کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن

الجزء الأول

الفصل الأول في فضل القرآن الكريم و تلاوته، و تعلمه، و تعليمه الفصل الثاني في كيفية التلاوة لكتاب الله تعالى، و ما يكره منها، و ما يحرم، و اختلاف الناس في ذلك الفصل الثالث في تحذير أهل القرآن و العلم من الرياء، و غيره الفصل الرابع في ذكر ما ينبغي لصاحب القرآن أن يلزم نفسه به، و لا يغفل عنه الفصل الخامس في ما جاء في إعراب القرآن، و تعليمه، و الحث عليه، و ثواب من قرأ القرآن معربا الفصل السادس فيما جاء في فضل تفسير القرآن، و أهله الفصل السابع في بيان مبدأ التفسير، و وضعه الفصل التاسع في بيان ما جاء في حامل القرآن، و من هو، و فيمن عاداه الفصل العاشر في بيان ما يلزم قارى‏ء القرآن، و حامله من تعظيم القرآن و حرمته الفصل الحادي عشر في بيان الكتاب بالسنة الفصل الثاني عشر في بيان كيفية التعلم، و الفقه لكتاب الله، و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم. و ما جاء أنه يسهل على من تقدم العمل به، دون حفظه الفصل الثالث عشر في معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم:«إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه» الفصل الرابع عشر في ذكر جمع القرآن، و سبب كتب عثمان المصاحف، و إحراقه ما سواه، و ذكر من حفظ القرآن من الصحابة - رضي الله عنهم - في زمن النبي صلى الله عليه و سلم الفصل السادس عشر في عدد آي القرآن، و كلماته، و حروفه الفصل السابع عشر في أجزائه، و أحزابه، و أرباعه، و أنصافه، و أثلاثه، و أسباعه الفصل الثامن عشر في تعشيره و تخميسه، و الكتابة في فواتح السور، أو خواتمها، و وضع النقط في منتهى الآية، و غير ذلك الفصل التاسع عشر في بيان أول من وضع النقط، و الشكل، و الشدة، و المدة، و الهمزة، و علامة الغنة في المصاحف، و أول من وضع النحو، و جعل الإعراب فيها الفصل العشرون في تفصيل حروف القرآن، كم فيه من الحروف الفلانية الفصل الحادي و العشرون في بيان معنى القرآن، و معنى السورة، و الكلمة، و الحرف الفصل الثاني و العشرون في بيان معنى النسخ الذي هو فرد من أفراد تنزيل الوحي، و أقسامه، و شرائطه، و الرد على من أنكره، و بيان معنى الناسخ، و المنسوخ، و غير ذلك الفصل الثالث و العشرون في تقسيم السور باعتبار الناسخ، و المنسوخ الفصل الرابع و العشرون في ذكر جملة الإعراض عن المشركين المنسوخ بآية السيف. الفصل الخامس و العشرون في بيان قواعد أصولية لأسباب النزول الفصل السادس و العشرون في التنبيه على أحاديث وضعت في فضائل سور القرآن، و غيره، لا التفات لما وضعه الواضعون، و اختلقه المختلقون من الأحاديث الكاذبة، و الأخبار الباطلة في فضل سور القرآن، و غير ذلك من فضائل الأعمال، و قد ارتكبها جماعة كثيرة اختلفت أغرا الفصل السابع و العشرون في بيان ما جاء من الحجة، في الرد على من طعن في القرآن، و خالف مصحف عثمان بالزيادة، و النقصان الفصل الثامن و العشرون في بيان هل ورد في القرآن كلمات خارجة عن لغات العرب، أم لا؟ الفصل التاسع و العشرون في بيان بعض نكات في إعجاز القرآن، و شرائط المعجزة، و حقيقتها الفصل الثلاثون في تقسيم المعجزات الفهرس مقدمة مقدمة في مبادى‏ء فن التفسير

سورة البقرة

فائدة:

المجلد التاسع

استهلال:

تابع إلى سورة الأنعام:

