کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
قال: قلت: و لم ذاك؟ قال: لأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان تمريّا، و كان أمير المؤمنين عليه السلام تمريّا، و كان الحسن عليه السلام تمريّا، و كان أبو عبد اللّه الحسين عليه السلام تمريّا، و كان زين العابدين عليه السلام تمريّا، و كان أبو جعفر عليه السلام تمريّا، و كان أبو عبد اللّه عليه السلام تمريّا، و كان أبي تمريّا، و أنا تمريّ، و شيعتنا يحبّون التمر، لأنّهم خلقوا من طينتنا، و أعداؤنا يا سليمان، يحبّون المسكر، لأنّهم خلقوا من مارج من نار. 17309
9- و منه: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام و قد اختضب بالسواد. 17310
استدراك
(1) الإستبصار و تهذيب الأحكام: عن محمّد بن عليّ بن محبوب، عن موسى بن عمر، عن معمّر بن خلّاد، قال:
أرسل إليّ أبو الحسن الرضا عليه السلام في حاجة فدخلت عليه، فقال: انصرف فإذا كان غدا فتعال، و لا تجيء إلّا بعد طلوع الشمس، فإنّي أنام إذا صلّيت الفجر. 17311
(2) العدد القويّة: من كتاب الذخيرة: كان عليّ بن موسى عليهما السلام غزير الفضل، واسع الرواية، وافر الأدب، متقن الدراية، ذا عمل و علم و زهد و ورع و حلم. 17312
(3) الإتحاف بحبّ الأشراف: يقال: إنّ عليّا الرضا عليه السلام أعتق ألف مملوك. 17313
2- باب كلامه عليه السلام في التقيّة
(1) التفسير المنسوب للإمام العسكريّ عليه السلام: قال عليه السلام:
و لمّا جعل إلى عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام ولاية العهد، دخل عليه آذنه، فقال:
إنّ قوما بالباب يستأذنون عليك، يقولون: نحن من شيعة عليّ عليه السلام.
فقال: أنا مشغول فاصرفهم. فصرفهم.
فلمّا كان في اليوم الثاني جاءوا و قالوا كذلك، فقال مثلها، فصرفهم إلى أن جاءوه هكذا يقولون و يصرفهم شهرين، ثمّ أيسوا من الوصول، و قالوا للحاجب:
قل لمولانا: إنّا شيعة أبيك عليّ بن أبي طالب عليه السلام، و قد شمت بنا أعداؤنا في حجابك لنا، و نحن ننصرف هذه الكرّة، و نهرب من بلدنا خجلا و أنفة ممّا لحقنا، و عجزا عن احتمال مضض ما يلحقنا بشماتة أعدائنا.
فقال عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام: ائذن لهم ليدخلوا، فدخلوا عليه، فسلّموا عليه، فلم يردّ عليهم، و لم يأذن لهم بالجلوس، فبقوا قياما، فقالوا:
يا بن رسول اللّه، ما هذا الجفاء العظيم و الاستخفاف بعد هذا الحجاب الصعب؟ أيّ باقية تبقى منّا بعد هذا؟
فقال الرضا عليه السلام اقرءوا:
«و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفوا عن كثير» 17314 ما اقتديت إلّا بربّي عزّ و جلّ فيكم، و برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و بأمير المؤمنين عليه السلام و من بعده من آبائي الطاهرين عليهم السلام عتبوا عليكم، فاقتديت بهم.
قالوا: لما ذا يا بن رسول اللّه؟
قال لهم: لدعواكم أنّكم شيعة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، و يحكم إنّما شيعته الحسن و الحسين عليهما السلام و سلمان و أبو ذرّ و المقداد و عمّار و محمّد بن أبي بكر،
الّذين لم يخالفوا شيئا من أوامره، و لم يرتكبوا شيئا من فنون زواجره.
فأمّا أنتم إذا قلتم أنّكم شيعته، و أنتم في أكثر أعمالكم له مخالفون، مقصّرون في كثير من الفرائض، و متهاونون بعظيم حقوق إخوانكم في اللّه، و تتّقون حيث لا تجب التقيّة، و تتركون التقيّة حيث لا بدّ من التقيّة.
