کتابخانه روایات شیعه
وَ حَثَا بِيَدِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
، قَالَ: فَحَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ « وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ ... إلخ» قَالَ أَ رَأَيْتَ مَا أَصَابَ عَلِيّاً وَ أَهْلَ بَيْتِهِ هُوَ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَ هُمْ أَهْلُ الطَّهَارَةِ مَعْصُومُونَ- قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَ يَسْتَغْفِرُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ- إِنَّ اللَّهَ يَخُصُّ أَوْلِيَاءَهُ بِالْمَصَائِبِ لِيَأْجُرَهُمْ عَلَيْهَا مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ
، قَالَ الصَّادِقُ ع لَمَّا أُدْخِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع عَلَى يَزِيدَ نَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ- فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ! فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع كَلَّا! مَا فِينَا هَذِهِ نَزَلَتْ وَ إِنَّمَا نَزَلَتْ فِينَا « ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ- إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ- وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ » فَنَحْنُ الَّذِينَ لَا نَأْسَوْ عَلَى مَا فَاتَنَا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا- وَ لَا نَفْرَحُ بِمَا أُوتِينَا
و قوله: وَ إِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع مَنْ كَظَمَ غَيْظاً وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى إِمْضَائِهِ- حَشَا اللَّهُ قَلْبَهُ أَمْناً وَ إِيمَاناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ: وَ مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ إِذَا رَغِبَ وَ إِذَا رَهِبَ- وَ إِذَا غَضِبَ حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ
و قوله: وَ الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ قال: في إقامة الإمام وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ أي يقبلون ما أمروا به و يشاورون الإمام- فيما يحتاجون إليه من أمر دينهم- كما قال الله « وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ ».
و أما قوله: وَ الَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ يعني إذا بغي عليهم ينتصرون- و هي الرخصة التي صاحبها فيها بالخيار- إن شاء فعل و إن شاء ترك- ثم جزى ذلك فقال وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها أي لا تعتدى و لا تجازى بأكثر مما فعل بك- ثم قال فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ثم قال وَ تَرَى الظَّالِمِينَ آل محمد حقهم لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ أي إلى الدنيا
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ يَعْنِي الْقَائِمَ ع وَ أَصْحَابَهُ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ وَ الْقَائِمُ إِذَا قَامَ انْتَصَرَ 491 مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ وَ النُّصَّابِ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ- وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ- وَ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ
و قوله تَرَى الظَّالِمِينَ آل محمد حقهم لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ و علي ع هو العذاب في هذا الوجه 492 يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ فنوالي عليا ع وَ تَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِ لعلي يَنْظُرُونَ إلى علي مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَ قالَ الَّذِينَ آمَنُوا يعني آل محمد و شيعتهم إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ- وَ أَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ آل محمد حقهم فِي عَذابٍ مُقِيمٍ قال: و الله يعني النصاب الذين نصبوا العداوة لعلي و ذريته ع و المكذبين وَ ما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِياءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً أَيْ لَيْسَ مَعَهُنَّ ذَكَرٌ وَ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ يَعْنِي لَيْسَ مَعَهُمْ أُنْثَى أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَ إِناثاً جَمِيعاً يَجْمَعُ لَهُ الْبَنِينَ وَ الْبَنَاتِ- أَيْ يَهَبُهُمْ جَمِيعاً لِوَاحِدٍ.
