کتابخانه تفاسیر
اعراب القرآن-نحاس
الجزء الأول
[2] شرح إعراب سورة البقرة
[3] شرح إعراب سورة آل عمران
[4] شرح إعراب سورة النساء
[5] شرح إعراب سورة المائدة
الجزء الثاني
6 شرح إعراب سورة الأنعام
7 شرح إعراب سورة الأعراف
8 شرح إعراب سورة الأنفال
9 شرح إعراب سورة براءة
10 شرح إعراب سورة يونس ع
11 شرح إعراب سورة هود ع
12 شرح إعراب سورة يوسف ع
13 شرح إعراب سورة الرعد
14 شرح إعراب سورة إبراهيم ع
15 شرح إعراب سورة الحجر
16 شرح إعراب سورة النحل
17 شرح إعراب سورة الإسراء
18 شرح إعراب سورة الكهف
الجزء الثالث
19 شرح إعراب سورة مريم
20 شرح إعراب سورة طه
21 شرح إعراب سورة الأنبياء
22 شرح إعراب سورة الحج
23 شرح إعراب سورة المؤمنين
24 شرح إعراب سورة النور
25 شرح إعراب سورة الفرقان
26 شرح إعراب سورة الشعراء
27 شرح إعراب سورة النمل
28 شرح إعراب سورة القصص
29 شرح إعراب سورة العنكبوت
30 شرح إعراب سورة الروم
31 شرح إعراب سورة لقمان
32 شرح إعراب سورة السجدة
33 شرح إعراب سورة الأحزاب
34 شرح إعراب سورة سبأ
35 شرح إعراب سورة فاطر
36 شرح إعراب سورة يس
37 شرح إعراب سورة الصافات
38 شرح إعراب سورة ص
الجزء الرابع
39 شرح إعراب سورة الزمر
40 شرح إعراب سورة الطول(غافر)
41 شرح إعراب سورة السجدة(فصلت)
42 شرح إعراب سورة حم عسق(الشورى)
43 شرح إعراب سورة الزخرف
44 شرح إعراب سورة حم(الدخان)
45 شرح إعراب سورة الجاثية
46 شرح إعراب سورة الأحقاف
47 شرح إعراب سورة محمد صلى الله عليه و سلم
48 شرح إعراب سورة الفتح
49 شرح إعراب سورة الحجرات
50 شرح إعراب سورة ق
51 شرح إعراب سورة الذاريات
52 شرح إعراب سورة الطور
53 شرح إعراب سورة النجم
54 شرح إعراب سورة القمر
55 شرح إعراب سورة الرحمن
56 شرح إعراب سورة الواقعة
57 شرح إعراب سورة الحديد
58 شرح إعراب سورة المجادلة
59 شرح إعراب سورة الحشر
60 شرح إعراب سورة الممتحنة
63 شرح إعراب سورة المنافقين
64 شرح إعراب سورة التغابن
65 شرح إعراب سورة الطلاق
66 شرح إعراب سورة التحريم
67 شرح إعراب سورة الملك
الجزء الخامس
68 شرح إعراب سورة ن(القلم)
69 شرح إعراب سورة الحاقة
70 شرح إعراب سورة سأل سائل(المعارج)
71 شرح إعراب سورة نوح عليه السلام
72 شرح إعراب سورة الجن
73 شرح إعراب سورة المزمل
74 شرح إعراب سورة المدثر
75 شرح إعراب سورة القيامة
76 شرح إعراب سورة هل أتى[الإنسان]
77 شرح إعراب سورة المرسلات
78 شرح إعراب سورة عم يتساءلون(النبأ)
79 شرح إعراب سورة النازعات
80 شرح إعراب سورة عبس
81 شرح إعراب سورة إذا الشمس كورت(التكوير)
82 شرح إعراب سورة انفطرت(الانفطار)
83 شرح إعراب سورة المطففين
84 شرح إعراب سورة انشقت(الانشقاق)
85 شرح إعراب سورة البروج
86 شرح إعراب سورة الطارق
87 شرح إعراب سورة سبح(الأعلى)
88 شرح إعراب سورة الغاشية
89 شرح إعراب سورة الفجر
90 شرح إعراب سورة البلد
91 شرح إعراب سورة الشمس
92 شرح إعراب سورة الليل
96 شرح إعراب سورة القلم(العلق)
اعراب القرآن، ج1، ص: 104
و كذا وَ مَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى يقال: بأيّ شيء اللام متعلقة؟ فالجواب و فيه أجوبة يكون التقدير المغفرة لمن اتقى و هذا على تفسير ابن مسعود، و قال الأخفش:
التقدير ذلك لمن اتّقى، و قيل؛ التقدير السلامة لمن اتقى، و قيل، و اذكروا يدلّ على الذكر فالمعنى الذكر لمن اتّقى.
