کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير مقاتل بن سليمان

الجزء الثالث

الجزء الرابع

الجزء الخامس

مقدمة

القسم الأول مقاتل بن سليمان

القسم الثاني منهج مقاتل فى تفسير القرآن الكريم

الباب الثاني النسخ عند مقاتل

تعقيب:

تفسير مقاتل بن سليمان


صفحه قبل

تفسير مقاتل بن سليمان، ج‏3، ص: 716

وَ إِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ يعنى يتخاصمون‏ «فَيَقُولُ» «1» الضُّعَفاءُ و هم الأتباع‏ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا عن الإيمان و هم القادة إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فى دينكم‏ فَهَلْ أَنْتُمْ‏ يا معشر القادة مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ - 47- باتباعنا إياكم‏ قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا و هم القادة للضعفاء:

إِنَّا كُلٌّ فِيها نحن و أنتم‏ إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ‏ يعنى قضى‏ بَيْنَ الْعِبادِ - 48- قد أنزلنا منازلنا فى النار «و أنزلكم منازلكم فيها» «2» «وَ قالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ» «3» فلما ذاق أهل النار شدة العذاب قالوا: لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا «رَبَّكُمْ» «4» يعنى سلوا لنا ربكم‏ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً من أيام الدنيا إضمار مِنَ الْعَذابِ‏ - 49- فردت عليهم الخزنة ف قالُوا أَ وَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ‏ يعنى رسل منكم‏ بِالْبَيِّناتِ‏ يعنى بالبيان‏ قالُوا بَلى‏ قد جاءتنا الرسل‏ «قالُوا» «5» قالت لهم الخزنة: فَادْعُوا وَ ما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ‏ - 50- إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا يعنى بالنصر فى الدنيا الحجة التي معهم إلى العباد وَ نصرهم فى الآخرة يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ - 51- يعنى الحفظة من الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ و يشهدون على الكفار بتكذيبهم و النصر للذين آمنوا: أن اللّه‏

(1) فى أ: «فقال».

(2) فى أ: «و أنزلتم منها»، و الأنسب: «و أنزلكم منها»، و فى ل: «و أنزلكم منازلكم فيها».

(3) «و قال الذين فى النار»: ساقطة من أ، ل.

(4) «ربكم»: ساقطة من أ، ل.

(5) «قالوا»: ساقطة من أ، ل.

تفسير مقاتل بن سليمان، ج‏3، ص: 717

- تبارك و تعالى- أنجاهم مع الرسل من عذاب الدنيا و عذاب الآخرة، ثم أخبر عن ذلك اليوم فقال: يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ‏ يعنى المشركين‏ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ يعنى العذاب‏ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ - 52- الضلالة نار جهنم‏ وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى‏ يعنى أعطيناه‏ الْهُدى‏ يعنى التوراة هدى من الضلالة وَ أَوْرَثْنا من بعد موسى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ‏ - 53- هُدىً‏ من الضلالة وَ ذِكْرى‏ لِأُولِي الْأَلْبابِ‏ - 54- يعنى تفكرا لأهل اللب و العقل، قوله: فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌ‏ و ذلك أن اللّه- تبارك و تعالى- وعد النبي- صلى اللّه عليه و سلم- فى آيتين من القرآن أن يعذب كفار مكة فى الدنيا فقالوا للنبي- صلى اللّه عليه و سلم- متى يكون هذا الذي «تعدنا» «1» ؟ يقولون ذلك استهزاء و تكذيبا بأنه غير كائن، فأنزل اللّه [130 ب‏]- عز و جل- يعزى نبيه- صلى اللّه عليه و سلم- ليصبر على تكذيبهم إياه بالعذاب، فقال: «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ» فى العذاب أنه نازل بهم القتل ببدر، و ضرب الملائكة الوجوه و الأدبار، و تعجيل أرواحهم إلى النار، فهذا العذاب‏ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكارِ - 55- يعنى وصل بأمر ربك بالغداة يعنى صلاة الغداة و صلاة العصر، قوله: إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ‏ و ذلك أن اليهود قالوا للنبي- صلى اللّه عليه و سلم- إن صاحبنا يبعث فى آخر الزمان و له سلطان يعنون الدجال ماء البحر إلى ركبته و السحاب فوق رأسه فقال: «إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ» يعنى يمارون فى آيات اللّه لأن الدجال آية من آيات اللّه- عز و جل- «بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ» يعنى بغير حجة «أتتهم» «2» من اللّه، إضمار بأن‏

(1) فى الأصل: «توعدنا».

