کتابخانه تفاسیر
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج16، ص: 213
عليك، كأن رحمته تتوكل و تتكفل بالرد عليك، فالاستثناء متصل، و في «السمين» في الاستثناء قولان: أحدهما: أنه استثناء متصل؛ لأن الرحمة تندرج في قوله:
وَكِيلًا ؛ أي: إلّا رحمة فإنها إن نالتك فلعلّها تسترده عليك، و الثاني أنه منقطع فيقدر ب (لكن) عند البصريين، و ب (بل) عند الكوفيين، و المعنى «1» : أي:
لكن أبقيناه إلى قرب قيام الساعة رحمة من ربك، فعند ذلك يرفع من الصدور و المصاحف. إِنَّ فَضْلَهُ و لطفه سبحانه و تعالى كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً ؛ أي:
عظيما إذ أرسلك للناس بشيرا و نذيرا، و أنزل عليك الكتاب و أبقاه في حفظك، و مصاحفك، و في حفظ أتباعك، و مصاحفهم، و صيرك ولد آدم و ختم بك النبيين و المرسلين و أعطاك المقام المحمود، و غير ذلك،
ثمّ نبه إلى شرف القرآن العظيم، و كبير خطره، فقال: قُلْ يا محمد للذين لا يعرفون جلالة قدر التنزيل، بل يزعمون أنه من كلام البشر، و اللّه لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُ ، أي:
اتّفقوا، و تعاونوا عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ في البلاغة و كمال المعنى، و حسن النظم، و الإخبار عن الغيب، و فيهم العرب العرباء، و أرباب البيان، و أهل التحقيق لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ؛ أي: بمثل القرآن؛ أي: لا يأتون بكلام مماثل مشابه له في صفاته البديعة، و هو «2» جواب قسم محذوف، دلّ عليه (اللام) الموطئة له في قوله: لَئِنِ اجْتَمَعَتِ و ساد مسد جزاء الشرط، و لولاها .. لكان جوابا له بغير جزم، لكون الشرط ماضيا، و إنما «3» أظهر في مقام الإضمار، و لم يكتف بأن يقول: لا يأتون به على أن الضمير راجع إلى المثل المذكور، لدفع توهم أن يكون له مثل، و للإشعار بأنّ المراد نفي المثل على أي صفة كان.
و المعنى: قل يا محمّد لمن يزعمون أن القرآن من كلام البشر متحديا لهم، و اللّه لئن اجتمعت الإنس و الجن و الملائكة كلهم، و اتفقوا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن في البلاغة، و حسن النّظم، و كمال المعنى .. لا يقدرون على الإتيان
(1) المراح.
(2) روح البيان.
(3) الشوكاني.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج16، ص: 214
بمثله وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ؛ أي: مظاهرا و معاونا في الإتيان بمثله؛ أي: لم يكن بعضهم ظهيرا لبعض، و لو تعاونوا و تظاهروا، فإنّ هذا غير ميسور لهم، فكيف يشبه كلام المخلوقين كلام الخالق الذي لا نظير له، و لا مثيل.
و تخصيص الثقلين بالذكر؛ لأن المنكر في كونه من عند اللّه تعالى منهما لا من غيرهما، لا لأن غيرهما قادر على المعارضة
وَ لَقَدْ صَرَّفْنا ؛ أي: و عزتي و جلالي، لقد رددنا و كرّرنا و بيّنا بوجوه مختلفة توجب زيادة بيان لِلنَّاسِ ، أي:
لأهل مكة فِي هذَا الْقُرْآنِ المنعوت بالنعوت الفاضلة مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ؛ أي: من كلّ معنى بديع يشبه المثل في الغرابة ليتلقوه بالقبول.
و المعنى «1» : و عزتي و جلالي، لقد رددنا القول في هذا القرآن بوجوه مختلفة، و كرّرنا الآيات و العبر، و الترغيب، و الترهيب، و الأوامر، و النواهي، و أقاصيص الأولين، و الجنة و النار، ليدبروا آياته، و يتّعظوا بها فَأَبى و امتنع أَكْثَرُ النَّاسِ من أهل مكة، إِلَّا كُفُوراً ؛ أي: إلّا الجحود و الإنكار، و الثبات على الكفر، و الإعراض عن الحق، و أنكروا كون القرآن كلام اللّه بعد قيام الحجة عليهم، و اقترحوا من الآيات ما ليس لهم، و أظهر في مقام الإضمار، حيث قال: فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ توكيدا، أو توضيحا، و قرأ الجمهور صَرَّفْنا بتشديد الراء، و الحسن بتخفيفها ذكره في «البحر» و إنما «2» جاز الاستثناء المفرغ من الموجب مع أنّه لا يصح ضربت إلا زيدا، لأن لفظة أبى هنا تفيد النفي، فيؤوّل بالمنفيّ فكأنه قيل: فلم يرضوا، و لم يقبلوا، و لم يختاروا إلا كفورا.
