کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
و نذرت أمّ مريم للّه محرّرا، و محمّد صلى اللّه عليه و آله و سلم أكثر الخلق تقرّبا إلى اللّه في سائر الأحوال؛
و ذلك يوجب أن يكون قد أتى عند أن سأله 352 الزهراء عليها السّلام بأضعاف ما قالت أمّ مريم بموجب فضله على الخلائق؛
و كان نذرها من قبل الامّ، و هو يقتضي تنصّف منزلته ممّا ينذره الأب؛
قوله تعالى: وَ كَفَّلَها زَكَرِيَّا 353 و الزهراء كفّلها رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم.
و لا خلاف في فضل كفالة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم على كلّ كفالة؛
و كفالة اليتيم مندوب إليها، و كفالة الولد واجبة.
ولدت مريم بعيسى عليه السّلام في أيّام الجاهليّة؛
و ولدت فاطمة بالحسن و الحسين على فطرة الإسلام.
و كان اللّه أعلم مريم بسلامتها و بسلامة ما حملته، فلا يجوز أن يتطرّق إليها خوف؛
و الزهراء حملت بهما و هي لا تعلم ما يكون من حالها في الحمل و الوضع من السلامة و العطب، فينبغي أن يكون في ذلك مثوبة زائدة، و لذلك فضّل المسلمون على الملائكة يوم بدر في القتال، لأنّهم كانوا بين الخوف و الرجاء في سلامتهم، و الملائكة ليسوا كذلك.
و قيل لها أَلَّا تَحْزَنِي 354 ، و قال النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم: يا فاطمة، إنّ اللّه يرضى لرضاك.
و قيل لها: فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا 355 و فاطمة عليها السّلام خامسة أهل العباء.
و افتخار جبرئيل بكلّ واحد منهم قوله: من مثلي و أنا سادس خمسة.
و لها: تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا* فَكُلِي وَ اشْرَبِي 356 يحتمل أنّ النخلة و النهر كانا موجودين قبل ذلك، لأنّه لم يبق لهما أثر مثل ما بقي لزمزم و المقام و موضع التنّور و انفلاق البحر، و ردّ الشمس، و للزهراء عليها السّلام حديث التمر الصيحاني، و قدس الماء.
و روي أنّه بكت أمّ أيمن و قالت: يا رسول اللّه، فاطمة زوّجتها و لم تنثر عليها شيئا؛
فقال: يا أمّ أيمن! لم تكذبين 357 ؟! فإنّ اللّه تعالى لمّا زوّج فاطمة عليّا، أمر أشجار
الجنّة أن تنثر عليهم من حليّها و حللها و ياقوتها و زمرّدها و استبرقها فأخذوا منها ما لا يعلمون و تكلّمت الملائكة مع مريم:
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ 358 أراد نساء عالم أهل زمانها كقوله لبني إسرائيل: وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ* 359 .
و ليسوا بأفضل من المسلمين، [ل] قوله: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ 360 .
ثمّ إنّ الصفات في هذه الآية يشاركها غيرها، [ل] قوله: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ - إلى قوله- ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ 361 و فاطمة و ذرّيتها من جملتهم؛
و قال النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم: فاطمة سيّدة نساء العالمين من الأوّلين و الآخرين، و إنّها لتقوم في محرابها فيسلّم عليها سبعون ألف ملك من المقرّبين، و ينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون: يا فاطمة، «إنّ اللّه اصطفاك و طهّرك و اصطفاك على نساء العالمين».
و إنّه كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً 362 . و ليس في نفس الآية أنّ ذلك كان اللّه تعالى يخلقه اختراعا، أو يأتيها به الملك، و إنّما هو يدلّ على كثرة شكرها للّه تعالى كما تقول: رزقني اللّه اليوم درهما كما قال: قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ 363 .
و للزهراء من هذا الباب ما لا ينكره مسلم، من حديث المقداد، و خبر الطائر و الرمّان، و العنب، و التفّاح، و السفرجل و غيرها، و ذلك ممّا يقطع على أنّها كانت تأكل ما لم يكن لغيرها من جميع الخلق بعد هبوط آدم و حوّاء.
و في الحديث: أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم دخل على فاطمة عليها السّلام و هي في مصلّاها، و خلفها جفنة يفور دخانها، فأخرجت فاطمة الجفنة فوضعتها بين أيديهما، فسأل عليّ عليه السّلام: أنّى لك هذا؟ قالت: هو من فضل اللّه و رزقه، إنّ اللّه يرزق من يشاء بغير حساب.
و رزق مريم من الجنّة، و خلق فاطمة عليها السّلام من رزق الجنّة، و في الحديث:
فناولني جبرئيل رطبة من رطبها، فأكلتها، فتحوّلت بذلك نطفة في صلبي.
و قد مدح اللّه تعالى مريم في القرآن بعشرين مدحة؛
و صحّ في الأخبار: لفاطمة عليها السّلام عشرون اسما، كلّ اسم يدلّ على فضيلة؛
ذكرها ابن بابويه في «كتاب مولد فاطمة عليها السّلام».
و قال تعالى [لها]: وَ مَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها 364 يريد بذلك العفاف، لا الملامسة و الذريّة لأنّه لو لم يكن كذلك لجعل حملها له و وضعها و مخاضها بغير ما جرت به العادة، فلمّا جعله على مجرى العادة دلّ على مقالنا.
و يؤكّد ذلك الأخبار الواردة في مدح التزويج، و طلب الولد، و ذمّ العزوبة.
و قال تعالى للزهراء و لأولادها: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ 365
قال حسّان بن ثابت:
و إنّ مريم أحصنت فرجها
و جاءت بعيسى كبدر الدجى
فقد أحصنت فاطم بعدها
و جاءت بسبطي نبيّ الهدى 366
استدراك (1) حَبَّةٍ 367 : فاطمة عليها السّلام.
(2) إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ 368 : أي على نساء عالمي زمانك؛
لأنّ فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم سيّدة نساء العالمين.
(3) نِساءَنا 369 : فاطمة عليها السّلام.
(4) ذَا الْقُرْبى 370 : فاطمة عليها السّلام.
(5) رَحْمَتُهُ 371 : فاطمة عليها السّلام.
(6) كَمِشْكاةٍ 372 : فاطمة عليها السّلام.
(7) ذُرِّيَّاتِنا 373 : فاطمة عليها السّلام.
(8) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ 374 : يعني نصر فاطمة لمحبّيها.
(9) فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ 375 : جعل فدك لفاطمة بأمر اللّه.
(10) اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً 376 : تسبيح فاطمة الزهراء عليها السّلام من الذكر الكثير.
(11) وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ ... وَ لا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ 377 : فإذا دخلت الجنّة و نظرت إلى ما أعدّ اللّه لها من الكرامة قرأت: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ... فِيها لُغُوبٌ
(12) لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ 378 : فهي فاطمة عليها السّلام.
(13) حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً 379 : لمّا حملت فاطمة عليها السّلام بالحسين عليه السّلام كرهت حمله ...
لكنّها كرهته لمّا علمت أنّه سيقتل، و فيه نزلت هذه الآية.
(14) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ 380 :
لمّا كتب الأوّل كتاب فدك يردّها على فاطمة منعه الثاني فهو «معتد مريب».
(15) إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ 381 : في رواية أنّ فاطمة عليها السّلام رأت رؤيا معيّنة و بعد إخبارها الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلم أنزل اللّه الآية.
(16) وَ مَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها 382 : هذا مثل ضربه اللّه لفاطمة عليها السّلام.
(2) باب فضائلها المشتركة مع سائر الخمسة عليهم السّلام و غيرهم في القرآن 383
الآيات:
(1) الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ 384 ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: إنّ اللّه جعل عليّا و زوجته و أبناءه حجج اللّه على خلقه، و هم أبواب العلم في أمّتي، من اهتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم.
(2) وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ 385 : أسماء أنبياء اللّه، و أسماء محمّد صلى اللّه عليه و آله و سلم و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين و الطيّبين من آلهم عليهم السّلام، و أسماء خيار شيعتهم، و عتاة أعدائهم.
(3) اسْجُدُوا لِآدَمَ 386 : أمر اللّه تعالى الملائكة بالسجود لآدم تعظيما له أنّه قد فضّله
بأن جعله وعاء لتلك الأشباح الّتي عمّ أنوارها الآفاق.
(4) الشَّجَرَةَ 387 : شجرة العلم فإنّها لمحمّد و آله عليهم السّلام خاصّة دون غيرهم، و لا يتناول منها بأمر اللّه إلّا هم، و منها ما كان يتناوله النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام.
(5) كَلِماتٍ 388 : محمّد، و عليّ، و فاطمة، و الحسن، و الحسين عليهم السّلام.
(6) فَتابَ عَلَيْكُمْ 389 : فلمّا استمرّ القتل فيهم ... فاجتمعوا و ضجّوا:
يا ربّنا! بجاه محمّد الأكرم، و بجاه عليّ الأفضل الأعظم، و بجاه فاطمة الفضلى، و بجاه الحسن و الحسين ... لمّا غفرت لنا ... فرفع عنهم القتل.
(7) وَ إِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ 390 : قال موسى: اللهمّ بحقّ محمّد سيّد الأنبياء، و بحقّ عليّ سيّد الأوصياء، و بحقّ فاطمة سيّدة النساء، و بحقّ الحسن سيّد الأولياء، و بحقّ الحسين سيّد الشهداء، و بحقّ عترتهم و خلفائهم سادة الأزكياء، لمّا سقيت عبادك هؤلاء.
(8) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا 391 و آمَنْتُمْ 392
عني بذلك عليّا و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام.
(9) الصَّلاةِ 393 : رسول اللّه و أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام.
(10) إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ 394
دخل النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم على فاطمة الزهراء عليها السّلام و عائشة ... فقال النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم:
يا عائشة أو ما علمت أنّ اللّه اصطفى آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران و عليّا و الحسن و الحسين و حمزة و جعفر و فاطمة و خديجة على العالمين.
(11) وَ مَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ 395
إنّ اللّه جعل عليّا و زوجته و أبناءه عليهم السّلام حجج اللّه على خلقه؛
و هم أبواب العلم في أمّتي، من اهتدى بهم هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ .
(12) إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ 396
عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام.
(13) أَوْ أُنْثى 397 : الفواطم الثلاث المهاجرات مع عليّ عليهم السّلام.
(14) الصَّالِحِينَ 398 : فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام.
(15) الْوَسِيلَةَ 399 : قال صلى اللّه عليه و آله و سلم: في الجنّة درجة تدعى الوسيلة، فإذا سألتم اللّه تعالى فاسألوه لي الوسيلة.
قالوا: يا رسول اللّه، من يسكن معك فيها؟ قال: عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين.
(16) وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ 400 :
النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام.
(17) الْحَقَ 401 : إذا كنت رسول اللّه، و عليّ وصيّك من بعدك، و فاطمة بنتك سيّدة نساء العالمين، و الحسن و الحسين، ابناك سيّدا شباب أهل الجنّة، و حمزة عمّك سيّد الشهداء، و جعفر الطيّار ابن عمّك يطير مع الملائكة في الجنّة، و السقاية للعبّاس عمّك ... إن كان هذا هو الحقّ من عندك، فأمطر علينا حجارة من السماء.
(18) لِذِي الْقُرْبى 402
فاطمة عليها السّلام، و من يلي أمرها من بعدها من ذرّيتها، الحجج على الناس.
(19) أُولُوا الْأَرْحامِ 403 : النبيّ و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام.
(20) الصَّادِقِينَ 404 : عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام و ذرّيتهم الطاهرون إلى يوم القيامة.
(21) أَهْلَ الْبَيْتِ 405 : عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام.
(22) طُوبى لَهُمْ 406 : قال عليه السّلام: لقد شهد أملاك فاطمة جبرئيل و ميكائيل و اسرافيل في ألوف من الملائكة و لقد أمر اللّه طوبى فنثرت عليهم من حللها و ....
الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ
فقال: هي شجرة في الجنّة أصلها في داري و فرعها في الجنّة، فقيل له:
يا رسول اللّه سألناك عنها فقلت: هي شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ و فاطمة،
و فرعها على أهل الجنّة؛
فقال: إنّ داري و دار عليّ و فاطمة غدا في مكان واحد.
(23) كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ 407 : قال جبرئيل للنبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم:
أنت الشجرة، و عليّ غصنها، و فاطمة ورقها، و الحسن و الحسين ثمارها.
(24) أَهْلَ الذِّكْرِ 408 : محمّد و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام.
(25) ذِي الْقُرْبى 409 : فاطمة، و أولادها عليهم السّلام.
(26) آياتِنا 410 : عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام.
نزلت في عليّ و فاطمة عليها السّلام حيث أهدى ملك حبشة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم عشرة إماء.
(28) يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ 412 :
هم النبيّ و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام.
(29) وَ يُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ 413 :
يبشّر محمّد صلى اللّه عليه و آله و سلم بالجنّة عليّا و جعفرا و عقيلا و حمزة و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام.
(30) وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ 414 :
كلمات في محمّد، و عليّ و فاطمة، و الحسن، و الحسين عليهم السّلام.
(31) وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ 415 : نزلت في عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام؛
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يأتي باب فاطمة عليها السّلام كلّ سحرة فيقول:
السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللّه و بركاته، الصلاة يرحمكم اللّه ....
(32) عِبادٌ مُكْرَمُونَ 416 : محمّد و عليّ و فاطمة عليهم السّلام.