کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان

الجزء الأول

مقدمة المصنف

(سورة البقرة)

الفهرس

الجزء الثاني

(سورة آل عمران و هي مدنية)

(سورة النساء

الفهرس

الجزء الثالث

(تفسير سورة الأنعام

(سورة الأعراف)

الفهرس

الجزء الرابع

الفهرس

الجزء الخامس

الفهرس

الجزء السادس

الفهرس

تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان


صفحه قبل

تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان، ج‏2، ص: 536

عن جابر قال: اشتكيت فدخل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عندي سبع أخوات فنفخ في وجهي فأفقت فقلت: يا رسول اللّه أوصي لأخواتي بالثلث. قال: أحسن. فقلت: الشطر؟ قال:

أحسن. ثم خرج و تركني قال: ثم دخل فقال: يا جابر إني لا أراك تموت في وجعك هذا و إن اللّه قد أنزل فبيّن الذي لأخواتك و جعل لأخواتك الثلثين.

و روي‏ أنه آخر ما نزل من الأحكام كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في طريق مكة عام حجة الوداع فأتاه جابر بن عبد اللّه فقال: إن لي أختا فكم آخذ من ميراثها إن ماتت؟ فنزلت.

هذا و قد تقدم أن الكلالة اسم يقع على الوارث و هو من عدا الوالد و الولد و على المورث و هو الذي لا ولد له و لا والدين. إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ‏ ارتفع‏ امْرُؤٌ بمضمر يفسره هذا الظاهر، و محل‏ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ الرفع على الصفة أي إن هلك امرؤ و غير ذي ولد. اعلم أن ظاهر الآية مطلق و لا بد فيه من تقييدات ثلاثة: الأول أن الولد مطلق و المراد به الابن لأنه هو الذي يسقط الأخت، و أما البنت فلا تسقطها و لكنها تعصبها لما

روي عن ابن مسعود أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قضى في بنت و بنت ابن و أخت بأن للبنت النصف و لبنت الابن السدس و الباقي للأخت.

فعلى هذا فلو خلف بنتا و أختا فللبنت النصف و الباقي للأخت بالعصوبة. الثاني أن ظاهر الآية يقتضي أنه إذا لم يكن للميت ولد فإن الأخت تأخذ النصف و ليس كذلك على الإطلاق، بل الشرط أن لا يكون للميت ولد و لا والد لأن الأخت لا ترث مع الوالد بالإجماع. الثالث قوله: وَ لَهُ أُخْتٌ‏ المراد الأخت من الأب و الأم أو من الأب لأن الأخت من الأم و الأخ من الأم ذكر حكمهما في أول السورة بالإجماع. ثم قال: وَ هُوَ يَرِثُها أي و أخوها يرثها و يستغرق مالها إن قدر الأمر على العكس من موتها و بقائه بعدها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ أي ابن كما قلنا لأن الابن يسقط الأخ دون البنت. و أيضا إن هذا في الأخ من الأبوين أو من الأب، أما الأخ من الأم فإنه لا يستغرق الميراث. و أيضا المراد إن لم يكن لها ولد و لا والد لأن الأب أيضا مسقط للأخ‏

لقوله صلى اللّه عليه و سلم: «ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولى عصبة ذكر»

و الأب أولى من الأخ.

ثم قال: فَإِنْ كانَتَا يعني من يرث بالإخوة اثْنَتَيْنِ‏ فأنث وثنى باعتبار الخبر كقولهم من كانت أمك و كذا الكلام في قوله: وَ إِنْ كانُوا إِخْوَةً و أراد بالإخوة الإخوة و الأخوات لكنه غلب جانب الذكورة. روي أن الصديق قال في خطبة: ألا إنّ الآيات التي أنزلها اللّه في سورة النساء في الفرائض أولاها في الوالد و الولد، و ثانيتها في الزوج و الزوجة و الإخوة من الأم، و التي ختم بها السورة في الإخوة و الأخوات من الأب و الأم، و التي ختم بها الأنفال في أولي الأرحام‏ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا قال البصريون: المضاف محذوف أي كراهة أن تضلوا. و قال الكوفيون: لئلا تضلوا. و قال الجرجاني صاحب النظم: يبين اللّه لكم الضلالة لتعلموا أنها ضلالة فتتجنبوها وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ‏ فيكون بيانه حقا و تعريفه صدقا. ختم‏

تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان، ج‏2، ص: 537

السورة ببيان كمال العلم كما أنه ابتدأها بكمال القدرة فبهما تتم الإلهية و يحصل الترهيب و الترغيب للعاصي و المطيع و اللّه المستعان.

