کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن

الجزء الأول

الفصل الأول في فضل القرآن الكريم و تلاوته، و تعلمه، و تعليمه الفصل الثاني في كيفية التلاوة لكتاب الله تعالى، و ما يكره منها، و ما يحرم، و اختلاف الناس في ذلك الفصل الثالث في تحذير أهل القرآن و العلم من الرياء، و غيره الفصل الرابع في ذكر ما ينبغي لصاحب القرآن أن يلزم نفسه به، و لا يغفل عنه الفصل الخامس في ما جاء في إعراب القرآن، و تعليمه، و الحث عليه، و ثواب من قرأ القرآن معربا الفصل السادس فيما جاء في فضل تفسير القرآن، و أهله الفصل السابع في بيان مبدأ التفسير، و وضعه الفصل التاسع في بيان ما جاء في حامل القرآن، و من هو، و فيمن عاداه الفصل العاشر في بيان ما يلزم قارى‏ء القرآن، و حامله من تعظيم القرآن و حرمته الفصل الحادي عشر في بيان الكتاب بالسنة الفصل الثاني عشر في بيان كيفية التعلم، و الفقه لكتاب الله، و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم. و ما جاء أنه يسهل على من تقدم العمل به، دون حفظه الفصل الثالث عشر في معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم:«إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه» الفصل الرابع عشر في ذكر جمع القرآن، و سبب كتب عثمان المصاحف، و إحراقه ما سواه، و ذكر من حفظ القرآن من الصحابة - رضي الله عنهم - في زمن النبي صلى الله عليه و سلم الفصل السادس عشر في عدد آي القرآن، و كلماته، و حروفه الفصل السابع عشر في أجزائه، و أحزابه، و أرباعه، و أنصافه، و أثلاثه، و أسباعه الفصل الثامن عشر في تعشيره و تخميسه، و الكتابة في فواتح السور، أو خواتمها، و وضع النقط في منتهى الآية، و غير ذلك الفصل التاسع عشر في بيان أول من وضع النقط، و الشكل، و الشدة، و المدة، و الهمزة، و علامة الغنة في المصاحف، و أول من وضع النحو، و جعل الإعراب فيها الفصل العشرون في تفصيل حروف القرآن، كم فيه من الحروف الفلانية الفصل الحادي و العشرون في بيان معنى القرآن، و معنى السورة، و الكلمة، و الحرف الفصل الثاني و العشرون في بيان معنى النسخ الذي هو فرد من أفراد تنزيل الوحي، و أقسامه، و شرائطه، و الرد على من أنكره، و بيان معنى الناسخ، و المنسوخ، و غير ذلك الفصل الثالث و العشرون في تقسيم السور باعتبار الناسخ، و المنسوخ الفصل الرابع و العشرون في ذكر جملة الإعراض عن المشركين المنسوخ بآية السيف. الفصل الخامس و العشرون في بيان قواعد أصولية لأسباب النزول الفصل السادس و العشرون في التنبيه على أحاديث وضعت في فضائل سور القرآن، و غيره، لا التفات لما وضعه الواضعون، و اختلقه المختلقون من الأحاديث الكاذبة، و الأخبار الباطلة في فضل سور القرآن، و غير ذلك من فضائل الأعمال، و قد ارتكبها جماعة كثيرة اختلفت أغرا الفصل السابع و العشرون في بيان ما جاء من الحجة، في الرد على من طعن في القرآن، و خالف مصحف عثمان بالزيادة، و النقصان الفصل الثامن و العشرون في بيان هل ورد في القرآن كلمات خارجة عن لغات العرب، أم لا؟ الفصل التاسع و العشرون في بيان بعض نكات في إعجاز القرآن، و شرائط المعجزة، و حقيقتها الفصل الثلاثون في تقسيم المعجزات الفهرس مقدمة مقدمة في مبادى‏ء فن التفسير

سورة البقرة

فائدة:

المجلد التاسع

استهلال:

تابع إلى سورة الأنعام:

[سورة الأنعام(6): الآيات 145 الى 153]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

سورة الأعراف

المناسبة: و مناسبة ذكرها بعد سورة الأنعام الناسخ و المنسوخ:

[سورة الأعراف(7): الآيات 1 الى 18]

[سورة الأعراف(7): الآيات 31 الى 43]

المناسبة أسباب النزول الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: التكرار في قوله: يا بني آدم و منها: المجاز المرسل في قوله: عند كل مسجد و منها: الجناس المغاير بين و لا تسرفوا و بين المسرفين و منها: الطباق بين ظهر و بطن في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الظرفية المجازية في قوله: ادخلوا في أمم و منها: عطف العام على الخاص في قوله: و الإثم و منها: عطف الخاص على العام؛ لمزيد الاعتناء به و منها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: سلطانا و منها: التفصيل بعد الإجمال في قوله: ما ظهر منها و ما بطن و منها: الطباق بين لا يستأخرون.. و لا يستقدمون و منها: الاعتراض في قوله: لا نكلف نفسا إلا وسعها و منها: التهكم في قوله: فذوقوا العذاب و منها: الكناية في قوله: لا تفتح لهم أبواب السماء و منها: تعليق الممكن بالمستحيل إفادة لاستحالته في قوله: و منها: المجاز المرسل في قوله: و منها: الإتيان باسم الإشارة البعيدة في قوله: أن تلكم الجنة و منها: الاستعارة في قوله: لهم من جهنم مهاد و من فوقهم غواش و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع

[سورة الأعراف(7): الآيات 44 الى 58]

المناسبة الإعراب التصريف و مفردات اللغة

البلاغة

فمنها: المقابلة في قوله: و نادى أصحاب الجنة أصحاب النار و منها: المشاكلة في قوله: ما وعد ربكم و منها: التعبير بالماضي عما في المستقبل، في قوله: و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: فأذن مؤذن و منها: الاستعارة التصريحية في قوله: حرمهما و منها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: و منها: الالتفات في قوله: سقناه لبلد ميت و منها: التتميم في قوله: و البلد الطيب... و منها: تخصيص خروج النبات الطيب بقوله: و منها: الكناية في قوله: بإذن ربه و منها: الطباق بين قوله: و البلد الطيب و قوله: و الذي خبث و منها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: كذلك نخرج الموتى و منها: إيجاز القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر و منها: الاكتفاء في قوله: يغشي الليل النهار و منها: التكرار في قوله: و نادى و نادى و منها: جناس الاشتقاق في قوله: من شفعاء فيشفعوا لنا و منها: الجناس المماثل في قوله: فاليوم ننساهم كما نسوا و منها: الاستفهام التوبيخي في مواضع و منها: الإنكاري في قوله: هل ينظرون إلا تأويله و منها: الإضافة للتشريف في قوله: رسل ربنا و منها: الزيادة و الحذف في عدة مواضع و منها: القصر في قوله: ألا له الخلق و الأمر

[سورة الأعراف(7): الآيات 59 الى 74]

المناسبة الإعراب

المجلد العاشر

تتمة سورة الأعراف

خاتمة في خلاصة ما اشتملت عليه هذه السورة من الموضوعات شعر الفهرس

المجلد السادس عشر

سورة الإسراء

شعر الفهرس

المجلد الرابع و العشرون

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن


صفحه قبل

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 357

وَ هَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلى‏ داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى‏ بَعْضُنا عَلى‏ بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَ لا تُشْطِطْ وَ اهْدِنا إِلى‏ سَواءِ الصِّراطِ (22).

وَ هَلْ أَتاكَ‏ (الواو): استئنافية، هَلْ‏ : حرف استفهام للاستفهام التعجبي، أَتاكَ‏ : فعل ماض، و مفعول به، نَبَأُ الْخَصْمِ‏ : فاعل، و مضاف إليه. و الجملة مستأنفة. إِذْ : ظرف لما مضى من الزمان، مجرد عن معنى الشرط، متعلق بمضاف محذوف تقديره: نبأ تخاصم الخصم إلى داود وقت تسورهم المحراب، تَسَوَّرُوا : فعل، و فاعل، الْمِحْرابَ‏ : مفعول به. و الجملة في محل الجر مضاف ل إِذْ . إِذْ : بدل من‏ إِذْ : الأولى، و جملة دَخَلُوا : في محل الجر مضاف إليه ل إِذْ ، عَلى‏ داوُدَ : متعلق ب دَخَلُوا ، فَفَزِعَ‏ : الفاء: عاطفة، (فزع): فعل ماض، و فاعل مستتر يعود على داود، مِنْهُمْ‏ : متعلق ب (فزع). و الجملة في محل الجر، معطوفة على جملة دَخَلُوا .

قالُوا : فعل، و فاعل، و الجملة مستأنفة. لا : ناهية جازمة. تَخَفْ‏ : فعل مضارع، و فاعل مستتر يعود عَلى‏ داوُدَ . و الجملة في محل النصب مقول قالوا.

