کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب


صفحه قبل

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏4، ص: 178

بيده إلى عضده، فرفعه. و كان منذ أوّل ما صعد رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- مثال عليّا حتّى صارت رجله مع ركبة رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-.

ثمّ قال: معاشر النّاس، هذا عليّ أخي و وصيّي و واعي علمي، و خليفتي على أمّتي و على تفسير كتاب اللّه- عزّ و جلّ- و الدّاعي إليه، و العامل بما يرضاه، و المحارب لأعدائه، و الموالي على طاعته، و النّاهي عن معصيته. خليفة رسول اللّه، و أمير المؤمنين، و الإمام الهادي، و قاتل النّاكثين و القاسطين و المارقين بأمر اللّه. أقول: ما يبدّل القول لديّ [بأمر اللّه‏ «1» ربّي. أقول: اللّهمّ، وال من والاه، و عاد من عاداه، و العن من أنكره، و اغضب‏] «2» على من جحد حقّه. اللّهمّ، إنّك أنزلت عليّ أنّ الإمامة [بعدي‏] «3» لعليّ وليّك، عند تبياني ذلك و نصبي إيّاه، بما أكملت لعبادك من دينهم و أتممت عليهم نعمتك‏ «4» و رضيت لهم الإسلام دينا، فقلت‏ «5» : وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ‏ . اللّهمّ إنّي أشهدك [و كفى بك شهيدا] «6» أنّي قد بلّغت.

معاشر النّاس، إنّما أكمل اللّه- عزّ و جلّ- «7» دينكم بإمامته. فمن لم يأتمّ به و بمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة و العرض على اللّه- عزّ و جلّ- فأولئك الّذين حبطت أعمالهم و في النّار هم [فيها] «8» خالدون لا يخفّف اللّه‏ «9» عنهم العذاب و لا هم ينظرون.

معاشر النّاس، هذا عليّ أنصركم لي، و أحقّكم بي، و أقربكم إليّ، و أعزّكم عليّ. و اللّه- عزّ و جلّ- و أنا عنه راضيان. و ما نزلت آية رضى إلّا فيه، و ما خاطب اللّه الّذين آمنوا إلّا بدأ به، و لا نزلت آية مدح في القرآن إلّا فيه. و لا شهد اللّه‏ «10» بالجنّة في‏

(1) ليس في المصدر.

(2) ليس في أ.

(3) من المصدر.

(4) المصدر: بنعمتك.

(5) آل عمران/ 85.

(6) من المصدر.

(7) هكذا في المصدر. و في النسخ: اللّه- عزّ و جلّ- أكمل.

(8) من المصدر.

9 و 10- ليس في المصدر.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏4، ص: 179

هَلْ أَتى‏ عَلَى الْإِنْسانِ. «1» إلّا له، و لا أنزلها في سواه [، و لا مدح بها غيره.

معاشر النّاس، هو ناصر دين اللّه، و المجادل عن رسول اللّه، و هو التّقي النّقي الهادي المهديّ‏] «2» نبيّكم خير نبيّ، و وصيّكم خير وصيّ، و بنوه خير الأوصياء.

معاشر النّاس، ذرّيّة كلّ نبيّ من صلبه، و ذرّيّتي من صلب عليّ.

معاشر النّاس، إنّ إبليس أخرج آدم من الجنّة بالحسد، فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم و تزلّ أقدامكم. فإنّ آدم- عليه السّلام- أهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة و هو صفوة اللّه- عزّ و جلّ- فكيف بكم و أنتم أنتم؟ و منكم أعداء اللّه. ألا إنّه لا يبعض عليّا إلّا شقي، و لا يتولّى عليّا إلّا نقيّ، و لا يؤمن به إلّا مؤمن مخلص. و في عليّ- و اللّه- أنزلت سورة العصر: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، وَ الْعَصْرِ إلى آخره.

معاشر النّاس، قد استشهدت اللّه و بلّغتكم رسالتي‏ وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ‏ «3» . .

معاشر النّاس، اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ‏ «4» . .

معاشر النّاس، «آمنوا باللّه و رسوله و النّور الّذي أنزل معه‏ «5» ». «من قبل أن نطمس وجوها فنردّها على أدبارها «6» ».

معاشر النّاس، النّور من اللّه- عزّ و جلّ- فيّ، ثمّ مسلوك‏ «7» في عليّ- عليه السّلام- ثمّ في النّسل منه إلى القائم المهديّ، الّذي يأخذ بحقّ اللّه و بكلّ حقّ هو لنا. لأنّ اللّه- عزّ و جلّ- قد جعلنا حجّة على المقصّرين و المعاندين و المخالفين و الخائنين و الآثمين و الظّالمين من جميع العالمين.

