کتابخانه تفاسیر
تفسير مقاتل بن سليمان، ج1، ص: 31
سورة الفاتحة
تفسير مقاتل بن سليمان، ج1، ص: 33
سورة الفاتحة مكية و هي سبع آيات
[سورة الفاتحة (1): الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)
تفسير مقاتل بن سليمان، ج1، ص: 35
بسم اللّه الرحمن الرحيم قال: حدثنا عبيد اللّه، قال: و حدثني أبى عن [3 ب] الهذيل عن سفيان عن منصور عن مجاهد، قال: قال «1» : فاتحة الكتاب مدنية.
قال: حدثنا عبيد اللّه، قال: و حدثني أبى عن الهذيل عن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي- صلى اللّه عليه و سلم- قال: فاتحة الكتاب مدنية «2» .
سورة فاتحة الكتاب سبع آيات كوفية و هي مدنية و يقال مكية «3» .
(1) هكذا بالأصل: (قال: قال)
(2) لم يرد عن الرسول- صلى اللّه عليه و سلم- أى قول فى مكية بعض السور أو مدنيتها و إنما يرجع ذلك لحفظ الصحابة و التابعين و تابعيهم.
جاء فى البرهان للزركشى ص 191 (... غير أنه لم يكن من النبي- صلى اللّه عليه و سلم- فى ذلك قول، و لا ورد عنه أنه قال: اعلموا أن قدر ما نزل بمكة كذا و بالمدينة كذا و فصله لهم. و لو كان ذلك منه لظهر و انتشر. و إنما لم يفعله لأنه لم يؤمر به و لم يجعل اللّه علم ذلك من فرائض الأمة ...
و إذا كان كذلك ساغ أن يختلف فى بعض القرآن هل هو مكي أو مدني و أن يعملوا فى القول بذلك ضربا من الرأى و الاجتهاد ...) نقلا عن القاضي أبى بكر فى الانتصار.
(3) الأكثرون أنها مكية من أوائل ما نزل بمكة، و عند مجاهد أن الفاتحة مدنية. قال الحسين ابن الفضل لكل عالم هفوة و هذه بادرة من مجاهد لأنه تفرد بهذا القول و العلماء على خلافه. و مما يقطع به على أنها مكية قوله- تعالى-: وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ و سورة الحجر مكية بلا خلاف، و لم يكن اللّه ليمتن على رسوله بإتيانه الفاتحة و هو بمكة ثم ينزلها بالمدينة، و لا يسعنا القول بأن رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- قام بمكة بضع عشرة سنة يصلى بلا فاتحة الكتاب، هذا مما لا تقبله العقول (انظر أسباب النزول للواحدي ص 11).
و قيل إنها نزلت مرتين مرة بمكة و مرة بالمدينة فتكرر نزولها لشرفها و أهميتها. و قد ورد فى فضلها أحاديث صحيحة فى البخاري و يكفى أن المسلم يقرؤها سبع عشرة مرة فى كل يوم و ليلة- فى صلاة الفرائض- بخلاف النوافل.
تفسير مقاتل بن سليمان، ج1، ص: 36
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ - 1- الْحَمْدُ لِلَّهِ يعنى الشكر للّه رَبِّ الْعالَمِينَ - 2- يعنى الجن و الإنس مثل قوله: لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ - 3- اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر الرَّحْمنِ يعنى المترحم، الرَّحِيمِ يعنى المتعطف بالرحمة.
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ - 4- يعنى يوم الحساب كقوله- سبحانه- إِنَّا لَمَدِينُونَ «1» يعنى لمحاسبون و ذلك أن ملوك الدنيا يملكون فى الدنيا فأخبر- سبحانه- أنه لا يملك يوم القيامة أحد غيره فذلك قوله- تعالى-:
وَ الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ «2» .
إِيَّاكَ نَعْبُدُ يعنى نوحد كقوله- سبحانه- فى المفصل: عابِداتٍ «3» يعنى موحدات.
وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ - 5- على عبادتك اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ - 6- يعنى دين الإسلام لأن غير دين الإسلام ليس بمستقيم و فى قراءة ابن مسعود:
أرشدنا.
صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ يعنى دلنا على طريق الذين أنعمت عليهم يعنى النبيين الذين أنعم اللّه عليهم بالنّبوة كقوله- سبحانه: أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ «4» .
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ يعنى دلنا على دين غير اليهود الذين غضب اللّه عليهم «5» فجعل «6» منهم القردة و الخنازير.
وَ لَا الضَّالِّينَ - 7- يقول و لا دين المشركين يعنى النصارى.
(1) سورة الصافات: 53.
(2) سورة الانفطار: 19.
(3) سورة التحريم الآية: 5.
(4) سورة مريم الآية: 58.
(5) أ: دنيا.