و في الآية فوائد: منها: أنّ القرآن العظيم أجلّ النعم و أعظمها، فوجب على كل عالم و حافظ أن يقوم بشكره، و يحافظ على أداء حقوقه، قبل أن يخرج الأمر من يده. و لما تم الإقناع بالحجة و قطعت ألسنتهم، و أفحموا، و لم يجدوا وسيلة للردّ، أرادوا المراوغة و المشاغبة باقتراح الآيات، و ذكروا من ذلك ستّة أنواع:
(1) المراغي.
(2) الفتوحات بتصرف.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج16، ص: 215
ذكر الأول منها سبحانه بقوله: وَ قالُوا ؛ أي: قال مشركو مكة، و رؤساؤهم كأبي سفيان، و النضر بن الحارث لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ يا محمد؛ أي: لن نصدّقك، و لن نعترف لك بنبوتك و رسالتك، حَتَّى تَفْجُرَ ؛ أي: تشقّق لَنا مِنَ الْأَرْضِ ؛ أي: من أرض مكة يَنْبُوعاً ؛ أي: عينا كثيرة الماء ينبع ماؤها، و لا يغور و لا ينقطع، و هو يفعول من نبع الماء و (الياء) زائدة كيعبوب من عب الماء إذا كثر.
و المعنى «1» : و قال رؤساء مكة و صناديدها قول المبهوت المحجوج المتحير:
لن نصدقك حتى تستنبط لنا عينا من أرضنا، تدفق بالماء أو تفور، و ذلك سهل يسير على اللّه، لو شاء فعله و أجابهم إلى ما يطلبون، و لكن اللّه علم أنهم لا يهتدون كما قال: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (96) وَ لَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ 97، و قال أيضا وَ لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَ كَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَ حَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا الآية، و قرأ حمزة و الكسائي، و عاصم حَتَّى تَفْجُرَ مخففا مثل تقتل، و قرأ الباقون بالتشديد من (فجر) المضعف، و لم يختلفوا في فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ أنها مشددة، و وجه ذلك أبو حاتم بأن الأولى بعدها ينبوع و هو واحد، و الثانية بعدها الأنهار، و هي جمع.
و ذكر الثاني منها بقوله: أَوْ تَكُونَ لَكَ وحدك جَنَّةٌ ؛ أي: بستان تستر أشجاره ما تحتها من العرصة؛ أي: بستان كائن مِنْ نَخِيلٍ من أشجار عِنَبٍ و عبر بالثمرة، لأن الانتفاع بغيرها من الكرم قليل فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ و السواقي و تجريها أنت بقوة خِلالَها ؛ أي: وسطها تَفْجِيراً كثيرا، و المراد إما إجراء الأنهار وسطها عند سقيها، أو إدامة إجرائها كما ينبىء عنه الفاء لا ابتداؤه.
و قال في «القاموس»: خلال الدار، ما حوالي جدورها، و ما بين بيوتها، و خلال السحاب مخارج الماء. انتهى، و المعنى: أو يكون لك بستان فيه نخيل و عنب تفجر الأنهار خلاله تفجيرا لسقيه.
(1) المراغي.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج16، ص: 216
الإعراب
وَ لَقَدْ (الواو) استئنافية: و (اللام) موطئة للقسم (قد) حرف تحقيق كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ فعل و فاعل و مفعول، و الجملة الفعلية جواب القسم لا محلّ لها من الإعراب، و جملة القسم مستأنفة، وَ حَمَلْناهُمْ فعل و فاعل و مفعول معطوف على كَرَّمْنا فِي الْبَرِّ جار و مجرور متعلقان ب (حملنا) وَ الْبَحْرِ الواو حرف عطف.
الْبَحْرِ : اسم معطوف على الْبَرِّ وَ رَزَقْناهُمْ : (الواو) حرف عطف (رزقنا) فعل و فاعل (هم) ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. و جملة رَزَقْناهُمْ معطوفة على كَرَّمْنا . مِنَ الطَّيِّباتِ متعلق ب (رزقنا) على كونه مفعولا ثانيا ل (رزقنا)؛ لأنه بمعنى أعطيناهم، وَ فَضَّلْناهُمْ فعل و فاعل، و مفعول معطوف على كَرَّمْنا عَلى كَثِيرٍ متعلق ب (فضلنا) مِمَّنْ جار و مجرور صفة ل كَثِيرٍ خَلَقْنا فعل و فاعل، و الجملة الفعلية صلة ل (من) الموصولة، و العائد محذوف تقديره: خلقناهم تَفْضِيلًا مفعول مطلق ل (فضلنا).