[سورة البقرة (2): آية 204]
وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا قيل «من» هاهنا مخصوص، و قال الحسن: الكاذب، و قيل: الظالم و قيل: المنافق و قرأ ابن محيصن وَ يُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ «1» بفتح الياء و الهاء. وَ هُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ الفعل مثل منه لددت تلدّ و على قول أبي إسحاق «2» : خصام جمع خصم و قال غيره: و هو مصدر خاصم.
[سورة البقرة (2): آية 205]
وَ إِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها منصوب بلام كي. وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ عطف عليه، و في قراءة أبيّ. و ليهلك الحرث و قرأ الحسن و قتادة و يهلك «3» بالرفع و في رفعه أقوال: يكون معطوفا على يعجبك، و قال أبو حاتم: هو معطوف على سعى لأن معناه يسعى و يهلك، و قال أبو إسحاق: التقدير هو يهلك أي يقدر هذا، و روي عن ابن كثير أنه قرأ و يهلك الحرث و النسل «4» بفتح الياء و ضم الكاف و الحرث و النسل مرفوعان بيهلك.
[سورة البقرة (2): آية 207]
ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ مفعول من أجله.
[سورة البقرة (2): آية 208]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً في الكسائي: السّلم و السّلم واحد، و كذا هو عند أكثر البصريين إلّا أن أبا عمرو فرّق بينهما و قرأ هاهنا (ادخلوا في السّلم) «5»
(1) انظر البحر المحيط 2/ 122، و هي قراءة أبي حيوة أيضا.
(2) انظر إعراب القرآن و معانيه للزجاج 239.
(3) انظر البحر المحيط 2/ 123.
(4) انظر البحر المحيط 2/ 123.
(5) انظر التيسير 68.
اعراب القرآن، ج1، ص: 105
و قال: هو في الإسلام و قرأ التي في «الأنفال» «1» و التي في «سورة محمد» «2» صلّى اللّه عليه و سلّم «السّلم» بفتح السين، و قال: هي بالفتح المسالمة و قال عاصم الجحدري: «السّلم» الإسلام و «السّلم» الصّلح و السّلم الاستسلام و محمد بن يزيد ينكر هذه التفريقات و هي تكثر عن أبي عمرو و اللّغة لا تأخذ هكذا و إنما تأخذ بالسماع لا بالقياس و يحتاج من فرق إلى دليل، و قد حكى البصريون: بنو فلان سلم و سلم بمعنى واحد و لو صح التفريق لكان المعنى واحدا لأنه إذا دخل في الإسلام فقد دخل في المسالمة. و الصّلح و السّلم مؤنثة و قد تذكّر. كَافَّةً نصب على الحال و هو مشتق من قولهم: كففت أي منعت أي لا يمتنع منكم أحد و منه قيل: مكفوف و كفّة الميزان و قيل: كفّ لأنه يمتنع بها. وَ لا تَتَّبِعُوا نهي. خُطُواتِ الشَّيْطانِ مفعول و قد ذكرناه.
[سورة البقرة (2): آية 209]
فَإِنْ زَلَلْتُمْ المصدر زلا و زللا و مزلّة و زلّ في الطين زليلا.
