کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير روح البيان

الجزء العاشر

تفسير سورة التغابن تفسير سورة الطلاق تفسير سورة التحريم سورة الملك مكية تفسير سورة ن تفسير سورة الحاقة تفسير سورة المعارج سورة نوح تفسير سورة الجن تفسير سورة المزمل تفسير سورة المدثر تفسير سورة القيامة تفسير سورة الإنسان تفسير سورة المرسلات تفسير سورة النبأ تفسير سورة النازعات تفسير سورة عبس تفسير سورة التكوير تفسير سورة الانفطار تفسير سورة المطففين تفسير سورة الانشقاق تفسير سورة البروج تفسير سورة الطارق تفسير سورة الأعلى تفسير سورة الغاشية تفسير سورة الفجر تفسير سورة البلد تفسير سورة الشمس تفسير سورة الليل تفسير سورة الضحى تفسير سورة الم نشرح تفسير سورة التين تفسير سورة العلق تفسير سورة القدر تفسير سورة القيامة تفسير سورة الزلزلة تفسير سورة العاديات تفسير سورة القارعة تفسير سورة التكاثر تفسير سورة العصر تفسير سورة الهمزة تفسير سورة الفيل تفسير سورة الإيلاف تفسير سورة الماعون تفسير سورة الكوثر تفسير سورة الكافرين تفسير سورة النصر تفسير سورة المسد تفسير سورة الإخلاص تفسير سورة الفلق تفسير سورة الناس

تفسير روح البيان


صفحه قبل

تفسير روح البيان، ج‏10، ص: 97

و التعبير عنه بالإهلاك لما كانوا يدعون عليه صلى اللّه عليه و سلم و على المؤمنون بالهلاك و يتر بصون به ريب المنون و يقولون ان امر محمد لا يتم و لا يبقى بل يزول عن قريب‏ وَ مَنْ مَعِيَ‏ من المؤمنين و حصل مقصودكم‏ أَوْ رَحِمَنا بتأخير آجالنا و حصل مقصودنا فنحن فى جوار رحمته متربصون لاحدى الحسنيين اما أن نهلك فننقلب الى الجنة او نرحم بالنصرة و الادالة للاسلام كما نرجو فانتم ما تصنعون و اى راحة لكم فى موتنا و اى منفعة و غايتكم الى العذاب كما قال تعالى‏ فَمَنْ‏ بس كيست آنكه او يُجِيرُ ينجى و يخلص قال فى تهذيب المصادر الاجارة زينهار دادن. و فى القاموس اجاره أنقذه و أعاذه‏ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ‏ مؤلم شديد الا؟؟؟ يلرلام اى لا ينجيكم منه أحد إذا نزل بكم سوآء متنا او بقينا انما النجاة بالايمان و العمل الصالح و وضع الكافرين موضع ضميرهم للتسجيل عليهم بالكفر و تعليل نفى الانجاء به و قال بعضهم كيف قال ان أهلكني اللّه إلخ بعد ان علم انه تعالى لا يهلك الأنبياء و المؤمنين قلت فيه مبالغة فى التخويف كأنه قيل نحن معاشر الأنبياء و المؤمنين نخاف اللّه أن يأخذنا بذنوبنا فمن يمنعكم من عذابه و أنتم كافرون و كيف لا تخافون و أنتم بهذه المثابة من الاجرام فيكون معنى أهلكنا عذبنا بعذاب و معنى رحمنا غفر لنا كما فى الجلالين‏ قُلْ‏ يا اشفق الخلق‏ هُوَ الرَّحْمنُ‏ اى الذي أدعوكم الى عبادته مولى النعم كلها و موصلحا آمَنَّا بِهِ‏ وحده لما علمنا ان كل ما سواه فاما نعمة او منعم عليه و لم نكفر به كما كفرتم على ان يكون وقوع آمنا مقدما على به تعريضا للكفار حيث ورد عقيب ذكرهم‏ وَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فوضنا أمورنا لا على غيره أصلا كما فعلتم أنتم حيث توكلتم على رجالكم و أموالكم لعلمنا بأن ما عداه كائنا ما كان بمعزل من النفع و الضر فوقوع عليه مقدما يدل على الاختصاص‏ فَسَتَعْلَمُونَ‏ يا كفار مكة عن قريب البتة عند معاينة العذاب‏ مَنْ‏ استفهامية او موصولة هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ‏ منا و منكم اى خطأ ظاهر و فى التأويلات النجمية و على فيضة الأتم و لطفه الأعم توكلنا بكليتنا لا على غيره فستعلمون من هو فى ضلال مبين اى من توجه اليه بالاستفاضة منها او من اعرض عنه بالإنكار له‏ قُلْ‏ يا أكرم الخلق‏ أَ رَأَيْتُمْ‏ اى أخبروني‏ إِنْ أَصْبَحَ‏ اگر كردد. فهو بمعنى صار ماؤُكُمْ‏ و كان ماء اهل مكة من بئرين بئر زمزم و بئر ميمون الحضرمي‏ غَوْراً خبر أصبح و هو مصدر وصف به اى غائرا فى الأرض بالكلية ذاهبا و نازلا فيها و قيل بحيث لا تناله الدلاء و لا يمكن لكم نيله بنوع حيلة كما يدل عليه الوصف بالمصدر و بالفارسية فرو رفته بزمين چنانكه دست و دلو بدان نرسد. يقال غار الماء نضب و النضوب فرود شدن آب در زمين و فى المفردات الغور المنهبط من الأرض‏ فَمَنْ يَأْتِيكُمْ‏ على ضعفكم حينئذ بِماءٍ مَعِينٍ‏ جار و بالفارسية پس كيست آنكه بيارد براى شما آب جارى. من عان الماء او معن كلاهما بمعنى جرى او ظاهر للعيون سهل المأخذ يعنى تناله الأيدي فهو على هذا اسم مفعول من العين بمعنى الباصرة كمبيع من البيع لعل تكرير الأمر بقل لتأكيد المقول و تنشيط المقول له فان قلت كيف خص ذكر النعمة بالماء من بين سائد نعمه قلت لان الماء أهون‏