[سورة الأنعام(6): الآيات 145 الى 153]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

سورة الأعراف

المناسبة: و مناسبة ذكرها بعد سورة الأنعام الناسخ و المنسوخ:

[سورة الأعراف(7): الآيات 1 الى 18]

[سورة الأعراف(7): الآيات 31 الى 43]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: التكرار في قوله: يا بني آدم و منها: المجاز المرسل في قوله: عند كل مسجد و منها: الجناس المغاير بين و لا تسرفوا و بين المسرفين و منها: الطباق بين ظهر و بطن في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الظرفية المجازية في قوله: ادخلوا في أمم و منها: عطف العام على الخاص في قوله: و الإثم و منها: عطف الخاص على العام؛ لمزيد الاعتناء به و منها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: سلطانا و منها: التفصيل بعد الإجمال في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الطباق بين لا يستأخرون.. و لا يستقدمون و منها: الاعتراض في قوله: لا نكلف نفسا إلا وسعها و منها: التهكم في قوله: فذوقوا العذاب و منها: الكناية في قوله: لا تفتح لهم أبواب السماء و منها: تعليق الممكن بالمستحيل إفادة لاستحالته في قوله: و منها: المجاز المرسل في قوله: و منها: الإتيان باسم الإشارة البعيدة في قوله: أن تلكم الجنة و منها: الاستعارة في قوله: لهم من جهنم مهاد و من فوقهم غواش و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع

[سورة الأعراف(7): الآيات 44 الى 58]

المناسبة الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: المقابلة في قوله: و نادى أصحاب الجنة أصحاب النار و منها: المشاكلة في قوله: ما وعد ربكم و منها: التعبير بالماضي عما في المستقبل، في قوله: و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: فأذن مؤذن و منها: الاستعارة التصريحية في قوله: حرمهما و منها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: و منها: الالتفات في قوله: سقناه لبلد ميت و منها: التتميم في قوله: و البلد الطيب... و منها: تخصيص خروج النبات الطيب بقوله: و منها: الكناية في قوله: بإذن ربه و منها: الطباق بين قوله: و البلد الطيب و قوله: و الذي خبث و منها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: كذلك نخرج الموتى و منها: إيجاز القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر و منها: الاكتفاء في قوله: يغشي الليل النهار و منها: التكرار في قوله: و نادى و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: من شفعاء فيشفعوا لنا و منها: الجناس المماثل في قوله: فاليوم ننساهم كما نسوا و منها: الاستفهام التوبيخي في مواضع و منها: الإنكاري في قوله: هل ينظرون إلا تأويله و منها: الإضافة للتشريف في قوله: رسل ربنا و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع و منها: القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر

[سورة الأعراف(7): الآيات 59 الى 74]

المناسبة الإعراب

المجلد العاشر

تتمة سورة الأعراف

خاتمة في خلاصة ما اشتملت عليه هذه السورة من الموضوعات شعر الفهرس

المجلد السادس عشر

سورة الإسراء

شعر الفهرس

المجلد الرابع و العشرون

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن


صفحه قبل

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 222

المحذوف، تقديره: و تركنا ثناء كائنا عليه، فِي الْآخِرِينَ‏ : جار و مجرور، متعلق ب تَرَكْنا على أنه مفعول ثان له، سَلامٌ‏ مبتدأ، و سوّغ الابتداء بالنكرة ما فيه من معنى الدعاء. عَلى‏ نُوحٍ‏ خبره، و الجملة الاسمية في محل النصب، بدل من مفعول‏ تَرَكْنا المحذوف على أنها مفسرة له. فِي الْعالَمِينَ‏ : جار و مجرور بدل من الجار و المجرور في قوله: فِي الْآخِرِينَ‏ . و في «السمين»: قوله: سَلامٌ عَلى‏ نُوحٍ‏ : مبتدأ و خبر، و فيه أوجه:

أحدها: أنه مفسر ل تَرَكْنا .

