کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير روح البيان

الجزء العاشر

تفسير سورة التغابن تفسير سورة الطلاق تفسير سورة التحريم سورة الملك مكية تفسير سورة ن تفسير سورة الحاقة تفسير سورة المعارج سورة نوح تفسير سورة الجن تفسير سورة المزمل تفسير سورة المدثر تفسير سورة القيامة تفسير سورة الإنسان تفسير سورة المرسلات تفسير سورة النبأ تفسير سورة النازعات تفسير سورة عبس تفسير سورة التكوير تفسير سورة الانفطار تفسير سورة المطففين تفسير سورة الانشقاق تفسير سورة البروج تفسير سورة الطارق تفسير سورة الأعلى تفسير سورة الغاشية تفسير سورة الفجر تفسير سورة البلد تفسير سورة الشمس تفسير سورة الليل تفسير سورة الضحى تفسير سورة الم نشرح تفسير سورة التين تفسير سورة العلق تفسير سورة القدر تفسير سورة القيامة تفسير سورة الزلزلة تفسير سورة العاديات تفسير سورة القارعة تفسير سورة التكاثر تفسير سورة العصر تفسير سورة الهمزة تفسير سورة الفيل تفسير سورة الإيلاف تفسير سورة الماعون تفسير سورة الكوثر تفسير سورة الكافرين تفسير سورة النصر تفسير سورة المسد تفسير سورة الإخلاص تفسير سورة الفلق تفسير سورة الناس

تفسير روح البيان


صفحه قبل

تفسير روح البيان، ج‏6، ص: 2

الجزء السادس‏

من تفسير روح البيان‏

تفسير سورة الحج‏

مكية الاست آيات من‏ (هذانِ خَصْمانِ) الى آخر (الْحَمِيدِ) (و هى ثمان و سبعون آية) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ‏ اى احذروا من عقوبة مالك أموركم و مربيكم بطاعته‏ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْ‏ءٌ عَظِيمٌ‏ الزلزلة التحريك الشديد بطريق التكرير كما يدل عليه تكرير الحروف لان زلزل مضاعف زل و الساعة عبارة عن القيامة سميت بذلك لسرعة حسابها كما فى المفردات اختلف العلماء فى وقت هذه الزلزلة فقال بعضهم تكون فى الدنيا قبيل طلوع الشمس من مغربها فيكون الذهول و الوضع الإتيان على حقيقتهما و قال بعضهم تكون يوم القيامة فيحملان على التمثيل و الأظهر ما قال ابن عباس رضى اللّه عنهما ان زلزلة الساعة قيامها فيكون معناها ان الزلزلة الواقعة عند قيام الساعة شى‏ء عظيم لا يحيط به الوصف فلا بد من التقوى لتخليص النفس من العذاب‏ يَوْمَ تَرَوْنَها منتصب بما بعده اى وقت رؤيتكم تلك الزلزلة تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ‏ الذهول الذهاب عن الأمر مع دهشة و المرضعة المرأة المباشرة للارضاع بالفعل و بغير التاء هى التي من شأنها الإرضاع لكن لم تلابس الفعل و مثلها حائض و حائضة و التعبير عن الطفل بما دون من لتأكيد الذهول و كونه بحيث لا يخطر ببالها انه ماذا أي تغفل مع حيرة عما هى بصدد ارضاعه من طفلها الذي ألقمته ثديها اشتغالا بنفسها و خوفا: و بالفارسية [غافل شود و فراموش كند از هيبت آن هر شير دهنده از ان فرزندى كه ويرا شير ميدهد با وجود مهربانى مرضعه بر رضيع‏] اى لو كان مثلها فى الدنيا لذهلت المرضعة عما ارضعته لغير فطام و كذا قوله‏

تفسير روح البيان، ج‏6، ص: 3

تعالى‏ وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها اى تلقى و تسقط جنينها لغير تمام من شدة ما غشيها و الحمل بالفتح ما كان فى البطن او على رأس الشجر و بالكسر ما كان على الظهر و فى التأويلات النجمية يشير الى مواد الأشياء فان لكل شى‏ء مادة هى ملكوته ترضع رضيعها من الملك و ذهولها عنه بهلاك استعدادها للارضاع و ذات حمل هى ما تسمى هيولى فانها حامل بالصور اى تسقط حمل الصور الشهادية املاك الهيولى‏ وَ تَرَى النَّاسَ‏ اهل الموقف‏ سُكارى‏ جمع سكران اى كأنهم سكارى و افراد الخطاب هنا بعد جمعه فى ترونها لان الزلزلة يراها الجميع لكونها امرا مغايرا للناس بخلاف الحالة القائمة بهم من اثر السكر فان كل أحد لا يرى الا ما قام بغيره و السكر حالة تعرض بين المرء و عقله و اكثر ما يستعمل ذلك فى الشراب و قد يعترى من الغضب و العشق و لذا قال الشاعر

سكران سكر هوى و سكر مدامة

و منه سكرات الموت قال جعفر رضى اللّه عنه اسكرهم ما شاهدوا من بساط العز و الجبروت و سرادق الكبرياء حتى الجأ النبيين الى ان قالوا نفسى نفسى‏

در ان روز كز فعل پرسند و قول‏

أولوا العزم را تن بلرزد ز هول‏

بجايى كه دهشت خورد انبيا

تو عذر كنه را چه دارى بيا

وَ ما هُمْ بِسُكارى‏ حقيقة قال الكاشفى [زيرا زوال عقل از خوف و حيرت سكر نباشد و اگر رأى العين مانند سكر نمايد] و فيه اشارة الى ان الصور الاخروية و ان كانت مثل الصور الدنيوية فى ظاهر النظر لكن بين الحقيقتين تخالف و لذا قال ابن عباس رضى اللّه عنهما لا يشبه شى‏ء مما فى الجنة شيئا مما فى الدنيا الا بالاسم و اعلم ان السكر من انواع شتى. فمن شراب الغفلة و العصيان. و من حب الدنيا و شهواتها. و من التنعم. و من لذة العلم. و من الشوق. و من المحبة. و من الوصال. و من المعرفة. و من المحبية و المحبوبية كما قال بعضهم‏

لى سكرتان و للندمان واحدة

شى‏ء خصصت به من بينهم وحدي‏

وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ فغشيهم هوله و طير عقولهم و سلب تمييزهم و للعذاب نيران نار جهنم و نار القطيعة و الفراق و نار الاشتياق و نار الفناء فى النار و البقاء بالنار كقوله تعالى‏ (أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَ مَنْ حَوْلَها) و كانت استغاثة النبي عليه السلام بقوله (كلمينى يا حميراء) من فوران هذه النار و هيجانها و اللّه اعلم قال يحيى بن معاذ الرازي رحمه اللّه لو أمرنى اللّه ان اقسم العذاب بين الخلق ما قسمت للعاشقين عذابا: قال الحافظ

هر چند غرق بحر كناهم ز صد جهت‏

كر آشناى عشق شوم ز اهل رحمتم‏

قال بعضهم نزلت هاتان الآيتان فى غزوة بنى المصطلق ليلا فقرأهما رسول اللّه على أصحابه فلم ير اكثر باكيا من تلك الليلة فلما أصبحوا لم يحطوا السروج عن الدواب و لم يضربوا الخيام وقت النزول و لم يطبخوا قدرا و كانوا بين حزين و باك و مفكر فقال عليه السلام (أ تدرون اى يوم ذلك) فقالوا اللّه و رسوله اعلم قال (ذلك يوم يقول اللّه لآدم يا آدم فيقول لبيك و سعديك و الخير فى يديك فيقول اخرج بعث النار فيقول من كل كم قال من كل الف تسعمائة و تسعة و تسعين) قال عليه السلام (فذلك) اى التقاول (حين يشيب الصغير و تضع كل ذات‏

تفسير روح البيان، ج‏6، ص: 4

حمل حملها و ترى الناس سكارى) اى من الخوف‏ (وَ ما هُمْ بِسُكارى‏) اى من الخمر (وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) فكبر ذلك على المسلمين فبكوا و قالوا يا رسول اللّه أينا ذلك فقال (ابشروا فان من يأجوج و مأجوج الفا و منكم رجل) ثم قال (و الذي نفسى بيده انى لارجو ان تكونوا ثلث اهل الجنة) فكبروا و حمدوا اللّه ثم قال و الذي نفسى بيده انى لأرجو ان تكونوا نصف أهل الجنة فكبروا و حمدوا اللّه ثم قال (و الذي نفسى بيده انى لارجو ان تكونوا ثلثى أهل الجنة و ان اهل الجنة مائة و عشرون صفا ثمانون منها أمتي و ما المسلمون الا كالشامة فى جنب البعير او كالرقمة فى ذراع الحمار بل كالشعرة السوداء فى الثور الأبيض او كالشعرة البيضاء فى الثور الأسود) ثم قال (و يدخل من أمتي سبعون الفا الجنة بغير حساب) فقال عمر رضى عنه سبعون ألفا قال (نعم و مع كل ألف سبعون الفا) فقام عكاشة بن محصن رضى اللّه عنه فقال يا رسول اللّه ادع اللّه ان يجعلنى منهم فقال عليه السلام (أنت منهم فقام رجل من الأنصار فقال ادع اللّه ان يجعلنى منهم فقال عليه السلام (سبقك بها عكاشة) قال بعض ارباب الحقائق وجه كون هذه الامة ثمانين صفا ان اللّه تعالى قال فى حقهم‏ (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ) و لما كانت الجنة دار أبيهم آدم فالاقرب اليه من أولاده يحجب الأبعد و اقرب بنيه اليه و أفضلهم على الإطلاق هو محمد عليه السلام و أمته فكان ثلثا الجنة للاصل الأقرب و بقي الثلث للفرد الا بعد و ذلك ان الامة المحمدية اقرب الى الكمال من سائر الأمم كالذكر اقرب الى الكمال من الأنثى و للذكر مثل حظ الأنثيين و لهذا السر يكنى آدم فى الجنة بابى محمد و لا شك انه عليه السلام ابو الأرواح كما ان آدم ابو البشر فالاب الحقيقي يحجب أولاد أولاده فأمته هم الأولاد الأقربون و سائر الأولاد هم الأبعدون‏ وَ مِنَ النَّاسِ‏ مبتدأ اى و بعض الناس و هو النضر بن الحارث و كان جدلا يقول الملائكة بنات اللّه و القرآن أساطير الأولين و لا بعث بعد الموت‏ مَنْ يُجادِلُ‏ الجدال المفاوضة على سبيل المنازعة و المقاتلة و أصله من جدلت الحبل اى أحكمت فتله كان المتجادلين يفتل كل واحد الآخر عن رأيه‏ فِي اللَّهِ‏ اى فى شأنه و يقول فيه ما لا خير فيه من الأباطيل حال كون ذلك المجادل ملابسا بِغَيْرِ عِلْمٍ‏ [بي دانشى و بي معرفتى و بي برهانى و حجتى‏] و الآية عامة فى كل كافر يجادل فى ذات اللّه و صفاته بالجهل و عدم اتباع البرهان و فى التأويلات النجمية يشير الى ان من يجادل فى اللّه ما له علم باللّه و لا معرفة به و الا لم يجادل فيه و لم يستسئل و انما يجادل لاتباعه الشيطان كما قال‏ وَ يَتَّبِعُ‏ فى جداله و عامة أحواله‏ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ متجرد للفساد متعر من الخيرات و هم رؤساء الكفرة الذين يدعون من دونهم الى الكفر أو إبليس و جنوده يقال مرد الشي‏ء إذا جاوز حد مثله و أصله العرى يقال غلام امرد و غصن امرد إذا عرى من الشعر و الورق و روى (اهل الجنة مرد) فقد حمل على ظاهره و قيل ان معناه معرّون عن المقابح و الشوائب‏ كُتِبَ عَلَيْهِ‏ اى قضى على كل شيطان من الجن و الانس كما فى التأويلات النجمية قال الكاشفى [نوشته شده است بر ان ديو در لوح محفوظ] أَنَّهُ‏ اى الشأن‏ مَنْ‏ [هر كس كه‏]

