کتابخانه تفاسیر
تفسير غريب القرآن، ص: 74
الصفحة الأولى من مخطوطة المكتبة المتوكلية (م)
تفسير غريب القرآن، ص: 75
الصفحة الأخيرة من مخطوطة المكتبة المتوكلية (م)
تفسير غريب القرآن، ص: 76
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(1) سورة الفاتحة «1»
حدّثنا أبو جعفر. قال: حدّثنا علي بن أحمد. قال: حدّثنا عطاء بن السّائب.
قال: حدّثنا أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي عن زيد بن علي عليهما السّلام.
أنه سئل عن فاتحة الكتاب فقال: بِسْمِ اللَّهِ (1) هو تعظيم للّه «2» الرَّحْمنِ بما خلق من الأرض في الأرض، و السّماء في السّماء «3» .
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ «4» (2) فقال: الجن عالم و الإنس عالم، و سوى ذلك ثمانية عشر ألف عالم «5» . من الملائكة
(1) لا توجد سورة الفاتحة في ى م. و قال زيد بن علي في مخطوطة أخرى «إنما تسمى أيضا أم الكتاب لأنه يبدأ بها في أول القرآن فتعاد و يقرأ بها في كل ركعة قبل قراءة ما يقرأ به من السور» تفسير سورة الفاتحة و بعض آيات القرآن لزيد بن علي 1 و انظر تفسير الطبري 1/ 36.
(2) انظر تفسير الطبري 1/ 38- 40.
(3) قال زيد بن علي في كتابه تفسير سورة الفاتحة و بعض آيات القرآن «الرحمن مجازه ذو الرحمة، و كانت العرب لا تعرف الرحمن في أسماء اللّه تعالى و لا تسمي اللّه تعالى به و كان أهل الكتاب يعلمون أنه من أسماء اللّه تعالى. فلما أنزله اللّه تعالى على نبيه (ص). قالت قريش و ما الرحمن ... و لا ندعوه بما لا نعرف فقال اللّه تبارك و تعالى: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ... و الرحمن المنان».
(4) قرأ زيد بن علي (الحمد) بالكسر انظر المحتسب لابن جني 1/ 37 و مجمع البيان للطبرسي 1/ 21 و المحرر الوجيز لابن عطية 1/ 102 و الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 1/ 136 و البحر المحيط لأبي حيان 1/ 19 و روي أيضا أنه قرأ الحمد للّه بنصب الدال. انظر شواذ القراءة للكرماني 14 و البحر المحيط لأبي حيان 1/ 19 و معجم القراءات القرآنية 1/ 5. و قرأ أيضا (ربّ) بالفتح أنظر الكشاف للزمخشري 1/ 53 و شواذ القراءة للكرماني 14 و البحر المحيط لأبي حيان 1/ 19 و روح المعاني للآلوسي 1/ 70 و معجم القراءات القرآنية 1/ 5.
(5) قال زيد بن علي «قد روينا عن النبي (ص). أنه قال: للّه أربعة عشر ألف عالم الجن و الإنس منها عالم واحد» تفسير سورة الفاتحة و بعض آيات القرآن 1.
تفسير غريب القرآن، ص: 77
على الأرض في كل زاوية «1» منها أربعة آلاف و خمسمائة عالم خلقهم لعبادته تبارك و تعالى «2» .
و قوله تعالى: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) يوم الحساب و الجزاء «3» .
و قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ «4» (6) فالهداية: التثبيت. و الهداية:
البيان «5» . و هو قوله عزّ و جلّ: وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ «6» . و الصّراط: الطريق.
و المستقيم: الواضح البيّن.
و قوله تعالى: الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ (7) هم اليهود و النصارى «7» .
(1) في جميع النسخ ذوابة و هو تحريف. انظر تفسير الطبري 1/ 49 و الدر المنثور للسيوطي 1/ 13.
(2) نقل الطبري عن أبي العالية في قوله ( رَبِّ الْعالَمِينَ ) «قال: الإنس عالم و الجن عالم، و ما سوى ذلك ثمانية عشر ألف عالم، أو أربعة عشر ألف عالم- هو يشك- من الملائكة على الأرض. و للأرض أربع زوايا، في كل زاوية ثلاثة آلاف عالم، و خمسمائة عالم. خلقهم لعبادته» تفسير الطبري 1/ 49. و نقل السيوطي هذا الأثر نفسه و ذكر أنه ثمانية عشر ألف عالم. انظر الدر المنثور 1/ 13.
(3) انظر تفسير سورة الفاتحة و بعض آيات القرآن لزيد بن علي 2 و تفسير الطبري 1/ 52 و مجاز القرآن لأبي عبيدة 1/ 23.
