر من حفظ القرآن من الصحابة - رضي الله عنهم - في زمن النبي صلى الله عليه و سلم الفصل السادس عشر في عدد آي القرآن، و كلماته، و حروفه الفصل السابع عشر في أجزائه، و أحزابه، و أرباعه، و أنصافه، و أثلاثه، و أسباعه الفصل الثامن عشر في تعشيره و تخميسه، و الكتابة في فواتح السور، أو خواتمها، و وضع النقط في منتهى الآية، و غير ذلك الفصل التاسع عشر في بيان أول من وضع النقط، و الشكل، و الشدة، و المدة، و الهمزة، و علامة الغنة في المصاحف، و أول من وضع النحو، و جعل الإعراب فيها الفصل العشرون في تفصيل حروف القرآن، كم فيه من الحروف الفلانية الفصل الحادي و العشرون في بيان معنى القرآن، و معنى السورة، و الكلمة، و الحرف الفصل الثاني و العشرون في بيان معنى النسخ الذي هو فرد من أفراد تنزيل الوحي، و أقسامه، و شرائطه، و الرد على من أنكره، و بيان معنى الناسخ، و المنسوخ، و غير ذلك الفصل الثالث و العشرون في تقسيم السور باعتبار الناسخ، و المنسوخ الفصل الرابع و العشرون في ذكر جملة الإعراض عن المشركين المنسوخ بآية السيف. الفصل الخامس و العشرون في بيان قواعد أصولية لأسباب النزول الفصل السادس و العشرون في التنبيه على أحاديث وضعت في فضائل سور القرآن، و غيره، لا التفات لما وضعه الواضعون، و اختلقه المختلقون من الأحاديث الكاذبة، و الأخبار الباطلة في فضل سور القرآن، و غير ذلك من فضائل الأعمال، و قد ارتكبها جماعة كثيرة اختلفت أغرا الفصل السابع و العشرون في بيان ما جاء من الحجة، في الرد على من طعن في القرآن، و خالف مصحف عثمان بالزيادة، و النقصان الفصل الثامن و العشرون في بيان هل ورد في القرآن كلمات خارجة عن لغات العرب، أم لا؟ الفصل التاسع و العشرون في بيان بعض نكات في إعجاز القرآن، و شرائط المعجزة، و حقيقتها الفصل الثلاثون في تقسيم المعجزات الفهرس مقدمة مقدمة في مبادى‏ء فن التفسير

سورة البقرة

فائدة:

المجلد التاسع

استهلال:

تابع إلى سورة الأنعام:

[سورة الأنعام(6): الآيات 145 الى 153]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

سورة الأعراف

المناسبة: و مناسبة ذكرها بعد سورة الأنعام الناسخ و المنسوخ:

[سورة الأعراف(7): الآيات 1 الى 18]

[سورة الأعراف(7): الآيات 31 الى 43]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: التكرار في قوله: يا بني آدم و منها: المجاز المرسل في قوله: عند كل مسجد و منها: الجناس المغاير بين و لا تسرفوا و بين المسرفين و منها: الطباق بين ظهر و بطن في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الظرفية المجازية في قوله: ادخلوا في أمم و منها: عطف العام على الخاص في قوله: و الإثم و منها: عطف الخاص على العام؛ لمزيد الاعتناء به و منها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: سلطانا و منها: التفصيل بعد الإجمال في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الطباق بين لا يستأخرون.. و لا يستقدمون و منها: الاعتراض في قوله: لا نكلف نفسا إلا وسعها و منها: التهكم في قوله: فذوقوا العذاب و منها: الكناية في قوله: لا تفتح لهم أبواب السماء و منها: تعليق الممكن بالمستحيل إفادة لاستحالته في قوله: و منها: المجاز المرسل في قوله: و منها: الإتيان باسم الإشارة البعيدة في قوله: أن تلكم الجنة و منها: الاستعارة في قوله: لهم من جهنم مهاد و من فوقهم غواش و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع

[سورة الأعراف(7): الآيات 44 الى 58]

