کتابخانه تفاسیر
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج9، ص: 543
عبد اللّه- عليه السّلام - و تلا «1» رجل عنده هذه الآية: عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فقال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: ليس فيها «من» إنّما هي «و أوتينا كلّ شيء».
محمّد بن محمّد، «2» عن أحمد بن يوسف، عن داود الحدّاد، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: كنت عنده إذ نظرت إلى زوج حمام «3» ، فهدر الذّكر على الأنثى.
فقال لي: أ تدري ما يقول؟
قلت: لا.
قال: يقول: يا سكني و عرسي، ما خلق اللّه «4» أحبّ إليّ منك إلّا أن يكون مولاي جعفر بن محمّد.
عليّ بن إسماعيل «5» ، عن محمّد بن عمرو الزّيّات، عن أبيه، عن «6» الفيض بن المختار قال: سمعت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- يقول: إنّ سليمان بن داود قال: عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. و قد، و اللّه، علّمنا منطق الطّير و علم كلّ شيء.
أحمد بن موسى «7» ، عن محمّد بن أحمد المعروف بغزال، عن محمّد بن الحسين، عن سليمان من ولد جعفر بن أبي طالب قال: كنت مع أبي الحسن الرّضا- عليه السّلام- في حائط له إذ جاء عصفور فوقع بين يديه و أخذ يصيح و يكثر الصّياح و يضطرب.
فقال لي: يا فلان. أ تدري ما تقول «8» هذا العصفور؟
قال «9» : قلت: اللّه و رسوله و ابن رسوله أعلم.
قال: إنّها تقول: إنّ حيّة تريد أن تأكل «10» فراخي في البيت، [فخذ معك العصا] «11» و ادخل [البيت و اقتل] «12» الحيّة.
(1) المصدر: قال فتلا.
(2) نفس المصدر و الصفحة، ح 4.
(3) في المصدر: زيادة «عنده».
(4) ليس في المصدر.
(5) البصائر/ 364، ح 17.
(6) ليس في المصدر.
(7) نفس المصدر/ 365، ح 19.
(8) كذا في المصدر: و في النسخ: يقول.
(9) ليس في س، أ، المصدر.
(10) في المصدر: «أكل» بدل «أن تأكل».
(11) ليس في أ. و في المصدر: «فقم فخذ تيك النبعة» بدل «فخذ معك العصا».
(12) ليس في أ.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج9، ص: 544
قال: فأخذت التّبعة «1» ، و هي العصا، و دخلت إلى البيت و إذا حيّة تجول «2» في البيت فقتلتها.
أحمد بن محمّد «3» ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن ثعلبة، عن سالم، مولى «4» أبان بيّاع الزّطّي قال: كنّا في حائط لأبي عبد اللّه- عليه السّلام- معه «5» و نفر معي، قال:
فصاحت العصافير.
فقال: أ تدري ما تقول هذه «6» ؟
فقلنا: جعلنا اللّه فداك، ما «7» ندري و اللّه «8» ما تقول.
قال: تقول: اللّهمّ، إنّا خلق من خلقك و لا بدّ لنا من رزقك، فأطعمنا و اسقنا.
أحمد بن محمّد «9» ، عن الحسين بن سعيد و البرقيّ، عن النّضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ، عن ابن مسكان، عن عبد اللّه بن فرقد قال: خرجنا مع أبي عبد اللّه- عليه السّلام- متوجّهين إلى مكّة، حتّى إذا كنّا بسرف «10» استقبله عذاب ينعق في وجهه.
فقال: مت جوعا، ما تعلم شيئا إلّا و نحن نعلمه، ألا إنّا أعلم باللّه منك.
فقلنا: هل كان في وجهه شيء؟
قال: نعم، سقطت ناقة بعرفات.
أحمد بن محمّد «11» ، عن الحسين بن سعيد، عن النّضر بن سويد، عن يحيى «12» الحلبيّ، عن ابن مسكان، عن أبي أحمد، عن شعيب بن الحسن قال: كنت عند أبي جعفر- عليه السّلام- جالسا فسمع «13» صوت فاختي «14» .
فقال: تدرون ما تقول [هذه؟
فقلنا: و اللّه، ما ندري.] «15»
(1) كذا في المصدر. و في النسخ: التبعة.
(2) المصدر: تحول.
(3) البصائر/ 365، ح 20.
