کتابخانه تفاسیر
اعراب القرآن-نحاس
الجزء الأول
[2] شرح إعراب سورة البقرة
[3] شرح إعراب سورة آل عمران
[4] شرح إعراب سورة النساء
[5] شرح إعراب سورة المائدة
الجزء الثاني
6 شرح إعراب سورة الأنعام
7 شرح إعراب سورة الأعراف
8 شرح إعراب سورة الأنفال
9 شرح إعراب سورة براءة
10 شرح إعراب سورة يونس ع
11 شرح إعراب سورة هود ع
12 شرح إعراب سورة يوسف ع
13 شرح إعراب سورة الرعد
14 شرح إعراب سورة إبراهيم ع
15 شرح إعراب سورة الحجر
16 شرح إعراب سورة النحل
17 شرح إعراب سورة الإسراء
18 شرح إعراب سورة الكهف
الجزء الثالث
19 شرح إعراب سورة مريم
20 شرح إعراب سورة طه
21 شرح إعراب سورة الأنبياء
22 شرح إعراب سورة الحج
23 شرح إعراب سورة المؤمنين
24 شرح إعراب سورة النور
25 شرح إعراب سورة الفرقان
26 شرح إعراب سورة الشعراء
27 شرح إعراب سورة النمل
28 شرح إعراب سورة القصص
29 شرح إعراب سورة العنكبوت
30 شرح إعراب سورة الروم
31 شرح إعراب سورة لقمان
32 شرح إعراب سورة السجدة
33 شرح إعراب سورة الأحزاب
34 شرح إعراب سورة سبأ
35 شرح إعراب سورة فاطر
36 شرح إعراب سورة يس
37 شرح إعراب سورة الصافات
38 شرح إعراب سورة ص
الجزء الرابع
39 شرح إعراب سورة الزمر
40 شرح إعراب سورة الطول(غافر)
41 شرح إعراب سورة السجدة(فصلت)
42 شرح إعراب سورة حم عسق(الشورى)
43 شرح إعراب سورة الزخرف
44 شرح إعراب سورة حم(الدخان)
45 شرح إعراب سورة الجاثية
46 شرح إعراب سورة الأحقاف
47 شرح إعراب سورة محمد صلى الله عليه و سلم
48 شرح إعراب سورة الفتح
49 شرح إعراب سورة الحجرات
50 شرح إعراب سورة ق
51 شرح إعراب سورة الذاريات
52 شرح إعراب سورة الطور
53 شرح إعراب سورة النجم
54 شرح إعراب سورة القمر
55 شرح إعراب سورة الرحمن
56 شرح إعراب سورة الواقعة
57 شرح إعراب سورة الحديد
58 شرح إعراب سورة المجادلة
59 شرح إعراب سورة الحشر
60 شرح إعراب سورة الممتحنة
63 شرح إعراب سورة المنافقين
64 شرح إعراب سورة التغابن
65 شرح إعراب سورة الطلاق
66 شرح إعراب سورة التحريم
67 شرح إعراب سورة الملك
الجزء الخامس
68 شرح إعراب سورة ن(القلم)
69 شرح إعراب سورة الحاقة
70 شرح إعراب سورة سأل سائل(المعارج)
71 شرح إعراب سورة نوح عليه السلام
72 شرح إعراب سورة الجن
73 شرح إعراب سورة المزمل
74 شرح إعراب سورة المدثر
75 شرح إعراب سورة القيامة
76 شرح إعراب سورة هل أتى[الإنسان]
77 شرح إعراب سورة المرسلات
78 شرح إعراب سورة عم يتساءلون(النبأ)
79 شرح إعراب سورة النازعات
80 شرح إعراب سورة عبس
81 شرح إعراب سورة إذا الشمس كورت(التكوير)
82 شرح إعراب سورة انفطرت(الانفطار)
83 شرح إعراب سورة المطففين
84 شرح إعراب سورة انشقت(الانشقاق)
85 شرح إعراب سورة البروج
86 شرح إعراب سورة الطارق
87 شرح إعراب سورة سبح(الأعلى)
88 شرح إعراب سورة الغاشية