المناسبة الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: المقابلة في قوله: و نادى أصحاب الجنة أصحاب النار و منها: المشاكلة في قوله: ما وعد ربكم و منها: التعبير بالماضي عما في المستقبل، في قوله: و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: فأذن مؤذن و منها: الاستعارة التصريحية في قوله: حرمهما و منها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: و منها: الالتفات في قوله: سقناه لبلد ميت و منها: التتميم في قوله: و البلد الطيب... و منها: تخصيص خروج النبات الطيب بقوله: و منها: الكناية في قوله: بإذن ربه و منها: الطباق بين قوله: و البلد الطيب و قوله: و الذي خبث و منها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: كذلك نخرج الموتى و منها: إيجاز القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر و منها: الاكتفاء في قوله: يغشي الليل النهار و منها: التكرار في قوله: و نادى و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: من شفعاء فيشفعوا لنا و منها: الجناس المماثل في قوله: فاليوم ننساهم كما نسوا و منها: الاستفهام التوبيخي في مواضع و منها: الإنكاري في قوله: هل ينظرون إلا تأويله و منها: الإضافة للتشريف في قوله: رسل ربنا و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع و منها: القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر

[سورة الأعراف(7): الآيات 59 الى 74]

المناسبة الإعراب

المجلد العاشر

تتمة سورة الأعراف

خاتمة في خلاصة ما اشتملت عليه هذه السورة من الموضوعات شعر الفهرس

المجلد السادس عشر

سورة الإسراء

شعر الفهرس

المجلد الرابع و العشرون

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن


صفحه قبل

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏16، ص: 213

عليك، كأن رحمته تتوكل و تتكفل بالرد عليك، فالاستثناء متصل، و في «السمين» في الاستثناء قولان: أحدهما: أنه استثناء متصل؛ لأن الرحمة تندرج في قوله:

وَكِيلًا ؛ أي: إلّا رحمة فإنها إن نالتك فلعلّها تسترده عليك، و الثاني أنه منقطع فيقدر ب (لكن) عند البصريين، و ب (بل) عند الكوفيين، و المعنى‏ «1» : أي:

لكن أبقيناه إلى قرب قيام الساعة رحمة من ربك، فعند ذلك يرفع من الصدور و المصاحف. إِنَّ فَضْلَهُ‏ و لطفه سبحانه و تعالى‏ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً ؛ أي:

عظيما إذ أرسلك للناس بشيرا و نذيرا، و أنزل عليك الكتاب و أبقاه في حفظك، و مصاحفك، و في حفظ أتباعك، و مصاحفهم، و صيرك ولد آدم و ختم بك النبيين و المرسلين و أعطاك المقام المحمود، و غير ذلك،

ثمّ نبه إلى شرف القرآن العظيم، و كبير خطره، فقال: قُلْ‏ يا محمد للذين لا يعرفون جلالة قدر التنزيل، بل يزعمون أنه من كلام البشر، و اللّه‏ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُ‏ ، أي:

اتّفقوا، و تعاونوا عَلى‏ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ‏ في البلاغة و كمال المعنى، و حسن النظم، و الإخبار عن الغيب، و فيهم العرب العرباء، و أرباب البيان، و أهل التحقيق‏ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ‏ ؛ أي: بمثل القرآن؛ أي: لا يأتون بكلام مماثل مشابه له في صفاته البديعة، و هو «2» جواب قسم محذوف، دلّ عليه (اللام) الموطئة له في قوله: لَئِنِ اجْتَمَعَتِ‏ و ساد مسد جزاء الشرط، و لولاها .. لكان جوابا له بغير جزم، لكون الشرط ماضيا، و إنما «3» أظهر في مقام الإضمار، و لم يكتف بأن يقول: لا يأتون به على أن الضمير راجع إلى المثل المذكور، لدفع توهم أن يكون له مثل، و للإشعار بأنّ المراد نفي المثل على أي صفة كان.

و المعنى: قل يا محمّد لمن يزعمون أن القرآن من كلام البشر متحديا لهم، و اللّه لئن اجتمعت الإنس و الجن و الملائكة كلهم، و اتفقوا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن في البلاغة، و حسن النّظم، و كمال المعنى .. لا يقدرون على الإتيان‏

(1) المراح.

(2) روح البيان.

(3) الشوكاني.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏16، ص: 214

بمثله‏ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ؛ أي: مظاهرا و معاونا في الإتيان بمثله؛ أي: لم يكن بعضهم ظهيرا لبعض، و لو تعاونوا و تظاهروا، فإنّ هذا غير ميسور لهم، فكيف يشبه كلام المخلوقين كلام الخالق الذي لا نظير له، و لا مثيل.

