کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن

الجزء الأول

الفصل الأول في فضل القرآن الكريم و تلاوته، و تعلمه، و تعليمه الفصل الثاني في كيفية التلاوة لكتاب الله تعالى، و ما يكره منها، و ما يحرم، و اختلاف الناس في ذلك الفصل الثالث في تحذير أهل القرآن و العلم من الرياء، و غيره الفصل الرابع في ذكر ما ينبغي لصاحب القرآن أن يلزم نفسه به، و لا يغفل عنه الفصل الخامس في ما جاء في إعراب القرآن، و تعليمه، و الحث عليه، و ثواب من قرأ القرآن معربا الفصل السادس فيما جاء في فضل تفسير القرآن، و أهله الفصل السابع في بيان مبدأ التفسير، و وضعه الفصل التاسع في بيان ما جاء في حامل القرآن، و من هو، و فيمن عاداه الفصل العاشر في بيان ما يلزم قارى‏ء القرآن، و حامله من تعظيم القرآن و حرمته الفصل الحادي عشر في بيان الكتاب بالسنة الفصل الثاني عشر في بيان كيفية التعلم، و الفقه لكتاب الله، و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم. و ما جاء أنه يسهل على من تقدم العمل به، دون حفظه الفصل الثالث عشر في معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم:«إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه» الفصل الرابع عشر في ذكر جمع القرآن، و سبب كتب عثمان المصاحف، و إحراقه ما سواه، و ذكر من حفظ القرآن من الصحابة - رضي الله عنهم - في زمن النبي صلى الله عليه و سلم الفصل السادس عشر في عدد آي القرآن، و كلماته، و حروفه الفصل السابع عشر في أجزائه، و أحزابه، و أرباعه، و أنصافه، و أثلاثه، و أسباعه الفصل الثامن عشر في تعشيره و تخميسه، و الكتابة في فواتح السور، أو خواتمها، و وضع النقط في منتهى الآية، و غير ذلك الفصل التاسع عشر في بيان أول من وضع النقط، و الشكل، و الشدة، و المدة، و الهمزة، و علامة الغنة في المصاحف، و أول من وضع النحو، و جعل الإعراب فيها الفصل العشرون في تفصيل حروف القرآن، كم فيه من الحروف الفلانية الفصل الحادي و العشرون في بيان معنى القرآن، و معنى السورة، و الكلمة، و الحرف الفصل الثاني و العشرون في بيان معنى النسخ الذي هو فرد من أفراد تنزيل الوحي، و أقسامه، و شرائطه، و الرد على من أنكره، و بيان معنى الناسخ، و المنسوخ، و غير ذلك الفصل الثالث و العشرون في تقسيم السور باعتبار الناسخ، و المنسوخ الفصل الرابع و العشرون في ذكر جملة الإعراض عن المشركين المنسوخ بآية السيف. الفصل الخامس و العشرون في بيان قواعد أصولية لأسباب النزول الفصل السادس و العشرون في التنبيه على أحاديث وضعت في فضائل سور القرآن، و غيره، لا التفات لما وضعه الواضعون، و اختلقه المختلقون من الأحاديث الكاذبة، و الأخبار الباطلة في فضل سور القرآن، و غير ذلك من فضائل الأعمال، و قد ارتكبها جماعة كثيرة اختلفت أغرا الفصل السابع و العشرون في بيان ما جاء من الحجة، في الرد على من طعن في القرآن، و خالف مصحف عثمان بالزيادة، و النقصان الفصل الثامن و العشرون في بيان هل ورد في القرآن كلمات خارجة عن لغات العرب، أم لا؟ الفصل التاسع و العشرون في بيان بعض نكات في إعجاز القرآن، و شرائط المعجزة، و حقيقتها الفصل الثلاثون في تقسيم المعجزات الفهرس مقدمة مقدمة في مبادى‏ء فن التفسير

سورة البقرة

فائدة:

المجلد التاسع

استهلال:

تابع إلى سورة الأنعام:

[سورة الأنعام(6): الآيات 145 الى 153]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

سورة الأعراف

المناسبة: و مناسبة ذكرها بعد سورة الأنعام الناسخ و المنسوخ:

[سورة الأعراف(7): الآيات 1 الى 18]