و قال علي بن إبراهيم في قوله لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاءُ - إلى قوله وَ يَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً
قَالَ: فَحَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْمَحْمُودِيِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ
سَأَلَ مُوسَى بْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ مَسَائِلَ- وَ فِيهَا أَخْبِرْنَا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ « أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَ إِناثاً » فَهَلْ يُزَوِّجُ اللَّهُ عِبَادَهُ الذُّكْرَانَ- وَ قَدْ عَاقَبَ قَوْماً فَعَلُوا ذَلِكَ- فَسَأَلَ مُوسَى أَخَاهُ أَبَا الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيَّ ع وَ كَانَ مِنْ جَوَابِ أَبِي الْحَسَنِ أَمَّا قَوْلُهُ « أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَ إِناثاً » فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- يُزَوِّجُ ذُكْرَانَ الْمُطِيعِينَ إِنَاثاً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ- وَ إِنَاثَ الْمُطِيعَاتِ مِنَ الْإِنْسِ مِنْ ذُكْرَانِ الْمُطِيعِينَ 493 وَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ الْجَلِيلُ عَنَى مَا لَبَّسْتَ عَلَى نَفْسِكَ- تَطَلُّباً لِلرُّخْصَةِ لِارْتِكَابِ الْمَأْثَمِ قَالَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً- يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً إِنْ لَمْ يَتُبْ
و قوله وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً- أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ قال وحي مشافهة- و وحي إلهام و هو الذي يقع في القلب أو من وراء حجاب كما كلم الله نبيه ص و كما كلم الله موسى ع من النار أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء- قال وحي مشافهة يعني إلى الناس- ثم قال لنبيه ص وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا- ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ روح القدس هي التي
قَالَ الصَّادِقُ ع فِي قَوْلِهِ « وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي » قَالَ: هُوَ مَلَكٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ
ثم كنى عن أمير المؤمنين ع فقال:
وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا و الدليل على أن النور أمير المؤمنين ع قوله عز و جل وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ الآية
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ لِنَبِيِّهِ ص « ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ- وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً » يَعْنِي عَلِيّاً وَ عَلِيٌّ هُوَ النُّورُ
فقال نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا يعني عليا ع به هدى من هدى من خلقه- قال و قال الله لنبيه وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ يعني إنك لتأمر بولاية علي و تدعو إليها و علي هو الصراط المستقيم صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ يعني عليا أنه جعله خازنه على ما في السماوات و ما في الأرض من شيء و ائتمنه عليه أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ .
و قال علي بن إبراهيم في قوله: « وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ » أي تدعو إلى الإمامة المستوية ثم قال: « صِراطِ اللَّهِ » أي حجة الله الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ «أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ »
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَيْثَمِ عَنْ صَلْتِ بْنِ الْحُرَّةِ قَالَ كُنْتُ جَالِساً مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ع فَقَرَأَ وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ قَالَ: هَدْيُ النَّاسِ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ إِلَى عَلِيٍّ ع ضَلَّ عَنْهُ مَنْ ضَلَّ وَ اهْتَدَى مَنِ اهْتَدَى.
43 سورة الزخرف مكية آياتها تسع و ثمانون 89
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ حم حرف من الاسم الأعظم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ يعني القرآن الواضح
و قوله: وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ يعني أمير المؤمنين ع مكتوب في الحمد في قوله: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع
و قوله: أَ فَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً استفهام- أي ندعكم مهملين لا نحتج عليكم برسول الله ص أو
بإمام أو بحجج- و قوله وَ كَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ- وَ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍ إلى قوله أَشَدَّ مِنْهُمْ يعني من قريش بَطْشاً وَ مَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ و قوله الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً أي مستقرا وَ جَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا أي طرقا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ يعني كي تهتدوا- ثم احتج على الدهرية فقال: وَ الَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ- فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ و قوله: وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَ الْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ هو معطوف على قوله « وَ الْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَ مَنافِعُ- وَ مِنْها تَأْكُلُونَ » و قوله: لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ- ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ- وَ تَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا- وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ
قَالَ: فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ ظَرِيفٍ [سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ] عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ أَمْسَكْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع بِالرِّكَابِ- وَ هُوَ يُرِيدُ أَنْ يَرْكَبَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ تَبَسَّمَ- فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَأَيْتُكَ رَفَعْتَ رَأْسَكَ ثُمَّ تَبَسَّمْتَ قَالَ: نَعَمْ يَا أَصْبَغُ أَمْسَكْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ ص كَمَا أَمْسَكْتَ لِي- فَرَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ تَبَسَّمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ تَبَسُّمِهِ- كَمَا سَأَلْتَنِي وَ سَأُخْبِرُكَ كَمَا أَخْبَرَنِي- أَمْسَكْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ ص بَغْلَتَهُ الشَّهْبَاءَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَ تَبَسَّمَ- فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ص رَفَعْتَ رَأْسَكَ إِلَى السَّمَاءِ وَ تَبَسَّمْتَ لِمَا ذَا فَقَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَرْكَبُ فَيَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ثُمَّ يَقُولُ: «أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي- فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ» إِلَّا قَالَ السَّيِّدُ الْكَرِيمُ «يَا مَلَائِكَتِي عَبْدِي يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي- اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ ذُنُوبَهُ
» و قوله: وَ جَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً قال قالت قريش: إن الملائكة هم بنات الله- ثم قال على حد الاستفهام أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَ أَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ وَ إِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلًا يعني إذا ولدت لهم البنات ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ و هو معطوف على قوله وَ يَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَ لَهُمْ ما يَشْتَهُونَ
و قال أيضا في قوله « سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا- وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ »
قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ حَمَلْتُ مَتَاعاً إِلَى مَكَّةَ فَكَسَدَ عَلَيَّ فَجِئْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَدَخَلْتُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي قَدْ حَمَلْتُ مَتَاعاً إِلَى مَكَّةَ فَكَسَدَ عَلَيَّ وَ قَدْ أَرَدْتُ مِصْرَ فَأَرْكَبُ بَحْراً أَوْ بَرّاً فَقَالَ:
بِمِصْرَ الْحُتُوفُ وَ تُفِيضُ إِلَيْهَا أَقْصَرُ النَّاسِ أَعْمَاراً- قَالَ النَّبِيُّ ص: لَا تَغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ بِطِينِهَا- وَ لَا تَشْرَبُوا فِي فَخَّارِهَا- فَإِنَّهُ يُورِثُ الذِّلَّةَ وَ يَذْهَبُ بِالْغَيْرَةِ ثُمَّ قَالَ لَا، عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَتُصَلِّيَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ- وَ تَسْتَخِيرَ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ مَرَّةً- فَإِذَا عَزَمْتَ عَلَى شَيْءٍ وَ رَكِبْتَ الْبَحْرَ- أَوْ إِذَا اسْتَوَيْتَ عَلَى رَاحِلَتِكَ فَقُلْ: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ- وَ إِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ فَإِنَّهُ مَا رَكِبَ أَحَدٌ ظَهْراً فَقَالَ هَذَا وَ سَقَطَ إِلَّا لَمْ يُصِبْهُ كَسْرٌ وَ لَا وَثْيٌ 494 وَ لَا وَهْنٌ وَ إِنْ رَكِبْتَ بَحْراً فَقُلْ حِينَ تَرْكَبُ: بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ مُرْساها ، فَإِذَا ضَرَبَتْ بِكَ الْأَمْوَاجُ فَاتَّكِئْ عَلَى يَسَارِكَ- وَ أَشِرْ إِلَى الْمَوْجِ بِيَدِكَ وَ قُلْ: اسْكُنْ بِسَكِينَةِ اللَّهِ وَ قِرَّ بِقَرَارِ اللَّهِ- وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَسْبَاطٍ: قَدْ رَكِبْتُ الْبَحْرَ فَكَانَ إِذَا هَاجَ الْمَوْجُ- قُلْتُ كَمَا أَمَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ ع فَيَتَنَفَّسُ 495 الْمَوْجُ- وَ لَا يُصِيبُنَا مِنْهُ شَيْءٌ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا السَّكِينَةُ قَالَ: رِيحٌ مِنَ الْجَنَّةِ لَهَا وَجْهٌ كَوَجْهِ الْإِنْسَانِ طَيِّبَةٌ- وَ كَانَتْ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَ تَكُونُ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
. قوله
أَ وَ مَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ أي ينشأ في الذهب وَ هُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ قال إن موسى ع أعطاه الله من القوة- أن أرى فرعون صورته على فرس من ذهب رطب- عليه ثياب من ذهب رطب، فقال فرعون أَ وَ مَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ
أي ينشأ بالذهب وَ هُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ قال: لا يبين الكلام و لا يتبين من الناس- و لو كان نبيا لكان بخلاف الناس