(4) كذا في المصدر، و جامع الرواة 1/ 350. و في النسخ: «بن» بدل «مولى».
5 و 6- ليس في المصدر.
(7) في س، أ، م، ن، المصدر: «لا» بدل «ما».
(8) ليس في المصدر.
(9) البصائر/ 365، ح 21.
(10) سرف: موضع على ستّة أميال من مكّة.
(11) البصائر/ 363، ح 8.
(12) ليس في المصدر.
(13) المصدر: نسمع.
(14) في المصدر: «صوتا من الفاختة» بدل «صوت فاختي».
(15) ليس في المصدر.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج9، ص: 545
قال: تقول: فقدتكم. فافقدوها قبل أن تفقدكم.
محمّد بن عبد الجبّار «1» ، عن الحسن بن الحسين «2» اللّؤلؤيّ، عن أحمد بن الحسن الميثميّ [، عن محمّد بن الحسن بن زياد الميثميّ] «3» ، عن مليح «4» ، عن أبي حمزة قال: كنت عند عليّ بن الحسين- عليهما السّلام- و عصافير على الحائط «5» يصحن.
فقال: يا أبا حمزة، أ تدري ما يقلن؟
[قلت: لا أدري] «6» .
قال: يتحدّثن أنّهنّ «7» في وقت يشكون «8» قوتهنّ.
أحمد بن محمّد، عن الحسين «9» بن سعيد «10» و البرقي، عن النّضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ، عن عبد اللّه بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن عليّ بن سنان قال: كنّا عند أبي عبد اللّه- عليه السّلام- فسمع صوت فاختي «11» في الدّار.
فقال: أين هذه الّتي أسمع صوتها؟
قلنا: هي في الدّار أهديت لبعضهم.
فقال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: أما لنفقدنّك قبل أن تفقدنا.
قال: ثمّ أمر بها فأخرجت من الدّار.
أحمد بن محمّد «12» ، عن بكر بن صالح، عن محمّد بن أبي حمزة، عن عمر بن [محمّد] «13» الإصبهانيّ قال: أهديت لإسماعيل بن أبي عبد اللّه صلصلا «14» ، فدخل أبو عبد اللّه- عليه السّلام- فلمّا رآها «15» قال: ما هذا الطّير المشئوم «16» ؟ فإنّه يقول: فقدتكم، فقدتكم «17» ، فافقدوه قبل أن يفقدكم.
(1) نفس المصدر و الصفحة، ح 9.
(2) كذا في المصدر، و جامع الرواة 1/ 193. و في النسخ: الحسين بن الحسن.
(3) ليس في المصدر. و في أ: زيادة «عن محمد بن».
(4) المصدر: صالح.
(5) في المصدر، زيادة «قبالته».
(6) ليس في المصدر.
(7) المصدر: أنّ لهنّ.
(8) المصدر: سألن فيه.
(9) ن: الحسن.
10 و 11- ليس في المصدر.
(12) البصائر/ 365- 366، ح 22.
(13) من المصدر.
(14) الصلصل: طائر أو الفاختة.
(15) المصدر: رآه.
(16) في المصدر: زيادة «اخرجوا».
(17) ليس في أ، المصدر.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج9، ص: 546
و عنه «1» عن الجامورانيّ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن محمّد بن يوسف «2» التّميميّ، عن محمّد بن جعفر، عن أبيه قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: أ تدرون ما تقول «3» الصّنانية «4» إذا هي «5» ترنّمت؟ تقول: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ حتّى تقرأ أمّ الكتاب، فإذا كان في آخرها قالت: وَ لَا الضَّالِّينَ .
عبد اللّه بن محمّد «6» ، عن: محمّد بن إبراهيم بن شمر «7» ، عن بشير «8» ، عن عليّ بن أبي حمزة قال: دخل رجل من موالي أبي الحسن، فقال: جعلت فداك، أحبّ أن تتعذّى عندي. فقام أبو الحسن حتّى مضى معه و دخل البيت، و إذا في البيت سرير فقعد على السّرير و تحت السّرير زوج حمام، فهدر الذّكر على الأنثى، و ذهب الرّجل ليحمل الطّعام فرجع و أبو الحسن- عليه السّلام- يضحك.