[سورة الأعراف(7): الآيات 31 الى 43]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: التكرار في قوله: يا بني آدم و منها: المجاز المرسل في قوله: عند كل مسجد و منها: الجناس المغاير بين و لا تسرفوا و بين المسرفين و منها: الطباق بين ظهر و بطن في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الظرفية المجازية في قوله: ادخلوا في أمم و منها: عطف العام على الخاص في قوله: و الإثم و منها: عطف الخاص على العام؛ لمزيد الاعتناء به و منها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: سلطانا و منها: التفصيل بعد الإجمال في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الطباق بين لا يستأخرون.. و لا يستقدمون و منها: الاعتراض في قوله: لا نكلف نفسا إلا وسعها و منها: التهكم في قوله: فذوقوا العذاب و منها: الكناية في قوله: لا تفتح لهم أبواب السماء و منها: تعليق الممكن بالمستحيل إفادة لاستحالته في قوله: و منها: المجاز المرسل في قوله: و منها: الإتيان باسم الإشارة البعيدة في قوله: أن تلكم الجنة و منها: الاستعارة في قوله: لهم من جهنم مهاد و من فوقهم غواش و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع

[سورة الأعراف(7): الآيات 44 الى 58]

المناسبة الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: المقابلة في قوله: و نادى أصحاب الجنة أصحاب النار و منها: المشاكلة في قوله: ما وعد ربكم و منها: التعبير بالماضي عما في المستقبل، في قوله: و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: فأذن مؤذن و منها: الاستعارة التصريحية في قوله: حرمهما و منها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: و منها: الالتفات في قوله: سقناه لبلد ميت و منها: التتميم في قوله: و البلد الطيب... و منها: تخصيص خروج النبات الطيب بقوله: و منها: الكناية في قوله: بإذن ربه و منها: الطباق بين قوله: و البلد الطيب و قوله: و الذي خبث و منها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: كذلك نخرج الموتى و منها: إيجاز القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر و منها: الاكتفاء في قوله: يغشي الليل النهار و منها: التكرار في قوله: و نادى و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: من شفعاء فيشفعوا لنا و منها: الجناس المماثل في قوله: فاليوم ننساهم كما نسوا و منها: الاستفهام التوبيخي في مواضع و منها: الإنكاري في قوله: هل ينظرون إلا تأويله و منها: الإضافة للتشريف في قوله: رسل ربنا و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع و منها: القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر

[سورة الأعراف(7): الآيات 59 الى 74]

المناسبة الإعراب

المجلد العاشر

تتمة سورة الأعراف

خاتمة في خلاصة ما اشتملت عليه هذه السورة من الموضوعات شعر الفهرس

المجلد السادس عشر

سورة الإسراء

شعر الفهرس

المجلد الرابع و العشرون

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن


صفحه قبل

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 106

و البلى. و علم منه أن اللّه تعالى، جامع الأضداد، ألا ترى: أنه جمع الماء و النار في الشجر، فلا الماء يطفى‏ء النار، و لا النار تحرق الشجر.

و قرأ الجمهور: الْأَخْضَرِ اعتبارا باللفظ. و قرى‏ء الخضراء اعتبارا بالمعنى. و قد تقرر، أنه يجوز تذكير اسم الجنس و تأنيثه كما في قوله تعالى:

نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ و قوله: نَخْلٍ خاوِيَةٍ . فبنو تميم و نجد يذكرونه، و أهل الحجاز يؤنثونه إلا نادرا.

و المعنى‏ «1» : أي و هو الذي بدأ خلق الشجر من ماء، حتى صار أخضر ناضرا، ثم أعاده إلى أن صار حطبا يابسا توقد به النار، و من فعل ذلك، فهو قادر على ما يريد، لا يمنعه شي‏ء. إذ من أحدث النار في الشجر الأخضر على ما فيه من المائية المضادة للاحتراق، فهو أقدر على إعادة الغضاضة إلى ما كان غضا، فيبس و بلي.

ثم ذكر بعد ذلك بدليل ثالث على قدرته، أعجب من سابقيه، فقال:

أَ وَ لَيْسَ‏ الهمزة «2» فيه للإنكار، و إنكار النفي إيجاب، فصار الاستفهام تقريريا، كما هو القاعدة عندهم، خلافا لمن تغافل عنها، فجعل الاستفهام في أمثال هذه المواضع إنكاريا. داخلة على مقدر يقتضيه المقام، و الواو عاطفة على ذلك المقدر. فهمزة الاستفهام، و إن دخلت على حرف العطف ظاهرا، لكنها في التحقيق، داخلة على كلمة النفي قصدا، إلى إثبات القدرة له و تقريرها.