و تخصيص الثقلين بالذكر؛ لأن المنكر في كونه من عند اللّه تعالى منهما لا من غيرهما، لا لأن غيرهما قادر على المعارضة

وَ لَقَدْ صَرَّفْنا ؛ أي: و عزتي و جلالي، لقد رددنا و كرّرنا و بيّنا بوجوه مختلفة توجب زيادة بيان‏ لِلنَّاسِ‏ ، أي:

لأهل مكة فِي هذَا الْقُرْآنِ‏ المنعوت بالنعوت الفاضلة مِنْ كُلِّ مَثَلٍ‏ ؛ أي: من كلّ معنى بديع يشبه المثل في الغرابة ليتلقوه بالقبول.

و المعنى‏ «1» : و عزتي و جلالي، لقد رددنا القول في هذا القرآن بوجوه مختلفة، و كرّرنا الآيات و العبر، و الترغيب، و الترهيب، و الأوامر، و النواهي، و أقاصيص الأولين، و الجنة و النار، ليدبروا آياته، و يتّعظوا بها فَأَبى‏ و امتنع‏ أَكْثَرُ النَّاسِ‏ من أهل مكة، إِلَّا كُفُوراً ؛ أي: إلّا الجحود و الإنكار، و الثبات على الكفر، و الإعراض عن الحق، و أنكروا كون القرآن كلام اللّه بعد قيام الحجة عليهم، و اقترحوا من الآيات ما ليس لهم، و أظهر في مقام الإضمار، حيث قال: فَأَبى‏ أَكْثَرُ النَّاسِ‏ توكيدا، أو توضيحا، و قرأ الجمهور صَرَّفْنا بتشديد الراء، و الحسن بتخفيفها ذكره في «البحر» و إنما «2» جاز الاستثناء المفرغ من الموجب مع أنّه لا يصح ضربت إلا زيدا، لأن لفظة أبى هنا تفيد النفي، فيؤوّل بالمنفيّ فكأنه قيل: فلم يرضوا، و لم يقبلوا، و لم يختاروا إلا كفورا.

و في الآية فوائد: منها: أنّ القرآن العظيم أجلّ النعم و أعظمها، فوجب على كل عالم و حافظ أن يقوم بشكره، و يحافظ على أداء حقوقه، قبل أن يخرج الأمر من يده. و لما تم الإقناع بالحجة و قطعت ألسنتهم، و أفحموا، و لم يجدوا وسيلة للردّ، أرادوا المراوغة و المشاغبة باقتراح الآيات، و ذكروا من ذلك ستّة أنواع:

(1) المراغي.

(2) الفتوحات بتصرف.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏16، ص: 215

ذكر الأول منها سبحانه بقوله: وَ قالُوا ؛ أي: قال مشركو مكة، و رؤساؤهم كأبي سفيان، و النضر بن الحارث‏ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ‏ يا محمد؛ أي: لن نصدّقك، و لن نعترف لك بنبوتك و رسالتك، حَتَّى تَفْجُرَ ؛ أي: تشقّق‏ لَنا مِنَ الْأَرْضِ‏ ؛ أي: من أرض مكة يَنْبُوعاً ؛ أي: عينا كثيرة الماء ينبع ماؤها، و لا يغور و لا ينقطع، و هو يفعول من نبع الماء و (الياء) زائدة كيعبوب من عب الماء إذا كثر.

و المعنى‏ «1» : و قال رؤساء مكة و صناديدها قول المبهوت المحجوج المتحير:

لن نصدقك حتى تستنبط لنا عينا من أرضنا، تدفق بالماء أو تفور، و ذلك سهل يسير على اللّه، لو شاء فعله و أجابهم إلى ما يطلبون، و لكن اللّه علم أنهم لا يهتدون كما قال: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (96) وَ لَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ‏ 97، و قال أيضا وَ لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَ كَلَّمَهُمُ الْمَوْتى‏ وَ حَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا الآية، و قرأ حمزة و الكسائي، و عاصم‏ حَتَّى تَفْجُرَ مخففا مثل تقتل، و قرأ الباقون بالتشديد من (فجر) المضعف، و لم يختلفوا في‏ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ أنها مشددة، و وجه ذلك أبو حاتم بأن الأولى بعدها ينبوع و هو واحد، و الثانية بعدها الأنهار، و هي جمع.