تفسير روح البيان، ج‏10، ص: 98

موجود و أعز مفقود كما فى الاسئلة المقحمة. و در آثار آمده كه بعد از تلاوت اين آيت بايد كفت كه اللّه رب العالمين در تفسير زاهدى رحمه اللّه مذكور است كه زنديقى شنيد كه معلمى شاكرد خود را تلقين مى‏كرد فمن يأتيكم بماء معين و او جواب داد كه يأتى به المعول و المعين قال فى القاموس المعول كمنبر الحديدة تنقربها الجبال انتهى شبانه نابينا شد هاتفى و هو من يسمع صوته و لا يرى شخصه آواز داد كه اينك كه آب چشمه چشم تو غائر شد بگو تا بمعول و معين باز آرند نعوذ باللّه من الجراءة على اللّه و بيناته و ترك حرمة القرآن و آياته و انما عوقب بذهاب ماء عينيه لان الجزاء من جنس العمل و فى المثنوى‏

فلسفئ منطقئ مستهان‏

مى‏كذشت از سوى مكتب آن زمان‏

چونكه بشنيد آيت او از ناپسند

كفت ما آريم آبى بر بلند

تا بزخم بيل و تيزئ تبر

آب را آريم از پستى زبر

شب بخفت و ديد او يك شير مرد

زد طبانچه هر دو چشمش كور كرد

كفت هان زين چشمه چشم اى شقى‏

با تبر نورى بر آر ار صادقى‏

روز برجست و دو چشمش كور ديد

نور فائض از دو چشمش نابديد

و فى الحديث سورة من كتاب اللّه ما هى الا ثلاثون ايت شفعت لرجل فأخرجته يوم القيامه من النار و أدخلته الجنة و هى سورة تبارك قال فى التيسير هى ثلاثون آية و ثلاثمائة و ثلاث و ثلاثون كلمة و الف و ثلاثمائة واحد و عشرون حرفا و فى حديث اخر وددت ان تبارك الذي بيده الملك فى قلب كل مؤمن و كان عليه السلام لا ينام حتى يقرأ سورة الملك و الم تنزيل السجدة و قال على رضى اللّه عنه من قرأها يجيئ يوم القيامة على أجنحة الملائكة و له وجد فى الحسن كوجه يوسف عليه السلام و عن ابن عباس رضى اللّه عنهما ضرب بعض الصحابة خباءه على قبر و هو لا يشعر أنه قبر فاذا فيه انسان يقرأ سورة الملك فأتى النبي عليه السلام فقال يا رسول اللّه ضربت خبائى على قبر و أنا لا اعلم انه قبر فاذا انسان يقرأ سورة الملك فقال عليه السلام هى المانعة اى من عذاب اللّه تعالى هى المنجية تنجيه من عذاب القبر و كانو يسمونها على عهد رسول اللّه عليه السلام المنجية و كانت تسمى فى التوراة المانعة و فى الإنجيل الواقية قال ابن مسعود رضى اللّه عنه يؤتى الرجل فى قبره من قبل رأسه فيقال ليس لكم عليه سبيل انه كان يقرأ على رأسه سورة الملك فيؤتى من قبل رجيله فيقال ليس لكم عليه سبيل انه كان يقوم فيقرأ سورة الملك فيؤتى من قبل جوفه فيقال ليس لكم عليه سبيل انه وعى سورة الملك اى حفظها و أودعها فى جوفه و بطنه من قرأها فى ليلة او يوم فقد اكثر و أطاب. يقول الفقير سورة الملك عند اهل الحقائق هى سورة المام الذي يلى يسار- القطب و ينظر الى عالم الشهادة و اليه الإشارة بقوله ملك الناس فسر هذه السورة فى أولها كما ان سر يس فى آخرها و هو قوله تعالى فسبحان الذي إلخ و لذا تقرأ عند المحتضر لان‏