(4) روى الكرماني عن زيد أنه قرأ «اهدنا صراطا مستقيما بالتنوين من غير لام التعريف» شواذ القراءة 16 و انظر البحر المحيط لأبي حيان 1/ 26 و روح المعاني للآلوسي 1/ 88 و معجم القراءات 1/ 17.
(5) ذكر زيد بن علي أن للهداية من اللّه معنيين هما: الدلالة و البيان، و العصمة و الهداية. و أما من النبي (ص) و المؤمنين فلها معنى واحد و هو الدلالة و البيان. انظر تفسير سورة الفاتحة و بعض آيات القرآن لزيد بن علي 13 و الأشباه و النظائر لمقاتل بن سليمان 1/ 89- 95.
(6) سورة فصلت 41/ 17.
(7) انظر تفسير سورة الفاتحة و بعض آيات القرآن لزيد بن علي 3 و تفسير الطبري 1/ 62- 65.
تفسير غريب القرآن، ص: 78
(2) سورة البقرة
قوله تعالى: الم (1) معناه أنا اللّه أعلم، و يقال هو اسم من أسماء القرآن «1» .
و قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ (2) معناه هذا الكتاب «2» .
و قوله تعالى: لا رَيْبَ فِيهِ (2) معناه لا شكّ فيه «3» . و الرّيب أيضا: السّوء.
و قوله تعالى: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2) فالهدى «4» : البيان. و المتّقون: المطيعون الخاشعون.
و قوله تعالى: وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) و المفلح: المصيب للخير الظّافر به.
و الاسم الفلاح، و الفلاح: الخير «5» و الفلاح: التّقى، و المفلح: المتّقي «6» .
و قوله تعالى: عَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ «7» (7) أي غطاء و ستر «8» .
(1) ذهب إليه مجاهد و قتادة و ابن جريح. انظر تفسير الطبري 1/ 67 و التبيان للطوسي 1/ 47 و الدر المنثور للسيوطي 1/ 22- 23. و ذكرت التفاسير آراء أخرى تبين معاني الحروف في فواتح السور. ينظر إليها في تفسير الطبري 1/ 67 و التبيان للطوسي 1/ 47- 48 و مجمع البيان للطبرسي 1/ 32- 33 و البرهان في علوم القرآن للزركشي 1/ 174- 176 و الدر المنثور للسيوطي 1/ 22- 23.
(2) تأتي ذلك بمعنى هذا انظر معاني القرآن للفراء 1/ 10 و مجاز القرآن لأبي عبيدة 1/ 28.
(3) انظر غريب القرآن للسجستاني 39.
(4) في م ى: و الهدى.
(5) في ب ى: الخمر و هو تحريف.
(6) سقطت كلمة «المتقي» من ى ب و انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1/ 30.
(7) قرأ زيد بن علي غشاوة بضم الغين. انظر شواذ القراءة للكرماني 18- 19 و كتاب الشوارد للصغاني 2 و البحر المحيط لأبي حيان 1/ 49 و معجم القراءات القرآنية 1/ 22. و قال الصغاني «إن الغشاوة: لغة في الغشاوة. و الغشاوة» الشوارد 1- 2.
(8) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1/ 31 و تفسير غريب القرآن لابن قتيبة 40.
تفسير غريب القرآن، ص: 79
و قوله تعالى: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ (10) أي شكّ و نفاق «1» .
و قوله تعالى: عَذابٌ أَلِيمٌ (10) [أي] موجع.
و قوله تعالى: وَ إِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ «2» (14) و هو كلّ غاو، و مترد من الجّن و الإنس، و الدوابّ. واحدهم: شيطان «3» .
و قوله تعالى: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ (15) أي يجهلهم. وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ «4» (15) أي يمهلهم «5» . و الطّغيان: الضّلالة. يعمهون: أي يتردّدون «6» .
و قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى (16) أي استحبوا الضّلالة على الهدى. و يقال آمنوا ثمّ كفروا «7» .
و قوله تعالى: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ (19) فالصيّب: المطر. و جمعه صيائب «8» .
و قوله تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً (22) أي مهادا «9» .
و قوله تعالى: فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً «10» (22) أي أضدادا، و واحدها ندّ و نديد «11» .
(1) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1/ 32 و تفسير غريب القرآن لابن قتيبة 41.
(2) سقطت «خَلَوْا إِلى» من ب.
(3) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1/ 32، و تفسير غريب القرآن لابن قتيبة 41.
(4) جاء في الكشاف للزمخشري «قرأ زيد بن علي رضي اللّه عنه في طغيانهم بالكسر و هما لغتان كلقيان و لقيان» 1/ 189. و انظر شواذ القراءة للكرماني 20 و البحر المحيط لأبي حيان 1/ 70 و معجم القراءات 1/ 29.
(5) في ب يجهلهم و هو تحريف.