و ذكر الثاني منها بقوله: أَوْ تَكُونَ لَكَ‏ وحدك‏ جَنَّةٌ ؛ أي: بستان تستر أشجاره ما تحتها من العرصة؛ أي: بستان كائن‏ مِنْ نَخِيلٍ‏ من أشجار عِنَبٍ‏ و عبر بالثمرة، لأن الانتفاع بغيرها من الكرم قليل‏ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ و السواقي و تجريها أنت بقوة خِلالَها ؛ أي: وسطها تَفْجِيراً كثيرا، و المراد إما إجراء الأنهار وسطها عند سقيها، أو إدامة إجرائها كما ينبى‏ء عنه الفاء لا ابتداؤه.

و قال في «القاموس»: خلال الدار، ما حوالي جدورها، و ما بين بيوتها، و خلال السحاب مخارج الماء. انتهى، و المعنى: أو يكون لك بستان فيه نخيل و عنب تفجر الأنهار خلاله تفجيرا لسقيه.

(1) المراغي.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏16، ص: 216

الإعراب‏

* وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَ فَضَّلْناهُمْ عَلى‏ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا 70.

وَ لَقَدْ (الواو) استئنافية: و (اللام) موطئة للقسم (قد) حرف تحقيق‏ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ‏ فعل و فاعل و مفعول، و الجملة الفعلية جواب القسم لا محلّ لها من الإعراب، و جملة القسم مستأنفة، وَ حَمَلْناهُمْ‏ فعل و فاعل و مفعول معطوف على‏ كَرَّمْنا فِي الْبَرِّ جار و مجرور متعلقان ب (حملنا) وَ الْبَحْرِ الواو حرف عطف.

الْبَحْرِ : اسم معطوف على‏ الْبَرِّ وَ رَزَقْناهُمْ‏ : (الواو) حرف عطف (رزقنا) فعل و فاعل (هم) ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. و جملة رَزَقْناهُمْ‏ معطوفة على‏ كَرَّمْنا . مِنَ الطَّيِّباتِ‏ متعلق ب (رزقنا) على كونه مفعولا ثانيا ل (رزقنا)؛ لأنه بمعنى أعطيناهم، وَ فَضَّلْناهُمْ‏ فعل و فاعل، و مفعول معطوف على‏ كَرَّمْنا عَلى‏ كَثِيرٍ متعلق ب (فضلنا) مِمَّنْ‏ جار و مجرور صفة ل كَثِيرٍ خَلَقْنا فعل و فاعل، و الجملة الفعلية صلة ل (من) الموصولة، و العائد محذوف تقديره: خلقناهم‏ تَفْضِيلًا مفعول مطلق ل (فضلنا).

يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَ لا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا 71.

يَوْمَ‏ منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بمحذوف تقديره: اذكر، و الجملة المحذوفة مستأنفة، نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ‏ فعل و مفعول، و مضاف إليه، و فاعله ضمير يعود على اللّه، و الجملة الفعلية في محل الجر، مضاف إليه، ل يَوْمَ‏ بِإِمامِهِمْ‏ جار و مجرور و مضاف إليه، متعلق ب نَدْعُوا فَمَنْ‏ (الفاء) فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا عرفت دعاءنا إياهم، و أردت بيان حالهم بعد ذلك .. فأقول لك: (من) اسم شرط في محل الرفع، مبتدأ، و الخبر جملة الشرط، أو الجواب، أو هما كما هو مقرر في كتب النحو، أُوتِيَ‏ فعل ماض مغير الصيغة، و نائب فاعله ضمير يعود على (من)، و هو المفعول الأول ل أُوتِيَ‏ كِتابَهُ‏ مفعول ثان ل أُوتِيَ‏ لأنه بمعنى أعطي‏

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏16، ص: 217

بِيَمِينِهِ‏ متعلق ب أُوتِيَ‏ فَأُولئِكَ‏ (الفاء) رابطة لجواب من الشرطية وجوبا (أولئك) مبتدأ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ‏ فعل و فاعل و مفعول، و الجملة في محل الرفع خبر المبتدأ، و الجملة الاسمية في محل الجزم ب (من) الشرطية على كونها جوابا لها، و جملة (من) الشرطية، في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، و جملة إذا المقدرة، مستأنفة استئنافا، بيانيا، وَ لا يُظْلَمُونَ‏ فعل و نائب فاعل معطوف على‏ يَقْرَؤُنَ‏ فَتِيلًا منصوب على المفعولية، المطلقة، لأنه صفة لمصدر محذوف تقديره: ظلما قدر فتيل.

وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى‏ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى‏ وَ أَضَلُّ سَبِيلًا 72.

وَ مَنْ‏ (الواو) عاطفة مَنْ‏ اسم شرط جازم في محل الرفع مبتدأ، و الخبر جملة الشرط، أو الجواب أو هما كانَ‏ فعل ماض ناقص في محل الجزم ب مَنْ‏ على كونه فعل شرط لها، و اسمها ضمير يعود على‏ مَنْ‏ فِي هذِهِ‏ جار و مجرور متعلق ب كانَ‏ أَعْمى‏ خبر كانَ‏ . فَهُوَ (الفاء) رابطة لجواب‏ مَنْ‏ الشرطية (هو) مبتدأ فِي الْآخِرَةِ جار و مجرور حال من المبتدأ، أو من الضمير في‏ أَعْمى‏ . أَعْمى‏ خبر المبتدأ، وَ أَضَلُ‏ معطوف على‏ أَعْمى‏ . سَبِيلًا تمييز محول من المبتدأ، منصوب ب أَضَلُ‏ ، و الجملة الاسمية في محل الجزم ب مَنْ‏ الشرطية على كونها جوابا لها، و جملة مَنْ‏ الشرطية في محل النصب معطوفة على جملة (من) الأولى.

وَ إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَ إِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا 73.

وَ إِنْ‏ (الواو) استئنافية إِنْ‏ مخففة من الثقيلة، و اسمها ضمير الشأن تقديره: و إنه‏ كادُوا فعل ناقص و اسمه، و هو من أفعال المقاربة لَيَفْتِنُونَكَ‏ (اللام) حرف ابتداء (يفتنونك) فعل و فاعل، و مفعول‏ عَنِ الَّذِي‏ جار و مجرور متعلق به، و الجملة الفعلية في محل النصب خبر (كاد)، و جملة (كاد) في محل الرفع خبر (إن) المخففة، و جملة (إن) المخففة مستأنفة، أَوْحَيْنا فعل و فاعل‏ إِلَيْكَ‏ متعلق به، و الجملة الفعلية صلة الموصول، و العائد محذوف‏

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏16، ص: 218

تقديره: أوحيناه إليك‏ لِتَفْتَرِيَ‏ (اللام) حرف جر و تعليل (تفتري) فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام كي، و فاعله ضمير يعود على محمد عَلَيْنا متعلق به، غَيْرَهُ‏ مفعول به، و الجملة الفعلية، صلة أن المضمرة، أن مع صلتها في تأويل مصدر مجرور باللام، تقديره: لافترائك علينا غيره، الجار و المجرور متعلق ب (يفتنون) وَ إِذاً (الواو) عاطفة إِذاً حرف جواب و جزاء مقدر ب (لو) الشرطية؛ أي: و لو فعلت ذلك الافتراء لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (اللام) موطئة للقسم (اتخذوك خليلا) فعل و فاعل و مفعولان، و الجملة الفعلية جواب للقسم المحذوف، و جملة القسم مع جوابه، جواب لو المقدرة، و التقدير: و لو فعلت ذلك الافتراء، و اللّه لا تخذوك خليلا، و جملة لو المقدرة معطوفة على جملة، قوله: وَ إِنْ كادُوا .

وَ لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا 74.

وَ لَوْ لا (الواو) استئنافية لَوْ لا حرف امتناع لوجود أَنْ‏ حرف نصب و مصدر ثَبَّتْناكَ‏ فعل و فاعل و مفعول في محل النصب بأن المصدرية، و جملة أَنْ‏ المصدرية مع مدخولها في تأويل مصدر مرفوع على الابتداء، و الخبر محذوف تقديره؛ و لو لا تثبيتنا إياك موجود لَقَدْ (اللام) رابطة لجواب لو لا قد حرف تحقيق‏ كِدْتَ‏ فعل ناقص، و اسمه‏ تَرْكَنُ‏ فعل مضارع، و فاعله ضمير يعود على محمد إِلَيْهِمْ‏ متعلّق به‏ شَيْئاً مفعول مطلق لأنه بمعنى الركون‏ قَلِيلًا صفة ل شَيْئاً ، و جملة تَرْكَنُ‏ في محل النصب خبر (كاد) و جملة (كاد) جواب‏ لَوْ لا لا محل لها من الإعراب، و جملة لَوْ لا مستأنفة.

إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَ ضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً 75.

إِذاً حرف جواب و جزاء، مقدرة، ب (لو) الشرطية؛ أي: و لو ركنت إليهم .. لَأَذَقْناكَ‏ (اللام) موطئة للقسم (أذقناك) فعل و فاعل، و مفعول أول‏ ضِعْفَ الْحَياةِ مفعول ثان، و مضاف إليه‏ وَ ضِعْفَ الْمَماتِ‏ معطوف عليه، و الجملة الفعلية، جواب للقسم المحذوف، و جملة القسم جواب (لو) المقدرة، و جملة (لو) المقدرة مستأنفة. ثُمَ‏ حرف عطف‏ لا نافية تَجِدُ فعل‏

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏16، ص: 219

مضارع، و هو من وجد الضالة، و فاعله ضمير يعود على محمد لَكَ‏ جار و مجرور متعلق ب تَجِدُ عَلَيْنا متعلق ب نَصِيراً . نَصِيراً مفعول‏ تَجِدُ ، و الجملة الفعلية معطوفة على جملة (أذقناك).

وَ إِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَ إِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَ لا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلًا 77.

وَ إِنْ‏ (الواو) عاطفة إِنْ‏ مخففة من الثقيلة كادُوا فعل ناقص و اسمه‏ لَيَسْتَفِزُّونَكَ‏ (اللام) حرف ابتداء (يستفزونك) فعل و فاعل و مفعول‏ مِنَ الْأَرْضِ‏ متعلق به، و الجملة الفعلية في محل النصب خبر (كاد)، و جملة (كاد) في محل الرفع خبر إن المخففة، و جملة إن المخففة معطوفة على جملة قوله:

وَ إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ‏ لِيُخْرِجُوكَ‏ اللام حرف جر، و تعليل (يخرجوك) فعل و فاعل و مفعول منصوب بأن المضمرة بعد لام كي‏ مِنْها متعلق به، و جملة أن المضمرة مع مدخولها في تأويل مصدر مجرور باللام تقديره: لإخراجك‏ مِنْها الجار و المجرور متعلق ب (يستفزونك) وَ إِذاً (الواو) عاطفة إِذاً حرف جواب، و جزاء، مقدر ب (لو) الشرطية، تقديره: و لو أخرجوك‏ لا نافية يَلْبَثُونَ‏ فعل و فاعل‏ خِلافَكَ‏ منصوب على الظرفية متعلق ب يَلْبَثُونَ‏ ، لأنه بمعنى بعدك كما مر إِلَّا أداة استثناء مفرغ‏ قَلِيلًا منصوب على المفعولية المطلقة، لأنه صفة لمصدر محذوف تقديره: إلا لبثا قليلا، و جملة يَلْبَثُونَ‏ جواب لقسم محذوف، تقديره؛ و اللّه لا يلبثون، و جملة القسم المحذوف جواب لو المقدرة، و جملة لو المقدرة، معطوفة على جملة وَ إِنْ كادُوا . سُنَّةَ منصوب على المفعولية المطلقة بفعل محذوف، تقديره: سن اللّه ذلك سنة، و الجملة المحذوفة مستأنفة، و اختار الفراء نصبها بنزع الخافض؛ أي: كسنة اللّه في من قد أرسلنا قبلك، و اختار بعضهم أن ينصب بفعل محذوف، تقديره: اتّبع: سنة من قد أرسلنا قبلك فالأوجه ثلاثة: سُنَّةَ مضاف‏ مَنْ‏ اسم موصول مضاف إليه، قَدْ أَرْسَلْنا فعل و فاعل صلة مَنْ‏ الموصولة، و العائد محذوف تقديره:

صفحه بعد