فقال: أضحك اللّه سنّك، ممّا «9» ضحكت؟
فقال: إنّ هذا الحمام هدر على هذه الحمامة «10» ، فقال لها: يا سكني و يا «11» عرسي، و اللّه، ما على وجه الأرض [أحد] «12» أحبّ إليّ منك ما خلا هذا القاعد على السّرير. [قال:] «13» قلت: جعلت فداك، و تفهم كلام الطّير.
قال: نعم، عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ .
عبد اللّه بن محمّد «14» ، عمّن رواه، عن محمّد بن عبد الكريم، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: قال أمير المؤمنين- عليه السّلام- لابن عبّاس: إنّ اللّه علّمنا منطق الطّير، كما علّمه «15» سليمان بن داود، و منطق كلّ دابّة في برّ و بحر.
إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16): الّذي لا يخفى على أحد.
(1) البصائر/ 366، ح 25.
(2) ن، المصدر: سيف.
(3) س، أ، ن: يقول.
(4) المصدر: الصائنيّة. و الظاهر أنّ المقصود منه الخطّاف كما مرّ بنا في حديث المناقب 4/ 68.
(5) ليس في المصدر.
(6) البصائر/ 366، ح 25.
(7) في المصدر: «عن عمر» بدل «بن شمر». و في ن: بن بستر.
(8) س، أ، م، ن: بشر.
(9) المصدر: بم.
(10) كذا في المصدر. و في النسخ: الحمام.
(11) ليس في المصدر.
12 و 13- من المصدر.
(14) البصائر/ 363- 364، ح 12.
(15) كذا في المصدر. و في النسخ: علّم.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج9، ص: 547
و في مجمع البيان «1» : و روى الواحديّ بالإسناد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه- عليهما السّلام- قال: أعطي سليمان بن داود ملك مشارق الأرض و مغاربها، فملك سبعمائة سنة و ستّة أشهر، ملك أهل الدّنيا كلّهم من الجنّ و الإنس و الشّياطين و الدّوابّ و الطّير و السّباع، و أعطي علم كلّ شيء و منطق كلّ شيء، و في زمانه صنعت الصّنائع العجيبة «2» الّتي سمع بها النّاس، و ذلك قوله: عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ .
و في بصائر الدّرجات «3» : أحمد بن موسى، عن محمّد بن الحسين، عن النّضر بن شعيب، عن عمر بن خليفة، عن شيبة بن «4» الفيض، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر- عليه السّلام- يقول: يا أيّها النّاس عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ .
و في جوامع الجامع «5» : إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ و
عن الصّادق- عليه السّلام- يعني: الملك و النّبوّة.
و يروى: أنّه خرج من بيت المقدس مع ستّمائة ألف كرسيّ عن يمينه و شماله «6» ، و أمر الطّير فأظلّتهم، و أمر الرّيح فحملتهم حتّى وردت بهم المدائن ثمّ رجع فبات في إصطخر، فقال: بعضهم لبعض: هل رأيتم «7» ملكا قطّ «8» أعظم من هذا أو سمعتم؟ قالوا: لا فنادى ملك في السّماء لثواب تسبيحة واحدة في اللّه أعظم ممّا رأيتم.
وَ حُشِرَ : و جمع.
لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17):
يحبسون، يحبس أوّلهم على آخرهم ليتلاحقوا «9» .
و
في تفسير عليّ بن إبراهيم «10» : قوله- عزّ و جلّ-:
(1) المجمع 4/ 214.
(2) المصدر: المعجبة. و في م: العجيب.
(3) البصائر/ 364- 365، ح 18.
(4) المصدر: عن.
(5) الجوامع/ 335- 336.
(6) المصدر: يساره.
(7) في المصدر: زيادة «قط».
(8) ليس في المصدر.
(9) كذا في أنوار التنزيل 2/ 172. و في النسخ:
ليتلاصقوا. و ليتلاحقوا أي ليدرك بعضها بعضا.
(10) تفسير القمي 2/ 126.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج9، ص: 548
وَ حُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ فإنّه «1» قعد على كرسيّه و حملته الرّيح فمرّت به على وادي النّمل، و هو واد ينبت فيه الذّهب و الفضّة، و قد و كلّ اللّه به النّمل، و هو قول الصّادق- عليه السّلام-: إنّ للّه واديا ينبت فيه «2» الذّهب و الفضّة و قد حماه اللّه بأضعف خلقه و هو النّمل، لو رامته البخاتي «3» ما قدرت عليه.