لو قلتم أنّكم موالوه و محبّوه، و الموالون لأوليائه، و المعادون لأعدائه، لم انكره من قولكم، و لكن هذه مرتبة شريفة ادّعيتموها، إن لم تصدّقوا قولكم بفعلتكم هلكتم، إلّا أن تتداركم رحمة من ربّكم.
قالوا: يا بن رسول اللّه، فإنّا نستغفر اللّه و نتوب إليه من قولنا، بل نقول- كما علّمنا مولانا- نحن محبّوكم و محبّو أوليائكم، و معاد و أعدائكم.
قال الرضا عليه السلام: فمرحبا بكم يا إخواني و أهل ودّي، ارتفعوا، ارتفعوا، فما زال يرفعهم حتّى ألصقهم بنفسه.
ثمّ قال لحاجبه: كم مرّة حجبتهم؟ قال: ستّين مرّة.
فقال لحاجبه: فاختلف إليهم ستّين مرّة متوالية، فسلّم عليهم و اقرأهم سلامي، قد محوا ما كان من ذنوبهم باستغفارهم و توبتهم، و استحقّوا الكرامة لمحبّتهم لنا و موالاتهم.
و تفقّد امورهم و امور عيالاتهم، فأوسعهم بنفقات و مبرّات و صلات و دفع معرّات. 17315
الاحتجاج: بإسناده إلى أبي محمّد العسكريّ عليه السلام (مثله باختلاف يسير). 17316
3- باب خصوص علمه عليه السلام
الأخبار: الأئمّة: الكاظم عليه السلام
1- إعلام الورى: قال أبو الصلت: و لقد حدّثني محمّد بن إسحاق بن موسى بن جعفر، عن أبيه، أنّ موسى بن جعفر عليهما السلام كان يقول لبنيه: هذا أخوكم عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام عالم آل محمّد فاسألوه عن أديانكم، و احفظوا ما يقول لكم، فإنّي سمعت أبي جعفر بن محمّد عليهما السلام غير مرّة يقول لي: إنّ عالم آل محمّد لفي صلبك، و ليتني أدركته، فإنّه سمّي أمير المؤمنين عليّ عليه السلام. 17317
الأصحاب:
2- إعلام الورى: روى الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ بإسناده، عن الفضل بن العبّاس، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ، قال:
ما رأيت أعلم من عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام، و لا رآه عالم إلّا شهد له بمثل شهادتي، و لقد جمع المأمون في مجالس له ذوات عدد علماء الأديان، و فقهاء الشريعة و المتكلّمين، فغلبهم عن آخرهم، حتّى ما بقي أحد منهم إلّا أقرّ له بالفضل، و أقرّ على نفسه بالقصور، و لقد سمعت عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام، يقول:
كنت أجلس في الروضة و العلماء بالمدينة متوافرون، فإذا أعيا الواحد منهم عن مسألة أشاروا إليّ بأجمعهم، و بعثوا إليّ بالمسائل فاجيب عنها. 17318
3- أمالي الصدوق و عيون أخبار الرضا: البيهقيّ، عن الصوليّ، عن أبي ذكوان، قال: سمعت إبراهيم بن العبّاس، يقول:
ما رأيت الرضا عليه السلام سئل عن شيء قطّ إلّا علمه، و لا رأيت أعلم منه بما كان في
الزمان [الأوّل] 17319 إلى وقته و عصره.
و كان المأمون يمتحنه 17320 بالسؤال عن كلّ شيء فيجيب فيه، و كان كلامه كلّه و جوابه و تمثّله انتزاعات من القرآن 17321 ، و كان يختمه في كلّ ثلاثة، و يقول: لو أردت أن أختمه في أقلّ 17322 من ثلاثة لختمته، و لكنّي ما مررت بآية قطّ إلّا فكّرت فيها، و في أيّ شيء انزلت و في أيّ وقت، فلذلك صرت أختم في كلّ ثلاثة أيّام. 17323
4- غيبة الطوسيّ: الحميريّ، عن اليقطينيّ، قال:
لمّا اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا عليه السلام، جمعت من مسائله ممّا سئل عنه و أجاب عنه خمسة عشر ألف مسألة. 17324
5- المناقب لابن شهر اشوب: «الجلاء و الشفاء» قال محمّد بن عيسى اليقطينيّ:
لمّا اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا عليه السلام جمعت من مسائله ممّا سئل عنه و أجاب فيه ثمانية عشر ألف مسألة.
