کتابخانه تفاسیر
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج11، ص: 409
أمرها بيدك!؟ و رجل جلس في بيته و ترك الطّلب ثمّ يقول: يا ربّ، ارزقني، فيقول- عزّ و جلّ-: ألم أجعل لك السّبيل إلى الطّلب للرّزق!؟
عن معاوية بن عمّار «1» ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال يا معاوية، من أعطي ثلاثة لم يحرم ثلاثة: من أعطي الدّعاء أعطي الإجابة، و من أعطى الشّكر أعطي الزّيادة، و من أعطي التّوكّل أعطي الكفاية، فإنّ اللّه- عزّ و جلّ- يقول في كتابه «2» :
وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ . و يقول «3» : لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ . و يقول: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ .
عن عليّ بن أبي طالب «4» - عليه السّلام-، عن رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- «5» أنّه قال- صلّى اللّه عليه و آله- في وصيته له: يا عليّ، أربعة لا تردّ لهم دعوة: إمام عادل، و والد لولده، و الرّجل يدعو لأخيه بظهر الغيب، و المظلوم، يقول اللّه- جلّ جلاله-: و عزّتي و جلالي، لأنتصرنّ لك و لو بعد حين.
عن أمير المؤمنين «6» - عليه السّلام- قال: إنّ اللّه- تبارك و تعالى- أخفى أربعة في أربعة: أخفى إجابته في دعوته، فلا تستصغرنّ شيئا من دعائه فربّما و أفق إجابته و أنت لا تعلم.
عن أبي عبد اللّه «7» - عليه السّلام- قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: خمسة لا يستجاب لهم: رجل جعل اللّه بيده طلاق امرأته فهي تؤذيه و عنده ما يعطيها و لم يخلّ سبيلها، و رجل أبق مملوكه ثلاث مرّات و لم يبعه، و رجل مرّ بحائط مائل و هو يقبل إليه و لا يسرع المشي حتّى سقط عليه، و رجل أقرض رجلا «8» مالا فلم يشهد عليه، و رجل جلس في بيته و قال: اللّهمّ، ارزقني، و لم يطلب.
عن نوف «9» ، عن أمير المؤمنين- عليه السّلام- أنّه قال: يا نوف، إيّاك أن تكون عشّارا أو شاعرا أو شرطيّا أو عريفا «10» أو صاحب عرطبة، و هي الطّنبور، أو صاحب كوبة،
(1) نفس المصدر/ 101، ح 56. و فيه: عن معاوية بن وهب.
(2) الطّلاق/ 3.
(3) إبراهيم/ 7.
(4) نفس المصدر/ 197، ح 4.
(5) في ق زيادة: قال- عليه السّلام.
(6) نفس المصدر/ 209، ح 31.
(7) نفس المصدر/ 299، ح 71.
(8) يوجد في ن، المصدر.
(9) نفس المصدر/ 337- 338، ح 40.
(10) العريف: القيّم بأمر القوم الّذي عرف بذلك و شهر. و قيل: النقيب، و هو دون الرئيس. و قيل:
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج11، ص: 410
و هو الطّبل، فإنّ نبيّ اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- خرج ذات ليلة فنظر إلى السّماء فقال:
إنّها السّاعة الّتي لا تردّ فيها دعوة، إلّا دعوة [عريف أو دعوة] «1» شاعر [أو دعوة عاشر] «2» أو دعوة شرطيّ أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة.
و في كتاب ثواب الأعمال «3» ، بإسناده إلى عليّ بن أسباط، يرفعه إلى أمير المؤمنين- عليه السّلام- قال: من قرأ مائة آية من القرآن من أيّ القرآن شاء، ثمّ قال: يا اللّه، سبع مرّات، فلو دعا على الصّخرة لقلعها- إن شاء اللّه.
و في كتاب التّوحيد «4» ، بإسناده إلى موسى بن جعفر- عليه السّلام- قال: قال قوم للصّادق- عليه السّلام-: ندعو فلا يستجاب لنا.
قال: لأنّكم تدعون من لا تعرفونه.