[سورة البقرة (2): آية 210]
و قرأ قتادة و أبو جعفر يزيد بن القعقاع في ظلال من الغمام و قرأ أبو جعفر وَ الْمَلائِكَةُ «3» بالخفض و ظلل جمع ظلّة في التكسير، و في التسليم ظللات، و أنشد سيبويه: [الطويل] 43-
إذا الوحش ضمّ الوحش في ظللاتها
سواقط من حرّ و قد كان أظهرا «4»
و يجوز ظللات و ظلّات، و ظلّال جمع ظلّ في الكثير، و القليل أظلال، و يجوز أن يكون ظلال جمع ظلّة و قيل: بل القليل أظلال، و الكثير ظلال، و قيل: ظلال جمع ظلّة مثله قلّة و قلال كما قال: [الخفيف] 44-
ممزوجة بماءه القلال «5»
قال الأخفش سعيد: وَ الْمَلائِكَةُ بالخفض بمعنى و في الملائكة قال: و الرفع أجود كما قال هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ* [الأنعام: 158] وَ جاءَ رَبُّكَ
(1) يشير إلى الآية 61: وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ .
(2) يشير إلى الآية 35: فَلا تَهِنُوا وَ تَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ .
(3) انظر معاني الفراء 1/ 124، و البحر المحيط 2/ 125.
(4) الشاهد للنابغة الجعدي في ديوانه 74، و شرح شواهد الإيضاح ص 484، و الكتاب 1/ 106، و لسان العرب (سقط).
(5) الشاهد للأعشى في ديوانه ص 55، و لسان العرب (أسفط) و (سفط) و (عتق)، و تاج العروس (سنفط) و (عتق)، و المخصّص 17/ 19 و روايته: و كأن الخمر العتيق من الإرفنط ممزوجة بماء زلال.
اعراب القرآن، ج1، ص: 106
وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا [الفجر: 22] قال الفراء «1» : و في قراءة عبد اللّه هل ينظرون إلّا أن يأتيهم اللّه و الملائكة في ظلل من الغمام قال أبو إسحاق: التقدير في ظلل من الغمام و من الملائكة.
[سورة البقرة (2): آية 211]
سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ بتخفيف الهمزة فلما تحركت السين لم تحتج إلى ألف الوصل.
كَمْ في موضع نصب لأنها مفعول ثان لآتيناهم، و يجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار عائد و لم يعرب و هي اسم لأنها بمنزلة الحروف لما وقع فيها معنى الاستفهام. قال سيبويه: فبعدت من المضارعة بعد «كم» و «إذ» من المتمكنة. مِنْ آيَةٍ إذا فرقت بين كم و بي الاسم كان الاختيار أن تأتي بمن فإن حذفتها نصبت في الاستفهام و الخبر، و يجوز الخفض في الخبر كما قال: [الرمل] 45-
كم بجود مقرف نال العلى
و كريم بخله قد وضعه «2»
[سورة البقرة (2): آية 212]
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا اسم ما لم يسمّ فاعله، و قرأ مجاهد و حميد بن قيس «3» زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا «4» و هي قراءة شاذّة لأنه لم يتقدّم للفاعل ذكر. وَ الَّذِينَ اتَّقَوْا ابتداء. فَوْقَهُمْ ظرف في موضع الخبر.
[سورة البقرة (2): آية 213]
كانَ النَّاسُ اسم كان. أُمَّةً خبرها. واحِدَةً نعت، قال أبو جعفر: قد ذكرنا
(1) انظر معاني القرآن للفراء 1/ 124.
(2) الشاهد لأنس بن زنيم في ديوانه ص 113، و خزانة الأدب 6/ 471، و الدرر 4/ 49، و شرح شواهد الشافية ص 53، و المقاصد النحوية 4/ 493، و لعبد اللّه بن كريز في الحماسة البصرية 2/ 10، و بلا نسبة في الإنصاف 1/ 303، و الدرر 6/ 204، و شرح أبيات سيبويه 2/ 30، و شرح الأشموني 3/ 635، و شرح عمدة الحفاظ ص 534، و شرح المفصل 4: 132، و الكتاب 2/ 168، و المقتضب 3/ 61، و المقرّب 1/ 313، و همع الهوامع 1/ 255.