يَوْمَ منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بمحذوف تقديره: اذكر، و الجملة المحذوفة مستأنفة، نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ فعل و مفعول، و مضاف إليه، و فاعله ضمير يعود على اللّه، و الجملة الفعلية في محل الجر، مضاف إليه، ل يَوْمَ بِإِمامِهِمْ جار و مجرور و مضاف إليه، متعلق ب نَدْعُوا فَمَنْ (الفاء) فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا عرفت دعاءنا إياهم، و أردت بيان حالهم بعد ذلك .. فأقول لك: (من) اسم شرط في محل الرفع، مبتدأ، و الخبر جملة الشرط، أو الجواب، أو هما كما هو مقرر في كتب النحو، أُوتِيَ فعل ماض مغير الصيغة، و نائب فاعله ضمير يعود على (من)، و هو المفعول الأول ل أُوتِيَ كِتابَهُ مفعول ثان ل أُوتِيَ لأنه بمعنى أعطي
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج16، ص: 217
بِيَمِينِهِ متعلق ب أُوتِيَ فَأُولئِكَ (الفاء) رابطة لجواب من الشرطية وجوبا (أولئك) مبتدأ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ فعل و فاعل و مفعول، و الجملة في محل الرفع خبر المبتدأ، و الجملة الاسمية في محل الجزم ب (من) الشرطية على كونها جوابا لها، و جملة (من) الشرطية، في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، و جملة إذا المقدرة، مستأنفة استئنافا، بيانيا، وَ لا يُظْلَمُونَ فعل و نائب فاعل معطوف على يَقْرَؤُنَ فَتِيلًا منصوب على المفعولية، المطلقة، لأنه صفة لمصدر محذوف تقديره: ظلما قدر فتيل.
وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلًا 72.
وَ مَنْ (الواو) عاطفة مَنْ اسم شرط جازم في محل الرفع مبتدأ، و الخبر جملة الشرط، أو الجواب أو هما كانَ فعل ماض ناقص في محل الجزم ب مَنْ على كونه فعل شرط لها، و اسمها ضمير يعود على مَنْ فِي هذِهِ جار و مجرور متعلق ب كانَ أَعْمى خبر كانَ . فَهُوَ (الفاء) رابطة لجواب مَنْ الشرطية (هو) مبتدأ فِي الْآخِرَةِ جار و مجرور حال من المبتدأ، أو من الضمير في أَعْمى . أَعْمى خبر المبتدأ، وَ أَضَلُ معطوف على أَعْمى . سَبِيلًا تمييز محول من المبتدأ، منصوب ب أَضَلُ ، و الجملة الاسمية في محل الجزم ب مَنْ الشرطية على كونها جوابا لها، و جملة مَنْ الشرطية في محل النصب معطوفة على جملة (من) الأولى.
وَ إِنْ (الواو) استئنافية إِنْ مخففة من الثقيلة، و اسمها ضمير الشأن تقديره: و إنه كادُوا فعل ناقص و اسمه، و هو من أفعال المقاربة لَيَفْتِنُونَكَ (اللام) حرف ابتداء (يفتنونك) فعل و فاعل، و مفعول عَنِ الَّذِي جار و مجرور متعلق به، و الجملة الفعلية في محل النصب خبر (كاد)، و جملة (كاد) في محل الرفع خبر (إن) المخففة، و جملة (إن) المخففة مستأنفة، أَوْحَيْنا فعل و فاعل إِلَيْكَ متعلق به، و الجملة الفعلية صلة الموصول، و العائد محذوف
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج16، ص: 218
تقديره: أوحيناه إليك لِتَفْتَرِيَ (اللام) حرف جر و تعليل (تفتري) فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام كي، و فاعله ضمير يعود على محمد عَلَيْنا متعلق به، غَيْرَهُ مفعول به، و الجملة الفعلية، صلة أن المضمرة، أن مع صلتها في تأويل مصدر مجرور باللام، تقديره: لافترائك علينا غيره، الجار و المجرور متعلق ب (يفتنون) وَ إِذاً (الواو) عاطفة إِذاً حرف جواب و جزاء مقدر ب (لو) الشرطية؛ أي: و لو فعلت ذلك الافتراء لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (اللام) موطئة للقسم (اتخذوك خليلا) فعل و فاعل و مفعولان، و الجملة الفعلية جواب للقسم المحذوف، و جملة القسم مع جوابه، جواب لو المقدرة، و التقدير: و لو فعلت ذلك الافتراء، و اللّه لا تخذوك خليلا، و جملة لو المقدرة معطوفة على جملة، قوله: وَ إِنْ كادُوا .