89 شرح إعراب سورة الفجر
90 شرح إعراب سورة البلد
91 شرح إعراب سورة الشمس
92 شرح إعراب سورة الليل
96 شرح إعراب سورة القلم(العلق)
اعراب القرآن، ج1، ص: 20
و سيبويه إيّا، و الكاف موضع خفض و عند الكوفيين إيّاك اسم بكمالها، و زعم الخليل رحمه اللّه أنه اسم مضمر. قال أبو العباس: هذا خطأ لا يضاف المضمر و لكنه مبهم مثل «كلّ» أضيف إلى ما بعده. نَعْبُدُ فعل مستقبل و هو مرفوع عند الخليل و عند سيبويه لمضارعته الأسماء، و قال الكسائي: الفعل المستقبل مرفوع بالزوائد التي في أوله، و قال الفراء: هو مرفوع بسلامته من الجوازم و النواصب. و إِيَّاكَ منصوب بنستعين عطف جملة على جملة، و قرأ يحيى بن وثّاب «1» و الأعمش نَسْتَعِينُ «2» بكسر النون و هذه لغة تميم و أسد و قيس و ربيعة، فعل ذلك ليدلّ على أنه من استعون يستعين و الأصل في «نستعين» نستعون قلبت حركة الواو على العين فلما انكسر ما قبل الواو صارت ياء و المصدر استعانة و الأصل استعوان قلبت حركة الواو على العين فلما انفتح ما قبل الواو صارت ألفا، و لا يلتقي ساكنان فحذفت الألف الثانية لأنها زائدة و قيل الأولى لأن الثانية لمعنى و لزمت الهاء عوضا.
[سورة الفاتحة (1): آية 6]
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
إِنَّا هُدْنا دعاء و طلب في موضع جزم عند الفراء «3» و وقف عند البصريين و لذلك حذفت الياء و الألف ألف وصل لأنّ أول المستقبل مفتوح، و كسرتها لأنه من يهدي، و النون و الألف مفعول أول. و الصِّراطَ مفعول ثان. و جمعه في القليل أصرطة و في الكثير صرط قال الأخفش: أهل الحجاز يؤنثون الصراط و قرأ ابن عباس «4» السراط «5» بالسين و بعض قيس يقولها بين الصاد و الزاي و لا يجوز أن يجعل زايا إلّا أن تكون ساكنة قال قطرب «6» : إذا كان بعد السين في نفس الكلمة طاء أو قاف أو خاء أو غين فلك أن تقلبها صادا. الْمُسْتَقِيمَ نعت للصراط.
[سورة الفاتحة (1): آية 7]
صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لا الضَّالِّينَ (7)
صِراطَ الَّذِينَ بدل. و الَّذِينَ في موضع خفض بالإضافة و هو مبنيّ لئلا
(1) يحيى بن وثّاب الأسدي الكوفي، تابعي ثقة، روى عن ابن عباس و ابن عمر (ت 103 ه). ترجمته في غاية النهاية 2/ 380.
(2) و هذه قراءة عبيد بن عمير الليثي و زرّ بن جيش و النخعي أيضا، انظر البحر المحيط 1/ 141.
(3) انظر معاني القرآن للفراء 2/ 403، و الإنصاف مسألة 214.
(4) ابن عباس: عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و الصحابة. قرأ عليه مجاهد و سعيد ابن جبير (ت 98 ه). ترجمته في غاية النهاية 1/ 425.
(5) انظر الحجة لابن خالويه 38، و البحر المحيط 1/ 143.
(6) قطرب: محمد بن المستنير، أخذ عن سيبويه و عيسى بن عمر (ت 206 ه). ترجمته في تاريخ بغداد 3/ 298، و طبقات النحويين 106.