(2) فى أ، ل: أتاهم.

تفسير مقاتل بن سليمان، ج‏3، ص: 718

الدجال كما يقولون، يقول اللّه- عز و جل-: إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ يقول ما فى قلوبهم إلا عظمة ما هُمْ بِبالِغِيهِ‏ إلى ذلك الكبر لقولهم إن الدجال يملك الأرض‏ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ‏ يا محمد من فتنة الدجال‏ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ‏ لقولهم يعنى اليهود الْبَصِيرُ - 56- به، ثم قال: لَخَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ‏ يعنى بالناس فى هذا الموضع الدجال وحده يقول «خلق السموات و الأرض أكبر من خلق الناس» يقول هما أعظم خلقا من خلق الدجال‏ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ‏ - 57- يعنى اليهود. «1» ثم ضرب مثل المؤمن و مثل الكافر، فقال- تعالى-: وَ ما يَسْتَوِي‏ فى الفضل‏ الْأَعْمى‏ يعنى الكافر وَ الْبَصِيرُ يعنى المؤمن‏ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ لَا الْمُسِي‏ءُ يعنى و ما يستوي فى الفضل المؤمن المحسن و لا الكافر المسي‏ء قَلِيلًا ما تَتَذَكَّرُونَ‏ - 58-، قوله: إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها يعنى كائنة لا شك فيها وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ‏ - 59- يعنى كفار مكة أكثرهم لا يصدقون بالبعث‏ وَ قالَ رَبُّكُمُ‏ لأهل اليمن: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ‏ ، ثم ذكر كفار مكة فقال:

إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي‏ يعنى عن التوحيد سَيَدْخُلُونَ‏ فى الآخرة جَهَنَّمَ داخِرِينَ‏ - 60- يعنى صاغرين، ثم ذكر النعم فقال- تعالى-: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَ النَّهارَ مُبْصِراً لابتغاء الرزق فهذا فضله، فذلك قوله- سبحانه-: إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ‏ يعنى كفار مكة وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ‏ - 61-

(1) كذا فى ل، و فى أ: زيادة: «يخرج الدجال فى خمسة و ثمانين و مائة سنة»، أقول و صوابها فى خمس، لا فى خمسة.

تفسير مقاتل بن سليمان، ج‏3، ص: 719

ربهم فى نعمه فيوحدونه، ثم دلهم على نفسه [131 أ]- تعالى- بصنعه ليوحد فقال: ذلِكُمُ اللَّهُ‏ الذي جعل الليل و النهار هو رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ ثم وحد نفسه فقال: لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ‏ - 62- يقول من أين تكذبون بأنه ليس بواحد لا شريك له؟ كَذلِكَ يُؤْفَكُ‏ يعنى هكذا يكذب بالتوحيد الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللَّهِ‏ يعنى آيات القرآن‏ يَجْحَدُونَ‏ - 63- اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَ السَّماءَ بِناءً وَ صَوَّرَكُمْ‏ فى الأرحام يعنى خلقكم‏ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ‏ و لم يخلقكم على خلقة الدواب و الطير وَ رَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ‏ يعنى من غير رزق الدواب و الطير، ثم دل على نفسه فقال: ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ‏ الذي خلق الأرض و السماء و أحسن الخلق و رزق الطيبات‏ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ‏ - 64- هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ثم أمره بتوحيده فقال- تعالى-: فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ‏ يعنى موحدين‏ لَهُ الدِّينَ‏ يعنى له التوحيد الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ - 65- قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ‏ و ذلك أن كفار مكة من قريش قالوا للنبي- صلى اللّه عليه و سلم-: ما يحملك على هذا الذي أتيتنا به ألا تنظر إلى ملة أبيك عبد اللّه، و جدك عبد المطلب، و إلى سادة قومك يعبدون اللات و العزى و مناة فتأخذ به فما يحملك على ذلك إلا الحاجة فنحن نجمع لك من أموالنا، فأمروه بترك عبادة اللّه- تعالى- فأنزل اللّه «قل» يا محمد لكفار مكة «إنى نهبت أن أعبد الذين تدعون» يعنى تعبدون «من دون اللّه» من الآلهة لَمَّا جاءَنِي‏ يعنى حين جاءني‏ الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَ أُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ‏ يعنى أخلص التوحيد لِرَبِّ الْعالَمِينَ‏ - 66- هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ‏ و ذلك أن كفار مكة كذبوا بالبعث‏