و الثاني: أنه مفسر لمفعوله؛ أي: تركنا عليه شيئا، و هو هذا الكلام، و قيل: ثم قول مقدر؛ أي: فقلنا: سلام. و قيل: ضمّن تركنا معنى قلنا، و قيل:

سلّط تركنا على ما بعده. و قال الزمخشري: وَ تَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ‏ (78) هذه الكلمة، و هي: سَلامٌ عَلى‏ نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ‏ (79). يعني: يسلمون عليه تسليما، و يدعون له. و هو من الكلام المحكي، كقولك: سورة أنزلناها. و هذا الذي قاله قول الكوفيين جعلوا الجملة في محل نصب مفعولا بتركنا، لا أنه ضمّن معنى القول، بل هو على معناه، بخلاف الوجه الذي قبله، و هو أيضا من أقوالهم، اه من «الفتوحات». إِنَّا ناصب و اسمه، كَذلِكَ‏ صفة لمصدر محذوف؛ أي:

جزاء كائنا كذلك المذكور. نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ‏ فعل مضارع، و فاعل مستتر يعود على اللّه، و مفعول به. و الجملة الفعلية في محل الرفع خبر (إن)، و جملة (إن) مستأنفة مسوقة لتعليل مجازاة نوح بتلك الكرامة السامية، و هي خلود ذكره و تسليم العالمين عليه أبد الدهر. إِنَّهُ‏ ناصب و اسمه، مِنْ عِبادِنَا خبره، الْمُؤْمِنِينَ‏ صفة ل عِبادِنَا و جملة (إن) مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها. ثُمَ‏ حرف عطف و تراخ. أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ‏ : فعل، و فاعل، و مفعول، معطوف على‏ نَجَّيْناهُ‏ .

وَ أَهْلَهُ‏ فالترتيب حقيقي؛ لأن نجاتهم حصلت قبل غرق الباقين، و لكن بينهما تراخ. وَ إِنَ‏ (الواو): عاطفة عطف قصة ثانية على القصة الأولى، أو استئنافية إِنَ‏ حرف نصب. مِنْ شِيعَتِهِ‏ خبر مقدم ل إِنَ‏ . لَإِبْراهِيمَ‏ اسمها مؤخر، و اللام حرف ابتداء. و الجملة معطوفة على جملة قوله: وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ‏ أو مستأنفة.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 223

إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ (85) أَ إِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ‏ (87).

إِذْ : ظرف ما مضى من الزمان، متعلق بمحذوف، تقديره: اذكر يا محمد صلى اللّه عليه و سلم لقومك قصة حين جاء إبراهيم. جاءَ فعل ماض، و فاعل مستتر يعود على إبراهيم، و الجملة في محل الجر مضاف إليه ل إِذْ . رَبَّهُ‏ مفعول به.

بِقَلْبٍ‏ متعلق ب جاءَ ، سَلِيمٍ‏ صفة قلب، إِذْ بدل من‏ إِذْ الأولى، و جملة قالَ‏ في محل الجر مضاف إليه، لِأَبِيهِ‏ متعلق ب قالَ‏ ، وَ قَوْمِهِ‏ معطوف على أبيه. ما ذا اسم استفهام مركب في محل النصب، مفعول مقدم ل تَعْبُدُونَ‏ أو ما مبتدأ، ذا اسم موصول خبره، و جملة تَعْبُدُونَ‏ صلة لذا الموصولة، و العائد محذوف؛ أي: ما الذي تعبدونه، و الجملة الفعلية أو الاسمية في محل النصب مقول‏ قالَ‏ . أَ إِفْكاً الهمزة: للاستفهام الإنكاري التوبيخي.

إِفْكاً مفعول من أجله، منصوب ب تُرِيدُونَ‏ . آلِهَةً مفعول به ل تُرِيدُونَ‏ .