و المعنى: أليس القادر المقتدر، الذي أنشأ الأناسي أول مرة، و أليس الذي جعل لهم من الشجر الأخضر نارا، و أليس‏ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ‏ ؛ أي: الأجرام العلوية و ما فيها وَ الْأَرْضَ‏ ؛ أي: الأجرام السفلية و ما عليها مع كبر جرمهما و عظيم شأنهما بِقادِرٍ في تقدير النصب؛ لأنه خبر ليس؛ أي: قادرا عَلى‏ أَنْ يَخْلُقَ‏ في الآخرة مِثْلَهُمْ‏ ؛ أي: مثل الأناسي في الصغر و الحقارة بالنسبة إليهما، و يعيدهم أحياء كما كانوا. فإن بدهية العقل قاضية بأن من قدر على‏

(1) المراغي.

(2) روح البيان.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 107

خلقهما فهو على خلق الأناسي أقدر، كما قال تعالى: لَخَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ‏ . أو مثلهم في أصول الذات و صفاتها، و هو المعاد، فإن المعاد مثل الأول في الاشتمال على الأجزاء الأصلية و الصفات المشخصة، و إن غايره في بعض العوارض؛ لأن أهل الجنة جرد مرد، و إن الجهنمي ضرسه مثل أحد و غير ذلك. و قال بعضهم: لفظ (مثل) في قوله: مِثْلَهُمْ‏ مقحم كقولك مثل يجود؛ أي: على أن يخلقهم.

و قرأ الجمهور «1» : بِقادِرٍ بباء الجر، داخلة على اسم الفاعل. و قرأ الجحدري، و ابن أبي إسحاق، و الأعرج، و سلام بن المنذر، و أبو يعقوب الحضرمي يقدر فعلا مضارعا.

و قوله: بَلى‏ جواب من جهته تعالى، و تصريح بما أفاده الاستفهام الإنكاري من تقرير ما بعد النفي، و إيذان بتعين الجواب بهذا نطقوا به، أو تلعثموا فيه مخافة الإلزام. قال ابن الشيخ: هي مختصة بإيجاب النفي المتقدم و نقضه، فهي ههنا لنقض النفي الذي بعد الاستفهام؛ أي: بلى إنه قادر، كقوله تعالى: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‏ ؛ أي: بلى أنت ربنا.

و قوله: وَ هُوَ سبحانه‏ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ‏ معطوف على ما يفيده الإيجاب؛ أي: بلى و هو قادر على أن يخلق مثلهم، و هو المبالغ في الخلق و العلم كما و كيفا، على أكمل وجه و أتمه. و قرأ الجمهور: الْخَلَّاقُ‏ بصيغة المبالغة لكثرة مخلوقاته. و قرأ الحسن، و الجحدري، و مالك بن دينار، و زيد بن علي و هو الخالق بصيغة اسم الفاعل. و قال بعضهم معنى: وَ هُوَ الْخَلَّاقُ‏ العليم؛ أي:

كثير المخلوقات و المعلومات، يخلق خلقا بعد خلق، و يعلم جميع الخلق.

و ذكر البرهان الرشيدي: أن صفات اللّه تعالى، التي على صيغة المبالغة كلها مجاز؛ لأنها موضوعة للمبالغة و لا مبالغة فيها؛ لأن المبالغة أن يثبت للشي‏ء أكثر مما له، و صفاته تعالى متناهية في الكمال، لا يمكن المبالغة فيها، و أيضا

(1) البحر المحيط.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 108

فالمبالغة تكون في صفات تفيد الزيادة و النقصان، و صفات اللّه منزهة عن ذلك.

و استحسنه الشيخ تقي الدين السبكي.

و قال الزركشي في «البرهان»: التحقيق: أن صيغة المبالغة قسمان:

أحدهما: ما تحصل المبالغة فيه بحسب زيادة الفعل.

و الثاني: بحسب زيادة المفعولات. و لا شك أن تعددها لا يوجب للفعل زيادة، إذ الفعل الواقع قد يقع على جماعة متعددين. و على هذا القسم تنزل صفات اللّه، و ارتفع الإشكال. و لهذا قال بعضهم، في حكيم، معنى المبالغة فيه، تكرار حكمه بالنسبة إلى الشرائع. و قال في «الكشاف»: المبالغة في «التواب» للدلالة على كثرة من يتوب عليه من عباده، أو لأنه بليغ في قبول التوبة، ينزل صاحبها منزلة من لم يذنب قط لسعة كرمه.