اعراب القرآن، ج1، ص: 21
يعرب الاسم من وسطه. أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ داخل في الصلة و الهاء و الميم يعود على الذين. و في «عليهم» خمس لغات قرئ بها كلّها. قرأ ابن أبي إسحاق «1» أنعمت عليهمو «2» بضم الهاء و إثبات الواو، و هذا هو الأصل أن تثبت الواو كما تثبت الألف في التثنية. و قرأ الحسن أنعمت عليهمي «3» بكسر الهاء و إثبات الياء و كسر الهاء لأنه كره أن يجمع بين ياء و ضمة، و الهاء ليس بحاجز حصين و أبدل من الواو ياء لما كسر ما قبلها، و قرأ أهل المدينة عَلَيْهِمْ «4» بكسر الهاء و إسكان الميم، و هي لغة أهل نجد، و قرأ حمزة «5» و أهل الكوفة عَلَيْهِمْ بضم الهاء و إسكان الميم فحذفوا الواو لثقلها و إنّ المعنى لا يشكل إذ كان يقال في التثنية: عليهما، و اللغة الخامسة قرأ بها الأعرج عليهمو بكسر الهاء و الواو، و حكي لغتنا شاذّتان و هما ضمّ الهاء و الميم بغير واو و كسرهما بغير ياء. و قال محمد بن يزيد: و هذا لا يجوز لأنه مستقبل فإن قيل: فلم قيل: منه فضمّت الهاء؟ فالجواب أن النون في «منه» ساكنة. قال أبو العباس: و ناس من بني بكر بن وائل يقولون: عليكم فيكسرون الكاف كما يكسرون الهاء لأنها مهموسة مثلها و هي إضمار كما أنّ الهاء إضمار، و هذا غلط فاحش لأنها ليست مثلها في الخفاء. غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ خفض على البدل من الذين و إن شئت نعتا. قال ابن كيسان: و يجوز أن يكون بدلا من الهاء و الميم في عليهم، و روى الخليل رحمه اللّه عن عبد اللّه بن كثير «6» غَيْرِ الْمَغْضُوبِ «7» بالنصب قال الأخفش: هو نصب على الحال، و إن شئت على الاستثناء قال أبو العباس: هو استثناء ليس من الأول. قال الكوفيون: لا يكون استثناء لأن بعده «و لا»، و لا تزاد «لا» في الاستثناء. قال أبو جعفر: و ذا لا يلزم لأن فيه معنى النفي، و قال: «غير المغضوب عليهم» و لم يقل:
المغضوبين لأنه لا ضمير فيه. قال ابن كيسان: هو موحّد في معنى جمع و كذلك كل فعل المفعول إذا لم يكن فيه خفض مرفوع، نحو المنظور إليهم و المرغوب فيهم، و الْمَغْضُوبِ بإضافة غير إليه و عَلَيْهِمْ في موضع رفع لأنه اسم ما لم يسمّ فاعله.
(1) ابن أبي إسحاق: عبد اللّه بن زيد بن الحارث الحضرمي البصري، أحد الأئمة في القراءات و العربية.
أخذ القراءة عن يحيى بن يعمر و نصر بن عاصم. (ت 127 ه). ترجمته في: (بغية الوعاة 2/ 42، و غاية النهاية 1/ 410).
(2) انظر مختصر في شواذ القرآن 1، و المحتسب 1/ 44. و البحر المحيط 1/ 146.
(3) انظر الحجة لابن خالويه 39، و الحجة للفارسي 1/ 42.
(4) حمزة بن حبيب أبو عمارة الكوفي، أحد القرّاء السبعة (ت 156 ه). ترجمته في (غاية النهاية 1/ 261).
(5) انظر معاني الفراء 1/ 5.
(6) عبد اللّه بن كثير: أبو معبد عبد اللّه المكي الداري، إمام أهل مكة في القراءات و أحد السبعة (ت 120 ه) ترجمته في غاية النهاية 1/ 443.
(7) انظر الحجة للفارسي 1/ 105.
اعراب القرآن، ج1، ص: 22
وَ لَا زائدة عند البصريين و بمعنى غير عند الكوفيين «1» . و الضَّالِّينَ عطف على «المغضوب عليهم» و الكوفيون يقولون: نسق «2» ، و سيبويه «3» يقول: إشراك. و الأصل في الضّالين: الضاللين ثم أدغمت اللام في اللام فاجتمع ساكنان و جاز ذلك لأن في الألف مدّة و الثاني مدغم، إلّا أنّ أيّوب السّختياني «4» همز فقرأ وَ لَا الضَّالِّينَ «5» .
(1) انظر معاني الفراء 1/ 8.
(2) النّسق: العطف.
(3) انظر الكتاب 3/ 41.
(4) أيوب السختياني: هو فقيه أهل البصرة (ت 131 ه). ترجمته في شذرات الذهب 1/ 181.
(5) انظر مختصر ابن خالويه 1، و المحتسب 1/ 46، و البحر المحيط 1/ 151.
