کتابخانه روایات شیعه
عليه السلام- في أم الكتاب في قوله- عز و جل- اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ .
و بإسناده 381 ، الى المفضل بن عمر، قال: سألت أبا عبد اللّه- عليه السلام- عن «الصراط».
فقال: هو الطريق الى المعرفة اللّه- عز و جل. و هما صراطان، صراط في الدنيا، و صراط في الاخرة.
فأما الصراط [الذي] 382 في الدنيا، فهو الامام المفترض الطاعة. من عرفه في الدنيا و اقتدى بهداه، مر على الصراط الذي هو جسر جهنم في الاخرة، و من لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الاخرة. فتردى في نار جهنم.
و في تفسير علي بن ابراهيم 383 :- أيضا- بإسناده الى حفص بن غياث، قال :
وصف أبو عبد اللّه- عليه السلام- «الصراط»، فقال: ألف سنة، صعود، و ألف سنة، هبوط، و ألف سنة، حذاك 384 .
و الى سعدان بن مسلم 385 ، عن أبي عبد اللّه- عليه السلام- قال : سألته عن «الصراط».
قال: هو أدق من الشعر و أحد من السيف. فمنهم من يمر عليه، مثل البرق.
و منهم من يمر عليه، مثل عدو الفرس. و منهم من يمر عليه، ماشيا. و منهم من يمر عليه، حبوا. و منهم من يمر عليه متعلقا، فتأخذ النار منه شيئا و تترك منه شيئا.
و في كتاب معاني الأخبار 386 - أيضا- بإسناده الى أبي عبد اللّه- عليه السلام- قال: الصراط المستقيم، أمير المؤمنين.
حدثنا 387 محمد بن القسم 388 الأسترآبادي المفسر. قال: حدثني يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار 389 ، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب- عليهم السلام - في قوله: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ، قال: أدم لنا توفيقك الذي به أطعناك في ما مضى من 390 أيامنا، حتى نطيعك كذلك في مستقبل أعمارنا.
و الصراط المستقيم، هو الصراطان: صراط في الدنيا، و صراط في الاخرة.
فأما الطريق المستقيم 391 ، في الدنيا، فهو ما قصر عن الغلو، و ارتفع عن التقصير، و استقام، فلم يعدل الى شيء من الباطل.
و 392 الطريق الاخر، [فهو] 393 طريق المؤمنين، الى الجنة، الذي هو مستقيم.
لا يعدلون عن الجنة الى النار، و لا الى غير النار، سوى الجنة.
قال: و قال جعفر بن محمد الصادق- عليه السلام - في قوله- عز و جل:
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ، قال: يقول: أرشدنا الصراط المستقيم. أرشدنا للزوم
الطريق المؤدي الى محبتك، و المبلغ دينك، و المانع من أن نتبع هوانا 394 ، فنعطب، أو نأخذ بآرائنا، فنهلك.
و بإسناده 395 الى محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: حدثني ثابت الثمالي، عن سيد العابدين، علي بن الحسين- عليهما السلام- قال : نحن أبواب اللّه. و نحن الصراط المستقيم.
و بإسناده 396 الى سعد بن طريف، عن أبى جعفر- عليه السلام- قال: قال رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله : يا علي! إذا كان يوم القيامة، أقعد أنا و أنت و جبرئيل، على الصراط. فلم يجز أحد الا من كان معه كتاب، فيه براءة بولايتك.
و في أصول الكافي 397 : بإسناده الى أبي جعفر- عليه السلام- قال : أوحى اللّه تعالى الى نبيه- صلى اللّه عليه و آله- فاستمسك بالذي أوحى اليك. انك على صراط مستقيم 398 .
قال: انك على ولاية علي- عليه السلام- و علي- عليه السلام- هو «الصراط المستقيم».
علي بن محمد 399 عن بعض أصحابنا، عن ابن محبوب، عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي- عليه السلام- قال : قلت:
قال: ان اللّه ضرب مثل من حاد عن ولاية علي، كمثل 401 من يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره. و جعل من تبعه سويا على صراط مستقيم. و الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ أمير المؤمنين- عليه السلام-.
و في شرح الآيات الباهرة 402 : قال الامام- عليه السلام-: قال جعفر بن محمد الصادق- عليهما السلام - فقوله عز و جل: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» :
يقول: أرشدنا الصراط المستقيم، للزوم الطريق المؤدي الى محبتك و المبلغ [الى] 403 جنتك، و المانع من أن نتبع أهواءنا، فنعطب، او نأخذ بآرائنا، فنهلك.
و قال أمير المؤمنين- عليه السلام-: قال رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله- عن جبرئيل، عن اللّه- عز و جل- «انه قال» 404 : يا عبادي! كلكم ضال، الا من هديته. فسلوني الهدى أهدكم.
