کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير غريب القرآن

الإهداء... المقدمة رواة الكتاب: توثيق نسبة الكتاب: منهجه في تفسير المعاني الغريبة: تأثره بآراء من سبقه: أثره في الخالفين: أهمية الكتاب: وصف مخطوطات الكتاب: عملي في التحقيق: (1) سورة الفاتحة (2) سورة البقرة (3) سورة آل عمران (4) سورة النساء (5) سورة المائدة (6) سورة الأنعام (7) سورة الأعراف (8) سورة الأنفال (9) سورة التوبة (10) سورة يونس عليه السلام (11) سورة هود عليه السلام (12) سورة يوسف عليه السلام (13) سورة الرعد (14) سورة ابراهيم عليه السلام (15) سورة الحجر (16) سورة النحل (17) سورة الاسراء (18) سورة الكهف (19) سورة مريم عليهاالسلام (20) سورة طه (21) سورة الأنبياء عليهم السلام (22) سورة الحج (23) سورة«المؤمنون» (24) سورة النور (25) سورة الفرقان (26) سورة الشعراء (27) سورة النمل (28) سورة القصص (29) سورة العنكبوت (30) سورة الروم (31) سورة لقمان (32) سورة السجدة (33) سورة الأحزاب (34) سورة سبأ (35) سورة الملائكة عليهم السلام (36) سورة يس (37) سورة الصافات (38) سورة ص (39) سورة الزمر (40) سورة حم المؤمن (41) سورة حم السجدة (42) سورة حمعسق (43) سورة الزخرف (44) سورة الدخان (45) سورة الجاثية (46) سورة الأحقاف (47) سورة محمد صلى الله عليه و آله و سلم (48) سورة الفتح (49) سورة الحجرات (50) سورة ق (51) سورة الذاريات (52) سورة الطور (53) سورة النجم (54) سورة اقتربت الساعة (55) سورة الرحمن تبارك و تعالى (56) سورة الواقعة (57) سورة الحديد (58) سورة المجادلة (59) سورة الحشر (60) سورة الممتحنة (61) سورة الصف (62) سورة الجمعة (63) سورة المنافقون (64) سورة التغابن (65) سورة الطلاق (66) سورة التحريم (67) سورة الملك (68) سورة ن (69) سورة الحاقة (70) سورة المعارج (71) سورة نوح عليه السلام (72) سورة الجن (73) سورة المزمل (74) سورة المدثر (75) سورة القيامة (76) سورة الدهر (77) سورة المرسلات (78) سورة النبأ (79) سورة النازعات (80) سورة الأعمى (81) سورة التكوير (82) سورة الانفطار (83) سورة المطففين (84) سورة الانشقاق (85) سورة البروج (86) سورة الطارق (87) سورة الأعلى (88) سورة الغاشية (89) سورة الفجر (90) سورة البلد (91) سورة الشمس (92) سورة الليل (93) سورة الضحى (94) سورة الشرح (95) سورة التين (96) سورة العلق (97) سورة القدر (98) سورة البينة (99) سورة الزلزلة (100) سورة العاديات (101) سورة القارعة (102) سورة التكاثر (103) سورة العصر (104) سورة الهمزة (105) سورة الفيل (106) سورة قريش (107) سورة أ رأيت (108) سورة الكوثر (109) سورة الكافرون (110) سورة النصر (111) سورة تبت (112) سورة الاخلاص (113) سورة الفلق (114) سورة الناس فهرس المصادر المصادر الأجنبية

تفسير غريب القرآن


صفحه قبل

تفسير غريب القرآن، ص: 55

حارب الحكام كل ما يمت إلى هذه الثورات بصلة فخاف علماء الزيدية على تراث زيد و غيره من العلماء من الضياع فأخفوه معهم ثم ما لبثت أن نجحت ثورات الزيدية في طبرستان و بعدها باليمن فنقلوا تراثهم العلمي معهم و استقر في اليمن و حتى أيامنا هذه عدا بعض المحاولات المتأخرة التي أخرجت قسما منه.

و نتيجة لما تقدم اقتصرت استفادة العلماء من كتب زيد، و منها هذا الكتاب على فرقة الزيدية تقريبا و الذين أفادوا منه من غيرهم- و بخاصة في السنوات التي سبقت نقل تراث الزيدية إلى اليمن- لم يشيروا إلى هذا الكتاب. و لعل من أقوى الأسباب في ذلك خوفهم من مساءلة الولاة و الحكّام لهم.