خَصْمانِ‏ : خبر لمبتدأ محذوف تقديره: نحن خصمان، و الجملة في محل النصب مقول‏ قالُوا . بَغى‏ بَعْضُنا : فعل، و فاعل، عَلى‏ بَعْضٍ‏ : متعلق ب بَغى‏ . و الجملة الفعلية في محل الرفع صفة خصمان. فَاحْكُمْ‏ : الفاء:

الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا عرفت نحن خصمان، و أردت النصيحة لنا .. فأقول لك احكم. (احكم): فعل أمر، و فاعل مستتر يعود على‏ داوُدَ ، و الجملة في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، و جملة إذا المقدرة مستأنفة. بَيْنَنا : ظرف مضاف، متعلق ب (احكم)، بِالْحَقِ‏ : متعلق ب (احكم): أو حال من فاعل (احكم)، وَ لا تُشْطِطْ :

(الواو): عاطفة، لا : ناهية جازمة، تُشْطِطْ : فعل مضارع و فاعل مستتر يعود على‏ داوُدَ . و الجملة معطوفة على جملة (احكم)، مؤكدة لها.

وَ اهْدِنا : فعل أمر، و فاعل مستتر، و مفعول به، معطوف على (احكم)، إِلى‏ سَواءِ الصِّراطِ : جار و مجرور و مضاف إليه متعلق ب اهْدِنا

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 358

إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ نَعْجَةً وَ لِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَ عَزَّنِي فِي الْخِطابِ (23) قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى‏ نِعاجِهِ‏ .

إِنَّ هذا ناصب و اسمه‏ أَخِي‏ بدل من هذا، أو خبر إِنَ‏ ، لَهُ‏ :

خبر مقدم، تِسْعٌ‏ : مبتدأ مؤخر، و الجملة الابتدائية في محل الرفع خبر إِنَ‏ أو خبر ثان لها، و جملة إِنَ‏ مستأنفة مسوقة لبيان الخصومة على كونها، مقولا لجواب إذا المقدرة. وَ تِسْعُونَ‏ : معطوف على تسع، نَعْجَةً : تمييز للعدد قبله منصوب به، وَ لِيَ‏ : خبر مقدم، نَعْجَةً : مبتدأ مؤخر، واحِدَةٌ صفة نَعْجَةً .

و الجملة معطوفة على جملة إِنَ‏ . فَقالَ‏ : الفاء: عاطفة، (قال): فعل ماض، و فاعل مستتر يعود على الأخ. و الجملة الفعلية في محل الرفع معطوفة على خبر إِنَ‏ . أَكْفِلْنِيها : فعل أمر، و فاعل مستتر يعود على الأخ، و نون وقاية، و مفعولان. و الجملة الفعلية في محل النصب مقول‏ قالَ‏ . وَ عَزَّنِي‏ :

(الواو): عاطفة. عَزَّنِي‏ : فعل ماض، و فاعل مستتر يعود على الأخ، و نون وقاية، و مفعول به، فِي الْخِطابِ‏ : متعلق ب عَزَّنِي‏ . و الجملة معطوفة على جملة «قال». قالَ‏ : فعل ماض، و فاعل مستتر يعود على داود. و الجملة مستأنفة. لَقَدْ : اللام: موطئة للقسم، (قد): حرف تحقيق، ظَلَمَكَ‏ : فعل ماض، و فاعل مستتر يعود على الأخ، و مفعول به، و الجملة جواب القسم، و جملة القسم في محل النصب، مقول قال. بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ‏ : جار و مجرور، و مضاف إليه، متعلق ب ظَلَمَكَ‏ ، إِلى‏ نِعاجِهِ‏ : جار و مجرور، متعلق بمحذوف تقديره: ليضمها إلى نعاجه.

وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ قَلِيلٌ ما هُمْ وَ ظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَ خَرَّ راكِعاً وَ أَنابَ (24) فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى‏ وَ حُسْنَ مَآبٍ‏ (25).

وَ إِنَّ كَثِيراً (الواو): عاطفة، إِنَّ كَثِيراً : ناصب و اسمه، مِنَ الْخُلَطاءِ : صفة ل كَثِيراً ، لَيَبْغِي‏ : اللام: حرف ابتداء، (يبغي بعضهم): فعل، و فاعل، عَلى‏ بَعْضٍ‏ : متعلق ب (يبغي). و الجملة الفعلية في محل الرفع خبر

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 359

إِنَ‏ ، و جملة إِنَ‏ معطوفة على جملة جواب القسم. إِلَّا : أداة استثناء، الَّذِينَ‏ : مستثنى متصل من الخلطاء، في محل النصب على الاستثناء، مبني على الفتح، آمَنُوا : فعل، و فاعل صلة الموصول، وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ‏ : فعل، و فاعل، و مفعول به، معطوف على‏ آمَنُوا ، وَ قَلِيلٌ‏ (الواو): حالية، قَلِيلٌ‏ : خبر مقدم، ما : زائدة لتأكيد القلة، هُمْ‏ : مبتدأ مؤخر. و الجملة في محل النصب حال من المستثنى. وَ ظَنَّ داوُدُ : فعل، و فاعل، و الجملة معطوفة على محذوف تقديره: قال الملكان: قضى الرجل على نفسه، فتنبه و ظن داود أَنَّما : إِنَ‏ : حرف نصب و مصدر، و لكنها كفت عن العمل بما، ما :

كافة لكفها، ما قبلها عن العمل فيما بعدها. فَتَنَّاهُ‏ : فعل، و فاعل، و مفعول به، و جملة (أنما) مع مدخولها في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي‏ ظَنَ‏ ؛ أي:

فتنتنا إياه. فَاسْتَغْفَرَ الفاء: عاطفة، (استغفر): فعل ماض، و فاعل مستتر يعود على داود، رَبَّهُ‏ : مفعول به. و الجملة معطوفة على جملة ظَنَ‏ . وَ خَرَّ :

فعل ماض، و فاعل مستتر، معطوف على (استغفر)، راكِعاً : حال من فاعل خر، وَ أَنابَ‏ : فعل ماض، و فاعل مستتر، معطوف على خر، فَغَفَرْنا : فعل، و فاعل، معطوف على استغفر، لَهُ‏ : متعلق ب (غفرنا)، ذلِكَ‏ : مفعول به.

وَ إِنَّ لَهُ‏ : (الواو): عاطفة، إِنَ‏ : حرف نصب، لَهُ‏ : خبر إِنَ‏ : مقدم على اسمها، عِنْدَنا : ظرف متعلق بمحذوف حال من زلفى، لَزُلْفى‏ : اللام حرف ابتداء، (زلفى): اسم‏ إِنَ‏ : مؤخر، و التقدير: و إنّ زلفى عندنا لكائن له، وَ حُسْنَ مَآبٍ‏ : معطوف على زلفى. و جملة إِنَ‏ معطوفة على جملة (غفرنا): عطف اسمية على فعلية.

يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى‏ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ‏ .

يا داوُدُ : منادى مفرد العلم، و جملة النداء مستأنفة. إِنَّا : ناصب و اسمه، جَعَلْناكَ‏ : فعل، و فاعل، و مفعول به أول، خَلِيفَةً : مفعول ثان، فِي الْأَرْضِ‏ صفة ل خَلِيفَةً . و الجملة الفعلية في محل الرفع خبر (إن)،

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 360

و جملة (إن): جواب النداء لا محل لها من الإعراب. فَاحْكُمْ‏ الفاء: فاء الفصيحة، لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدم تقديره: إذا عرفت، جعلنا إياك خليفة في الأرض، و أردت بيان ما هو اللازم لك .. فأقول لك: احكم بين الناس. (احكم): فعل أمر، و فاعل مستتر يعود على محمد صلى اللّه عليه و سلم، بَيْنَ النَّاسِ‏ :

متعلق ب (احكم)، بِالْحَقِ‏ : حال من فاعل (احكم). و الجملة الفعلية في محل النصب، مقول لجواب إذا المقدرة، و جملة إذا المقدرة مستأنفة. وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى‏ (الواو): عاطفة، لا : ناهية جازمة، تَتَّبِعِ‏ : فعل مضارع، و فاعل مستتر مجزوم بلا الناهية، الْهَوى‏ : مفعول به، و الجملة معطوفة على جملة (احكم). فَيُضِلَّكَ‏ الفاء: عاطفة سببية، (يضلك): فعل مضارع، و فاعل مستتر يعود على الهوى، و مفعول به، منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء السببية الواقعة في جواب النهي، عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‏ متعلق ب (يضلك). و الجملة الفعلية صلة أن المضمرة، أن مع صلتها في تأويل مصدر، معطوف على مصدر متصيد من الجملة التي قبلها، من غير سابك، لإصلاح المعنى، تقديره: لا يكن اتباعك الهوى فإضلاله الناس عن سبيل اللّه. إِنَّ الَّذِينَ‏ : ناصب و اسمه، يَضِلُّونَ‏ :

