کتابخانه تفاسیر
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج24، ص: 222
المحذوف، تقديره: و تركنا ثناء كائنا عليه، فِي الْآخِرِينَ : جار و مجرور، متعلق ب تَرَكْنا على أنه مفعول ثان له، سَلامٌ مبتدأ، و سوّغ الابتداء بالنكرة ما فيه من معنى الدعاء. عَلى نُوحٍ خبره، و الجملة الاسمية في محل النصب، بدل من مفعول تَرَكْنا المحذوف على أنها مفسرة له. فِي الْعالَمِينَ : جار و مجرور بدل من الجار و المجرور في قوله: فِي الْآخِرِينَ . و في «السمين»: قوله: سَلامٌ عَلى نُوحٍ : مبتدأ و خبر، و فيه أوجه:
أحدها: أنه مفسر ل تَرَكْنا .
و الثاني: أنه مفسر لمفعوله؛ أي: تركنا عليه شيئا، و هو هذا الكلام، و قيل: ثم قول مقدر؛ أي: فقلنا: سلام. و قيل: ضمّن تركنا معنى قلنا، و قيل:
سلّط تركنا على ما بعده. و قال الزمخشري: وَ تَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78) هذه الكلمة، و هي: سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ (79). يعني: يسلمون عليه تسليما، و يدعون له. و هو من الكلام المحكي، كقولك: سورة أنزلناها. و هذا الذي قاله قول الكوفيين جعلوا الجملة في محل نصب مفعولا بتركنا، لا أنه ضمّن معنى القول، بل هو على معناه، بخلاف الوجه الذي قبله، و هو أيضا من أقوالهم، اه من «الفتوحات». إِنَّا ناصب و اسمه، كَذلِكَ صفة لمصدر محذوف؛ أي:
جزاء كائنا كذلك المذكور. نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ فعل مضارع، و فاعل مستتر يعود على اللّه، و مفعول به. و الجملة الفعلية في محل الرفع خبر (إن)، و جملة (إن) مستأنفة مسوقة لتعليل مجازاة نوح بتلك الكرامة السامية، و هي خلود ذكره و تسليم العالمين عليه أبد الدهر. إِنَّهُ ناصب و اسمه، مِنْ عِبادِنَا خبره، الْمُؤْمِنِينَ صفة ل عِبادِنَا و جملة (إن) مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها. ثُمَ حرف عطف و تراخ. أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ : فعل، و فاعل، و مفعول، معطوف على نَجَّيْناهُ .
وَ أَهْلَهُ فالترتيب حقيقي؛ لأن نجاتهم حصلت قبل غرق الباقين، و لكن بينهما تراخ. وَ إِنَ (الواو): عاطفة عطف قصة ثانية على القصة الأولى، أو استئنافية إِنَ حرف نصب. مِنْ شِيعَتِهِ خبر مقدم ل إِنَ . لَإِبْراهِيمَ اسمها مؤخر، و اللام حرف ابتداء. و الجملة معطوفة على جملة قوله: وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ أو مستأنفة.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج24، ص: 223
إِذْ : ظرف ما مضى من الزمان، متعلق بمحذوف، تقديره: اذكر يا محمد صلى اللّه عليه و سلم لقومك قصة حين جاء إبراهيم. جاءَ فعل ماض، و فاعل مستتر يعود على إبراهيم، و الجملة في محل الجر مضاف إليه ل إِذْ . رَبَّهُ مفعول به.
بِقَلْبٍ متعلق ب جاءَ ، سَلِيمٍ صفة قلب، إِذْ بدل من إِذْ الأولى، و جملة قالَ في محل الجر مضاف إليه، لِأَبِيهِ متعلق ب قالَ ، وَ قَوْمِهِ معطوف على أبيه. ما ذا اسم استفهام مركب في محل النصب، مفعول مقدم ل تَعْبُدُونَ أو ما مبتدأ، ذا اسم موصول خبره، و جملة تَعْبُدُونَ صلة لذا الموصولة، و العائد محذوف؛ أي: ما الذي تعبدونه، و الجملة الفعلية أو الاسمية في محل النصب مقول قالَ . أَ إِفْكاً الهمزة: للاستفهام الإنكاري التوبيخي.