معاشر النّاس، إنّي أنذركم «أنّي رسول اللّه إليكم قد خلت من قبلي الرّسل أ فإن متّ أو قتلت انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضرّ اللّه شيئا

(1) و هي سورة الإنسان (76)

(2) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(3) المائدة/ 99.

(4) آل عمران/ 102.

(5) إشارة إلى آية 8، من سورة التغابن.

(6) إشارة إلى آية 47، من سورة النساء

(7) المصدر: مسلوك ثم.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏4، ص: 180

و سيجزي اللّه الشّاكرين‏ «1» .» ألا و إنّ عليّا [هو] «2» الموصوف بالصّبر و الشّكر، ثمّ من بعده ولدي من صلبه.

معاشر النّاس، «لا تمنّوا على اللّه تعالى إسلامكم‏ «3» » فيسخط عليكم و يصيبكم بعذاب من عنده «إنّه لبالمرصاد «4» ».

معاشر النّاس، [، إنّه‏] سيكون من بعدي أئمّة يدعون إلى النّار، و يوم القيامة لا ينصرون.

معاشر النّاس، إنّ اللّه و أنا بريئان منهم.

معاشر النّاس، إنّهم و أشياعهم و أتباعهم و أنصارهم في الدّرك الأسفل من النّار، و لبئس مثوى المتكبّرين. ألا إنّهم أصحاب الصّحيفة، فلينظر أحدكم في صحيفته.

قال: فذهب على النّاس- إلّا شر ذمة منهم- أمر الصّحيفة.

معاشر النّاس، إنّي أدعها إمامة و وراثة في عقبي إلى يوم القيامة. و قد بلّغت ما أمرت بتبليغه حجّة على كلّ حاضر و غائب، و على كلّ أحد، و ممّن شهد أو لم يشهد، ولد أو لم يولد. فليبلّغ الحاضر الغائب، و الوالد الولد إلى يوم القيامة. و سيجعلونها ملكا و اغتصابا. ألا لعن اللّه الغاصبين و المغتصبين. و عندها سنفرغ لكم أيّها الثّقلان فيرسل عليكما شواظ من نار و نحاس فلا تنتصران.

معاشر النّاس، «إنّ اللّه- عزّ و جلّ- لم يكن يذركم على ما أنتم عليه حتّى يميز الخبيث من الطّيّب و ما كان اللّه ليطلعكم على الغيب‏ «5» .».

معاشر النّاس، «إنّه ما من قرية إلّا و اللّه مهلكها بتكذيبها «6» » «و كذلك يهلك القرى و هي ظالمة» «7» كما ذكر اللّه- تعالى- و هذا إمامكم و وليّكم. و هو مواعيد اللّه.

(1) إشارة إلى آية 144، من سورة آل عمران.

(2) من المصدر.

(3) إشارة إلى آية 17، من سورة الحجرات.

(4) إشاره إلى آية 14، من سورة الفجر.

(5) إشارة إلى آية 179، من سورة آل عمران.

(6) إشارة إلى آية 208، من سورة الشعراء.

(7) إشارة إلى آية 11، من سورة الأنبياء و آية 45، من سورة الحج.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏4، ص: 181

و اللّه يصدق ما وعده.

معاشر النّاس، قد ضلّ قبلكم أكثر الأوّلين. و اللّه لقد أهلك الأوّلين، و هو مهلك الآخرين [. قال اللّه تعالى‏ «1» : أَ لَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ. ] «2» .

معاشر النّاس، إنّ اللّه قد أمرني و نهاني، و قد أمرت عليّا و نهيته فعلم الأمر و النّهي من ربّه- عزّ و جلّ- فاسمعوا لأمره تسلموا، و أطيعوه تهتدوا، و انتهوا لنهيه ترشدوا، و صيروا إلى مراده و لا تتفرّق بكم السّبل عن سبيله.

[معاشر النّاس،] «3» أنا صراط اللّه المستقيم الّذي أمركم باتّباعه، ثمّ عليّ من بعدي، ثمّ ولدي من صلبه. أئمّة يهدون بالحقّ‏ «4» و به يعدلون. ثمّ قرأ- صلّى اللّه عليه و آله و سلم- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ إلى آخرها. و قال: فيّ نزلت، و فيهم نزلت، و لهم عمّت، و إيّاهم خصّت، أولئك «أولياء اللّه لا خوف عليهم و لا هم يحزنون‏ «5» .» ألا إن‏ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ‏ «6» . ألا إنّ أعداء عليّ هم أهل الشّقاق [و النّفاق و الحادون، و هم‏] «7» العادون و إخوان الشّياطين الّذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا «8» .