(3) حميد بن قيس المكي الأعرج القارئ، ثقة، أخذ عرضا عن مجاهد (ت 224 ه) ترجمته في غاية النهاية 1/ 265.
(4) انظر معاني القرآن للفراء 1/ 131، و البحر المحيط 2/ 138 و هي قراءة أبي حيوة أيضا.
اعراب القرآن، ج1، ص: 107
قول أهل التفسير في المعنى، و التقدير في العربية: كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث اللّه النبيين و دلّ على هذا الحذف وَ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ أي كان الناس على دين الحق فاختلفوا. فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ أي «مبشّرين» من أطاع و «منذرين» من عصى و هما نصب على الحال. وَ أَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ الكتاب بمعنى الكتب. لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ نصب بإضمار أن و هو مجاز مثل هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ [الجاثية: 29]، و قرأ عاصم الجحدري لِيَحْكُمَ شاذة لأنه قد تقدّم ذكر الكتاب. وَ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ موضع الذين رفع بفعلهم و الذين اختلفوا فيه هم المخاطبون. فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِ قال أبو جعفر: قد ذكرنا قول أهل التفسير فيه و ربما أعدنا الشيء مما تقدّم لنزيده شرحا أو لنختار منه قولا. فمن أحسن ما قيل فيه: إن المعنى فهدى اللّه الذين آمنوا بأن بيّن لهم الحقّ مما اختلفت فيه من كان قبلهم، فأمّا الحديث «في يوم الجمعة فهم لنا تبع» «1» فمعناه فعليهم أن يتّبعونا لأن هذه الشريعة ناسخة لشرائعهم. قال أبو إسحاق «2» : معنى بإذنه بعلمه. قال أبو جعفر: و هذا غلط و إنما ذلك الإذن و المعنى و اللّه أعلم بأمره و إذا أذنت في الشيء فكأنك قد أمرت به أي فهدى اللّه الذين آمنوا بأن أمرهم بما يجب ن يستعملوه.
[سورة البقرة (2): آية 214]
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْ تقوم مقام المفعولين: وَ لَمَّا يَأْتِكُمْ حذفت الياء للجزم وَ زُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ «3» هذه قراءة أهل الحرمين، و قرأ أهل الكوفة و الحسن و ابن أبي إسحاق و أبو عمرو حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ بالنصب و هو اختيار أبي عبيد و له في ذلك حجّتان: إحداهما عن أبي عمرو: قال: «زلزلوا» فعل ماض و «يقول» فعل مستقبل فلما اختلفا كان الوجه النصب، و الحجة الأخرى حكاها عن الكسائي، قال: إذا تطاول الفعل الماضي صار بمنزلة المستقبل. قال أبو جعفر: أما الحجّة الأولى بأنّ «زلزلوا» ماض و «يقول» مستقبل فشيء ليس فيه علّة الرفع و لا النصب لأن حتّى ليست من حروف العطف في الأفعال و لا هي البتّة من عوامل الأفعال؛ و كذا قال الخليل و سيبويه «4» : في نصبهم ما بعدها على إضمار «أن» إنما حذفوا أن لأنهم قد علموا أن حتى من عوامل الأسماء هذا معنى قولهما، و كأن هذه الحجة غلط و إنما تتكلم بها في
(1) أخرجه الطبري في تفسيره 2/ 338.
(2) انظر إعراب القرآن و معانيه للزجاج 247، و البحر المحيط 2/ 147.
(3) انظر التيسير 68.
(4) انظر الكتاب 3/ 16، و الإنصاف مسألة 83.
اعراب القرآن، ج1، ص: 108
باب الفاء. و حجة الكسائي: بأن الفعل إذا تطاول صار بمنزلة المستقبل كلا حجّة، لأنه لم يذكر العلّة في النصب و لو كان الأول مستقبلا لكان السؤال بحاله. و مذهب سيبويه «1» في «حتّى» أن النصب فيما بعدها من جهتين، و الرفع من جهتين: تقول:
سرت حتّى أدخلها على أن السير و الدخول جميعا قد مضيا أي سرت إلى أن أدخلها.