و قد روى عنه جماعة من المصنّفين منهم: أبو بكر الخطيب في تاريخه، و الثعلبيّ في تفسيره، و السمعانيّ في رسالته، و ابن المعتزّ في كتابه و غيرهم. 17325
6- المناقب لابن شهر اشوب: و في المحاضرات: أنّه ليس في الأرض سبعة أشراف
عند الخاصّ و العامّ كتب عنهم الحديث، إلّا عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام. 17326
استدراك
(1) بصائر الدرجات: حدّثنا محمّد بن الحسين، عن محمّد بن الهيثم، أو عمّن رواه عنه، أو عن بعض أصحابنا عن عمر بن يزيد، قال:
قلت: لأبي الحسن الرضا عليه السلام: إنّي سألت أباك عن مسألة اريد أن أسألك عنها.
قال: و عن أيّ شيء تسأل؟ قال: قلت له: عندك علم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و كتبه، و علم الأوصياء، و كتبهم؟ قال: فقال: نعم، و أكثر من ذاك سل عمّا بدا لك.
مختصر البصائر: عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن الهيثم، عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن يزيد (مثله). 17327
(2) عيون أخبار الرضا: حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ، قال:
حدّثني محمّد بن يحيى الصوليّ، قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن إسحاق الطالقانيّ، قال: حدّثني أبي، قال: حلف رجل بخراسان بالطلاق أنّ معاوية ليس من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أيّام كان الرضا عليه السلام بها، فأفتى الفقهاء بطلاقها. فسئل الرضا عليه السلام، فأفتى: أنّها لا تطلّق، فكتب الفقهاء رقعة و أنفذوها إليه، و قالوا له: من أين قلت يا ابن رسول اللّه أنّها لم تطلّق؟ فوقّع عليه السلام في رقعتهم: قلت هذا من روايتكم، عن أبي سعيد الخدريّ: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال لمسلمة يوم الفتح و قد كثروا عليه: أنتم خير، و أصحابي خير، و لا هجرة بعد الفتح، فأمطل الهجرة و لم يجعل هؤلاء أصحابا له.
قال: فرجعوا إلى قوله. 17328
4- باب أقوال العلماء في حقّه عليه السلام
(1) الفصول المهمّة: قال بعض الأئمّة من أهل العلم: مناقب عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام من أجلّ المناقب، و إمداد فضائله و فواضله متوالية كتوالي الكتائب، و موالاته محمودة البوادي و العواقب، و عجائب أوصافه من غرائب العجائب، و سؤدده و نبله قد حلّ من الشرف في الذروة و المغارب، فلمواليه السعد الطالع، و لمناويه النحس الغارب.
أمّا شرف آبائه فأشهر من الصباح المنير، و أضوأ من عارض الشمس المستدير.
و أمّا أخلاقه و سماته و سيرته و صفاته و دلائله و علاماته فناهيك من فخار، و حسبك من علوّ مقدار، جاز على طريقة ورثها عن الآباء، و ورثها عنه البنون، فهم جميعا في كرم الارومة و طيب الجرثومة، كأسنان المشط متعادلون، فشرفا لهذا البيت المعالي الرتبة السامي المحلّة.
لقد طال السماء علاء و نبلا، و سما على الفراقد منزلة و محلا. و استوفى صفات الكمال فما يستثنى في شيء منه لغير، و إلّا انتظم هؤلاء الأئمّة انتظام اللآلئ، و تناسبوا في الشرف فاستوى المقدّم و التالي، و نالوا رتبة مجد يحيط عنها المقصّر و العالي، اجتهد عداتهم في خفض منازلهم و اللّه يرفعه، و ركبوا الصعب و الذلول في تشتيت شملهم و اللّه يجمعه، و كم ضيّعوا من حقوقهم ما لا يهمله اللّه و لا يضيعه. 17329
(2) سير أعلام النبلاء: عليّ الرضا عليه السلام سمع من أبيه و أعمامه، إسماعيل، و إسحاق، و عبد اللّه، و عليّ، أولاد جعفر، و عبد الرحمن بن أبي الموالي، و كان من العلم و الدين و السؤدد بمكان.
يقال: أفتى و هو شابّ في أيّام مالك. 17330