وَ لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا 74.
وَ لَوْ لا (الواو) استئنافية لَوْ لا حرف امتناع لوجود أَنْ حرف نصب و مصدر ثَبَّتْناكَ فعل و فاعل و مفعول في محل النصب بأن المصدرية، و جملة أَنْ المصدرية مع مدخولها في تأويل مصدر مرفوع على الابتداء، و الخبر محذوف تقديره؛ و لو لا تثبيتنا إياك موجود لَقَدْ (اللام) رابطة لجواب لو لا قد حرف تحقيق كِدْتَ فعل ناقص، و اسمه تَرْكَنُ فعل مضارع، و فاعله ضمير يعود على محمد إِلَيْهِمْ متعلّق به شَيْئاً مفعول مطلق لأنه بمعنى الركون قَلِيلًا صفة ل شَيْئاً ، و جملة تَرْكَنُ في محل النصب خبر (كاد) و جملة (كاد) جواب لَوْ لا لا محل لها من الإعراب، و جملة لَوْ لا مستأنفة.
إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَ ضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً 75.
إِذاً حرف جواب و جزاء، مقدرة، ب (لو) الشرطية؛ أي: و لو ركنت إليهم .. لَأَذَقْناكَ (اللام) موطئة للقسم (أذقناك) فعل و فاعل، و مفعول أول ضِعْفَ الْحَياةِ مفعول ثان، و مضاف إليه وَ ضِعْفَ الْمَماتِ معطوف عليه، و الجملة الفعلية، جواب للقسم المحذوف، و جملة القسم جواب (لو) المقدرة، و جملة (لو) المقدرة مستأنفة. ثُمَ حرف عطف لا نافية تَجِدُ فعل
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج16، ص: 219
مضارع، و هو من وجد الضالة، و فاعله ضمير يعود على محمد لَكَ جار و مجرور متعلق ب تَجِدُ عَلَيْنا متعلق ب نَصِيراً . نَصِيراً مفعول تَجِدُ ، و الجملة الفعلية معطوفة على جملة (أذقناك).
وَ إِنْ (الواو) عاطفة إِنْ مخففة من الثقيلة كادُوا فعل ناقص و اسمه لَيَسْتَفِزُّونَكَ (اللام) حرف ابتداء (يستفزونك) فعل و فاعل و مفعول مِنَ الْأَرْضِ متعلق به، و الجملة الفعلية في محل النصب خبر (كاد)، و جملة (كاد) في محل الرفع خبر إن المخففة، و جملة إن المخففة معطوفة على جملة قوله:
وَ إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ لِيُخْرِجُوكَ اللام حرف جر، و تعليل (يخرجوك) فعل و فاعل و مفعول منصوب بأن المضمرة بعد لام كي مِنْها متعلق به، و جملة أن المضمرة مع مدخولها في تأويل مصدر مجرور باللام تقديره: لإخراجك مِنْها الجار و المجرور متعلق ب (يستفزونك) وَ إِذاً (الواو) عاطفة إِذاً حرف جواب، و جزاء، مقدر ب (لو) الشرطية، تقديره: و لو أخرجوك لا نافية يَلْبَثُونَ فعل و فاعل خِلافَكَ منصوب على الظرفية متعلق ب يَلْبَثُونَ ، لأنه بمعنى بعدك كما مر إِلَّا أداة استثناء مفرغ قَلِيلًا منصوب على المفعولية المطلقة، لأنه صفة لمصدر محذوف تقديره: إلا لبثا قليلا، و جملة يَلْبَثُونَ جواب لقسم محذوف، تقديره؛ و اللّه لا يلبثون، و جملة القسم المحذوف جواب لو المقدرة، و جملة لو المقدرة، معطوفة على جملة وَ إِنْ كادُوا . سُنَّةَ منصوب على المفعولية المطلقة بفعل محذوف، تقديره: سن اللّه ذلك سنة، و الجملة المحذوفة مستأنفة، و اختار الفراء نصبها بنزع الخافض؛ أي: كسنة اللّه في من قد أرسلنا قبلك، و اختار بعضهم أن ينصب بفعل محذوف، تقديره: اتّبع: سنة من قد أرسلنا قبلك فالأوجه ثلاثة: سُنَّةَ مضاف مَنْ اسم موصول مضاف إليه، قَدْ أَرْسَلْنا فعل و فاعل صلة مَنْ الموصولة، و العائد محذوف تقديره: