کتابخانه روایات شیعه
حديث طويل. و فيه: و أمّا قوله: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ فالمراد 8707 : كلّ شيء هالك إلّا دينه. لأنّ من المحال أن يهلك منه كلّ شيء و يبقى الوجه. هو أجلّ [و أكرم] 8708 و أعظم من ذلك. و إنّما يهلك من ليس منه. ألا ترى أنّه قال 8709 : كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَ يَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ ففصل بين خلقه و وجهه.
و في كتاب التّوحيد 8710 بإسناده إلى أبي حمزة قال: قلت لأبي جعفر- عليه السّلام- قول اللَّه- عزّ و جلّ-: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ .
قال: يهلك كلّ شيء و يبقى الوجه. إنّ اللَّه- عزّ و جلّ- أعظم من أن يوصف بالوجه. و لكن معناه: كلّ شيء هالك إلّا دينه. و الوجه الّذي يؤتى منه.
و بإسناده إلى الحارث بن المغيرة النّصري 8711 قال: سألت أبا عبد الّله- عليه السّلام- عن قول اللَّه- عزّ و جلّ-: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ .
قال: كلّ شيء هالك، إلّا من أخذ طريق الحقّ.
و في محاسن البرقي 8712 ، مثله، إلّا أنّ آخره: من أخذ الطّريق الّذي أنتم عليه.
و في كتاب التّوحيد، 8713 بإسناده إلى صفوان الجمّال، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- في قول اللَّه- عزّ و جلّ- كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قال: من أتى اللَّه بما أمر به من طاعة محمّد و الأئمّة من بعده- صلوات اللَّه عليهم- فهو الوجه الّذي لا يهلك. ثمّ قراء مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ . 8714
و بإسناده- أيضا- إلى صفوان 8715 قال: قال أبو عبد اللَّه- عليه السّلام - نحن وجه اللَّه الّذي لا يهلك.
و بإسناده إلى صالح بن سعيد 8716 : عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام - في قول اللَّه- عزّ و جلّ-: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [قال: نحن.
و بإسناده إلى خيثمة 8717 قال: سألت أبا عبد اللَّه- عليه السّلام- عن قول اللَّه- عزّ و جلّ- كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ] 8718 .
قال: دينه. و كان رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم- و أمير المؤمنين- عليه السّلام- دين اللَّه. و وجهه و عينه في عباده. و لسانه الّذي ينطق به.
و يده على خلقه. و نحن وجه اللَّه، الّذي يؤتى منه لن نزال في عباده ما دامت للَّه فيهم روبة.
قلت: و ما الرّوبة؟
قال: الحاجة. فإذا لم يكن للَّه فيهم حاجة، رفعنا إليه و صنع ما أحبّ.
و في شرح الآيات الباهرة 8719 : قال محمّد بن العبّاس- رحمه اللَّه-: حدّثنا عبد اللَّه بن همام، عن عبد اللَّه بن جعفر، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن الأحول، عن سلام بن المستنير قال: سألت أبا جعفر- عليه السّلام- عن قول اللَّه- عزّ و جلّ- كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ .
قال: نحن [و اللَّه وجهه] 8720 الّذي قال. و لن يهلك إلى يوم القيامة، بما أمر اللَّه به من طاعتنا و موالاتنا. فذلك وجه اللَّه 8721 الّذي قال: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ و ليس منّا ميّت يموت، إلّا و خلفه عاقبة منه إلى يوم القيامة.
و قال 8722 - أيضا- أخبرنا عبد اللَّه بن العلا، عن المذاريّ 8723 ، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبد اللَّه بن عبد الرّحمن، عن عبد اللَّه بن القاسم، عن صالح بن سهيل 8724 ، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال: سمعته يقول: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قال: نحن وجه اللَّه- عزّ و جلّ-.
و قال 8725 - أيضا-: حدّثنا الحسن بن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرّحمن، عن يونس بن يعقوب عمّن حدّثه، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام - في قول اللَّه- عزّ و جلّ-: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إلّا ما أريد به وجه اللَّه. و وجه اللَّه
عليّ- عليه السّلام-.
لَهُ الْحُكْمُ : القضاء النّافذ في الخلق.
وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88): للجزاء بالحقّ.
تفسير سورة العنكبوت
سورة العنكبوت مكّيّة كلّها. و قيل: مدنيّة كلّها. و قيل: مكّيّة، إلّا عشر آيات في أوّلها فإنّها مدنيّة. و هي تسع و ستّون آية.» 8726 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 8727 بإسناده، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال: من قرأ سورة العنكبوت و الرّوم في شهر رمضان في ليلة ثلاث و عشرين، فهو- و اللَّه يا أبا محمّد- من أهل الجنّة. لا استثني فيه أبدا، و لا أخاف أن يكتب اللَّه عليّ في عيني إثما. و إنّ لهاتين السّورتين من اللَّه مكانا.
و في مجمع البيان 8728 : أبيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم-: و من قراء سورة العنكبوت، كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كلّ المؤمنين و المنافقين.
الم (1) سبق القول فيه. و وقوع الاستفهام بعده، دليل استقلاله بنفسه. أو بما يضمر معه.
الحسبان ممّا يتعلّق بمضامين الجمل، للدّلالة على جهة ثبوتها. و لذلك اقتضى مفعولين متلازمين. أو ما يسدّ مسدّهما كقوله: أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ
(2): فإنّ معناه: أ حسبوا تركهم غير مفتونين لقولهم: آمنا. فالترّك أوّل مفعوليه و غير مفتونين من تمامه. و لقولهم: أمنا، هو الثّاني، كقولك: حسبت ضربه للتّأديب. أو أنفسهم متروكين غير مفتونين لقولهم: آمنا. بل يمتحنهم اللَّه بمشاقّ التّكاليف. كالمهاجرة، و المجاهدة، و رفض الشّهوات، و وظائف الطّاعات، و أنواع المصائب في الأنفس و الأموال. ليتميزّ المخلص من المنافق و الثّابت في الدّين من المضطرب فيه. و لينالوا بالصّبر عليها عوالي الدّرجات. فإن مجرّد الإيمان و إن كان عن خلوص، لا يقتضي غير الخلاص من الخلود في العذاب.
قيل 8729 : إنّها نزلت في ناس من الصّحابة، جزعوا من أذى المشركين.
و قيل: في عمّار بن ياسر، قد عذّب في اللَّه.
و قيل: في مهجع مولى عمر بن الخطّاب، رماه عامر بن الحضرميّ 8730 بسهم [يوم بدر] 8731 فقتله. فجزع عليه أبواه و امرأته.
وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ : متّصل «بأحسب» أو «بلا يفتنون».
و المعنى أنّ ذلك سنّة قديمة جارية في الأمم كلّها. فلا ينبغي أن يتوقّع خلافه.