فعل، و فاعل صلة الموصول، عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‏ : متعلق ب يَضِلُّونَ‏ ، لَهُمْ‏ :

خبر مقدم. عَذابٌ‏ : مبتدأ مؤخر، شَدِيدٌ : صفة عَذابٌ‏ ، و الجملة الاسمية في محل الرفع خبر إِنَ‏ ، و جملة إِنَ‏ مستأنفة، مسوقة لتعليل النهي عن اتباع الهوى. بِما : الباء: حرف جر و سبب، (ما): مصدرية، نَسُوا : فعل ماض، و فاعل، يَوْمَ الْحِسابِ‏ : مفعول به. و الجملة الفعلية صلة (ما):

المصدرية، (ما): مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بالباء، تقديره: بسبب نسيانهم يوم الحساب، الجار و المجرور متعلق بالاستقرار الذي تعلق به خبر المبتدأ أعني قوله: لَهُمْ‏ .

التصريف و مفردات اللغة

ذِي الذِّكْرِ و الذكر: الشرف، و النباهة، أو الذكرى و الموعظة، أو ذكر ما يحتاج إليه في أمر الدين، من الشرائع و الأحكام و غيرها، من أقاصيص الأنبياء،

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 361

و أخبار الأمم الماضية، و الوعد، و الوعيد، اه.

فِي عِزَّةٍ : قال الراغب: العزة: حالة مانعة للإنسان من أن يغلب و يمدح بالعزة تارة، كما في قوله تعالى: وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ‏ ؛ لأنها الدائمة الباقية، و هي العزة الحقيقية، و يذم بها أخرى، كما في قوله تعالى: بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَ شِقاقٍ‏ (2)؛ لأن العزة التي هي التعزز و الاستكبار، و هي في الحقيقة ذل، و قد تستعار للحمية، و الأنفة المذمومة، و ذلك في قوله تعالى:

أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ‏ . انتهى.

وَ شِقاقٍ‏ ؛ أي: مخالفة للّه و لرسوله، و عداوة لهما من قولهم: فلان في شق صاحبه. مِنْ قَرْنٍ‏ و القرن: القوم المقترنون في زمن واحد.

وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ‏ في «الوسيط»: و المناص: المنجأ؛ أي: النجاة و الفوت عن الخصم، على أنه مفعل من ناصه ينوصه إذا فاته، أريد به: المصدر، و يقال:

ناص ينوص؛ أي: هرب، و يقال؛ أي: تأخر. و منه: ناص قرنه؛ أي: تأخر عنه حينا. و في «المفردات»: ناص إلى كذا التجأ إليه، و ناص عنه تنحى ينوص نوصا، و المناص: الملجأ، انتهى. و في «المختار»: النوص: التأخر. يقال:

ناص عن قرنه؛ أي: فر و راغ، و بابه قال: و مناصا أيضا. و منه قوله تعالى:

وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ‏ ؛ أي: ليس وقت تأخر و فرار. و المناص أيضا: المنحى، و المفر، اه. و قال النحاس: و يقال: ناص ينوص إذا تقدم، فعلى هذا يكون من الأضداد، اه «قرطبي». و أما لاتَ‏ فأصلها: لا، النافية، ثم زيدت عليها التاء لتأنيث اللفظ، أو للمبالغة في معناه، و خصت بنفي الأحيان، و زيادة التاء هنا أحسن منها، في ثمّت، و ربّت. لأن (لا) محمولة على ليس، و ليس تتصل بها التاء، و من ثم لم تتصل بلا المحمولة على (إن). و هي كلمتان عند الجمهور (لا): النافية، و تاء التأنيث. و حركت لالتقاء الساكنين.

أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ جمع إله، و حقه أن لا يجمع، إذ لا معبود في الحقيقة سواه تعالى، لكن العرب لاعتقادهم أن ههنا معبودات جمعوه، فقالوا: آلهة، لَشَيْ‏ءٌ

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 362

عُجابٌ‏ العجاب بمعنى: العجيب. و هو الأمر الذي يتعجب منه كالعجب، إلا أن العجيب أبلغ منه، و العجاب بالتشديد، أبلغ من العجاب بالتخفيف. مثل: كبار في قوله تعالى: وَ مَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (22)، فإنه أبلغ من الكبار بالتخفيف.

و المعنى: بليغ في العجب.