و في كتاب كمال الدّين و تمام النّعمة «5» ، بإسناده إلى الحسن بن عليّ بن أبي حمزة «6» الثّماليّ: عن أبيه، عن الصّادق- عليه السّلام-، جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: حدّثني جبرئيل، عن ربّ العزّة- جلّ جلاله- أنّه قال: من علم أنّه لا إله إلّا أنا وحدي، و أنّ محمّدا عبدي و رسولي، و أنّ علي بن أبي طالب- عليه السّلام- خليفتي، و أنّ «7» الأئمّة من ولده حججي، أدخله الجنّة برحمتي و أنجيه «8» من النّار بعفوي، و أبحت له جواري، و أوجبت له كرامتي، و أتممت عليه نعمتي، و جعلته من خاصّتي و خالصتي، إن ناداني لبّيته، [و إن دعاني أجبته،] «9» و إن سألني أعطيته، و إن سكت ابتدأته، و إن أساء رحمته، و إن فرّ منّي دعوته، و إن رجع إليّ قبلته، و إن قرع بابي فتحته.
و من لم يشهد أن لا إله إلّا أنا [وحدي، أو شهد بذلك] «10» و لم يشهد أنّ محمّدا عبدي و رسولي، أو شهد بذلك [و لم يشهد أنّ عليّ بن أبي طالب خليفتي، أو يشهد بذلك] «11» و لم
العريف يكون على نفير، و المنكب يكون على خمسة عرفاء و نحوها، ثمّ الأمير فوق هؤلاء.
(1) ليس في ق.
(2) من المصدر.
(3) ثواب الأعمال/ 130، ح 1.
(4) التوحيد/ 288- 289، ح 7.
(5) كمال الدين/ 258، ح 3.
(6) كذا في المصدر و جامع الرواة 1/ 208. و في النسخ: الحسين بن عليّ بن أبي حمزة.
(7) كذا في ن، المصدر، و في سائر النسخ: «من بعدي و» بدل «و أنّ».
(8) المصدر: نجّيته.
9 و 10 و 11 من المصدر.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج11، ص: 411
يشهد أنّ الأئمّة من ولده حججي، فقد جحد نعمتي، و صغّر عظمتي، و كفر بآياتي و كتبي، إن قصدني حجبته، و إن سألني حرمته، و إن ناداني لم أسمع نداءه، و إن دعاني لم أستجب دعاءه، و إن رجاني خيّبته، و ذلك جزاؤه منّي وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ .
و الحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
و في كتاب معاني الأخبار «1» ، بإسناده إلى أبي خالد الكابليّ قال: سمعت زين العابدين، عليّ بن الحسين- عليه السّلام- يقول: الذّنوب الّتي تردّ الدّعاء سوء النّيّة و خبث السّريرة و النّفاق مع الإخوان، و ترك التّصديق بالاجابة، و تأخير الصّلوات المفروضات حتّى تذهب أوقاتها، و ترك التّقرّب إلى اللّه- عزّ و جلّ- بالبرّ و الصّدقة، و استعمال البذاء «2» و الفحش في القول.
و الحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
و في شرح الآيات الباهرة «3» : قال محمّد بن العبّاس- رحمه اللّه- حدّثنا الحسين بن أحمد المالكيّ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرّحمن، عن محمّد بن سنان، عن محمّد بن النّعمان قال: سمعت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- يقول: إنّ اللّه- عزّ و جلّ- لم يكلنا إلى أنفسنا، و لو وكلنا إلى أنفسنا لكنّا كبعض النّاس، و لكن نحن الّذين قال اللّه- تعالى- لنا: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ .
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ : لتستريحوا فيه، بأن خلقه باردا مظلما ليؤدّي إلى ضعف الحركات «4» و هدوء الحواسّ.
وَ النَّهارَ مُبْصِراً : يبصر فيه، أو به.
و إسناد الإبصار إليه مجاز فيه مبالغة، و لذلك عدل به عن التعليل إلى الحال «5» إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ : لا يوازيه فضل، و للإشعار به لم يقل: لمفضل.
عَلَى النَّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (61): لجهلهم بالمنعم، و إغفالهم مواضع النّعم.
و تكرير «النّاس» لتخصيص الكفران بهم.
(1) المعاني/ 271، ح 2.
(2) كذا في المصدر. و في النسخ: البلاء.
و البذاء: السفه و الفحش في المنطق.
(3) تأويل الآيات الباهرة 2/ 532، ح 16.
(4) ي، ر: المحرّكات.
(5) أي: أصله على قياس ما سبق أن يقال: و النّهار لتبصروا فيه. فعدل إليه للمبالغة.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج11، ص: 412
ذلِكُمُ : المخصوص بالأفعال المقتضية للألوهيّة و الرّبوبيّة اللَّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ : أخبار مترادفة، تخصّص اللّاحقة السّابقة و تقرّرها.
و قرئ «1» : «خالق» بالنّصب على الاختصاص، فيكون لا إِلهَ إِلَّا هُوَ استئنافا بما هو، كالنّتيجة للأوصاف المذكورة.
فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62): فكيف، و من أيّ وجه تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره.
كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63)، أي: كما أفكوا أفك عن الحقّ كلّ من جحد بآيات اللّه و لم يتأمّلها.
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَ السَّماءَ بِناءً : استدلال آخر بأفعال أخر مخصوصة.
وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ : بأن خلقكم منتصب القامة، بادي البشرة، متناسب الأعضاء و التّخطيطات، متهيّأ لمزاولة الصّنائع و اكتساب الكمالات.
وَ رَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ : اللّذائذ.
ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (64): فإنّ كلّ ما سواه مربوب مفتقر بالذّات معرّض للزّوال.
هُوَ الْحَيُ : المتفرّد بالحياة الذّاتيّة.
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ : إذ لا موجود يساويه، أو يدانيه في ذاته و صفاته.
فَادْعُوهُ : فاعبدوه.
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ، أي: الطّاعة من الشّرك و الرّياء.
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (65): قائلين له.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم «2» : حدّثني أبي، عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود، رفعه قال: قال عليّ بن الحسين- عليه السّلام-: إذا قال أحدكم: لا إله إلّا اللّه، فليقل:
الحمد للّه ربّ العالمين. [فإنّ اللّه يقول: هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ] «3» .
(1) أنوار التنزيل 2/ 340.
(2) تفسير القمّي 2/ 259- 260.
(3) ليس في ق.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج11، ص: 413
قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي : من الحجج و الآيات، فإنّها مقوّية لأدلّة العقل منبّهة عليها.
وَ أُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (66): أن أنقاد له و أخلص له ديني.
و التّوحيد، لإرادة الجنس. أو على تأويل كلّ واحد منكم.
ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ .
«اللّام» فيه متعلّق بمحذوف، و تقديره: ثمّ يبقيكم لتبلغوا. و كذلك في قوله: ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً .
و يجوز، عطفه على لِتَبْلُغُوا .
و قرئ «1» : «شيوخا» بالكسر، و «شيخا»، كقوله: «طفلا».
و قرأ «2» نافع و أبو عمرو و حفص و هشام: «شيوخا» بضمّ الشّين.
و قرئ: «شيخوخة».
و في كتاب الخصال «3» : عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: يؤتى بالشّيخ يوم القيامة فيدفع إليه كتابه، ظاهره ممّا يلي النّاس فلا يرى إلّا مساوئ، فيطول ذلك عليه، فيقول: يا ربّ، أتأمر بي «4» إلى النّار؟
فيقول الجبّار- جلّ جلاله-: يا شيخ، إنّي أستحي أن أعذّبك و قد كنت تصلّي لي في دار الدّنيا، اذهبوا بعبدي إلى الجنّة.
وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ : من قبل الشّيخوخة، أو بلوغ الأشدّ.
وَ لِتَبْلُغُوا : و يفعل «5» ذلك لتبلغوا أَجَلًا مُسَمًّى : هو وقت الموت، أو يوم القيامة.
وَ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67): ما في ذلك من الحجج [و العبر] «6» .
هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ فَإِذا قَضى أَمْراً : فإذا أراده فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ
1 و 2- أنوار التنزيل 2/ 340.
(3) الخصال/ 546، ح 26.
(4) ق، المصدر: أ تأمرني.
(5) غير ن: ليفعل.
(6) من ن.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج11، ص: 414
فَيَكُونُ (68) فلا يحتاج في تكوينه إلى عدّة و تجشّم كلفة.
و «الفاء» الأولى للدّلالة على أنّ ذلك نتيجة ما سبق، من حيث أنّه يقتضى قدرة ذاتيّة غير متوقّفة على العدد و الموادّ.
أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) عن التّصديق.
و تكريز ذمّ المجادلة، لتعدّد المجادل و المجادل فيه. أو للتّأكيد.
الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ : بالقرآن. أو بجنس الكتب «1» السّماويّة.
وَ بِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا : من سائر الكتب أو الوحي و الشّرائع.
فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) جزاء تكذيبهم إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ : ظرف «ليعلمون»، إذ المعنى على الاستقبال، و التّعبير بلفظ المضيّ «2» لتيقّنه.
وَ السَّلاسِلُ : عطف على «الأغلال». أو مبتدأ خبره يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ. و العائد محذوف، أي: يسحبون بها. و هو على الأوّل حال.
و قرئ «3» : «و السّلاسل يسحبون» بالنّصب و فتح الياء، على تقديم المفعول و عطف الفعليّة على الاسميّة. «و السّلاسل» بالجرّ حملا على المعنى إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ ، بمعنى: أعناقهم في الأغلال. أو إضمارا للباء، و يدلّ عليه لقراءة به.
ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72): يحرقون، من سجر التّنّور: إذا ملأه بالوقود. و منه السّجير للصّديق، كأنّه سجر بالحبّ، أي: ملئ. و المراد: تعذيبهم بأنواع من العذاب، و ينقلون عن بعضها إلى بعض.
ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا :
غابوا عنّا، و ذلك قبل أن تقرن بهم آلهتهم. أو ضاعوا عنّا، فلم نجد منهم ما كنّا نتوقّع منهم.
و في الكافي «4» : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد و سهل بن زياد. و عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا، عن ابن محبوب، عن عليّ بن رئاب [عن ضريس الكناسي] «5» قالوا: قال أبو جعفر- عليه السّلام-: إنّ للّه نارا في المشرق.
(1) ت: الكتاب. و في ق تكرّر «الكتب».
(2) ليس في ن، ي.
(3) أنوار التنزيل 2/ 341.
(4) الكافي 3/ 246- 247، ح 1.
(5) من المصدر.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج11، ص: 415
... إلى أن قال: فأمّا النّصّاب من أهل القبلة فإنّهم يخدّ لهم خدّ إلى النّار الّتي خلقها [اللّه] «1» في المشرق، فيدخل عليهم منها اللّهب و الشّرر و الدّخان و فورة الحميم إلى يوم القيامة، ثمّ مصيرهم إلى الحميم ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تدعون «2» من دون الله، أي: أين إمامكم الّذي اتّخذتموه دون الإمام الّذي جعله اللّه للنّاس إماما.
و الحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
و في بصائر الدّرجات «3» : عليّ، عن العبّاس بن عامر، عن أبان عن بشير النّبّال، عن أبي جعفر- عليه السّلام- أنّه قال: كنت «4» خلف أبي و هو على بغلته، فنفرت بغلته، فإذا «5» شيخ في عنقه سلسلة و رجل يتبعه «6» .
فقال: يا عليّ بن الحسين، اسقني [اسقني.] «7» فقال الرجل «8» : لا تسقه، لا سقاه اللّه. و كان الشّيخ معاوية.
الحجّال «9» ، عن الحسن بن الحسين، عن ابن سنان، عن عبد الملك القمّي، عن إدريس، عن «10» أخيه قال: سمعت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- يقول: بينا أنا و أبي متوجّهان إلى مكّة، و أبي قد تقدّمني في موضع يقال له: ضجنان، إذ جاء رجل في عنقه سلسلة يجرّها «11» ، [فأقبل عليّ] «12» فقال لي «13» : اسقني، اسقني «14» .
قال: فصاح بي أبي: لا تسقه، لا سقاه اللّه. و رجل «15» يتبعه حتّى جذب سلسلته «16» و طرحه في أسفل درك من النّار.
أحمد بن محمّد «17» ، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عليّ بن المغيرة قال: نزل أبو جعفر- عليه السّلام- [بوادي] «18» ضجنان، فقال ثلاث مرّات: لا غفر اللّه
(1) من المصدر.
(2) في المصحف: تشركون.
(3) البصائر/ 304- 305، ح 1.
(4) ليس في ن، ي.
(5) في المصدر زيادة: رجل.
(6) في غير ن: اتبعه.
(7) من المصدر.
(8) يوجد في ن، المصدر.
(9) نفس المصدر/ 305، ح 2.
(10) ليس في ن، ت، م، ي، ر.
(11) المصدر: تجرّها.
(12) من المصدر.
(13) المصدر: له.
(14) ليس في ش، ق.
(15) المصدر: قال: فرجل.
(16) المصدر: سلسلة فألقاه.
(17) نفس المصدر/ 305، ح 3.