تفسير روح البيان، ج‏10، ص: 99

وقت الموت قبض الملكوت الذي هو الروح و هو بيده تعالى بقي الكلام فى قراءة الموتى فى قبورهم و هل يصلون و هل يتعلمون العلم بعد الموت فدل حديث ابن عباس رضى اللّه عنهما على القراءة و كذا ما اخرج السيوطي رحمه اللّه عن عكرمة رضى اللّه عنه انه قال يعطى المؤمن مصحفا يقرأ فى القبر و اخرج عن سعيد بن جبير رحمه اللّه انه رأى بعينه ثابتا البناني رحمه اللّه يصلى فى قبره حين سقطت لبنة من قبره و كانوا يستمعون القرآن كثيرا من قبره و اخرج عنه الحسن البصري قدس سره انه قال بلغني ان المؤمن إذا مات و لم يحفظ القرآن امر حفظته ان يعلموه القرآن فى قبره حتى يبعثه اللّه يوم القيامة مع اهله و ذكر اليافعي رحمه اللّه ان مالك بن دينار ماتت له قبل توبته بنت لها سنتان فرآها فى المنام و هى تقول له يا أبت الم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر اللّه فبكى و قال يا بنية و أنتم تعرفون القرآن فقالت يا أبت نحن اعرف به منكم فكان ذلك سبب توبته و نقل الامام الشعراني فى كتاب الجواهر له عن بعض اهل اللّه انه قال من اهل البرزخ من يخلق اللّه تعالى من همتهم من يعمل فى قبورهم بغالب أعمالهم فى الدنيا و يكتب اللّه لعبده ثواب ذلك العمل الى آخر البرزخ كما وقع لثابت البناني رحمه اللّه فانهم وجدوا فى قبره شخصا على صورته يصلى فظنوا انه هو و انما هو مخلوق من همته و كذلك المثالات المتخيلة فى صور اهل البرازخ لاهل الدنيا فى النوم و اليقظة فاذا رؤى مثال أحدهم فهو إما ملك خلقه اللّه تعالى من همة ذلك الولي و اما مثال اقامه اللّه تعالى على صورة لتنفيذ ما شاء اللّه تعالى من حوائج الناس و غيرها فأرواح الأولياء فى البرزخ مالها خروج منه ابدا و اما أرواح الأنبياء عليهم السلام فانها مشرفة على وجود الدنيا و الآخرة انتهى. و قال السيوطي رحمه اللّه نقلا عن بعض المحققين ان رسول اللّه عليه السلام رأى ليلة المعراج موسى عليه السلام قائما يصلى فى قبره و يرد على المسلم عليه و هو فى الرفيق الأعلى و لا تنافى بين الامرين فان شأن الأرواح غير شأن الأبدان و قد مثل بعضهم بالشمس فى السماء و شعاعها فى الأرض كالروح المحمدي يرد على من يصلى عليه عند قبره دائما مع القطع بأن روحه فى أعلى عليين و هو لا ينفك عن قبره كما ورد عنه قال الامام الغزالي رحمه اللّه تعالى و الرسول عليه السلام له الخيار فى طواف العوالم مع أرواح الصحابة رضى اللّه عنهم لقد رآه كثير من الأولياء و قال صدر الدين القنوى قدس سره فمن ثبتت المناسبة بينه و بين الأرواح الكمل من الأنبياء و الأولياء الماضين اجتمع بهم متى شاء و توجه توجها وجدانيا يقظة و مناما انتهى تمت سورة الملك بعونه تعالى فى غرة شعبان المبارك من شهور سنة ست عشرة و مائة و ألف‏