(6) قال: ابن قتيبة يترددون أي يركبون رءوسهم. انظر تفسير غريب القرآن 41.
(7) ذهب إلى ذلك مجاهد انظر تفسير مجاهد 1/ 70 و تفسير الطبري 1/ 106، و الدر المنثور للسيوطي 1/ 32 و نقل الطبرسي أن الكلبي و مقاتل ذهبا إليه أيضا. انظر مجمع البيان 1/ 53.
(8) قال الخليل: الصوب: المطر، و الصيب سحاب ذو مطر أنظر العين (صوب) 7/ 166 و انظر معجم مقاييس اللغة لابن فارس 3/ 318 و القاموس المحيط للفيروز ابادي 1/ 97 و جاء في اللسان عن أبي إسحاق الصيب المطر و عن الليث الصوب المطر. انظر 2/ 22 و ذهب ابن قتيبة إلى أن الصيب المطر.
أنظر تفسير غريب القرآن 42 و قال النحاس إن جمع صيب صيايب. انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 1/ 216.
(9) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1/ 34 و غريب القرآن للسجستاني 157.
(10) ذكر أبو حيان في البحر المحيط أن زيد بن علي قرأ «ندا على التوحيد و هو مفرد في سياق النهي فالمراد به العموم» 1/ 99. و انظر معجم القراءات القرآنية 1/ 37.
(11) في ب واحدها ند و ند و قال ابن قتيبة أندادا أي شركاء و أمثالا يقال هذا ند هذا و ند يده. انظر تفسير غريب القرآن 43 و غريب القرآن للسجستاني 4.
تفسير غريب القرآن، ص: 80
و قوله تعالى: مُتَشابِهاً (25) أي يشبه بعضه بعضا في اللون، و الطّعم.
و يقال: متشابها في اللون، و مختلفا في الطّعم «1» .
و قوله تعالى: لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ «2» (25) أي لا يحضن، و لا ينفسن و لا يعرقن، و لا يمتخطن «3» .
و قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها (26) أي فما دونها في الصّغر. و هذا من الأضداد. يقال «4» ما هو أكبر، لما هو أصغر «5» .
و قوله تعالى: وَ نُقَدِّسُ لَكَ (30) و التّقديس: التّطهير «6» . و يقال: التّقديس:
الصّلاة «7» .
و قوله تعالى: نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ «8» (30) معناه نصلي لك.
و قوله تعالى: وَ أَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ «9» (33) أي ما كان يكتمه إبليس في نفسه.
و قوله تعالى: وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ (34) أي اجعلوه قبلة و السّجود للّه تعالى. و يقال: سجدة تحية «10» . و يقال: سجدة عبادة «11» . و السّجود: الخضوع.
(1) ذهب إليه ابن عباس كما في تنوير المقياس للفيروز آبادي 1/ 15 و ذهب إليه أيضا كل من مجاهد انظر تفسير الطبري 1/ 135 و الدر المنثور للسيوطي 1/ 38 و مقاتل بن سليمان أنظر تفسير مقاتل 27 و ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن 44.
(2) جاء في الكشاف للزمخشري «و قرأ زيد بن علي مطهرات» 1/ 262 و انظر التفسير الكبير لفخر الدين الرازي 2/ 130 و البحر المحيط لأبي حيان 1/ 117 و معجم القراءات القرآنية 1/ 39 و في شواذ القراءة للكرماني أنه قرأ (مطهرة بتخفيف الطاء و الهاء) 22.
(3) انظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة 44.
(4) في ى م: و يقال.
(5) يرى قطرب أنه يجوز ذلك في الصفات كأن تقول هذا قليل و فوقه أي جاوزه في القلة و لا يجوز في الأسماء فلا يصح أن تقول فوق النملة إذا أردت أصغر منها. انظر الأضداد 271- 272 و قال ابن السكيت إنها من الأضداد أنظر الأضداد 101 و مثله ذهب ابن الأنباري في كتابه الأضداد 217 و انظر معاني القرآن للأخفش 1/ 53.
(6) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1/ 36، و غريب القرآن للسجستاني 205.
(7) ذهب إليه كل من قتادة انظر تفسير الطبري 1/ 167. و ابن مسعود أنظر الدر المنثور للسيوطي 1/ 46.
(8) في جميع النسخ ( نُقَدِّسُ لَكَ ) و انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1/ 36.
(9) في ى (و يعلم ما تبدون و ما تكتمون) و في م (يعلم ما تبدون و ما تكتمون).
(10) ذهب إليه ابن عباس كما في تنوير المقياس للفيروز ابادي 7 و ذهب إليه قتادة، انظر مجمع البيان للطبرسي 1/ 81 و التبيان للطوسي 1/ 150 و الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 1/ 293.