ثم ذكر سبحانه ما يدل على كمال قدرته، و تيسر المبدأ و الإعادة عليه فقال:

إِنَّما أَمْرُهُ‏ ؛ أي: إنما شأنه سبحانه و تعالى: إِذا أَرادَ شَيْئاً ؛ أي: إذا تعلقت إرادته بوجود شي‏ء من الأشياء أَنْ يَقُولَ لَهُ‏ ؛ أي: لذلك الشي‏ء كُنْ‏ ؛ أي:

احدث، و احصل‏ فَيَكُونُ‏ ؛ أي: فيحدث، و يحصل من غير توقف على شي‏ء آخر أصلا. قرأ الجمهور: فَيَكُونُ‏ بالرفع، بناء على أنه في تقدير فهو يكون فتعطف الجملة الاسمية على الجملة الاسمية المتقدمة، و هي قوله: إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ‏ . و قرأ الكسائي: بالنصب عطفا على‏ يَقُولَ‏ .

و المعنى: أي إنما شأنه تعالى في إيجاد الأشياء، أن يقول لما يريد إيجاده:

تكوّن فيتكوّن، و يحدث فورا بلا تأخير، و لا افتقار إلى مزاولة عمل، و لا استعمال آلة.

و بعد أن أثبت لنفسه القدرة التامة، و السلطة العامة، نزّه نفسه عما وصفوه به، و عجّب السامعين مما قالوه. فقال:

فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ‏ (83) و الفاء، فيه: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا تقرر ما يوجب تنزهه تعالى و تنزيهه أكمل إيجاب من الشؤون‏

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 109

المذكورة كالإنشاء و الإحياء، و أن إرادته لا تتخلف عن مراده و نحو ذلك، و أردتم بيان ما هو اللازم لكم .. فأقول لكم: نزهوا الإله‏ الَّذِي بِيَدِهِ‏ ؛ أي: تحت يده و قبضته‏ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ ؛ أي: ملك كل شي‏ء، و ضبطه و تصرفه عما وصفوه تعالى به من العجز، و تعجبوا مما قالوه في شأنه تعالى من النقصان.

و نزهوا الذي‏ إِلَيْهِ‏ لا إلى غيره. إذ لا مالك سواه على الإطلاق‏ تُرْجَعُونَ‏ ؛ أي: تردون بعد الموت فيجازيكم بأعمالكم. و هو وعد للمقرين، و وعيد للمنكرين؛ لأن الخطاب عام للمؤمنين و الكافرين.

و قرأ الجمهور: مَلَكُوتُ‏ . و قرأ الأعمش، و طلحة بن مصرف، و إبراهيم التيمي ملكة بزنة شجرة. و قرى‏ء مملكة بزنة مفعلة. و قرى‏ء ملك.

و الملكوت أبلغ من الجميع. و قرأ الجمهور: وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ‏ بالفوقية على الخطاب مبنيا للمفعول. و قرأ السلمي، و زر بن حبيش، و أصحاب بن مسعود بالتحية على الغيبة مبنيا للمفعول أيضا. و قرأ زيد بن علي على البناء للفاعل.

الإعراب‏

إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ (55) هُمْ وَ أَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ‏ (56).

إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ : ناصب و اسمه و مضاف إليه، الْيَوْمَ‏ : ظرف متعلق بمحذوف حال من‏ أَصْحابَ الْجَنَّةِ ، فِي شُغُلٍ‏ : خبر (إن) الثاني، فاكِهُونَ‏ : خبرها الأول. و يجوز العكس. و يجوز أن يتعلق‏ فِي شُغُلٍ‏ ب فاكِهُونَ‏ أو في محل نصب على الحال. و جملة إِنَ‏ مستأنفة، مسوقة لبيان أحوال الجنة، و تقريرها، إغاظة للكفار و تقريعا و زيادة في ندامتهم و حسرتهم.