وَ انْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ‏ الانطلاق: الذهاب. و الملأ: الأشراف لا مطلق الجماعة. و يقال لهم: ملأ، لأنهم إذا حضروا مجلسا، ملأت العيون وجاهتهم، و القلوب مهابتهم.

فائدة: جميع القراء يكسرون النون في الوصل، من أن امشوا و الهمزة في الابتداء من امشوا، اه خطيب. فِي الْمِلَّةِ و الملة كالدين: اسم لما شرع اللّه لعباده، على ألسنة الأنبياء، ليتوصلوا به إلى ثواب اللّه و جواره. فإطلاق كل منهما في طريقة المشركين مجاز، مبني على التشبيه.

خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ‏ و الخزائن: جمع خزانة، بكسر الخاء بمعنى: المخزن كما مر. فِي الْأَسْبابِ‏ جمع سبب. قال الراغب: السبب: الحبل الذي يصعد به النخل، و سمي كل ما يتوصل به إلى شي‏ء سببا، انتهى. و المعنى: فليصعدوا في المعارج و الطرق، التي يتوصل بها إلى الاستيلاء على العرش، قاله مجاهد، و قتادة، و قيل: المراد بالأسباب: السموات، لأنها أسباب الحوادث السفلية.

و قيل: أبوابها، انتهى «أبو السعود».

جُنْدٌ الجند: العسكر المعد للحرب. مَهْزُومٌ‏ و الهزم: الكسر، يقال:

هزم العدو كسرهم، و غلبهم، و الاسم الهزيمة، و هزمه يهزمه فانهزم غمزه بيده، فصارت فيه حفرة، كما في «القاموس». مِنَ الْأَحْزابِ‏ جمع حزب، و الحزب:

جماعة فيه غلظ، كما في «المفردات». و هم المجتمعون لإيذاء محمد صلى اللّه عليه و سلم، و كسر شوكته، و إبطال دينه.

ذُو الْأَوْتادِ جمع وتد محركة، و بكسر التاء، و هو ما غرز في الأرض أو الحائط من خشب. يقال: وتد يتد، من باب وعد إذا دق، و غرز الوتد في‏

تفسير حدائق الروح و الريحان فى روابى علوم القرآن، ج‏24، ص: 363

الأرض أو في الحائط، و فيه لغات: فتح الواو، و كسر التاء و هي الفصحى، و بفتحتين، و ود بإدغام التاء في الدال، بوزن وج، اه «سمين». و في «المصباح»:

الوتد بكسر التاء، في لغة أهل الحجاز، و هي الفصحى، و جمعه أوتاد، و فتح التاء لغة، و أهل نجد يسكنون التاء، فيدغمون بعد القلب فيبقى ود، و وتدت الوتد أتده وتدا، من باب وعد أثبته بحائط أو بالأرض، و أوتدته بالألف لغة، انتهى.

وَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ قال الراغب: الأيك: شجر ملتف، و أصحاب الأيكة؛ أي: الغيضة، قيل: نسبوا إلى غيضة كانوا يسكنونها، و قيل: اسم بلد، كما في «المفردات»، و هم قوم شعيب، كما مر.

ما لَها مِنْ فَواقٍ‏ و الفواق، بالضم: كغراب، و يفتح كما في «القاموس»:

ما بين حلبتي الحالب من الوقت، و رضعتي الرضيع من أفاق المريض إذا رجع إلى صحته، و أفاقت الناقة ساعة ليرجع اللبن إلى ضرعها، يقال: أفاقت الناقة تفيق إفاقة، رجعت، و اجتمعت الفيقة في ضرعها. و الفيقة: اللبن الذي يجتمع في الضرع بين الحلبتين، و يجمع على أفواق، و أما أفاويق فجمع الجمع، و يقال:

ناقة مفيق و مفيقة، و قيل: فَواقٍ‏ بالفتح: الإفاقة، و الاستراحة كالجواب من أجاب، قاله المؤرخان: السدوسي، و الفراء، و من المفسرين: ابن زيد، و السدي. و أما المضمون فاسم لا مصدر. و المشهور: أنهما بمعنى واحد مقصاص الشعر و قصاصه، اه «سمين». و في «المختار»: الفواق: الزمن الذي بين الحلبتين؛ لأنها تحلب ثم تترك ساعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب، يقال:

ما أقام عنده إلا فواقا. و في الحديث: «العيادة قدر فواق ناقة». و قوله تعالى:

مِنْ فَواقٍ‏ يقرأ بالفتح، و الضم؛ أي: ما لها من نظرة، و راحة، و إفاقة، اه.

صفحه بعد