و من هنا نعرف العلة في عدم انتشار أثر هذا الكتاب. و الكتب القليلة جدا التي وصلت إلينا من كتب الزيدية التي تمت إلى اللغة و التفسير بصلة وثيقة. وجدت فيها كتابا واحدا قد أشار إليه بوضوح و صراحة و اقتبس منه نصا. و هذا الكتاب هو الأمالي لابن الشجري و قد أشرت إلى ذلك عند الحديث عن صحة نسبة الكتاب و لا حاجة لا عادته هنا.

لكني في أثناء دراستي لكتب الغريب في القرون الثلاثة الأولى لمعرفة مدى تأثير بعضها ببعض وجدت أنها متأثرة بشكل ما في كتاب المجاز لأبي عبيدة. و خطر لي خاطر أن افتش عمن نأثر به أبو عبيدة في كتابه فوجدته لم يشر إلى أسماء الكتب التي سبقته لكني في الوقت نفسه وجدت تشابها كبيرا بينه و بين كتابنا هذا فعقدت بينهما مقارنات طويلة و خرجت بنتيجة مؤداها إما أن يكونا قد تأثرا بمصدر ثالث أو أن يكون أبو عبيدة قد اطلع على كتاب زيد هذا أو أخذ منه سواء كان بشكل مباشر أم غير مباشر بواسطة كتب الغريب الأخرى التي نقلت عن زيد و نقل عنها أبو عبيدة.

و بعد دراسة متمعنة ترجح عدي أن هذا الكتاب أثّر كثيرا في كتاب أبي عبيدة مباشرة أو بالوساطة للأسباب التالية:

1- إن كثيرا من معاني المفردات الغريبة في القرآن وردت نصا في كلا الكتابين فمن ذلك قول زيد في تفسير سورة الفاتحة عند قوله تعالى ( الدِّينِ‏ ) معناه الحساب و الجزاء (تفسير الغريب 77) و مثل ذلك ورد في كتاب المجاز (1/ 32).

و من ذلك في تفسير قوله تعالى: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ‏ (البقرة 2/ 10) قال زيد: أي شك و نفاق (79) و مثلة قال أبو عبيدة (1/ 32).

و من ذلك في تفسيرهما لكلمة ( الْفُرْقانَ‏ ) (البقرة 2/ 53) قالا: الفرقان ما فرق بين الحق و الباطل (أنظر تفسير الغريب 82 و المجاز 1/ 40).

و من ذلك قولهما في تفسير: باؤُ بِغَضَبٍ‏ (البقرة 2/ 61) أي احتملوه (تفسير الغريب 83 و المجاز 2/ 42).

تفسير غريب القرآن، ص: 56

و من ذلك في تفسيرهما: لا شِيَةَ فِيها (البقرة 2/ 71) قالا: أي لا لون سوى لون جميع جلدها (تفسير الغريب 85 و المجاز 1/ 44).

و من ذلك في تفسير: يَسْتَفْتِحُونَ‏ (البقرة 2/ 89) قالا: يستنصرون (تفسير الغريب 87 و المجاز 1/ 47).

و من ذلك في تفسير: بُرْهانَكُمْ‏ (البقرة 2/ 111) قالا: بيانكم و حججكم (تفسير الغريب 89 و المجاز 1/ 51).

و من ذلك في تفسير: وَ لَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا (البقرة 2/ 165) قالا: أي يعلم و ليس برؤية عين (تفسير الغريب 93 و المجاز 2/ 62).

و من ذلك في تفسير: إِنْ ظَنَّا (البقرة 230) فقد فسر زيد الظن بمعنى اليقين و مثله فعل أبو عبيدة (أنظر تفسير الغريب 100 و المجاز 1/ 74).

و هناك أمثلة أخرى كثيرة لا أجد حاجة لسردها «1» .

2- قد يرى زيد أنه بحاجة للاستشهاد على صحة تفسيره بآية قرآنية أخرى فوجدت أن أبا عبيدة قد استشهد بها أيضا و في الموضع نفسه من ذلك في تفسير: وَ يُزَكِّيهِمْ‏ (البقرة 2/ 129) قال زيد: (يطهرهم) و قال في سورة أخرى: (نفسا زكية) (الكهف 18/ 74) معناه مطهرة. و مثله قال أبو عبيدة (تفسير الغريب 91 و المجاز 1/ 56).