و في رواية أبي الجارود «4» ، عن أبي جعفر- عليه السّلام - في قوله- عزّ و جلّ-:
فَهُمْ يُوزَعُونَ قال: يحبس أوّلهم على آخرهم.
و في بصائر الدّرجات «5» : أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن شعيب العقرقوفيّ، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: كان سليمان عنده اسم اللّه الأكبر الّذي إذا سئل به «6» أعطى و إذا دعي به أجاب، و لو كان اليوم لاحتاج إلينا.
حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قيل «7» : واد بالشّام كثير النّمل. و تعدية الفعل إليه «بعلى» إمّا لأنّ إتيانهم كان من عال، أو لأنّ المراد قطعه من قولهم: أتى على الشّيء: إذا أنفده و بلغ آخره، كأنّهم أرادوا أن ينزلوا أخريات الوادي.
قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ ، كأنّها لمّا رأتهم متوجّهين إلى الوادي فرّت عنهم مخافة حطمهم فتبعها غيرها، فصاحت صيحة تنبّهت بها ما بحضرتها من النّمال فتبعتها، فشبّه ذلك بمخاطبة العقلاء و مناصحتهم فلذلك أجروا مجراهم، مع أنّه لا يمتنع أن خلق اللّه فيها العقل و النّطق.
لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَ جُنُودُهُ : نهي لهم عن الحطم، و المراد: نهيها «8» عن التّوقّف بحيث يحطمونها، كقولهم: لا أرينّك هاهنا. فهو استئناف، أو بدل من الأمر لا جواب له فإنّ النّون لا تدخله في السّعة.
وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ (18): أنّهم يحطمونكم إذ لو شعروا لم يفعلوا، كأنّها شعرت
(1) ليس في المصدر.
(2) ليس في المصدر.
(3) في المصدر: زيادة «من الإبل» و البخاتي:
الإبل الخراسانيّة.
(4) تفسير القمّي 2/ 129.
(5) البصائر/ 231، ح 2.
(6) ليس في المصدر.
(7) أنوار التنزيل 2/ 172.
(8) م: نهيا.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج9، ص: 549
عصمة الأنبياء من الظّلم و الإيذاء.
و قيل «1» : استئناف، أي: فهم سليمان و القوم لا يشعرون.
فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها : تعجّبا من حذرها و تحذيرها و اهتدائها إلى مصالحها. أو سرورا ممّا خصّه اللّه به من إدراك همسها و فهم غرضها، و لذلك سأل توفيق شكره.
و في عيون الأخبار «2» ، بإسناده إلى داود بن سليمان الغازيّ قال: سمعت عليّ بن موسى الرّضا- عليهما السّلام- يقول عن أبيه، موسى بن جعفر «3» بن محمّد- عليهم السّلام- في قوله- عزّ و جلّ-: فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها. و قال: لمّا قالت النّملة: يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَ جُنُودُهُ حملت الرّيح صوت النّملة إلى سليمان- عليه السّلام- و هو مارّ في الهواء و الريح قد حملته فوقف، و قال: عليّ بالنّملة.
فلمّا أتي «4» بها قال سليمان- عليه السّلام-: يا أيّتها النّملة، أما علمت أنّي نبيّ اللّه و أنّي لا أظلم أحدا؟
قالت النّملة: بلى.
قال سليمان- عليه السّلام-: فلم تحذّرينهم «5» ظلمي، و قلت: يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ ؟
قالت النّملة: خشيت أن ينظروا إلى زينتك فيفتتنوا بها فيعبدون غير اللّه «6» - عزّ و جلّ-:
ثمّ قالت النّملة: أنت أكبر أم أبوك، داود؟
قال سليمان- عليه السّلام-: بل أبي، داود.
قالت النّملة: فلم يزيد في حروف [اسمك حرف على حروف اسم] «7» أبيك، داود؟
قال سليمان- عليه السّلام-: مالي بهذا علم.
(1) أنوار التنزيل 2/ 173.
(2) العيون 2/ 77، ح 8.
(3) المصدر: عن أبيه جعفر بن محمد.
(4) كذا في المصدر. و في النسخ: أوتي.
(5) المصدر: حذّرتهم.
(6) المصدر: «عن ذكر اللّه» بدل «غير اللّه».