إِفْكاً مفعول من أجله، منصوب ب تُرِيدُونَ . آلِهَةً مفعول به ل تُرِيدُونَ .
دُونَ اللَّهِ ظرف متعلق ب تُرِيدُونَ . و تُرِيدُونَ : فعل، و فاعل. و الجملة الفعلية مستأنفة، و قدمت معمولات الفعل عليه اهتماما بها. و قيل: إِفْكاً : مفعول به ل تُرِيدُونَ ، آلِهَةً : بدل منه، جعلها نفس الإفك مبالغة، فأبدلها منه و فسره بها. و قيل: إِفْكاً : حال من فاعل تُرِيدُونَ ؛ أي: أتريدون آلهة من دون اللّه آفكين أو ذوي إفك. فَما الفاء عاطفة، (ما): اسم استفهام للإنكار و التوبيخ في محل الرفع مبتدأ. أي: ليس لكم سبب و لا عذر يحملكم على الظن.
ظَنُّكُمْ خبر المبتدأ، بِرَبِّ الْعالَمِينَ متعلق بظنكم. و الجملة الاسمية معطوفة على الفعلية قبلها.
فَنَظَرَ : الفاء: استئنافية. (نظر) فعل ماض، و فاعل مستتر يعود على إبراهيم. و الجملة مستأنفة. نَظْرَةً مفعول مطلق. فِي النُّجُومِ متعلق بنظر.
فَقالَ الفاء: عاطفة. (قال): فعل ماض، و فاعل مستتر، معطوف على نظر.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج24، ص: 224
إِنِّي سَقِيمٌ ناصب و اسمه و خبره. و الجملة في محل النصب مقول (قال).
فَتَوَلَّوْا : الفاء: عاطفة، (تولوا): فعل، و فاعل، معطوف على قال. عَنْهُ متعلق ب (تولوا)، مُدْبِرِينَ حال من الواو في (تولوا)، فَراغَ الفاء: عاطفة.
(راغ): فعل ماض، و فاعل مستتر يعود على إبراهيم، معطوف على تولوا، إِلى آلِهَتِهِمْ متعلق ب (راغ)، فَقالَ الفاء: عاطفة. (قال): فعل ماض، و فاعل مستتر، معطوف على راغ. أَ لا الهمزة: للاستفهام السخري لا : نافية، و جملة تَأْكُلُونَ في محل النصب مقول (قال)، ما : اسم استفهام مبتدأ، لَكُمْ : خبره. و الجملة في محل النصب مقول ل (قال): المحذوف، و التقدير، فقال: ألا تأكلون فلم ينطقوا فقال: ما لكم لا تنطقون. و جملة لا تَنْطِقُونَ في محل النصب حال من كاف المخاطبين. فَراغَ الفاء: عاطفة على محذوف تقديره: فلم يجيبوا، (راغ): فعل ماض، و فاعل، معطوف على ذلك المحذوف. عَلَيْهِمْ متعلق ب (راغ) ضَرْباً مصدر واقع موقع الحال؛ أي: فراغ عليهم ضاربا أو مصدر لفعل مقدر؛ أي: يضرب ضربا. و الجملة في محل النصب على الحال. و بِالْيَمِينِ متعلق بضربا أو بعامله المحذوف. فَأَقْبَلُوا الفاء: عاطفة. (أقبلوا): فعل، و فاعل، معطوف على راغ، إِلَيْهِ متعلق ب (أقبلوا)، و يجوز تعلقه بما بعده، و جملة يَزِفُّونَ : حال من فاعل (أقبلوا).