و مثل ذلك عند ما استشهد زيد على كلمة (صفراء) في أثناء تفسيره لقوله تعالى:

صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها (البقرة 2/ 69) قال أي سود و مثله: جِمالَتٌ صُفْرٌ (المرسلات 77/ 33) أي سود نرى أبا عبيدة قد استشهد بهذه الآية و في هذا الموضع أيضا (تفسير الغريب 85 و المجاز 1/ 44).

3- رأينا في منهج زيد أنه قد يعطي بعض مرادفات الكلمة على نحو الاستطراد و نجد أن أبا عبيدة قد تابعه في ذلك أيضا أمثال إعطاء مرادفات كلمة المرأة في حديثهما عن تفسير قوله تعالى: هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ‏ (البقرة 2/ 187) (أنظر تفسير الغريب 95 و المجاز 1/ 56).

و مثل ذلك عند ما أعطى زيد مرادف كلمة السنة في أثناء تفسيره لقوله تعالى: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ‏ (البقرة 2/ 255) كذلك فعل أبو عبيدة (أنظر تفسير الغريب 102 و المجاز 1/ 78).

(1) انظر أمثلة أخرى في تفسير الآيات التالية من سورة البقرة في كتاب تفسير الغريب و المجاز مذكورة على التوالي آية 206/ 97 و 1/ 71 الآية 207/ 97 و 1/ 71 آية 212، 98 و 1/ 72 و من سورة آل عمران آية 7، 107 و 1/ 87 و آية 20، 108 و 1/ 90 و آية 28، 109 و 1/ 90 و آية 52، 110 و 1/ 95.

تفسير غريب القرآن، ص: 57

4- قد يتطرق زيد إلى إعطاء لهجات الكلمة في أثناء تفسيره كما فعل في بيان قوله تعالى: فَبُهِتَ‏ (البقرة 2/ 258) نجد أبا عبيدة يفعل الشي‏ء نفسه (أنظر تفسير الغريب 103 و المجاز 1/ 79).

5- يتطرق زيد بين الحين و الآخر إلى ذكر مفردات و نجد أن أبا عبيدة يفعل الشي‏ء نفسه و في المواضع نفسها في أماكن كثيرة في كتابيهما مثال ذلك قولهما في: خُطُواتِ‏ (البقرة 2/ 168) واحدتها خطوة (تفسير الغريب 93 و المجاز 1/ 63) و مثال ذلك أيضا قولهما في: الْقَواعِدَ (البقرة 2/ 127) واحدها قاعدة (تفسير التهذيب 91 و المجاز 1/ 55).

6- قد يستطرد زيد و يعطي معنى كلمة أخرى كما فعل في قوله تعالى: الْحَوارِيُّونَ‏ (آل عمران 3/ 52) قال هم صفوة الأنبياء ثم بين معنى الحواريات من النساء فقال هن اللاتي يسكن القرى و لا يسكن البوادي و نجد أبا عبيدة يفعل الشي‏ء نفسه (أنظر تفسير غريب 110 و المجاز 1/ 95).

7- و لعل من أوضح الأدلة على تأثر أبي عبيدة بهذا الكتاب أن زيدا قد يقحم تفسير آية بين جزئي آية أخرى كما فعل في بيانه لجزء الآية الثلاثين من سورة التوبة: حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ‏ ثم أعقبها بتفسير الآية الحادية و الثلاثين من سورة التوبة:

يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ‏ و أعقبه ببيان الجزء المتبقي من الآية الثلاثين: أَنَّى يُؤْفَكُونَ‏ فنجد أن أبا عبيدة يفعل الشي‏ء نفسه (أنظر تفسير الغريب 150 و المجاز 1/ 256- 257).

8- و مما يساعد على القول باطلاع أبي عبيدة على هذا الكتاب أن الراوي الأول له أبا عمرو الواسطي (ت 150 ه) قد عاصر أبا عبيدة (110 ه- 210) حوالي أربعين سنة هذا غير معاصرته للرواة الآخرين لهذا الكتاب.

9- إن أبا عبيدة كان مهتما بأخبار زيد و قد كتب عن بعض حياته و سرد قصة ثورته و استشهاده كاملة و نقلها عنه الطبري في تاريخه‏ «1» . و هذا ما يقرب اطلاعه على كتب زيد.