تفسير روح البيان، ج‏10، ص: 100

تفسير سورة ن‏

مكية و آيها ثنتان و خمسون بالاتفاق بسم الله الرحمن الرحيم‏

ن‏ اى هذه سورة ن او بحق ن و هى هذه السورة اقسم اللّه بها على سبيل التأكيد فى اثبات الحكم على ما عليه عادة الخلق مع ما فيه من بيان عظم شأن المقسم به و الا فكما انه تعالى لا يليق القسم بشانه العالي فكذا لا يصح لغيره ان يكون مقسما به و النون حرف واحد فى الكتابة و ثلاثة أحرف فى التلفظ و قد قال عليه السلام من قرأ حرفا من كتاب اللّه تعالى فله به حسنة و الحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف بل الف حرف و لام حرف و ميم حرف أراد عليه السلام بالحرف ما يتهجى به فيرجى أن يعطى اللّه بلفظ ن ثلاثين حسنة لانه مشتمل فى التلفظ على نونين بينهما واو و قال بعضهم هو مفتاح اسم النور و الناصر أو قسم بنصرة اللّه المؤمنين اعتبارا بقوله تعالى و كان حقا علينا نصر المؤمنين و قال سهل قدس سره النون اسم من اسماء اللّه تعالى و ذلك انه إذا اجتمعت أوائل هذه السور الثلاث الر و حم و ن يكون الرحمن و قيل فيه إنه اسم من اسماء النبي عليه السلام كما فى التكملة لعل هذه القائل أشار الى قوله عليه السلام أول ما خلق اللّه نورى فيكون النور اسمه عليه السلام فان قلت فيلزم التكرار لان القلم أيضا من أسمائه كما قال أول ما خلق اللّه القلم قلت التغاير فى العنوان بمنزلة التغاير فى الذات فسمى عليه السلام باعتبار نورانيته نورا و باعتبار انه صاحب القلم قلما كما سمى خالدين وليد رضى اللّه عنه سيف اللّه المسلول لكونه صاحب سيف و قال بعضهم هو لوح من نور أو اسم نهر فى الجنة (و فى المفردات) النون الحوت العظيم و لذا قال عكرمة فى الآية اقسم اللّه بالحوت الذي لطخ سهم نمرود بدمه لان نمرود لما رمى السهم نحو السماء عاد السهم مختضبا بدم سمكة فى بحر معلق فى الهولء فأكرم اللّه ذلك الحوت بأن اقسم به و أحل جنسه من غير ذكاة فانه لا يحل الا ميتتان السمك و الجراد و فى معناهما ما يستحيل من الاطعمة كدود الفتاح و الجبن فان الاحتراز عنهما غير ممكن فاما إذا أفردت و أكلت فحكمها حكم الذباب و الخنفساء و العقرب و كل ما ليس له نفس سائلة و لا سبب فى تحريمه الا الاستقذار و لو لم يكن لكان لا يكرء و ان وجد شخص لا يستقذره لا يلتفت الى خصوص طبعه فانه التحق بالخبائث لعموم الاستقذار فيكره أكله كما لو جمع المخاط و شربه كره كما فى الاحياء يقال لو أريد به معنى الحوت كانت المناسبة بين المتعاطفين كما فى ما بين كم الخليفة و الف باذنجانة. يقول الفقير المناسبة بينهما خفية لا يدركها الا اهل الحقائق و هى ان كبد الحوت غذآء اهل الجنة قبل كل شى‏ء فيجدون بعد أكله حياة ابدية فى أبدانهم كما ان القلم يكتب به من العلوم ما فيه حياة باقية لارواحهم و لذا سمى جبريل روحا لانه كان يجيئ بالوحى الذي هو سبب لحياة القلوب و الأرواح فيكون ن و القلم كالماء و العلم و لا شك فى ثبوت المناسبة التامة بينهما فالقياس الذي ذكره القائل باطل و قائل الباطل جاهل و قال بعضهم هو اسم الحوت الذي احتبس يونس عليه السلام فى بطنه و لذا سماء اللّه تعالى ذا النون و قال بعضهم هو الحوت الذي على ظهره الأرض و هو فى‏