و منه: يا عبادي! اعملوا أفضل الطاعات و أعظمها لأسامحكم 405 ، و ان قصرتم فيما سواها. و اتركوا أعظم المعاصي و أقبحها لئلا 406 أناقشكم في ركوب ما عداها.
ان أعظم الطاعات، توحيدي و تصديق نبيي و التسليم لمن نصبه بعده، و هو علي ابن أبي طالب و الائمة الطاهرون- عليهم السلام- من نسله. و ان أعظم المعاصي
عندي، الكفر بي و بنبيي و منابذة وصي محمد من بعده، علي بن أبي طالب و أوليائه بعده. فان أردتم أن تكونوا عندي، في المنظر الأعلى، و الشرف الأشرف، فلا يكونن أحد من عبادي آثر عنده من محمد، و بعده من أخيه علي، و بعدهما من أبنائهما، القائمين بأمور عبادي، بعدهما. فان من كانت تلك عقيدته، جعلته من أشراف ملوك جناتي.
و اعلموا ان أبغض الخلق الي، من تمثل بي و ادعى ربوبيتي. و أبغضهم الي بعده، من تمثل بمحمد و نازعه نبوته، و ادعاها. و أبغضهم الي بعده، من تمثل بوصي محمد- صلى اللّه عليه و آله- و نازعه محله و شرفه، و ادعاهما. و أبغض الخلق الي من بعد هؤلاء، المدعين لما به 407 لسخطي، يتعرضون من كان لهم على ذلك من المعاونين. و أبغض الخلق الي بعد هؤلاء، من كان بفعلهم من الراضين و ان لم يكن لهم من المعاونين.
و كذلك أحب الخلق الي، القوامون بحقي. و أفضلهم لدي و أكرمهم عليّ، محمد، سيد الورى، و أكرمهم و أفضلهم بعده، علي، أخو المصطفى، المرتضى ثم بعدهما، القوامون بالقسط، من 408 أئمة الحق. و أفضل الناس بعدهم، من أعانهم على (حقهم. و أحب الخلق الي) 409 بعدهم، من أحبهم و أبغض أعداءهم و ان لم يمكنه معونتهم.
صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ : بدل من الاول، بدل الكل، لفائدتين:
إحداهما: التأكيد بذكر «الصراط»، مرتين، لفظا. و تكرير العامل، تقديرا.
و يلزمهما تكرير النسبة.
و ثانيتهما: الإيضاح بتفسير المبهم. و فيه- أيضا- نوع تأكيد. فان ذكر الشيء مبهما و تفسيره، يفيد تقريره و تأكيده.
و قرئ «من أنعمت عليهم». و «عليهم» في محل النصب، على المفعولية.
و «الانعام»، إيصال النعمة. و هي في الأصل، الحالة التي يستلذها الإنسان.
فأطلقت على ما يستلذه، من النعمة، و هي التنعم. و نعم اللّه و ان كانت لا تحصى كما قال: وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها 410 ، تنحصر في جنسين: دنيوي و أخروي.
و الأول قسمان: موهبي و كسبي.
و الموهبي قسمان: روحاني، كالروح و ما يتبعه من القوى، كالفهم و الفكر و النطق. و جسماني، كالبدن و القوى الحالة فيه و الهيئات العارضة له من الصحة و كمال الأعضاء.
و الكسبي: تزكية النفس عن الرذائل، و تحليتها بالأخلاق و الملكات الفاضلة، و تزيين البدن بالهيئات المطبوعة، و الحلي المستحسنة، و حصول الجاه و المال.
و الثاني: أن يغفر ما فرط منه، و يرضى عنه، و يبوّؤه في أعلى عليين، مع الملائكة المقربين، أبد الآبدين.
و المراد، هو القسم الأخير و ما يكون وصلة الى نيله من القسم الآخر. و ما عدا ذلك، يشترك فيه المؤمن و الكافر. فالمراد بالمنعم عليهم، هم المؤمنون- مطلقا.
و أطلق الانعام و لم يقيد بنعمة خاصة، ليشمل كل انعام. و وجه صحة الشمول هو ادعاء أن من أنعم اللّه عليه، بنعمة الإسلام، لم يبق نعمة الا اصابته. و قيل: الأنبياء- عليهم السلام- و قيل: أصحاب موسى) 411 و عيسى- عليهما السلام- قبل التحريف
و النسخ.
و في كتاب معاني الأخبار 412 : بإسناده الى جعفر بن محمد- عليهما السلام- قال : قول اللّه- عز و جل- في «الحمد»: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ، يعني: محمدا و ذريته- صلوات اللّه عليهم.
حدثنا 413 محمد بن القاسم الأسترآبادي [، المفسر] 414 : حدثني يوسف بن «المتوكل، عن» 415 محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب- عليهم السلام - في قول اللّه تعالى: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ، أي: قولوا: اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم، بالتوفيق لدينك و طاعتك.
و هم الذين قال اللّه- عز و جل 416 : وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ، فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً .