کتابخانه تفاسیر
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج7، ص: 153
قرّعك أمير المؤمنين- عليه السّلام- بكلمة فولّيت مولولة؟
فقالت: إنّ ابن أبي طالب، و اللّه، استقبلني فأخبرني بما هو [فيّ، و بما] «1» كتمته من بعلي منذ ولي عصمتي، لا و اللّه ما رأيت طمثا من حيث تراه «2» النّساء.
قال: فرجع عمرو بن حريث إلى أمير المؤمنين- عليه السّلام- [فقال له: يا أمير المؤمنين، ما نعرفك بالكهانة.
فقال: و ما ذلك، يا ابن حريث؟
فقال له: يا أمير المؤمنين] «3» إنّ هذه المرأة ذكرت أنّك أخبرتها «4» بما هو فيها، و أنها لم تر طمثا قطّ من حيث تراه النّساء.
فقال له: ويلك، يا ابن حريث، إنّ اللّه- تبارك و تعالى- خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، و ركّب الأرواح في الأبدان، فكتب بين أعينها: كافر و مؤمن، و ما هي مبتلاة به إلى يوم القيامة، ثمّ أنزل بذلك قرآنا على محمّد- صلّى اللّه عليه و آله- فقال:
إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ فكان رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- المتوسّم، ثمّ أنا من بعده، ثمّ الأوصياء من ذرّيّتي من بعدي، إنّي لمّا رأيتها تأمّلتها فأخبرتها بما هو فيها، و لم أكذب.
إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77): باللّه و رسله.
وَ إِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ (78): هم قوم شعيب- عليه السّلام- كانوا يسكنون الغيضة، فبعثه اللّه- تعالى- إليهم فكذّبوه، فاهلكوا بالظّلّة.
و «الأيكة» الشّجرة المتكاثفة.
فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ : بالإهلاك.
قيل «5» : يعني: سدوم و الأيكة.
و قيل «6» : الأيكة و مدين، فإنّه كان مبعوثا إليهما، و كان ذكر أحدهما منبّها على الأخرى.
(1) من المصدر.
(2) كذا في أ، و في سائر النسخ: ترينه.
(3) نور الثقلين 3/ 26، ح 94.
(4) كذا في المصدر. و في النسخ: لخبرتها.
5 و 6- أنوار التنزيل 1/ 545.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج7، ص: 154
لَبِإِمامٍ مُبِينٍ (79): لبطريق واضح.
و «الإمام» اسم ما يؤتمّ به. فسمّي به اللّوح، و مطمر البناء، و الطّريق، لأنّهما ما يؤتّم به.
وَ لَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80)، يعني: ثمود كذّبوا صالحا.
و من كذّب واحدا من الرّسل، فقد كذّب الجميع.
و يجوز أن يراد بالمرسلين: صالح و من معه من المؤمنين.
و «الحجر» واد بين المدينة و الشّام يسكنونه.
وَ آتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (81)، يعني: آيات الكتاب المنزل على نبيّهم. أو معجزاته، كالنّاقة و سقيها و شربها و درّها. أو ما نصب لهم من الأدلّة.
وَ كانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ (82): من الانهدام، و نقب اللّصوص، و تخريب الأعداء لوثاقتها. أو من العذاب لفرط غفلتهم، أو حسبانهم أنّ الجبال تحميمهم منه.
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83) فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (84): من بناء البيوت الوثيقة، و استكثار الأموال و العدد.
وَ ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِ : متلبّسا بالحقّ، لا يلائم استمرار الفساد و دوام الشّرور. فلذلك اقتضت الحكمة إهلاك أمثال هؤلاء، و إزاحة فسادهم من الأرض.
وَ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ : فينتقم اللّه فيها ممّن كذّبك.
فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85): و لا تعجل بالانتقام منهم، و عاملهم معاملة الصفوح الحليم «1» .
و قيل «2» : هو منسوخ بآية السّيف.
و في عيون الأخبار «3» : عن الرّضا- عليه السّلام- حديث طويل، و فيه قال- عليه السّلام- في قول اللّه- عزّ و جلّ-: فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ قال: العفو من غير عتاب.
(1) كذا في أنوار التنزيل 1/ 546. و في النسخ:
«الحكيم المقصود المخالفة» بدل «الصفوح الحليم».
(2) نفس المصدر و الموضع.
(3) العيون 1/ 229، ح 50.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج7، ص: 155
و في أمالي الصّدوق- رحمه اللّه- «1» بإسناده: عن الصّادق، جعفر بن محمّد، عن أبيه- عليهما السّلام- قال: قال عليّ بن الحسين زين العابدين- عليه السّلام- مثله.
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ : الّذي خلقك و خلقهم، و بيده أمرك و أمرهم.
الْعَلِيمُ (86): بحالك و حالهم، فهو حقيق بأن تكل ذلك إليه ليحكم بينكم. أو هو الّذي خلقكم و علم الأصلح لكم، و قد علم أنّ الصّفح اليوم أصلح.
و «الخلّاق» يختصّ بالكثير.
وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً : سبع آيات، و هي الفاتحة.
و قيل «2» : سبع سور، و هي الطّوال، و سابعتها الأنفال و التّوبة فإنّهما في حكم سورة واحدة، و لذلك لم يفصل بينهما بالتّسمية.
و قيل «3» : التّوبة.
و قيل «4» : يونس. أو الحواميم السّبع.
و قيل «5» : سبع صحائف، و هي الأسباع.
مِنَ الْمَثانِي : بيان للسّبع.
و «المثاني» من التّثنية، أو الثّناء، فإنّ كلّ ذلك مثنى تكرّر قراءته أو ألفاظه أو قصصه و مواعظه. أو مثنى عليه بالبلاغة و الإعجاز. أو مثن على اللّه- تعالى- بما هو أهله من صفاته العظمى و أسمائه الحسنى.
و يجوز أن يراد بالمثاني: القرآن، أو كتب اللّه كلّها فيكون من للتّبعيض.
وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87): إن أريد بالسّبع الآيات أو السّور، فمن عطف الكلّ على البعض أو العامّ على الخاصّ. و إن أريد الأسباع، فمن عطف أحد الوصفين على الآخر.
و في تهذيب الأحكام «6» : محمّد بن عليّ بن محبوب، عن العبّاس، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي أيّوب، عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- عن السّبع المثاني و القرآن العظيم، هي الفاتحة؟
قال: نعم.
(1) أمالي الصدوق/ 68، ح 4.
2 و 3 و 4- أنوار التنزيل 1/ 546.
(5) أنوار التنزيل 1/ 546.
(6) التهذيب 2/ 289، ح 1157.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج7، ص: 156
قلت: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آية «1» من السّبع المثاني؟
قال: نعم، هي أفضلهنّ.
و في تفسير العيّاشيّ «2» : ابن عبد الرّحمن، عمن رفعه قال: سألت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- عن قول اللّه- عزّ و جلّ-: وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ .
قال: هي سورة الحمد، و هي سبع آيات منها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . و إنّما سمّيت المثاني، لأنّها تثنّى في الرّكعتين.
عن أبي بكر الحضرميّ «3» ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: قال: إذا كان لك حاجة، فاقرأ المثاني و سورة [أخرى] «4» و صلّ ركعتين و ادع اللّه.
قلت: أصلحك اللّه، و ما المثاني؟
قال: فاتحة الكتاب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ .
عن سورة «5» بن كليب «6» ، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: سمعته يقول: نحن المثاني الّتي أعطى نبيّنا.
عن يونس بن عبد الرّحمن «7» ، عمّن [ذكره] «8» رفعه قال: سألت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- عن قول اللّه: وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ .
قال: إنّ ظاهرها الحمد، و باطنها ولد الولد، و السّابع منها القائم- عليه السّلام-.
قال حسّان «9» : سألت أبا جعفر- عليه السّلام- عن قول اللّه: وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ .
قال: [ (ليس)] «10» هكذا تنزيلها، إنّما هي: و لقد آتيناك سبعا من المثاني [نحن هم] «11» و القرآن العظيم ولد الولد.
عن القسم بن عروة «12» ، عن أبي جعفر- عليه السّلام- في قول اللّه:] «13»
(1) ليس في المصدر.
(2) تفسير العياشي 1/ 19، ح 3.
(3) نفس المصدر 2/ 249، ح 35.
(4) من المصدر.
(5) نفس المصدر و الموضع، ح 36.
(6) كذا في المصدر. و في النسخ: «بنت كليب» بدل «سورة بن كليب».
(7) تفسير العياشي 2/ 250، ح 37.
(8) من المصدر.
(9) نفس المصدر و الموضع، ح 38.
(10) من المصدر.
(11) من المصدر. و يوجد المعقوفتان فيه أيضا.
(12) نفس المصدر و الموضع، ح 39.
(13) ما بين المعقوفتين ليس في ب.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج7، ص: 157
وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ.
قال: سبعة أئمّة و القائم.
عن السّديّ «1» ، عمّن سمع عليّا- عليه السّلام- يقول: سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي فاتحة الكتاب.
عن سماعة «2» [قال:] «3» قال أبو الحسن- عليه السّلام-: وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ . قال: لم يعط الأنبياء إلّا محمّد- صلّى اللّه عليه و آله-. و هم السّبعة الأئمّة الّذين يدور عليهم الفلك. وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ محمّد- صلّى اللّه عليه و آله-.
عن محمّد بن مسلم «4» ، عن أحدهما- عليهما السّلام- قال: سألته عن قوله: وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ .
قال: فاتحة الكتاب يثنّى فيها القول.
في كتاب الاحتجاج «5» للطّبرسيّ- رحمه اللّه-: روي عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ- عليهما السّلام- قال: قال عليّ- عليه السّلام- لبعض أحبار اليهود في أثناء كلام طويل، يذكر فيه مناقب النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: و زاد اللّه- عزّ ذكره- محمّدا- صلّى اللّه عليه و آله- السّبع الطّوال و فاتحة الكتاب، و هي السّبع المثاني و القرآن العظيم.
و في عيون الأخبار «6» : عن الرّضا- عليه السّلام- حديث طويل. و في آخره: و قيل لأمير المؤمنين- عليه السّلام-: أخبرنا عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هي من فاتحة الكتاب؟
فقال: نعم، كان رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- يقرأها و يعدّها آية منها، و يقول: فاتحة الكتاب، و هي السّبع المثاني.
و بإسناده «7» إلى الحسن بن عليّ: عن أبيه، عن «8» عليّ بن محمّد، عن أبيه، عن «9» محمّد بن عليّ، عن أبيه الرّضا، عن آبائه، عن عليّ- عليهم السّلام- أنّه قال: إنّ
(1) تفسير العياشي 2/ 251، ح 40.
(2) نفس المصدر و الموضع، ح 41.
(3) من المصدر.
(4) تفسير العياشي 2/ 249، ح 34.
(5) الاحتجاج 1/ 320.
(6) العيون 1/ 301، ذيل ح 59.
(7) نفس المصدر و الموضع، ح 60.
8، 9- ليس في المصدر.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج7، ص: 158
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آية من فاتحة الكتاب، و هي سبع آيات تمامها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . سمعت رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- يقول: إنّ اللّه- تعالى- قال لي: يا محمّد وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ . فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب، و جعلها بإزاء القرآن العظيم.
و في كتاب التّوحيد «1» ، بإسناده إلى أبي سلام: عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: نحن المثاني الّتي أعطاها اللّه نبيّنا- صلّى اللّه عليه و آله-. و نحن وجه اللّه نتقلّب في الأرض بين أظهركم، عرفنا من عرفنا، و من جهلنا فأمامه اليقين «2» .
قال الصّدوق- رحمه اللّه-: قوله: «نحن المثاني»، أي: نحن الّذين قرننا النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- بالقرآن و أوصى بالتّمسّك بالقرآن و بنا، فأخبر أمّته أنّا لا نفترق حتّى نرد حوضه.