تفسير روح البيان، ج‏10، ص: 101

بحر تحت الأرض السفلى اسمه ليوثا او يهموت بالياء المثناة التحتانية و فى عين المعاني لوثيا او برهوت كما قال على رضى اللّه عنه‏

مالى أراكم كلكم سكوتا

و اللّه ربى خلق البر هوتا

(روى) ان اللّه تعالى لما خلق الأرض كانت تتكفأ كما تتكفأ السفينة اى تضطرب و تميل فبعث اللّه ملكا فهبط حتى دخل تحت الأرض فوضعها على كاهله و هو كصاحب ما بين الكتفين ثم اخرج يديه إحداهما بالمشرق و الاخرى بالمغرب ثم قبض على الأرضين السبع فضبطها فاستقرت فلم يكن لقدمى الملك قرار فأهبط اللّه ثورا من الجنة له أربعون ألف قرن و أربعون الف قائمة فجعل قرار قدمى الملك على سنامه فلم تستقر قدماه على سنامه فبعث اللّه ياقوتة خضرآء من الجنة غلظها مسيرة كذا الف عام فوضعها على سنام الثور فاستقرت عليها قدما الملك و قرون الثور خارجة من أقطار الأرض مشبكة الى تحت العرش و منخر الثور فى ثقبين من تلك الياقوتة الخضراء تحت البحر فهو يتنفس فى اليوم نفسين فاذا تنفس مد البحر و إذا رد النفس جزر البحر و هو ضد مد و لم يكن لقوائمه قرار فخلق اللّه كمكاما من الرمل كغلظ سبع سموات و سبع ارضين فاستقر عليه قوائم الثور ثم لم يكن للكمكام مستقر فخلق اللّه حوتا يقال له برهو فوضع الكمكام على وبر الحوت و الوبر الجناح الذي يكون فى وسط ظهره و ذلك مزموم بسلسلة من القدرة كغلظ السموات و الأرض مرار و انتهى إبليس لعنه اللّه الى ذلك الحوت فقال له ما خلق اللّه خلقا أعظم منك فلم لا تزيل الدنيا عن ظهرك فهم بشئ من ذلك فسلط اللّه عليه بقة فى انفه فشغلته و فى رواية بعث اللّه دابة فدحلت منخره فوصلت الى دماغه فعج الحوت الى اللّه تعالى منها فاذن لها فخرجت قال كعب فو اللّه الذي نفسى بيده انه لينظر إليها و انها لتنظر اليه ان هم بشئ من ذلك عادت كما كانت قبل و أنبت اللّه من تلك الياقوتة جبل قاف و هو من زمردة و له رأس و وجه و أسنان و أنبت من جبل قاف الجبال الشواهق كما نبت الشجر من عروق الشجر و زعم وهب ان الحوت و الثور يبتلعان ما ينصب من مياه الأرض فى البحار فلذلك لا يؤثر فى البحار زيادة فاذا امتلأت أجوافهما من المياه قامت القيامة و زعم قوم ان الأرض على الماء و الماء على الصخرة على سنام الثور و الثور على كمكام من الرمل متلبدا و الكمكام على ظهر الحوت و الحوت على الريح العقيم الريح على حجاب من ظلمة و الظلمة على الثرى و قد انتهى علم الخلائق الى الثرى و لا يعلم ما ورلء ذلك أحد الا اللّه الذي له ما فى السموات و ما فى الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى و هذه الاخبار مما تزيد المرء بصيرة فى دينه و تعظيما لقدرة ربه و تحيرا فى عجائب خلقه فان صحت فما خلقها على الصانع القدير بعزيز و ان تكن من اختراع اهل الكتاب و تنميق القصاص فكلها تمثيل و تشبيه ليس بمنكر كذا فى خريدة العجائب (و قال فى كشف الاسرار) بعض مفسران كفتند ماهيست بر آب زير هفت طبقه زمين ماهى از كرانئ بار زمين خم در خم كرديد بر مثال نون شد شكم بآب فرو برده و سر از مشرق بر آورده و ذنب از مغرب و خواست كه از كران بارى بنالد جبريل بانك بروى زد چنان بترسيد كه كران بارئ زمين فراموش كرد و تا