دُونَ اللَّهِ‏ ظرف متعلق ب تُرِيدُونَ‏ . و تُرِيدُونَ‏ : فعل، و فاعل. و الجملة الفعلية مستأنفة، و قدمت معمولات الفعل عليه اهتماما بها. و قيل: إِفْكاً : مفعول به ل تُرِيدُونَ‏ ، آلِهَةً : بدل منه، جعلها نفس الإفك مبالغة، فأبدلها منه و فسره بها. و قيل: إِفْكاً : حال من فاعل‏ تُرِيدُونَ‏ ؛ أي: أتريدون آلهة من دون اللّه آفكين أو ذوي إفك. فَما الفاء عاطفة، (ما): اسم استفهام للإنكار و التوبيخ في محل الرفع مبتدأ. أي: ليس لكم سبب و لا عذر يحملكم على الظن.

ظَنُّكُمْ‏ خبر المبتدأ، بِرَبِّ الْعالَمِينَ‏ متعلق بظنكم. و الجملة الاسمية معطوفة على الفعلية قبلها.

فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَراغَ إِلى‏ آلِهَتِهِمْ فَقالَ أَ لا تَأْكُلُونَ (91) ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ (92) فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قالَ أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ (95) وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ‏ (96).

فَنَظَرَ : الفاء: استئنافية. (نظر) فعل ماض، و فاعل مستتر يعود على إبراهيم. و الجملة مستأنفة. نَظْرَةً مفعول مطلق. فِي النُّجُومِ‏ متعلق بنظر.

فَقالَ‏ الفاء: عاطفة. (قال): فعل ماض، و فاعل مستتر، معطوف على نظر.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 224

إِنِّي سَقِيمٌ‏ ناصب و اسمه و خبره. و الجملة في محل النصب مقول (قال).

فَتَوَلَّوْا : الفاء: عاطفة، (تولوا): فعل، و فاعل، معطوف على قال. عَنْهُ‏ متعلق ب (تولوا)، مُدْبِرِينَ‏ حال من الواو في (تولوا)، فَراغَ‏ الفاء: عاطفة.

(راغ): فعل ماض، و فاعل مستتر يعود على إبراهيم، معطوف على تولوا، إِلى‏ آلِهَتِهِمْ‏ متعلق ب (راغ)، فَقالَ‏ الفاء: عاطفة. (قال): فعل ماض، و فاعل مستتر، معطوف على راغ. أَ لا الهمزة: للاستفهام السخري‏ لا : نافية، و جملة تَأْكُلُونَ‏ في محل النصب مقول (قال)، ما : اسم استفهام مبتدأ، لَكُمْ‏ : خبره. و الجملة في محل النصب مقول ل (قال): المحذوف، و التقدير، فقال: ألا تأكلون فلم ينطقوا فقال: ما لكم لا تنطقون. و جملة لا تَنْطِقُونَ‏ في محل النصب حال من كاف المخاطبين. فَراغَ‏ الفاء: عاطفة على محذوف تقديره: فلم يجيبوا، (راغ): فعل ماض، و فاعل، معطوف على ذلك المحذوف. عَلَيْهِمْ‏ متعلق ب (راغ) ضَرْباً مصدر واقع موقع الحال؛ أي: فراغ عليهم ضاربا أو مصدر لفعل مقدر؛ أي: يضرب ضربا. و الجملة في محل النصب على الحال. و بِالْيَمِينِ‏ متعلق بضربا أو بعامله المحذوف. فَأَقْبَلُوا الفاء: عاطفة. (أقبلوا): فعل، و فاعل، معطوف على راغ، إِلَيْهِ‏ متعلق ب (أقبلوا)، و يجوز تعلقه بما بعده، و جملة يَزِفُّونَ‏ : حال من فاعل (أقبلوا).