تفسير مقاتل بن سليمان، ج‏3، ص: 720

فأخبرهم اللّه عن بدء خلقهم ليعتبروا فى البعث فقال- تعالى-: «هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ» يعنى آدم- عليه السلام- ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ يعنى ذريته‏ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ يعنى مثل الدم‏ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ‏ يعنى «ثماني عشرة سنة» «1» فهو فى الأشد ما بين الثماني عشرة إلى الأربعين سنة ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً يعنى لكي تكونوا شيوخا وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ‏ أن يكون شيخا وَ لِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى‏ يعنى الشيخ و الشاب جميعا وَ لَعَلَّكُمْ‏ يعنى و لكي‏ تَعْقِلُونَ‏ - 67- يقول لكي تعقلوا «آثار» «2» ربكم فى خلقكم بأنه قادر على أن يبعثكم كما خلقكم، ثم قال: هُوَ اللّه‏ الَّذِي يُحْيِي‏ الموتى‏ وَ يُمِيتُ‏ الأحياء فَإِذا قَضى‏ أَمْراً [131 ب‏] كان فى علمه يعنى البعث‏ فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ‏ - 68- مرة واحدة لا يثنى قوله‏ أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ‏ يعنى آيات القرآن أنه ليس من اللّه- عز و جل- أَنَّى يُصْرَفُونَ‏ - 69- يقول من أين يعدلون عنه إلى غيره يعنى كفار مكة، ثم أخبر عنهم فقال- تعالى-: الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ‏ يعنى بالقرآن‏ وَ بِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا يعنى محمدا- صلى اللّه عليه و سلم- أرسل بالتوحيد، فأوعدهم فى الآخرة. فقال: فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ‏ - 70- هذا وعيد، ثم أخبر عن الوعيد. فقال: إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَ السَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ‏ - 71- على الوجوه‏ فِي الْحَمِيمِ‏ يعنى حر النار ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ‏ - 72- يعنى يوقدون فصاروا وقودها. ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ‏ قبل دخول النار يعنى تقول‏

(1) فى أ: ثمانية عشر سنة، و فى ل سقطت جملة «ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ» مع تفسيرها.

(2) «آثار»: زيادة اقتضاها السياق، ليست فى أ، و لا فى ل، و فى الجلالين‏ «وَ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» دلائل التوحيد فتؤمنون.