10- و مما يرجح أنه اطلع على كتاب زيد هذا أنه قد اطلع على كتاب آخر لزيد اسمه تفسير سورة الفاتحة و بعض آيات القرآن. جمع فيه زيد مناظراته و أجوبته عن الأسئلة التي و جهت إليه بتفسير آيات القرآن مع الاستشهاد عليها بأقوال العرب و أشعارهم فجاء في مناظرته مع أحد شعراء الشام عند ما طلب منه الشاعر أن يدلل على صحة قراءته لقوله تعالى: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ قال زيد: «مجاز من جر مالك يوم الدين أنه حدث عن مخاطبة غائب ثم رجح‏

(1) انظر تاريخ الطبري 7/ 167- 168 و 189- 190.

تفسير غريب القرآن، ص: 58

فخاطب شاهدا فقال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» «1» و هذا الجزء من كلام زيد موجود بحرفه في كتاب المجاز «2» . ثم استشهد زيد ببيت لعنترة بن شداد و آخر لأبي ذؤيب الهذلي‏ «3» و قد استشهد بهما أيضا أبو عبيدة «4» . غير أنه قال أن البيت الثاني لأبي كبير الهذلي.

كما اشترك زيد و أبو عبيدة في الاستشهاد بأمثال العرب و أشعارها في تفسير سورة الفاتحة في هذا الكتاب فاستشهد زيد على صحة تفسير قوله تعالى: بسم الله‏ بشعر لعبد اللّه بن رواحة الآتي:

بسم اللّه و به بدينا

و لو عبدنا غيره شقينا «5»

و مثله فعل أبو عبيدة «6» . و استشهد زيد على صحة تفسيره لكلمة الدين في قوله تعالى:

مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ بالمثل (كما تدين تدان) «7» و فعل أبو عبيدة الشي‏ء نفسه‏ «8» . و هناك تشابه كثير آخر بين الكتابين. و لا أقصد من كلامي هذا أن أبا عبيدة قد نقل كتب زيد حرفيا و إنما أخذ منهما الشي‏ء الكثير.

أهمية الكتاب:

تكمن أهمية الكتاب الأساسية في قدمه فهو من أقدم الكتب التي وصلت إلينا في علمي اللغة و التفسير. و على الرغم من أن زيدا لم يذكر سنة تأليفه و لم تذكر المصادر شيئا عن ذلك أيضا فإننا نستطيع أن نخمن أنه ألّفه بعد سنة مائة و ثمان عشرة للهجرة و ذلك لأن الرواية التي رجحتها لوفاته سنة مائة و عشرين، و أنه أخرج من المدينة إلى الشام و بقي فيها مدة ثم انتقل إلى الكوفة و بقي فيها بضعة عشر شهرا قضاها متخفيا يعد لثورته أي أن المدة التي كان مشغولا فيها سنتان أو يزيد. و هذا القدم في التأليف يكشف عن أهميته فيما يأتي.

1- بعد عثورنا على هذا الكتاب يبطل رأي من ذهب إلى أن أول كتاب فسّر القرآن الكريم آية آية هو معاني القرآن للفراء «9» أو أول كتاب وصل إلينا يفسر القرآن بهذه الطريقة هو مجاز القرآن لأبي عبيدة «10» .

2- بعد اطلاعنا على هذا الكتاب يبطل رأي الدكتور عبد اللّه محمود شحاته أن:

(1) تفسير سورة الفاتحة و بعض آيات القرآن 4.

(2) مجاز القرآن 1/ 23.

(3) انظر تفسير سورة الفاتحة و بعض آيات القرآن 4.

(4) مجاز القرآن 1/ 23.

(5) انظر تفسير سورة الفاتحة و بعض آيات القرآن.

(6) انظر المجاز 1/ 21.

(7) تفسير سورة الفاتحة و بعض آيات القرآن 2.

(8) انظر المجاز 1/ 23.

(9) انظر ضحى الاسلام 2/ 140- 141.

(10) انظر اتجاهات التفسير في مصر في العصر الحديث 27 و الفكر الديني في مواجهة العصر 31.

تفسير غريب القرآن، ص: 59

«تفسير مقاتل أقدم تفسير كامل للقرآن وصل إلينا» «1» إذا ما علمنا كذلك أن منهج مقاتل قريب من منهج زيد في تفسيره و أن زيدا توفي قبله بثلاثين سنة.

3- إنه أول كتاب كامل نعلم يقينا أنه ألّف في غريب القرآن، و بهذا يبطل الرأي القائل بأن كتاب أبان بن تغلب (ت 141 ه) هو المتقدم في هذا النوع من الكتب‏ «2» . و لعل كتاب أبان قد اعتمد بشكل ما على كتاب زيد هذا لأن أبانا قد روى عن زيد.

4- إنه من الكتب القلائل التي وصلت إلينا و قد ألّفها أصحابها في عصر الاحتجاج اللغوي أي قبل منتصف القرن الثاني الهجري و هذا يعني أن كل كلمة فيه يمكن أن تكون حجة يستفاد منها في دراسات علوم العربية.

5- إن زيدا يذكر في هذا الكتاب كثيرا من الآراء التي سبقته من التابعين أو الصحابة و إذا ما عرفنا أن كثيرا منها موجود نصا في كتاب تفسير الطبري فيكون بذلك حلقة وصل بين الآراء التي قيلت في القرن الأول و الكتب التي ألفت في القرن الثالث و جمعت هذه الآراء. و بمطابقة ما ورد في هذا الكتاب و كتاب تفسير الطبري في أحيان كثيرة نقدم دليلا كبيرا يخرس به كل المتشككين من المستشرقين في صحة ما ذكره الطبري من أسانيد في كتابه القيم في التفسير.

6- إن هذا الكتاب سوف يخدم كل الباحثين في التطور اللغوي الدلالي لأن المصادر التي وردت إلينا عن طبيعة اللغة الفصحى في القرن الثاني الهجري ليست كافية و هذا الكتاب يسد بعض الخلة من هذه الناحية.

7- إن وجود هذا الكتاب بعث الأمل في إخراج معجم لغوي يذكر فيه تطور الدلالات عبر القرون و ليس يخفى على كل دارس مدى أهمية مثل هذا المعجم.

8- لم تقتصر فائدة هذا الكتاب على بيان المعاني الغريبة و إنما ذكر فوائد لغوية عديدة تتمثل في اللهجات و الكلمات الأجنبية المعربة و جموع التكسير و المشتركات اللفظية و المترادفات و المتضادات إلى غير ذلك. و لا شك أن لقدم هذا الكتاب ما يعطي لهذه الفوائد أهمية أكبر كما هو واضح.

9- هذا الكتاب مهم جدا في علمي التفسير و القراءات فقد حوى منهما الكثير.

10- بعد أن توصلت إلى أن أبا عبيدة قد استفاد من هذا الكتاب عند تأليف كتابه المجاز نستطيع أن نخمن أثره في كتب علوم اللغة العربية و أهميته في هذه العلوم فإذا كان عالم و لغوي كبير مثل أبي عبيدة قد نهل منه في كتابه و وجد به بعض ضالته. فإن الأحرى بنا أن نعطيه حقه من دراساتنا القادمة إن شاء اللّه تعالى.

(1) القرآن و التفسير 104.

(2) انظر المعجم العربي 1/ 39 و فصول في فقه العربية 110.

تفسير غريب القرآن، ص: 60

كتاب تفسير غريب القرآن لزيد بن علي‏

وصف مخطوطات الكتاب:

بعد تقص و تفتيش في المكتبات- التي تمكنت من الوصول إليها- و مراجعة فهارس المكتبات الأخرى عثرت على ثلاث نسخ مخطوطة من الكتاب الذي حققته و كما يلي:

1- النسخة الأولى (ب) توجد هذه النسخة في مكتبة برلين بألمانيا رقم 10237 «1» و تحتوي على اثنتين و خمسين ورقة تتضمن الصفحة الواحدة أربعة و عشرين سطرا (25* 5، 18 سم) و يضم السطر الواحد ما يتراوح بين 11- 13 كلمة. و قد عمد ناسخ المخطوطة إلى عدم وضع النقاط على حروف الكلمة معتمدا في ذلك على مقدرة القارى‏ء في الفهم من خلال السياق و إذا وجد الناسخ أن ترك التنقيط في بعض الحروف يولد التباسا وضع إشارة على هيئة خط صغير مقوس فوق الحرف أو نقطة صغيرة أسفل الحرف للدلالة على أن هذا الحرف غير معجم للتمييز بينه و بين الحرف المعجم و هذا بالطبع ولّد صعوبة كبيرة في قراءتها و الوصول إلى اقتناع تام بعدم وجود أي احتمال آخر للكلمة المبهمة- غير المنقطة-.

لا يضع الناسخ الهمزات في الكلمات المهموزة و يستوي عنده أن تقع الهمزة في أول الكلمة أم في وسطها أم في آخرها. أما إذا جاءت الهمزة في وسط الكلمة بعد الألف فإنه يقلبها ياء أمثال (نسايك و صيايب). كما أنه يكتب الأعداد بعد المائة بالشكل الآتي ثلاث مائة.