قيل «3» : لعلّهم- عليهم السّلام- عدوّا سبعا باعتبار أسمائهم، فإنّها سبعة. و على هذا فيجوز أن يجعل المثاني من الثّناء، و أن يجعل من التّثنية باعتبار تثنيتهم مع القرآن، و أن يجعل كناية عن عددهم الأربعة عشر، بأن يجعل نفسه واحدا منهم بالتّغاير الاعتباريّ بين المعطي و المعطى له.
و في مجمع البيان «4» : السبع المثاني هي فاتحة الكتاب. و هو قول عليّ- عليه السّلام-. و روي ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه- عليهما السّلام-.
و في أصول الكافي «5» : عليّ بن إبراهيم، عن صالح بن السّنديّ، عن جعفر بن بشير، عن سعد الإسكاف قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: أعطيت السّور الطّوال مكان التّوراة، و أعطيت المئين مكان الإنجيل، و أعطيت المثاني مكان الزّبور.
أبو عليّ الأشعريّ «6» ، عن الحسن بن عليّ بن [عبد اللّه، و حميد بن زياد عن
(1) العيون/ 151، ذيل ح 6.
(2) كذا في المصدر. و في النسخ: النبيّين. و في هامش نور الثقلين 3/ 29: كذا في النسخ، لكن تفسير العياشي و تفسير القمّي و المنقول عنهما في البحار و غيره: «فأمامه السعير» و هو الأظهر و يحتمل التصحيف أيضا.
(3) تفسير الصافي 3/ 121.
(4) المجمع 3/ 344.
(5) الكافي 2/ 601، ح 10.
(6) نفس المصدر و المجلّد/ 604، ح 5.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج7، ص: 159
الخشاب جميعا عن الحسن بن علي بن] «1» يوسف، عن معاذ بن ثابت، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: و من أوتي القرآن، فظنّ أنّ أحدا من النّاس أوتي أفضل ممّا أوتي، فقد عظّم ما حقّر اللّه و حقّر ما عظّم اللّه.
عليّ بن إبراهيم «2» ، عن أبيه و عليّ بن محمّد القاسانيّ جميعا، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود، عن سفيان بن عيينة، عن الزّهريّ، عن عليّ بن الحسين- عليهما السّلام- قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: من أعطاه اللّه القرآن، فرأى أنّ رجلا اعطي أفضل ممّا اعطي، فقد صغّر عظيما و عظّم صغيرا.
و الحديثان طويلان أخذت منهما موضع الحاجة.
لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ : لا تطمح ببصرك طموح راغب.
إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ : أصنافا من الكفّار. فإنّه مستحقر بالإضافة إلى ما أوتيته، فإنّه كمال مطلوب بالذّات مفض إلى دوام اللّذّات.
وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ : إنّهم لم يؤمنوا.
و قيل «3» : إنّهم المتمتّعون به.
وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88): و تواضع لهم و ارفق بهم.
في تفسير عليّ بن إبراهيم «4» : أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: لمّا نزلت هذه الآية لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: من لم يتعزّ بعزاء اللّه، تقطّعت نفسه على الدّنيا حسرات. و من رمى ببصره «5» إلى ما في أيدي «6» غيره، كثر همّه و لم يشف غيظه.
و من لم يعلم أنّ للّه عليه نعمة إلّا في مطعم أو ملبس، فقد قصر علمه و دنا عذابه. و من أصبح على الدّنيا حزينا، أصبح على اللّه ساخطا. و من شكا مصيبة نزلت به، فإنّما يشكو ربّه. و من دخل النّار من هذه الأمّة ممّن قرأ القرآن، فهو ممّن يتّخذ آيات اللّه
(1) من المصدر.
(2) الكافي 2/ 605، ح 7.
(3) أنوار التنزيل 1/ 546.
(4) تفسير القمّي 1/ 381.
(5) المصدر: بنظره.