اعراب القرآن، ج1، ص: 23
[2] شرح إعراب سورة البقرة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة البقرة (2): آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
من ذلك قوله عزّ و جلّ: الم ... مذهب الخليل و سيبويه «1» في «الم» و ما أشبهها أنها لم تعرب لأنها بمنزلة حروف التهجّي فهي محكيّة و لو أعربت ذهب معنى الحكاية و كان قد أعرب بعض الاسم، و قال الفراء: «2» إنما لم تعرب لأنك لم ترد أن تخبر عنها بشيء، و قال أحمد بن يحيى «3» : لا يعجبني قول الخليل فيها لأنك إذا قلت: زاي فليست هذه الزاي التي في زيد لأنك قد زدت عليها. قال أبو جعفر: هذا الرّدّ لا يلزم لأنك لا تقدر أن تنطق بحرف واحد حتى تزيد عليه. قال ابن كيسان:
«الم» في موضع نصب بمعنى اقرأ «الم» أو عليك «الم» و يجوز أن يكون موضعه رفعا بمعنى: هذا الم أو هو أو ذاك.
ثم قال عزّ و جلّ:
[سورة البقرة (2): آية 2]
ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2)
ذلِكَ فيه ستة أوجه: يكون بمعنى هذا ذلك الكتاب، فيكون خبر هذا و يكون بمعنى «الم ذلك» هذا قول الفراء «4» أي حروف المعجم ذلك الكتاب و اجتزئ ببعضها من بعض، و يكون هذا رفعا بالابتداء و الْكِتابُ خبره، و الكوفيون يقولون: رفعنا هذا بهذا و هذا بهذا، و يكون «الكتاب» عطف البيان الذي يقوم مقام النعت و هُدىً
(1) انظر الكتاب 3/ 284.
(2) انظر معاني الفراء 1/ 9.
(3) أحمد بن يحيى ثعلب: إمام الكوفيين في النحو و اللغة، حفظ كتب الفرّاء، و لازم ابن الأعرابي بضع عشرة سنة و اعتمد عليه في اللغة، و على سلمة بن عاصم في النحو. صنّف: المصون في النحو، و اختلاف النحويين، و معاني القرآن، معاني الشعر، القراءات، التصغير، الوقف و الابتداء، الهجاء، الأمالي، غريب القرآن، و غيره (ت 291 ه). ترجمته في: (بغية الوعاة 1/ 396، و طبقات الزبيدي 155).
(4) انظر معاني الفراء 1/ 10.
اعراب القرآن، ج1، ص: 24
خبرا، و يكون لا رَيْبَ فِيهِ الخبر، و الكوفيون يقولون: الهاء العائدة الخبر. و الوجه السادس: أن يكون الخبر «لا ريب فيه» لأن معنى لا شكّ: حقّ، و يكون التمام على هذا لا ريب، و يقال: ذلك، و لغة تميم ذاك. و لم تعرب ذلك و لا هذا لأنها لا يثبتان على المسمّى. قال البصريون: اللّام في ذلك توكيد، و قال الكسائي و الفراء: جيء باللّام في ذلك لئلا يتوهّم أنّ ذا مضاف إلى الكاف، و قيل: جيء باللّام بدلا من الهمزة و لذلك كسرت، و قال علي بن سليمان: جيء باللّام لتدل على شدة التراخي. قال أبو إسحاق «1» : كسرت فرقا بينها و بين لام الجرّ و لا موضع للكاف. و الاسم عند البصريين «ذا» و عند الفراء «2» الذال. ثم قال اللّه جلّ و عزّ لا رَيْبَ فِيهِ نصب «ريب» لأن «لا» عند البصريين مضارعة لأنّ فنصبوا بها و أنّ «لا» لم تعمل إلّا في نكرة لأنها جواب نكرة فيها معنى «من» بنيت مع النكرة فصيّرا شيئا واحدا، و قال الكسائي: سبيل النكرة أن يتقدمها أخبارها فتقول: قام رجل، فلما تأخّر الخبر في التبرئة «3» نصبوا و لم ينوّنوا لأنه نصب ناقص، و قال الفراء: سبيل «لا» أن تأتي بمعنى غير، تقول: مررت بلا واحد و لا اثنين، فلما جئت بها بغير معنى «غير» و ليس، نصبت بها و لم تنوّن لئلا يتوهّم أنك أقمت الصفة مقام الموصوف، و قيل: إنّما نصبت لأن المعنى: لا أجد ريبا، فلما حذفت الناصب حذفت التنوين، و يجوز لا رَيْبَ فِيهِ «4» تجعل «لا» بمعنى ليس.
و أنشد سيبويه: [مجزوء الكامل] 3-
من صدّ عن نيرانها
فأنا ابن قيس لابراح «5»
فِيهِ هُدىً الهاء في موضع خفض بفي، و في الهاء خمسة أوجه: أجودها «فيه هدى» و يليه فِيهِ هُدىً «6» بضم الهاء بغير واو، و هي قراءة الزهري «7» و سلّام أبي المنذر «8»
(1) انظر إعراب القرآن و معانيه للزجاج ص 28.
(2) انظر الإنصاف مسألة 95، و البحر المحيط 1/ 154.
(3) التبرئة: النفي للجنس.
(4) انظر مختصر ابن خالويه 2، و البحر المحيط 1/ 160.
(5) الشاهد لسعد بن مالك في الأشباه و النظائر 8/ 109، و خزانة الأدب 1/ 467، و الدرر 2/ 112، و شرح أبيات سيبويه 2/ 8، و شرح التصريح 1/ 199، و شرح شواهد المغني ص 582، و شرح المفصل 1/ 109، و الكتاب 1/ 58، و المقاصد النحوية 2/ 150، و بلا نسبة في الإنصاف ص 367، و أوضح المسالك 1/ 285، و شرح الأشموني 125، و مغني اللبيب ص 239، و المقتضب 4/ 360.
(6) انظر مختصر ابن خالويه (2)، و الحجة للفارسي 1/ 142.
(7) الزهري: أبو بكر محمد بن مسلم المدني، أحد الأئمة الكبار، تابعي، وردت عنه الرواية في حروف القرآن، قرأ على أنس (ت 124 ه). ترجمته في غاية النهاية 2/ 262.
(8) سلّام بن سليمان أبو المنذر المزنيّ، ثقة و مقرئ كبير، أخذ القراءة عن عاصم و أبي عمرو. و قرأ عليه يعقوب الحضرمي. (ت 171 ه) ترجمته في غاية النهاية 1/ 309.
اعراب القرآن، ج1، ص: 25
و يليه فيهي هدى بإثبات الياء و هي قراءة ابن كثير، و يجوز فيهو هدى بالواو و يجوز فِيهِ هُدىً مدغما و الأصل «فيهو هدى» الاسم الهاء و زيدت الواو عند الخليل لأن الهاء خفيّة فقويت بحرف جلد متباعد منها و تبدل منها ياء لأن قبلها ياء أو يحذف لاجتماع الواو و الياء عند سيبويه «1» ، و لاجتماع الساكنين عند أبي العباس، و كذا الياء، و يدغم لاجتماع هاءين و ليس بجيد، لأنّ حروف الحلق ليست أصلا بالإدغام و يجتمع ساكنان، و قال سيبويه:
إنّما زيدت الواو كما زيدت الألف في المؤنث. و في «هدى» ستة أوجه: تكون في موضع رفع خبرا عن ذلك، و على إضمار مبتدأ و على أن تكون خبرا بعد خبر، و على أن تكون رفعا بالابتداء. قال أبو إسحاق: يكون المعنى فيه هدى و لا ريب. فهذه أربعة أوجه. في الرفع، و يكون على وجه خامس و هو أن يكون، على موضع لا ريب فيه أي حق هدى، و يكون نصبا على الحال من ذلك و الكوفيون يقولون: قطع «2» ، و يكون حالا من الكتاب و تكون حالا من الهاء، قال الفرّاء: بعض بني أسد يؤنّث الهدى فيقول: هذه هدى حسنة، و لم يعرب لأنه مقصور و الألف لا يحرّك. ثم قال جلّ و عزّ لِلْمُتَّقِينَ مخفوض باللّام الزائدة، و لغة أهل الحجاز: فلان موتق. و هذا هو الأصل و التّقيّة أصلها الوقيّة من وقيت أبدلت من الواو تاء لأنها أقرب الزوائد إليها و قد فعلوا ذلك من غير أن يكون ثمّ تاء، كما حدّثنا عليّ بن سليمان عن محمد بن يزيد عن المازني قال: سألت الأصمعي عن قول الشاعر: [الرجز] 4-
فإن يكن أمسى البلى تيقوري «3»
و قلت له: قال الخليل: هو فيعول من الوقار فأبدل من الواو تاء فقال: هذا قول الأشياخ و الأصل للمتّقين بياءين مخفّفتين و حذفت الكسرة من الياء الأولى لثقلها ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين،
ثم قال جلّ و عزّ:
[سورة البقرة (2): آية 3]
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3)
الَّذِينَ : في موضع خفض نعت للمتقين و يجوز أن يكون نصب بمعنى أعني، و رفعا من جهتين بالابتداء، و الخبر أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ و على إضمار «هم».