قالَ‏ : فعل ماض، و فاعل مستتر. و الجملة مستأنفة. أَ تَعْبُدُونَ‏ الهمزة للاستفهام الإنكاري، تَعْبُدُونَ‏ : فعل، و فاعل، و الجملة في محل النصب، مقول قال. ما اسم موصول في محل النصب مفعول به، و جملة تَنْحِتُونَ‏ صلته، و العائد محذوف تقديره: ما تنحتونه. وَ اللَّهُ‏ (الواو): حالية، اللَّهُ‏ مبتدأ، و جملة خَلَقَكُمْ‏ خبره. و الجملة الاسمية في محل النصب حال من فاعل‏ تَعْبُدُونَ‏ . وَ ما تَعْمَلُونَ‏ : ما: اسم موصول، معطوف على كاف‏ خَلَقَكُمْ‏ ، أو ما : مصدرية، و جملة تَعْمَلُونَ‏ صلة ل ما الموصولة؛ أي: و ما تعملونه أو ل ما المصدرية؛ أي: و عملكم.

قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَ قالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى‏ رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ‏ (101).

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 225

قالُوا : فعل، و فاعل. و الجملة مستأنفة. ابْنُوا : فعل أمر، و الواو فاعل، مقول ل قالُوا ، لَهُ‏ متعلق ب ابْنُوا ، بُنْياناً : مفعول به. فَأَلْقُوهُ‏ :

الفاء: عاطفة. (ألقوه): فعل أمر، و الواو فاعل، و الهاء مفعول به. و الجملة في محل النصب، معطوفة على جملة ابْنُوا . فِي الْجَحِيمِ‏ : متعلق ب (ألقوه)، فَأَرادُوا الفاء: عاطفة. (أرادوا): فعل، و فاعل، معطوف على قالوا. بِهِ‏ متعلق ب (أرادوا)، كَيْداً مفعول به. فَجَعَلْناهُمُ‏ : فعل، و فاعل، و مفعول أول. الْأَسْفَلِينَ‏ : مفعول ثان. و الجملة معطوفة على جملة (أرادوا). وَ قالَ‏ (الواو): عاطفة. قالَ‏ فعل ماض، و فاعل مستتر يعود على إبراهيم، و الجملة معطوفة على محذوف، تقديره: فخرج من النار سالما، و قال: إني ذاهب. إِنِّي ذاهِبٌ‏ : ناصب و اسمه و خبره. و الجملة في محل النصب مقول قال، إِلى‏ رَبِّي‏ متعلق ب ذاهِبٌ‏ ، سَيَهْدِينِ‏ : السين حرف استقبال، (يهدين): فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب و الجازم، و علامة رفعه ضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل؛ لأنه فعل معتل بالياء، و فاعله ضمير يعود على اللّه، و النون للوقاية، و ياء المتكلم المحذوفة للفاصلة، أو اجتزاء عنها بكسر نون الوقاية في محل النصب مفعول به، و الجملة في محل النصب مقول ل قالَ‏ . رَبِ‏ : منادى مضاف، حذف منه حرف النداء، و جملة النداء في محل النصب مقول‏ قالَ‏ . هَبْ‏ فعل دعاء مبني على السكون، و فاعله ضمير مستتر يعود على اللّه، لِي‏ متعلق ب هَبْ‏ ، مِنَ الصَّالِحِينَ‏ : صفة لمفعول محذوف؛ أي: ولدا من الصالحين، و الجملة الفعلية في محل النصب مقول‏ قالَ‏ على كونها جواب النداء.

فَبَشَّرْناهُ‏ الفاء: عاطفة على محذوف تقديره: فاستجبنا له فبشرناه. (بشرناه) فعل، و فاعل و مفعول به، بِغُلامٍ‏ متعلق ب (بشرناه)، حَلِيمٍ‏ صفة ل (غلام).

و الجملة الفعلية معطوفة على تلك المحذوفة.

التصريف و مفردات اللغة

يَتَساءَلُونَ‏ من باب تفاعل، يدل على المشاركة من الجانبين، كما هو صريح لفظ السياق. قَرِينٌ‏ ؛ أي: خليل، و صاحب، و جليس. لَمَدِينُونَ‏ ؛

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 226

أي: لمجزيون، جمع مدين، كمبيع من الدين، بكسر الدال بمعنى الجزاء، يقال:

دانه يدينه بمعنى: جزاه، نظير باعه يبيعه. مُطَّلِعُونَ‏ ؛ أي: مشرفون فناظرون إلى أهل النار، من اطلع بمعنى استشرف من باب افتعل. سَواءِ الْجَحِيمِ‏ ؛ أي: في وسط جهنم. و سمي وسط الشي‏ء، سواء لاستواء المسافة منه، إلى جميع الجوانب، كما مر. كِدْتَ‏ ؛ أي: قاربت. لَتُرْدِينِ‏ لتهلكني بالإغواء.