تفسير مقاتل بن سليمان، ج‏3، ص: 721

لهم الخزنة: أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ‏ - 73- يعنى تعبدون‏ مِنْ دُونِ اللَّهِ‏ فهل يمنعونكم من النار يعنى الآلهة. و قالُوا ضَلُّوا عَنَّا ضلت عنا الآلهة بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً يعنى لم نكن نعبد من قبل فى الدنيا شيئا إن الذي كنا نعبد كان باطلا لم يكن شيئا كَذلِكَ‏ يعنى هكذا يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ‏ - 74- ذلِكُمْ‏ السلاسل و الأغلال و السحب‏ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ‏ يعنى تبطرون من الخيلاء و الكبرياء بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ بِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ‏ - 75- يعنى تعصون فى الأرض‏ «ادْخُلُوا» «1» أَبْوابَ جَهَنَّمَ‏ السبع‏ خالِدِينَ فِيها لا تموتون‏ فَبِئْسَ مَثْوَى‏ يعنى فبئس مأوى‏ الْمُتَكَبِّرِينَ‏ - 76- عن الإيمان‏ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌ‏ و ذلك أن النبي- صلى اللّه عليه و سلم- أخبر كفار مكة أن العذاب نازل بهم فكذبوه فأنزل اللّه- عز و جل- يعزى نبيه- صلى اللّه عليه و سلم- ليصبر على تكذيبهم إياه بالعذاب فقال: «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ» فى العذاب أنه نازل بهم ببدر «فَإِمَّا» «2» نُرِيَنَّكَ‏ فى حياتك‏ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ‏ من العذاب فى الدنيا القتل ببدر و سائر العذاب بعد الموت نازل بهم، ثم قال: أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ‏ يا محمد قبل عذابهم فى الدنيا فَإِلَيْنا فى الآخرة يُرْجَعُونَ‏ - 77- يعنى يردون فنجزيهم بأعمالهم‏ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ‏ يا محمد مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ‏ ذكرهم‏ وَ ما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ و ذلك أن كفار مكة سألوا النبي- صلى اللّه عليه و سلم- أن يأتيهم بآية يقول اللّه- تعالى- «و ما كان‏

(1) فى أ: «فادخلوا».

(2) فى أ: (فإما) يقول (فإما)

تفسير مقاتل بن سليمان، ج‏3، ص: 722

لرسول» يعنى «و ما ينبغي» «1» لرسول «أن يأتى بآية» الى قومه‏ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ‏ يعنى إلا بأمر اللّه [132 أ] فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللَّهِ‏ بالعذاب يعنى القتل ببدر فيها تقديم‏ قُضِيَ‏ العذاب‏ بِالْحَقِ‏ يعنى لم يظلموا حين عفوا وَ خَسِرَ هُنالِكَ‏ يعنى عند ذلك‏ الْمُبْطِلُونَ‏ - 78- يعنى المكذبين بالعذاب فى الدنيا بأنه غير كائن، ثم ذكرهم صنعه ليعتبروا فيوحدوه، فقال- سبحانه-: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ‏ يعنى الإبل و البقر «لِتَرْكَبُوا مِنْها» «2» وَ مِنْها تَأْكُلُونَ‏ - 79- يعنى الغنم‏ وَ لَكُمْ فِيها مَنافِعُ‏ فى ظهورها، و ألبانها، و أصوافها، و أوبارها، و أشعارها وَ لِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ‏ يعنى فى قلوبكم‏ وَ عَلَيْها يعنى الإبل و البقر وَ عَلَى الْفُلْكِ‏ يعنى السفن‏ تُحْمَلُونَ‏ - 80- ثم قال: وَ يُرِيكُمْ آياتِهِ‏ فهذا الذي ذكر من الفلك و الأنعام من آياته فاعرفوا توحيده بصنعه و إن لم تروه، ثم قال:

فَأَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ‏ - 81- أنه ليس من اللّه- عز و جل-، ثم خوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية ليحذروا، فيوحدوه، فقال- تعالى-: أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ‏ يعنى قبل أهل مكة من الأمم الخالية يعنى عادا و ثمود و قوم لوط كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ‏ من أهل مكة عددا وَ أَشَدَّ قُوَّةً يعنى بطشا وَ آثاراً فِي الْأَرْضِ‏ يعنى أعمالا و ملكا فى الأرض فكان عاقبتهم العذاب‏ فَما أَغْنى‏ عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ‏ - 82- فى الدنيا حين نزل بهم العذاب يقول ما دفع عنهم العذاب أعمالهم الخبيثة فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ‏ يعنى بخبر العذاب أنه نازل بهم‏ فَرِحُوا

(1) فى أ: «يعنى ينبغي»، و الأنسب: «و ما ينبغي».

صفحه بعد