هُمْ‏ : مبتدأ، وَ أَزْواجُهُمْ‏ : معطوف على هم، فِي ظِلالٍ‏ : خبر المبتدأ؛ أي:

لا تصيبهم الشمس لانعدامها بالكلية. عَلَى الْأَرائِكِ‏ : متعلق ب مُتَّكِؤُنَ‏ ، و مُتَّكِؤُنَ‏ ، خبر ثان ل (هم). و يجوز أن يكون‏ فِي ظِلالٍ‏ : حالا من المبتدأ على رأي سيبويه. و الجملة الاسمية مستأنفة، استئنافا بيانيا، مسوقة لبيان كيفية شغلهم.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 110

لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَ لَهُمْ ما يَدَّعُونَ (57) سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ‏ (58).

لَهُمْ‏ ، خبر مقدم، فِيها : جار و مجرور حال، من ضمير الغائبين، فاكِهَةٌ : مبتدأ، مؤخر. و الجملة مستأنفة. وَ لَهُمْ‏ : خبر مقدم، و ما : مبتدأ مؤخر. و الجملة معطوفة على الجملة التي قبلها. و يجوز أن تكون‏ ما : موصولة أو موصوفة أو مصدرية، و جملة يَدَّعُونَ‏ : صلة ل ما أو صفة لها، و العائد محذوف، تقديره: يدعونه. سَلامٌ‏ : خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: هو؛ أي: ما يدعون سلام. قَوْلًا منصوب على المصدرية بفعل محذوف؛ أي: يقال قولا، و جملة القول المحذوف صفة لسلام. مِنْ رَبٍ‏ : صفة ل قَوْلًا ، رَحِيمٍ‏ صفة ل رَبٍ‏ . و جملة سَلامٌ‏ مع مبتدئه المحذوف بدل من‏ ما يَدَّعُونَ‏ أو مستأنفة. أو سَلامٌ‏ مبتدأ، خبره جملة القول المحذوف الناصب ل قَوْلًا ، و سوغ الابتداء بالنكرة قصد الدعاء؛ أي: سلام، يقال لهم: قولا من رب رحيم.

و قيل: تقديره: سلام عليكم، حال كونه قولا من رب رحيم. و قيل: إنه مبتدأ، و خبره‏ مِنْ رَبٍ‏ ، و قَوْلًا مصدر مؤكد لمضمون الجملة، و هو مع عامله معترض بين المبتدأ و الخبر.

وَ امْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَ أَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ‏ (61).

وَ امْتازُوا (الواو): استئنافية، امْتازُوا : فعل أمر، و فاعل، مبني على حذف النون، الْيَوْمَ‏ : ظرف متعلق به. و الجملة في محل النصب. مقول لقول محذوف؛ أي: يقول اللّه لهم امتازوا اليوم؛ أي: انفردوا عن المؤمنين. و جملة القول المحذوف مستأنفة. أَيُّهَا (أي) منادى نكرة مقصودة، حذف منه حرف النداء، (ها) حرف تنبيه زائد تعويضا عما فات؛ أي: من الإضافة، الْمُجْرِمُونَ‏ بدل من؛ أي: على اللفظ. و جملة النداء أيضا مقول للقول المحذوف. أَ لَمْ‏ الهمزة: للاستفهام التقريري، المضمن للتوبيخ و التبكيت‏ لَمْ‏ : حرف جزم، أَعْهَدْ : فعل مضارع، و فاعل مستتر يعود على اللّه مجزوم ب لَمْ‏ و الجملة في محل النصب مقول للقول المحذوف؛ أي: يقول اللّه لهم أيضا: ألم أعهد إليكم.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 111

و إِلَيْكُمْ‏ : متعلق ب أَعْهَدْ ، يا بَنِي آدَمَ‏ : منادى مضاف منصوب بالياء.

و جملة النداء في محل النصب، مقول للقول المحذوف. أَنْ‏ : مفسرة؛ لأنها وقعت بعد جملة، فيها معنى القول دون حروفه، لا : ناهية جازمة، تَعْبُدُوا : فعل مضارع، و فاعل مجزوم بلا الناهية، الشَّيْطانَ‏ : مفعول به.