ألا إنّ أولياءهم المؤمنون، الّذين ذكرهم اللّه في كتابه فقال- عزّ و جلّ- «9» : لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ‏ (إلى آخر الآية.) ألا إنّ أولياءهم الّذين وصفهم اللّه- عزّ و جلّ- فقال‏ «10» : الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ. ألا إنّ [الّذين وصفهم اللّه- عزّ و جلّ- فقال‏ «11» :] «12» الّذين يدخلون‏

(1) المرسلات/ 16- 19.

(2) من المصدر.

(3) من المصدر.

(4) المصدر: إلى الحق.

(5) إشارة إلى آية 62، من سورة يونس.

(6) المجادلة/ 22.

(7) من المصدر.

(8) إشارة إلى آية 112، من سورة الانعام.

(9) المجادلة/ 22.

(10) الأنعام/ 82.

(11) إشارة إلى آية 46، من سورة الحجر.

(12) من المصدر.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏4، ص: 182

الجنّة آمنين «و تتلقّاهم الملائكة بالتّسليم أن طبتم فادخلوها خالدين‏ «1» » ألا إنّ أولياءهم الّذين قال [لهم‏] «2» - عزّ و جلّ- «3» : يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ [يُرْزَقُونَ فِيها] «4» بِغَيْرِ حِسابٍ‏ ألا إنّ أعداءهم الّذين يصلون سعيرا «5» . ألا إنّ أعداءهم الّذين يسمعون «لجهنم شهيقا و هي تفور «6» » «و لها زفير» «7» [ألا إن أعداءهم الذين قال الله فيهم‏ «8» :] «9» كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها (الآية) ألا إنّ أعداءهم الّذين قال اللّه- عزّ و جلّ- «10» . كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ «11» (الآية) إنّ أولياءهم‏ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ «12» . .

معاشر النّاس شتّان ما بين السّعير و الجنّة. عدوّنا من ذمّه اللّه و لعنه، و وليّنا من أحبّه اللّه و مدحه.

معاشر النّاس، ألا «و إنّي منذر، و عليّ هاد «13» ».

معاشر النّاس، إنّي نبيّ و عليّ وصيّي. ألا أنّ خاتم الأئمّة منّا القائم المهديّ [صلوات اللّه عليه.] «14» ألا إنّه الظّاهر على الدّين. ألا إنّه المنتقم من الظّالمين. ألا إنّه فاتح الحصون و هادمها. ألا إنّه قاتل كلّ قبيلة من أهل الشّرك. ألا أنّه مدرك بكلّ ثأر لأولياء اللّه- عزّ و جلّ-. ألا إنّه ناصر دين اللّه- عزّ و جلّ- «15» . ألا إنّه الغرّاف في بحر عميق.

ألا إنّه يسم كلّ ذي فضل بفضله، و كلّ ذي جهل بجهله. ألا إنّه خيرة اللّه و مختاره. ألا

(1) إشارة إلى آية 102- 103، من سورة الأنبياء.

(2) من المصدر.

(3) الزمر/ 40.

(4) من القرآن المجيد.

(5) لعل إشارته- صلّى اللّه عليه و آله- إلى آية 12، من سورة الانشقاق.

(6) إشارة إلى آية 7، من سورة الملك.

(7) إشارة إلى آية 106، من سورة هود.

(8) الأعراف/ 38.

(9) من المصدر.

(10) الملك/ 8.

(11) المصدر: إلى قوله تعالى «في ضلال مبين.»

(12) الملك/ 12.

(13) إشارة إلى آية 7، من سورة الرعد.

(14) ليس في المصدر.

(15) المصدر: الناصر لدين دين اللّه- عزّ و جلّ-.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏4، ص: 183

إنّه وارث كلّ علم، و المحيط به. ألا إنّه المخبر عن ربّه- عزّ و جلّ- المنبّه بأمر إيمانه. ألا إنّه الرّشيد السّديد. ألا إنّه المفوّض إليه. ألا إنّه قد بشّر به من سلف بين يديه. ألا إنّه الباقي حجّة و لا حجّة بعده، و لا حقّ إلّا معه، و لا نور إلّا عنده. ألا إنّه لا غالب له، و لا منصور عليه. ألا إنّه وليّ اللّه في أرضه، و حكمه في خلقه، و أمينه في سرّه و علانيته.