لكن ناسخ المخطوطة كان موقفه سليما من كتابة التاء في آخر الكلمة و كذا بالنسبة لوضع الألف الفارقة. و المخطوطة غير مضبوطة بالشكل عدا كلمات لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة و إذا ورد بعض الضبط بالشكل على الكلمة على ندرته فيكون في الكلمة التي فيها قراءة لزيد.

كما لم يعن الناسخ بوضع الإشارة على الحرف المضعف.

و يبدو أن النسخة مكتوبة بلون واحد و هذا ما ظهر لي من خلال تساوي الكلمات في‏

(1) انظر تاريخ الأدب العربي 3/ 323 و تاريخ التراث العربي 2/ 289.

تفسير غريب القرآن، ص: 61

درجة الوضوح في النسخة المصورة عنها الموجودة عندي لأن اختلاف الألوان يظهر في درجة وضوح الكلمات. و هذه المخطوطة منسوخة بخط النسخ.

في هذه النسخة خرم ضم قسما من سورة إبراهيم و كل سور الحجر و النحل و الكهف و مريم و قسما من سورة طه. كما أن السور الست الأخيرة من القرآن مكتوبة بخط مختلف في المخطوطة، مما يدلل على أن ناسخا آخر أضافها. و ذكر الناسخ في آخر المخطوط «تم كتاب التفسير له عليه السلام و إن كان في أوساطه أوراق قد تقاربت فلعل اللّه ييسر نسخة نخطها منها حتى تتم الفائدة بذلك إن شاء اللّه تعالى».

و لم يذكر في آخر المخطوطة اسم الناسخ لها و لا اسم الناسخ الذي أكمل بعض نواقصها و كذلك لم تذكر سنة النسخ لكننا نستطيع أن نخمن ذلك بعد قراءة للهوامش التي عليها و قراءة ما ورد بعدها من إجازات. فقد جاء في هامش صفحة 47 من المخطوطة ما نصّه: «و في الهامش بخط الامام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة «1» سلام اللّه عليه ما لفظه» أي أن هذه النسخة مكتوبة على أخرى كانت عند عبد اللّه بن حمزة و إذا ما علمنا أنه توفي سنة 614 ه أي أن النسخة التي بين أيدينا مكتوبة بعد هذا التاريخ. و ذكر محمد بن الحسن أنه شاهد إجازة في النسخة التي وصلت إليه لحسن بن محمد الصغاني‏ «2» المتوفى سنة 650 ه و لعل النسخة التي كانت عند عبد اللّه بن حمزة قد وصلت إليه، و كذلك نستنتج أن هذه النسخة منقولة عن نسخة أخرى بعد هذا التاريخ و إذا ما أضفنا إلى ذلك أن النسخة التي بين أيدينا قد أجازها يوسف بن عثمان‏ «3» إلى تلميذه محمد بن الحسن بن إسماعيل في شهر شوال من سنة عشرين و ثمانمائة هجرية أي أنها مكتوبة قبل هذا التاريخ. و قد ذكر سزكين أنها مستنسخة في سنة ثمانمائة و خمسين للهجرة و لم يذكر لنا مصدر هذا التاريخ. كما أننا نستطيع أن نصل إلى أن يوسف بن عثمان هو الذي أكمل بعض نواقصها لأنه ذكر في إجازته أن له شروحا و هوامش و تعليقات على الكتب التي أجاز لتلميذه بروايتها و هذا الكتاب من ضمنها كما يساعد ذلك تشابه الخط بين الإجازة و ما أكمل من بعض النواقص.

(1) هو عبد اللّه بن حمزة بن سليمان بن حمزة يسمى بالامام المنصور أحد أئمة الزيدية في البحث و من علمائهم و شعرائهم بويع له سنة 593 ه و استولى على صنعاء و ذمار ولد سنة 561 ه و توفي سنة 614 ه. له عدة مؤلفات انظر الوافي بالوفيات 17/ 152- 155 و الأعلام للزركلي 4/ 83.

(2) هو حسن بن محمد بن الحسن بن حيدر العدوي الصغاني كان عالما لغويا و فقيها و محدثا ولد بالهند في سنة 577 ه و جاء إلى بغداد ثم رحل إلى اليمن و له عدة مؤلفات مهمة توفي في سنة 650 انظر ترجمته في الاعلام للزركلي 2/ 214.

صفحه بعد