و الجملة الفعلية جملة مفسرة، لا محل لها من الإعراب. و يجوز أن تكون‏ أَنْ‏ :

مصدرية، فتكون هي و مدخولها في محل نصب بنزع الخافض؛ أي: ألم أعهد إليكم يا بني آدم ترك عبادة الشيطان؛ أي: بترك عبادته. إِنَّهُ‏ ناصب و اسمه، لَكُمْ‏ متعلق ب عَدُوٌّ ، و عَدُوٌّ خبر (إن)، مُبِينٌ‏ صفة عَدُوٌّ . و جملة أَنْ‏ في محل النصب مقول لذلك القول المحذوف، على كونها معللة للنهي المذكور قبلها. (و أن): (الواو): عاطفة على‏ أَنْ لا تَعْبُدُوا ، أَنِ‏ مفسرة أو مصدرية، اعْبُدُونِي‏ فعل أمر، و فاعل، و نون وقاية، و مفعول به، مبني على حذف النون. و الجملة إما مفسرة أو في محل جر بحرف جر محذوف؛ أي:

بعبادتي. هذا : مبتدأ، صِراطٌ : خبره، مُسْتَقِيمٌ‏ : صفة. و الجملة الاسمية في محل النصب، مقول للقول المحذوف، على كونها معللة لأمر المذكور قبلها.

وَ لَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً أَ فَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ‏ (62).

وَ لَقَدْ (الواو): استئنافية، و (اللام): موطئة للقسم، (قد): حرف تحقيق، أَضَلَ‏ : فعل ماض، و فاعله ضمير يعود على الشيطان، مِنْكُمْ‏ :

متعلق ب أَضَلَ‏ ، جِبِلًّا : مفعول به، كَثِيراً : صفة ل جِبِلًّا . و الجملة الفعلية جواب للقسم المحذوف، لا محل لها من الإعراب، و جملة القسم مستأنفة. أَ فَلَمْ‏ الهمزة فيه للاستفهام التوبيخي، داخلة على مقدر يقتضيه المقام، و الفاء: عاطفة على ذلك المقدر، تقديره: أتشاهدون آثار عقوباتهم، فلم تكونوا تعقلون. و الجملة المحذوفة جملة استفهامية، لا محل لها من الإعراب. (لم):

حرف جزم، تَكُونُوا فعل مضارع ناقص و اسمه مجزوم ب (لم)، و جملة تَعْقِلُونَ‏ خبره. و جملة تَكُونُوا : معطوفة على تلك المحذوفة.

هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64)

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 112

الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى‏ أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ‏ (65).

هذِهِ جَهَنَّمُ‏ : مبتدأ و خبر، و الجملة مستأنفة، مسوقة لمجابهتهم المصير الهائل، الذي يصيرون إليه، بعد أن بلغ الغاية في تقريعهم و توبيخهم. الَّتِي‏ :

صفة ل جَهَنَّمُ‏ ، كُنْتُمْ‏ : فعل ناقص و اسمه، و جملة تُوعَدُونَ‏ : من الفعل المغير، و نائب فاعله في محل النصب خبر (كان)، و جملة (كان) صلة الموصول. اصْلَوْهَا : فعل أمر، و فاعل، و مفعول، الْيَوْمَ‏ : ظرف متعلق به.

و الجملة مستأنفة. بِما : جار و مجرور متعلق ب اصْلَوْهَا أيضا، و الباء حرف جر و سبب، (ما): مصدرية، كُنْتُمْ‏ فعل ناقص و اسمه، و جملة تَكْفُرُونَ‏ خبره. و جملة (كان) في تأويل مصدر مجرور بالباء؛ أي: بسبب كفركم، الْيَوْمَ‏ : ظرف متعلق ب نَخْتِمُ‏ ، نَخْتِمُ‏ فعل مضارع، و فاعل مستتر، يعود على اللّه، عَلى‏ أَفْواهِهِمْ‏ : متعلق ب نَخْتِمُ‏ أيضا. و الجملة الفعلية مستأنفة.

وَ تُكَلِّمُنا : الواو عاطفة، تُكَلِّمُنا : فعل مضارع، و مفعول به، أَيْدِيهِمْ‏ :

فاعل. و الجملة معطوفة على جملة نَخْتِمُ‏ . وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ‏ : فعل، و فاعل، معطوف على‏ تُكَلِّمُنا ، بِما : جار و مجرور متعلق ب تَشْهَدُ ، و (ما):

مصدرية أو موصولة، كانُوا : فعل ناقص و اسمه، و جملة يَكْسِبُونَ‏ خبر (كان). و جملة (كان) صلة ل (ما) المصدرية أو موصولة؛ أي: بكسبهم، أو بالذي يكسبونه.

وَ لَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى‏ أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) وَ لَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى‏ مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَ لا يَرْجِعُونَ‏ (67).

صفحه بعد