تفسير روح البيان، ج‏10، ص: 102

بقيامت نيارد كه بجنبد ماهى چون بار برداشت و نناليد رب العالمين او را دو تشريف داد يكى آنكه بدو قسم ياد كرد محل قسم خداوند جهان كشت ديكر تشريف آنست كه كارد از حلق او برداشت همه جانوران را بكارد ذبح كنند و او را نكنند تا عالميان بدانند كه هر كه بار كشد رنج او ضايع نكنند اى جوانمرد اگر ماهى بار زمين كشيد بنده مؤمن بار امانت مولى كشيد كه و حملها الإنسان ماهى كه بار زمين برداشت از كار در عقوبت ايمن كشت چه عجب كه اگر مؤمن بار امانت برداشت از كارد قطيعت ايمن كردد وَ الْقَلَمِ‏ هو ما يكتب به و الواو و للقسم على التقدير الاول و للعطف على الثاني و المراد قلم اللوح كما جاء فى الخبران أول ما خلق اللّه القلم و نظر اليه فانشق بنصفين ثم قال له اجر بما هو كائن الى يوم القيامة فجرى على اللوح المحفوظ بذلك من الآجال و الأعمال و الأرزاق و هو القدر الذي يجب ان يؤمن بخيره و شره ثم ختم على القلم فلم ينطق و لا ينطق الى يوم القيامة و هو قلم من نور طوله كما بين السماء و الأرض و بعد ما خلق القلم خلق النون اى السمكة فدحا الأرض عليها فارتفع بخار الماء ففتق منه السموات و اضطرب النون فمادت الأرض فأثبتت بالجبال و ان الجبال لتفخر على الأرض الى يوم القيامة و قد عرفت المناسبة بين القلم و بين النون بمعنى السمكة و فى رواية الواحدي فى الوسيط أول چيزى كه خداى تعالى بيافريد قلم بود پس نون را بيافريد و آن دواتست و قلم از ان دوات نوشت آنچه بود و هست و باشد و برين تقدير خداى تعالى قسم فرمود بدوات بقلم أعلى كه از نورست كما فى تفسير الكاشفى. و فى القاموس النون من حروف الزيادة و الدواة و الحوت انتهى و عن ابن عباس رضى اللّه عنهما ان المراد بالقلم قلم الكرام الكاتبين او جنس القلم اقسم اللّه بالدواة و القلم لكثرة منافعهما و عظم فوائدهما فان التفاهم بالنطق و البيان انما يكون بين الحاضرين و اما بالنسبة الى من غاب و بعد من اهل عصر واحد و من اهل الزمان الآتي فانما يكون بالكتابة كما قال بعضهم البيان اثنان بيان لسان و بيان بنان و من فضل بيان البنان ان ما تثبة الأقلام باق على الأيام و بيان اللسان تدرسه الأعوام و لو لم يكن للقلم مزية سوى كونه آلة لتحرير كتب اللّه لكفى به فضلا موجبا لتعظيمه و من تعظيمه تعظيم برايته فتوضع حيث لا تطأها الاقدام و الا أورثت الآلام و عن بعض الحكماء قوام امور الدين و الدنيا بشيئين القلم و السيف و السيف تحت القلم لولا القلم اما قام دين و لا صلح عيش قال بعضهم‏

ان يخدم القلم السيف الذي خضعت‏

له الرقاب و دانت خوفه الأمم‏

كذا قضى اللّه للاقلام مذبريت‏

ان السيوف لها مذأر هفت خدم‏

و قال بعضهم. إذا اقسم الابطال يوما بسيفهم‏

و عدوه مما يجلب المجد و الكرم‏

كفى قلم الكتاب فخرا و رفعة

مدى الدهر ان اللّه اقسم بالقلم‏

وَ ما يَسْطُرُونَ‏ ما موصولة و العائد محذوف و السطر الصف من الكتابة و من الشجر المغروس و من القوم الوقوف و سطر فلان كذا اى كتبه سطر اسطرا و ضمير الجمع لاصحاب‏

تفسير روح البيان، ج‏10، ص: 103

صفحه بعد