قالَ : فعل ماض، و فاعل مستتر. و الجملة مستأنفة. أَ تَعْبُدُونَ الهمزة للاستفهام الإنكاري، تَعْبُدُونَ : فعل، و فاعل، و الجملة في محل النصب، مقول قال. ما اسم موصول في محل النصب مفعول به، و جملة تَنْحِتُونَ صلته، و العائد محذوف تقديره: ما تنحتونه. وَ اللَّهُ (الواو): حالية، اللَّهُ مبتدأ، و جملة خَلَقَكُمْ خبره. و الجملة الاسمية في محل النصب حال من فاعل تَعْبُدُونَ . وَ ما تَعْمَلُونَ : ما: اسم موصول، معطوف على كاف خَلَقَكُمْ ، أو ما : مصدرية، و جملة تَعْمَلُونَ صلة ل ما الموصولة؛ أي: و ما تعملونه أو ل ما المصدرية؛ أي: و عملكم.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج24، ص: 225
قالُوا : فعل، و فاعل. و الجملة مستأنفة. ابْنُوا : فعل أمر، و الواو فاعل، مقول ل قالُوا ، لَهُ متعلق ب ابْنُوا ، بُنْياناً : مفعول به. فَأَلْقُوهُ :
الفاء: عاطفة. (ألقوه): فعل أمر، و الواو فاعل، و الهاء مفعول به. و الجملة في محل النصب، معطوفة على جملة ابْنُوا . فِي الْجَحِيمِ : متعلق ب (ألقوه)، فَأَرادُوا الفاء: عاطفة. (أرادوا): فعل، و فاعل، معطوف على قالوا. بِهِ متعلق ب (أرادوا)، كَيْداً مفعول به. فَجَعَلْناهُمُ : فعل، و فاعل، و مفعول أول. الْأَسْفَلِينَ : مفعول ثان. و الجملة معطوفة على جملة (أرادوا). وَ قالَ (الواو): عاطفة. قالَ فعل ماض، و فاعل مستتر يعود على إبراهيم، و الجملة معطوفة على محذوف، تقديره: فخرج من النار سالما، و قال: إني ذاهب. إِنِّي ذاهِبٌ : ناصب و اسمه و خبره. و الجملة في محل النصب مقول قال، إِلى رَبِّي متعلق ب ذاهِبٌ ، سَيَهْدِينِ : السين حرف استقبال، (يهدين): فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب و الجازم، و علامة رفعه ضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل؛ لأنه فعل معتل بالياء، و فاعله ضمير يعود على اللّه، و النون للوقاية، و ياء المتكلم المحذوفة للفاصلة، أو اجتزاء عنها بكسر نون الوقاية في محل النصب مفعول به، و الجملة في محل النصب مقول ل قالَ . رَبِ : منادى مضاف، حذف منه حرف النداء، و جملة النداء في محل النصب مقول قالَ . هَبْ فعل دعاء مبني على السكون، و فاعله ضمير مستتر يعود على اللّه، لِي متعلق ب هَبْ ، مِنَ الصَّالِحِينَ : صفة لمفعول محذوف؛ أي: ولدا من الصالحين، و الجملة الفعلية في محل النصب مقول قالَ على كونها جواب النداء.
فَبَشَّرْناهُ الفاء: عاطفة على محذوف تقديره: فاستجبنا له فبشرناه. (بشرناه) فعل، و فاعل و مفعول به، بِغُلامٍ متعلق ب (بشرناه)، حَلِيمٍ صفة ل (غلام).
و الجملة الفعلية معطوفة على تلك المحذوفة.