معاشر النّاس، قد بيّنت لكم و أفهمتكم، و هذا عليّ يفهمكم بعدي. ألا و إنّي عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافحتي على بيعته و الإقرار به، ثمّ مصافحته من بعدي. ألا و إنّي قد بايعت اللّه، و عليّ قد بايعني، و أنا آخذكم بالبيعة له عن اللّه- عزّ و جلّ- فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى‏ نَفْسِهِ‏ «1» (الآية).

معاشر النّاس‏ إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ «2» مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ «3» (الآية).

معاشر النّاس، حجوا البيت، فما ورده أهل بيت‏ «4» إلّا استغنوا، و لا تخلّفوا عنه إلّا افتقروا.

معاشر النّاس، ما وقف بالموقف مؤمن إلّا غفر اللّه له ما سلف من ذنبه إلى وقته ذلك، فإذا انقضت حجّته استؤنف عمله.

معاشر النّاس، الحجّاج معانون و نفقاتهم مختلفة، و اللّه لا يضيع أجر المحسنين.

معاشر النّاس، حجّوا البيت بكمال الدّين و التّفقّه، و لا تنصرفوا عن المشاهد إلّا بتوبة و إقلاع.

معاشر النّاس، أقيموا الصّلاة و آتوا الزّكاة كما أمركم اللّه- عزّ و جلّ- لئن طال عليكم الأمد فقصّرتم أو نسيتم، فعليّ وليّكم و مبيّن لكم. الّذي نصّبه اللّه- عزّ و جلّ- بعدي، و من خلّفه اللّه منّي و أنا منه، يخبركم بما تسألون منه و يبيّن لكم ما لا تعلمون. ألا إنّ الحلال و الحرام أكثر من أن أحصيهما أو أعرّفهما، فآمر بالحلال و أنهى‏

(1) الفتح/ 10.

(2) المصدر و النسخ: المروة و العمرة.

(3) البقرة/ 158.

(4) هكذا في المصدر. و في النسخ: أهل البيت.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏4، ص: 184

عن الحرام في مقام واحد. فأمرت أن آخذ البيعة منكم‏ «1» و الصّفقة لكم بقبول ما جئت به عن اللّه- عزّ و جلّ- في علي أمير المؤمنين و الأئمّة من بعده، الّذين هم منّي. و منه أئمّة قائمة منهم المهديّ إلى يوم القيامة، الّذي يقضي بالحقّ.

معاشر النّاس، و كلّ حلال دللتكم عليه و كلّ‏ «2» حرام نهيتكم عنه، فإني لم أرجع عن ذلك و لم أبدّل. ألا فاذكروا ذلك، و احفظوه، و تواصوا به، و لا تبدّلوه و لا تغيّروه. ألا و إنّي أجدّد القول، ألا فأقيموا الصّلاة و آتوا الزّكاة و أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر. ألا و إنّ رأس الأمر بالمعروف [و النّهي عن المنكر،] «3» أن تنتهوا إلى قولي و تبلّغوه من لم يحضره و تأمروه بقبوله و تنهوه عن مخالفته، فإنّه أمر من اللّه- عزّ و جلّ- و منّي. و لا أمر بمعروف و لا نهي عن منكر. إلّا مع إمام معصوم.

معاشر النّاس، القرآن يعرّفكم أنّ الأئمّة من بعده ولده، و عرّفتكم أنّهم‏ «4» منّي و منه. حيث يقول اللّه- عزّ و جلّ- [في كتابه‏ «5» :] «6» وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ.

و قلت: لن تضلّوا ما إن تمسكتم بهما.

معاشر النّاس، التّقوى. التّقوى. احذروا السّاعة كما قال اللّه- تعالى- «7» :

إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْ‏ءٌ عَظِيمٌ. اذكروا الممات و الحساب، و الموازين و المحاسبة بين يدي ربّ العالمين، و الثّواب و العقاب. فمن جاء بالحسنة أثيب، و من جاء بالسّيّئة فليس له في الجنان نصيب.

معاشر النّاس، إنّكم أكثر من أن تصافقوني بكفّ واحدة، و قد أمرني اللّه- عزّ و جلّ- أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعليّ من إمرة المؤمنين و من جاء بعده من الأئمّة منّي و منه، على ما أعلمتكم أنّ ذرّيّتي من صلبه. فقولوا بأجمعكم: إنّا سامعون مطيعون، راضون منقادون لما «8» بلّغت عن ربّنا و ربّك في أمر عليّ- صلوات اللّه عليه-

(1) هكذا في المصدر. و في النسخ: عليكم.

(2) المصدر: «أو» بدل «و كلّ».

(3) من المصدر.

(4) المصدر: أنّه.

(5) الزخرف/ 28.

(6) من المصدر.

(7) الحج/ 1.

صفحه بعد