و الردى: الهلاك، و الإرداء: الإهلاك. أصله: لترديني بياء المتكلم، فحذفت اكتفاء بكسر نون الوقاية و لرعاية الفاصفة. مِنَ الْمُحْضَرِينَ‏ من الإحضار، و هو لا يستعمل إلا في الشر، كما في كشف الأسرار؛ أي: لمن المساقين إلى العذاب.

(نزل) النزل بضمتين أو بضم النون و سكون الزاي: المنزل، و ما يهيأ للضيف من الطعام، و الجمع أنزال و النزل أيضا بضمتين: الطعام ذو البركة، و القوم النازلون، و ريع ما يزرع و نماؤه، و العطاء، و الفضل، و الزيادة. و منه قولهم: العسل ليس من أنزال الأرض؛ أي: من ريعها، و ما يحصل منها.

الزَّقُّومِ‏ و في «المفردات»: شجرة الزقوم، عبارة عن أطعمة كريهة في النار، و منه: استعير زقم فلان، و تزقّم إذا ابتلع شيئا كريها. قال في «القاموس»:

الزقّم: اللقم، و التزقم: التلقم، و أزقمه فازدقمه أبلعه فابتلعه، و الزقوم كتنور:

الزبد بالتمر، و شجرة بجهنم، و نبات بالبادية له زهر ياسميني الشكل، و طعام أهل النار، و في «الخازن»: و الزقوم: ثمر شجرة خبيثة مرة كريهة الطعم، يكره أهل النار على تناولها، فهم يتزقمونه على أشد كراهية. و قيل: هي شجرة تكون بأرض تهامة من أخبث الشجر. طَلْعُها ؛ أي: حملها و ثمرها، و الطلع في الحقيقة اسم لثمر النخيل في أول بروزه، فإطلاقه على ثمر هذه الشجرة مجاز بالاستعارة، كما سيأتي في مبحث البلاغة. و الطلع من النخل شي‏ء يخرج منه، كأنه نعلان مطبقان، و الحمل بينهما منضود، و ما يبدو من ثمرته في أول ظهورها. فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ‏ جمع مالى‏ء اسم فاعل من ملأ المهموز. و المل‏ء: حشو الإناء لا يحتمل الزيادة عليه، يقال: ملأ الإناء ماء يملؤه فهو مالى‏ء و مملوء، و البطون جمع بطن، و هو خلاف الظهر في كل شي‏ء.

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 227

لَشَوْباً و الشوب: الخلط، و هو بفتح الشين مصدر على أصله، و قيل: يراد به: اسم المفعول، و يدل على قراءة بعضهم‏ لَشَوْباً بالضم. قال الزجاج:

المفتوح مصدر، و المضموم اسم بمعنى: المشوب كالنقض بمعنى: المنقوض، و الفعل منه شابه يشوبه، من باب قال إذا خلطه فهو الخلط. مِنْ حَمِيمٍ‏ و الحميم: الماء الحار الذي قد انتهى حره، و هو المقصود، هنا، و يطلق على الماء البارد، فهو من الأضداد.

أَلْفَوْا آباءَهُمْ‏ ؛ أي: وجدوا من الإلفاء، و هو الوجدان. عَلى‏ آثارِهِمْ‏ ؛ أي: آثار الآباء، جمع أثر. يُهْرَعُونَ‏ ؛ أي: يسرعون إسراعا شديدا. و الإهراع:

الإسراع الشديد، كأنهم يزعجون و يحثون حثا على الإسراع على آثارهم. و في «المصباح»: هرع و أهرع بالبناء للمفعول فيهما؛ إذا أعجل، اه. مِنَ الْكَرْبِ‏ و الكرب: الغم الشديد، و الكربة كالغمة. و أصل ذلك من كرب الأرض، و هو قلبها بالحفر، فالغم يثير النفس إثارة ذلك، و يصح أن يكون الكرب من كربت الشمس إذا دنت للمغيب.

وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ‏ في «المختار»: الشيعة: أتباع الرجل و أنصاره. و في «المصباح»: الشيعة: الأتباع و الأنصار، و كل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة، ثم صارت الشيعة اسما لجماعة مخصوصة، و الجمع: شيع مثل: سدرة و سدر، و الأشياع جمع الجمع، انتهى. مأخوذ من الشياع، و هو الحطب الصغار الذي يوقد به الكبار حتى تستوقد، اه «قرطبي». و في «الأساس»: شيعته يوم رحيله، و شايعتك على كذا تابعتك عليه، و تشايعوا على الأمر، و هو شيعته و شيعه و أشياعه، و هذا الغلام شيع أخيه، إذا ولد بعده، و آتيك غدا أو شيعه. قال الشاعر:

قال الخليط غدا تصدّ عنّا

أو شيعه أفلا تشيّعنا

و أقمت عنده شهرا أو شيع شهر، و كان معه مئة رجل، أو شيع ذلك، و نزلوا موضع كذا، أو شيعه، و شاع الحديث و السر، و أشاعه صاحبه، و رجل مشياع مذياع، و شاع في رأسه الشيب، و شاعكم اللّه تعالى بالسلام، و شاعكم‏

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 228

السلام. قال الشاعر:

ألا يا نخلة في ذات عرق‏

برود الظّلّ شاعكم السّلام‏

لمحة عن الشيعة: و قول صاحب «المصباح»: اسم لجماعة مخصوصة، أراد الشيعة، أقدم الفرق الإسلامية، و قد ظهروا بمذهبهم السياسي في آخر عصر عثمان- رضي اللّه عنه-، و نما و ترعرع في عهد علي- رضي اللّه عنه-، و قوام هذا المذهب:

أن الإمامة ليست من المصالح العامة، التي تفوّض إلى نظر الأمة، و يتعين القائم بها بتعيينهم، بل هي ركن الدين، و قاعدة الإسلام، و لا يجوز لنبي إغفالها و تفويضها إلى الأمة، بل يجب عليه تعيين الإمام لهم، و يجب أن يكون معصوما عن الكبائر و الصغائر، و أن علي بن أبي طالب- رضي اللّه عنه-، كان هو الخليفة المختار من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أنه أفضل الصحابة، و لها فرق كثيرة يرجع إليها في «كتاب الملل و النحل» للشهرستاني و كتاب «الفصل في الملل و النحل» لابن حزم.

أَ إِفْكاً الإفك: أسوأ الكذب. فِي النُّجُومِ‏ جمع نجم، و هو الكوكب الطالع. و في «القرطبي»: فنظر إلى نجم طالع فقال: إن هذا يطلع مع سقمي.

و كان علم النجوم مستعملا عندهم، منظورا فيه، فأوهمهم هو من تلك الجهة، و أراهم معتقدهم عذرا لنفسه، و ذلك أنهم أهل رعاية و فلاحة، و هاتان المعيشتان يحتاج فيهما إلى نظر في النجوم.

فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ‏ (89) قال في «المفردات»: السّقم و السّقم: المرض المختص بالبدن، و المرض قد يكون في البدن و في القلب. فَراغَ‏ قال في «القاموس»: راغ الرجل و الثعلب روغا و روغانا، مال و حاد إلى الشي‏ء في خفية؛ أي: فذهب خفية إلى أصنامهم. و أصل الروغ و الروغان: الميل. قال شاعرهم:

و يريك من طرف اللّسان حلاوة

و يروغ عنك كما يروغ الثّعلب‏

صفحه بعد