التصريف و مفردات اللغة
يَتَساءَلُونَ من باب تفاعل، يدل على المشاركة من الجانبين، كما هو صريح لفظ السياق. قَرِينٌ ؛ أي: خليل، و صاحب، و جليس. لَمَدِينُونَ ؛
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج24، ص: 226
أي: لمجزيون، جمع مدين، كمبيع من الدين، بكسر الدال بمعنى الجزاء، يقال:
دانه يدينه بمعنى: جزاه، نظير باعه يبيعه. مُطَّلِعُونَ ؛ أي: مشرفون فناظرون إلى أهل النار، من اطلع بمعنى استشرف من باب افتعل. سَواءِ الْجَحِيمِ ؛ أي: في وسط جهنم. و سمي وسط الشيء، سواء لاستواء المسافة منه، إلى جميع الجوانب، كما مر. كِدْتَ ؛ أي: قاربت. لَتُرْدِينِ لتهلكني بالإغواء.
و الردى: الهلاك، و الإرداء: الإهلاك. أصله: لترديني بياء المتكلم، فحذفت اكتفاء بكسر نون الوقاية و لرعاية الفاصفة. مِنَ الْمُحْضَرِينَ من الإحضار، و هو لا يستعمل إلا في الشر، كما في كشف الأسرار؛ أي: لمن المساقين إلى العذاب.
(نزل) النزل بضمتين أو بضم النون و سكون الزاي: المنزل، و ما يهيأ للضيف من الطعام، و الجمع أنزال و النزل أيضا بضمتين: الطعام ذو البركة، و القوم النازلون، و ريع ما يزرع و نماؤه، و العطاء، و الفضل، و الزيادة. و منه قولهم: العسل ليس من أنزال الأرض؛ أي: من ريعها، و ما يحصل منها.
الزَّقُّومِ و في «المفردات»: شجرة الزقوم، عبارة عن أطعمة كريهة في النار، و منه: استعير زقم فلان، و تزقّم إذا ابتلع شيئا كريها. قال في «القاموس»:
الزقّم: اللقم، و التزقم: التلقم، و أزقمه فازدقمه أبلعه فابتلعه، و الزقوم كتنور:
الزبد بالتمر، و شجرة بجهنم، و نبات بالبادية له زهر ياسميني الشكل، و طعام أهل النار، و في «الخازن»: و الزقوم: ثمر شجرة خبيثة مرة كريهة الطعم، يكره أهل النار على تناولها، فهم يتزقمونه على أشد كراهية. و قيل: هي شجرة تكون بأرض تهامة من أخبث الشجر. طَلْعُها ؛ أي: حملها و ثمرها، و الطلع في الحقيقة اسم لثمر النخيل في أول بروزه، فإطلاقه على ثمر هذه الشجرة مجاز بالاستعارة، كما سيأتي في مبحث البلاغة. و الطلع من النخل شيء يخرج منه، كأنه نعلان مطبقان، و الحمل بينهما منضود، و ما يبدو من ثمرته في أول ظهورها. فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ جمع مالىء اسم فاعل من ملأ المهموز. و الملء: حشو الإناء لا يحتمل الزيادة عليه، يقال: ملأ الإناء ماء يملؤه فهو مالىء و مملوء، و البطون جمع بطن، و هو خلاف الظهر في كل شيء.
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج24، ص: 227
لَشَوْباً و الشوب: الخلط، و هو بفتح الشين مصدر على أصله، و قيل: يراد به: اسم المفعول، و يدل على قراءة بعضهم لَشَوْباً بالضم. قال الزجاج:
المفتوح مصدر، و المضموم اسم بمعنى: المشوب كالنقض بمعنى: المنقوض، و الفعل منه شابه يشوبه، من باب قال إذا خلطه فهو الخلط. مِنْ حَمِيمٍ و الحميم: الماء الحار الذي قد انتهى حره، و هو المقصود، هنا، و يطلق على الماء البارد، فهو من الأضداد.