التأويل:

وَ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ يعني إن تؤمنوا يكن لكم ماله و إن تكفروا فالكل له‏ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ‏ لا تميلوا إلى طرفي التفريط و الإفراط. فاليهود فرطوا في شأنه فلم يقبلوه نبيا و هموا بقتله، و النصارى أفرطوا في حبه فجعلوه ابن اللّه، و كذلك كل ولي له سبحانه يشقى قوم بترك احترامه و طلب أذيته، و قوم بالزيادة في إعظامه حتى يعتقد فيه ما ليس يرضى به كالخوارج و الغلاة من الشيعة و لهذا

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم» «1» .

وَ رُوحٌ مِنْهُ‏ لأنه تكوّن بأمركن من غير واسطة أب كما أن الروح تكون كذلك‏ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‏ [الإسراء: 85] و لغلبة جانب الروحانية عليه كان يحيي الأجساد الميتة إذ ينفخ فيها و هذا الاستعداد الروحاني الذي هو من كلمة اللّه مركوز في جبلة الإنسان؛ فمن تخلص جوهر روحانيته من معدن بشريته في إنسانيته يكون عيسى وقته فيحيي اللّه تعالى بأنفاسه القلوب الميتة و يفتح به آذانا صما و عيونا عميا فيكون في قومه كالنبي في أمته‏ وَ لا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ يعني نفوسكم و الرسول و اللّه. بل انتهوا بنظر الوحدة عن رؤية الثلاثة فينكشف لكم‏ إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ سبحانه أن يتولد من وحدانيته شي‏ء له الوجود الحقيقي القائم الدائم أولا و آخرا و ظاهرا و باطنا كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ‏ [القصص: 88] وَ كَفى‏ بِاللَّهِ وَكِيلًا لكل هالك. لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ‏ لأن العبدية و هي حقيقة الإمكان الذاتي واجبة له و لهذا نطق في المهد بقوله: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ‏ [مريم: 30] وَ لَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ‏ إنما ذكرهم لأن بعض الكفار كانوا يقولون الملائكة بنات اللّه كما قالت النصارى المسيح ابن اللّه. قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ‏ جعل نفس النبي برهانا لأنه برهان بالكلية و برهان غيره كان في أشياء غير أنفسهم مثل ما كان برهان موسى في عصاه. فمن ذلك برهان بصره‏ ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى‏ [النجم: 17] و منه برهان أنفه‏

«إني لأجد نفس الرحمن من جانب اليمن» «2»

و منه برهان لسانه‏ وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ [النجم: 3] و برهان بصاقه بصق في العجين و في البرمة فأكلوا من ذلك و هم ألف حتى تركوه و البرمة تفور كما هي و العجين يخبز. و برهان تفله تفل في عين علي كرم اللّه وجهه و هي ترمد فبرأ بإذن اللّه و ذلك يوم خيبر، و برهان يده‏ وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ‏

(1) رواه البخاري في كتاب الأنبياء باب 48. الدارمي في كتاب الرقاق باب 68. أحمد في مسنده (1/ 23، 24، 47).

(2) رواه أحمد في مسنده (2/ 541).

تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان، ج‏2، ص: 538

[الأنفال: 17] و سبح الحصى في يده، و برهان أصبعه أشار بها إلى القمر فانشق فلقتين، و قد جرى الماء من بين أصابعه حتى شرب و رفع منه خلق كثير، و برهان صدره كان يصلي و لصدره أزيز كأزيز المرجل. أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ‏ [الشرح: 1] و برهان قلبه‏

«تنام عيناي و لا ينام قلبي» «1»

نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى‏ قَلْبِكَ‏ [الشعراء: 193] و برهان كله‏ سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ‏ [الإسراء: 1] اللهم ارزقنا الاقتناص من هذا البرهان و الاقتباس من أنوار القرآن إنك أنت الرؤوف المنان.