و هذا غاية و عليه قراءة من قرأ بالنصب، و الوجه الآخر في النصب في غير الآية سرت حتى أدخلها أي كي أدخلها، و الوجهان في الرفع سرت حتّى أدخلهما أي سرت فأدخلها و قد مضيا جميعا أي كنت سرت فدخلت و لا تعمل حتّى ها هنا بإضمار أن لأن بعدها جملة كما قال الفرزدق: [الطويل] 46-
فيا عجبا حتّى كليب تسبّني
كأنّ أباها نهشل أو مجاشع «2»
فعلى هذه القراءة بالرفع و هي أبين و أصحّ معنى أي و زلزلوا حتى الرسول يقول أي حتى هذه حاله، لأن القول إنما كان عن الزلزلة غير منقطع منها و النصب على الغاية ليس فيه هذا المعنى، و الوجه الآخر في الرفع في غير الآية سرت حتى أدخلها على أن يكون السير قد مضى و الدخول الآن، و حكى سيبويه مرض حتّى ما يرجونه و مثله:
سرت حتّى أدخلها لا أمنع. مَتى نَصْرُ اللَّهِ رفع بالابتداء على قول سيبويه و على قول أبي العباس رفع بفعله أي متى يقع نصر اللّه. أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ اسم إنّ و خبرها و يجوز في غير القرآن إن نصر اللّه قريبا أي مكانا قريبا و القريب لا تثنّيه العرب و لا تجمعه و لا تؤنّثه في هذا المعنى قال عزّ و جلّ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف: 56] و قال الشاعر: [الطويل] 47-
له الويل إن أمسى و لا أمّ هاشم
قريب و لا بسباسة ابنة يشكرا «3»
فإن قلت: فلان قريب، ثنّيت و جمعت فقلت: قريبون و أقرباء أو قرباء.
[سورة البقرة (2): آية 215]
يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ و إن خفّفت الهمزة ألقيت حركتها على السين ففتحتها و حذفت الهمزة فقلت: يسلونك. ما ذا يُنْفِقُونَ «ما» في موضع رفع بالابتداء و «ذا»
(1) انظر الكتاب 3/ 16.
(2) الشاهد للفرزدق في ديوانه 419، و خزانة الأدب 5/ 414، و الدرر 4/ 112، و شرح شواهد المغني 1/ 12، و شرح المفصّل 8: 18 و مغني اللبيب 1/ 129، و بلا نسبة في رصف المباني ص 181، و شرح المفصل 8/ 62، و المقتضب 2/ 41، و همع الهوامع 2/ 24.
(3) الشاهد لامرئ القيس في ديوانه ص 68، و لسان العرب (قرب)، و بلا نسبة في الأشباه و النظائر 5/ 232.
اعراب القرآن، ج1، ص: 109
الخبر و هو بمعنى الذي و حذفت الياء لطول الاسم أي ما الذي ينفقونه و إن شئت كانت «ما» في موضع نصب بينفقون و «ذا» مع «ما» بمنزلة شيء واحد. قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ «ما» في موضع نصب بأنفقتم و كذا و ما تنفقوا و هو شرط و الجواب: فَلِلْوالِدَيْنِ و كذا وَ ما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ .
[سورة البقرة (2): آية 216]
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ اسم ما لم يسمّ فاعله. وَ هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ابتداء و خبر.