أَلْفَوْا آباءَهُمْ ؛ أي: وجدوا من الإلفاء، و هو الوجدان. عَلى آثارِهِمْ ؛ أي: آثار الآباء، جمع أثر. يُهْرَعُونَ ؛ أي: يسرعون إسراعا شديدا. و الإهراع:
الإسراع الشديد، كأنهم يزعجون و يحثون حثا على الإسراع على آثارهم. و في «المصباح»: هرع و أهرع بالبناء للمفعول فيهما؛ إذا أعجل، اه. مِنَ الْكَرْبِ و الكرب: الغم الشديد، و الكربة كالغمة. و أصل ذلك من كرب الأرض، و هو قلبها بالحفر، فالغم يثير النفس إثارة ذلك، و يصح أن يكون الكرب من كربت الشمس إذا دنت للمغيب.
وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ في «المختار»: الشيعة: أتباع الرجل و أنصاره. و في «المصباح»: الشيعة: الأتباع و الأنصار، و كل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة، ثم صارت الشيعة اسما لجماعة مخصوصة، و الجمع: شيع مثل: سدرة و سدر، و الأشياع جمع الجمع، انتهى. مأخوذ من الشياع، و هو الحطب الصغار الذي يوقد به الكبار حتى تستوقد، اه «قرطبي». و في «الأساس»: شيعته يوم رحيله، و شايعتك على كذا تابعتك عليه، و تشايعوا على الأمر، و هو شيعته و شيعه و أشياعه، و هذا الغلام شيع أخيه، إذا ولد بعده، و آتيك غدا أو شيعه. قال الشاعر:
قال الخليط غدا تصدّ عنّا
أو شيعه أفلا تشيّعنا
و أقمت عنده شهرا أو شيع شهر، و كان معه مئة رجل، أو شيع ذلك، و نزلوا موضع كذا، أو شيعه، و شاع الحديث و السر، و أشاعه صاحبه، و رجل مشياع مذياع، و شاع في رأسه الشيب، و شاعكم اللّه تعالى بالسلام، و شاعكم
تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج24، ص: 228
السلام. قال الشاعر:
ألا يا نخلة في ذات عرق
برود الظّلّ شاعكم السّلام
لمحة عن الشيعة: و قول صاحب «المصباح»: اسم لجماعة مخصوصة، أراد الشيعة، أقدم الفرق الإسلامية، و قد ظهروا بمذهبهم السياسي في آخر عصر عثمان- رضي اللّه عنه-، و نما و ترعرع في عهد علي- رضي اللّه عنه-، و قوام هذا المذهب:
أن الإمامة ليست من المصالح العامة، التي تفوّض إلى نظر الأمة، و يتعين القائم بها بتعيينهم، بل هي ركن الدين، و قاعدة الإسلام، و لا يجوز لنبي إغفالها و تفويضها إلى الأمة، بل يجب عليه تعيين الإمام لهم، و يجب أن يكون معصوما عن الكبائر و الصغائر، و أن علي بن أبي طالب- رضي اللّه عنه-، كان هو الخليفة المختار من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أنه أفضل الصحابة، و لها فرق كثيرة يرجع إليها في «كتاب الملل و النحل» للشهرستاني و كتاب «الفصل في الملل و النحل» لابن حزم.
أَ إِفْكاً الإفك: أسوأ الكذب. فِي النُّجُومِ جمع نجم، و هو الكوكب الطالع. و في «القرطبي»: فنظر إلى نجم طالع فقال: إن هذا يطلع مع سقمي.
و كان علم النجوم مستعملا عندهم، منظورا فيه، فأوهمهم هو من تلك الجهة، و أراهم معتقدهم عذرا لنفسه، و ذلك أنهم أهل رعاية و فلاحة، و هاتان المعيشتان يحتاج فيهما إلى نظر في النجوم.
فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) قال في «المفردات»: السّقم و السّقم: المرض المختص بالبدن، و المرض قد يكون في البدن و في القلب. فَراغَ قال في «القاموس»: راغ الرجل و الثعلب روغا و روغانا، مال و حاد إلى الشيء في خفية؛ أي: فذهب خفية إلى أصنامهم. و أصل الروغ و الروغان: الميل. قال شاعرهم:
و يريك من طرف اللّسان حلاوة
و يروغ عنك كما يروغ الثّعلب