تفسير روح البيان، ج‏6، ص: 5

تَوَلَّاهُ‏ اتخذه وليا و تبعه‏ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ‏ بالفتح على انه خبر مبتدأ محذوف اى فشأن الشيطان ان يضل من تولاه عن طريق الحق‏ وَ يَهْدِيهِ‏ يدله‏ إِلى‏ عَذابِ السَّعِيرِ بحمله على مباشرة ما يؤدى اليه من السيئات و اضافة العذاب الى السعير و هى النار الشديدة الاشتعال بيانية كشجر الأراك و عن الحسن انه اسم من اسماء جهنم قال فى التأويلات النجمية اما الشيطان الجنى فيضله بالوساوس و التسويلات و إلقاء الشبه و اما الشيطان الانسى فبايقاعه فى مذاهب اهل الأهواء و البدع و الفلاسفة و الزنادقة المنكرين للبعث و المستدلين بالبراهين المعقولة بالعقول المشوبة بشوائب الوهم و الخيال و ظلمة الطبيعة فيستدل بشبههم و يتمسك بعقائدهم حتى يصير من جملتهم و يعد فى زمرتهم كما قال تعالى‏ (وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) و يهديه بهذه الاستدلالات و الشبهات الى عذاب السعير سعير القطيعة و الحرمان انتهى و اعلم ان الكمال الآدمي فى العلوم الحقيقية و هى اربعة. الاول معرفة النفس و ما يتعلق بها. و الثاني معرفة اللّه تعالى و ما يتعلق به. و الثالث معرفة الدنيا و ما يتعلق بها. و الرابع معرفة الآخرة و ما يتعلق بها و اهل التقليد دون اهل الاستدلال و هم دون اهل الإيقان و هم دون اهل العيان و لا بد للسالك ان يجتهد فى الوصول الى مرتبة العيان و ذلك بتسليك مرشد كامل فان الاتباع بغيره لا يوصل الى المنزل: قال المولى الجامى‏

خواهى بصوب كعبه تحقيق ره برى‏

پى بر پى مقلد كم كرده ره مرو

و عند الوصول الى مرتبة العيان يلزم غسل الكتب فانه لا يحتاج الى الدليل بعد الوصول الى المدلول: و فى المثنوى‏

چون شدى بر بامهاى آسمان‏

سرد باشد جست و جوى نردبان‏ «1»

آينه روشن كه شد صاف و جلى‏

جهل باشد بر نهادن صيقلى‏

پيش سلطان خوش نشسته در قبول‏

زشت باشد جستن نامه و رسول‏

و عند هذا المقام ينقطع الجدل من الأنام إذ لا جدال بعد العلم الحقيقي و لا اتباع للشيطان الأسود و الأبيض بعد حط الرحل فى عالم الذات الذي لا يدخله الشيطان و هو مقام آمن من شر الوسواس الخناس فعلى العاقل الاجتهاد فى الليل و النهار لتزكية النفس و قمع الإنكار فانه جهاد اكبر إذا النفس من الأعداء الباطنة التي يستصعب الاحتراز عنها

نفس از درون و ديو ز بيرون زند رهم‏

از مكر اين دور هزن پر حيله چون كنم‏

نسأل اللّه سبحانه ان يحفظنا من شر الأعداء و يجعلنا تابعين للحق الصريح الذي لا محيد عنه انه أعظم ما يرجى منه‏ يا أَيُّهَا النَّاسُ‏ يا اهل مكة المنكرين للبعث‏ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ‏ البعث الإخراج من الأرض و التسيير الى الموقف و جيئ بان مع كثرة المرتابين لاشتمال المقام على ما يقلع الريب من أصله و تصوير ان المقام لا تصلح الا لمجرد الفرض له كما يفرض المحال ان كنتم فى شك من إمكان الاعادة و كونها مقدورة له تعالى او من وقوعها فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ‏ ليس جزاء للشرط لان خلقهم مقدم على كونهم مرتابين بل هو علة للجزاء المحذوف اى فانظروا الى مبدأ خلقكم ليزول ريبكم اى خلقنا كل‏

صفحه بعد