يُؤْمِنُونَ بالهمز لأن أصل آمن: أأمن كره الجمع بين همزتين فأبدلت من الثانية ألف
(1) انظر الكتاب 4/ 305.
(2) انظر معاني الفراء 1/ 12.
(3) الشاهد من أرجوزة للعجاج في ديوانه 1/ 340، و لسان العرب (هير)، و شرح أبيات سيبويه 2/ 423، و الكتاب 4/ 332، و التنبيه و الإيضاح 2/ 229، و تهذيب اللغة 9/ 281، و كتاب المعين 5/ 207، و بلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب 1/ 146، و شرح المفصل 10/ 38، و المنصف 1/ 227، و المخصص 3/ 18، 7؛ 182.
اعراب القرآن، ج1، ص: 26
فلما قلت: يؤمنون فزالت إحدى الهمزتين همزت على الأصل، و إن خفّفت قلت: يؤمنون بغير همز. و يؤمنون مثل يكرمون الأصل فيه يؤكرمون لأن سبيل المستقبل أن يكون زائدا على الماضي حرفا إلّا أنه حذف منه الزائد لأن الضمّة تدلّ عليه و لو جئت به على الأصل لاجتمعت الهمزات. و المضمر في يؤمنون يعود على الذين، و هذيل تقول: الّذون في موضع الرفع، و من العرب من يقول: الذي في الجمع كما قال: [الطويل] 5-
أو إنّ الّذي حانت بفلج دماؤهم
هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد «1»
بِالْغَيْبِ مخفوض بالباء الزائدة و الباء متصل بيؤمنون وَ يُقِيمُونَ معطوف على يؤمنون و الأصل يقومون قلبت كسرة على القاف فانقلبت ياء، الصَّلاةَ منصوبة بيقيمون، و جمعها صلوات، و صلاءة، و صلاوة. وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «ما» في موضع خفض بمن و هي مصدر لا يحتاج إلى عائد، و يجوز أن يكون بمعنى الذي و تحذف العائد، و النون و الألف رفع بالفعل و الهاء و الميم نصب به و من متصلة بينفقون أي و ينفقون مما رزقناهم.
[سورة البقرة (2): آية 4]
وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ عطف على الذين الأولين بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ «ما» خفض بالباء و الضمير الذي في أنزل يعود على «ما» و هو اسم ما لم يسمّ فاعله و الكاف خفض بإلى و الأصل الاك أبدل من الألف ياء للفرق بين الألفات المتمكّنة، و التي ليست بمتمكنة و يلزمها الإضافة، و أجاز الكسائي حذف الهمزة و أن يقرأ: و ما أنزلّيك، و شبّهه بقوله لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي [الكهف: 38] قال ابن كيسان: ليس مثله لأنّ النون من لكن ساكنة و اللام من أنزل متحركة. وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ عطف. و قَبْلِكَ مخفوض بمن و الكاف خفض بإضافة قبل إليها. وَ بِالْآخِرَةِ خفض بالباء و الباء متعلقة بيوقنون و هُمْ رفع بالابتداء و يُوقِنُونَ فعل مستقبل في موضع الخبر.
[سورة البقرة (2): آية 5]
أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
أُولئِكَ ابتداء و الخبر عَلى هُدىً و أهل نجد يقولون: ألّاك «2» ، و بعضهم
(1) الشاهد للأشهب بن رميلة في خزانة الأدب 6/ 7، و شرح شواهد المغني 2/ 517، و الكتاب 1/ 187، و لسان العرب (فلج)، و المؤتلف و المختلف ص 33، و المحتسب 1/ 185، و المقاصد النحوية 1/ 482، و المقتضب 4/ 146، و المنصف 1/ 67، و للأشهب أو لحريث بن مخفض في الدرر 1/ 148، و بلا نسبة في الأزهية ص 99، و خزانة الأدب 2/ 315، و الدرر 5/ 131، و رصف المباني ص 342، و سرّ صناعة الإعراب 2/ 537، و شرح المفصل 3/ 155، و مغني اللبيب 1/ 194.