[سورة البقرة (2): آية 217]
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ و في قراءة عبد اللّه عن قتال فيه و قراءة عكرمة «1» عن الشهر الحرام قتل فيه بغير ألف و كذا: قل قتل فيه كبير. و قرأ الأعرج و يسئلونك بالواو. عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قال أبو جعفر: الخفض عند البصريين على بدل الاشتمال، و قال الكسائي «2» : هو مخفوض على التكرير أي عن قتال فيه، و قال الفراء «3» : هو مخفوض على نيّة «عن»، و قال أبو عبيدة «4» : هو مخفوض على الجوار. قال أبو جعفر: لا يجوز أن يعرب شيء على الجوار في كتاب اللّه عزّ و جلّ و لا في شيء من الكلام و إنما الجوار غلط و إنما وقع في شيء شاذّ و هو قولهم، هذا جحر ضبّ خرب. و الدليل على أنه غلط قول العرب في التثنية: هذان جحرا ضبّ خربان، و إنما هذا بمنزلة الإقواء و لا يحمل شيء من كتاب اللّه عزّ و جلّ على هذا، و لا يكون إلّا بأفصح اللّغات و أصحّها، و لا يجوز إضمار «عن»، و القول فيه أنه بدل، و أنشد سيبويه: [الطويل] 48-
فما كان قيس هلكه هلك واحد
و لكنّه بنيان قوم تهدّما «5»
(1) عكرمة مولى ابن عباس. وردت عنه الرواية في حروف القرآن، روى عن مولاه و ابن عمر. عرض عليه عمرو بن العلاء (ت 105 ه)، ترجمته في غاية النهاية 1/ 515.
(2) انظر البحر المحيط 2/ 154.
(3) انظر معاني القرآن للفراء 1/ 141، و البحر المحيط: 2/ 154.
(4) انظر مجاز القرآن 1/ 72.
(5) الشاهد لعبدة بن الطبيب في ديوانه 88، و الأغاني 14/ 78، 21/ 29، و خزانة الأدب 5/ 204، و ديوان المعاني 2/ 175، و شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 792، و شرح المفصل 3/ 65، و الشعر و الشعراء 2/ 732، و الكتاب 1/ 208، و لمرداس بن عبدة في الأغاني 14/ 86.
اعراب القرآن، ج1، ص: 110
فأمّا قتال فيه بالرفع فغامض في العربية. و المعنى فيه يسألونك عن الشهر الحرام أ جائز قتال فيه فقوله: «يسألونك» يدلّ على الاستفهام كما قال: [الطويل] 49-
أصاح ترى برقا أريك وميضه
كلمع اليدين في حبي مكلّل «1»
فالمعنى أ ترى برقا فحذف ألف الاستفهام لأن الألف التي في أصاح بدل منها و تدلّ عليها و إن كانت حرف النداء و كما قال «2» : [المتقارب] 50-
تروح من الحيّ أم تبتكر
و المعنى: أ تروح فحذف الألف لأن أم تدلّ عليها. قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ابتداء و خبر. وَ صَدٌّ ابتداء. عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ خفض بعن. وَ كُفْرٌ بِهِ عطف على صدّ. وَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ عطف على سبيل اللّه. وَ إِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ عطف على صدّ و خبر الابتداء. أكرم عند اللّه و وَ الْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ابتداء و خبر أي أعظم إثما من القتال في الشهر الحرام، و قيل: في المسجد الحرام عطف على الشهر أي و يسألونك عن المسجد فقال تعالى و إخراج أهله منه أكبر عند اللّه و هذا لا وجه له لأن القوم لم يكونوا في شكّ من عظيم ما أتى المشركون إلى المسلمين في إخراجهم من منازلهم بمكة فيحتاجوا إلى المسألة عنه هل كان ذلك لهم، و مع ذلك فإنه قول خارج عن قول العلماء لأنهم أجمعوا أنها نزلت في سبب قتل ابن الحضرمي «3» .
[سورة البقرة (2): آية 218]
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اسم إن. وَ الَّذِينَ هاجَرُوا عطف عليه: أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ابتداء و خبر في موضع خبر إنّ.
[سورة البقرة (2): آية 219]
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَ الْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ هذه قراءة أهل الحرمين و أبي
(1) الشاهد للأسود بن يعفر في ديوانه ص 57، و شرح المفصّل 1/ 46، و لسان العرب (خلد)، و (حجا)، و نوادر أبي زيد ص 160، و لامرئ القيس في ديوانه ص 24، و لسان العرب (كلل)، و بلا نسبة في الاشتقاق ص 244، و إصلاح المنطق ص 403، و أمالي ابن الحاجب ص 328، و جمهرة اللغة ص 442، 657، 1037.
(2) مرّ الشاهد رقم (7).