(1) رواه أبو داود في كتاب الطهارة باب 79. أحمد في مسنده (5/ 40).

تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان، ج‏2، ص: 539

(سورة المائدة)

(مائة و عشرون آية) و هي مدنية غير آية نزلت عشية عرفة اليوم أكملت لكم دينكم حروفها أحد عشر ألفا و سبعمائة و ثلاثة و ثلاثون و كلماتها ألفان و ثمانمائة و أربع‏

[سورة المائدة (5): الآيات 1 الى 11]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلاَّ ما يُتْلى‏ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ (1) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَ لا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَ لا الْهَدْيَ وَ لا الْقَلائِدَ وَ لا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَ رِضْواناً وَ إِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَ تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوى‏ وَ لا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (2) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَ ما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَ الْمُنْخَنِقَةُ وَ الْمَوْقُوذَةُ وَ الْمُتَرَدِّيَةُ وَ النَّطِيحَةُ وَ ما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ ما ذَكَّيْتُمْ وَ ما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَ ما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَ اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (4)

الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَ طَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَ طَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ وَ لا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (5) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَ إِنْ كُنْتُمْ مَرْضى‏ أَوْ عَلى‏ سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَ أَيْدِيكُمْ مِنْهُ ما يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَ لكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَ لِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) وَ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ مِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَ أَطَعْنا وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (7) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى‏ أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى‏ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (8) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ عَظِيمٌ (9)

وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (10) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)

تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان، ج‏2، ص: 540

القراآت:

وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ‏ بالنون الخفيفة: روي عن رويس. الباقون مثقلة.

شَنَآنُ‏ في الموضعين بسكون النون: ابن عامر و إسماعيل و أبوبكر و حماد و يزيد من طريق ابن وردان. الباقون بالفتح. أَنْ صَدُّوكُمْ‏ بكسر الهمز: ابن كثير أبو عمرو. الباقون بالفتح. وَ لا تَعاوَنُوا بتشديد التاء: البزي و ابن فليح. الْمَيْتَةُ و فَمَنِ اضْطُرَّ كما مر في البقرة. وَ اخْشَوْنِي‏ بالياء في الوقف: سهل و يعقوب. وَ أَرْجُلَكُمْ‏ بالنصب: ابن عامر و نافع و علي و المفضل و حفص و يعقوب و الأعشى في اختياره. الباقون بالجر.

الوقوف:

بِالْعُقُودِ ط لاستئناف الفعل. حُرُمٌ‏ ط ما يُرِيدُ ه‏ وَ رِضْواناً ط فَاصْطادُوا ط لابتداء نهي أن تعتدوا لئلّا يتوهم العطف و حذف التاء من تعاونوا.

وَ التَّقْوى‏ ص لعطف المتفقتين. وَ الْعُدْوانِ‏ ص كذلك‏ وَ اتَّقُوا اللَّهَ‏ ط شَدِيدُ الْعِقابِ‏ ه‏ بِالْأَزْلامِ‏ ط فِسْقٌ‏ ط وَ اخْشَوْنِي‏ ط دِيناً ط لأنّ الشرط من تمام التحريم لا مما يليه. لِإِثْمٍ‏ لا لأن ما بعده جزاء. رَحِيمٌ‏ ه‏ أُحِلَّ لَهُمْ‏ ط فصلا بين السؤال و الجواب. الطَّيِّباتُ‏ ط للعطف أي و صيد ما علمتم. مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ‏ ز لفاء التعقيب مع عطف المختلفين. عَلَيْهِ‏ ص‏ وَ اتَّقُوا اللَّهَ‏ ط الْحِسابِ‏ ه‏ الطَّيِّباتُ‏ ط لأن ما بعده مبتدأ. لَكُمُ‏ ص لعطف المتفقتين. لَهُمْ‏ ز لأن قوله: وَ الْمُحْصَناتُ‏ عطف على‏ وَ طَعامُ الَّذِينَ‏ لا على ما يليه. أَخْدانٍ‏ ط عَمَلُهُ‏ ز لعطف المختلفين مع أن ما بعده من تمام جزاء الكفر معنى. الْخاسِرِينَ‏ ه‏ الْكَعْبَيْنِ‏ ط لابتداء حكم.

تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان، ج‏2، ص: 541

فَاطَّهَّرُوا ط كذلك. وَ أَيْدِيكُمْ مِنْهُ‏ ط تَشْكُرُونَ‏ ه‏ واثَقَكُمْ بِهِ‏ لا لأن «إذ» ظرف المواثقة. وَ أَطَعْنا ز لعطف المتفقتين مع وقوع العارض. وَ اتَّقُوا اللَّهَ‏ ط الصُّدُورِ ه‏ بِالْقِسْطِ ز لعطف المتفقتين مع زيادة نون التأكيد المؤذن بالاستئناف. أَلَّا تَعْدِلُوا ط للاستئناف. اعْدِلُوا ج وقفة لطيفة لأن الضمير مبتدأ مع شدة اتصال المعنى.

لِلتَّقْوى‏ ز وَ اتَّقُوا اللَّهَ‏ ط بِما تَعْمَلُونَ‏ ه‏ الصَّالِحاتِ‏ لا لأن ما بعده مفعول الوعد أي أن لهم. عَظِيمٌ‏ ه‏ الْجَحِيمِ‏ ه‏ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ‏ ج لاعتراض الظرف بين المتفقين.

وَ اتَّقُوا اللَّهَ‏ ط الْمُؤْمِنُونَ‏ ه.

التفسير:

و في بالعهد و أوفى به بمعنى. و العقد وصل الشي‏ء بالشي‏ء على سبيل الاستيثاق و الإحكام و العهد و إلزام مع إحكام. و المقصود من الإيفاء بالعقود أداء تكاليفه فعلا و تركا. و التحقيق أن الإيمان معرفة اللّه بذاته و صفاته و أحكامه و أفعاله فكأنه قيل: يا أيها الذين التزمتم بأيمانكم أنواع العقود أوفوا بها. و معنى تسمية التكاليف عقودا أنها مربوطة بالعباد كما يربط الشي‏ء بالشي‏ء بالحبل الموثق. قال الشافعي: إذا نذر صوم يوم العيد أو نذر ذبح الولد لغا

لقوله صلى اللّه عليه و سلم: «لا نذر في معصية اللّه» «1» .

و قال أبو حنيفة: يجب عليه الصوم و الذبح لقوله تعالى: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ غايته أنه لغا هذا النذر في خصوص كون الصوم واقعا في يوم العيد و في خصوص كون الذبح في الولد. و قال أيضا خيار المجلس غير ثابت لقوله: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ و خصص الشافعي عموم الآية

بقوله: صلى اللّه عليه و سلم: «المتبايعان كل واحد منهما بالخيار ما لم يتفرقا».

و قال أبو حنيفة: الجمع بين الطلقات حرام لأن النكاح من العقود بدليل: وَ لا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ‏ [البقرة: 235] و قال: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ترك العمل به في الطلقة الواحدة بالإجماع فيبقى سائرها على الأصل. و الشافعي خصص هذا العموم بالقياس و هو أنه لو حرم الجمع لما نفذ و قد نفذ فلا يحرم. ثم إنه سبحانه لما مهد القاعدة الكلية ذكر ما يندرج تحتها فقال: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ‏ و البهيمة كل حي لا عقل له من قولهم: استبهم الأمر إذا أشكل. و هذا باب مبهم أي مسدود. ثم خص هذا الاسم بكل ذات أربع في البر و البحر. و الأنعام هي: المال الراعية من الإبل و البقر و الغنم. قال الواحدي: و لا يدخل في اسم الأنعام الحافر لأنه مأخوذ من نعومة الوطء، و إضافة البهيمة إلى الأنعام للبيان مثل: خاتم فضة بتقدير من. و فائدة زيادة لفظ البهيمة مع صحة ما لو قيل أحلت لكم الأنعام كما قال في سورة الحج هي فائدة

(1) رواه النسائي في كتاب الأيمان باب 41. أحمد في مسنده (4/ 433).

تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان، ج‏2، ص: 542

الإجمال ثم التبيين. و إنما وحد البهيمة لأنها اسم جمع يشمل أفرادها. و جمع الأنعام لأن النعم مفردا يقع في الأكثر على الإبل وحدها. و قيل: المراد بالبهيمة شي‏ء و بالأنعام شي‏ء آخر و على هذا ففيه وجهان: أحدهما أن البهيمة الظباء و بقرة الوحش و نحوها كأنهم أرادوا ما يماثل الأنعام و يدانيها من جنس الأنعام في الاجترار و عدم الأنياب فأضيفت إلى الأنعام لملابسة الشبه. الثاني أنها الأجنة. عن ابن عباس أن بقرة ذبحت فوجد في بطنها جنين فأخذ ابن عباس بذنبها و قال: هذه بهيمة الأنعام. و عن ابن عمر أنها أجنة الأنعام و ذكاته ذكاة أمه، قالت الثنوية: ذبح الحيوانات إيلام و الإيلام قبيح و خصوصا إيلام من بلغ في العجز و الحيرة إلى حيث لا يقدر أن يدفع عن نفسه و لم يكن له لسان يحتج على من يقصد إيلامه، و القبيح لا يرضى به الإله الرحيم الحكيم فلا يكون الذبح مباحا حلالا، فلقوة هذه الشبهة زعم البكرية من المسلمين أنه تعالى يدفع ألم الذبح عن الحيوانات. و قالت المعتزلة: إن الإيلام إنما يقبح إذا لم يكن مسبوقا بجناية و لا ملحوقا بعوض، و هاهنا يعوض اللّه سبحانه و تعالى هذه الحيوانات بأعواض شريفة فلا يكون ظلما و قبيحا كالفصد و الحجامة لطلب الصحة و قالت الأشاعرة: الإذن في ذبح الحيوانات تصرف من اللّه تعالى في ملكه فلا اعتراض عليه و لذا قال: إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ قال بعضهم: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ‏ مجمل لاحتمال أن يكون المراد إحلال الانتفاع بجلدها أو عظمها أو صوفها أو بالكل. و الجواب أن الإحلال لا يضاف إلى الذات فتعين إضمار الانتفاع بالبهيمة فيشمل أقسام الانتفاع. على أن قوله: وَ الْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْ‏ءٌ وَ مَنافِعُ وَ مِنْها تَأْكُلُونَ‏ [النحل: 5] يدل على الانتفاع بها من كل الوجوه، إلّا أنه ألحق بالآية نوعين من الاستثناء الأول قوله: إِلَّا ما يُتْلى‏ عَلَيْكُمْ‏ أي إلّا محرم ما يتلى عليكم أو إلّا ما يتلى عليكم آية تحريمه. و أجمع المفسرون على أن الآية قوله بعد ذلك: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَ الدَّمُ‏ . و الثاني قوله: غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ‏ أي داخلون في الحرم أو في الإحرام. قال الجوهري: رجل حرام أي محرم و الجمع حرم مثل قذال و قذل. و قيل: مفرد يستوي فيه الواحد و الجمع كما يقال قوم جنب، و انتصاب: غَيْرَ مُحِلِّي‏ على الحال من الضمير في: لَكُمْ‏ أي أحلت لكم هذه الأشياء لا محلين الصيد في حالة الإحرام و في الحرم. ثم كان لقائل أن يقول: ما السبب في إباحة الأنعام في جميع الأحوال و إباحة الصيد في بعض الأحوال؟ فقيل: إن اللّه يحكم ما يريد فليس لأحد اعتراض على حكمه و لا سؤال بلم و كيف. ثم أكد النهي عن مخالفة تكاليفه بقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ‏ الأكثرون على أنها جمع شعيرة:

صفحه بعد